رواية فرح وعثمان - حلاوة ليلة الفصل الثالث 3 بقلم شيماء سعيد - The Last Line
روايات

رواية فرح وعثمان – حلاوة ليلة الفصل الثالث 3 بقلم شيماء سعيد

رواية فرح وعثمان – حلاوة ليلة الفصل الثالث 3 بقلم شيماء سعيد

 

البارت الثالث

 

_ أنا حامل..
سقطت الكلمة عليه مثل الصاعقه، انتفض من فوق مقعده قائلاً:
_ حامل ازاي عيله عندها 19 سنه تتجوز واحد عنده فوق ال 50 سنه ليه؟!..
رفعت عينيها إليه وهمست بقهر:
_ عشان بحبك..
همست بها وقلبها يتمني لو يصل همسها إليه، معالم وجهه ظلت كما هي ينتظر منها إجابة على سؤاله، أبتلعت المرارة بحلقها لم يسمعها لم يشعر بها سنوات تحلم به وعينيه لم تراها..
وضع يده على رأسه بتعب، كيف لاخيه أن يفعل بأخر أيامه كارثة مثل تلك ؟!. سألها بقوة:
_ حامل في قد إيه ؟!..
بصوت مرتجف قالت:
_ أسبوعين..
أخذ نفسه براحة إلي حد كبير ثم قال بجبروت:
_ سهلة يبقي ينزل..
أنتفض جسدها برعب، تخيلت ألف ردت فعل إلا بشاعة ما قاله، حركت رأسها برفض ثم قامت من مكانها بخطوات خائفة ستفر حلها الوحيد الآن الفرار..
لمحها من أول خطوة وكان كفه الأسبق بحبس جسدها بين يديه، رفعت عينيها البريئة إليه برجاء وقالت:
_ أبوس رجلك يا باشا سبني أمشي..
ظلت نظراته جامدة ويده تضغط على خصرها بقبضة حديدية مردفاً:
_ بتهربي من قبل ما نخلص كلامنا ليه يا حلوة ؟!..
رمشت بخوف وهمست بنبرة متقطعة:
_ مهو أنت عايز تموت إبني، أنت كمان طلعت وحش زيهم..
حدق بعينيها بعجز، فرح فتاة صغيرة تربت بين حيطان بيتهم مع والدتها التي كانت بمحل والدته، عينيها بريئة تقول إنها خارج تلك الدائرة، سألها للمرة الثانية:
_ إيه اللي خلى بنت صغيرة زيك تتجوز راجل في سن أبوها يا فرح؟!..
بكت بحرقة مردفة برجاء:
_ صدقني كان غصب عني مش عارفه ليه حسين باشا ساب الدنيا كلها واختارني انا والله العظيم ما قدرت اقول لأ، حضرتك عارف إن اللي زينا اقل بكتير من اننا نقولكم لأ، أرجوك سيب لي ابني..
إبن من ؟!.. يستحيل أن يكون انحدر حسين لدرجة الخادمة، أبتعد عنها مردفاً بقوة:
_ إيه إللي يثبت كلامك ده ؟!..
_ عقد جواز رسمي بيني وبين المرحوم حسين..
سقطت الجملة عليه مثل جمر من النيران، عاد حديثها كأنه يدخله بعقله:
_ عقد جواز رسمي؟!.. حسين أتجوزك عند مأذون ؟!..
أومات إليها عدة مرات بسرعة مرددة:
_ أيوة ..
كارثة لو حديثها حقيقي ستكون كارثة:
_ فين العقد ده ؟!..
فتحت حقيبتها بكف مرتجف ثم أخرجت إليه الصورة التي يعطيها المأذون قبل خروج العقد الرسمي، قدمته إليه مردفة:
_ أهو..
أخذه منها ليري بعينيه صدق حديثها، حسين الراوي متزوج من إبنة الخادمة حدق بتاريخ الزواج ثم قال:
_ ده يوم سفره لندن ؟!.. إزاي حامل في أسبوعين ومتجوزة حسين من أسبوعين الحمل حصل في الدخلة ؟!..
كانت نبرته ساخرة فنظرت أرضاً بصمت، ألقي بالورقة على سطح المكتب بقوة وقال:
_ حتي لو الكلام ده صح إللي في بطنك ده الاحسن له وليكي إنه ينزل..
أبتعدت خطوة للخلف بخوف، هذا الطفل آخر طوق نجاة إليها يستحيل أن تقتل قطعة من روحها، نفت برأسها عدة مرات مردفة:
_ مستحيل ده إبني وأنا عايزاه..
فلتت منه ضحكة ساخرة وقال:
_ خليتيه ولد؟!.. عقلك صور لك انك ممكن تاخديه فلوس الراوي باللي في بطنك، لو ضحكتي على حسين عشان حلوة حبتين فأنا عثمان اللي مش هتقدري تضحكي عليه بحركاتك الرخيصه مهما عملتي..
بكت بقهر مردفة:
_ أنا مش رخيصة ولا عمري كنت رخيصة أخوك هو اللي انسان اناني ساب الستات كلها ما لقاش غير عيلة غلبانة زيي يعمل فيها كده…
أقترب منها بغضب ويده تود الضغط على عنقها من الغضب إلا أن صوت الباب أنقذها، فقال بنبرة حادة:
_ مين ؟!
آت إليه صوت أحلام:
_ أنت بتعمل إيه عندك في المكتب وسايب العزا بره يا عثمان الناس كلها بتسال عليك..
_ روحي أنتِ أحلام وانا جاي وراكي..
ألقي بجسد فرح على الأريكة بقوة ثم رفع هاتفه مردفاً لأحد رجاله:
_ عايز راجلين على باب المكتب واتنين على الشباك مش عايز نملة تخرج من المكتب ولا تدخل الا بأذني..
أغلق الهاتف وأخذ مفاتيح الغرفة قائلا بجبروت:
_ مش عايز أسمع لك صوت غير لما الناس اللي بره دي تمشي، ده لو أنتِ فعلاً خايفة على إللي في بطنك..
أومات إليها بخوف ليقول:
_ شاطرة…
_____ شيما سعيد _______
بالحديقة..
وقفت زينب بعيداً عن الجميع تتابع عزاء والدها، إلي الآن تحاول فهم ما يحدث حولها وعقلها عاجز عن هذا، رحل والدها الغالي وظهرها القوي تشعر لأول مرة بقلة الحيلة والضياع، شعرت بلمسة حنونة على كتفها لتدور برأسها رأت سليمان يقف أمامها بعيون مشفقة على حالها..
منذ ما حدث وهي صامتة فقط تتابع، تمنع عينيها من إسقاط دمعة واحدة تظهر ضعفها والآن وأمامه انهارت حصونها بكت بقوة ورفعت يدها برجفة قوية مشيرة على العزاء أمامها بضياع مردفة:
_ بابي مات يا سليمان العز إللي الناس واقفة فيه هناك ده بتاع بابي، مش عارفه ممكن يحصلي ايه بعد ما شوفته بعيني وهو بينزل القبر، ما ماتش جنبي ما عرفتش اودعه سابني لوحدي وهو عارف اني جوه غابه سابني وانا اللي كنت دايما واقفه ورا ضهره بتحامى فيه، تعرف في الف وش وسط الوشوش دول بيخططوا ممكن يعملوا إيه بعد ما حسين الراوي ما مات… انا ضعيفه ووحيده …. أنا مقهورة..
لا يعلم لما آت لهنا، رأي مثله مثل الكثير خبر وفاة رجل الأعمال حسين الراوي، أول شيء فكر به حالتها بعد رحيل والدها، رغم كل ما فعلته معه إلا أنه شعر وكأنه مسؤول عنها ووجوده هنا أمر مفروغ منه، جذب كفها وضمه إليه مردفاً:
_ ده قضاء ربنا يا زينب كل واحد فينا هيجي يوم ويمشي من الدنيا، باباكي عمره خلص ومش هيبقى مبسوط ابدا وهو شايفاك ضعيفة بالشكل ده، وبعدين مين قال لك انك لوحدك انا معاكي..
رفعت عينيها إليه بنظرة طفلة صغيرة ضائعة تحاول التعلق بأي قشة تنقذها من الغرق مردفة:
_ بجد ؟!..
أومأ إليها مردفاً بهدوء:
_ بجد..
بكت بقهر وقالت:….

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *