رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل السابع والعشرون 27 – قصة رومانسية عربية
رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل السابع والعشرون 27 – قصة رومانسية عربية
البارت السابع والعشرون
لم يكن كمال ينتظر.
دفع باب غرفة الفحص بقوة جعلت الممرضة تقفز من مكانها، والملفات تتناثر على الأرض.
كانت ليلى هناك.
تقف أمام الشاشة، تراجع تقرير نبض جميلة بهدوء جراحي.
حين رفع رأسه ورآها في معطفها الأبيض، شعر وكأن الزمن يعود به لليلة زفافهما—الليلة التي أقسم فيها ألا يُهزم أمام أي امرأة.
قال ببرود مصطنع:
“سمعت أنكِ قررتِ تشرفي بنفسك على حالة خاصة… دون إذن.”
لم تلتفت. أجابت وهي تقلب الصفحة:
“الطبيبة المسؤولة لا تحتاج إذنًا لعلاج مريض في خطر. أو هل تغيّرت القوانين في عهدك الجديد، سيد الرشيد؟”
تقدّم خطوة، صوته انخفض أكثر:
“المريض دي اسمها جميلة.”
“أعرف.”
“وهي… زوجتي الحالية.”
“سابقًا أو لاحقًا، ده مش من اختصاصي. القلب ما بيعترفش بالحالة الاجتماعية.”
رفع حاجبه، قال بسخرية باردة:
“واضح إنك بقيتِ بارعة في الكلام. ما كنتيش كده زمان.”
التفتت له أخيرًا، نظراتها هادئة كأنها جليد.
“زمان كنت ساذجة كفاية إني أصدقك.”
تبادلوا صمتًا ثقيلًا، فيه كل شيء لم يُقال.
هي لم ترتجف، وهو لم يبتسم.
لكن العيون… كانت حربًا.
قال كمال بعد لحظة:
“أنا مش هسمحلك تلعبي بلُعبة في مستشفاي.”
اقتربت منه بخطوة، همست وهي ترفع رأسها بثقة:
“بل أنت اللي دخلت لعبي، كمال. وأنا ما بخسرش.”
كانت جميلة تراقبهما من بعيد، تجلس على السرير، وجهها يشتعل غيرة وغضبًا.
قالت فجأة:
“كمال، إيه اللي بيحصل هنا؟ ليه هي بتتعامل معايا بالشكل ده؟”
نظر إليها كمال، ثم إلى ليلى، ثم قال ببطء:
“اطمئني يا جميلة، مش هخليها تلمسك تاني.”
ليلى ضحكت ضحكة قصيرة، ثم قالت بهدوء غامض:
“زي ما تحب. بس نصيحة، ما توقفش علاجها.
أحيانًا القلب اللي بتظنه قوي… بيبقى أول واحد ينهار.”
ثم خرجت بخطوات باردة وثابتة، والباب أغلق خلفها بصوت خفيف.
كمال ظل واقفًا مكانه، يحدق في الباب المغلق.
وجهه جامد، لكن صدره يرتفع بسرعة.
جميلة سألته:
“هي دي اللي كنت متجوزها؟”
لم يرد. فقط قال بصوت منخفض، كأنه يحدّث نفسه:
“مش دي اللي كنت متجوزها… دي واحدة جديدة تمامًا.”
…
في الممر الطويل، كانت ليلى تمشي وحدها، هاتفها يهتز في جيبها.
نظرت للشاشة. رسالة من الرقم المشفّر.
لكن المرسل هذه المرة ليس “L”… بل كمال نفسه.
“اللي بدأ اللعبة… هينهيها بنفسه.”
ابتسمت بخفة، وردّت فورًا:
“احذر يا كمال، بعض الألعاب ما بتخلصش، بتبتلع أصحابها.”
أغلقت الهاتف، وأكملت سيرها نحو المصعد.
انعكاسها في الزجاج أظهر امرأة جديدة.
امرأة لم تعد تهرب.
امرأة تعرف بالضبط ماذا تفعل.
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية ليلى منصور وكمال الرشيد)
 
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)