رواية ليتني اعفو الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم لمسة جمال
رواية ليتني اعفو الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم لمسة جمال
البارت الرابع والعشرون
الحلقة 24
الفصل الاخير {{الجزء الاول }}
وَلِـأَنَّي عَاشِقَ حَدَّ الْجُنُونِ أَتَرَقُّبُ هَمْسِ شِفَاهِكِ
لَمْسَةُ يُدَاكِ أهْمِسُ بِ أذّنكِ أُحبُكِ فَ تصْبَحَيْ
أنَثىْ الرَّبِيعَ وَتُزْهِـرُ وُجْنَتُيِكِ وَيُصْبِحُ بَـريـقُ عَيْنَيكِ
كَ لمُعَةَ النُّجُومِ أوُوُوُهْ يا حَبيبَةْ عُمَرِي لَيْلَتَي سَتُكُوِنَ
مَجْنُـونَهُ سَ أجَعْلكِ تَبْدَأُيْ الرَّقْصَ عَلَى أنَغْاَمٌ آنَفُاسَيْ
وَ كُلَّ لَحْظَهُ تَكَوْنَيْ بِهَا بِأحَضُاِنَيْ يَ أَجُمَلُ أُنْثَى فِي الْكَوْنِ
قَسُمَا لَا أُقَاوِمُ جُنُـونَ عِشْقِـكِ فَقَـطُّ اِنْصِتِ لِجُنُـونِ حَبي
اكثر من عام مر ونور تحاول ان تتصل بوالدها رغم ماتعانيه الا انها لم تمل يوما من اتصالها به او ارسال رسالة له ومع ذلك لم يجيبها يوما ولم يرد على رسائلها كانت تطمئن من الدادة عليه وعلى صحته الا انها اخبرتها انه بدا يعتكف فى الفترة الاخيرة انزوى على نفسه ملامحه كبرت اعوام واعوام حزنا على فراقها وتمنعه عن الاتصال بها او سماع صوتها الى ان انتكست حالته فى الفترة الاخيرة حتى اصيب بأزمة قلبية احس بها وفورا تم نقله الى المشفى
لقد حاول ماهر البحث عن عمر طوال هذه الفترة الا انه اختفى تماما ولم يستطع العثور عليه فلم يصله منه سوى مفتاح شقة الزوجية مع عقد ملكيتها باسم نور وكلمة الوداع ومن يومها فقد الاتصال به
لقد غادر عمر فلم يعد لديه اى امل للبقاء على ارض وطنه الذى فقد فيه حبه وحياته مع من ملكت قلبه فلم يجد سوى الهروب طريق حيث عرضت عليه احدى المجلات اثناء سفره فى حفلة حصوله على جائزة لاحدى رواياته العمل بمجلته تردد كثيرا ولكنه عندما رآها ليلة عيد ميلادها واحس بسعادتها فى بعده قرر ان يبتعد عنها للابد واصر الا يجعل عينيها تقع عليه مرة اخرى حتى لا تذكر مافعله بها يكفى عذابها وغدره بها يكفى انه مازال يؤنب نفسه على ضياعها وفجأة اثناء قراءته احدى الجرايد المصرية التى كان شغوف فى المحافظة على شرائها يوميا لمعرفة مايحدث انصدم من خبر يتوسط احدى الصفحات عن اصابة الدكتور المشهور ماهر مهران وتعرضه لازمة قلبية قرر على اثرها السفر السريع للاطمئنان عليه فوحيدته مغادرة البلاد وحتى لو كانت قربه فستظل وحيدة يجب ان يكون داعما لها ومواسيا فى احلك اللحظات وهى مرض اقرب شخص لها وعلى اول طائرة متوجهة الى القاهرة كان على متنها
تبكى بانهيار وتجرى فى رواق المشفى حيث اصبحت الرؤية ضبابية من كثرة نحيبها ليلمحها حسام ويجرى خلفها لاهثا يحاول ان يوقفها صائحا :وقفى يانور استنى مالك ايه اللى حصل بتعيطى ليه رقية جرى لها حاجة تانى -فقد اسمت ابنتها على اسم والدتهاحتى تحيا ذكراها الى الابد-
تشهق وتتحدث بكلمات متقطعة قائلة :حسام انا لازم ارجع مصر حالا بابى مريض جدا لازم اكون جنبه انا تعبت والله تعبت فى كل الى بيحصلى ده
طيب اهدى يانور هتسافرى وهتطمنى عليه بس عرفيني ايه اللى حصل له وعرفتى ازاى
بتصل بيه زى كل يوم وبيرفض يرد طبعا اتصلت كالعادة بدادة سميرة وهى اللى قالت لى ان بابى اتعرض لازمة قلبية
كانت فى طريقها للخروج من المشفى وقبل ان تستقل سيارتها
نور انا هسافر معاكى
ايه ..لا طبعا انت عندك شغل مستحيل تسيب كل ده
نور انا مش هقدر اسيبك فى الحالة ديه احنا مش اصدقاء والصديق لازم يكون جنب صديقه وقت الضيق ومتهيالى مش هلاقى وقت انسب من ده اكون جنبك فيه وان كان على الشغل ياستى انا عندى اجازات كتير واديكى شايفة انا حمار شغل يعنى اكيد هيسمحوا لى بالاجازة
روحى جهزى شنطك وانا هجهز كل شئ ماتشيليش هم
بعد ان تركها حسام عاد للمشفى حاصلا على اجازة مفتوحة له ولها لايعلما متى العودة كما حجز التذاكر لاول طائرة متجهة للوطن وكانت ستقلع بعد عدة ساعات قليلة
دلف مسرعا الى غرفة ماهر بعد ان سأل عنها ليجده غافيا انتظر قليلا الى ان فتح عينيه ليجده منتصب امامه يبتسم بهدوء قائلا :حمدالله على السلامة ياعمى عامل ايه دلوقت
بصوت واهن ضعيف :الحمد لله على كل حال كنت فين يابنى انا دورت عليك كتير اختفيت فين
ارجوك ياعمى اهدى انت لسة تعبان ماتجهدش نفسك فى الكلام انا هشرح لك كل حاجة واقولك كنت فين
عمر انا عاوز…
وقطع كلامه اندفاعها دالفة الى غرفة والدها بعيونها الحمراء المورمتان يبدو انها تبكى منذ ساعات طويلة قلبه خفق بقوة شوقا ولهفة إليها .. إلا أنه احتفظ بهدوئه
وفجأة شعر بالالم لمرأى الصغيرة بين احضانها الهذه الدرجة نسته
وارتبطت باخر بل وانجبت منه تنحى بعيدا ليترك لها مسافة كى تطمئن على والدها ومازاده صدمة هو دخول رجل غريب خلفها
عندما رآها والدها اعرض عنها ولفت وجهه لجهة اخرى
وبدا صوتها يعلو فى نشيج مؤلم وبكلمات متقطعة :بابى ارجوك بلاش تظلمنى بص لى عاوزة اطمن عليك ايام وليالى بحلم باليوم ده اللى هترمى فيه بين احضانك زى زمان بلاش انت كمان تقسى عليا فجأة رفعت عينيها لتلمح ظل قريب يقف محدقا فيها وتلتقى العينان واحدة معاتبة والاخرى مشتاقة
ابتسم اليها بحسرة وهو يلمح ملامحها الرقيقه التى اشتاقها .. كم اشتاق لملمسها
كم اشتاق لضمها بين ذراعيه وكم اشتاق لتلك الشفتين المكتنزتين الكرزتين صالحة القطف نفض رأسه عندما سمع حسام الذى احس بتوتر الجو قائلا :دكتور ماهر حمدالله على السلامة عامل ايه دلوقت
الحمد لله يادكتور حسام على كل حال تعبت نفسك وجيت ثم نظر لابنته نظرة ساخرة وهى مازالت تنتحب وتحاول ان تهدئ نفسها رويدا رويدا
تعبك راحة انت شايف حالة الدكتورة نور ماكانش ينفع اسيبها تسافر لوحدها
قبض عمر على يديه قبضة قوية وهو يشتعل غضبا وغيرة كاسحة تعتريه هامسا لنفسه :اذن الدكتور ده ماطلعش جوزها وكمان جاى معاها من برة امال جوزها ابو صغيرتها فين وحسام ده عاوز منها ايه نظر له بتحدى ونظرات يرسلها كل على حدا للاخر فلو كانت النظرات تقتل لكان حسام خر صريعا من اثر نظرات عمرالقاتلة له الا انه تمالك اعصابه ليقترب من نور هاتفا :دكتورة نور هروح اتكلم مع الدكاترة اعرف حالة الدكتور ماهر
اومأت رأسها له دون ان تلتفت عينيها المركزة على والدها وبعد ان خرج التفت لها قائلا بصوت ميت :اقفلى الباب
نفذت ماطلب ومازالت تقف امامه يتبادلان النظرات هى ووالدها تتمنى ان يعطيها فقط الفرصة كى تقترب منه يضمها بين يديه فقد اشتاق اليها لكنها مازالت مصرة على خطأها الى الان
حاول عمر ان ينسحب ليتركهما بمفردهما الا ان ماهر اوقفه بكلمة واحدة
استنى ياعمر فيه حاجة مهمة لازم تعرفها
صرخت نور هاتفة :بابى ارجوك
ارجوكى انتى كفاية لازم ننهى الموضوع ده ياتقولى له انتى ياهقوله انا قدامك حل من اتنين
كانت عينا عمر تنتقل بين الاب وابنته وهو لايفقه مايدور حوله شعر ان هناك امر خطير لكن ماهو لايعلم
وامام اصرار والدها لم تجد نور سوى الاذعان لامره لتقترب بهدوء من عمر وقبل ان يفهم مايحدث قربت الصغيرة رقية منه ليحملها بين احضانه نظر الى عينيها بقوة عندها شعر برجفة بقلبه بلهفة لقربها منه ورقص طربا والصغيرة تخرج اصواتا تلاعبه بها شعر باحساس جديد لم يشعر به من قبل وفجأة رفع عينيه يتساءل هل مايشعر به صحيح لتلتقى بعين محبوبته التى قتلت كل اماله واحلامه فى مهدها لتشير له براسها ودموعها كنهر جارف تسيل على وجنتيها
صار ينظر للصغيرة ويتطلع لنور لعلها تكذب احساسه ايعقل انها ابنته لكن كيف ومتى ولما لم يخبره احد الى الان وجد نفسه يتشبث بالصغيرة اكثر ويضمها لحضنه بقوة يقبل كل انش من وجهها و لولا حجمها الصغير كان سحقها بين اضلعه يالهى احساس رهيب ان ترى نطفة منك روح صغيرة لم يكن يعرف عنها اى شئ من قبل وان الاوان ليكشف عنها الستار ومازاد المه عندما نطقت الصغيرة :ب..ب..با
مازال يقبل كل قطعة فيها مغيب عن العالم ومن حوله لايرى سوى صغيرته فقط لما حرموه منها لما بعدوه عنها وعندها رفع عينيه التى تتقد شرار هاتفا :ليه يانور هو ده انتقامك على اللى سببته ليكي حبيتى تحرميني منها وتبعديني عنها كنتى عاوزاها تكبر يتيمة بدون اب امتى كنتى ناوية تقولى لى يعنى لولا مرض والدك واصراره انك تعرفيني كنتى هتستمرى فى خداعك و ظلمك ليا للدرجة ديه قلبك قسى عليا وكرهتيني لدرجة انك تخفى عنى بنتى
نظرت له نظرات قاسية صائحة بهستيريا :حيلك حيلك انتو عمالين تظلمونى واحد ورا التانى كنتوا فين لما كنت بعانى وبتعذب فى فترة حملى ..حملى اللى عرفت بيه بمجرد سفرى ولادتى اللى بابى مارحمنيش فيها ووقف جانبى بالعكس تركنى وهرب بعد ماهددنى انه يقولك على كل حاجة والا كدة ابقى بنت عاق مش بتنفذ كلام والدها
كنتوا فين لما اتفاجئت بمرض بنتى وانا بجرى بيها من مستشفى لمستشفى علشان يشوفها متخصصين يعرفوا حالتها اللى واضحة وضوح الشمس كنتوا فين وانا بدعى كل ليلة اننى ماافتحش عيني على خبر يفجعنى وافقدها فى اى لحظة يجيلها اختناق او يغمى عليها بدون مااحس بيها
كنتوا فين وانا ببكى كل ليلة الوحدة والغربة وبطبطب على نفسى لاننى مالاقيتش اللى يطبطب عليا لااب ولا ام ولا اخ ولا حتى زوج سنة كاملة وانا بعالج فيها واللى اكتشفته مؤخرا ان مفيش اى علاج ينفع
بنتنا للاسف محتاجة لعملية نقل نخاع وطبعا كان لازم انتظر لما حالتها تستقر وسنها يوصل للوقت المناسب لاجراء العملية بابى انا كنت ناوية اطيعك وارجع وراك بمجرد ماتتحسن صحتى لكن مرض رقية هو اللى منعنى اننى انفذ طلبك حتى انت ياعمر رغم كل اللى عملته فيا لكن انا ماكنتش حابة اخفيها عنك ولا كنت حابة اقسى عليك لكن الظروف ماكانتش فى صالحى بعد كل ده بتتهمونى وبتظلمونى والله حرام عليكم حرام
اغمض الاب عينيه لشعوره بالالم الذى عانته صغيرته وحيدة وهو بعيد عنها بعنده واصراره على مجافاتها وهو يحتمى بكبريائه المزعوم
جرت هاربة من الغرفة تنتحب من اقرب الناس لها وهم مصرون الابتعاد عنها لتعيش فى غربة داخل وطنها
وضع عمر الصغيرة التى غفت على كتفه بعد ان قبل جبينها بحنان ابوى بالقرب من جدها على فراشه وجرى مسرعا خلف نور ليلمحها حسام وهو يقف وسط مجموعة من الاطباء يتحدث معهم بشأن الاطمئنان على حالة ماهر فكر ان يعتذر منهم ويجرى وراءها للاطمئنان عليها الا ان لمح عمر خلفها عندها فقط تذكر اين رآه من قبل حين دخل غرفة مكتبها فجأة بعد ان طرق الباب عدة مرات ولكنها كانت شاردة تتطلع لصورته وعندما سالها عن كينونته اجابته انه والد رقية عندها فقط علم الا وجود له فى حياتها وان قلبها معلق فقط بطليقها حتى لو اذاها وتسبب فى جرحها الا انها لم تستطع ان تخرجه من عقلها وقلبها ليقرر ان يظل بالقرب منها كصديق فقط
عندما وصل لها ناداها بلهفة والم :نور
توقفت ولم تلتفت له ليكمل حديثه
انا عارف اننى مااستحقكيش واننى استاهل كل اللى يحصل لى استاهل انك تبعدى عنى وتحرميني من بنتى استاهل كرهك حتى إلا أنني مستحيل أمنحك فرصة للبعد عنى تانى … انا سمحت لنفسي بخسارتك مرة … لما كنت أكثر جبنا وضعفا اننى أقاتل علشان اللى حبيتها ..لما سمحت لنفسى اننى اضحى بيكي بكل سهولة واقبل توسلات اب مش عاوز من الدنيا غير انه يشوف سعادة بنته فى بعدها عن من كان حبيبها فىيوم من الايام .. ولكن خلاص كل شئ انتهى … أنا مش هتحرك من هنا … مش هتخلى عن حقي فيكي لحد ماتقوليها لى بنفسك … لحد ماتقولى لى بكل وضوح بأنك مش عاوزانى في حياتك … بأن الماضي هيبقى دائما نقطة سوداء في تاريخي هيمنعك من ربط نفسك بيا مرة تانية
نظرت له بالم كيف تخبره انه مازال متربع على عرش قلبها انها لم ولن تحب غيره ان حياتها ظلت متوقفة يوم علمت انها انفصلت عنه وانه استطاع ان ينفذها ويحرمها منه حتى لو طلبت منه الطلاق لكنها كانت واثقة انه لن يفعلها وسيتمسك بها لاخر العمر الا انه لم يتمسك بها بالشكل الكافى الذى يرضى انوثتها ويعزز كبرياءها لقد سامحته يوم جاءها وكانت فاقدة وعيها يوم قبل يديها وجبينها وعندها سالت دمعته على خدعها تكاد تحرق بشرتها يوم ترجاها وتوسل لها ان تغفر له واحست بصدق كلماته يوم اخبرها انه لن ينسى ايامه معها بل كانت احلى ايام عاشها فى حياته يوم ودعها ولم تراه مرة اخرى..وعلمت بعدها انه انفصل عنها ليستجيب لتوسل والده
عندما كانت تسهر الليالى الباردة وحيدة تتأمل صوره وتسترجع ذكرياتها القليلة الجميلة معه وتتحسر على ايامها الضائعة بعيدا عنه
وعندما اصرت ان تنطق ابنتها بابا اولا ودربتها على نطقها اياما وليالى لاتبالى سوى بمعرفة ابنتها بوالدها اعطتها صوره ولو كانت صغيرتها اكبر قليلا كانت تفهم وتعى بمجرد رؤيته انه والدها..
قطع شرودها عندما اعرب قائلا :لما شوفتك يوم عيد ميلادك بتضحكى وسط زمايلك وسعيدة حسيت ان اخر امل كنت منتظره انك ترجعى لى بيتهاوى قدام عيونى ..حسيت ان حياتى انتهت وكل شئ ضاع من بين ايدي واصبح سراب
اتسعت عيونها ذهولا حتى صاحت وهى تصرخ بشكل هستيرى وتضرب صدره بكل قوتها :انت كنت موجود هناك انا حسيت بيك ايوة حسيت بوجودك ليه ماظهرتش ليه ماقولتليش انك موجود ليه ماجيتش تقف جانبى وانا بعانى الوحدة والغربة انت ليه انانى انانى حاول ان يمنع انهيارها امسك يديها برفق هامسا :حبيبتى انا بعدت علشان مااسببلكيش الم وحزن تانى فى حياتك حبيتك تبداى من جديد تنسى الماضى حتى لو على حساب سعادتى بقربك حتى لو اختارتى شخص تانى غيرى بس عزائى الوحيد اننى احس انك سعيدة وعايشة حياتك زى ماتكون معايا واحسن
اقترب منها واضعا انامله حول وجهها هاتفا :ارجوكى ماتحرمنيش اننى اعوضك عن كل اللى فات وضاع من عمرنا زى ماعوضتينى باجمل هدية كنت بتمناها وبحلم بيها وهى طفل تكونى انتى امه ارجوكى حبيبتى قولى انك لسة عاوزانى انك هتغفرى لى وهتشيلى حمل كبير من على قلبى حمل ضياعك وخسارتك
رقية هتعمل العملية انا هتبرع لها وان شاء الله هتقوم بخير وهنبدا حياتنا من جديد
رفعت عينيها اليه قائلة :لا انا اللى هتبرع لرقية مستحيل انت تعملها انت ممكن تتشل لو ماكنش دلوقت هيكون بعد سنين او يجرى لك حاجة وانا مستحيل اضحى بيك او اخسرك مرة تانية كفاية اللى ضاع من عمرنا
ياااااااااا يانور حياتى واخيرا نطقتيها وحسيت انك خايفة عليا وانا مش ممكن اخاطر بيكي مش هقدر اتحمل تعبك والمك
حتى لو جرى لى حاجة انت لازم تكون جنبها ابوها وامها روكا مالهاش دلوقت حد غيرك غيرك
لا انا اللى هعملها قرار منتهى
فى صباح يوم العملية
ياترى ماذا كان فى انتظار نور ….!!
الفصل الاخير {{الجزء الثانى }}
هى
مـــن أجــــلك أنـــت أصبحـــت امراءة عاشقة
و أقسـمــت بـــأن لا تــرى عيـنــــي ســـواك
أنـــت الحــــب أنــت النـــور أنـــت الحيــــــاة
فأنـــا لست إلا بعـضـــك
مـــن أجـــــلك تحــديـــت العالـــــم
واختــرتـــــك أنــت
هو
من قلمي الذى يكتب حروف اسمك اغار عليك
من قلبي الذي لا ينبض الا بحبك اغار عليك من عقلي الذي لا يفكر الا بك اغار عليك مني انا
اغار من انفاسك من حركاتك من سكونك
فانت عمري
وأنا لا استطيع أن احيا بدونك
بسعادة دلفت الى مكتبه ارادت ان تفرحه بخبر انتظره وحلم به كثيرا حتى كاد ان يمل من الانتظار فعندما انجبت ابنها الثانى رأت استياؤه الذى حاول ان يخفيه حتى لايزعجها فقد تمنى طوال حملها ان يكون فتاة تحمل ملامح والدتها التى يعشقها ارادت ان تسعده ولكنها تعبت كثيرا فى شهور حملها وتعرضت لازمات كثيرة مما اضطرها لتاخير الحمل فترة حتى ترتاح ولكنها لم تستطع تأخيره اكثر من ذلك والان علمت انها تحمل فى فتاة لم تستطع ان تنتظر حتى يعود الى المنزل وقررت ان تفاجئه بزيارتها له فى مكتبه فزياراتها له كانت متكررة حتى ان الموظفين اعتادوا على رؤيتها دوما وهو كان يفرح بوجودها دوما
كان باب مكتبه مواربا فاسرعت بالدخول بابتسامة واسعة ولكنها ذبلت وتسمرت مكانها مما رأته !!
لقد كانت قريبة منه جدا تكاد تلتصق به تلف احدى يديها على خصره والاخرى تتخلل خصلات شعره تقبله بقوة على شفتيه كان ظهره للباب مقابلا لوجهها حيث نظرت لها بانتصار وابتسامة حاقدة تزين وجهها ابعدها مروان سريعا عنه صائحا انتى اتجننتى ولكن قبل ان يتم كلامه راى نظراتها لشخص خلفه ليلتفت بسرعه وليته لم يفعل
كانت تقف قريبة جدا من الباب لم تتحرك للداخل ولم تنطق باى شئ كتمثال من الجليد بملامح غامضة نظر لها بتوسل ان تفهم الموضوع ان تثق فيه الا تظلمه فهو لن يقوى على اتهامها له وعندها ناداها بحسرة :اميرة انا …
قاطعته باشارة من يدها ان يصمت ثم اقتربت للداخل ناظرة للاخرى باحتقار واشمئزاز هاتفة: اوعى تكونى فاكرة نفسك انه هيبص لك ويبدل الماس بالتراب للاسف عطيتي لنفسك قيمة اكبر من حجمك انتى ولا حاجة فاهمة يعنى ايه ودلوقتى حالا عاوزة اشوف جمال خطوتك تجيبى لى استقالتك هنا وحسك عينك عيني تقع عليكي مرة تانية والا هتشوفى منى وش تانى تماما ماشوفتيهوش قبل كدة
اومأت لها الموظفة رعبا وخوفا مما يمكنها ان تفعله وفرت هاربة الى مكتبها كى تكتب ورقة الاستقالة لقد خسرت كل شئ كانت املة ان يستجيب لها مديرها التى خططت فترة طويلة للايقاع به ولكنه لم يتجاوب معها بل ودفعها بكل قوة مشمئزا منها كانت تحقد دوما على اميرة وهى تراه يغدق عليها بحبه ومشاعره الواضحة للجميع ماذا جنت الان سوى ان خسرت عملها
مازال ينظر لها بقلب وجل خائف صدره بدأ يعلو ويهبط بعنف هل ستصدقه وان لم تفعل هل سيفقدها مرة اخرى انه يعشقها ولن يستطيع ان يعيش بدونها فماذا سيفعل
تكلم اخيرا بصوت مرتعش :اميرة حبيبتى انا ..
اقتربت منه لافة يديها حول عنقه وعينيها تخترق عيينه المتوسلة وبصوت خافت جذاب قالت :بحبك
لقد شعرت بها دوما ونظراتها الحاقدة التى كانت مصوبة تجاهها كالسهام الضارية فى كل مرة كانت تزور زوجها ولا تعلم ماسبب هذه الكراهية واليوم فقط علمت ماالسبب كما رأت اشمئزاز زوجها من تصرف هذه المرأة المبتذل ولكنها كان لديها الثقة فى ذاتها لتعرف اخيرا ان زوجها حب حياتها لن يفكر فى ايذائها او جرحها بل كان سريع التصرف فى ابعادها عنه
تفاجئ من ردة فعلها يبدو انه فقد عقله كيف تشعره بالسعادة من لمسة من كلمة ليلف يديه حول خصرها مقربها منه اكثر هاتفا :وانا والله بحبك لا مش بس بحبك بموت فيكي بعشقك ياخرابى انا بقول نروح بيتنا شكلى افتكرت حاجة مهمة لازم اقولك عليها حالا
لا ياحبيبى انا عازماك على الغدا النهاردة اصلى عندى مفاجئة هتسعدك ولازم نحتفل بيها النهاردة
طيب ايه رايك نروح بيتنا نحتفل براحتنا على اقل من مهلنا
قلت لك لا هنحتفل فى المكان اللى هختاره ايه رايك بقى
اقترب اكثر وهو يقبلها قبلات رقيقة متتابعة على وجنتيها هامسا لها :وانا عندى كلام تانى بعد كلامك ياقمر ياابيض انت
طيب ممكن اعرف ايه هو الخبر الحلو ده
اخذت يديه ووضعتها على بطنها وهو لم يعلم المغزى فهو يعرف بامر حملها اذن مالجديد
لتجاوب على تساؤله حين قالت : هتسميها ايه ياحبيبى
بفرحة وابتسامة واسعة :ميرو حبيبتى بتتكلمى جد
هو فيه هزار فى الحاجات ديه يابيبى
احمدك واشكرك يارب ودلوقت بس اقدر اقولك ان سعادتى اكتملت يالا بينا ياحياتى على احلى مكان نحتفل بيه
يالا …….
كان يغوص فى نوم عميق ليشعر باصابع رقيقة تداعب شعره ووجنتيه وحمل يجثم على صدره ليفتح عينيه وابتسامة مشرقة تنير وجهه وهو يتأمل ملامحها الجميلة وعيناها الرمادية التى ورثتها منه ليحمد الله على نعمته التى وهبه اياها لتكتمل سعادته مع من رغبها وبغضب مصطنع صاح :ياعالم حرام عليكم هو الواحد مايعرفش يرتاح فى البيت ده شوية اروح منكم فين
كانت تقف فى احدى زوايا الغرفة تميل من كثرة ضحكها هاتفة :يابابى اعمل ايه ماهى حنين مش عاوزة تسكت تعبت معاها وانت عارف انها مش بتسكت الا فى حضنك شوفت اهى ساكتة وبتضحك اهى كمان
ياسلام هى تضحك وتلعب وانا تنغصوا عليا راحتى فين مامى يابيبو
مامى بتسكت يوسف وبتجهز لهم الرضعة شوفت بقى
اه يانى حتى الراحة مش عارف ارتاحها
بتقول حاجة ياحبيبى
ها لا ياحبى وهو انا اقدر اقول حاجة
طيب خد يوسف عندك بقى على مااخلص لهم الرضعة
قفز من مكانه مسرعا بعد ان وضعت الطفل بقرب اخته لتلتف ذراعيه حول خصرها مقربها لصدره العريض الصلب هاتفا :انا بقول ايه رايك بقى نودى الحلوين المنورين دول عند اميرة الليلة ديه ياعالم مش عارف استمتع بمراتى حبيبتى شوية بعيد عن العكننة والقلق والعياط والصراخ ليلة واحدة بس برواق
ياسلام وانا جيبتهم لوحدى ياسى فوفا وبعدين اختك حامل وكفاية عليها اسر وياسر نجيب لها قردين كمان يتعبوها اكتر
ياحبيبتى ماهو مش معقول يعنى عيد جوازنا ومش هنعرف نستمتع بيه فى جو هادى رومانسى وبعدين ماهى حبيبة بابا بيبو هتساعدها قولى اه ارجوكى ده انا منتظر اليوم ده بفارغ الصبر وقاعد بحلم بيه
كانت حور قد اعدت كل شئ وهاتفت اميرة بالفعل التى رحبت ووافقت واردت ان تقوم بعمل مفاجئة له ولكن يبدو انه احرق مفاجئتها لترد هاتفة :كل شئ تحت السيطرة حبيبى انت تؤمر وانا على التنفيذ
حضنها واخذ يلف بها فى انحاء الغرفة قائلا :احمدك يارب هتنولى ليلة مع حوريتى ولا فى الاحلام
ضحكت مقهقة :طيب يالا ياحبيبى جهز نفسك بقى علشان نرضع الحلوين اللى قاعدين مبحلقين لنا دول والبسهم علشان تاخدهم هما واختهم على هناك
بصى بقى انا عامل لك بروجرام مختلف الليلة ديه مش زى كل سنة
طيب قولى هتعمل ايه
لالالا ديه مفاجئة افضل انك تشوفيها بنفسك
وكانت هذه حياة فارس وهو يعيش فى جو صاخب بعد ان عاش عمر طويل فى رتابة وهدوء مميت والان ينعم بسعادة لم يكن يحلم بها من قبل …
تقف امام البحر بامواجه الصاخبة والهواء البارد يداعب شعرها فى صورة خلابة ليقترب منها لافا يديه حول خصرها حيث لامست اصابه تجويف بطنها البارز قليلا وبسعادة قبل وجنتيها قائلا :حبيبى بيفكر فى ايه
ابتسمت له بحب قائلة :فى حبيبى طبعا هو اللى شاغل عقلى وقلبى
هو اللى شاركنى حزنى والمى هو اللى دعمنى وساعدنى اهزم يأسى لما ماكانش فيه امل للانجاب وهو اللى قالى انه مش عاوز حاجة من الدنيا الا انه يعيش معايا وبس حتى لو ماقدرتش اجيب له اولاد وهو اللى عرضت عليه يتجوز غيرى علشان يكون عنده اطفال ورفض وقالى بالحرف لو الطفل ده انتى مش امه يبقى مش عاوزه
وهو اللى شوفت سعادتى بفرحته لما عرف اننى حامل
ثم استدارت له هاتفة ودموعها تسيل على وجنتيها :وهو اللى بطلب من ربنا مايحرمنيش منه واننى اسعده على اد مااقدر
ليرد عليها بحب :وهو اللى بيقولك انه لو لف العالم ماكانش هيلاقى واحدة يحس معاها بالسعادة اللى حاسس بيها معاكى ياسهرى ها ناوية نسميه ايه
قولى لى الاول انتى عاوزة ولد ولا بنت
اللى يجيبه ربنا كله خير ونعمة يكفى الخلقة التامة
طيب والاسماء لو ولد يبقى معتز
ولو بنت تبقى ريم
وهكذا كانا يحلقا معا بسعادة رغم كل ماعاناه الا انهما تمسكا ببعضهما بقوة الى ان اكتملت سعادتهما بالحصول على الطفل المنتظر…..
بابى احنا رايحين فين
حبيبتى هتعرفى كل حاجة لما ندخل
فى احدى الفنادق الراقية وعلى مقربة من النيل كان اللقاء فى احدى القاعات المزدانة بالانوار والموسيقى الهادئة تسطع فى المكان
دلفت نور الممسكة بوالدها الذى طلب منها مسبقا ان تجهز حالها كى تذهب معه لاحدى السهرات المهمة ولم يخبرها اى تفاصيل اخرى كانت كالحورية فى ابهى طلة لها بثيابها الاسود الذى اظهر جمال قدها وبياض بشرتها وجمالها بتفاصيبها الجميلة وحزامها الاحمر العريض وحذائها الاحمر
وعندما دخلت فغرت فاهها صدمة بما راته
لقد دعا والدها جميع احبابها فاليوم قرر عمر ان يتزوجها من جديد فى حفل عائلى يجمع المقربين منهم
اقترب منها عمر بابتسامته التى تذيبها عشقا لينزل على ركبتيه ممسكا علبة مخملية مقربها نحوها بعد ان فتحها لترى خاتما ماسيا براق ثم قال لها بصوت اجش : نور حياتى تقبلى تتجوزيني وتسعدينى وشمسك تنور حياتى من جديد
سالت دموعها فرحا لتومئ له برأسها بمعنى موافقة وعندها صفر الرجال وصفقوا جميعا مهنئين بهذا الحدث السعيد
لتتسع عيونها فرحة برؤية جميع المدعوين فارس وحور واميرة ومروان وسهر ويوسف وحتى عائلة محمد ووالدته واخته نهى ودادة سميرة التى كانت تحمل الصغيرة بين احضانها لم ينسى ماهر احد مما قابلتهم نور وكان لهم تأثير فى حياتها كما دعا حسام الذى اتى مرحبا ومجيبا لدعوته
وفى احدى الطاولات الجانبية المزدانة بالورود كان الجميع محتشد مع المأذون حيث كان ماهر وكيل العروس وفارس ومحمد شهود على العقد وبعد ان انتهى عقد القران خطف حسام المنديل ضاحكا :الدور عليا لتقع عينيه فجأة على حورية تحيط بها هالة من الجمال الهادئ سلبت لبه من اول نظرة ليقترب منها هاتفا :الدكتور حسام سعيد اخصائى النسا والتوليد فى مستشفى … بفرنسا بصى انا بحب اجيب من الاخر ومش بحب اللف والدوران الانسة مرتبطة؟
نظرت له بدهشة وسحرها لايقاوم لتهتف بتذمر :اولا انا مش بتكلم مع رجال وخصوصا الاغراب ثانيا لو عاوز تدخل البيت من بابه فعندك اخويا محمد اهو تقدر تروح له وتتكلم معاه عن اذنك
ضحك هاتفا :يابنت الايه واقعة واقعة يعنى بس تستاهلى المجازفة برضه هى شاورت على مين اه اهو قالت محمد اللى هناك ده
قبل ان تعود لطاولتها التقت بها فقد عرفها بهم زوجها انهم اهل محمد صديقه لتقترب منها :نهى انتى تعرفى دكتور حسام
تلعثمت قليلا ثم قالت :ها اه لا
ضحكت نور قائلة ومالك مخضوضة كدة ليه
لا ابدا بس اتفاجئت بيه بصراحة اصله عاوز يتقدم لى
بجد ده خبر حلو قوى دكتور حسام انسان محترم واخلاقه لايعلى عليها انا اشتغلت معاه واتعاملت معاه عن قرب بصراحة من الشخصيات اللى بقدرها وبحترمها ربنا يكون ليكم نصيب فى بعض ومبروك مقدما
ابتسمت لها بتوق شديد هاتفة :الله يبارك فيكي
وعندماعادت لطاولتها سردت لوالدتها ماحدث وكلمات نور الشاكرة فى اخلاقه لتزداد فرحة الام واطمئنانها على ابنتها التى دعت لها كثيرا بابن الحلال الذى سيسعدها
حضرتك الاستاذ محمد
نظر له متسائلا:ايوة يافندم مين حضرتك
متهيألى انت ماتعرفنيش بس انا دكتور حسام سعيد بشتغل فى مستشفى … بفرنسا وطالب القرب منك فى اخت حضرتك اللى مااعرفش لحد دلوقت اسمها ايه بس انا بصراحة خفت تضيع منى فقلت ادخل البيت من بابه ده كارتى وياريت تسال عنى وترد عليا اجى امتى اتقدم رسمى فى البيت
مش ملاحظ انك مستعجل شوية
يااستاذ محمد انا انسان عملى يعنى ليه اضيع وقتى وانا محدد هدفى
انا منتظر ردكم واتمنى يكون بالموافقة ان شاء الله
طيب ادينا فرصة نسال عليك واللى فيه الخير يقدمه ربنا
وابتعد عنه ليلتقى بعمر الذى ابتسم له قائلا :مبروك ياابو العروسة
وانت عرفت ازاى
ياسيدى نور قالت لى وبتشكر جدا فى دكتور حسام ده لانه بيشتغل معاها فى نفس المستشفى وقالت لى اقولك انك مش هتندم ابدا انك جوزت له اختك اتوكل على الله ياصاحبى انا عارف انك نفسك تسعدها اسال عليه برضه وماتتاخرش عليه بالموافقة اللى انا متاكد منها وشايفها فى عينيك
لازم اتأنى شوية مش عاوز اظلمها
اللى فيه الخير يقدمه ربنا يالا خليك تفوق وتشوف مستقبلك بقى انا عارف انك كنت رافض موضوع الجواز ده الا لما تتطمن على اختك واهو جا ابن الحلال ايه اللى معطلك بقى
لا والله ابعد عنى الله يخليك انا مش مستعجل خالص ربنا يسهل واقدر اجهز اختى واجوزها بابن الحلال وبعدها ابقى افكر فى نفسى
ربنا يسعدك ياعمر وتتهنى مع زوجتك ويشفيى لك بنوتك القمر ديه
قول يارب ادينا مسافرين بكرة واللى كاتبه ربنا هيكون
وانتهت السهرة بسعادة العاشقان حيث قضيا ليلة فى الفندق حلقا معا فى عالم الاحلام والسعادة ليستعدا فى اليوم التالى لسفرهم لفرنسا من اجل اجراء عملية رقية التى اصر والدها على اصطحابهم بعد ان تماثل الشفاء
انت بتقول ايه يادكتور مارتن
ياد.نور التحاليل اللى عملتيها قبل ماتسافرى نتيجتها قدامى اهى انتى ماينفعش تعملى العملية لان الخلايا الجذعية عندك غير متوافقة مع بنوتك
طيب والعمل
لو ليها اخوات يكون افضل طبعا والعملية هتكون ناجحة مية فى المية
انهارت فى البكاء فليس هناك اخوات لها هل ستضيع ابنتها وتفقدها ليتكلم عمر اخيرا هاتفا
ارجوك يادكتور اعملى التحاليل فورا ان شاء الله انا اللى هعمل العملية
لتصيح نور هاتفة انت بتقول ايه مش هقدر اخسرك ياعمر واضحى بيك
عندك حل تانى يانور انا مستحيل اضحى ببنتى علشان خايف يجرى لى حاجة حياتى كلها فداكم انتى وهى ارجوكى وافقى يانور علشان ادخل العملية وانا مرتاح ومطمن عليكم
ثم التفت للدكتور انا جاهز يادكتور
وبالفعل تمت الترتيبات
وفى صباح يوم العملية بعد ان تجهزت الصغيرة ووالدها وخروجه من غرفته اوقفتهم نور لتقتربت منه مقبلة جبينه ناظرة الى عينيه قائلة بخفوت :اوعدنى انك هترجعى لى بالسلامة وانك هتتشبث بالحياة بكل قوتك علشانى وعلشان رقية
حبيبتى ان شاء الله لو ربنا كاتب لى ارجع لك هرجع
مش عاوزك تفقدى ايمانك بربنا قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا عاوزك تكونى قوية وتواجهى اى شئ مهما حصل لا اله الا الله
محمد رسول الله
ثم اخذه الممرضين الى داخل غرفة العمليات وهى تجلس بالخارج قرب والدها فى ترقب وانتظار ودعاء وتوسل من الله ان يعودا لها بسلامة وفى احسن حال
واستمرت العملية عدة ساعات ولم تترك نور كتاب الله من يديها تتضرع الى الله ان ينجيهما الى ان خرج الطبيب بوجه بشوش وعندها جريت عليه هى ووالدها صارخة طمنى يادكتور عاملين ايه
اطمنى الحمد لله الصغيرة بخير
وعمر طمنى عمر عامل ايه
الحمد لله بس هو اتعرض لشوية مشاكل اثناء العملية ال 48 ساعة الجاية هيكونوا مهمين اذا عدوا على خير يبقى اطمنى ان شاء الله
ثم تركها وخرج وهى فى حالة من القلق والانهيار تبكى بين احضان والدها الذى كان يعلم ماسيحدث رغم انه تقدم لعمل التحليلات ولكن انسجته لم تكن متوافقة مما احزنه اخذ يربت على كتفها مواسيا لها الا تخاف وان كرم ربنا كبير سينجيه ويقوم بالسلامة
فى اليوم الثالث رمش بعينيه ليفتحها اخيرا وتجولت عينيه فى انحاء الغرفة لتقع على القريبة منه المبتسمة بسعادة لرؤيته هاتفة:حمدالله على السلامةياحبيبى
شعر بجفاف فى حلقه ليشير لها لتجرى مبللة شفتيه بقطنة من الماء عندها تحدث بوهن وضعف:طمنيني رقية عاملة ايه
فاقت وبقت كويسة زى الفل طمنى انت عامل ايه حاسس بحاجة بتألمك
امسك يديها بضعف قائلا :اطمنى حبيبتى بقيت احسن اول مافتحت عيني وشفت ابتسامتك اللى نورت حياتى
يالا ياحبيبى قوم بالسلامة علشان نعوض كل اللى فاتنا
ان شاء الله اوعدك ان كل حياتنا هتبقى سعادة وحب ……
❤❤❤❤❤النهاية❤❤❤❤❤
- لقراءة باقي حلقات الرواية أضغط على (رواية ليتني اعفو)