روايات

رواية ليتني اعفو الفصل الثالث عشر 13 بقلم لمسة جمال

رواية ليتني اعفو الفصل الثالث عشر 13 بقلم لمسة جمال

 

البارت الثالث عشر

 

الحلقة 13

جمود غريب وصدمة شلت اطرافها شحب وجهها حتى استحال الى لوحة بيضاء لاروح فيها انعدمت منها الدماء ..لماذا استجابت له واتت معه .. الان فقط تشعر بتأنيب الضمير لقد اعترف لها بحبه حاولت ان تفر هاربة وتذهب من حصاره لها وتتركه الا انه صاح هاتفا : اجلسى اميرة لقد جئت لنتحدث وسنتحدث ولن أسمح لكِ بالهرب قبل ان ابوح لكى بكل مايعتمل فى صدرى لقد اخبرها انه احبها منذ زمن طويل منذ ان كان شابا يافعا لا يشغله اى شئ سوى طموحه وتأسيس مستقبله كانت لديه ثقة كبيرة انها ستكون له فى النهاية قاوم ظروفه الصعبة واستغل كل لحظة كى ينجح ليصل الى بر الامان ..ضحى بكل ملذات الحياة من اجل ان يجمع القرش على القرش حتى يكون جدير بها ولكن القدر لم يمهله كان له بالمرصاد ليعلم انها قبلت بالزواج من اخر وتحطمت كل اماله واحلامه حتى استحال الى شخص اخر مستهتر لايفكر سوى فى يومه فقط فقد احساسه بمن حوله كان يعمل كالانسان الالى يضحك يمرح لكن القلب مكبل بالالم والحرمان حاول ان ينساها مرارا تعرف على كثير من النساء كى تنسيه مايعانيه لكنه كان يراها فى كل انثى تقترب منه والان وبعد ان فقد الامل فى استعادتها عادت الحياة تضحك له من جديد عندما علم انها انفصلت عن زوجها بل انه لم يكن الشخص المناسب الذى استطاع ان يسعدها او يقدر قيمتها وانها تستحق شخص اخر متفانى فى حبه يقدم لها حياته بدون ان ينتظر مقابل جمودها جعله يتمادى ليعترف لها انه هو الشخص الوحيد الذى سيكون امانها وحبيبها وزوجها ووالد ابنها
كانت ترتعد حائرة وضائعة لاتعلم ماذا يجب ان ترد عليه هى لن تستجيب له على الاطلاق لن تفكر فى الارتباط من اى شخص سوى من ملك قلبها المجروح وتربع فيه للابد رغم بعدها عنه ورفضها الرد على اتصالاته او الاقتراب منه ..لاتريد ان تجرح هذا الماثل امامها ولاتريد ان تقسو عليه لكن عليه ان يبتعد عنها فليس لديها اى شئ اخر تستطيع ان تقدمه له فكيف السبيل الى النجاه من هذا المأزق
كان يتابعهما من بعيد بوجه عابس وحواجب مضمومتان و عندما اشتد به الغيظ والغضب من تواجدهما معا طوال هذه الفترة منفردين وهو يرى نظرات هذا الشخص الهائم بها الذى لايمكن ان يكذب احساسه بها يجلس امامها يتحدث بكل اريحية معها وهى مازالت صامتة منصتة له لم يستطع ان يتحمل اكثر من ذلك تقدم منهما وهو يحاول ان يكظم غيظه حتى لايثير فضيحة تؤذيها وتلوكها الالسنة لوقت طويل .. وقف امامها كانت محنية رأسها الى اسفل تفرك فى اصابعها بتوتر ليقول بهدوء ظاهر يخفى اشتعال نيران الغضب داخله:هل اقاطع حديثا خاصا بينكما
التفت له زوجان من العيون متسعة بذهول ليرد يوسف :سيد مروان ممكن اعرف حضرتك بتعمل ايه هنا و عاوز ايه بالظبط
مروان :للاسف كلامى مش معاك ثم التفت الى اميرة كلامى مع الزوجة المحترمة اللى سايبة بيتها وابنها وقاعدة مع شخص غريب وبمفردهم
ردت عليه اميرة بغضب ونظرات شرسة :انا مااسمحلكش انك تشكك فى شرفى ثم انت مالكش علاقة بيا اروح او اجى كل اللى يربطنى بيك هو ابننا وبس
مروان بنظرات غامضة :للاسف يامدام اخطأتى التقدير المرة ديه لان العلاقة بيننا قوية جدا واقوى مما تتصورى
رمى كلمته التى لم تعد تفهم منها اى شئ
التفت يوسف الى مروان هاتفا :متهيألى انك ضيعتها من ايدك ودلوقت مالكش حق انك تقرب منها تانى
التفت له مروان بنظرات غامضة حيث كان الاخير يقف مندهشا من صلافته وشراسته فى الحديث معها فلولم يعلم انه خانها واخطأ فى حقها كان اعتقد انه يحبها بكل جوارحه فى نظراته وهمساته وخلجاته بل ويشعر بالغيرة لوجوده بقربها
اغرورقت عيناها بدموع الغضب … فرمشت بهما وهي تبذل جهدا كي تستعيد هدوئها استعدادا لمواجهته مجددا:انت عاوز منى ايه حرام عليك سيبنى انسى واعيش حياتى وابنيها بعيد عنك بقى بالطريقة اللى تريحنى واللى طبعا انت مش هتكون فيها
كبت غيظه بصعوبةليردف :وان قلت لك اننى اهم حد هيكون فى حياتك هتقولى ايه
بسخرية :ليه ان شاء الله .. انت انتهيت بالنسبة لى يامروان خلاص قصة وانتهت وكتبت فيها فصل النهاية
مستحيل تكون قصتنا انتهت لانها هتفضل مستمرة مدى الحياة يااميرة
يعنى ايه .. ثم التفتت الى يوسف لتكمل مابداته معه عندما طلب منها ردا على سؤاله فى الارتباط بها وبدون تفكير فى عواقب قرارها اردفت : يوسف انا موافقة اكون مراتك على سنة الله ورسوله تقدر تبدأ فى الاجراءات
هل شعر احد باحتراق قلبه كيف استطاعت ان تنطقها وان تفكر فى شخص غيره يكون زوجا لها ..لكن لا مستحيل اميرته تتركه بهذه السهولة وترتبط بغيره ليلتفت ليوسف وحدقة عينيه تكاد تلتهمها يالله لقد أرادها وما زال يريدها بكل خلية داخل جسده ليهتف صائحا :وهو فيه رجل محترم ياحضرة يطلب الزواج من واحدة متجوزة
التفتت اليه بغضب انت بتقول ايه ومين ديه اللى متجوزه انا على حد علمى ان اخر حاجة اعرفها انى مطلقة
اقترب منها لينظر الى عينيها هاتفا :للاسف اميرتى انتى لسة مراتى انا رجعتك لعصمتى قبل انتهاء عدتك بيوم
مستحيل انت كذاب انا لايمكن اكون لسة على ذمتك انت طلقتنى ومش هسمح لك ابدا تقرب منى
انا سيبتك تلعبى على كيفك الفترة اللى فاتت ديه بمزاجى وتحت عيني وقلت نفسيتك تعبانة من اللى حصل لكن توصل بيكى انك تقابلى واحد غريب وتقعدى معاه فى مكان لوحدكم وكمان قاعد يحب فيكي ويطلبك للجواز ده بقى مش هسمح بيه ابدا حاول ان يمسك معصمها جاذبا اياها للفرار من هذا المكان الذى اصبح يشعر فيه بالاختناق لتشد يدها منه بنفور :ابعد اياك تلمسنى والا هصرخ واطلب لك البوليص واعملك فضيحة هنا
الفضيحة مش هتطول حد غيرك انتى اللى كنتى قاعدة مع واحد قاعد يتغزل فيكي وجوزك قفشك معاه ياترى هتقدرى تردى عليه تقولى ايه
التفت اليه يوسف بغضب مااسمحلكش انك تتكلم معاها بالاسلوب الوقح ده مدام اميرة من اشرف الناس
للاسف مافيش كلام تانى هيتقال ويالا اتفضلى قدامى على بيتك
قلت لك ابعد عنى انا مش ممكن هروح معاك فى اى مكان انا هطلب الطلاق وان وصلت اننى هخلعك يامروان ولااننى استمر على ذمتك لحظة واحدة
وانا مش ممكن هفرط فيكي ابدا يااميرة مهما انطبقت السما على الارض انتى بتاعتى ملكى انا وبس لحد مااموت
حاول يوسف ان يمنعه عن جذبها ليتشابكا بالايدى وبدا العراك واللكمات لتفر اميرة من المكان هاربة والصورة ضبابية امامها من كثرة الدموع لماذا عاد ليهاجمها من جديد بكل ضراوة يقترب منها بعد ان نفاها من قلبه وحياته وخانها لقد حاولت ان تتناساه خلال تلك الفترة وان تبدا من جديد رغم دقات قلبها المتسارعة لهفة وشوق لمرآه لكنها حاولت ان تمحيه من ذاكرتها من التفكير به فما كان عليه الا ان يظهر فى الصورة امامها من جديد ليحطم ماتبقى منها الى اشلاء بعودتها له من جديد استقلت سيارتها لتقودها مسرعة فى محاولة للاتصال باخيها الذى كان هاتفه مغلق

Image
خرج من الفندق بعد ان ازاح رفيقته باشمئزاز مبتعدا عنها مسرعا يبحث عن حبيبته مستحيل ان يفقدها لن يستطع ان يعيش بدونها يعلم انه اخطا فى حقها ولكنه واثق انها ستسامحه على ذلته كما سامحته من قبل على اشياء كثيرة تلفت يمينا ويسارا ولكنها اختفت فى لمح البصر اتكون ذهبت لمنزلهم ام غاضبة الى منزل والدها عليه ان يسرع الى منزلهما قبل ان تجمع اغراضها وتذهب اليه عندها سيتعذر عليه حقا مواجهة غضب والدها عندما يعلم بخيانته لها استقل سيارته مسرعا الى هناك الى ان وصل وصف سيارته وخرج منها يجرى وعند باب الشقة توقف قليلا يذرف انفاسه اللاهثة فلم يستطع انتظار المصعد وتسلق الدرج كل اثنين فى خطوة واحدة كأنه يسبق الزمن هل تأخر وفات الاوان ولم يلحق بها.. هل فقدها ام ان هناك امل فى مسامحتها له فتح الباب بهدوء لا يعبر عن القلق والخوف الذى يعتمر قلبه تلفت بعينيه يمينا ويسارا كان المنزل مظلم الا من نور بسيط فى احدى الرواق المؤدى الى غرفة النوم دخل ببطء وعيينه تدور فى كل الاتجاهات لتتسع حدقتاه ويصيح :يالهى لقد اعدت عشاء رومانسى له على ضوء الشموع حتى ان الشموع ذابت عن اخرها ولم تنتظر عودته الغرفة كانت فارغة وليس لها اثر فيها ذهب الى الحمام وجده فارغ ومظلم ايضا عندها لمح قميص نومها الاحمر مرمى باهمال فوق الفراش ليعتصره بين يديه مقربه من انفه يستنشق عبيرها هاتفا :لن ترحلى نور حياتى وتبتعدى عنى ابدا ستظلين معى بقربى انا فى اشد الحاجة اليكي تأكد حدسه حينها انها ذهبت الى والدها ليخرج مسرعا فى اتجاه منزله دون ان يعى لتأخر الوقت الذى وصل للثانية صباحا فلم يعد يشعر باى شئ سوى عثوره على محبوبته وطلب الغفران منها
دق جرس الباب مرات عديدة ولم يجد اى مجيب ليطرق الباب بكل قوته مرة اخرى حتى استيقظت السيدة المسنة وبقلق فتحت الباب ليصيح فى وجهها :فين نور يادادة
دادة منيرة بدهشة :وايه الى هيجيب نورالساعة ديه يابنى نور ماجتش هنا النهاردة خالص اكيد نايمة فى بيتها على سريرها دلوقت
كدابة ابعدى من وشى ثم ازاحها بعنف لتتمسك السيدة العجوز بطرف الباب حتى لا تقع ليدخل مسرعا وهو يصرخ بصوت مرتفع
نور ..انتى فين يانور ارجوكى ردى عليا .. يانوررر
خرج والدها مشعث الشعر بوجه محمر يفرك فى عيونه فقد كان يغوص فى نوم عميق الا انه استمع لاصوات عالية واجراس الباب المتكررة ايقظته لينهض من فراشه مفزوعا:فيه ايه ياعمر ليه الصراخ ده ايه اللى حصل لده كله وليه بتنادى على نور هنا
صعد عمر الدرج مسرعا ليقترب منه ويقف امامه :عمى ارجوك نادى لى نور انا عارف اننى اخطأت فى حقها بس عودتنى دايما ان قلبها كبير ودايما كانت بتسامحنى ارجوك ماتحاولش تخفيها عنى
قاطعه ماهر :بس نور مش موجودة هنا ماجاتش النهاردة ثم اعاد نظره لهيئته المزرية ليصيح بصوت عالى بنتى فين ياعمر وعملت فيها ايه هى ديه الامانة اللى اتمنتك عليها هو ده القسم اللى اقسمت عليه انك تحبها وترعاها وتكون امانها وسندها وتحميها حتى من نفسك الاقيك تضيعها من ايدك وياعالم هى فين دلوقت
بدات عينيها تذرف الدموع بدون ان يشعر ولم يعد يستمع لاى كلمة خاطبه بها :ارجوك ياعمى ماتحاولش تخفيها عنى انا لازم اتكلم معاها ضرورى
بصرخة ورعب على ابنته:قلت لك بنتى مش موجودة ومااعرفش عنها حاجة من يومين ماشوفتهاش عرفنى ايه اللى حصل يمكن اعرف اوصل لها
ارتعب وصمت ماذا يقول له هل يخبره انها رأت خيانته لها بام عينها انه وصل به الانحطاط ليصاحب الغانيات وفتيات الليل انه كان يعتقد انه يعاقب نفسه ولكنه كان بالاصل يعاقبها هى بتجاهله لها وهربه من مواجهتها فى ذنب ليس لها يد فيه سوى انه يشعر بالنقص امامها وانه لم يعد له اى نفع تجاهها ..خرج مرعا لايريد ان يلتفت له وهو يردد :بعدين ياعمى بعدين لازم الاقيها الاول وبعدها لكل حادث حديث
ترك والدها وهو فى حالة من الخوف والقلق على فلذة كبده فليس لها اى احد سواه الى اين ذهبت ولماذا لم تأتى لتشتكى له عما فعله زوجها به هل خافت من عتابه وتأنيبه لها على اصرارها الزواج به ولكنه لم يكن سيؤنبها بل سيقف بجانبها كما اعتادت منه دوما ان يشاركها افراحها واحزانها اذن اين انتى حبيبتى دخل الى غرفته مسرعا يعيد الاتصال بهاتفها مرارا وتكرارا لعله يحصل فى النهاية على اجابة منها تريح قلبه الملهوف على خبر منها

Image

زياد :بصراحة مش عارف اقولك ايه يافارس
فارس:زياد انت كدة قلقتنى اكتر طمنى على حالتها ارجوك
زياد :من الافضل نروح مكتبى علشان نتكلم على انفراد
اشار له زياد كى يلحقه الى ان وصل للغرفة وجلس خلف المكتب واشار لفارس:اتفضل اقعد يافارس ودلوقت بقى ممكن تقولى الحادثة حصلت ازاى وايه اللى حصل قبل ماتتعرض للحادثة بالتحديد
فارس :بصراحة مش عارف
ازاى يعنى انت مش اخوها
بص انا هعترف لك المريضة ديه ماتبقاش اختى زى مااقلت لك ديه انا اللى خبطتها بعربيتى بس يعلم الله اننى ماليش ذنب هى اللى ظهرت قدامى فجأة وحاولت اتفاداها عطيتها انوار وكلاكسات كتيرة وفرملت على اخر لحظة علشان مااذيهاش وده اللى خلانى اسجلها باسم اختى لحد ماتفوق وتعرفنا اهلها وساعتها بقى لو حبت تحرر محضر ضدى لها كامل الحرية انا ماحبيتش ازعجها اكتر من كدة بوجود البوليص والاسئلة اللى مش هتكون فى صالحها على الاقل دلوقت
كان يستمع له باهتمام وعندها رد اخيرا :اسمع ياسيدى كدة بقى مااستفدناش حاجة واضح ان المريضة اتعرضت لصدمة نفسية قوية والعقل دخل فى حالة رفض للواقع وللحياة باكملها هى جسمانيا مش بتعانى من اى شئ حتى الجرح اللى وصلت بيه فى راسها ده جرح سطحى من اثر الخبطة بالعربية والحمد لله ان الخبطة ماكانتش قوية لكن دخولها فى الاغماء الطويل ده للاسف بارادتها وعلشان كدة لازم نقابل حد من اهلها يشرح لنا بالتحديد ايه اللى حصل لها فى الساعات اللى سبقت الحادثة علشان نقدر نعالجها ونزرع فيها الامل من جديد علشان تقاوم وترجع للحياة
طيب دلوقت هنعمل ايه واحنا مش عارفين اى حاجة عنها حتى شنطتها اللى لاقوها معاها ماكانش فيها اى بيانات شخصية ولا تليفون محمول حتى نقدر نستدل بيه على اى احد من معارفها او قرايبها
بدا زياد يفرك جبهته يحاول ان يفكر بصورة افضل :للاسف مفيش الا حل واحد
طيب قول لى عليه الله يخليك انا حاسس بالذنب ناحيتها جدا حتى لو ماكنتش سبب مباشر فى اللى حصل لها بس على الاقل انا اتسببت فى حادثتها
مفيش غير انك تستخلص ساعة او اثنين يوميا تزورها فيهم تحاول تتكلم معاها كأنك بتكلم نفسك بالظبط تحكى لها اى شئ او حتى موقف طريف حصل معاك انا متاكد انها هتستمع ليك وشوية شوية هتبدا تستجيب وهيبدا العقل ينشط من جديد وبامكانك ترجعها للحياة من تانى ها ايه رأيك ….

Image

دلف الى غرفة نومه مجهد مهموم يجر اذيال الخيبة لقد بحث عنها فى كل مكان طوال هذه الليلة المستشفيات اقسام البوليص ولكن لم يعثر على اى شئ يدله على وجودها حتى انه قرر ان يحرر محضر عن اختفائها الا ان الظابط المناوب اخبره انه يجب ان يمر اربعة وعشرون ساعة حتى يستطيع ان يحرر المحضر ويبحثوا عنها طمأنه انهم سيفعلوا مابوسعه حتى يعثروا عليها والا يقلق كيف لايقلق وقطعة من روحه لايعرف اين هى وكيف تعيش وماذا تفعل هل خائفة هل تبكى فقدانه ام هل تتحر على خيانته لقد شك ان تكون اختطفت عندما اخبره الظابط ان يجعل هاتفه دوما مفتوح ربما من خطفها سيحاول الاتصال به للحصول على فدية كيف يخبر والدها ان يترقب هاتفه هو ايضا سيقضى عليه ان اخبره بذلك ولكن ماذا يفعل يشعر انه تائه ضائع بدونها ضميره مازال يؤنبه على ما فعله بها لو لم تراه بهذه الصورة المخزية ماكانت اختفت فقط لو يعلم اين هى …

Image

فى اليوم التالى ويشعر ان المشفى فى حالة استنفار لقد علم ان نور اختفت ووالدها يبحث عنها فى كل مكان لقد كلف عدد كبير من الاطباء فى البحث عنها فى كافة المتشفيات كما كلف عدد من المحققين للبحث عنها ايضا ومازال يتابع الوضع مع عمر على الهاتف لم يستطع ان تغفى له عين من لحظة خروج زوجها من منزله ذهب مسرعا الى المشفى كان لديه امل ان يجدها هناك ولكن خاب امله ولم يعثر عليها مازال يتساءل هامسا لنفسه ولكن اين اختفت وعاد الى الوراء عدة ايام عندما علم بامر تحاليل عمر لتأخرهم فى الحمل ليقوم بابدال النتائج بنتيجة مريض اخر عقيما حاول العلاج مرارا ولكنه فشل وبمغافلة الممرضة المختصة واشغالها قليلا من قبل ممرضته استطاع تبديل النتائج لتذهب الممرضة اخيرا باعطائها لنور وتحدث الكارثة كان يعتقد انها ستكون انانية وتطلب الطلاق لتحصل على طفل من اخر انتظر وانتظر ولكن بدون فائدة الى ان سنحت له الفرصة مرة اخرى على طبق من ذهب ..
لقد كان يسهر فى ملهى ليلى مع احدى الغانيات التى كانت تتمايل عليه بدلال ضاحكة له باغواء وهو يتبادل معها بكلمات الغزل الوقحة التى تذيب القلوب ليلمح بعينيه عمر يجلس على احدى الطاولات يشرب ويثمل بدون ان يشعر بمن حوله كان يجلس بمفرده بدون صحبة او رفيق ليضحك ساخرا :هو ده بقى ياست نور اللى رفضتيني علشانه والله وجاتك الفرصة الذهبية ياواد ياعمدة وان ماعرفتش تستغلها يبقى حلال فيك كل اللى بيحصل عندها اقترب من رفيقته :قولى لى يابت يادلال
فيه ايه يامودى مالك
شايفة الواد اللى هناك ده
فين
اللى قاعد هناك لوحده ده ابو قميص اصفر مقلم ده
يووو عرفته ده واد خيخة كل يوم يجي يشرب له كام كاس ويطوح ويخرج لوحده لا بيصاحب ولا بيقبل حد يقعد معاه على الترابيزة حتى البت زوزو هتموت عليه حاولت تجيب راسه كذا مرة وهو ولا هو هنا
وايه رايك بقى اننى عاوزك انت تخليه شغلك الشاغل اليومين دول لحد ماتجيبى لى راسه
وليه كل ده ياكبير ماالطيب احسن
نفذى وانتى ساكتة اصلى بينى وبينه تار قديم وعاوزه يوفيه وفرصتى وجات لى لحد عندى افرط فيها
لا طبعا يامودى وانا تحت امرك بس جايزتى بقى هتكون ايه
ليلة من اياهم ياحلوة هتشوفى فيها مودى حاجة تانية همتعك يابت وانسيكى امبارح والنهاردة وبكرة لو حابة
وبضحكة مغوية اردفت :وانا تحت امرك يامودى استعنى على الشقا بالله ثم القت له قبلة فى الهواء متقدمة نحو الاخر البعيد عن الجميع
ومن يومها استطاعت ان تلتصق به كالافعى الرقطاء التى تنشر سمومها بدون ان يشعر من تلتصق به الى ان تلدغه هاربة بعدها رفضها فى البداية ورويدا رويدا اصبح يخرج معها فى كل مكان نهارا وليلا يكادا لايفترقان وفى المساء ياخذها الى ذاك الملهى ولايدرى فى النهاية كيف خرج وكيف ذهب معها الى عقر دارها
الى ان اتت اللحظة الحاسمة وقرر عماد ابلاغ زوجته حتى يصلا الى نهاية زواجهم الذى طال بالنسبة له لتستاذن منه هاتفة انها ذاهبة الى الحمام لتعديل زينتها وكان الاخر فى انتظارها واقفا قربها وهى تبث سمومها لزوجته وتخبرها عن مكانهما معا وعندها ضحك بشراسة:وريني بقى هتنفد منها ازاى ياسى عمر ان ماجيبت راسك النهاردة ماابقاش انا ثم خرج مسرعا قبل ان تأتى نور وتراه وتتعرف عليه ربما تشك فى اى شئ عاد من ذاكرته ليضغط على قبضة يديه :كان لازم استنى حتى اعرف هتعمل ايه وهتروح فين رغم ان البت دلال حكيت لى على اللى عملته لما شافت جوزها معاها لكن اللى يشوف غير اللى يسمع ودلوقت بقى فاضل اخر خطوة وبنظرة شرسة :لازم استغل الفرصة اللى مشغول فيها ماهر وبيدور على بنته ومش دريان باللى بيحصل حواليه وادس له ورقة التنازل عن المستشفى ليا ..بس هو توقيع وكل شئ هيبقى ملكى وساعتها لانور ولا ابوها يلزمونى وهطردهم شر طردة وساعتها بقى احتفل بملكيتى لكل شئ على روااااااق
جمع الاوراق ودس التنازل من خلالها وبنظرة اصرار اتجه صوب مكتب المدير ….

يتـــــبع

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى