روايات

رواية ليتني اعفو الفصل التاسع عشر 19 بقلم لمسة جمال

رواية ليتني اعفو الفصل التاسع عشر 19 بقلم لمسة جمال

 

البارت التاسع عشر

 

الفصل التاسع عشر

وصلت السيارة بعد قيادة مروان لعدة ساعات كانت اميرة صامتة خلالهم ربما غفت قليلا
واخيرا وصلنا اميرتى حمد الله على سلامتك
هزت له رأسها فى صمت تتطلع للمنزل امامها المطل على البحر لقد اخبرها اخيرا انهم فى طريقهم لمنزل يمتلكه فى الساحل الشمالى لم تراه من قبل
خرجت من السيارة فى هدوء فى اتجاه المنزل وهواء البحر يطير خصلات شعرها الحريرية الناعمة فى منظر خلاب اثار جنونه واشتياقه لها
اخرج مروان حقابهم من السيارة فقد طلب من والدتها ان تعد لها بعض الملابس فى حقيبة حتى لايكون لها ذريعة فى الرفض
اعجبت اميرة بالمكان وانبهرت به فكانت الصالة على الطراز الامريكى باثاث مودرن وارائك متعددة الالوان والواجهة بالزجاج تطل على حمام سباحة بيضاوى الشكل وعلى مرمى البصر كانت ترى مياه البحر الزرقاء بلونها الفيروزى الرائق اما الطابق العلوى فكان لغرف النوم
التفت لها مروان :تحبى تطلعى تريحى شوية قبل العشا
انا فعلا هطلع انام وياريت ماحدش يقلقنى لاننى مش عاوزة اتعشى وماليش نفس
صعد معها حاملا حقيبة ملابسها ليريها غرفة النوم كانت غرفة واسعة مطلة على حديقة غناء بها ارجوحة القت بنظرها على الغرفة ذات الاثاث العصرى الانيق بجمال الوانها الا انها انتفضت عندما احست بقربه منها لتلتفت له:امال الاوض التانية فيها ايه
تعالى شوفيها
دلفت الى غرفة اخرى يبدو انها شبابية اكثر بها سريران وخزانة كبيرة ومراية تزين الحائط: انا هنام هنا
اقترب اكتر منها ناظرا الى عينيها :روحى نامى فى اوضتك يااميرة انا مااتعودتش افرض نفسى عليكى وعمرى ماهعملها احنا جينا هنا علشان نصفى اى خلافات بيننا وعمرى ماهضايقك او اأذى مشاعرك ابدا تأكدى اننى هكون عند وعدى ليكي ومش هقرب منك الا بارادتك ورغبتك
خرجت اميرة بهدوء ذاهبة الى غرفة النوم ثم اغلقت عليها بالمفتاح ليهمس لنفسه :صبرنى يارب يعنى تكون قريبة وبعيدة عنى بالشكل ده يارب تسامحنى بقى انا تعبت فى بعدى عنها

Image
يعنى ايه يافريدة هانم سمحتى لها تروح بدون علمى
يافارس ماتناش ان مروان مازال جوزها وليه حق يرجعها فى اى وقت
لكن مش بالصورة ديه وانتى عارفة موقفها احنا مش هنرمى لحمنا بسهولة كدة مفيش فايدة دايما تنفذى اللى فى دماغك بدون ماترجعى لحد
ثم اخرج هاتفه من جيبه ليطلب رقم :الو اميرة انتى بخير
اطمن ياحبيبى انا الحمد لله بخير
طيب طمنيني ياحبيبتى مروان ضايقك عملك حاجة قولى لى انتى فين وانا هجيلك حالا
اطمن يافارس وماتقلقش عليا مروان بيحاول يحل مشاكلنا وان الاوان اننى اوجه واتخذ قرار نهائى بخصوص علاقتنا ياتستمر ياكل واحد يروح لحاله
طيب ياحبيبتى لو احتاجتى اى حاجة اطلبينى وفى الحال هكون عندك انا يهمنى سعادتك وبس وطالما واثقة انه هو الوحيد اللى هيقدر يسعدك يبقى انا ماليش كلام تانى غير اننى اقف جانبك واساعدك سلام يااميرتى وطمنيني عنك دايما
سلام وخلى بالك من اسر لحد ماارجع
اطمنى هو بقى احسن الحمد لله والبركة فى الدكتورة نور
اغلق فارس الخط وهو يبتسم ويدعو لاخته بالسعادة وصلاح الحال
يارب تكون اطمنت عليها
التفت لها وقال بخفوت : الحمد لله عن اذنك
ترك فارس والدته التى شعرت بالالم مرة اخرى بمجرد ان رحل لتنادى على خادمتها :ام سعيد
نعم يافريدة هانم
هاتى لى دوا الصداع بسرعة مش قادرة اتحمل الالم
ياست هانم لازم تقولى لسى الدكتور فارس مش معقول انتى بتشتكى من الصداع ده ليكي فترة وعايشة على المسكنات خليه يكشف عليكي يمكن فيه علاج اقوى من اللى بتاخديه يخفف الالم اللى عندك ده شوية
كانت ممسكة برأسها تضغط عليه بقوة لعلها تزيح الالم هاتفة:انا كويسة مفيش حاجة بس هما شوية صداع وهيروحوا لحالهم ماتشغليش بالك انتى روحى بس هاتى لى الدوا بسرعة وانا طالعة اوضتى ارتاح فيها
حاضر ياهانم هلحقك بيه …

Image
لم يستوعب عقل عمر الى الان مايحدث اذا هي كانت فاقده للذاكره لم تتركه بارادتها طوال هذه المدة هو كان يظن بأنها تعاقبه بهربها ولكن أن يكون فقدان للذاكره هو السبب كان اكثر مما يحتمل عقله
ايه يابنى وصلت لفين كان هذا سؤال محمد لصديقه الذى كان ويحدثه وهو يجلس بقربه فى احدى المقاهى شاردا واثار الحزن تبدو على قسمات وجهه
يابنى واحد مكانك المفروض يكون فرحان اخيرا لقى مراته
اقولك ايه بس يامحمد انت مش حاسس بالعذاب اللى انا عايش فيه اه لاقيتها بس ايه الفايدة فاقدة الذاكرة وكمان حاسس انها مش طايقانى وعندها نفور منى مش طايقة حتى اننى المسها او اقرب منها عمال اسال نفسى امال لما ترجع لها الذاكرة هتتعامل معايا ازاى واللى زاد البلا طين انها سالتنى عن كتابى الاخير مش عارف سمعت عنه فين
وانت عملت ايه
ماعملتش هى طلبت منى اجيب لها كل رواياتى اللى كتبتها علشان حابة تتعرف عليا من اول وجديد
وانا قلت لها حاضر هجيبهم لك فى اقرب فرصة
ياعمر احنا اتفقنا انك لازم تواجه انت غلطت ولازم تتحمل نتيجة اخطاءك واللى عملته فيها ماكانش هين
انا خايف يامحمد اخسرها زى ماخسرت نفسى من قبل وساعتها حياتى كلها مش هيبقى ليها اى معنى منه لله اللى كان السبب استغل ضعفى وانهيارى ولعب لعبته الدنيئة
عمر ماتحاولش تعلق اخطاءك على حد انت تتحمل الجزء الاكبر من الغلط لانك كان عندك استعداد انك تغوص فى الوحل الى نزلت له
حاول تروح لها قرب منها وابدا معاها من جديد يمكن لما ترجع لها الذاكرة تلتمس لك اى عذر يخليها تسامحك وتبدأوا مع بعض بداية صح
يارب يامحمد انا مرعوب وخايف انها ترفض تسامحنى
ادعى ربنا بنية صافية وان شاء الله هيقف جانبك

Image
وصباح جديد ملئ بالاحداث الجديدة على البعض والمحزنة على البعض الاخر
نزلت من الدرج بعد ان ابلغتها الدادة بان والدها فى انتظارها لتناول الافطار وقفت تائهة لا تعرف اين تذهب فحتى الان لم تستطع تذكر اى شئ الى ان التقت بدادتها
مالك ياحبيبتى واقفة كدة ليه تعالى الفطار جاهز ده انا عملت لك الفطاير اللى بتحبيها ولسة خارجة من الفرن طازة
طيب اروح من فين
ياعين امك يابنتى تعالى انا رايحة هناك ده سى الدكتور ماهر رفض يبدا فى الفطار لحد ماتيجي وتشاركيه اهو ياحبيبتى وصلنا
رفع والدها عينيه للصوت ليبتسم لها بسعادة :صباح الخير ياست البنات
صباح الخير يابابا ثم جلست قربه
فهى مازالت تشعر بالغربة ترى اللهفة والحنان والطيبة فى عينيه وتشعر بها الا انها لم تتذكر اى شئ
وهو ايضا شعر بتغييرها وحزنه يزيد لانها لم تبادله مشاعره تجاهها ولكنه يوعد نفسه دائما ان القادم احلى ربما لانها فاقدة الذاكرة
ها ياحبيبتى كملى فطارك عندى ليكي مفاجئة حلوة النهاردة
كانت تأكل بهدوء وبدون شهية لترفع راسها
خلاص انا خلصت ايه رايك نطلع برة فى الجنينة الجو جميل النهاردة
خلاص اسبقيني وانا هحصلك على طول
خرجت نور بالفعل وبعد قليل اتت سميرة حاملة فنجانان من الشاى الاخضر
ايه ده يادادا
ياحبيبتى ده الدكتور ماهر وصانى اعمله انتى مش فاكرة ولا ايه كنتى بتحبى تشربيه وبتموتى فيه حتى كنتى بتقولى لى انه بيحافظ على اسمه ايه ده رشاقتك اه
ضحكت لها نور لتلتفت على صوت والدها الذى قدم اليهم بهدوء يجر الكرسى المدولب باحدى الازرة التى تساعده على السير لتحزن على حاله وماتسببت فيه بدون قصد منها
تركتهم سميرة منسحبة ليفتح يديها ويضعه فيه
ايه ده يابابا
ده ياحبيبتى البوم الذكريات جمعته كله فى البوم واحد من يوم ولادتك لحد جوازك ليبدا فى فتحه وسرد كل القصص الماضية المتعلقة بها منذ ولادتها لعلها تتذكر اى شئ ولو لمحة صغيرة فقد هاتف طبيبها المعالج لحالتها وعلم كل مامرت به وحالتها الصحية ومراحل علاجها واخبره ان يحاول ان يساعدها فى تذكر اى شئ ولو لمحة صغيرة كانت تضحك تارة وتدمع عينيها تارة اخرى
وقبل ان تصل لمرحلة زواجها بعمر سالته :طمنى يابا اخبار حالتك ايه
الحمد لله يابنتى انا مواظب فى العلاج ومع دكتور العلاج الطبيعى اللى بيطمنى كل مرة ان فيه تقدم كان قد عمر اتى اليهم
صباح الخير ازيك ياعمى
اهلا يابنى
ثم التفت لنور هاتفا:ونور حياتى عاملة ايه النهاردة
اجفلت من نداء التحبب الذى ناداها به لا تعلم ماذا يصيبها عندما تراه لقد اخبروها انها احبته وقاومت العالم من اجل الزواج به اذا لما تشعر بالنفور تجاهه لما قلبها لم يدلها عليه مثلما شعرت تجاه والدها همست له بنظرة خاوية :انا بخير الحمد لله اتفضل اقعد
احس والدها يتكهرب الجو قليلا واراد ان يتركهم على راحتهم ليتحدثا بمفردهم قائلا:انا حاسس اننى تعبت شوية حبيبتى هروح ارتاح فى اوضتى
اومأت له ليصافح عمر بعدها رحل
طال الصمت بينهم لتقطعه نور قائلة:استاذ عمر ممكن تعرفنى على نفسك وازاى اتعرفت عليك وعلاقتنا ببعض كان شكلها ايه
بجد حاسة اننى مشوشة عاوزة افهم كل اللى حواليا يمكن يساعدنى اقدر افتكر اى حاجة
اولا حبيبتى ليه بتحطى الحواجز دايما بيننا انا جوزك يانور ومتهيالى مفيش واحدة تنادى جوزها باستاذ ثم بدا يسرد لها كيف التقى بها وكيف سارت علاقتهم وتحديهم لكل الظروف المحيطة بهم الى ان تم الزواج
اقترب منها اكثر وهو يكاد يلتهمها بعينيه ممسكا يديها يضغط عليها برفق هامسا :احنا كنا اسعد زوجين فى العالم حبيبتى والكل كان بيحسدنا على حبنا وهنفضل كدة لحد اخر العمر
سحبت يديها بسرعة لتضعها فى حجرها وهى تفركها بقلق وردت بخفوت : ارجوك اديني فرصة اكتر اتعرف عليك
وانا تحت امرك حبيبتى بس ارجوكى ماتبعدنيش عنك اتفقنا
اومأت له بتردد ثم هتفت:جيبتى لى الكتب
تلعثم قليلا :ايوة ديه الكتب اللى كتبتها لحد دلوقت وفيه واحد جديد بكتب فيه وعلى مشارف النهاية وانتى هتكونى اول واحدة تقراه طبعا قبل مايتم نشره
كان قد رتب الكتب حتى وضع كتاب عودى لى اخر واحد ربما لتتاخر فى قراءته قليلا حتى يستطيع التقرب منها الا انه لم يجد اى شئ اخر يقال فهى مازالت متحفظة فى الحديث معه وتعامله بجفاء ليقرر الرحيل حاملا معه خيبة امل جديدة فى التقرب منها

Image
عاد الى منزله مجهد يجر ارجله من التعب لقد دار بسيارته يجوب ارجاء المدينة بدون هدف نظرة عينيها الباردة الخاوية التى تنظر له بها كانت تنبؤه بخسارة جديدة رمى جسده على الفراش بتعب و ماأن وضع رأسه على الوساده حتى تزوره صورتها هو أخطئ ومعترف بخطأه ولكنه مجرد انسان فالتعاقبه بأي شئ الا ان تبتعد عنه وتنفر منه وتتجاهله لم يتحمل هذا البعد مرة اخرى يكفى ماعاناه فى بعدها طوال المدة الماضية لن يتركها هذه المرة ويبقى قربها حتى لو ابعدته عنها يجب ان يثبت لها حبه لتلمسه وتشعر به والا فسيفقدها وهذه المرة ستكون للابد
اخذه عقله برحله عبر ذكريات جمعتهما ابتسم عندما تذكر قبلته الاولى لها وبدون ان يحس كانت اصابعه تتلمس شفاهه لقد حافظ عليها طوال فترة خطبتهم لم يرد ان يؤذى مشاعرها او يفرض نفسه عليها لتكون له ملكه بنقائها وبراءتها وطهرها يوم زفافها الذى كان ليلة لاتنسى وكانت هى ملاكه الطاهر روادته ذكرياته عن ايام سعادته معها وكيف مرت سريعا لتحل محلها ايام اطول من العذاب والالم والبحث هنا وهناك وبنظرة تحدى :اعدك حبيبتى سأستعيدك وسنحى حبنا من جديد سأجعلك تسامحيني حتى لو كان هذا اخر طلب اطلبه منكى فى حياتى….

Image
طرقت الممرضة باب غرفته ليسمح لها بالدخول :ادخلى ياسماح
دكتور فارس المريضة اللى فى غرفة 217
بقلق :حبيبة مالها
رافضة تاخد العلاج ولا بتاكل ولا بتشرب ولا بتتكلم مع حد تعبت كل اللى حواليها بدون فايدة
طيب انا هروح اشوف مالها اخرج فارس مغلف من احدى الادراج ثم وضعه فى جيبه وانطلق خارجا من غرفة مكتبه بلهفة للاطمئنان عليها تتبعه الممرضة التى اعدت له كافة الاشعات والتحاليل الخاصة بالمريضة
دق باب غرفتها بهدوء ليدلف بابتسامته الهادئة التى ما ان رأته حتى التفتت الى الجهة الاخرى
السلام عليكم ازيك ياامى عاملة ايه
سيدة مسنة تجلس قرب حفيدتها تحتضنها بحنو وخوف على فلذة كبدها
عليكم السلام ورحمة الله اهلا يابنى الحمد لله ماشى الحال ثم التفتت لحبيبة التى مازالت على وضعها ليهتف فارس :حبيبة قلب عمو فارس شكلها زعلانة منه ياترى ايه السبب تلمس بشرتها الناعمة البيضاء باطراف اصابعه كى يلفت وجهها له لتغمض عينيها بعند واصرار حتى لا تراه
لالا ده شكله الموضوع كبير قوى ياترى فيه ايه يافارس انت زعلت حبيبة قلبك ليه طيب لو مافتحتش عينها حالا يبقى مش هتشوف المفاجئة اللى جيبتها لها معايا
فتحت عينيها بسرعة قائلة :زعلانة منك ياعمو ومش بتكلم معاك خالث ومش هاكل ومش هشرب ومش هاخد الدوا كمان التقت عينيه بعينيها الزيتونية كمروج خضراء ذات الالوان الرائعة ليهمس لنفسه ياترى ممن تشبه هذه الصغيرة بجمالها الصاخب هذا اهى تشبه والدتها ام والدها ياترى ؟
ثم اردف :ليه كل ده يااميرة البنات
علشان انت مش بتيجى تزورنى يومين وساعتين مش شوفتك وزعلانة منك
واهون عليكي
مش بتكلم معاك كانت ممسكة باحدى الاقلام الملونة وكراسة رسم منكسة راسها وترسم احدى رسوماتها التى تبدع فيها فلديها موهبة جميلة فى الرسم
انا عارف اننى اهملتك اليومين اللى فاتوا انا اسف كنت مشغول شوية بس اوعدك اننى مش هغيب عنك تانى اتصالحنا ها وامسك بالمغلف بيديه كى يجبرها ان تضحك لتقول له ماشى لما نشوف بس المرية الجاية زعلى هيبقى كبير
وانا مااقدرش على زعل حبيبة قلبى
ردت اخيرا جدتها :انت بتدلعها قوى يادكتور لدرجة انها ترفض تاخد الدوا اللى هيخففها بسرعة ويخليها تجرى وتلعب زى كل الاطفال
حبيبة هتسمع الكلام ياناننا وهاتاخد الدوا مش كدة يابيبو
اومأت براسها ليبدأ فى فتح العلبة وتتسع عيني حبيبة من الفرحة فقد احضر لها الشيكولا التى تحبها
بس مش هنكتر منها علشان مانتعبش اتفقنا
ماشى
ها قولى لى بقى بترسمى ايه
برسم بيت كبير على البحر لحبيبة ومامى وناننا يعيشوا فيه
طيب وبابى مش موجود معاكم ليه ولا هو عنده شغل
ببراءة ردت حبيبة التى لم تتعدى الست سنوات :لا بابى عند ربنا مش معقول هيجي معانا احنا اللى هنروح له مش كدة ياناننا
اخذها بين احضانه يقبل وجنتها شئ ما ادمى قلبه ربما شعوره باليتم والحزن من اجلها قائلا لها :طيب ممكن تسمحى لعمو فارس انه يروح مع حبيبة
اومأت له براها بسعادة لينظر الى جدتها التى هتفت بالم :منهم لله اللى كانو السبب ابنى كان ظابط مفيش منه وفى يوم راح فى مهمة وللاسف مارجعش رجع لى فى تابوت ابنى الوحيد ضاع منى فى لمح البصر علشان يحافظ على امن بلده
وامها ياحبة عيني مااتحملتش الخبر ووقعت من طولها ولما اخدوها كانت بين الحيا والموت وولدت فى الحال
الحمد لله على كل شئ
البقاء لله ياامى انا اسف
عندها بدا يتفحص الاشعات والتحاليل ووجه كلامه لجدتها:لو سمحتى ياامى مين المسؤل عن حبيبة دلوقت
امها
طيب كنت عاوز اتكلم معاها شوية فى مكتبى بخصوص حالة حبيبة
حاضر بس هى بتشتغل فى بنك محاسبة هناك ومش بترجع الا بعد المغرب بتيجي هنا تسهر تراعى بنتها وتروح على شغلها الصبح
خلاص مفيش مشكلة بكرة ان شاء الله عندى مناوبة بالليل ياريت تبلغيها

Image

دق هاتفها لتجيب :الو سهر حبيبتى ازيك
اميرة انا بخير ياحبيبتى فينك قلقتيني عليكي تليفونك دايما مقفول ايه من لقى احبابه نسى اصحابه ولا ايه
بابتسامة واسعة :وانتى عرفتى ازاى
مفيش عرفت انك اخدتى اجازة حاولت اتصل بيكي تليفونك مش بيرد او مقفول اخدت بعضى وروحت على البيت ومامتك حكت لى على كل حاجة
ربنا يسعدك ياحبيبتى ايوة كدة استمتعى وعيشى حياتك
ياريت ياسهر
مالك يااميرة صوتك مش عاجبنى ليه
خايفة ياسهر
من ايه بس
هفضل دايما خايفة من المستقبل معاه .. يجرحنى من تانى ..ويحطم قلبى ويخونى .. مش قادرة امن ليه ..كل ماابص له افتكر خيانته ليا ..خايفة اتصدم فيه من تانى
لا يااميرة حرام عليكي انتى كدة بتحرمى نفسك من السعادة كفاية ياحبيبتى العذاب اللى هو شافه على ايديكى ده لو حجر كان نطق وقالك كفاية كدة
انتى شوفتى الراجل شهور طويلة بيجرى وراكى بس علشان تسامحيه ومش شايف حد غيرك يعنى لو هو عاوز يلعب بديله كان نساكى ولا فكر يرجعك تانى
ماتديش للشيطان فرصة يلعب بعقلك وادى لجوزك فرصة تانية وانا واثقة انه هيستغلها صح المرة ديه
تفتكرى
طبعا انا واثقة روحى كدة ظبطى امورك معاه عاوزة اطمن عليكي
المهم سيبك منى وطمنيني عنك عملتى ايه فى العريس اللى جالك اسفة حبيبتى انشغلت اليومين اللى فاتوا ونسيت اسالك
صمتت سهر ثم تلعثمت قليلا مردفة:باركى لى حبيبتى وافقت عليه وجا هو واهله وقرينا الفاتحة وحددنا ميعاد الخطوبة
بجد الف مبروك ياحبيبتى وساكتة لحد دلوقت مش قلت لك لو ليكي نصيب فيه هتوافقى عليه
ماتتصوريش انا سعيدة جدا بخطوبتك ديه اد ايه ربنا يسعدك ياقلبى بس تعالى هنا قولى لى بقى كل حاجة عنه بيشتغل ايه
مهندس
واسمه ايه
يوسف
بصدمة :ايه ..سهر اوعى يكون يو..
ايوة هو يااميرة
صمتت اميرة قليلا لتستوعب المفاجئة التى القتها صديقتها عليها
لكن ازاى ياسهر وانتى عارفة..
ده موضوع طويل يااميرة هبقى احكى لك عنه لما اشوفك بس اطمنى يوسف شرح لى كل حاجة وفهمنى انه ماعادش بيفكر فيكي تانى
انتى واثقة ياسهر من اللى بتقوليه ده اوعى الحب يعميكي ياحبيبتى انا عاوزة مصلحتك
اطمنى يااميرة تعرفى امبارح جالى وهو قلقان جدا
ليه
اخد ترقية واتنقل لفرع الشركة فى اسكندرية وكان خايف اننى ارفض اسافر معاه واسيب اهلى لكن لما قلت له رجلى على رجلك مطرح ماتروح انا معاك ماتتصوريش يااميرة نظرة الارتياح والسعادة اللى شوفتها فى عينيه فرحتنى وحسيت ان اختيارى ليه كان فى محله
ربنا يسعدك ياحبيبتى ويفرح قلبك
اميرة يااميرة
سهر حبيبتى هضطر اقفل معاكى واشوف مروان بينادى عليا
وهو كذلك اشوفك على خير وزى ماقلت لك اتمسكى بالسعادة على اد ماتقدرى واوعى تنسى هتكونى موجودة معايا يوم الخطوبة من اول النهار
ماتقلقيش ياقلبى وهو ده يوم يتنسى مع السلامة
اغلقت اميرة الخط وهى سارحة كيف التلم الشامى على المغربى سعيدة لسعادة صديقتها وتتمنى لها دوام الحال ليدلف اليها مروان ممسكا بفنجانين من النيسكافيه :خدى ياحبيبتى عملت لك احلى فنجان نيسكافيه بدون سكر زى مابتحبيه ناديت عليكي كتير شكلك ماكونتيش معايا
شكرا ياحبيبى تسلم ايدك ابدا كنت بكلم سهر اصلها جالها عريس واتقرت فاتحتها وخطوبتها الاسبوع الجاى طبعا هنكون حاضرين مش كدة
ان شاء الله
كنت عاوز اقولك على حاجة
خير
لازم انزل اسكندرية
ليه فيه حاجة
ابدا بس فيه عميل اتصل بيا ولما عرف اننى هنا فى الساحل طلبنى ازور شركته واخلص معاه العقد اللى كنت لازم اوقع عليه الاسبوع اللى فات وطبعا انا سيبت كل حاجة وجينا على هنا
خلاص مش مشكلة روح وانا هنتظرك هنا
طيب ايه رايك تيجي معايا واهو تتسلى وتغيرى جو
لا انا ورايا هنا حاجات كتير لازم اخلصها
طيب عموما انا مش هتاخر يااميرتى مسافة السكة وهرجع على طول يعنى ساعتين كدة بالكتير ثم اقترب منها محتضنا خصرها بتملك هاتفا :هتوحشيني قوى ومش عارف هتمر الساعات الجاية ديه عليا ازاى ثم اقترب منها ليرتشف من رحيق شفتيها الذى اشتاقه وحلم به شهور طويلة لتدير وجهها وتنزل القبلة على وجنتيها ليزيد من حصاره عليها ويتبعها بعدة قبلات متتالية ملتهبة حتى تبعده اميرة بهدوء هاتفة:
ماتشغلش بالك بيا انا هحاول اشغل وقتى لحد ماترجع سافر انت بقى علشان ترجع لى بسرعة
وبالفعل غاب مروان عدة ساعات وكل فكره مشغول بحبيبة قلبه التى تركها بمفردها وهو بعيدا عنها وبعد ان انهى العقد اختلى بمفرده بعيدا ليهاتفها رنتان ثم ردت
حبيبتى وحشتينى
وانت كمان
ايه الدوشة اللى حواليكى ديه
تلعثمت قليلا ثم قالت :ابدا بس زهقت من القعدة لوحدى روحت اقعد هنا على الشط شوية خلاص انا كلها ساعة وراجع لك اوعى تنامى قبل مااجى
لا ماتقلقش منتظراك
سلام يااميرتى
اغلق الخط واستقل سيارته منطلقا فى اتجاه منزله

وبعد ساعة دخل الى المنزل ليجده مظلم يعم بالهدوء ليصاب بخيبة امل: ليه يااميرة ده انا طلبت منك تستنيني لحقتى تنامى
صعد الدرج بضيق وملل ولكن مااثار دهشته الشموع الملقاه على الارض بطريقة ساحرة تحدد له اتجاه سيره ليسير معها الى ان اقترب من غرفة النوم المزدانة بالورود والروائح العطرة شعر ان قلبه سيتوقف فى اى لحظة لتتسع عينيه ذهول مما رآه امامه هاتفا : ياربى ايه ده ……

يتـــــبع

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى