رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل التاسع والعشرون 29 - قصة رومانسية عربية - The Last Line
روايات

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل التاسع والعشرون 29 – قصة رومانسية عربية

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل التاسع والعشرون 29 – قصة رومانسية عربية

 

 

البارت التاسع والعشرون

 

 

اجتمع مجلس إدارة المستشفى في القاعة الكبرى.
وجوه رسمية، ملفات مفتوحة، وكمال الرشيد يجلس في المقدمة، هدوءه الظاهري يخفي وراءه انفجارًا مؤجّلًا.

دخلت ليلى متأخرة دقيقة واحدة فقط، معطفها الأبيض مفتوح قليلًا، خطواتها ثابتة، ونظرتها لا تبحث عن أحد.
كل العيون اتجهت إليها، حتى أولئك الذين لم يعرفوا القصة شعروا بأن شيئًا غير عادي في الهواء.

قال المدير التنفيذي:
“نبدأ الاجتماع. على جدول الأعمال: مراجعة قسم القلب، وتقرير الدكتورة ليلى منصور.”

رفعت ليلى الملف بهدوء، وضعته أمام الجميع، وقالت بصوت واثق:
“التقرير يشمل خمس حالات كانت تُعتبر حرجة. تم إنقاذ أربع منها، والخامسة تحت الملاحظة.
لكن في المقابل، تم اكتشاف تلاعب في ملفات ثلاثة مرضى من فئة كبار الشخصيات.”

ساد الصمت.
كمال رفع رأسه ببطء، نظر إليها بحدة.
“تلاعب؟” قالها وكأنه يسخر.
ردت ببساطة: “نعم، بأوامر من الإدارة العليا… توقيعك في أسفلها، سيد الرشيد.”

القاعة تجمّدت.
نظرات الأعضاء تتنقل بينهما.
قال كمال بابتسامة متوترة:
“اتهام خطير. عندك دليل؟”
أخرجت ليلى نسخة مطبوعة من توقيعه على تحويلات مالية تخص الأجهزة الجديدة للقسم.
“كل شيء موثق. التحويلات تمت لشركة اسمها L-Tech… الغريب إن الشركة دي وهمية.”

رفع حاجبه، نظراته اشتعلت شكًا وغضبًا.
“هل تتهميني بالتزوير؟”
قالت بثبات لا يليق إلا بمن يعرف ما يفعل:
“أنا لا أتهمك. أنا فقط أقدّم الحقائق.”

صوت همسات بدأ يتصاعد بين الأعضاء.
كمال وقف من مكانه، قال بنبرة منخفضة، لكنها تحمل تهديدًا واضحًا:
“احذري يا ليلى… اللعبة اللي بدأتيها ممكن تخلص بطريقة ما تعجبكيش.”

اقتربت منه خطوة، وهمست دون أن يسمع غيره:
“أنا ما بلعبش… أنا بعاقب.”

ثم جلست، وفتحت اللابتوب لتعرض البيانات على الشاشة أمام الجميع.
كل شيء كان مرتبًا، منظمًا، مثاليًا — كأنها كانت تجهز اللحظة دي من شهور.

كمال جلس ببطء، يحاول الحفاظ على ملامحه.
لكنه من الداخل كان يغلي.
هو يعرف الشركة الوهمية دي… هي نفس الشركة اللي بيجي منها رقم “L”.
يعني… كل شيء مدبّر من البداية.

في نهاية الاجتماع، وقف وقال ببرود مصطنع:
“شكرًا للجميع. التقرير ممتاز.
لكن… الدكتورة ليلى منصور هتكون تحت التحقيق المؤقت لحين التأكد من دقة المستندات.”

صمتت ليلى للحظة، ثم أغلقت اللابتوب وقالت بابتسامة صغيرة:
“زي ما تحب. بس نصيحة… ما تحاولش تحقق في مرآيتك، كمال. ممكن تشوف اللي مش عايز تشوفه.”

خرجت من القاعة بخطوات هادئة، تاركة خلفها صدى همسات لا ينتهي.
أما هو، فظل جالسًا مكانه، يضغط بيده على المقعد، ينظر إلى الباب المغلق.
همس لنفسه:
“هي بتحاربني بسلاحي… وبتهزمني فيه.”

وفي تلك اللحظة، وصلته رسالة على الهاتف.

“أول جولة خلصت.
مستعد للتانية؟
— L”

رفع رأسه نحو السقف، ضحك ضحكة قصيرة، مرّة.
“جاهز، يا L. بس المرة دي… أنا اللي هابتدي.”

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *