رواية فرح وعثمان – حلاوة ليلة الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد
رواية فرح وعثمان – حلاوة ليلة الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد
البارت الخامس
سقطت جسدها بين يديه فاقدة للوعي، أنحني قليلاً ليضم جسدها قبل أن تفلت منه وتصل للأرض، وقعت عينيه على معالم وجهها، خائفة ، ضعيفة، شفتيها ترتجف، دفعها بيد واحدة لتبقي فوق كتفه ثم أشار لصفية بقسوة مردفاً:
_ أرجعي القصر..
أقتربت منه بخوف مردفة برجاء:
_ عثمان باشا فرح غلبانة واللي حصل ده غصب عنها مافيش حد يقدر يقول لحسين باشا لأ..
قال لأحد رجاله بقوة:
_ وصل صفية بنفسك لحد ما أرجع لها..
ذهب وهي معه لا حول لها ولا قوة، وصل بها لباب سيارته فالقي بجسدها على المقعد الخلفي ثم أغلق الباب وفتح الباب الأمامي بجوار السائق مردفاً بقوة:
_ أطلع على مستشفي****..
_ أمرك يا باشا..
سمع رنين هاتفه فأخرجه من جيب جكيته ليري إسم جيهان فتح الخط مردفاً:
_ البنت معايا..
جملة جعلت جيهان تقدر على أخذ نفسها براحة أخيراً، جلست على حافة الفراش قائلة بتوتر:
_ هتعمل فيها إيه ؟!..
تأملها عبر المرايا ثم قال بجدية:
_ هروح بيها المستشفي هنزل العيل ده ونخلص..
_ صح يا عثمان هو ده عين العقل واحتمال كمان يطلع العيل ده مش إبن حسين ما أنت عارف إحنا جربنا بعد زينب كل حاجة ومفيش فايدة.
أغلق الهاتف معها وبعدها صمت، يشعر بثقل كبير يحرق روحه لأول مرة بحياته يكون قاسي بلا رحمة لتلك الدرجة، لكن ما باليد حيلة فتاة صغيرة تدعي حملها من شقيقه الراحل بعد اسبوعين فقط من زواجه منها، كيف وهو ظل يبحث عن الوريث سنوات طويلة وكانت النهاية دايما الفشل، وفقت السيارة أمام المشفي لينزل يفتح بابها ويحملها للمرة الثانية، دلف بها للمشفي وكان الطبيب وفريق العمل بانتظاره وضعها على الفراش وسار معاهم..
على باب غرفة العمليات هتف بقلق:
_ مش عايز أي حاجة غلط يا خيري عايزها تطلع منها سليمة مفهوم ؟!..
أومأ إليه خيري بهدوء:
_ مش عايزك تقلق خالص يا باشا كل حاجة هتبقي زي ما حضرتك عايز بس الأول هنعمل شوية تحليل نعرف الحالة صحتها عاملة إزاي قبل أي حاجة..
_ ماشي يا خيري شوف شغلك..
شاهدها تختفي من أمام عينيه، سند ظهره على الحائط وعقله يدور بكل إتجاه، للمرة الثانية ينقذه رنين هاتفه من أفكاره، فتح الخط مردفاً بهدوء:
_ عمي طارق أخبارك ؟!..
وصل إليه صوت طارق المتعب:
_ عايز أشوفك يا عثمان في حاجة مهمة لأزم تعرفها..
طارق صديق حسين المقرب ربما أكبر إليه من عثمان نفسه، تعجب عثمان مردفاً:
_ حاجة إيه دي ؟!..
_ فرح فين يا عثمان ؟!..
سأله عثمان بذهول:
_ أنت تعرف حكايته معاها إيه بالظبط ؟!..
_ أيوة أعرف كل حاجة وعايز أشوفك، أوعي يكون العيل نزل يا عثمان ده روح حسين متعلقة فيه.
روح شقيقه متعلق بابن الخادمة ؟!.. هل كان يعلم بوجوده قبل أن يموت ؟!.. أغلق عينيه بتعب لعدة لحظات ثم قال:
_ نص ساعة وهكون عندك..
أغلق الهاتف ثم أسرع لداخل الغرفة وفتح بابها بلا سابق إذن، وجدها مثلما تركها فقط معلق إليها بعض المحاليل، أقترب منه خيري بقلق:
_ في حاجة يا باشا ؟!..
_ عملت فيها أو في إللي بطنها أي حاجة ؟!..
يعلم أن الطبيب لم يلحق حتي الإقتراب منها لكنه أراد الاطمئنان، حدق به الطبيب بتعجب من تغير حاله ثم قال بجدية:
_ أنا لسه ما عملتلهاش أي حاجة يا باشا غير كشف مبدئي وبصراحه ما اقدرش انكر ان الكشف ده خوفني، المدام ضعيفه جدا والاشاعة كمان بتقول ان الجنين لسه في بدايته يعني نقدر ننزله بسهوله بس هتبقى المشكله في الأم، عموما نص ساعه كمان تطلع نتيجه التحاليل واقولك كل حاجة قبل ما نبدأ..
تنفس براحة وقال:
_ ما تعملش أي حاجه يا خيري غير انك تهتم بصحتها وبصحه الجنين ده وأنها تفضل نايمة لحد ما اروح وأرجع لها مفهوم..
ما هذا ؟!.. ما هذا حقا ؟!.. جعله يستيقظ منتصف الليل حتى يأتي لهنا ويجهض الجنين رغماً عن رفضه للفكرة والآن يطلب منه الإهتمام بها وبصحة الجنين ؟!.. ما باليد حيلة يا خير ليس أمامك إلا الإجابة بجملة واحدة أمام عثمان الراوي:
_ تحت أمرك يا باشا اطمن..
أومأ إليه عثمان مردفاً:
_ ماشي يا خيري ساعة بالكتير وهرجع تاني بس تفضل نايمة..
_ حاضر..
_____ شيما سعيد ______
قبل نصف ساعة بغرفة زينب..
منذ إنتهاء العزاء وهي مقيمة على فراشها، أقتحمت السيدة جيهان الغرفة بغضب شديد مردفة:
_ هتفضلي مرزوعة مكانك هنا كتير وسايبة الدنيا تدور من حواليكي ومش فاهمة حاجة خالص..
أغلقت عينيها لعدة ثواني بضيق، كان أبيه الحبيب ينقذها من سيطرة والدها والآن هي تقف أمامها وحيدة، فتحت عينيها ثم قالت بتعب:
_ هو في ايه يا مامي ؟!.. امبارح كنا دافنين فرخه !!.. اللي مات امبارح ده جوزك وبابايا كان سندنا الوحيد في الدنيا، أنا اللي المفروض أسأل حضرتك مش حزينه ليه او على الاقل بتمثلي الحزن قدامنا يمكن نتعاطف معاكي ونقول اخيرا بقى عندها قلب…
فلتت من جيهان ضحكة ساخرة ثم قالت بقسوة:
_ مش بقولك غبية مش فاهمة الدنيا حواليكي بيحصل فيها ايه؟!.. اللي أنتِ قاعدة تعيطي عليه ده راح اتجوز بنت الخدامه اللي اصغر منك ومش بس كده ده سايبها حامل كمان يعني شهرين تلاتة ونعرف إنه ولد ووقتها تبقى بنت الخدامه معاها فلوسنا وبناخد منها المصروف، ما تفوقي بقى وبطلي غباء بدل ما اقسم بالله اطلع بروحك في أيدي واخلص منك عشان تبقي في حضن أبوكي..
للمرة الثانية تغلق عينيها لكن تلك المرة بسبب غباء فرح، قامت من مكانها ثم قالت بقلق:
_ وهي فين البنت دي دلوقتي ؟!..
_ مع عثمان في المستشفى عشان ينزل الزفت اللي في بطنها ده مش عارفة ابوكي عايش وميت بنلم وراه..
عضت على شفتيها لعلها تقلل من توترها ثم وضعت يدها على رأسها مردفة:
_ أنا تعبانة ومحتاجة ارتاح دلوقتي وبعدين نبقى نتكلم يا مامي..
ألقي جيهان عليها نظرة غاضبة ثم رحلت من أمامها، مسحت زينب على رأسها مردفة:
_ اه يا غبيه اعمل فيكي إيه بس دلوقتي هتعرضي نفسك واللي في بطنك للخطر ده اذا كان لسه في بطنك حاجة أصلا، أنا لأزم أتصرف أعمل إيه هتعملي إيه يا زينب؟!.. بس هتصل باونكل طارق هو اللي هيوقف المهزلة دي..
أخذت هاتفها من فوق الطاولة سريعاً ثم ضغطت على رقم صديق والدها، مرة والثانية حتي أت إليها صوت السيد طارق:
_ خير يا زينب يا بنتي أنتِ كويسة ؟!..
بلهفة قالت:
_ أتصل على عمو عثمان يا اونكل فهمه كل حاجه بخصوص فرح لأنه معاها دلوقتي في المستشفى وعايز ينزل البيبي، أنت عارف ان بابا كان حلم عمره يبقى عنده ولد ارجوك اتصرف..
_ ماشي يا زينب اقفلي..
_____ شيما سعيد ______
بعد ساعة..
وصل عثمان لمنزل السيد طارق، تعجب أكثر مع وجود السيد طارق البوابة الرئيسية بانتظار قدومه، أقترب منه مردفاً:
_ هو في ايه بالظبط أنا عايز أفهم ؟!..
بلهفة سأله:
_ أوعى تكون عملت حاجه في مرات اخوك يا عثمان دي وصيه حسين وهتفضل في رقبتي لحد ما اموت وفي رقبتك أنت كمان..
هل هي مهمة بالنسبة لشقيقه إلي هذا الحد ؟!.. كيف تدور تلك العلاقة وعلى ماذا ؟!. رأسه ستنفجر، تحدث بغضب:
_ البنت سليمة بس أنا عايز افهم ايه اللي بيحصل دلوقتي عشان ما اجيبش اخر يا طارق…
أشار إليه السيد طارق بالدخول ثم قال:
_ تعالي ندخل المكتب وأنا هقولك كل حاجة..
دلف معه لغرفة المكتب ثم جلس على الأريكة الكبيرة فقال طارق:
_ قهوتك مظبوط مش كده؟!..
_ مش عايز قهوه عايز ندخل في الموضوع إيه حكايه البنت دي وايه اللي يخلي حسين يتجوز عيلة صغيرة بالشكل ده لا من سنه ولا من مقامه في اخر ايامه؟!..
خرجت من طارق تنهيدة طويلة قبل أن يجلس بجوار عثمان مردفاً بهدوء:
_ شوف يا عثمان انا مش هلف وادور عليك بالكلام كتير أنت عارف ان حسين بقى له سنين بيدور على الأولاد بعد زينب وكانت أمنية حياته ان يكون عنده ولد يشيل اسمه من بعده، في الاخر لما زهق قرر يتجوز فرح بنت غلبانة هيخلف منها الولد اللي نفسه فيه ويديها قرشين والقصه تخلص على كدة بس زي ما أنت شايف عمره خلص، دلوقتي المطلوب مننا كلنا أننا نحافظ على اللي جوه بطن فرح اذا كان بنت او ولد في الحالتين هيبقي من دمنا واول ما تولد هتاخد الفلوس اللي حسين اتفق عليهم معاها وتديك وصايه الولد ربيه مع ابنك..
أتسعت عينيه بذهول مردفاً:
_ أنت بتقول ايه متخيل ان ممكن أخد عيل من أمه وارميها بره حياته..
_ ده الاتفاق اللي كان بين ابوها وحسين الله يرحمه، بس في حاجه غريبه حصلت قبل ما حسين يموت بيوم ..
أنتبه إليه عثمان قائلا:
_ إيه هي ؟!..
قام طارق من مكانه ثم فتح خزانة أمواله مخرجاً منها ظرف صغير، قدم الظرف لعثمان قائلا:
_ الظرف ده جواه فلاشتين قالي واحده ليك وواحدة ليك تفتحها قدام فرح..
أخذ عثمان الظرف منه وحدق به بالقليل من القلق ثم قال:
_ ماشي يا طارق كتر خيرك أنا هتصرف..
_____ شيما سعيد _____
عودة للمشفي…
دلف لغرفتها وجد خيري مقيم عندها مثلما أمره، أخذ نفس عميق قبل أن يقول بهدوء:
_ أخبارها إيه ؟!..
أجابه الآخر بعملية:
_ صحتها ضعيفة جداً وسنها كمان فكرة حملها من الأول كانت غلط ولو فكرنا ننزل الجنين هيبقى خطر كبير على حياتها، إحنا علقنا لها محلول ومنوم مش قوي عشان الجنين ساعة بالكتير وهتفوق، حضرتك لسة مصمم على الإجهاض يا باشا ؟!..
نفي بحركة بسيطة من رأسه ثم أشار إليه بالخروج مردفاً:
_ روح أنت شوف شغلك ولما تبقي تفوق تعالى طمني عليها وعلى البيبي..
خرج الطبيب وتركه معها، بخطوات ثقيلة أقترب من فراشها، جميلة لا يقدر على نكران ذلك، بريئة وهذا ما يزيد جنونه لا يعلم كيف قبلت الزواج والتخلي عن قطعة منها ببساطة أكل هذا من أجل المال ؟!… رفع يده ليزيل خصلة كبيرة من شعرها تمنعه من رؤية وجهها بطريقة أوضح..
رسمت على وجهه ابتسامة خفيفة متذكر ندائها إليه بعمر السادسة ” اوثمان باسا” كانت لذلذة عفوية حتي عندما كبرت ظلت كما هي، تنهد بثقل ثم همس:
_ ليه دخلتي نفسك مع عيلة الراوي وأنتِ عارفة إنك مش قدنا يا فرح ؟!..
رنين هاتفه برقم أحلام جعله ينسي فرح والعالم كله فقط مكتفي بمتعة رؤية إسم أحلام مزين للشاشة، هل قلقت عليه ؟!… اشتاقت إليه ؟!.. فتح الخط مردفاً بحنان:
_ وحشتك ؟!..
تمني لو قالت نعم لكنها أجابت بهدوء:
_ بلاش تاذي البنت إللي معاك يا عثمان احنا مش بلطجيه واعمل حسابك ان زينب زي بنتك وأي حاجة هتتزرع بتتحصد..
لماذا دائما تهرب من أي كلمة حلوة يحاول زرع بذور حبه لها بها ؟!.. ابتسم بسخرية مردفاً:
_ ما تخافيش البنت كويسة..
_ هتيجي أمتي ؟!.
عاد بنظره لفرح النائمة ثم قال بجدية:
_ ساعتين كدة..
_ طيب بلاش تتأخر أنت عارف يونس مش بيعرف ينام الا في حضنك..
بأمل جديد سألها:
_ يونس ولا ام يونس؟!..
_ يونس يا عثمان يا ريت تبطل طريقتك دي أنت عارفني مش بحبها زي ما أنت عارف ان احنا الاتنين متجوزين غصب..
ضغط على شفتيه بقوة، مقهور واه من قهر الرجال، أغلق الهاتف معها بلا كلمة إضافية ثم سند ظهره على المقعد وأغلق عينيه بعقل يفكر بكيفية السير بالخطوات القادمة..
مر من الوقت ما مر لم يشعر إلا مع همهمة بسيطة صدرت منها، أنتبه إليها رآها تفتح عينيها بتعب فأقترب منها ليضغط على الرز المجاور للفراش مردفاً:
_ أنتِ كويسة حاسة بأيه ؟!..
صوته وصل إليها كصوت بعيدا لا تعلم ما تفوه به، لحظات وبدأت تفهم ما يدور حولها فأنتفضت بفزع، وصل إليها عثمان الراوي بمنزل السيدة صفية، طفلها ماذا حدث لطفلها ؟!.. ضمت كفها لبطنها بخوف فقال بهدوء:
_ اهدي أنتِ بخير وهو بخير..
هل أخذت الكلمة منه عهد ؟!.. نعم فعلت ذلك فهو عثمان قطعة من روحها، أومات إليه مردفة برجاء:
_ والله العظيم كل اللي حصل ده كان غصب عني بلاش تعمل أي حاجة لابني ده ابنكم وانا اوعدك ان محدش هيعرف بيه وهسيب البلد كلها وامشي، ساعدني امشي ومش هتشوفني ولا تشوفه باقي حياتك..
وضع كفه على كفها بهدوء مردفاً:
_ عايزك تهدي عشان الإنفعال الزيادة ده غلط عليه..
ببراءة طفلة صغيرة ضائعة قالت:
_ مش هتعمل له حاجة ؟!..
_ ولا ليكي أنتوا الأتنين أمانة عندي..
خائفة ربما تكون كلماته بثت بداخلها الأمان لأنها تعلم أنه إذا وعد صدق إلا أن عقلها يحذرها من الأمان الزائد فقالت:
_ بجد ؟!..
_ امممم بجد..
_ إيه اللي غير حضرتك بالسرعه دي أنت امبارح بس كنت عايز تقتلني وتقتل ابني..
أبتسم إليها مردفاً:
_ شوفي يا فرح أنتِ عشتي في بيتنا 19 سنة عارفه عننا حاجات ممكن احنا نكون مش عارفينها، لما أعرف معلومه زي اللي أنتِ قولتيها امبارح دي مش هاخدك في حضني واقولك يا مرات الغالي، أخويا كان بيعمل حساب لكل خطوة بياخدها وانه يموت بعد جوازه منك اسبوعين وتبقي حامل بالسرعة دي مع انه بقى له سنين بيدور على العيال يبقى في حاجه غلط، وانا لو عملت عكس اللي عملته ابقى حمار..
أبتلعت ريقها يترقب ثم همست:
_ وايه إللي أتغير.
_ اللي تغير ان ظهرت فلاشة حسين عايزني افتحها انا وأنتِ مع بعض هنمشي من هنا ونفتحها ونشوف اللي فيها وبعدين هقرر هنعمل ايه في اللي جاي..
وهل لديها خيار سوي الاستسلام فالفرار منه أصبحت على يقين من انه مستحيل، ربما يكون صادق فقلبها يبث بداخلها الأمان، أومأت إليه ليقول بهدوء:
_ طيب كويس..
قطع حديثه صوت لباب فقال:
_ أدخل يا خيري..
دلف الطبيب خيري مردفاً بهدوء:
_ هنعمل سونار بسيط نطمن على وضع الجنين يا مدام ايه رايك؟!..
بخفوت قالت:
_ ماشي..
أقترب منها ثم حاول رفع بلوزتها فقالت بخجل:
_ لأ.
أشار إليه عثمان بالابتعاد مردفاً:
_ أبعد عنها هعمل أنا..
_ لأ لأ لأ وأنت أنت كمان لو سمحت أخرج..
بوقاحة أجاب:
_ لأ ويلا يا ترفعي يا تخليني ارفعها لك انا خلينا نخلص بقى..
عضت على شفتيها من الخجل ورفعت البلوزة قليلاً عن بطنها وضع الطبيب بعض السائل على بطنها مردفا :
_ خليه على بطنك كلها يا مدام..
فعلت ما قاله فوضع بها الجاهز وقال بهدوء:
_ ما شاء الله يا باشا الجنين زي الفل هو النقطة الصغيرة اللي هناك دي..
ابتسمت بمشاعر عجيبة والاغرب أن عثمان هو الآخر شعر بها، ربما يكون بسبب رفض أحلام ذهابه معها للطبيب طوال فترة حملها أو ربما لأن الطفل الذي تمناه حسين طوال حياته، أنتبه على جملة الطبيب:
_ استنوا دول توأم..
____ شيما سعيد _____
_ نزلي لو سمحت بقي..
قالتها فرح وهي تكاد تذوب من خجلها، أما عثمان لم يعطي إليها أي انتباه أكمل طريقه حتي دلف بها لشقة رقيقة بالدور الأول بمكان راقي، وضعها على أريكة ناعمة بغرفة المكتب ثم اختفي لحظات وعاد بوسادة بيضاء أبعد ظهرها قليلا ووضعها خلفه مردفا باهتمام:
_ ها مرتاحة ؟!..
مرتاحة ؟!.. سؤال عجيب لم تتوقع أن يخرج إليها من بين شفتيه مهما كان السبب، أومات إليه بتوهان ليقول:
_ كويس..
اختفي من جديد وبعد عدة دقائق عاد يحمل على يديه صنيه كبيرة بها كل ما لذ وطاب من الطعام، وضع الصنية أمامها بحرص شديد ومد يده إليها بكوب من العصير قائلا:
_ يلا اشربي العصير ده كله وبعدين تأكلي كل الأكل ده كله..
أشارت على نفسها بذهول هامسة:
_ تقصدني أنا ؟!..
فلتت منه ضحكة خشنة قبل أن يقول:
_ هو في غيرنا في المكان ؟!..
_ لأ..
_ يبقي أكيد أنتِ يلا كلي..
مررت لسانها على طرف شفتيها لتعطي إليها بعض الطراوة، قلبها بكل أسف رفرف بسعادة ما تمنته أمام عينيها حقيقة حتي لو للحظات معدودة، مدت كفها المرتجف لتأخذ المعلقة لتسقط من بين أصابعها من شدة توترها، لاحظ ذلك فأخذ المعلقة ووضعها بطبق الشوربة ثم قربها من شفتيها مردفاً :
_ يلا أفتحي بوقك لأزم تأكلي كويس الدكتور قال إنك ضعيفة جداً..
بأستسلام شديد فرقت ما بين شفتيها ليدخل معلقة وراها الثانية وهي فقط تحاول الاستمتاع بتلك اللحظة لاقصي درجة، بتوهان قالت:
_ طيب والفلاشة؟!..
_ خلصي أكلك ونشوفها..
لو بيدها لظلت تأكل من يده الباقي من عمرها لفعلتها لكن وبكل أسف معدتها الحمقاء أخذت كفايتها ولا ترغب بالمزيد، وضعت كفها أمام المعلقة القادمة وقالت بخفوت:
_ الحمد لله خلاص شبعت..
أومأ إليها بهدوء ثم حمل الصنية وذهب، دلف بعد ثواني ومعه اللاب توب ثم جذب الطاولة الصغيرة ووضعه فوقها وضع به الفلاشة لتشعر برجفة قوية بقلبها لا تعلم سببها أو لتكون صادقة بداخل هذه الفراشة مصيرها ومن حقها تخشي المجهول…
أخذ نفسه بكثير من القلق وقام بتشغيل الفيديو، وجد أمامه شقيقه الأكبر يجلس على مقعده بغرفة مكتبه بالشركة، على وجهه للمرة الأولي علامات الهزيمة، تنهد حسين بثقل ثم قال:
_ تقريباً النهاردة آخر يوم ليا في الدنيا، لو الفيديو ده وصل لايدك يا عثمان تبقي عرفت بجوازي من فرح والاكيد كمان ان فرح قاعدة جنبك وبتسمعني دلوقتي، في تفاصيل كتير مش هقدر اقولها في الفيديو ده اعرفها في الفيديو بتاعك يا عثمان، لكن كل اللي اقدر اقوله هنا اني اعتذر لفرح على دخولها في دايرة هي ملهاش أي علاقة بيها وعلى اني كنت أناني ما فكرتش غير في نفسي وبس على حساب عيلة صغيرة لسه بتبني مستقبلها وتفرح بشبابها عشان كده انا بوصيك وصية ميت يا عثمان، أول ما فرح تولد تكتب عليها وتبقى مراتك وتعوضها عن الذنب اللي ارتكبته في حقها يمكن وقتها ارتاح في قبري لما اشوفها سعيدة.. وابني منها يبقي أمانة في رقبتك هو وأمه لحد ما نتقابل يوم الدين..
هنا أنتهي الفيديو وانتهي بعده الحديث، خرج صوتها بذهول:
_ هو المفروض نعمل إيه ؟!..
_ هتجوزك..
يتبع…
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية فرح وعثمان – حلاوة ليلة)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)