رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الثامن والعشرون 28 – قصة رومانسية عربية
رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الثامن والعشرون 28 – قصة رومانسية عربية
البارت الثامن والعشرون
كانت ليلى تقف أمام نافذة الطابق السابع، تتأمل المدينة الممتدة تحتها.
في الأسفل سيارات، أضواء، حياة تمضي كأنها لا تعرف شيئًا عما يحدث فوق.
تنهدت، ثم أخرجت من جيبها مفتاحًا صغيرًا عليه شعار «L».
مرّرت أصابعها عليه بلطف، كمن يربت على جرح قديم.
في تلك اللحظة، رن هاتفها.
رقم مجهول. نفس الرقم المشفّر.
فتحت الخط وقالت بنغمة ساخرة:
“مالكش صبر، يا كمال؟ لسه اليوم طويل.”
لكن لم يأتِ صوت من الطرف الآخر. فقط تنفس ثقيل، متردّد.
ثم أغلق الخط.
ابتسمت.
“بيراقبني إذًا.” همست لنفسها، وبدأت الخطة.
…
في مكتب كمال، جلس أمام شاشات المراقبة.
كان يراقبها بالفعل.
صورة ليلى تظهر على الشاشة الكبيرة، وهي تسير في الممر بخطوات محسوبة.
قال لمهندس الأمن:
“ارفعلي كل تسجيلاتها من أول يوم رجعت فيه المستشفى.”
“بس يا فندم، ده مخالف للبروتوكول…”
“أنا البروتوكول.”
أخذ كمال القرص الصلب بنفسه، وأغلق الباب بعد خروج الجميع.
بدأ يشاهد التسجيلات واحدًا تلو الآخر.
ليلى تدخل المستشفى، تتحدث مع المرضى، تبتسم، تكتب، تنظر إلى شاشة حاسوبها الشخصي.
ثم توقف فجأة عند لقطة محددة.
على المكتب أمامها، ظهر حاسوب صغير يحمل شعار L-Tech.
ضغط كمال على زر الإيقاف، ثم أعاد اللقطة أكثر من مرة.
شعار الشركة نفسها اللي طلع منها رقم الرسائل.
همس لنفسه:
“L-Tech… ليلى… مستحيل.”
لكن العرق البارد الذي تسلل إلى عنقه قال له إن المستحيل يحدث الآن.
…
في الجهة الأخرى من المستشفى، كانت ليلى في معمل التحاليل.
وقّعت على تقرير جديدة وأرسلتها بالبريد الداخلي إلى إدارة الموارد البشرية، مرفقة باسم:
“جميلة منصور – توصية بتحويلها لطبيب نفسي بعد انتهاء العلاج.”
ثم وقّعت بالحروف الثلاثة فقط: L.M.
ابتسمت وهي تضع الظرف في الصندوق المعدني.
الخطوة الأولى بدأت.
…
في الليل، عاد كمال إلى الفيلا.
جلس في الظلام، أمام شاشة الحاسوب المحمول، وفتح ملفًا بعنوان “L Case”.
جمع فيه كل شيء: صور، رسائل، توقيتات، رموز، ملاحظات.
وفي منتصف الصفحة، كتب بخط عريض:
“L = ليلى.”
لكنه لم يضغط على زر الحفظ.
تردّد، كأنه لا يريد للحقيقة أن تُثبت.
رنّ الهاتف بجانبه. إشعار جديد.
رسالة من الرقم المشفّر:
“اللي بيبحث عن الحقيقة لازم يكون مستعد يشوف نفسه فيها.”
تحت التوقيع المعتاد: L.
رفع عينيه إلى المرآة المقابلة له.
انعكاسه بدا متعبًا، منهكًا، رجل خسر أكثر مما يملك.
قال لنفسه بصوت خافت:
“لو هي فعلاً L… يبقى اللي جاي مش انتقام، ده درس.”
وفي الخارج، على الطريق المظلم، كانت سيارة ليلى تمرّ ببطء أمام الفيلا.
نظرت إلى النوافذ المضيئة، وضحكت بخفوت:
“استعد يا كمال، الدرس لسه في أول صفحة.”
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية ليلى منصور وكمال الرشيد)
 
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)