رواية دكتور نسا – من الفصل الرابع عشر إلى النهاية جميع الفصول في مكان واحد | بقلم فريدة الحلواني
رواية دكتور نسا الفصل الرابع عشر
اتقي شر الحليم اذا غضب…جمله سمعناها كثيرا و لكن….لا نفهم معناها الحقيقي الا اذا رايا شخصا يتسم بالهدوء….و الحكمه و الرزانه
يصبح في قمه غضبه
وقتها حقا تصبح الرؤيا معتمه امام عينه
فلا يري غير افكاره السوداء التي صورها له عقله
يعلم الله انه حاول كثيرا الا يصعد لها و يكسر رأسها اليابس
ظل ياكل حاله طيله ساعه كامله …يمنع نفسه عنها
و لكنه رجلا…و اكثر ما يؤلمه ان يجرحه احدهم بالتقليل من رجولته
فما بال ان يكون هذا الشخص هو حبيبته التي عشقها حد الجنون
حتي حينما اقسم علي الانتقام منها في باديء الامر
لم يفعل معها شيئا يذكر …بل صدق حدسه انها بريئه من ذنب اخيه…سار ورائه الي ان اثبت صدقه
لم يفعل معها ما يخيفها منه…بل فعل كل ما بوسعه كي يكسب ثقتها و يشعرها بالامان…و لكن …فشل
عند تلك الكلمه و التي لم تكن موجوده في قاموس عثمان السوهاجي….
توقف عقله عن العمل …تحرك سريعا للخارج و منه الي الاعلي …
دفع الباب بقوه ارعبتها …علمت من مظهره الاجرامي انه علم سرها….لم يكن لديها الوقت ان تفكر كيف علم بذلك…او هو لم يمهلها هذا الوقت
انقض عليها مثل الثور الهائج…صرخت بالم و رعب حينما لف خصلاتها الطويله حول يده
امسك وجهها بعنف كي يجبرها علي النظر لها و قال بغل : اطلعي علي ….اطلعي علي يا بت العبايده…شيفاني مش راجل جدامك
شد علي خصلاتها دون ان يهتم ببكائها المرير و اكمل بغضب : مامليش عينك صوح
خوفتي من واحده فاجره هجيبها تحت رجلي و اجطع منيها جزل …مهعرفش احميكي….انطجي …ليه خبيتي علي
كل ما كانت تفعله هو محاوله هز وجهها المتحكم فيه بيده القابضه عليه …كي تنفي كل ما يقوله
صاح بغض و هو يتحكم بحاله بصعوبه كي لا يضربها : انتي خوفتي منيها صوووح….
مفكرتيش ان معاكي راجل يجدر يحميكي صوووح
يبجي متلزمنيش…المرأ الي تجلل مني لو كت هموووت من غيرها …متلزمنيش
اتسعت عيناها بزهول …لا تصدق انه سيتركها…
انهمرت دموعها انهارت و حاولت الرفض بصعوبه : لااااه
ترك وجهها و قبل ان يتفوه بحرف كانت تتوسله قائله : احب علي يدك …جسما بالله كت هجولك
تركها و ابتعد كي لا يضعف من انهيارها و قال بحسم : كتي …و ايه الي منعك …خلاص يا رغد
اقتربت منه و قالت بجنون : لاااه مفيش حاجه خلصت …اني خوفت مهكدبش عليك …بس فكرت و جولت لازمن تعريف…كت مستنيه تخلص شغلك و اجولك و الله صدجني يا عثمان
عثمان : خابره …اني توك عريفت اني اهون الناس عليكي
هزت راسها بهستيريا رفضا لما قيل …
لم يهتم و اكمل : هي دي الحجيجه…انتي خوفتي لينفتح التار من جديد…ضحيتي فالاول لجل ما تحافظي علي عيلتك و متخسريش حدي منيهم
و ضحيتي تاني بجوازك مني ..بردك لجل عويناتهم
و لغيتي رجولتي لجل خاطرهم
عجلك الغبي مخليكي تبصي تحت رجليكي و بس
لو بتفكري صوح هتلاجي ان هما الي هيبجي ليهم تار عندينا …ولدنا هو الي خد بت عمك…هيخسلو عارهم كيف يا رغد
بلاها كلت ديه …رحيم …الي عم تحولي ولدك …مفكرتيش فيه…كيف هيضل مكتوب باسمك
لو خلفتي مني بت …هيكبرو علي انهم اخوات صوح…
مهيحضنش خيته…مهيجلعهاش
كلت ديه حراااام لانها بت عمه مش خيته يا رغد
طب كيف تتحل…كيف الناس تعريف انه مش ولدك لجل مانجعوش في حرمانيه
ورثها …مهمن عيملت هتضل ليها حج عندينا….و لا هنضلل حالنا يا رغد
اني ….اني مكتش ضمن حساباتك يا رغد…اني الي علي مواجه كلت ديه و الاجيلو حل كماني
كلت ديه كوم…و مرتي …مرتي الي عشجتها و مبجيتش ناضر غيرها….تطعني في ضهري بسكينه تلمه
تنفس باختناق ثم اكمل بحسم : من انهارده اعتبري حالك ملكيش راجل….هتضلي اهنيه لحدت ما احل كلت ديه …بعديها مش هتكوني علي زمتي لحظه
كادت ان تتوسله الا ان هاتفها صدح باسم تلك الخبيثه
امسكه سريعا و حينما راه كاد ان يحطم الهاتف من شده غضبه
نظر لها و قال : ردي عليها …جوليلها انك سألتيني علي الورث و اني زعجتلك …جولتلك اني الوصي علي واد خوي و اني الي هتصرف في ورثه
ايااااكي تبيني انك خايفه ساااامعه
انقطع الاتصال و لكنها عاودت مره اخر
فتح الخط و فعل خاصيه مكبر الصوت
سحر بغل : خبر ايه عاد مهتدروديش طوالي ليه…انتي بايعه دم اهلك و لا ايه
خرج صوتها مرتعش رغما عنها و هي تقول : كت فالحمام
سحر باستغراب : صوتك ماله يا بت عمي ….شكلك بكيانه…اكملت بشماته .: الدكتور ضربك …و لا امه مشندله عيشتك…و لا يمكن ضرتك
رغد ببكاء لم تتحكم به : عثمان مشندل عيشتي من يوم ما جولتله عالورث
سحر باهتمام : ليه …جالك ايه
رغد : جالي من ميته و الحريم هتسال علي ورثها
اني الوصي علي واد خوي ….و انتي حجك هتتنازلي عليه لرحيم بردك
انتفضت سحر من مجلسها بغضبا جم …صرخت قائله بينما هو بذكائه سخب ورقه و قلم سريعا كي يكتب شيئا ما و يضعه امام غين رغد كي تقوله لها
سحر : وااااه …و انتي مجدرتيش تجفي جصاده …انتي اكده هتخربي عالكل…لازمن تجنعيه احسنلك…اني مهاسيبش حجي سااامعه
قرات ما كتب لها و قالت : اسمعيني زين يابت عمي …الدكتور مالاساس مش طايجني …مفكر ان اني السبب في موت خيه
سحر : كيف اكديه
رغد : مانتي خابره انه كان مبين جدامهم انه عاشجني …المهم مش وجت الحديت ديه
الحل الوحيد انك تتحدتي ويا الدكتور
سحر بخوف حاولت مداراته : كنك اجنيتي اياك …ديه كان يجتلني …انتي رايده ارمي نفسي فالنار يا مخبله انتي
رغد بثبات و حقا قد قوي قلبها بوجوده : هو اني بجولك تاجي لحدت عنديه …اتصلي بيه …و جوليلو انك رايده ولدك …هيجلج مالفضيحه و وجتها هيعمل كل الي هتطلبيه منيه
انما اني لو جعت لميت سنه جدام اطالب بحجي مهيسالش فيا …و انتي خابره عوايدنا زين
صمت خل عالمكان و تلك الحيه اقتنعت بالفعل بذلك الحديث الذي يبدو عقلاني لاقصي حد
اما هو كان يهرب من نظراتها المتوسله له و ينظر الي الهاتف بغل
سحر : حديتك مظبوط …همليني يومين افكر فيها زين ….بس انتي خابره اني ممكن اعمل ايه لو فكرتي تنطجي بحرف انا حزرتك و باكد عليكي …و فقط….اغلقت الهاتف سريعا
و قبل ان تفتح فمها كي تتحدث …كان هو الاسرع في التحرك للخارج اخذا معه هاتفها كي لا تتصرف بغباء كعادتها
اسبوعا مر لم تراه فيها….تحجج بعمله فالقاهره و من وقتها وهو يقيم هناك
لم يحادثها فيهم و هي …هي كانت تتلظي فوق جمرا ملتهب…نار حزنها احرقتها…نار ندمها اكلت احشائها…و الاكثر من ذلك …لهيب شوقها اليه
اما هو ..كان يتمدد فوق فراشه داخل شقته الخاصه …المه قلبه علي ابتعاده عنها …امسك هاتفا جديدا مليء بصورا لها …بل مقاطع مصوره ايضا
ابتسم بهم حينما تذكر
فلاش باااااك
دلف عليها وهو يحمل الكثير من الخقائب المليئه بالثياب الخاصه التي يتمني ان يراها عليها
و الكثير من الاغراض و كان اهمهم
هاتفان جديدان من نفس النوع
رغد بفرحه : وااااه كلت ديه عشاني
لف زراعه حول خصرها و قال بعشق : لو اجدر كت جيبت الدنيا بحالها تحت رجليكي يا حبيبتي
رغد : يخليك ليا …اني مريداش شي غيرك
قبلها بنهم ثم فصلها و قال بعد ان تحرك بها تجاه الفراش : اهم شي في كلت ديه …دول
اخرح الهواتف من احدي الحقائب و مدهم لها
رغد بفرحه : الله ديه حلو جوي …بس ليه تكلف حالك كلت ديه …لاااهو جايل تنين كماني
عثمان : واحد ليكي و واحد لي
رغد : مبارك عليك يا جلبي ….
عثمان بمكر : مسالتيش ليه
نظرت له بعدم فهم فاكمل و هو يحيط وجهها و ينظر لها باشتياق : لما هتدلي مصر بتوحشيني …ببجي هتجنن عليكي
بتحدت وياكي كتير صوح …بشوفك فيديو صوح…بس طول الوجت رايد املي عيني منيكي
فكرت اجيب تليفون جديد ليكي لحالك بس…اصورك بيه لحل ما تبجي معاي طوالي
رغد بسزاجه : هو تلافوك مهيصورش
ضحك برجوله ثم قال : لاه هيصور …بس اني بهمله فالمكتب او في اي مكان …ممكن يضيع مني او حدي واد حرام يفكر يفتحه
مهينفعش يكون عليه صورك يا رغدي …اكمل بخبث وقح : اصلي هصورك حبه صور و فبديوهات …ناااار يا بوي ناااار
بااااك
عاد بذاكرته و هو يملس فوق شاشه الهاتف التي تظهر احدي صورهاو هي عاريه …قال باشتياق اهلكه : علي جد ما وحشتيني …علي جد ما جلبي موجوع منيكي….ليه اكده يا رغد ليه
صدح هاتفه باسم اختها …رد سريعا : سلامو عليكم
شاديه : و عليكم السلام….كيفك يا دكتور
عثمان : في نعمه من ربنا …
شاديه : لما اتحدت وياي من اكتر من سبوع …و جولتلي الي حوصل
اني وافجت علي حديتك اني مروحش لخيتي لجل ما تعاحبها عالي عيملته
جولتلك وجتها انت صوح …لازمن المره دي بالذات تفكر لحالها و تيعرف ان الي عيملته كان غلط من غير ما ادخل و لا اوجهها
اني بذات نفسي زعلت منيها
تنهدت بحزن ثم اكملت : بس مش كتير اكده يا دكتور
فات اسبوع و اكتر و هي لحالها…اجرب تنين ليها هملوها …زمناتها لا واكله و لا شاربه و مجطعه نفسيها بكي
جلبي واكلني عليها يا دكتور …لو هانت عليك تجسي عليها مهتهونش علي
عثمان بنبره تقطر وجعا : و مين جال انها هانت…و لا اني جادر اتحمل فراجها يام محمد
اني عم حارب حالي لجل ما اضل بعيد …كان لازم اجسي عليها لجل ما تتعلم …لو حنيت هتفكر ان الحكايه سهله و يومين و عدت
و لما طلبت منيكي متروحيش …لانها اتعودت تاخد رايك في كل شي …ديه حاجه زينه ..و متوكد انك بتنصحيها بالصالح
بس بردك لازمن يكون ليها راي لحالها…مهينفعش تعتمد عليكي في كل حاجه
جولت اهملها لحالها تراجع نفسها …تشوف الصوح من الغلط
شاديه بهم : خيتي رغم عنادها و طوله لسانها بس هبله…و لما بتزعل عجلها بيوجف و بتتصرف من غير تفكير
عثمان : عشان اكده اني خدت تليفونها …
شاديه برجاء : طب بكفايه لحدت اكده لجل خاطري اني ….فهمها بالعجل …علمها بالراحه …دي لسه صغيره و جواتها كيه الصفحه البيضه…انت الي بيدك هتكتب فيها الي تريده يا دكتور
جائه الاتصال المنتظر …اخيرا
عثمان باهتمام : ها يا عماد عرفت توصل
عماد بفخر : عيب عليك يا باشا ..جبتلك كل المعلومات عنه من اول ما اتولد …لحد اللحظه الي بكلمك فيها
عثمان : طب اخلص و قول يا عم كرومبو
ضحك عماد و قص عليه تاريخ حاتم كله …و كل المعلومات التي يريدها
و اخيرا قال : بس كده ده كل الي وصلتله …و اهم حاجه ان الناس كلها بتشكر فيه …و بتقول انه حقاني عمره ما جه علي حد و لا ظلم حد
عثمان : ده في الشغل انما خاربها في حياته الخاصه صح
عماد : هو خاطب بنت خالته زي ما قولتلك …بعدين شباب بقي يا دكتور و بيعيش يومين قبل ما يدخل القفص…احنا الي يهمنا اخلاقه و طريقته فالشغل
عثمان : عندك حق …هو رجع من يومين مصر صح كده
عماد : حصل يا باشا
عثمان : حددلي معاد معاه في اقرب وقت
دلفت عليها عائشه كي تعطيها ولدها …و لكنها تصنمت مكانها حينما راتها ملاقاه ارضا
وضعت الطفل جانبا و اتجهت لها تحاول افاقتها و هي تقول بقلق حقيقي : رغد …انتي يا بت …فوجي ايه الي جرالك
لم تتلقي ردا فهرولت الي الخارج تصرخ من الاعلي بوجل : يا نرجس ..الحجوووني يا خلج
هرول الجميع الي الاعلي برعب …لا يعلمون لما تستجير بهم…وجدوها تتجه نحو جناح رغد فذاد رعبهم اكثر
عفت ببهوت : وااااه مالها البت …شيلوها حطوها فوج السرير
حملتها نرجس و عائشه و معهم احدي الخادمات
عائشه : رحيم كان عم يبكي …جولت اطلعهولها …دخلت لجيتها مرميه اكده و سخنه مولعه
نرجس بقلق و هي تحاول ان تفيقها بتقريب بعض العطر الفواح الي انفها : ياما دي سخنه جوي و مهتفوجش….لازمن دكتور
عفت : اتصلي بجوزك يجيب دكتور بسرعه يا بتي
عاشه بحكمه تحسب لها : لااااه …دكتوره يا حاجه اناي خابره ولدك زين مناجصينش يولع فالدار
تحيه بغيظ همست لها ؛ خايفه عليها جوي …ماتسيبيها انتي مالك يكش يولع فيها يا واكله ناسك
عائشه بطيبه و تعقل : واااه ياما …مهتوصلش لحدت اكده …احنا بيناتنا كيد ضراير ..انما توصل اني ابجي خابره طبع جوزي و اخالفه لاااه ….كيف هجبل لحمه يتعري جدام غريب حتي لو كان دكتور …ديه عرض جوزي و ابو عيالي ياما
حضرت الطبيبه و قامت بفحصها…اعطتها بعض الادويه عن طريق محلول معلق
و بعدها قالت بجديه : حرارتها كانت اربعين …الحمد لله انكم لحقتوها …مفيش اي حاجه عضويه …تقريبا السبب نفسي …يا ريت تبعدوها عن اي حاجه مزعلاها
رفضت عفت رفضا قاطعا ان يتصل احدهم بولدها ليخبره …كانت تشعر ان غيابه وراءه شيئا ما كبيرا حدث بينهم
و ان تلك المسكينه لم تتحمل قسوته لذي كتمت بداخلها حتي مرضت
قررت معاقبه ولدها بعدم اخباره كي يؤنبه ضميره بعدما يعلم بما حدث لها
اهتمت بها نرجس و عائشه التي تغاضت عن غيرتها منها و حكمت ضميرها
بل و الاكثر من ذلك حينما نهرتها امها علي كل ما تفعله مع رغد
ردت عليها بحسم : ياما حرام عليكي البت تصعب عالكافر ….
تحيه : طول عمرك هبله …نسيتي جوام انها خطفت جوزك منيكي
عائشه بحزن : لاااه منسياش ياما….بس بردك مكانش لازمن انسي ان دي عوايدنا …..يا رتني ما سمعت حديتك لما خلتيني اطلب منيه دهبات …خليتي منظري شين جدامه…وهو حج ربنا عمره ما جصر وياي…حتي بعد ما اتجوزها بجي يعاملني اخسن مالاول
نظرت لها بهدوء ثم قالت بقناعه تامه : همليني ياما احافظ عالي باجيلي من راجلي ….لو ضليت ماشيه وري حديتك ديه …محدش هيخصر غيري
عائشه بهمس : اني خايفه يا نرجس …خيك لما يعاود و يعرف اننا دارينا عليه هيسود عيشتنا
نظرت للغافيه امامهم لا تشعر بمن حولها و قالت بحزن : و الله ما عارفه يا عيشه …حاولت اعريف منيها السبب شندلتني
عائشه : و اني مهسكوتش اكتر من اكده …اني هجوله و الي يوحصل يوحصل
اعقبت قولها بالاتصال عليه و بمجرد ان سمعت صوته يسالها عن حالها…تملك منها الرعب و ردت بصوت مهزوز : هااا …بخير يا واد عمي
ضم جبينه باستغراب بعدما استشعر ان هناك شيئا ما فسالها : في ايه يا عيشه …مالك
القت ما تريد اخباره به سريعا : رغد عيانه بجالها تلت ايام و الحاجه مردتش حدي فينا يجولك
انقبض قلبه بل شعر انه سيخرج من مكانه …انتفض من مجلسه و قال بهلع لم يفكر ان يداريه : مالها رغد …انطجي…و كيف محدش خبرني ..كان يتحدث و هو يهرول الي خارج منزله الذي كان توا وصل اليه
ارتعبت من صراخه و قالت : الحاجه هي الي جالت
عثمان : اجفلي …و فقط اغلق معها و هو يصعد سيارته متجها الي المطار …اتصل بامه و حينما ردت عليه قال لها بعتاب غاضب : ليه ياماااا….ليه تخبي علي
علمت بعلمه بما حدث …ردت بنبره اكثر غضبا : اياك امفكر اني موخداش بالي ….انت سافرت بجالك ياجي عشر ايام ….و البت يا حبه عيني بعد ما كان وشها كيه البدر لمنور….بجي زي اللمونه الصفرا
لا هتاكل و لا هتشرب لحدت ما وجعت من طولها ….ايوه اني الي جولتلهم محدش يخبرك….خلي جسوتك تنفعك يا دكتور
صاح بها لاول مره بقهر : ياما انتي مخبراش حااااجه
عفت بحسم : و لا رايده اعريف شي
كل الي اعرفه ان البت لساتها صغيره …حتي لو غلطت …تفهمها بالعجل مش بالجسوه و البعد يا دكتور يا كبيريا عاجل
اغلقت في وجهه دون ان تعطيه فرصه للرد عليها…نظرت للامام بغضب و قالت : اني الي هربيك من اول وجديد يا دكتور …لازمن ابطلك كبرك و جسوتك دي
ماذا سيحدث يا تري
سنري
رواية دكتور نسا الفصل الخامس عشر
وقت الشده تظهر معاد الاشخاص
و المواقف ايضا من خلالها نتاكد من عشق احدهم ايضا
لا يعلم كيف وصل الي بلده و لا شعر بحاله و هو يصرخ في حمزه الذي كان ينتظره امام المطار كي يسرع في قياده السياره كي يصل اليها باقصي سرعه
لم يهتم بمن يجلس في بهو السرايا…بل لم يراهم من الاساس
قلبه كان يجره جرا اليها…ماذا حدث لها …هو السبب …حمل نفسه المسؤوليه كامله حينما دخل الغرفه و راي وجهها شاحبا…غافيه لا تشعر بمن حولها
وقفت عائشه و نرجس و قالت الاولي : حمد الله بالسلامه يا واد عمي
حاول تمالك حاله كي لا يجرحها بلهفته عليها التي كانت ظاهره بوضوح
عثمان : الله يسلمك يا عيشه
نرجس : اطمن ياخوي اني و عيشه مفايتنهاش ليل و لا نهار
نظر لتلك التي تكتم حزنها من لهفته عليها رغما عنها و قال باجلال : طول عمرك جلبك طيب و بت اصول …ربنا يباركلي فيكي
ابتسمت له بهدوء ثم قالت : خليك وياها بردك انت دكتور و هتفهم عنينا..تحركت من امامه و هي تقول : يلا يا نرجس
بمجرد ان اغلقو الباب خلفهم بهدوء …اسرع تجاه الفراش…جلس جانبها ثم سحبها بتمهل مليء باللهفه و لكن بحرص كي لا يؤلمها سن الابره المغروز في كفها
ضمها بحنان …قبل راسها كثيرا ثم قال بحزن و ندم : حجك علي عيني يا جلبي ….فتحي عنيكي و اعملي فيه الي بدك اياه …انا محجوجلك …بس كت مجهور منيكي …اوعاكي تكوني صدجتي ان اجدر اهملك…داني روحي فيكي …
لم تشفق عليه و لم ترحمه…ظلت غافيه بين زراعه رغما عنها …
ظل طوال الليل علي هذا الحال …لم يغمض له جفن…بين الفينه و الاخري يجس نبضها …يتحسس جبهتها كي يطمان علي درجه حرارتها …الي ان اتي الصباح
وصلت سحر الي مطار القاهره الدولي …وجدت في انتظارها حاتم الذي سبقها بيوم
بعد تبادل السلامات صعدت معه السياره ثم قالت بخبث : انا هرفع قضيه خلع علي جوزي….حاولت معاه كتير لما اتصلت بيه امبارح بس رفض
نظرت له بمكر تدرس ملامحه بعد تلك الكلمات ثم قالت : مش كده احسن
رد عليها بتسويف فهو رجل اعمال …كل ما يهمه المكسب و فقط…و لا مانع لديه ان يستغل علاقاته النسائيه في تسيير اعماله…و لكن حينما اراد الارتباط …اختار ابنه خالته التي يعلم تمام العلم حسن اخلاقها و تربيتها الحسنه
حاتم : الاصلح ليكي اعمليه…انتي بتقولي انه مش مكفيكي كزوج…و لا بيعاملك كويس يبقي حرام تضيعي شبابك معاه…انتي لسه صغيره و حلوه و الف راجل يتمناكي
ابتسمت بفرحه داخليه حينما فهمت حديثه بشكلا خاطيء…فقد هيأ لها غرورها ان تلك الكلمات مجرد مقدمه لارتباطه بها
و هل يحتاج مقدمات بعد كل ما حدث بينكما ايتها الحقيره
بمجرد ان تململت بين زراعيه …فتح عينه سريعا قبل ان تاخذه غفوه لم تدم اكثر من عده دقائق
اول ما فعله هو اختبار حرارتها للمره التي لا نعلم عددها
ازال عنها سن الابره بعد انتهاء المحلول المعلق
ظل ينظر لها بتمني علها ترأف بحاله و تنير يومه باشراقه شمسها
لم تشعر براحه في ذلك الوضع الذي لا تعرف ماهيته…هذا ليس ملمس فراشها…ما بالي اشتم رائحته ….هل وصل بيا الحال ان اتخيله
و لكن …ذلك الصدر الصلب ليس بوسادتي …وسادتي …هنا بدا عقلها ينتبه ان هناك خطأ ما
فتحت عيناها بتمهل …وجدت قبالتها وجها يصرخ قلقا رغم ابتسامته الباهته
حاولت تكذيب حالها انه هو ..و ان كل ذلك تخارف الحمي التي اصابتها
الا ان صوته الشجي اكد لها وجوده حينما قال بعشق : توها شمسي طلعت لما فتحتي عنيكي يا حبيبتي
رغد بوهن و دموع : عثمان…انت عاودت
مسح وجهها برفق و قال بلهفه : هو اني جدرت ابعد لجل ما اعاود يا جلب عثمان
ردت عليه باكيه ..معاتبه : بعدت ..و هملتني …كت تايهه من غيرك…هونت عليك….و الله ما كت اجصد اخبي ..بدات نوبه انهيار لحقها سريعا حينما ضمها و قال : بس …متبكيش لساتك دافيه
بلاش حديت دلوك …لساتك تعبانه
دفنت راسها داخل صدره و قالت من بين دموعها بطفوله : مانت زعلان مني …و هتهملني تاني
قبل راسها بحب و قال : لاااه …اني جاعد وياكي …و نسيت اي زعل بعد ما خدتك في حضني …هنتعاتب يا جلبي …و هفهمك الصوح من الغلط…بس لما تطيبي و تبجي زينه…و تعاودي رغد الكياده العناديه تاني
رغد بخوف : بس انت جولت هطلجني
ضمها بقوه دون شعور منه و قال : هو اني اجدر …في حد يبعد عن روحه ….اهدي بس …اطمن عليكي لاول و بعديها هنتحدت كيف مانتي رايده
جميع العائله ملتفه حول طاوله الافطار الا عثمان و رغد ..و الذي امر ان يحضرو له الفطور فالاعلي
تحيه بخبث : هي لساتها عيانه …مكنوش حبه سخونيه دول
عبدالعظيم : الدكتوره جالت دور واعر جوي …الله يشفيها
تحيه : كلياتنا هنتعب …بس مفيش حدي يضل راجد اكده …بس الدكتور شكله مجلعها
اغمضت عائشه عيناها بغيظ من امها
و ردت عفت بقوه : حجها…مرته و هو حر…بس اتجي ربنا …البنيه مكناتش جادره تفتح عينها…و ضلت يومين غايبه عن الدنيا…رايداها تنحرك كيف و هي مجدراش تصلب طولها يا نضري
نرجس بحزن : جبل ما انزل فوت عليهم اطمن …عثمان جالي لساتها فايجه بس مدروخه …و السخونيه نزلت اشوي عن لاول …بس لساتها عاليه بردك
حمزه : ربنا يشفيها …ديه فرح واد اخوها بكره
عفت : ملهاش نصيب تحضره
و طبيبنا ..اعتبرها ابنته الصغيره التي سيغدقها دلالا …سيعلمها بتعقل…سيعاتبها بحب….و لكن ليس الان
وضعها برفق فوق الفراش…اتجه ناحيه المرحاض…غاب لعده دقائق ثم عاود لها مره اخري
قربها منه و هو يقول : جهزتلك البانيو …تعالي اجعدي فيه اشوي لجل ما تفوجي
حاولت القيام وحدها و هي تقول : يخليك ليا …
منعها سريعا من التحرك وهو يقول : رايحه وين
رغد : هتسبح كيف ما جولت
ابتسم بعشق ثم قام بحملها سريعا و هو يقول : و اني روحت فين يا جلبي …جهزتلك كل حاجه …هحميكي بيدي كماني
دفنت راسها داخل صدره بخجل و قالت : اني هعرف لحالي
لم يلقي بالا لرفضها الواهي …بل انزلها بالداخل برفق …جردها من ثيابها …رفعها بهدوء كي يجلسها داخل حوض الاستحمام ….جاهد حاله كي لا ينقض عليها …فهو عاشق …اشتاق لحبيبته …و التي تجلس امام عيناه الجائعه …و هي لا تشعر بما يدور داخله
لم تتلقي دلالا قط مثل الذي نالته علي يده….غسل شعرها برفق …ملس علي جسدها بحنان جامح و رغما عنه كانت يداه تخونه و تظهر ما يجيش في صدره لها
جفف جسدها بحنو …البسها ثيابا نظيفه …حتي انه جلس خلفها يجفف شعرها و يمشطه
ابتسمت بحلاوه و قالت بعد ان شعرت بتحسن كبير : وااااه …كتير علي الجلع ديه كلياته
وضع خصلاتها علي جانب واحد …دفن راسه في تجويف عنقها بعد ان ضمها من الخلف و قال : الجلع اتخلج عشانك انتي بس يا رغدي …لو اطول افرشلك الارض حرير كت عيملتها
اسندت راسها للخلف و قالت بوله : وجودي وياك اكبر نعمه يا عثمان…
متحرمنيش منيها ..
حينما شعر بالاختناق في صوتها..سحبها لتجلس فوق ساقيه و تواجهه ثم قال بحنو : انتي جلب عثمان من جوه …كيف ابعد عنيكي بس
رغد : مش انت الي جولت…
قاطعها سريعا وهو يقول بجديه : مش كل الي هيتجال في وجت الزعل نمسك فيه و نصدجه
اني كان حجي ازعل منيكي …كان حجي اعاجبك…بس لتجتني بعزب روحي ببعدي عنيكي
انتي غلطي غلط واعر جوي لما ما وثجتيش في و حكتيلي
و اني غلط لما ما جدرتش خوفك و الي عيشتيه جبل سابج
كان لازمن افهمك بالعجل …و حتي لو زعلان …مبعدش
اني عريفت …لاه اتاكدت من جيمتك جواتي ….جلبي معادش يدج غير لما ضميتك جوه حضني
لما جالولي انك عيانه….حسيت روحي بتنسحب مني….ملعون ابو الزعل علي اي حاجه فالدنيا جصاد الي حسيته وجتها
لا عارف وصلت المطار كيف و لا كيف لجتني جنبك …علي جد ما الخوف كان شاغل بالي و محسيتش بكلت ديه
علي جد ما حسيت انهم اطول ساعتين عدو علي في حياتي كلياتها
قبلها برفق ثم ابتعد و قال : المهم دلوك مش وجت حديت …هاكل بيدي و اكشف عليكي …تاخدي علاجك و تريحي …و لما تفوجي خالص و ربنا ياخد بيدك …هنجعد و نطلع كل الي جواتنا لجل ما بكونش في حدي جواته شي من التاني…و لجل ما نفهم بعضينا
قبلها بسطحيه ثم اكمل : ماشي يا حبيبتي
يومان مرو عليهم …تعافت فيهم بعد اهتمامه بها …بل اغرقها دلالا و عشقا ….خوفه عليها ….لهفته الظاهره للعلن جعلتها تعض علي اصابعها ندما علي ما اقترفته في حقه
لم يعاتبها …بل ام يلمح لها بكلمه حتي عما فعلته …كان كل همه ان يراها كما كانت…تملا دنياه صخبا و عشقا كما اعتاد عليها من قبل
و اليوم اضطر راغما ان يتركها و يرحل بعدما اتاه اتصالا من عماد يخبره بميعاده الذي كان ينتظره بشده مع هذا الحاتم
بعد ان ارتدي ثيابه جلس امامها و قال : ماهغيبش عليكي …هسافر و اعاود طوالي …غصب عني …شغل مهم مهينفعش يتاجل
ابتسمت له بعشق ثم قالت : يا حبيبي اني بجيت زينه…متشغلش بالك بيا ….شوف الي وراك
قبلها بقوه و شوق ثم فصلها و قال : مليش غيرك اشغل جلبي و بالي بيه…خدي بالك من حالك …و اياكي تهملي الدوا…اني راجع عشيه بامر الله
وصل مقر شركه عملاقه…و بعد ان عرف نفسه للسكرتاريه
ابلغت حاتم ثم ادخلته مغلقه الباب خلفها
وقف حاتم يرحب به باحترام و هو يقول : اهلا بيك دكتور عثمان شرفتني بوجودك
عثمان : الشرف ليا يا حاتم بيه …انا مش هعطلك كتير …اكيد بتسال ايه سر الذياره مع عدم وجود معرفه سابقه بينا
حاتم باحترام : حضرتك تشرف في اي وقت…دكتور عثمان السوهاجي اشهر من نار علي علم
عثمان : شكرا …انا قبل ما اقرر اقابلك سالت عليك …و بصراحه اراء الناس فيك هي الي شجعتني اني الجألك تساعدني
حاتم بجديه : لو بايدي اكيد مش هتاخر
عثمان بمغزي : هحيلك ….بس يا ريت مندمش اني حكيتلك …عشان مزعلش
لم يهتم بزهوله من وقاحته و تهديده له في مكانه…قص عليه الحكايه من اولها تحت صدمه الاخر مما يسمع
و بعد ان انتهي قال : انا كل الي محتاجه منك انك توصلني ليها …اي حاجه بعد كده بتاعتي انا
حاتم بزهول : معقول في حد بالحقاره دي …انا كنت عارفه انها طماعه و تعمل اي حاجه عشان الفلوس …انما مكنتش اتخيل ابدا انها بالوساخه دي …الي الي يجبرها تعمل كده و هي اصلا من عيله كبيره …يعني مش محتاجه لكل ده
عثمان بغل : في ناس نفوسها مريضه …المهم …هتساعدني
حاتم : اكيد …هي اصلا منتظراني انهارده في شقتها الجديده….شوف ايه المطلوب مني و انا اعمله
ليلا …تجهزت تلك الحقيره بثيابا عاريه…وضعت زينتها التي لا تتخلي عنها….جلست منتظره ضحيتها الجديده و هي تمني حالها ان تحكم شباكها عليه
دق جرس الباب فتحركت سريعا تجاهه
و لكنها وقفت امام المراه تتفحص هيئتها مليا …تاكدت من تمام مظهرها الرائع بالنسبه لها
نظرت من خلف الباب للتتاكد انه هو …حينما راته ابتسمت باتساع و قامت بفتح الباب
ابتسم لها حاتم بخبث و قال : ايه الجمال ده كله
ضحكت بعهر و هي تفسح له المجال كي يدخل ثم قالت : عيونك الحلوه يا حبيبي اتفضل
جلس معها خمس دقائق فقط كما اتفق مع عثمان
و بعدها دق جرس الباب مره اخري و حينما كادت ان تقوم كي تري من الطارق
منعها حاتم وهو بقول بغيره كاذبه : استني …هتفتحي ازاي كده
مثلت الخجل و قالت : هشوف مين
حاتم : ده البواب كنت باعته يجبلي سجاير
اتجه للباب ثم فتحه و قال : كله تمام يا دكتور
و الدكتور ابتسم بشر وهو يتجه لها بتمهل دب الرعب في اوصالها حينما ظهر امامها
عجزت عن الصراخ…شلت حركتها…لم تقوي حتي علي اتخاذ اي رده فعل …
هي الان لا تري عثمان السوهاجي …بل كل ما تراه امام عيناها هو ملك الموت الذي سبقبض روحها النجسه
عثمان بشر و شماته : عامله ايه يا …..مرت اخوي
برقت عيناها برعب و نظرت لحاتم بصدمه فقال بشماته : انا كده عملت الي عليا …تؤمر بحاجه يا دكتور
عثمان بشر : …..
ماذا سيحدث يا تري
سنري
رواية دكتور نسا الفصل السادس عشر
الحقيقه….سلاح ذو حدين …انا ان تذبحنا…او تمر فوق اعناقنا بسلام دون ان يجرحنا نصلها الحاد
صدمه …زهول…عدم تصديق…بل الادهي من كل ذلك…هو ملك الموت التي تشعر به حولها
هذا كان شعور تلك الحقيره و هو تنظر الي عثمان تاره و حاتم تاره اخري
و الذي قال الاخير بعد ان رمقها باحتقار : عايز مني حاجه تاني يا دكتور …و لا اسيبك براحتك…اظن مليش مكان فالوقت الحالي
لم يحيد نظراته القاتله عنها و هو يرد عليه قائلا : لاااه …كتر خيرك لحد اكده يا حاتم بيه ..تعبتك وياي
حاتم : مفيش تعب و لا حاجه …اسيبك براحتك …سلام
كل خليه فيها ترتعش رعبا …دموعها سالت ملوثه وجهها بمساحيق الذينه التي كانت تجمل حالها بها كي تقضي ليله ماجنه
و لانها حرباء تتلون في الدقيقه الواحده مائه لون …لم تنتظر ان يبدأ بالحديث
بل انطلقت تركع تحت قدمه كي تقبلها و هي تقول : احب علي رجلك يا…ااااااااه
قبل ان تمس قدمه كان يدفعها به بعيدا بعنف حتي لا يتلوث بها
انقض عليها جاذبا اياها من خصلاتها المصبوغه قائلا دون ان يهتم بصرخاتها المتألمه : عيمل فيكي ايه…
خوووي عيمل فيكي ايه يستاهل منيكي الجتل….اهلك عيملو ايه لجل ما تكسري عينهم و يعيشو بعارك
ولدك …ولدك الغلبان الي كل ذنبه انك امه ….هيعمل ايه لما يكبر و يعريف حجيجه امه الشينه
صفعه …تلتها صفعات قويه جعلت صوتها يتحشرج من كثره الصراخ
لاول مره في حياته يضرب امرأه…و لكنها ليست كاي واحده…هي قاتلت اخاه الوحيد
برغم انه وعد نفسه الا يمسها و يعيدها الي اهلها كي يتكفلون بها…الا انه حقا لم يستطع
القاه من يده ارضا قبل ان يقتلها …جلس فوق احد المقاعد يتنفس بقوه ثم قال : اديني سبب واحد للي عيملتيه
برغم المها و بكائها المرير الا انها فكرت ان تقول له الحقيقه عله يرحمها
سحر بصعوبه : مكانش جصدي …مكتش فاكره انه هيجتل حاله
عثمان بغل : احكي مالاول …اخلصي
سحر : كنا هنعشج بعضنا من جبل ما يتجوز رغد بسنتين….مكانش عارف يتجدمليى بسبب التار
صرخ بها بغضب : مفيش مجال للكدب يا فاااااجره …حولي الحجيجه …الي اني خابرها
علمت ان رغد اخبرته بما حدث
تنفست بصوعبه ثم قالت بمنتهي الحقاره : اني الي لفيت عليه و جريت وراه لجل ما يعشجني
كنت رايده اطلع مالنجع …كان نفسي اعيش في مصر …كارهه البلد و كارهه التجاليد الشينه الي اتربينا عليها
مكتش شايفه حالي و انا متحوزه واد عمي و جاعده في الدار اربي عياله
جولت هو فرصتي الوحيده …كت مفكره انه راجل و هيجدر يطلبني مهما كانت الظروف
غل في نفسه بعد سماع كلماتها الاخيره و لكنه ظل صامتا حتي تنتهي
اكملت بصدق : ضليت وياه سنتين …كل شوي يوعدني انه هيتحدت وياك لحل ما يتجدملي
بس مكانش بيعمل حاجه و كل شوي بحجه شكل…لحدت مانت جررت تنهي التار الي باناتنا….جولت اتحلت من عند ربنا و هيطلني
لجيتك طالب يد رغد ….بت عمي …الي مهكرهش في حياتي كديها
النار جادت جواتي
معجول …طول عمرها واخده الجلع كلاته من الكل ….حتي ولاد اعمامي …كل واحد منيهم كان عم يحلم ياخدها لحالها
اااااخرسي …هكذا صرخ بعد ان انقادت نار الغيره داخله
اكمل بوعيد : جيبي سيرتها علي لسانك الوسخ ديه و اني اجطعهولك
ارتعشت رعبا ثم اكملت : فكرت و خيرته بيني و بينها…بس هو جالي مهجدرش اكسر كلمه خوي الكبير
لجيتها فرصه …انتجم منيها علي كل الي اتحرمت منيه بسببها…و في نفس الوجت اخلص روحي من العيشه الشينه الي اني فيها
اتفجت وياه نهرب و يتجوزني جبليها ….حوصل …و الباجي اكيد مرتك جالتهولك
بعد ما خلفت …كت زهجت …مكتش رايده اضل متخبيه ..طلبت منيه كتير يجولك و انت اكيد هتلاجي حل
بس هو رفض و جالي ديه اختيارنا من الاول …و دي عيشتنا بتجي عمرنا
جولت لحالي اني مهضلش متخبيه و محرومه من الدنيا…حتي رغد مع كل الي عيملناه فيها …بردك ضلت احسن مني …علي الاجل هي مرته جدام الكل
هتطلع و تدخل و تروح و تاجي من غير خوف …و الاسم مرت فهد السوهاجي…حتي الواد انكتب باسمها
طلبت منيه عشرين مليون …لجل ما اشتري فيلا لحالي …و اني كت مخططه اني اهرب …ماهو الي حداه كتير …مش هيفرجو وياه يعني
مكتش خابره انه هيجتل حاله…جولت في عجل بالي شوي و هينسي …و بعدها اطلب الطلاج و خلاص
صمت حل علي المكان …لا يسمع فيه الا صوت تنفسه الغاضب …و شهقاتها المرتفعه و هي تنتظر حكمه عليها
اخرج هاتفه من جيبه …اتصل باحدهم و حينما جائه الرد قال : اني مستنيك …متغيبش علي …زي ما جولتلك بالظبط
انهي تلك المكالمه الغامضه وهو ينظر لها بابتسامه شيطانيه ارعبتها اكثر
سالته برعب : مش هترجعني لاهلي صوح
رد بغل : هما اولي بغسل عارهم
صرخت …و بينما كانت تتقدم منه زحفا كان هو يخرج زجاجه صغيره من جيبه و يوجهها ناحيه وجهها
بمجرد ان استنشقت الرزاز الخارج منها …ما هي الا ثواني و غابت عن الوعي في الحال
بعد مرور نصف ساعه كانت تقف سياره اسعاف اسفل البنايه
صعد اليه شاب و فتاه
وقفا قبالته فقال بامر : مايسه …جهزيها زي ما اتفقنا …امسحي القرف الي علي وشها و لبسيها لبس تاني …
تحرك هو و الشاب تجاه احدي الغرف و اغلقو علي انفسهم حتي تنتهي الفتاه مما تفعله
عثمان : جبت كل الاوراق الي قولتلك عليها
الشاب و يدعي هاني : ايوه يا دكتور ….الاشعه و التحاليل الي بتاكد انها في مرحلتها الاخيره من السرطان …يعني يومين و تودع
حضرتك جهزت الطياره الطبيه صح…بس ليه كل ده ما كنت سافرت عادي و خلاص
لو سافرت بالعربيه في لجان…و لو في طياره اكيد مكنتش هتسكت …دي واحده رايحه للموت تفتكر ممكن تعمل ايه عشان تنقذ نفسها
كده اسلم حل و انا معايه قسيمه جوازها يعني كده كل حاجه تمام و مفيش شبه شك واحده
هاني بتأثر : ربنا معاك يا دكتور
عثمان بتحذير : هاااني ..انا اخترتك انت و مايسه عشان فعلا بثق فيكم …مش عايز انبه عليك تاني …مفيش مخلوق فالدنيا يعرف الي حصل ده فاهم
هاني بصدق : و لا كأننا شوفنا حاجه …و ان شاء الله ثقتك في محلها يا دكتور…اطمن
فعل كل ما قال …و بفضل اسمه المعروف …مرت الامور بثلاثه و سهوله اراحته
و بمجرد ان وصلت الطائره مطار سوهاج كانت سياره اسعاف اخري في انتظاره…بعد ان حملوها داخلها و ما زالت تحت تاثير المخدر ..انطلقت بها الي مكانا لا يعلمه احد غيره
اخيراااا …عاد الي بيته …و لكن بحال مغاير تماما لما كان عليه قبل مغادرته
رغم تعامله بشكلا طبيعي الا ان حبيبته التي تعافت من مرضها شعرت به
نظرات التقت ببعضها البعض
واحده تسال بقلق عما به….و الاخري توسل الا تتركه مهما كانت الظروف
فالقادم ليس بهين و لا يعلم مداه الا الله
قطع تواصلهم البصري امه حينما قالت كي تلفت انتباهه : مالك يا ولدي ..الوكل جدامك زي ما اتحطلك
انتبه اخيرا و قال : سلامتك ياما …اني بس واكل جبل ماجي طوالي …مجادرش اكل تاني …اني جعدت وياكم لجل ما تزعلوش
عبدالعظيم : بجالك مده يا ولدي مهتاجيش المصنع و لا المزرعه
حمزه : في ورج و حسابات لازمن تراجعها يا عثمان من اخر مره جعدنا فيها مشوفتش شي تاني
عثمان بهم واضح للجميع : بالي مش رايج …يومين و افضالك يا واد عمي
انقبض قلب رغد …تعلم ان سبب حالته هو ذلك الامر المعقد ..و لكن حدثها يونبئها انه نجح في الوصول اليها
اما عائشه سالته باهتمام : مالك ياخوي ..تعبان من شي و لا فيه حاجه ويالك
عثمان بتسويف : سلامتك يا بت عمي ..اني بخير …ايه يا جماعه مالكم ….كل الحكايه كان عندي كام عمليه وري بعض …تعبت اشوي مش اكتر
عفت : اطلع ارتاح في فرشتك يا ولدي …و جوم براحتك حدش هيصحيك…خد كفايتك فالنوم
وقف من مجلسه بعد انتهاء حديث امه و قال بامرا لا يقبل النقاش مما جعل الجميع في حاله زهول : اني طالع انعس في جاعتي الجديمه
معايزش حدي يدخل علي واصل …هملوني لما اجوم لحالي …و فقط تحرك تجاه الاعلي تارك الجميع ينظر الي بعضه البعض
حتي رغد و عائشه نظرا لبعضهما بزهول و قالت الاخيره : واااه هو زمجان منينا احنا التنين و لايه
رغد بتيه ؛ و الله ما خابره يا خيتي ..اني معميلتش شي و الله
تحدثت نرجس بمزاح كاذب : وااااه ديه الحب ولع في الدره يا سعديه …الضراير اتفجو يا ناس
لواحظ بغيظ : ربنا يهدي …نظرت لرغد و اكملت بغل : يكش يطمر فيكي الي عيملته بتي وياكي و انتي مرضانه
قبل ان يرد عليها احد وجدت ابنتها تقول بغضب مكتوم : اماااا ….ملوش عازه الحديت ديه….رغد خيتي الصغيره …و راجلنا واحد …خالينا نعيش في هدوان سر …النج و المشاكل مهايجيش من وراها غير الهم
عفت بفرحه : ربنا يكملك بعجلك يا بتي
رغد بامتنان : الي عيملتيه وياي هضل شيلاه فوج راسي طول عمري …حجك عليا لو يوم زعلتك و لا كايدتك …متزعليش مني يا خيتي
بعد ان خلع عنه ثيابه …لم يكن يطيق شيئا فوق جسده …يشعر به ملتهبا من فرط التفكير
القادم ليس بهين …كيف سيقص للعبايده ما حدث…كيف سيقدم لهم ابنتهم بل و يشي باخيه
كان سهلا عليه ان يتخلص منها…و لكن هذا ليس حلا…ابن اخيه يجب ان يكمل حياته بهويته الحقيقيه ….صغيرته يجب ان ياخذ لها حقها
الوضع صعب…صعبا للغايه…و في ظل غرقه في بحور افكاره وجد هاتفه يصدح باسمها
فبعد ان صعد الجميع الي النوم …ظلت هي تجوب الغرفه ذهابا و ايابا بجنون….قلبها يخفق الما من شده قلقها عليه….فكرت كثيرا ان تذهب له و لكنها كانت تتراجع في اخر لحظه
و اخيرا قررت ان تهاتفه عليه يجيب و يطمأن قلبها الملتاع عليها
و حبيبها كان يعلم بما يدور داخلها
اشفق عليها و رد قائلا : لساتك منعستيش ..مالك تعبانه
ردت عليه بصوت شجي : جلبي واجعني عليك …طمني …فيك ايه
زفر بهم و قال : مفيش شي …بالي مشغول و رايد اجعد لحالي …انعسي يا رغد …انعسي
رغد : كيف ديه و اني حساك تعبان يا جلب رغد من جوه ….كيف هيجيلي نوم و انت جاعد مهموم لحالك
ريح جلبي …مالك يا عثمان…اغمضت عيناه بحزن ثم اكملت : انت لجيتها صوح
لم يستطع سماع نبرتها الحزينه …و لم يرد ان يقلقها فقال بتسويف : اني خلاص مجادرش افتح عيني …تصبحي علي خير …و فقط
اغلق الهاتف دون انتظار ردا منها …تنفس بصعوبه و كان حجرا ثقيلا جاسم فوق صدره
اما هي : لم يطاوعها قلبها علي تركه في هذا الحال وحده…ستذهب له و ليحدث ما يحدث
ارتدت روبا طويلا فوق قميصها الحريري…فتحت باب غرفتها بتمهل كي لا يصدر صوتا
ثم تسحبت الي الاسفل كي تذهب له في غرفته القديمه
في بعض الاحيان لا نحتاج الي حديث …كي نخرج ما بداخلنا…بل نحتاج لحضا دافيء يحتوينا
جسدا عاشق يتحمل نوبه غضبنا التي تخرج علي هيئه رغبه جامحه …خوفا وعشقا في ان واحد
لم يتفاجأ بدخولها عليه …بل كان في انتظارها بعدما اخبره قلبه العاشق لها بذلك
بمجرد ان اغلق الباب …و قبل ان تتفوه بحرف او تتجه اليه بعيون يملأها العشق و الحيره …و الخوف
كان هو ينتفض من فراشه الذي كان ممددا عليه …اختصر المسافه بينهما في بضع خطوات متعجله
رفعها من خصرها بقوه ثم التقم ثغرها في قبله ماجنه تعبر عن شوقه و احتياجه …و خوفه من القادم
لم تفزع من هجومه الضاري عليها …بل كان بداخلها احتياجا اكبر ….بادلته بكل ما تحمله داخلها من عشق و احتياج لوجوده معها
بادلته باحتواء …ارادت ان تاخذ من داخله حزنه …حتي لو امتلأت هي به
ادمي شفتيها دون قصد …هبط بقبلاته الملتهبه الي عنقها…تحرك تجاه الفراش و هو يقول من بين تلك القبلات المحمومه : محتاجك يا رغد ….رايدك
مددها وهو فوقها بعنف غير مقصود وهو يكمل : حسي بعشجي ليكي …مجادرش اكتمه …بموتي لو بعدت عنيكي
انتي حياتي الي معشتهاش …كان يتحدث بجنون وهو يلتهم جسدها بجموح و عنف لم يقصده
حتي حينما صرخت الما حينما قضمها باسنانه …وجدته يبتعد قليلا و يقول بجنون : لااااه …صرخي بعشجي ….جولي انك هتعشجيني يا رغد
اعتصرها بقوه و هو يكمل بهياج نابع من رغبته بها و خوفه من ابتعادها : جولي هضلك معاي ….مهتبعديش …ااااانطجي
صرخت بدموع …ليس دموع الم جسدي اكثر منها حزنا علي تلك الحاله التي لاول مره تراه عليها
رغد : بعشجك …انت بجيت تجري فدمي يا عثمان …متخافيش …مجدرش اعيش من غيرك
كان الوضع اشبه بالجنون …بينما يلجها بقوه و كأنه يريد ان يكون بكامل جسده داخلها
كانت هي بالاعلي تحتوي راسه بين زراعيها و تملس علي شعره بحنو ينافي ما يحدث
همست له من بين تاوهاتها : انت جلب رغد ….انت الي خدت كل حاجه حافظت عليها بت العبايده
جلبها الي مدجش جبلك …و جسمها الي محدي مسه غيرك….و عمرها الي جاي وهبته ليك يا جلب رغد و نعيمها ….اطمن …انا وياك لاخر نفس فيه
حقا ….كل ما كان يحتاجه احتواء….بضع كلمات حانيه تخرج من قلبا عاشق بصدق …تخبره ان كل مخاوفه مجرد اوهام….حبيبته معه و لن تتركه
اخيرا …فاق من نوبه جنونه الغريبه …بعد ان اراحها قبل ان يخلص حاله
و لكن كان الاهم و الاجمل من كل ذلك هو ….صوتها الشجي الذي ظل يتردد داخل قلبه قبل اذنه و هو تقول : انا معك
ظل فوقها لم يتحرك…يلثمها بقبلات معتزره عما بدر منه منذ قليل
و من بينهم كان يقول بصوت متحشرج يملأه الندم : وجعتك بيا جلبي ….كت محتاجك يا رغد….بس بعدت …كت خايف عليكي …مكتش رايد اكون وياكي و اني فالحاله دي
مجصدش اوجعك …بس اني موجوع …جلبي واجعني يا رغد ….بس اطمن لما جيتيله …شوي
ضمته بحنو و قالت : كان لازمن اجيلجك …مهما عيملت …المهم انك معاي …خليك وياي مهما كانت حالتك ….هفهمك و هحس بيك …و هتحملك …انت حبيبي و روحي يا عثمان …متبعدش تاني مهما حوصل
و كان رده عليها منافيا تماما لما تقوله …تخشب جسدها اسفله حينما قال بصوت يملأه الحزن و الخوف من القادم : اني لجيت الفاجره
جبتها وياي اهنيه…زفر بجنون ثم اكمل بحسم : بكره هسلمها لاهلك
تصلبت اسفله …سالت دموعها بغزاره فجأه
قلبا يخفق بجنون
جمله واحده تتكرر داخلها
تلك هي النهايه
ماذا سيحدث يا تري
سنري
رواية دكتور نسا الفصل السابع عشر
يا الله…الخوف وحشا مفترس ينهش احشائنا…اما ان نواجهه و نقتله بسكين الشجاعه…او نتركه يمزقنا من الداخل حتي يقتل روحنا و نصبح احياء …بلا حياه
طبيبنا الحكيم …فكر في الامر من جميع الاتجاهات …لن يظلم احد…لن يسمح لباب التار ان يفتح …
و لن يترك حق صغيرته المسكينه التي تحملت ما لم يقدر عليه من عاش اضعاف عمرها
سيعيد هويه ابن اخيه الحقيقيه …حتي يستطع العيش بطريقه سويه
و فالاخير سيأخذ حق اخيه و الذي كان معترفا من داخله ان له النصيب الاكبر من الخطأ
لم ينم ليلته …لا هو و لا حبيبته التي كان الخوف يقطعها اربا من الداخل
حاولت أثناءه عما انتواه بشتي الطرق و لكنه ابدا لن يتراجع…بل اقنعها بان ما يفعله هو عين الصواب
وعدها الا يفتح باب الثأر مره اخري…طالبها بالوثوق به و بحكمته التي لا تعلم عنها شيئا حتي الان
هي رات عثمان المتجبر …ثم شديد الاحتؤاء…و العاشق الذي اخدقها بدلاله لها
و الان جاء دور الطبيب الحكيم ذو العقل الراجح …الذي ابدا لن يرضي بظلم احدهم
مع بدأ ظهور اول خيطا من نور الصباح …قبل راسها المسنود فوق صدره و قال بمزاح : جومي يا حبيبتي ارجعي اوضتك جبل ما نتجفش
اعتدلت كي تنظر له و تقول : واااه …اني مرتك
عثمان : مرتي و حبيبتي كماني…بس انتي خابره زين الي فيها…بلاش تعملي ناصحه علي
تعلم انه يربد التخفيف عنها بعد بكائها …و ستفعل معه المثل
اذ قالت بدلال : حاسه اني عيله صغيره راحه تجابل حبيبها من وري اهلها…و حبيبها خايف عليها
ملس علي وجنتها بحنو ثم قال بصدق : حبيبها معندوش اغلي منيها يخاف عليه….يلا يا جلب حبيبك ..ما رايدش اتاخر ..خلينا نوخلص و نفوج لحالنا
رغد بخوف : عثمان….انت وعدتني
قبلها بعشق ثم قال : و اني عند وعدي يا رغد عثمان…مفيش نجطه دم هتنزل من حدي فينا….ربنا يجدرني و احلها ويا ابوكي من غير ما حد يدري بينا
فاقت من تأثير المخدر منذ بضع ساعات …لم تقوي علي الحراك
نظرت حولها وجدت نفسها ملقاه ارضا مكبله يدا و ساق…حتي فمها مربوط بوشاح
غرفه داخل مخزن مهجور …هو ما استشفته مما حولها….انهمرت دموعها بغزاره….ليس ندما
بل رعبا من القادم …علمت انها النهايه في كل الاحوال …سواء عاقبها هو …او قرر اعادتها الي اهلها و هذا الاحتمال الاقرب
بعد ان ارتدي ثيابه و تأهب للخروج …اتصل علي عبدالحكيم العبايدي و حينما رد عليه قال بجديه : السلامو عليكم …كيفك يا حاج
رغم استغراب الاخير من هذا الاتصال المبكر الا انه رد بهدوء : و عليكم السلام و رحمه الله …كيفك يا ولدي ..و البت زينه …فيكم حاجه
عثمان : بخير يا حاج …اطمن …سحب نفسا عميقا ثم اكمل : اني رايدك في موضوع مهم
عبدالحكيم : تعال يا ولدي الدار مفتوح….هو انت غريب هتاخد الاذن جبل ما تاجي
عثمان : لاااه…خلينا بعيد عن الدار ….او ..خلينا نجعد فالموندره لحالنا …الي رايدك فيه ماهينفعش حدي تاني يعريف بيه
عبدالحكيم بوجل : جلجتني يا ولدي …هستناك فالموندره….
متعوجش علي
جلس معه علي انفراد داخل قاعه الضيوف المنفصله عن السرايا…و رغم استغراب الجميع من هذا الامر …الا ان لم يجرؤ احد علي التدخل او حتي السؤال
نظر له هذا الشيخ الحكيم و علم ان الامر جلل…
سأل بهدوء ينافي قلقه الداخلي : خير يا ولدي
عثمان : يا حاج عبدالحكيم….اني الي جيتك و طلبت ننهي التار الي بين العيلتين…و الي راح بسببه زينه شبابهم و رجالتهم
كفانا بحور الدم الي روت النجع…ماخدنيش الكبر وجتها و لا جولت كيف اني الي اتنازل و اروحلهم
بديت مصلحه الكل و طلبت نسبك لاخوي …الله يرحمه…وجتها كت خابر ان عنديكم بنته اكبر منيها ….لكن اني اخترت لاخوي نسبك انته…يا كبير العبايده
و يعلم ربي كت هعمل فاخوي ايه لو بس حسيت انه زعلها…تغاضي عن تلك النقطه سريعا حينما كادت غيرته ان تظهر عليه
اكمل بنبره عاشقه لم يقصدها : و يعلم ربي ان بتك من يوم ما بجت مرتي و اني شايلها جوه حباب اعنيه…
مش لجل انها مرتي و بس …لااااه …عشان هي تستاهل تتشال فوج الراس ..اكمل بداخله رغما عنه : و جوه الجلب
هز الرجل راسه بتفهم و رغم ان بداخله فرح لعشق هذا الطبيب لابنته …الا ان خوفه من القادم كان اكبر
زفر عثمان بهم ثم اكمل : اني بجولك كلت ديه …عشان الي جايلك فيه …لو متحلش بالعجل و الحكمه …هيفتح علينا الي حاولنا نجفله…و وجتها مفيش حاجه هتجدر توجفه
عبدالحكيم بوجل : جول ولدي …اني جلجت …في ايه لكلت ديه
ذكر اسم ربه بداخله ثم حوقل كي يستمد القوه من خالقه ثم بدا يقص عليه كل شيء منذ البدايه الي اللحظه التي يجلس امامه فيها
استمع اليه وكل خليه بداخله تغلي غضبا …و بعدما انتهي …انتفض من مجلسه ثم طرق بعصاه الارض و قال بحسم : وينها الفاجره
وقف عثمان وقال : في المخزن الجبلي
عبدالحكيم : هاجي وياك اخدها ….و بعديها …نظر له بغضب ثم اكمل : بتي تلزمني
هل تشعرون بكم النار التي اشتعلت داخل صدره …حتي انها خرجت من عيناه …نظر له بقوه غاضبه ثم قال : مرتي …ملهاش صالح بكلت ديه
اني كان ممكن اجتلها و اتاويها من غير ما حدي يحس
بس اني جبتها ليك لحدت عندك..لجل ما تعريف الحجيجه….و لجل ما اريح ولد اخوي
و الاهم من كلت ديه …اخد حج مرتي ….اوعااااك تفكر انها هتبجي طرف بيناتنا
طلعها بره الليله دي …و الا….لا هيهمني تار و لا حتي النار تحرج النجع كلياته
هز عبدالحكيم راسه بغل ثم قال بمهادنه : اغسل عاري لاول …بعدين لينا حديت تاني
صاح بحسم : و لا تاني و لا تالت يا حاج ….تاخد الي ليك عندي و بس
لم يتلقي منه و انما اخرج هاتفه ليتصل بولده البكر و الذي ورث العقل و الحكمه منه
و حينما رد عليه قال بحسم : هات عمك و تعالي الموندره
بينما هم يتحركون اربعتهم بوجه متجهم متجهين الي مكان تلك الحقيره التي ستنال جزاءها كما يجب
كان هناك من هو احقر منها يتواري خلف احدب الاشجار منتظر رحيلهم بعدما سمع كل ما قيل بالداخل
اتاخذت من غرفتها مخبأ كي تبتعد عن الجميع حتي لا يلاحظو رعبها الظاهر بوضوح عليها
و بينما لعبت بها هواجسها و تخيلت اسوأ السيناريوهات….
وجدت خافقها يخبرها بيقين …ان تثق في طبيب قلبها لن يخذلها …سيحل الامر دون ضرر لايا من العائلتان…لن يضيع كل نا ضحت به هبائا
وقفت سريعا ساحبه وشاحا لتغطي به راسها كما امرها …قالت لحالها بتشجيع : انزلي الهي حالك وياهم …عثمان عاجل و هيحلها بامر الله
اعقبت قولها بالخروج متجهه الي الاسفل و مع انشغالها نسيت هاتفها ملقي فوق الفراش
هرول ابن عم رغد الي داخل السرايا بعدما تاكد من مغادره عمه و عثمان
صاح بالجميع كي ياتو اليه و قال بغل فقد جائته الفرصه كي ينتقم من عثمان الذي تسبب في اهانته و التقليل منه وسط الرجال وقتما كان اتيا ليتقدم لرغد
تعااااالو ….تعالو يا عبايده شوفو الي حوصل و احنا نايمين علي ودانا….لو فيكم راجل يغسل عاره و ميخليش واحد من السوهاجيه عايش علي وش الارض
التف الجميع حوله بغضب و اولهم كان وهدان الذي قال : ايه الي هتجوله ديه يا واكل ناسك
سمير : اني لسه هجول …هجول الي المستخبي كلاته
قال تلك الكلمه وهو ينظر الي شاديه التي ماتت رعبا …السر انكشف يا ويلك يا ابنه قلبي
قص عليهم سمير ما سمعه حينما وقف يتصنت عليهم منذ ان اتي عثمان …و بعد ان انتهي قال بخبث : عمي و يونس راحه يجيبه الفاجره
احنا بجي نروح سرايا السوهاجيه نجيب بتنا من اهناك …بكفياها بهدله لحدت اكديه …الله اعلم عثمان عيمل فيها ايه هو كماني
قبل ان يرد عليه احد كانت شاديه تصرخ برعب : لاااااه ….ملكومش صالح برغد…البنيه عايشه متهنيه…
متخربوش عليها يا خلج
وجدت انصاف الفرصه كي تشفي غليلها الواهي من تلك المسكينه و تطفيء نار غيرتها منها
قالت بصوت يملأه الحقد : كنك اتخبلتي يا شاديه …كيف يهملو خيتك بعد كلت ديه ….هتأمني عليها كيف وياهم
ديه غير التار الي هينفتح من اول وجديد ..
وهدان بحماقه : يلا يا رجاله …ناخد بتنا لاول بعديها هنولعها حريجه ….يا ويلكم يا سوهاجيه
صرخت …توسلت….وقفت تحاول منع ايا منهم من التحرك…و لكنها فشلت فشلا زريع
قالت بجنون : منك لله با سمير …هرولت للاعلي حتي تحضر هاتفها كي تحاول انقاذ اختها
بينما انصاف تقول بشماته : خلاص يا شاديه …النار ولعت و مفيش حدي هيجدر يطفيها
ردت عليها بصراخ غاضب : الهي النار دي تحرج كل الي رايد بخيتي شر …منكم لله
اعادت الاتصال بها للمره الخامسه و لم تجد ردا ….فكرت سريعا
و اتصلت بابيها الذي ايضا كان يغلق الهاتف
لم تياس …ظلت تحاول مع ابيها و اخيها الي ان رد عليها بغضب : خبر اااا
قاطعته صارخه : الحج ياخوي …سمير عيرف الي حوصل …و جاد الدنيا نار….يونس اخوك خد ولد عمك و الرجاله و طلعه علي السوهاجيه لجل ما ياخدو رغد
الحجهم ياخوي
اغلق معها سريعا بينما هي اتصلت علي هاتف نرجس و حينما ردت عليها صرخت بها : رغد وينها
انتفضت نرجس من صراخها و قالت : اهي جاعده ويانا مالك …
لم تعطها الفرصه للسؤال امرتها سريعا : اديهالي بسرعه
امسكت الهاتف بيد مرتعشه ….سمعت اختها تقول : اجفلي الباب يا رغد لو مفيش حداكم رجال ….اخواتك جايين ياخدوكي
سالتها بخذلان : عثمان جلهم
صححت لها شاديه الامر سريعا كي لا تسيء الفهم : لااااه …محدش كان خابر جوزك رايد بوكي في ايه
لكن الي ربنا ينتجم منيه سمير الكلب كان هيتصنت عليهم …و اول ما طلعو دخل السرايا و جاد الدنيا حريجه
اوعاكي تسمعي حديتهم ….جوزك مباعكيش يا بتي ….بلاش تديهم فرصه يجيدو النار من تاني….اتحملتي كتير يا بت جلبي …كملي للاخر لجل خاطري و خاطر جوزك الي عشجك
اما زوجها فقد اصبح مثل الثور الهائج بعدما سمع يونس يقص علي ابيه ما حدث
و قد كانو علي وشك الوصول الي وجهتهم
صاح بغضبا جم : هتتعدو علي حرمع بيتي يا عبايده…..اوقف السياره فجاه و قال بجنون : اني حاولت اجفل باب الدم ….لكن انتو الي رايدينو
لو حدي مس شعره من مرتي و لا طلعها بره دارها مهخليش حدي فيكم عايش
لم يهتم بصياحهم عليه …بل اعاد تشغيل سيارته و انطلق بها بسرعه جنونيه
امسك هاتفه بصعوبه و قام بالاتصال علي حمزه و بمجرد ان رد عليه قال بامر : لم الرجاله بسرعه و اطلع عالسرايا
حمزه بوجل : في ايه
عثمان : العبايده رايحين يخطفو مرتي …مرت اخوك يا حمزه
حمزه بعصبيه : علي جوثتنا ياخوي …يعدو علي جتتما لاول بعدين ياخدوها
في نفس التوقيت كان يونس و ابيه و عمه يقومون باتصالات هاتفيه مع بعض افراد العائله كي يحاولو منع تلك الكارثه التي ستحصد الاخضر و اليابس …و تلك المره حقا …لن يستطع احد منعها
كان المشهد ….حقا مرعب
توجس اهل القريه خيفه حينما شاهدو رجال العبايده يتجهون نحو سرايا عائلته السوهاجي و علي ملامحهم غضبا شديد
اما تلك المسكينه فقد وقع منها الهاتف بعدما فشلت في الامساك به…فقد انفلتت اعصابها من شده الرعب
التف حولها النساء يسالن بلهفه ماذا حدث
عفت بقلق : واااه مالك يا بتي ….ابوكي زين …حدي من اهلك جرالو حاجه
عائشه بشفقه : جولي ياخيتي و لو خايفه من عثمان الحاجه تتحدت وياه لجل ما تروحي تطمني عليهم
هنا فاقت قليلا و قالت بارتعاش : اجفلو الباب …اهلي هياخدوني
رايده اكلم بوي…كلمي عثمان …بكت بقهر و هي تتوسل لهم : اتصلو بيه احب علي يدكم
لم تتركها عائشه تتوسل بينما كان الجميع يهدئها …كانت هي تطلب زوجها الذي رد سريعا : حدي جيه
لم ترد عليه بل وضعت الهاتف فوق اذن تلك الباكيه و بمجرد ان سمعته يقول : وينها رغد
ردت عليه بوهن : اني خايفه…
اعتصر قلبه الما حينما سمع نبرتها المرتعبه و لكنه قال بقوه : بوكي و اخوكي معاي و سامعني زين
اكمل بصياح قوي : انتي مرتي …و مفيش جوه عالارض هتبعدك عني ….لو حدي منيهم فكر يمس شعره منيكي …مش هيكفيني رجابيهم كلياتهم….اني جايلك….جايلك يا جلب عثمان …اوعاكي تخافي و لا تطلعي من دارك
وصل وهدان بصحبه الرجال …و لحسن حظه كان حمزه ما زال في الطريق مع رجاله…و لكنه قام بمهاتفه بعضا الرجال المتواجدين بالقرب من السرايا
تصدو لهم و قامت معركه حاميه …الجميع يضرب …الجميع يسب
اخوتها و علي راسهم وهدان يحاولون اقتحام السرايا
و الخبيث ينفخ في النار كي يشعلها اكثر حينما وسوس لاخيها ان يدخلو من الباب الخلفي متمنين ان يكون مفتوحا
في نفس لحظه وصول حمزه مع باقي الرجال ..و الذين اشتبكو مع البقيه دون تفكير
كان وهدان و سمير و معهم ثلاث رجال اقتحمو السرايا من الباب الخلفي شاهرين اسلحتهم في وجه النساء بمنتهي الخسه
صراخ و عويل …خوف و رعب حد الموت
هذا كان حال النساء بالداخل
صاح وهدان بهم : اكتمي يا حرمه منك ليها ….اني هاخد خيتي من سكات
سحبتها عفت خلف ظهرها و قالت بقوه : كنك اتخبلت …..انت مفكر ان حدي هيسيبك تاخد مرت السوهاجي ….انت كتبت علي حالك الموت بعملتك الشينه دي
وهدان بغضب : اما نشوف يام الدكتور مين الي هيجتل التاني
صرخت رغد بتوسل : احب علي يدك ياخوي ….اجصر الشر …عثمان معميلش حاجه لجل ما تجتله ….ديه اكرم خيتك و حطها جوات حباب اعنيه
سمير بخبث : انتي لساتك هتاجي علي نفسك لجل ما توجفي الدم يا بت عمي …مش كفايه الي اتحملتيه من اخوه …
بين شد و جزب …في نفس اللحظه التي قررت فيها نرجس ان تهرول تجاه الباب كي تفتحه و تستنجد برجال عائلتها
كان ذلك الارعن يهجم علي اخته بغته و يجرها جرا من زراعها تجاه الخارج
خطوه فقط ….واحده …هي ما خطاها خارج الباب ثم تصنم مكانه حينما سمع دوي اطلاق نار قوي ….ليس طلقه واحده بل ثلاث طلقات
انا هي …تخشب جسدها …جحصت عيناها حتي دموعها جفت من هول ما رات
ماذا سيحدث يا تري
سنري
متابعه هنا حكايات ماجد فادي ????
انتظرووووووني
رواية دكتور نسا الفصل الثامن عشر
العشق …موقف…يثبته و يدل عليه
لا مجرد كلمه تقال
جنون….اقل ما يصف ما يحدث هو الجنون….رجالا تحكمت بهم العصبيه …و التعصب
لا يهمهم من المخطيء و ما هو الصواب
كل ما يصرون عليه ان يكونو مع من ينتمون اليهم و فقط
صوت صريرا مرعب صدر من سياره عثمان الذي اوقفها فجأه
هبط منها بطريقه تنم علي انه سيقتل كل من يقابله…و لما لا فقد اخذ سلاحه الناري الذي كان يضعه داخل سيارته قبل ان يتركها
كان المشهد كالتالي
في نفس وقت وصول عثمان…كان وهدان يسحب رغد للخارج
وفي نفس وقت دخوله و بينما هم كي يلتحم في المعركه الدائره امامه
وجد وهدان يخرج من باب السرايا الداخلي ساحبا تلك المسكينه التي تحاول ان تمسك الباب لتمنع خروجها
في لحظه ….بمنتهي الحرفيه…حينما فشلت رغد في ان تقاوم اخيها و قبل ان يخطو بها اكثر من خطوتان
كان عثمان شاهرا سلاحه نحو ثم اطلق منه اول رصاصه مرت فوق راس هذا الجبان الذي لم يهتم بمظهر اخته امام الرجال
بمجرد ان دوي الصوت في الارجاء….ثبت الجميع كلا في موضعه
اما هذا الاسد الذي يدافع عن عرينه….كان يتقدم للامام و يطلق رصاصه اخري مرت بجانب وهدان …..ثم الثالثه تحت قدمه حينما اصبح قريبا للغايه منهم
اثناء تقدمه كان يقول بنبره خرجت من الجحيم : فكر تخطي بيها خطوه كماني
اكمل بعدما وصل امامه واضعا فوهه السلاح فوق جبينه و هو يكمل : سيبها
بينما يثبت السلاح فوق راسه و يأمره بتركه
كان هو يسحبها بيده الاخري
في نفس وقت صياح عبدالحكيم : همل خيتك يا واكل ناسك….نزلو سلاحكو يا عبااااايده
اخفض الجميع اسلحتهم الذين اشهروها في وجه الخصم خاصا عثمان مع انطلاق الرصاصه الثانيه
رغد …هل احدكم يستطع تخيل ما تشعر به…لا و الله قد عجزت الحروف عن وصف
فقد تخشب جسدها و شعرت ان الرؤيه انعدمت امامها….كل ما تراه دماءا ستسيل و لم تروي ارضا يملأها الغربان
افاقها صوت ابيها الصارخ وقتها فقط ايقنت خطوره الموقف
و بينما كان حبيبها يسحبها من يد اخيها كانت هي بمنتهي الشجاعه و الارتعاش
تقف بينهما…نظرات التوسل انطلقت منها تجاه هذا الغاضب ….زراع تحركت بصعوبه كي ترتفع و تمسك بيده المثبته فوق جبين اخيها
صوت يملاه الحزن و الرجاء : لجل خاطري …و فقط
نظر لها بجنون و قال بصياح : لساتك هتدافعي عنيهم
علي صوته و هو يكمل : حرمه بيتي الي اتعدو عليها…مهتكفنيش جصادها حرج الكل
صرخت برعب : لاااااه…احب علي يدك بكفايه ….لجل خاطري …
رد عليها بغضب اشبه بالعتاب : خايفه عليهم …رايده تروحي وياهم
هزت راسها بهستيريه رافضه ما وصل اليه و هي تقول : لاااااه….انت راجلي الي اكرمني …و مهطلعش من دارك غير علي جبري
تطلعت حولها و هي تكمل : و هما اهلي و فوج راسي ….كادت ان تكمل حديثها المتعقل
الا انها لمحت هذا النذل يشهر سلاحه في الخفاء تجاه ظهر عثمان
لا تعلم من اين اتتها القوه كي تتشبث به و تلف جسده معها كي تتلقي الرصاصه بدلا عنه و تفديه بروحها العاشقه
قبل ان يستوعب ما حدث كانت هي تمسك بثيابه و هي تقول بوهن : اهلي يا عثمان
عثمان …عثمان يشعر ان الارض تدور من حوله….لن يستطع استيعاب ما حدث
لا يعلم كيف تمسك بها…بل هبط بجسده معها ارضا ….و الصدمه الجمت الجميع
حتي النساء لم تجد صوتا يخرج منها كي يصرخو حزنا و فزعا علي تلك المسجيه داخل حض حبيبها
و حبيبها ينظر لها بدموع حبيسه تأبي الهطول ….كل ما استطاع نطقه بهمسا حارق : بتفديهم بحياتك
ردت عليه بصعوبه و دمائها تسيل فوق يده الملتفه حولها : اني فديت روحي …مكتش هجدر اعيش بعديك….اتمنيتك جوزي في الدنيا …و هستناك فالاخره
لو انت الي اتجتلت…كت هجتل حالي بعيدك…و ابجي اتحرمت منيك بردك دنيا و اخره
عشاني….اهلي…فقط…كانت اخر ما تفوهت به قبل ان تغلق عيناها تزامنا مع ضمه لها و صياح بصوت رجلا عاشقا فقد الحياه لتوه : لاااااااه
فوجي …متهملنيش….
مهجربش يمه اهلك …فوجي يا رغد فوووووجي
بدا الجميع يمتص الصدمه …اقترب منه عمه و ابيها المكلوم…يحاولون فحصها
و حينما رفض و تشبث بها ….صرخت بها امه كي تفيقه ؛ فووووج يا دكتور…اكشف عليها يا ولدي …عم تتنفس
الحج مرتك يا دكتوووور
هنا تنبه عقله …تذكر مهنته….نظر لها محاولا رؤيتها من بين الغيمه التي حجبت عنه الرؤيه
جس عرقها النابض بتفحص و يد مرتعشه
عاد قلبه ينبض من جديد بعدما شعر بنبضها هي ما زال موجودا رغم ضعفه
لم ينتظر لحظه….عاد لحاله و تجبره ….بل و قوته التي استخدمها في حملها
هرول بها الي الخارج وهو يصرخ بهم ….الحج مرتي…..و اتحملو جحيم عثمان السوهاجي يا عبايده
كان حمزه في ذلك الوقت امر ثلاثه رجال ان يلحقو بذلك الحقير حينما يراه يهرب بعد ما فعله
صعد السياره خلف المقود بعدما صعد اخيه بزوجته في الخلف
تحرك سريعا و خو يقول : سمير الكلب هو الي عيملها….الرجاله لحجته جبل ما يهروب
ضمها بقوه و هو يقول بهمس حارق وصل لاذن الاخير : اجفل عليه لحد ما افجوله…..مفيش كلب مالعبايده رجليه تخطي عتبه المستشفي ….ساااامع
يعلم الله كيف تحكم في حاله كي يمارس مهنته كطبيب وهو يحاول اخراج تلك الرصاصه الغادره
و ما ساعده علي ذلك حينما وصل بها الي مشفاه الخاص و قام بفحصها….اطمأن قلبه العاشق قليلا حينما اكتشف ان الطلقه اصابتها كانت في كتفها
رفض ان يسعفها احدا غيره…بل دلف هو معها الي غرفه العمليات و رافقه اثنان من الممرضات كي يخرجها لها
ثم يقوم بتقطيب جرحها….ذلك الجرح الذي شعر به داخل قلبه ليس في جسدها هي
و لاول مره منذ ان مارس مهنه الطب يده ترتعش اثناء اجراء عمليه جراحيه
و لكن ذلك لم يكن ضعفا منه ..بل رعشه قلبه الذي يعتصر الما اصابت جسده بالكامل ليس يده فقط
امام المشفي
كان المشهد…حقا مرعب
رجال العائلتان يقفان قباله بعضهما البعض في حاله تأهب تام لنشوب معركه حاميه
قوات الامن التي وقفت في المنتصف في محاوله منها لمنع احتكاكهم ببعض
ابيها …ذلك الرجل الحكيم الحزين…الذي يقف مكتوف الايدي….غاليته بالداخل لا يعلم عنها شيئا …و لا يستطع ان يكون جانبها
اما النساء …كان يخيم عليهم الحزن و البكاء و هن يجلسون منتظرين ان يطمأنو عليها
عفت ببكاء : عيني عليكي يا بتي …يا جهره جلبي عليكي
نرجس بحزن : اني هتجن…عجلي هيفط مني …ليه كلت ديه….ايه الي حوصل لجل ما العبايده يعملو اكده
عائشه ببكاء : محدش خابر شي…الدنيا اتجلبت مره وحده…و البت ضحت بروحها يا نضري
تحيه بغيظ : الدكتور هيلحجها متخافيش
عفت : اني لازمن اعريف السبب…نظرت لابنتها و قالت : اتصلي بشاديه
ردت عليهم ببكاء مرير : طمنيني يا حاجه …خيتي عيملت ايه…ولدك مانع حتي ابوها يدخل المستشفي….و محدش رايد يريحه بكلمه حتي
عفت : شاديه …تجدري تاجي عندينا دلوك….حديت التلافون مهينفعش
فهمت شاديه ما تريد…و لانها تثق في تلك السيده الحكيمه ردت عليها بحسم : مسافه السكه هكون عنديكم….
و بالفعل : بعد مرور اقل من النصف ساعه كانت تجلس وسط النساء في بهو سرايا السوهاجيه
عفت : انتي خابره سبب كلت ديه …صوح ..جوليلي يا بتي …ريحي جلبي ..اني هتجن
نرجس : شكلها حكايه واعره جوي ياما
شاديه : اني معرفيش اذا كان الي هجوله ينفع و لا لاااه
نظرت لعفت برجاء ثم اكملت : اني هجولكم علي كل حاجه…لجل ما تعرفه خيتي اتحملت ايه…و عاشت كيف
بس الي طلباه منيكم …مفيش حد يفتح الحديت ديه واصل لما نشوف الرجاله هتعيمل ايه
عائشه : اطمني …مفيش حرف هيطلع بره…حتي الرجاله الي كانت عم تطحن في بعضها محدش منيهم فاهم و لا عارف السبب
سحبت نفسا عميقا …ثم قصت عليهم كل شيء…كل ما عانته اختها من يوم ان خرجت من بيت ابيها …الي تلك اللحظه
و لكن بمنتهي الحكمه تغاضت عن ذكر ذلك العشق الذي اصبح يجري في وريد الثنائي و لا حتي ما فعلته كي يتم زواجه بها
زهول …صدمه تصحبها دموع غزيره تهطل من عيون النساء كلما اسهبت شاديه في الحديث
لا عقل و لا منطق يجعلهم يصدقون كل هذا
و بعد ان انتهت قالت بحزن من بين دموعها ؛ كلت ديه خيتي اتحملته لجل ما التار يوجف
نظرت لعفت و اكملت برجاء : و رحمه الغاليين يا حاجه…بلاش تخلي كلت ديه يروح هدر
كلمي والدك …خليه يحكم عجله …بكفايانه لحد اكده
حد يتصل بيه …جلبي واكلني يا ناس …عايزه اطمن علي خيتي …و هو مانع اي حدي منينا يدخل جوه
عفت بصدمه ؛ كان جلبي حاسس ان فيه حاجه غلط…الله يرحمه و يسامحه …كان مبين للكل انه عاشجها و مهنيها
لكن عينها الحزينه الي كلها هم …كانت بتكدب كلت ديه
ليه بس با ولدي …بكت بحرقه و هي تكمل : ضيعت شبابك هدر…و ظلمت لابنيه…
بعد ان انتها من العمليه بشق الانفس…قام بنقلها الي غرفه عاديه نظرا لحالتهاالمستقره
و لكنها كا زالت تحت تأثير المخدر…بعد ان وضعها بتمهل و حرص فوق الفراش
مال عليها مقبلا جبينها برفق جامح ثم قال : سامحيني …مهجدرش انفذ طلبك…هدفعهم تمن كل نجطه دم سالت منيكي ….حرج جلوبهم كيف ما جلبي اتحرج و اني فاكر انك ضعتي مني
ماجدرش اصدج انك تعملي اكده…ليه يا بت جلبي ليييه
بينما كان يجلس علي احد المقاعد منتظرا بلهفه افاقتها بعد ذوال مفعول المخدر
سمع طرقا فوق الباب…فتحه سريعا وجد حمزه و معه احد الضباط
تحرك خطوتان نحو الخارج ثم اغلق الباب بهدوء و قال : خير يا حضره الظابط
الضابط : محتاجين نحقق مع المجني عليها …و ناخد اقوال الشهود
نظر له ببرود ثم قال : مجني عليها مين …و شهود ايه الي بتتحدت عنيهم …اني مفاهمش حاجه
جز الضابط علي اسنانه كي يكتم غيظه ثم قال : المجني عليها…زوجه حضرتك الي اصيبت بطلق ناري يا دكتور
رد بلامبالاه ظاهريه : محصولش…نظر له بعدم فهم فاكمل بثقه : مفيش حاجه من دي حوصلت …
مرتي وجعت فوق جزازه عورتها …و بس …جيبت منين الحديت ديه….نظر لحمزه و اكمل : مش ديه الي حوصل ياخوي
حمزه بتاكيد : و مفيش غيره يا واد عمي
لم يتمالك حاله بعد ان راي تلك التمثيليه الهزليه فقال بغضب : الي بيحصل ده غلط يادكتور
الناس تحت واقفين علي تكه…كلمه واحده و هتحصل مجزره…ارجوك انت انسان متعلم و مثقف …
يا ريت تكون انت صوت العقل الي ينقذ ارواح بريئه زي ما عملت قبل كده
رد عليه بحسم دون ان يتأثر بما قيل : اني جولت الي عندي ….ملياش صالح باي حاجه تاني …اكمل باستهزاء : و الي بلغك …تجدر تعمله محضر بلاغ كاذب و ازعاج سلطات
في احد المخازن التابعه لعائله السوهاجي…كان ذلك الحقير يتلقي ضربا مبرحا من رجال حمزه
كادت احباله الصوتيه ان تتقطع من فرط صراخه المتألم
لم يرافو به بل قال احدهم بغل : صرخ….عالي صوتك كيف الحريم
امال كت عامل فيها سبع الرجال من اشوي
كلت ديه مهياجيش حاجه جصاد الي هيعملو فيك الدكتور
تقدم يونس من ابيه و قال بغضب مكتوم : و بعدين يا بوي…هنضلو واجفين اكده و مخابرينش خيتي ايه الي حوصل فيها
اديني اشاره و اني اطربج المستشفي عالي فيها
نظر له ابيه بغضب ثم قال : و ماله…ولعها اكتر ماهي والعه…و الغلبانه الي ربنا اعلم بحالها دلوك هي الي هتدفع التمن
يونس : يابوي ..اني رايد اطمن عليها..بجول اكده من غلبي …اني لحدت دلوك مش جادر اصدج الي حوصل
عبدالحكيم : و لا امي يا ولدي …نظر له بثقه و هو يكمل : طمن جلبك يا ولدي …خيتك في امان ..
يونس باستغراب
: كيف ديه يابوي
ابتسم الرجل الحكيم بهم و قال : لانها مع الي هيهد الدنيا لجل خاطرها يا ولدي…يكفيك شر راجل عاشج …لما حدي يمس جلبه
هل هي من تحاول فتح عيناها…ام قلبه المتلهف هو من يهيء له ذلك
اقترب منها بتهمل …جلس علي حافه فراشها…اخذ يملس علي وجنتها بحنان وهو يقول برجاء عاشق ارهقه الانتظار : فتحي يا رغد دنيتي
خلي جلبي يرجع يدج…الدنيا اسودت في وشي لجل ماني محروم من نور عينك
ارحمي جلبي و طمنيني عليك
و صغيرته رحمته حينما همست باسمه قبل حتي ان تستعيد وعيها كاملا
اقترب اكثر منها و قال بلهفه : جلبه و عجله و روحه
بدات تفتح عيناها بوهن…اول ما قابلها وجهه المبتسم بفرحه لنجاتها و عودتها له
اخذت بعض الوقت كي تستعيد وعيها…وجدت مشاهد سريعه تمر امامها لما حدث
مما جعلها تفيق سريعا بشكلا كامل و تقول بلهفه رغم وهنها : انت زين…حوصل ايه …طمني
لم يتمالك حاله و هو يميل عليها كي يرفعها بحرص و يدفنها داخل احضانه
قبلات كثيره فوق راسها وهو يقول من بينهم بنبره باكيه : توك جلبي عاود موطرحه
هونت عليكي تعملي في اكده …هانت عليكي روحك
ابتعدت عنه بصعوبه…تطلعت له بزهول و قالت : انت عم تبكي يا عثمان
كوب وجهها بحنو و قال : ربي يعلم كتمتها كيف …كان نفسي اصرخ ..ابكي…انوح…ابوس ايد الكل و اجولهم ..هملولي حبيبتي
يدي كانت بتترعش و انا بمسح دمك …ليه تعملي فيه اكده …ليييييه
بكت فالمقابل و هي تقول : انت هتجدر تكمل من غيري…انما اني اضعف من اكده بكتير…انا فديت روحي مش روحك…اني عشجاك يا طبيب جلبي
نظر لها بعيون تصرخ عشقا ثم اقترب منها و قال : ……
ماذا سيحدث يا تري
سنري
رواية دكتور نسا الفصل التاسع عشر
ما اجمل ان يكون عشقك لاحدهم عباره عن موقف تثبته فيه…يكون وقتها ابلغ من اي حديث عنه
ما اجمل ان تجد من يضحي لاجلك دون ان ينتظر مقابل
ما اروع هذا الشعور الذي يجعلك تنام قرير العين و انت علي يقين تام …انه يوجد من يحميك و يحرسك ..بل يخبأك داخل ضلوعه
اتي الصباح علي تلك القريه التي لم يغفل فيها احد و لم يذوقو طعما للنوم
الكل في حاله قلق و ترقب …و لكن كان اكثرهم وجعا و قهرا
هو …عبدالحكيم العبايدي…الذي اثبت ما حدث انه بالفعل رجلا حكيم
استطاع ان يلجم جموح بنو عائلته …منعهم بحكمه الصارم الذي لا يستطع احد ان يعارضه من الهجوم علي المشفي
فقد اخذتهم العزه و رفضو منعهم من دخولها….رغم المه الداخلي من ذلك الموقف المخذي بالنسبه له
الا ان مصلحه ابنته و صحتها كانت اهم…خاصه بعدما ايقن عشق الطبيب له
اما الطبيب …هو الوحيد الذي نام قرير العين حتي و ان كان مجرد ساعه واحده غفيها جانب رغده و هو يضمها داهل ضلوعه بعدما اطمأن انها بخير
امرت عفت بتجهيز بعض الثياب لرغد و ولدها الذي هي علي يقين تام انه لن يبرح المشفي دونها
جهزت ايضا بعض الاطعمه …توجهت نحو عبدالعظيم و قالت : مين فيكم هيوصلني المستشفي
وقف قبالتها و قال بمهادنه : يا حاجه اسمعي بس ….الدنيا مجلوبه هناك
رجاله العيلتين واجفين من عشيه جبال بعضهم …و الحكومه فالنص
ولد الجادر مانع اي حدي يخطي جوه الباب…و دي عامله واعره جوي و انتي خابره زين اكده
عفت : خابره لكن بردك هروح للبت الي دمها اتصفي جدامنا مههملهاش لحالها
عبدالعظيم بحكمه : البنيه جوزها وياها مفتهاش دجيجه وحدها
احنا حاطين ايدينا علي جلوبنا …النار ممكن تشعلل في اي وجت
و الحج يتجال …عبدالحكيم ماسك ناسه بيد من حديد …يبجي احنا بجي منزودوهاش
ميبجاش هما واجفين فالشارع مجدرينش يطمنو علي بتهم…و احنا رايحين بحريمنا يذوروها…اعجلي الحديت يا حاجه
اقتنعت بما سمعت ..فهو لديه كل الحق و لكنها حقا قلقه للغايه عليها و لن ترتاح الا برؤيتها سالمه امامها
زفرت بهم و قالت : طيب يا حاج …اديني جاعده اها….بس بالله عليك لما توصل طمني …البيه جافل تلافونه من عشيه و معرفاش اوصله
و البيه يشاكس صغيرته بل يتواقح معها أثناء فحصه لجرحها و تغيير ضمادته
القي بعرض الحائط كل ما يحدث بالخارج…كل ما يشغله فقط حبيته و تحسين حالتها النفسيه
بل الاصح كان يطمأن قلبه انها ما زالت معه ..لم تفارقه
هو يري ابتسامتها حتي لو كانت باهته…يشعر بحزنها مهما حاولت ان تداريه
يعطيها جرعات محسوبه من المسكن كي لا تتالم بقدر المستطاع
بينما كان يضع ضماده جديده …سرحت يده تجاه صدرها قليلا
لمساته الماجنه جعلتها تجحظ بعيناها و تقول بخجل و استنكار : وااااه…ايه الي هتعمله ديه
نظر لها ببرود عكس ناره المنقاده و قال : بغير عالجرح …في حاجه وجعاكي يا رغدي
نظرت له بغيظ و قالت : هو الجرح فكتفي و لا اااا….صمتا و لم تقوي علي التكمله
نظر لها بخبث و هو يقرب وجهه منها و يقول : من ايه …كملي
عضت شفتها السفلي و اغمضت عيناها حينما لم تقوي علي مجابهه جرأته
ضحك برجوله ثم قبلها بسطحيه و قال : جلبي الي لساته هيخجل مني
طب ده اسمه كلام…عيبه في حجي و الله
نظرت له برجاء و قالت ؛ عثمان….زفر بحنق لعلمه ماذا ستقول
لم تهتم و اكملت بعدما امسكت كفه : لجل خاطري …
رد عليها بغضب نجحت في اخراجه : لجل خاطرك …هطربج الدنيا علي نفوخهم
لجل خاطر دمك الي سال و جلبي الي كان هيوجف من الرعب عليكي …هولع فيهم كلياتهم …هامحي اسم العبايده من الدنيا
بكت …كل ما فعلته هو البكاء بهدوء حزين …لا تقوي علي ردعه …كما تعتقد
لا تعلم ان تلك الدموع المنكسره هبطت علي قلبه مثل شظايا النار الملتهيه
كوب وجهها كي يمسح دموعها و هو يقول بحنو بعد ان ضعف من مظهرها : عم تبكي ليه ….لساتك باجيه عليهم بعد كل الي عيملوه فيكي
ردت عليه بحكمه من بين دموعها : خليك حجاني يا دكتور …اهلي حجهم يعملو اكده بعد ما عرفو الي حوصلي
لو كت انت مطرحهم كان زمانك امولع فيهم …و ابوي اني متاكده انه كان هيحلها بالعجل …لولا الكلب ديه هو الي جاد النار
لم تخطيء في حرفا واحد مما سمعه …و لكن يبقي ايضا ما حدث لها…هذا كفيل ان يقتلهم جميعا
رد بعناد : صوح ..انتي صوح…لكن حرمه بيتي الي اتعدو عليها…ملهاش عجاب
و الاهم من كلت ديه الي حوصلك …كيف اعديه بالساهل …نظر لها بعشق و اكمل : اني حسيت اني روحي طلعت مني اول ما غمضتي عنيكي ….نسيت اني دكتور …
كأني لاول مره اشوف دم …مكنتش داري بالدنيا حواليا …جسما بالله اني مخابرش مين الي فوجني
كأني كت في غيبوبه و فجاه لجيتي بجري بيكي …ايه حوصل جبليها و بعد ما وجعتي بين يدي…لحدت دلوك مخابرش
مدت زراعها السليم ثم وضعت كفها فوق وجنته و قالت بحنو : حاسه بيك يا جلبي…الي هتوصفه هو نفسه الي حسيته وجت ما شوفت السلاح متوصب ناحيتك
بس الحمد لله …ربنا نجاك و نجاني ليك…يبجي نحكم العجل يا حبيبي …بكفايه لحدت اكده
كاد ان يعترض مره اخري فاكملت سريعا : متضيعش كل الي عيملته و اتحملته
انت خابر الي حوصل فيا كد ايه…بلاش ترميه فالارض و تدوس عليه برجليك
تطلع لها بعتاب و قال : اااني يا رغد….اني اعمل اكده
ردت عليه بحسم : لو العداوه جامت تاني بين العيلتين يبجي حديتي صوح….اكملت بمكر تلعب علي اوتار عشقه لها : يبجي اكده بتثبتلي اني مسواش حاجه عنديك
وحتي لو كت عاشجني كيف ما بتجول …اهو كلام ولد عم حديت …لكن ايه الي يثبته ديه لو مبتجدرنيش
وقع في فخها …تلك الصغيره الماكره التي علمت نقطه ضعفه و استغلتها جيدا
نظر لها بعشقاخالص و قال مدافعا عن حاله : اااني يا رغد…انتي شيفاني اكده صوح….داني محسيتش اني عيندي جلب غير بعد ما حطيتك فيه و جفلت عليكي جواته
لو اطول احطك فوج راسي جدام الكل لجل ما افنخر انك مرتي الجويه الجدعه الي اتحملت كتير لجل ما تحافظ علي ارواح ناس ….كت عيملتها
ملست علي ذقنه الناميه بحنو و قالت : لجل خاطري يا طبيب جلبي …اجفل عالجرح لحدت اكده…..بكفيانا وجع و دم و مرار طافح
اني رايده اعيش وياك الي مجدرتش اعيشه من كتر الخوف و الهم الي كت شيلاه
لجل خاطر رغد الدنيا و الاخره كيف ما هتجولي …اجفلها علي اكده
ضم راسها بتمهل ليضعها فوق خافقه و يقول بغيظ و غضب مغلفان بعشقا حاني : طبيب جلبك هيجفل عالجرح ….لكن مهسامحكيش واصل …بتمسكيني من جلبي الي عشجك يا رغد
ابتسمت بهدوء حينما ايقنت وموافقته علي حديثها حتي ان كان ضد رغبته
قبلت صدره بعشق و قالت : انت جلب رغد و هنا دنيتها …ربنا يريح بالك كيف ما ريحت جلبي ….يا طبيب جلبي و نبضه
و اخيرا استطاع ابيها الدلوف داخل المشفي …هو فقط…كما امر ذلك المغلوب علي قلبه
وقف امامه و قال قبل ان يسمح له بالدخول اليها : لجل عويناتها ….هي بس
فهم الرجل الحكيم معني الجمله جيدا مما جعله يبتسم و يرد هو الاخر بمغزي : و لجل عويناتها …و راجلها الي ربنا عوضها بيه ….يا دكتور
و فقط …افسح له المجال ليمر بعدما فهم كلا منهما ما يقصده و ينتويه الاخر
وضعت راسها علي صدر ابيها تبكي بحزن …ضمها بحنو و قلبا متالم علي حال مدللته و اغلي ابناءه لديه
و العاشق يغلي من الغيره …بل يضرب نفسه و يسبها علي موافقته بحضور ابيها
عبدالحكيم : بكفياكي بكي يا بتي ….كل حاجه هتتحل بامر الله
ابتعدت عنه و قالت : صوح يا بوي …و رحمه الغاليه ما هتضحكش علي
قبل ان يرد عليها كان ذلك المجنون يقول بغيظ و هو يتجه اليها : ماهو جالك خلاااص
ابعدها عن ابيها برفق شديد كي يمددها فوق الفراش وهو يكمل : ريحي حالك بجي …الجاعده غلط عليكي …جرحك هيشد عليكي اكده
نظرت له بغيظ لتقابل نظراته المشتعله و لم تقوي علي الاعتراض
اما ذلك العجوز الذي يمتلك من الخبره ما جعله يعلم ما يدور امامه
ضحك برزانه ثم قال : اسمعي حديت الدكتور يا بتي….نظر له بخبث و اكمل : اني بردك كت بعمل اكده مع امك الله يرحمها
عثمان بغيظ : كت بتعمل ايه بجي …كت دكتور بردك
رد عليه بمغزي : كل واحد طبيب حاله يا ولدي …و اني كت بريح حالي من وجع الجلب و مبعدها عن الناس كلياتها
ابتسم عثمان باتساع و لمعت عينه بهوس ثم قال : صدج بالله اني توي حبيتك يا حاج…طلعت فهمان اكتر مالي معاه شهادات و الله
لم تفهم ما يعنيه ذلك الحديث و لكن يكفي انهما تقبلا بعضهما البعض
بعد مرور ثلاثه ايام …قرر اخراجها من المشفي و اكمال علاجها داخل بيته تحت رعايته هو
و قد انفض التجمهر في نفس اليوم الذي سمح فيه لابيها برؤيتها
دلف بها الي السرايا و هو حاملا اياها بين يديه دون ذره خجل او اهتمام بمن حوله
الكل فرح بعودتها سالمه و تجمعو داخل غرفتها بعدما وضعها فوق الفراش برفق
عفت بفرحه و دموع : بركه انك نورتي بيتك تاني يا بتي…ملجياش حاجه اجولها بعد الي عملتيه
عائشه بصدق و دموع : كلياتنا اتجهرنا عليكي ياخيتي…سوي لما اصابتي و لا من الي عرفناه
كيف اتحملتي ديه كلاته ….يعلم ربي جهرتي عليكي كد ايه
نظرت لهم بدموع فرحه و قالت : الحمد لله جدر و لطف ..اني بجيت زينه دلوك
نرجس : تنك طيبه و بخير يا رب…هعملك فرخه شامورت و حبه شوربه يرمو عضمك و ارجعلك طوالي
عثمان : طيب متعوجيش عشان معاد العلاج كمان ساعه….علي ما تغير خلجاتها و تتسبح تكوني خلصتي
فهم ثلاثتهم ما يعنيه …وهو طلب مبطن بتركهم قليلا حتي ينهي اهتمامه بها
اول من تحركت معها كانت عائشه و عي تقول : تعالي اساعدك لجل ما نخلص بسرعه
اما عفت انتظرت خروجهم ثم قالت : تحب اساعدها يا ولدي …اني كيف امها
عثمان : تسلميلي يا حاجه …ريحي حالك اني وياها متجلجيش …عسان كماني اغير عالجرح بالمره
خرجت الام و بمجرد ان لف جسده ليتحرك تجاهها وجدها تنظر له بغيظ
قطب بين حاجبيه و قال باستغراب ؛ هتطلعي علي اكده ليه …عيملتلك حاجه اني
رغد : انت مش لساتك مغير عالجرح جبل ما ناجي …ليه بتجول للحاجه اكده
رد عليها بغيره حارقه : كنك اجنيتي يا واكله ناسك انتي ….رايده الخلج تطلع علي جسمك …يا مخبوله
ردت بغضب و جنون : اااني الي مخبله…خلج مين يا دكتور …دي امك و كيف امي تمام
جلس قبالتها مكوبا وجهها بقوه …نظر لها بعيون تغلي من نار الغيره ثم قال بحسم : ااااني …هغير عليكي من خلجاتك….سواعي يبجي هاين علي اجطعهم لجل مافي حاجه تلمسك غيري
يبجي تحمدي ربك اني مهملهم عليكي ..و تلمي حالك و تجفلي خاشمك …سااامعه يا بجره انتي
بعد ان امتصت صدمتها بما سمعت …لم تقوي علي كتم ضحكاتها الفرحه و المزهوله في ان واحد
تطلع لها بغيظ و غضب و لم يجد طريقه يفرغ فيها كل هذا غير ثغرها الضاحك بحلاوه
التهمه بجوع و غيظ فالبدايه …ثم تحولت الي اشتياق و عشق و اطمأنان …انها ما زالت معه…فصلها بعد مده و قال : حمد الله بسلامتك يا رغد دنيتي
جاء الليل سريعا و الكل خلد الي النوم….الا طبيبنا …فبعد ان اطعمها بيده و اعطاه جرعه الدواء
مددها فوق الفراش ثم فرد الغطاء عليها…قبل راسها و قال : البرشام هينيمك ياجي تمن ساعات
هروح لعيشه …و كل شوي هطمن عليكيو جبل ما النور يطلع هكون عندك…اكمل بخجل طفيف : بجالي ياجي اكتر من اسبوع مدخلتش عنديها …
ردت عليه بتعقل : متخافيش علي اني بجيت زينه …روحلها يا عثمان كتر خيرها و الله …و اني هنعس خلاص
كادت ان تتجه نحو فراشها ..و لكنها وقفت باستغراب حينما وجدته يدخل الغرفه و يغلق الباب خلفه
نظرت له بقلق ثم قالت باهتمام : خير يا واد عمي …البت فيها حاجه ..محتاج حاجه
اقترب منها بتمهل و عيون بها لمعه لاول مره تراها …وقف قبالتها و قال بهدوء : البت زينه …انا جايلك انتي يا بت عمي
سالته باهتمام : محتاج حاجه يعني …مفهماشي اني
ضحك بهدوء ثم لف زراعه حول خصرها و قال : واااه ..كنك اتعودتي علي غيبتي يا عيشه…مريدانيش ابات عنديكي و لا ايه
نظرت له بفرحه و لكنها قالت بحكمه : يعلم ربي اليوم الي عم تغيب عن فرشتي بيبجي حالي ما يعلم بيه غير ربنا
لكن البنيه متصابه مهبنفعش تهملها لحالها
قبلها برفق و امتنان ثم قال بصدق : كل يوم عن يوم بتكبري في نظري اكتر …اني كيف كت غفلان عن جلبك الطيب ديه …جوليلي اوفيكي حجك كيف بس
ربت علي صدره و قالت : جايتك لحدت عندي دلوك تسوي الدنيا و ما فيها يا واد عمي …
يعلم ربي جلبي هيفط من الفرحه دلوك ..ربنا يراضيك و يرضي عنك …روح يا عثمان خليك جارها …لحدت ما تطيب و بعدها ابجي تعالي براحتك
رغم رغبته في العوده الي قلبه الذي تركه هناك الا ان ضميره لن يسمح له بالانصياع لتلك الرغبه
سيظل معها …يربت علي قلبها الابيض …بعوضها غيابه …هي تستحق ذلك
ضمها بحنان ثم قال : اتوحشتك جوي يا عيشه هجعد وياكي اشوي …و بعدها ابحجي اعاود تاني
اما بالجهه الاخري …سالت دموعها بهدوء معاكس للنار التي تحرق قلبها….هي عاشقه ..و تموت الما من الغيره
و لكن ….صاحبه اطهر قلب قابلته يوما تستحق منها ان تتحمل تلك النار…عائشه فعلت معها الكثير …و قدمت لها ما لم تتوقعه…بل كانت صاحبه الخطوه الاولي حينما اهتمت بها في مرضها
لن تسمح لحالها ان تصبح انانيه و جاحده …يجب ان تتذكر دائما انها هي من شاركتها زوجها …تنهدت بهم ثم قالت قبل ان تذهب في نوما عميق اثر مفعول الدواء
بكفياني ان جلبه معاي …متبجيش طماعه يا بت العبايده
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظرووووني
رواية دكتور نسا الفصل العشرون
فاليوم التالي لاحظ الجميع عدم ظهور الحاجه عفت في الارجاء…حتي وقت الافطار لم تكن حاضره معهم
و حينما سالتها نرجس قالت …مش جادره هنعس اشوي و أبجي افطر لما اصحي
عثمان باهتمام : يعني امك تعبانه و لا ايه…مش بعاده تنعس لدلوك
نرجس : لاه مش تعبانه ياخوي…شكلها زعلان مالي حوصل من يوميتها و هي مسهمه و مريداش تتحدت ويا حدي واصل
زفر عثمان بهم و قال : حجها …الي عريفته مش هين…روحي اجعدي مع رغد و اني هطلع اطل عليها
بينما كان في طريقه الي جناح امه قبل تحيه
وقفت امامه تناظره بغيظ فقال : خير يا مرت عمي …فيكي حاجه
تحيه : الي فيا كتير يا ولدي …بس اني مش هكتم خاشمي اكتر من اكده
نظر لها بشك و قال : خير …جولي الي عنديكي
تحيه برعونه : اني ماعاجبنيش الحال الي بتي فيه…
بدات تظهر عليه ملامح الغضب وهو يقول بحسم : مرت عمي….الي بيني و بين بتك شي يخصنا….هي اشتكتلك
تحيه : لاااه …مش لازمن تشتكي…انا ناضره بعيني كل شي…من وجت ما اتجوزت عليها و انت مهملها…حتي بعد الي حوصل و انت لازج لبت العبايده
نظرت له بخبث و اكملت : كان المفروض اول ما تيعرف عمايل بت عمها الشينه كت تطلجها….ايش دراك انها متكونيش زييها
هنا و لم يتحمل ان يسمع كلمه اخري…فهي لا تتهمه بالتقصير مع ابنتها فقط ….بل تشكك في رغده ..اطهر خلق الله ..كما يقول بداخله
عثمان بغضب : لحدت اهنيه و معايزش اسمع كلمه منيكي….انتي خابره معنات حديتك ديه
تحيه بتبجح : ايوه خابره ا….
قاطعها بصياح : بااااس…و لا كلمه…لو بتك اشتكتلك….ديه شي تاني….انما ابداااا مهجبلش تجولي كلمه علي مرتي الطاهره
لو وحده مكانها كانت ولعت الدنيا حريجه و مكناتش اتحملت كلت ديه
بدال ما نحطوها فوج روسنا …هنطلع عليها كلام شين
اسمعي …فكري بس تجيبي سيرتها مع اي مخلوج….هكون دافنك في ارضك …ساااامعه
حضرت نرجس و عائشه علي اثر صياحه.
سالت الاخيره بوجل : في ايه خير يا رب
نظر لها بلوم ثم قال : مخبرش انتي شاكيه لامك مني …و لا معجباكيش العيشه وياي
نظرت له بصدمه و قالت مدافعه عن حالها : وااااه مين جال اكده…نظرت لامها و قالت بغضب مكتوم : اني اشتكيت منيه ياما…اني جيبت سيره جوزي…ليه اكده
تحيه : مش لازمن تشتكي …اني امك و ادري بحالك
عائشه : لااااه…مدرياش ياما…نظرت له و اكملت بدفاع : و الله يا واد عمي ما نطجت شي واصل …و يعلم ربي اني حامده ربي و شكراه
انت عمرك ما جصرت وياي في حاجه…و بجيت تعاملني احسن مالاول كماني
و رغد اني اعتبرتها خيتي …و مافيش جواتي ليها شي واصل غير المحبه
تركهم عثمان دون ان يتفوه بحرف
نظرت نرجس بغضب الي تحيه و قالت : متخربيش علي بتك حرام عليكي
انتي مالك …بتدخلي ليه…كلياتنا ناضرين الي بيعمله خوي يبجي ليه النكد يا مرت عمي
تحيه : بتي و رايده مصلحتها و اخوكي عشج بت العبايده…اءا كان ضميره مخليه يعامل بتي زين دلوك…بكره تلحس عجله و تخليه يطلجها
صرخت عائشه من بين دموعها التي انهمرت حزنا : حرام عليكي ياما….همليني فحالي
راجلي زين و مراعي ربنا فيا …و مجصرش وياي….و لاهو اول و لا اخر واحد يتجوز علي مرته…و اني الي ليا عنديه العدل
الي هتجولي عليه هيطلجني …كان بايت في فرشتي ياما….همل البت الي فديته بروحها و جالي لحل ما يراضيني
هعوز ايه اكتر من اكده …و البت الغلبانه …المفروض نشيلها فوج روسنا كلياتنا
لولاها كان زمان الدم مالي النجع ….و لولاها بردك كان زماني مترمله بعيد الشر
داخل سرايا العبايده …كان الحزن و الغضب مسيطران علي الاجواء
و كما يوجد من يحاول تهدأت الاوضاع…يوجد ايضا من يحاول اشعال النار فيها
انصاف بحقد : اني مجدراش اصدج…بجي رغد كانت تعريف مكان الفاجره دي و دارت علينا…كنها مش ساهله زي ما جولت
شاديه بغضب : و الله مافي حد ما ساهل غيرك…بدال ما تزعلي علي خيتك و الي اتحملته تجولي اكده
انصاف بخبث : مانتي شريكه وياها….اكيد خبرتك كلت ديه و انتي داريتي علينا
لبستينا العمه كلياتنا ….شايفه الكل عم يدور عليها و انتي جاعده كنك مش ويانا
يونس بغضب : حديت خيتك صوح…لو كتي جولتيلنا مكانش حوصل كلت ديه
قبل ان ترد مدافعه عن حالها كان ابيها يسبقها و يقول بحكمه : لو جالت كان زمان واحد و لا تنين منيكم مدفون في جبره يا ولدي
الي عيملته خيتك هو الصوح
يونس : طب ادينا اتفضحنا هنعملو ايه دلوك
وهدان : مفيش حدي يعرف سبب الي حوصل ياخوي…الكل مفكر انها مشكله بين رغد و جوزها و احنا اتحمجنا عليها
منه لله سمير الكلب هو الي شعللها نار
انصاف بمكر : واهو ديه كماني كسر رجبه للعبايده….كيف تهملو السوهاجيه تاخد ولد عمنا و معارفينش موطرحه لحدت دلوك
و لا الفاجره التانيه بردك مهملينها عنديهم من غير ما تغسلو عاركم
ابيها بغضب : بكفياكي نفخ في النار يا واكله ناسك….محدش له صالح بكلت ديه…اني هحله بالعجل
اخيه بحزن : هنعمل ايه في سحر ياخوي
عبدالحكيم : المفروض تنجتل …ديه حلها الوحيد …لكن بكفيانا دم …
وهدان : ناوي علي ايه يابوي
عبدالحكيم : الي فيه الخير يجدمه ربنا يا ولدي
شاديه بحزن : اني رايده اروح لخيتي يابوي …جولت نهملهم يومين …و اهم عدو…جلبي واكلني عليها
رد عليها ابيها بارتياح : جوزها حاطتتها جوه حباب اعنيه يا بتي….اني جولت نصبر اشوي و ادينا بنطمن عليها بالتلافون
انصاف بغل : معناتو ايه الحديت ديه يا بوي…يعني مش هتخليه يطلجها
بعد ان قبل جبينها جلس جوارها و قال بحنو منافي لغضبه الداخلي : مالك يام الدكتور ….ليه حابسه حالك
تطلعت له بحزن ثم بكت رغما عنها و قالت : مجهوره يا ولدي…حاسه حالي انكسرت
رد عليها بلهفه : لااااه …اوعاكي تجولي اكده ياما…دانتي وتد …ما عاش و لا كان الي يكسرك
عفت ببكاء : خيك جهرني و كسرني يا ولدي …الله يرحمه و يسامحه
اني هتجن …كيف جدر يضحك علينا كلياتنا….كيف هان عليه البنيه الغلبانه …مفكرش في اهله …مفكرش في ولده
رحيم يا جلبي …هيضل مكتوب باسم غير امه…طب لما يكبر هيعمل ايه
عثمان : اطمني ياما اني هحل كلت ديه…مالاساس كت هحله من غير ما حدي يحس…لولا ابن الكلب الي فضح الدنيا و شعللها نار
عفت : هتعمل ايه وياه يا ولدي…ادبه و خد حجك منيه…بس بلاش اتوسخ يدك بدمه …بكفيانا يا ولدي
عثمان بتعقل : اطمني يا حاجه …كل حاجه هتتحل ان شاء الله من غير نجطه دم وحده….انتي صوح ياما …بكفيانا
بعد ان اطمان علي امه و طمانها اتجه الي رغد دنياه و اخرته كما يقول ….اشتاقها حد اللعنه
منذ الصباح الباكر وهو مشغول عنها….يرتب ما ينوي فعله كي يكمل حياته في هدوء …و ايضا تابع بعض الاعمال المتراكمه عليه
يكفي هذا ….يحتاج الي جرعه من عشقها كي يعيد شحن طاقته من جديد
دلف الي الغرفه وجدها تجلس فوق الفراش كما تركها و تصاحبها نرجس كما وصاها
ابتسم بحنو ثم قال : كيفك دلوك …الجرح شادد عليكي …في حاجه وجعاكي
نظرت له بعتاب خفي و قالت : لاااه…زينه الحمد لله
نظر لاخته و قال بوقاحه : روحي شوفي حالك يا نرجس…نظرت له بصدمه فاكمل ببرود : هغير عالجرح
اتجهت نحو الباب و هي تقول بغيظ : يا مرك يا نرجس …طول اليوم اجعدي يا نرجس …اطلعي بره يا نرجس….يا مرارك الطافح يا نرجس …مع اخر كلمه كانت تغلق الباب بغيظ
لم يهتم له كثيرا بل اتجه اليها بلهفه….كوب وجهها و نظر لها بعيون تلمع عشقا ثم قال : المخبله متعريفش ان اخوها عاشج….و مفيش عالعاشج حرج
تطلعت له بلوم ثم قالت : و العاشج هيهمل حبيبته طول اليوم …كيف ديه
التقم شفتيها في قبله اودع فيها اشتياقه لها ثم فصلها و قال : غصبن عني و انتي خابره زين
وحشتيني يا رغدي …رايدك يا بت العبايده…سبحان من يصبرني لحدت ما تطيبي
نظرت له بعشق و قالت : و اني كماني اتوحشتك جوي يا عثمان…
هل يترك حبيبته تشتاقه….لا و الله…فليبثها بعضا من شوقه لها…و يروي عطش اشتياقها له…حتي ان كان عن طريق بعض القبل الجامحه
بل الكثير منها و التي لم تطفيء نارهم…بل اشعلتها اكثر و اكثر
ابتعد عنها بشق الانفس ثم وضع جبهته علي خاصتها و قال بعشقا خالص : عشجك هو الي روي ارضي البور …خلاها تطرح ورد و خضار مالو اول من اخر
مبجيتش اجدر علي بعادك….رايد اضل وياكي ليل ويا نهار….لو اجدر كت خدتك بعيد عن كل الدنيا …اضل اني و انتي لحالنا
بس بصبر جلبي و اجول …حضنها هيعوضك …جلبها هيساعك….الطله جوات اعنيها هتنسيك هم الدنيا
ملست علي ذقنه الخشنه و قالت : اني مهرعفش اجول حديت كيف ما بتجول….امسكت يده ثم وضعتها فوق خافقها و اكملت : لكن خابره زين انك حاسس بالي جواتي …
و انك نور عيني الي بشوف بيها…ربنا يديمك نعمه في حياتي و يرزجني منيك بالخلف الصالح
ابتسم بحلاوه بعد تلك الدعوه التي جعلته يشعر بفرحه عارمه…بل تخيل اطفاله منها
ملس علي شعرها و قال : نفسي في بت شبهك….تاخد سواد ليلك …و نور بدرك الي نور عتمتي
هسميها جمر ….جمر ليلي الي نور حياتي
ضحكت بدلال ثم قالت : واااه رايد بت و كماني اخترت اسمها
قبلها بسطحيه ثم قال بتملك : انتي بالذات مريدش منيكي ولد….هغار عليكي منيهم
يبجي نجصر الشر و تعملي حسابك خلفتك تبجي كلياتها بنيته و بس
نظرت له بزهول ثم انطلقت منها ضحكات مرحه و هي تقول من بينها : حاضر هتصل بالي هيبيعها و انجيهم كلياتهم بنيته حلو اكده
نظر لها بغيظ ثم قال : هتتمجلتي علي يا بت العبايده…في لحظه….و علي غفله منها…
كان يقضم شفتيها باسنانه عقابا لها علي عدم تقديرها لغيرته المجنونه عليها
و ياللعجب…لم تصرخ او تتالم…بل بادلته بجموح الهب حواسه جعله يريد المذيد
و لكن مهما كان ما يشعر به…و مهما كانت رغبته بها التي لا يعلم كيف سيتحكم بها
تظل راحتها هي الاهم بالنسبه له…فصل قبلته سريعا ثم انتفض من مجلسه
هرول تجاه المرحاض وهو يقول بغل و غيظ : مهينفعش يا بجره انتي ….اعقب قوله بفتح صنبور المياه و قام بوضع راسه اسفله عله يهدأ قليلا
ضحكت بحب علي عدم تحكمه في نفسه معها ….و طار قلبها فرحا بعدما وجدته يحرم نفسه مما يتمني لاجلها….فقط
تركها ترتاح قليلا بعد ان اعطاها جرعه الدواء الذي يجعلها تنام بعمق
جلس داخل مكتبه يدخن سيجاره وهو يفكر بعمق…يجب انهاء كل ما حدث دون خسائر
رواية دكتور نسا الفصل الواحد والعشرون
لن يفتح باب الدم مره اخري….لن يجعل تضحياتها تذهب هبائا ….هي غاليته …رغد دنياه و اخرته….لن يكسر لها كلمه
ظل يفكر بحكمه…و يضع كل الاحتمالات و الحلول نصب عينه…يحسب حساب كل كبيره و صغيره
و في الاخير …امسك هاتفه و قام بالاتصال علي من يجابهه في حكمته و رجاحه عقله
رد عبدالحكيم سريعا حينما وجد اسم الدكتور ينير شاشه هاتفه
قال برزانه : كت عارف انك مش هتعوج علي يا ولد الاصول
ابتسم بهدوء ثم قال دون خجل او مواربه : ماني جولتلك يا حاج…لجل عويناتها
رغم تيقنه بعشقه لابنته…الا انه اراد ان يسمعها صريحه كي يرتاح الي الابد
ساله بهدوء : عشجتها يا دكتور
رد دون ذره تفكير او مكابره : بموت فالتراب الي عم تخطي عليه….معريفتش ان ليا جلب جواتي هيدج غير لما بجت بتك جواه
لم تسعه الارض من فرحته …لم يتخيل هذا الرد الصريح الذي اكدته نبره صوته التي تقطر عشقا
عبدالحكيم : ربنا يديمكم في حيات بعض يا ولدي و ميدخلش بيناتكم شيطان …و يرزجك بالذريه الصالحه سليمه معافاه
عثمان بابتهال : اللهم امين يا رب العالمين
المهم
رايد اجطع الدفاتر الجديمه يا حاج…بكفايه لحدت اكده
عبدالحكيم : و اني وياك با ولدي
عثمان : تمام….شرفني انت و ام محمد …هي تطمن علي رغد …و اني اجعد وياك ….اجولك عالي فكرت فيه…و شوف اذا كان ينفع و لا لاااه
اكمل بقوه : كان ممكن اتصرف لحالي ….بس اني جدرتك مكان بوي الله يرحمه….خابر كيف كانت معزتك عنديه…اكنل بعشق : و كماني انت ابو الغاليه
مرايدش ازعلها و لا اكسر بخاطرها حتي لو علي حساب نفسي
عبدالحكيم : تعيش يا ولدي …ساعه زمن و نكون عنديك …
بمجرد ان وصل هو و ابنته بعد رفضه القاطع اصطحاب احدا معهما….رغم اعتراض اولاده و اخيه الذي اراد ان يحضر تلك الجلسه
و التي من خلالها سيعرف مصير ابنته …فمهما فعلت ستظل ابنته و احب ابنائه اليه و لكن افسدها دلاله لها
صعدت شاديه بلهفه كي تري ابنه قلبها و تطمأن عليها
اما ابيها دلف مع عثمان و الذي رفض ايضا حضور احدا معه
اغلق باب غرفه المكتب عليهما
جلس معا فوق الاريكه
تطلع كلا منهما للاخر ثم بدا عثمان الحديث قائلا بحسم : …….
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووووني
رواية دكتور نسا الفصل الثاني والعشرون
جميعنا نمر بصعاب…حياتنا تسير بين الهبوط و الارتفاع…و لكن ارادتنا هي من تحدد اين يكون المستقر..
بالاعلي…ام نستسلم و نظل قابعين في الاسفل تدهستنا اقدام الحياه….انت من تقرر مصيرك…و تختار مكانك
داخل سرايا العبايده و خاصه في حظيره المواشي
نري مشهدا لم يتخيله عقل….تتحقق فيه مقوله….سبحان المعز المزل
سحر …تلك الافعي الخبيثه التي دمرت حياه الكثير من الاشخاص
لم يكن لها اي دافع او سبب لما فعلته غير ان نفسها خبيثه و قلبها مليء بالسواد
كانت تعيش عيشه رغده وسط اهلها و الذين لم يحرموها من شيء
تمردت عليهم دون سبب….حتي حينما تزوجت من رجلا يعشقها و قدم له الدنيا علي طبقا من ذهب….تطعنته بسكين الغدر دون سبب
و لانها كفرت بنعم الله عليها…كان جزائها من جنس عملها
بعد ان كانت تتنعم فوق الحرير …ها هي منذ سته اشهر تجلس بين روث البهائم
جسدها يؤلمها من تنظيفه طوال الوقت
تجلس فوق كومه من القش لتريح جسدها الذي اصبح هزيلا
حتي ابيها …لم تاخذه بها شفقه و لا رحمه…فما فعلته به كسر ظهره و اصبح معظم الوقت منعزل عن العالم
دلفت عليها تلك التي تجابهها في خبثها و لكنها تمتلك عقلا واعي عنها
نظرت لها بتشفي و قالت : وااااه….لساتك مخلصتيش … حمدان لو جال لابوي انك مجصره ويا البهايم هياجي يشندل عيشتك
نظرت لها بانكسار ثم قالت : مجدراش …جسمي كله مكسر ….
بجالي ست شهور عالحال ديه …
مثلت انصاف التعاطف و هي تقول : بعد ما كتي ست الدار و الحلو كله هياجي لحدت عنديكي
نظرت حولها باشمئزاز ثم اكملت : بجيتي انتي الي تحت رجلين البهايم
بكت سحر بقهر و قالت : اني الموت عيندي اهون مالي اني فيه…يا ريتهم جتلوني …كت ارتحت
انصاف بخبث : طب ما تحاولي تتحدتي ويا ابوكي …يمكن يشفج علي حالك و يرحمك مالي انتي فيه
وقفت بوهن و تحاملت علي نفسها كي تتوسلها قائله : اسمعيني زين …اني حدايا فلوس كتير و دهبات كماني
اني خابره زين انك بتموتي عالجرش..
ساعديني اطلع من اهنيه و اني اديكي نص الي معاي …ايه جولك
زاغت عين انصاف بطمع و لكن خوفها كان اكبر من طمعها
ردت بتردد : لاااه…اني ملياش صالح…هتنفعني بايه الفلوس لو عرفو انني هربتك
و بعدين اني ايش ضمني انك اول ما تطلعي من اهنيه تعملي بالاتفاج
ظهر امامها بارقه امل فتشبثت بها و هي تقول بلهفه : هديهملك جبل ما اطلع عشان تطمني
انصاف بحيره : كيف ديه
سحر : اديني تلافونك هعمل مكالمه منيه لحدي جريب مني …هيجيب كل الي هجوله عليه اي وجت
كادت ان ترد عليها الا انهم تفاجئو بدخول شاديه عليهم
كانت منذ قليل تقف في شرفتها و رات اختها تتجه الي حظيره المواشي
شكت في الامر فانطلقت مسرعه كي تعلم ما يحدث
سمعت نصف الحديث الاخير فدخلت عليهم بغضب قائله : يجيكي الطين علي دماغك يا حزينه
لساتك فيكي حيل للسواد …مكفاكيش كل الي عملتيه
انصاف بخوف : اني ملياش صالح ..عمري ما كت هوافج
نظرت لها شاديه بغل و قالت : انتي حسابك ويا ابوكي …مالاساس ايه الي جابك عنديها ….اني هتجن
ايه الي ناجصكم لجل ما تبجو بالفجر و الطمع ديه
داحنا عايشين ملوك و نص البلد ملكنا …اني مهسكوتش عالي حوصل بكفيانا فضايح
اعقبت قولها بالانطلاق نحو الخارج منتويه ان تقص لابيها ما حدث
ارتعش جسد انصاف رعبا ثم نظرت للتي لا تقل عنها خوفا و قالت : هروب في داهيه بسببك يا واكله ناسك
اعقبت قولها باللحاق سريعا وراء تلك الغاضبه …و لحسن حظها امسكتها قبل دلوفها من باب السرايا
انصاف بتوسل : احب علي يدك يا بت ابوي…..اني ماعميلتش حاجه
شاديه بقوه : ايه وداكي عنديها
انصاف : حجك علي….و غلاوت ولدك….ورحمه امك ما تجولي شيء و اني و الله ما عدت اهوب نواحيها واصل
شاديه بشك : و لو روحتي تاني
انصاف بلهفه : اعملي الي تريديه
شاديه بتهديد : جسما بالله لو الفاجره دي هربت لتكوني مكانها ….ساااامعه
اما في سرايا السوهاجيه…كان الوضع اكثر مرحا….عاد عثمان لتوه ….بعد ان القي السلام علي الجميع وقبل راس امه
سال باستغراب : وينها رغد و عيشه
ضحكت امه بمرح و قالت : جاعدين فوج لحالهم ….الله يكون في عونك يا ولدي شكلهم هيتفجو عليك
نرجس بضحك : علي رأي المثل مركب الضراير سارت و مركب السلايف غارت
تجهم وجهه من تلك الاقاويل التي اعتادو عليها في الاونه الاخيره بعد ان اصبحت الاثنان اكثر من الأخوات
صعد سريعا و هو يقول بغيظ : اكيد في جاعه بت العبايده….ماهي عيملتها غرفه عمليات….طيييييب يا رغد
و لانه اصبح يحفظها عن ظهر قلب صدق حدثه حينما وجد الغرفه مغلقه
تصلب جسده بمجرد ان وضع يده علي المقبض و قبل ان يديره
سمع تلك الصغيره تقول : بجولك يا عيشه …انتي مش ناويه تحبلي ولايه ولدك كبره الله اكبر
عيشه بعدم اهتمام : ما خلاص عاد ….حبل ايه و خلفه ايه …بكفايه انتي ربنا يجومك بالسلامه
رغد باستغراب : ليه عاد
عيشه : كبرنا خلاص
نظرت لها بغيظ ثم قالت : وااااه كبرتي ايه يا مخبله انتي ….الي كدك لساته متجوزش….دانتي لساتك مكملتيش التلاتين
عيشه : ايه الي فكرك بالحبل …خليكي فبطنك الملايانه
رغد بخبث : اسمعي مني …دلوك جوزنا راجل زين و يتبصلو
نظرت لها عائشه باهتمام فاكملت بغيره : و النسوان ياختي تندب في عنيها رصاصه
داني هتنجط من الي بيتصلو بيه وش الفجر ….جال ايه حاسه بمغص
عيشه بغل : جاها حش وسطها حش البعيده جال مغص جال
رغد : و الوحده منيهم خصوصي ستات مصر الجادرين تجعد تتمايع و ترفع في صوتها ….لما ابجي رايده اجول بوووووه يا ولاد
بس بكتم جواتي لجل مايهبش فيا كيف وابور الجاز
عيشه بعدم فهم : انتي عايزه تجولي ايه
رغد بمكر : رايده اجولك انتي تحبلي و اني كماني …و نربطوه بالولد لجل مايعرفش يدير
عيشه : وااااه هو ممكن يتجوز علينا جصدك
رغد بغيره : و ليه لااااه….دكتور و حليوه …و جيبه مليان
عيشه بفزع : واااااه يا مري …داني كت اروح فيها …
رغد : بعيد الشر عنيكي انشالله بنات مصر و انتي لااااه
المهم اسمعي مني….اني دلوك فالشهر الخامس. ….يادوبك انتي كماني تحبلي كمان شهر بامر الله …..علي ما اكون ولدت تكون انتي بطنك كبرت
نظرت امامها بشر و اكملت : و يا سلام لو حبلتي في توأم ….يبجي زين جوي
أكده مهيعرفش يلف راسه و يمكن يبطل يروح مصر نهائي
كل هذا كان تحت سمعه ….يقف بغضب و غيظ من تلك الجنيه الصغيره و التي استطاعت ان تسيطر علي عقل الاخري بل و تجعلها تفعل كل ما تريد
و الان تحرضها علي الإنجاب كي يحكمو الوثاق عليه
الا يكفيه جنونها منذ ان حملت في طفليه ….الي هنا و كفي ….ساعيد تربيتك من جديد
لم يستطع الوقوف اكثر من ذلك فتح الباب بقوه مما جعل الاثنان ينتفضان
رغد بتبجح : واااااه انت داخل زريبه…خلعتني يا دكتور
نظر لها بغيظ و قال : ماهي زريبه صوح مش فيها بجره بمخ حماره
برقت عيناها بغيظ و كادت ان ترد عليه الا انا عائشه ردت مدافعه عنها : ليه اكده يا واد عمي …هو في فحلاوه رغد و لا في عجلها
رغد بكيد : يخليكي ليا يا خيتي و الله انتي ال….
بااااس
قطعت حديثها حينما صرخ بغيظ لتصمت ثم اكمل بجنون : هتحبو فبعض كماني..بدا يقترب منهم بتمهل و هو يشمر ساعديه : بتتفجو علي …ااااني الدكتور عثمان السوهاجي …الي عجله يوزن بلد
تنين حريم يشغلو دماغهم علي
اخذا يعودان للخلف برعب و تلك الماكره تحامت خلف عائشه و هي تقول بعناد : و انت ايه مزعلك….حدي يطول مرتاته يبجو زي السمن عالعسل
و لانت خايف من حاجه
عائشه بخوف : اكتمي يا حزينه …مشيفاش عامل ك..اااااه
قطعت حديثها حينما وقفت فجاه بعدما ارتطمت رغد بالحائط و بالتالي لا يوجد مجال للهرويب
وقف ينظر لهم بتشفي و كاد ان يملأ الدنيا ضحكا و هو يراهم منكمشين علي انفسهم خوفا من بطشه
جز علي اسنانه بغيظ و قال : بتتفجو علي هااااا….و انتي يا شطانه بتملي دماغ عيشه….عيشه الغلبانه الي لا كانت بتهش و لا بتنش
دلوك بجالها لسان و هتجاوح وياي
عيشه بدفاع حتي تنجي بحالها منه : ابدااا يا واد عمي…و انا اجدر بردك
اما تلك المتبجحه لم تهتم بملامحه الغاضبه محتميه بحملها الذي بسببه لم يستطع فعل شيء معها
قالت بقوه : هي غلطت فيك….لااااه..
عصتلك امر …لاااااه
يبجي ايه بجي
امسك زراعها بقوه طفيفه و قال بجنون : جوتيها علي …و دلوك بتحرضيها عالحبل
رغد بغيره : هو في حدي يكره العزوه….عنديها ولدين تجبلهم تنين و لا تلاته تاني …و معاه كام بت
نظر لها بزهول و قال : ليييه…ارنبه هيا و لايه….
رغد : ربنا يديها الصحه …و انا كمان بحب الخلفه الكتير اني بجولك اهاااا
عثمان بصراخ : هفتح مدرسه اياك
عائشه : يبجو في ضهرك يا واد عمي
صرخ بها و ما زال محتفظا بزراع الاخري : يبجو فضهري و لا لجل ما تربطوني جاركم…كيف ما ملت دماغك المخبله دي
رغد بغيظ و شجاعه ستدفع ثمنها غاليا : و لو….فيها اااايه يا جوز التنين…
و لا ناوي عالتالته…و لا تكونش وحده من بنات البندر زغللت عينك
بمجرد ان رفع قبضته في اشاره صريحه للكمها
استغلت عائشه تركيزه معها و هرولت تجاه الباب و هي تقول : الحاجه هتنادم علي….ارتاحي يا رغد اشوي….اعقبت قولها باغلاق الباب
و لكن قبل ان تغلقه سمعتها تقول بغل : اااااه يا جبانه
ظلت قبضته معلقه فالهواء و هو ينظر لها بشماته و يقول : ايه جولك…..الي بتحرضيها علي باعتك في اول محطه
زاغت عيناها خوفا و لكنها ابت اظهار ذلك
ردت عليه بكذب : و لا عمرها تبيعني…ااااني سامعه الحاجه بتنادم عليها صوح
مهتوجعش بيني و بينها و لا هتجدر لانت و لا غيرك
لكم الحائط جانبها مما جعلها تصرخ برعب حقيقي و لكنه قال بجنون : لسانك …يا بت العبايده….
مفيش فايده فيكي …العند و المكابره مهتعرفيش تعيشي من غيرهم
لم تهتم لما يقال بل امسكت يده سريعا تتفحصها و هي تقول بزعل : ليه اكده يا عثمان …دلوك تزرج و توجعك
تخلي عن المزاح و ارتسمت الجديه علي ملامحه و هو يقول بعتاب : مش يدي الي هتوجعني يا بت العبايده…جله ثجتك فيا هي الي هتدبحني
هزت راسها سريعا رافضا لما سمعت ثم قالت بدفاع و صدق : داني مهوثجش في حدي فالدنيا كدك يا عثمان….ليه هتجول اكده
شوفت مني ايه لجل ما تظن فيا اكده…
عثمان : سعت حديتك ويا عيشه..غير نظرتك الي كلها شك و حركاتك الي عم تعمليها اول ما وحده تكلمني
رغد بدفاع : و ليه متجولش غيره عليك….
عثمان بتعقل : فيه شعره بين الشك و الغيره يا بت العبايده
بشوفها جوات اعنيكي….هتجولي اوعاك تروح لغيري
اقتربت منه ثم وضعت يدها فوق صدره و قالت بنبره تقطر عشقا : مش جوات عيني و بس
اني بجولهالك بلساني : اوعاك تروح لغيري يا طبيب جلبي
لف زراعه حول خسرها و قتل بصدق : و فينها غيرك دي يا رغد….وينها…
اطلعي جوات اعيوني مهتلاجيش غيرك
ضغط علي يدها الموضوعه فوق خافقه و اكمل بعشقا خالص : لو تجدري تدخلي يدك جوات صدري و تطلعي جلبي
مش هتلاجي فيه غيرك…وينه عثمان السوهاجي ….مبجتش لاجيه و لا عارفه من بعد ما خطفتيه يا بت العبايده
تطلعت له بعيون تلمع عشقا و هو يكمل بقلب تضخم عشقا : ملاجيش حالي يا رغد
حياتي كلها بجت بتدور حواليكي….و اني بعيد عايش مع صورك الي ماليها اول كن اخر
و لما بعاود مبحسش حتي مين بيسلم علي و لا مين بيتحدت وياي
بلاجي روحي اطرش و اعمي يا رغد
مسامعش غير صوتك الملهوف و انتي بتجولي اتوحشتك يا طبيب جلبي
و مهاشوفش غير عنيكي الي بتجول الف كلمه عشج
مهرتاحش و لا اطمن غير لما ارمي حالي جواتك
جوه حضنك….جوه جسمك….جوه جلبك الي بينبض باسمي
يبجي وينه عثمان …وينه….جوليلي
هل تجد ما تقول….هل يوجد من الاساس مفردات تضاهي حلاوه ذلك الوصف الذي لم تسمعه من عاشق من قديم الازل الي عصرنا هذا
لا و الله …لم تجد غير قبله….ماجنه…
حنونه….جامحه و رقيقه …تقول له من بينها
انت من ملكت قلب و روح و عقل رغدك يا طبيب القلب
و الطبيب استلم لجام الامر بدلا عنها ….يودع فيها كل ما عجز عن قوله….ليس لسببا غير انه اصبح لا تسعفه الكلمات
فهناك عشق اكبر من ان توصفه بضع حروف
حتي تلك اللمسات الماجنه التي كان يضعها فوق جسدها الذي رغم امتلاه بسبب حملها الا انه في عيونه اكثر فتنه
كانت كأنها ريشه فنان خشنه…ترسم احدي الرسمات التي تعبر عن خيال الرسام
خيال فاجر …مثل فجور عشقه لها
ما بال فراشي اصبح صغيرا …ام ان انا الذي اصبح جموحي لا يوجد لجاما له
يوما عن يوم اجد حالي اذداد فجورا و طمعا في المذيد
و لما لا و انا تعتليني انثي عاشقه …راغبه…تخرج الحانا عزبه و ليست تاوهات راغبه
و كعادته دائما قبل نهايه كل رحله صاخبه بالشغف و العشق…ينظر لها بعيون ستنفجر من شده الرغبه الممذوجه بالحب و يقول : رغد دنيتي و اخرتي
ملكي انننني….عشج الطبيب و مرضه الي ملوش دوا…و لا رايد اطيب منيه….و فقط….تلتحم الاجساد مثل ما اتحدت القلوب ….حتي يصبح لا وجود للهواء بينهما
اما الاجمل من كل هذا هو….تلك القبلات الحانيه التي اصبحت عاده لديه
و تنتظرها صغيرته بفارغ الصبر بعد انتهاء نوبه عشقهم المجنون….ثم همسه اكثر حنانا و صخب : بعشجك يا بت العبايده
ما يحدث الان داخل سرايا السوهاجي كان حقا دربا من الجنون
فبعد مرور عشر سنوات اصبحت ممتلأه باطفالا اتخذو من الشياطين قدوه
و مراهقين قد بداو يخطون اول خطوه في سن الشباب و رعونته
و الجده التي اصبحت لا تتحمل كل هذا الصخب
و نساء اصبحن اكثر لامبالاه بما يحدث حولهم ….يتسامرون …يضحكون و كانهم في رحله استجمام
دلف طبيبنا عائدا من عمله …و بمجرد ان راته امه صرخت بوهن : توك لساتك جاي يا دكتور
مهمل امك في المرستان ديه لحالها …و النسوان البارده مفيش وحده فيهم جادره تسكت اعيالها
تطلع حوله بغيظ ثم جلس جانب امه و قال : دلوك مبجاش عاجبك ياما
ما كتي فرحانه بحبل النسوان و تجولي العيال عزوه
نظرت له رغد بكيد لم تتخلي عنه و قالت : ماهو صوح بجر عزوه يا دكتور….ده ولدك الكبير بجي طولك
تطلع لها بشر و قال : لساتك هتجاوحي و انتي السبب في كلت ديه
عائشه بمدافعه كعادتها : ليه بجي…ديه كلامها كان عين العجل و الله ….داني بحمد ربنا اني سمعت حديتها و خلفت بدل العيل تلاته غير التنين الي مالاول
حقا سيجن …رد بغيظ : مانتو عيملتو فريج كوره….ااااني الدكتور عثمان ….طبيب النسا الي المفروض اوصي النسوان تحدد النسل
يبجي عيندي اتناشر عيل ليييييه….اني عيملت ايه في دنيتي لجل ما يوحصل معايا اكده
نظرت له بكيد و قالت ما جعله يريد قتلها : لاااه اجمد اكده يا دكتور…داني لساتني بجول لعيشه و نرجس بجالنا سنه مريحين …اتوحشنا الخلفه و السبوع
هل يتركها توسوس لهم مره اخري ناهيك عن كل المرات السابقه ….لاااااا…لن يصمت لها مره اخري
فقد فلت لجامها منه و يجب عليه اعاده السيطره من جديده
انتفض بغضب ناويا كسر راسها اليابس
و هي…بمجرد ان راته بتلك الهيئه الاجراميه…قامت سريعا من مجلسها لتهرب منه مهروله تجاه الاعلي و هي تقول : نسيت اطبج الغسيل…هخلصه و اجي
كان يلحقها سريعا و هو يقول بغل : داني الي هطبج راسك يابت العبايده
ضحكت عائشه و كعادتها تتركها وقت العقاب و قالت : معاكي ربنا يا خيتي ههههه
اما هي بمجرد ان دلفت غرفتها و كادت ان تغلق الباب …صرخت زعرا حينما دفعه بقوه مانعا اياه من ذلك
بل الاكثر و بسرعه بديهه يتسم بها …امسك الباب بيد و الاخري امسكها بها من طرف عبائتها قبل ان تهرول بعيدا عنه
اغلق الباب بقوه ثم لفها ليسندها عليه…حاوطها بكفيه الذي وضعهما فوق الباب
نظر لها بشر عاشق ثم قال : هتهربي مني وين يا رغد
تخلت عن المزاح و ردت عليه بعشقا جامح : ههرب مالعالم كلياته و اتخبي في حضنك يا طبيب جلبي
تحول سريعا من الغضب الي الوله…ولها بها و بحديثها الذي يطفيء غضبه في لحظه فقط
قرب وجهه من خاصتها حد التلامس ….تطلع لها بعيون تلمع عشقا و رغبه ثم قال : : و حضني مهيساعش غيرك ….يا رغد الدنيا و الاخره الي اتبليت بيه ….بعشجك يا جلب الدكتور