رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الخامس والعشرون 25 - قصة رومانسية عربية - The Last Line
روايات

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الخامس والعشرون 25 – قصة رومانسية عربية

رواية ليلى منصور وكمال الرشيد الفصل الخامس والعشرون 25 – قصة رومانسية عربية

 

البارت الخامس والعشرون

 

 

لم ينَم كمال تلك الليلة.
جلس في مكتبه، والمدينة تمتد خلفه كبحر من الأضواء. في يده الهاتف، وعلى الشاشة نفس الرسالة من الرقم المجهول:

“أحيانًا، أقوى عملية قلب… هي تلك التي لا تحتاج مشرطًا.”

قرأها عشر مرات.
كان بإمكانه تفسيرها كمجرد صدفة، كدعابة من شخص يعرفه.
لكن حرف الـ L في النهاية كان كالسهم المغروس في ذاكرته.

L…
الفتاة النابغة من هارفارد.
التي تحدّته في الامتحان الأخير.
التي قال عنها عميد الجامعة إنها “تملك عقلًا يتفوّق على الزمن”.
L… التي عادت فجأة إلى مدينة البحر.
و“ليلى”، زوجته السابقة، التي عادت لتقف أمامه طبيبة في مستشفاه.

هل يعقل…؟

ضحك كمال لنفسه بسخرية قصيرة.
“مستحيل.” قالها، لكنه لم يصدقها.

رنّ الهاتف. كان بدر.
– “كمال، فيك إيه؟ شكلك متوتر.”
– “ولا حاجة.”
– “جميلة بتسأل عليك، قالت إنك مختفي من امبارح.”
– “قول لها ما تسألش.”
– “هاه، واضح إن اللي حصل في المستشفى مأثر فيك فعلاً.”
– “إيه اللي حصل في المستشفى؟”
– “الكل بيتكلم عن الدكتورة الجديدة اللي أنقذت طفل في عملية معقدة. اسمها… ليلى منصور، صح؟”

صمت كمال.
ضحك بدر وقال: “أيوه، نفس الاسم اللي على ورق الطلاق. يا راجل، الدنيا صغيرة!”
ثم أضاف بنبرة خفيفة: “بس اللي شافها بيقول إنها اتغيرت جدًا… جمالها بقى حاجة تانية.”

أغلق كمال المكالمة قبل أن يسمع باقي الجملة.
غضبه لم يكن غضبًا حقيقيًا، كان خليطًا من الارتباك والدهشة والشيء الذي لم يعترف به بعد.

في صباح اليوم التالي، دخل المستشفى في وقت مبكر على غير عادته.
وقف أمام اللوحة التي تحمل أسماء الجراحين، عينيه تتوقف عند سطر واحد:
د. ليلى منصور – جراحة قلب وصدر

قرأ الاسم ببطء كأنه يتهجّاه من جديد.
ثم سمع صوتها من خلفه:
“هل تبحث عني، سيد الرشيد؟”

استدار.
كانت واقفة بزيّها الأبيض، شعرها مربوط للخلف، في يدها ملفات كثيرة.
ملامحها هادئة، واثقة، متعبة قليلًا، لكنها متألقة بطريقة غريبة.

قال كمال ببرود متعمد:
“كنت أراجع قائمة الأطباء.”

أومأت بابتسامة صغيرة: “جميل. هل أعجبتك القائمة؟”
قال: “واحدة من الأسماء لفتت نظري.”
“حقًا؟ وأي اسم؟”
اقترب خطوة وقال بصوت منخفض:
“اسمك.”

تبادلا نظرة صامتة، طويلة، مشتعلة تحت السطح.

قالت ليلى أخيرًا:
“إذا كنت هنا لتسأل عن عملية الطفل، فالنجاح سببه الفريق كله، وليس اسمي على اللوحة.”
ردّ بهدوء: “بل لأنك مختلفة. لم تعودي تلك المرأة التي تعرفها الفيلا.”

ابتسمت بخفة، وقالت دون أن تنظر إليه:
“صحيح. تلك المرأة ماتت في غرفة مظلمة منذ زمن.
والليلة الماضية، أنا فقط أجريت لها عملية قلب ناجحة.”

ثم ابتعدت، تاركة وراءها رائحة من الكبرياء لا تقل جمالًا عن عطرها.

كمال ظل واقفًا في مكانه، وصوتها يرن في أذنه.
كأن كل كلمة كانت مشرطًا صغيرًا يفتح صدره هو هذه المرة.

في مكتبه لاحقًا، تلقّى كمال إشعارًا جديدًا.
رسالة من الرقم نفسه:

“القلب يا كمال، لا يُشفى بالمال… بل بالندم.”
وقع توقيع صغير أسفلها: L

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *