روايات

رواية موعد في فستان أحمر الفصل الاول 1 بقلم حنين يوسف

رواية موعد في فستان أحمر الفصل الاول 1 بقلم حنين يوسف

 

البارت الاول

 

موعد في فستان أحمر
سأتزوجك إن استطعت ارتداء هذا الفستان! سخر المليونير بعد أشهر ثم سكت. تامي
سأتزوجك إن استطعت ارتداء هذا الفستان! سخر المليونير بعد أشهر ثم جمدت الكلمات على لسانه…
تألقت قاعة الاحتفالات الكبرى في الفندق وكأنها قصر من الكريستال. تدلت الثريات المهيبة عاكسة الجدران الذهبية وفساتين الضيوف الأنيقة. وسط هذا البذخ كانت كلارا عاملة النظافة المتواضعة تمسك مكنستها بتوتر. عملت هناك لخمس سنوات متحملة ضحكات وتعليقات أولئك الذين لم ينظروا إليها في عينيها قط.
لكن تلك الليلة كانت مختلفة. فقد قرر مالك الفندق أليخاندرو دومينغيز أصغر مليونير مطلوب في المدينة إقامة حفلة لإطلاق مجموعته الجديدة للأزياء الفاخرة. لم تكن كلارا هناك إلا بأمر تنظيف قبل وصول الضيوف.
لكن القدر كان له خطط أخرى. عندما دخل أليخاندرو ببدلته الزرقاء وابتسامته المتعجرفة استدار الجميع نحوه. حياهم برشاقة رافعا كأس الشمبانيا. لكن بعد ذلك وقع بصره على ما حدث فقد أسقطت دلو ماء عن طريق الخطأ أمام الجميع. سرت همسات ضحك خفيفة في أرجاء القاعة.
يا إلهي الخادمة المسكينة أتلفت السجادة الإيطالية قالت امرأة ترتدي ترتر ذهبيا. اقترب أليخاندرو ببطء وهو مستمتع وصاح بصوت ساخر تدرين شو يا بنت أقترح عليكي عرض. لو تقدري تدخلي في الفستان ده أشار إلى فستان السهرة الأحمر على المانيكان المركزي هتجوزك.
اڼفجر الجميع ضاحكين. كان الفستان ضيقا مصمما لعارضة أزياء نحيفة ورمزا للجمال والمكانة. وقفت كلارا بلا حراك ووجنتاها تحترقان من الإحراج. ليه بتذلني كدة همست والدموع تتجمع في عينيها. اكتفى أليخاندرو بابتسامة. عشان يا عزيزتي في الحياة دي لازم تعرفي مكانك.
ساد الصمت في القاعة. استمرت الموسيقى لكن في قلب كلارا ولد شيء أقوى من الحزن وعد صامت. في الليلة نفسها بينما كان الجميع يرقص جمعت آخر بقايا كبريائها وحدقت في انعكاس صورتها في واجهة العرض. مش محتاجة شفقتك. يوم من الأيام هتبصلي باحترام أو باندهاش قالت لنفسها وهي تمسح دموعها.
كانت الأشهر التالية قاسېة. قررت كلارا تغيير مصيرها. بدأت تعمل ورديتين تدخر كل قرش لتلتحق بناد رياضي ودروس تغذية ودروس خياطة. لم يعرف أحد أنها قضت لياليها تتدرب على الخياطة لأنها أرادت أن تصنع فستانا أحمر تماما مثل ذاك ليس من أجله بل لتثبت لنفسها أنها تستطيع أن تكون كل ما قالوا إنها ليست كذلك.
مر الشتاء ومعه كلارا القديمة. اختفت المرأة المتعبة الحزينة. بدأ جسدها يتحول ولكن الأهم من ذلك نمت روحها أقوى. كانت كل قطرة عرق انتصارا. وكلما غلبها الإرهاق تذكرت كلماته هتجوزك لو قدرتي تدخلي في الفستان ده.
في أحد الأيام نظرت كلارا في المرآة ورأت نسخة من نفسها لم تتعرف عليها. لم تكن أنحف فحسب بل أقوى وأكثر ثقة وبنظرة تشع تصميما. أنا جاهزة تمتمت وأنهت بيديها الفستان الأحمر

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية ملاك الحياة الفصل الثاني 2 بقلم داليا منصور

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *