رواية لارا واسد – ما دار عاد الفصل الثاني 2 بقلم اسما السيد
رواية لارا واسد – ما دار عاد الفصل الثاني 2 بقلم اسما السيد
البارت الثاني
قالت بهدوء
ميت
هو ماكنش بيحبني يا ماما هو كان عايز يتجوز آله مش إنسانة.
الناس في الحارة ما رحمتهاش بدأ الكلام ينتشر
أسد سابها عشان اتربت برا ويا عالم غلطت ولا لا
أكيد في حاجة غلط فيها مش هيسيبها من نفسه كده
هو راجل محترم عارف مصلحته إنما البنت مشكوك بامرها.
أما هو فكان ماشي في الشارع بعدها بأيام شايل على وشه نظرة ندم غريب بس كبرياؤه مانعه يقول الحقيقة.
كان كل يوم ينزل ويقف قدام شقتها ماهم ساكنين مع بعض يوقف لحظة وبعدين يكمل كأنه ميت.
أما لارا فقررت تسافر تاني.
قالت لأمها
أنا مش هرجع تاني البلد دي ولا الحارة دي. أنا رجعت أدور على وطن لقيت وجع.
وقبل ما تسافر بيوم سابت ورقة صغيرة لامه مكتوب فيها بخطها
سؤالك كسرني مش عشان الكلمة لكن عشان عرفت إنك عمرك ما شفتني إنسانة.
اللي بيشك في طهارة روحي عمره ما يستحقها.
عدى ٤ سنين بالتمام.
الحارة نفسها بس وشوشها اتغيرت شوية في ناس مشيت وناس اتجوزت وناس ما زالت بتقف على القهوة تحكي نفس الحكايات.
بس اللي محدش نسيه ليلة فرح لارا اللي اتقلب لجنازة.
من يومها وهي اختفت.
قالوا سافرت وقالوا راحت تشتغل برا تاني وقالوا كمان إنها اتجوزت واحد أجنبي.
كل واحد كان عنده قصة بس الحقيقة محدش
كان يعرف حاجة.
حتى أسد نفسه رغم إنه اتجوز بعد كده بنت من الحارة اسمهانسمه عمره ما قدر ينسى الوش اللي سابه بيبكي في الليلة دي.
في يوم بعد سنتين بالضبط عربية سوداء نضيفة وقفت قدام الحارة.
العيال جريوا يشوفوا مين اللي نزل
كانت لارا.
لابسة لبس بسيط شيك شعرها مربوط ووشها هادي بس النظرة في عينيها اتغيرت
مش البنت اللي كانت بتخاف أو تتكسف دي واحدة رجعت من الحرب.
الناس بصتلها والهمس رجع من جديد
ياااه! دي لارا!
رجعت بعد اللي حصل!
سبحان الله شكلها اتغير.
هي ما علقتش مشت بخطوات واثقة لحد بيتهم.
أمها فتحت الباب وشها نور بالدموع.
لارااا! يا بنتي! اخيرا!
وقالت
كنت بلملم نفسي يا ماما.
قعدوا يحكوا بالساعات عن الغربة عن الشغل عن الوحدة عن الليلة اللي غيرت حياتها.
أمها قالت بخوف الحمدلله انك رجعتي بس خايفه يا بنتي
ابتسمت لارا وقالت
متقلقيش رجعت عشان أواجه وجعي مش أهرب منه.
في اليوم التاني الصبح الناس كلها كانت شايفه لارا وهي داخلة جمعية خيرية جديدة في نص الحارة.
مكتوب على اليفطة
جمعية نور البنات توعية ودعم للفتيات ضد الختان والعنف المجتمعي.
الناس اتصدمت واتكلمت أكتر.
بس هي ما كانتش بتهتم خلاص.
كانت بتقابل البنات الصغيرين تحكي لهم عن الكرامة عن الجسد اللي هو ملك صاحبته عن الخوف اللي لازم يتحول قوة.
وفي يوم جمعة كان أسد ماشي من قدام الجمعية وشافها.
وقف مكانه مش مصدق.
هي خرجت بنفس اللحظة شايفاه وشها مافيش عليه لا كره ولا حب بس هدوء قاتل.
قال بهدوء متردد
إزيك يا لارا
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية لارا واسد – ما دار عاد)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)