روايات

رواية ليتني اعفو الفصل السابع 7 بقلم لمسة جمال

رواية ليتني اعفو الفصل السابع 7 بقلم لمسة جمال

 

البارت السابع

 

الحلقة السابعة

بصيحة :انت بتقول ايه يافارس
كان هذا رد فعل يوسف على كلام فارس عندما قال له ان والدته هى السبب فى وفاة زوجته
لكن ازاى!!!
بهدوء رد فارس :زى مابقولك كدة يايوسف وارجوك سيبنى بقى لاننى مش قادر اتكلم
لالالا اهدا كدة يابنى وعرفنى الموضوع من اوله لاخره يمكن لما تفضفض و تخرج الالم اللى جواك تقدر ترتاح
نظر له فارس بالم وبدا فى سرد حكايته
انت عارف طبعا ان امى ماكانتش موافقة على جوازى من ندى عملت المستحيل علشان تمنعنى عنها لكن انا اصريت علي الجواز منها وخطأى الوحيد اننى ماقدرتش اسيب امى واسكن انا ومراتى فى شقة لوحدنا وقلت بلاش اقاطعها وابرها ونعيش كلنا اسرة واحدة وده طبعا لان والدى كان مات وهى بقت وحيدة
فكرت ان يمكن مع الوقت تحبها وتعتبرها زى اميرة

اول ايام فى زواجنا كانت اسعد ايام حياتى قضيناها هنا فى الشاليه ده ماكانش فيه اى حاجة بتنغص علينا حياتنا وزى ماانت عارف اننى قررت اننا نقضى هنا شهر كامل ندى كانت كل حاجة فى حياتى منحتنى حب وسعادة عمرى ماشوفتهم ولاحسيتهم فى حياتى من اقرب الناس ليا ..ماكانش بيعكنن علينا الا اتصالات امى المتكررة هترجع امتى وحشتنى اشتاقت لك انا حاسة بالوحدة وانا كنت كل مرة اسايرها حاضر ياامى يومين وهنرجع طيب روحى اقعدى مع اميرة الاقيها ترفض ومش عاوزة تسيب بيتها اقولها طيب خلى اميرة تيجى تقعد معاكى تقولى لا مااخليهاش تسيب بيتها وجوزها ..وفضلت على الحال ده لحد مارجعنا بعد ماافتعلت مرضها والحقنى يافارس ورجعنا قبل الشهر مايكمل رفضت تجيب اى دكتور يكشف عليها والا انا منتظراك وكشفت عليها فعلا واكتشفت انها بتدلع حاولت توهمنى انها تعبانة سايرتها وقلت غيرة طبيعية من ام حست ان ابنها اتجوز وبقاله حياته بعيد عنها ..وكتبت لها على شوية فيتامينات وقلت لها التزمى الراحة وانتظمى فى العلاج وقررت بينى وبين نفسى اننى احاول اقرب منها علشان ماتحسش اننى بعدت عنها فجأة واعمل توازن بينها وبين مراتى فى المعاملة
وبعدها رجعت الشغل وبدات انشغل عن ندى وهى بدات تحس بالحزن والتعاسة ماكنتش عارف ولا كانت بتحكى لى على اى حاجة ياما نغصت عليها امى فى الكلام وكانت بتكتم دايما فى نفسها وتقابلنى بابتسامتها الحلوة رغم اننى كنت بشوف عينيها مورمين من كتر البكا ولما اسالها تتوه او تقولى شعرة دخلت فيها او ترابة مع اننى كنت بحس ان امى اكيد اذيتها بالكلام كذا مرة انبه على امى انها ماتضايقهاش تتهمها انها بتفترى عليها وتكدبها مع انها ماكانتش بتحكى لى اى حكاية كنت بضمها دايما لصدرى وهى بتبكى عليه واهدهدها زى اى طفل صغير واحاول اعرف منها اللى مضايقها ورغم كدة ماكانتش بتحكى لى اى حاجة لحد ماحملت ماتصورش سعادتى اد ايه وفرحتى اننى هبقى اب وهتكون امه حب حياتى وعشقى الوحيد ندى وبدات الشهور تمر والتعب يظهر عليها ومضايقات امى تزيد الضغط كان دايما مرتفع عندها والدكتور كان بيحذرنى من الزعل انه هياثر على حملها وفى فترة حملهاالاخيرة جالى دعوة لمؤتمر وسافرت له كنت عاوز اخدها معايا لكن الدكتور رفض سفرها وقال انه هيكون خطر عليها كانت فى اواخر الثامن تعبت وطلبت اختها تبات معاها ليلتها علشان لو احتاجت اى حاجة ويوميها كنت راجع وحبيت اعملها مفاجئة
نزلت بالليل لما حست بجوع تعملها اى سندوتشات هى واختها قابلتها امى فى طريقها كانت رايحة تشرب ماكانش عاجبها الوضع انها جابت اختها قالت لها كلام جارح كتير
انتى فاكرة نفسك صاحبة البيت تعزمى على كيفك وتضايفى كل من هب ودب ..لا فوقى انا اللى صاحبة البيت هنا ..انتى لا روحتى ولا جيتى مجرد وعاء وبعد الولادة هخلص منك والولد انا اللى هربيه مش هخلى واحدة زيك تكون امه وابنى انا هعرف اجوزه اللى تليق بيه
لم تشعر بنفسها الا ونفسها اصبح يضيق ووجهها اصبح شاحب وشفايفها ازرقت وشعرت بدوار يعصف فى راسها كانت اختها قربها استمعت لكل كلمة ولم ترد ان تتدخل ولكنها اقتربت عندما رات اختها ستهوى على الارض وتصرخ :الحقيني يادعاء مش قادرة اخد نفسى والم فظيع فى بطنى وظهرى
اسندتها اختها على اقرب كرسى فلم تستطع ان تحملها وجريت على الهاتف وطلبت الاسعاف وسط تسمر فريدة وقلقها من منظر ندى وهى السبب فى ماحدث لها بالفعل اتت الاسعاف لتنقل ندى التى اصبحت فى حالة خطرة
استمر فارس فى سرده لما حدث:واتصلت وقتها باامى اعرفها اننى جاى الليلة وانى عامل مفاجئة لندى وماحكتليش عن اللى حصل اول ماوصلت لاقيت والدتى فى انتظارى ولابسة ملابس خروج دورت بعينى على ندى مالاقيتهاش فجاة اتعلقت بيا امى وحضنتنى :حمدالله على السلامة ياحبيبى لازم نروح المستشفى حالا
بخوف وقلق :ليه ياامى ايه اللى حصل ندى حصل لها حاجة
ندى تعبت شويةوالاسعاف نقلتها واختها معاها انا قلت استناك لما تيجي واروح معاك طيب يالا بسرعة
خرجت وانا مش شايف قدامى ومش عارف مراتى فيها ايه اول مادخلت جريت على دعاء:ندى مالها يادعاء فيها ايه
رفعت رأسها بعيون زائعة ودمعات تسيل على وجنتيها :مش عارفة يافارس لحد دلوقت مافيش ولا دكتور طمنى انا خايفة عليها قوى
اطمنى ان هروح اتكلم مع الدكاترة واشوف حالتها ايه .. كنت بطمنها وانا نفسى خايف وقلقان ومش قادر استوعب ايه اللى حصل لها وليه وقبل ما اتحرك خطوة خرج الطبيب بوجه مكفهر جريت عليه :طمنى يادكتور ندى مراتى عاملة ايه
متهيألى اننى نبهتكوا اكتر من مرة ان الضغط مرتفع عندها وانها مش حمل اى زعل .. هى جات لنا فى حالة خطرة والطفلة ماتت فى بطنها لانها حصل لها تسمم حمل وللاسف حاولنا ننقذ الام
ثم طأطأ رأسه :انا اسف ..البقاء لله
صرخت دعاء :لالالا مستحيل اختى لازم تعيش مش ممكن تموت ارجوك يادكتور اعمل اى حاجة اختى لسة فى عز شبابها ..اختى ماظلمتش حد ولا اذت حد ليه يحصل لها كل ده ليه
ثم امسكت به تشده من ياقته بعنف وصياح ببكاء بهستيريا :انت كداب اختى ماماتش اختى عايشة لالالا
ابعد يديها برفق:انا عارف ان الوضع صعب بس ارجوكى تمالكى نفسك ياانسة انا اسف عن اذنكم
ماكنتش حاسس ولا سامع اى حاجة حاجة مجرد حركة بقهم هى اللى كانت قدامى لاقيت نفسى بجرى وبزيح كل اللى بيعترض طريقى لحد مادخلت اوضة العمليات ماكانوش لسة خرجوها كشفت الغطا عن وشها ورفعتها وضمتها لصدرى وقعدت ابكى :ماتسيبينيش ياندى انا مش ممكن اعيش من غيرك.. طيب اقولك انا مش مش عايز عيال بس انتى ماتبعديش عنى .. حياتى كلها ماتسواش بدونك .. ارجوكى ردى عليا قولى انهم بيكدبوا وانك بتضحكى عليهم ..طيب فتحى كدة انا مسامحك ومش هزعل منك ندى ى ى ى ى ى
لاقيت اللى بيشدنى وبيبعدنى عنها وانا بقاوم وبكسر كل شئ حواليا :ارجوك يادكتور فارس حرام عليك كدة انت كدة بتعذبها مش بتريحها
ابعدوا عنى ماحدش هياخدها منى ديه روحى وحياتى ديه امى واختى وبنتى وحبيبتى وزوجتى وكل شئ بالنسبة لى ازاى ممكن استغنى عن كل ده
ارجوك اهدا واستعذ بالله واحتسبها عند الله وقل :انا لله وانا اليه راجعون
سالت دموعى وخرجت بعد ماحاولت اهدا شوية وفجاة دعاء رفعت وشها وشافت امى واقفة ادامها بتقول لها :البقاء لله يابنتى
بنتك بامارة ايه ..ايه اللى جابك اصلا جاية تطمنى على جريمتك تمشى فى جنازتها حسبى الله ونعم الوكيل فيكيى ياشيخة حسبى الله ونعم الوكيل انتى السبب فى كل اللى حصل لها عمرى ماهسامحك ابدا عمرى ماهسامحك
قربت من امى وانا مش مصدق اللى بسمعه للدرجة ديه كنت مخدوع فيها علشان تأذيني وتأذى مراتى وبنتى وتكون سبب موتهم:اللى بتقوله دعاء ده صحيح
ديه كذابة انا ماعملتش حاجة ماقلتش حاجة
انا اللى كذابة ياشيخة اتقى الله ده انتى عندك بنت اشوف فيكي يوم .. على اللى عملتيه فى اختى وحياتها اللى ضيعتيها كفاية الحزن والالم اللى عيشتيها فيه كفاية الكلام اللى زى السم اللى سمعتيه لها انتى اللى موتيها ربنا ينتقم منك امشى من هنا حالا مش عاوزة اشوفك ليوم الدين
خرجت امى تجرى هاربة فالموقف كان صعب على الجميع اعتكفت حياتى وامتنعت عن الكلام مع الجميع وقفلت على نفسى وقررت اسيب البيت فترة استمرت لشهور لكن للاسف رجعت تانى لما حنيت للمكان اللى استمر فيه حبنا واشتاقت لكل حتة فيه بحس انها معايا بتنفس عبيرها بشوفها فى كل مكان مش قادر ابعد عن البيت ولا قادر اتعامل معاها زى الاول انا السبب انا اللى ماقدرتش احافظ عليها ولا ابعدها عن امى ثم صمت اخيرا بعد ان استنفذ طاقته فى البوح عما بداخله من نار مشتعلة لفراق حبيبته
ياااااااا ياصاحبى كل ده شايله فى قلبك
مازالت دموع فارس الحارقة تسيل وصدره يصعد ويهبط وانفاس متسارعة تشق صدره
عاوز اقولك يافارس تعددت الاسباب والموت واحد يعنى بامك او بغيرها عمرها كان هينتهى لحد كدة وقدرها يمكن امك تكون سبب لكن اكيد ماكانتش تقصد حاول تنسى علشان تقدر تعيش وتكمل حياتك وكويس انك قدرت تخرج النار اللى جواك وتفضفض واتمنى انك تبدا من جديد وتفتح قلبك يمكن تلاقى الشخص المناسب اللى يعوضك عن كل الامك واحزانك
نظر له نظرة متألمة :لو قدرت انت تفتح قلبك لحب جديد ابقى انا اعملها ياصاحبى كفاية وضعك اللى مايرضيش حد انت فاكر الصرمحة والجرى ورا البنات هنا وهناك صح انت بتعاقب نفسك مش حد تانى

فارس انا مش بتعدا حدودى ومش بغضب الله ومش بضرب حد على ايده هما اللى بيترموا تحت رجليا انا كل الحكاية بضحك بلعب بهزر بصاحب بس ده اخرى
وبكدة مش بتغضب الله يايوسف اتقى الله فى بنات الناس انت عندك اخوات بنات وعامل تعمل وزى ما بتصاحب هتلاقى اللى يجرى ورا اخواتك وممكن يأذوهم واللى انت ماعملتوش ممكن يتعمل فيهم لو كل واحد فشل فى حبه عمل اللى انت بتعمله حياتنا هتتقلب لوحوش انت فاكر اننى مش حاسس بيك تبقى غلطان ..بطل تفكر فيها الله يخليك وبص لمستقبلك هى دلوقت زوجة وام ومش هتفكر فى حد غير جوزها وبس مهما انطبقت السما على الارض
شعر فارس ان يوسف لن يستطع ان يبوح له باى شيئ يؤرقه من تلعثمه ونظرة عينيه الزائغة وهروبه فلم يرد ان يضغط عليه او يحاول ان يجرحه باى كلمة اخرى
ودلوقت سيبنى ارجوك يايوسف عاوز انام حاسس انى تعبان
بالفعل تركه يوسف ليلف الجانب الاخر ويعطيه ظهره وينام يوسف على الفراش الاخر وقلبه ضائق على حال صديق عمره ومايعتمر قلبه….

كان يجلس فى مكانهم المعتاد ينتظرها فى حالة من الخوف والقلق الى ان اتت له شاحبة الوجه وعينيها مورمتان و حمراوتان وتحتها هالات سوداء تشير انها لم تذق طعم النوم الليلة الماضية
بهدوء اردفت :صباح الخير ياعمر
صباح الخير ياحبيبتى طمنيني شكلك عامل كدة ليه من ساعة ماكلمتيني امبارح وصوتك ماكانش عاجبنى حسيت ان فيه حاجة حصلت قولى لى يانور بالله عليكي ايه اللى حصل بس
عندها بدات فى البكاء واخذت تشهق شهقات مكتومة اراد ان يقترب منها يحتويها بين اضلعه كى يهدأها مد يديه نحوها ولكنه منع نفسه على اخر لحظة ليضغط على انامله بقوة :نور ارجوكى اهدى وعرفيني ايه اللى حصل بس للحالة اللى انتى فيها ديه انا مش قادر اتحمل اشوف دموعك
اخذت تتحدث بحروف متقطعة والدموع تسيل وهو يحاول ان يفهم كلماتها الى ان هدات قليلا وبدات فى الكلام
امبارح شديت مع بابى وانفعلت عليه جامد اول مرة يحصل بيننا كدة واول مرة اجرحه بالكلام بالشكل ده
ليه اكيد انا السبب
صمتت ولم تستطع ان ترد عليه ليتأكد انه السبب حقا
ارجوكى اهدى كدة واحكى لى بالراحة ايه اللى حصل بالظبط علشان نقدر نشوف حل
بابى عرف اننا بنتقابل وحسيت انه انصدم وفقد الثقة فيا انا حاسة اننى بغلط غلط كبير فى حقه وحق نفسى انا ماكانش المفروض انجرف معاك بالشكل ده انا عمرى ماغلطت انا كنت بحط حدود لكل شخص بتعامل معاه ودايما ربنا بيكون ادامى فى اى تصرف بعمله مش عارفة عملت كدة ازاى
انتى ندمانة انك حبيتينى يانور
بسرعة اجابت :لا طبعا انت الحاجة الوحيدة الحلوة فى حياتى بس كان المفروض نحافظ على الحب ده يكون طاهر ونقى ومانحاولش نسيب نفسنا لكلام الناس
لما حد يشوفنى دلوقت مش هيتكلم عليك لكن الكل هيتكلم فى حقى انا وسمعتى هتسوء
انا على استعداد اقطع لسان اى حد ممكن يقول فى حقك اى كلمة
مسحت دموعها بظهر ايديها كالطفلة ثم نظرت له بقوة:مش بالكلام ياعمر بالفعل انت لازم تروح تقابل بابى وتطلبنى منه
طأطأ عمر راسه لاسفل فوضعه الان سيئ كيف سيذهب لوالدها ويطلب يديها وهو الان بدون عمل وقد تقدم لاكثر من جريدة للعمل بها ولم يجد اى منها تقبل به
للاسف يانور مش هينفع دلوقت
بعصبية :انت بتقول ايه..انت اكيد مابتحبنيش انت كنت بتلعب بيا مش كدة انا غلطانة انسى انك عرفتنى فى يوم من الايام ثم نهضت قائمة من مقعدها ليمسك معصمها بقوة:ارجوكى يانور اهدى واسمعيني لاخر كلامى ولما اخلص تقدرى تمشى براحتك
جلست مرة اخرى مجبرة
من كام يوم طلبنى مدير التحرير وعرفنى ان فيه ناس بتحفر ورايا وانهم هددوه بقفل الجريدة لو هو مارفدنيش ولاننى عزيز عليه ماهانش عليه ابقى اسمى مرفود وطلب منى استقيل قلت مش مهم الف جريدة هتتمنانى زى ماهو فهمنى بس للاسف واضح ان اللى عملها فى الجريدة اللى كنت فيها ايديه طايلة وواضح انه مانع اسمى على كل الجرايد اللى قدمت فيها يعنى انا دلوقت اصبحت بدون عمل تفتكرى هو ده الوقت المناسب اللى اروح فيه لوالدك واتقدم لك فيه
نظرت له بصدمة مما تسمع فلم تكن تتخيل انه يمر بكل هذه المشاكل ولم يخبرها
عمر انت شاكك يكون بابى له يد فى كل اللى حصل
بسرعة اردف:لا طبعا يانور انا مش ممكن افكر فيه د.ماهر انسان شريف ونزيه ومش ممكن يفكر بالدناءة ديه حتى لو كان رافضنى اكيد فيه حد تانى وانا مش هسكت غير لما اعرفه
صمتت قليلا تحاول تستوعب المشكلات الجديدة التى وقعت فوق رؤسهم ثم فجأة اتسعت عينيها فرحة لتهتف:
عمر لاقيت الحل انت مش محتاج لاى جريدة تشتغل فيها دلوقت انت هتبعد حبة لحد الوضع مايهدا وبعدين هتقدم من جديد
وان شا الله هاكل واشرب منين بقى المدة ديه
اسمع ياسيدى فيه صاحب دار نشر كان عمل عندنا عملية قلب مفتوح من مدة الراجل ده محترم جدا ويشهد له الكل
بالاخلاق الحميدة وبابى كان عرفنى عليه انت كنت قلت لى قبل كدة انك كتبت عدة روايات وماظهرتش للنور ايه رايك نروح له ويقراهم ولو عجبته اكيد هينشرها عنده
تفتكرى ممكن ننجح يانور انا مؤمنة بموهبتك وان شاء الله ربنا مش هيخيب ظننا
بص ياسيدى انا بكرة ان شاء الله بعد الشغل هقابلك قدام الدار وهعرفك على الاستاذ ياسين وهسيبك معاه وبعد كدة مش هقدر اقابلك تانى لحد ماتظبط ظروفك وتيجي تتقدم لبابى انا مش عاوزة اخون ثقته فيا تانى ارجوك ياعمر ساعدنى
ان شاء الله ياحبيبتى ولو انه هيكون صعب عليا لكن انا هحاول اكون عند حسن ظنك
وحاجة تانية مفيش مكالمات
كمان
انتى قاسية قوى يانور طيب ممكن ابقى ابعت لك رسالة من وقت للتانى اعرفك بس اخبارى اول باول ماشى بس ماتنتظرش منى رد الا فى اضيق الحدود
حاضر ياحبيبتى علشان اوصلك انا على استعداد اعمل اى حاجة ان شالله ارمى نفسى فى النار
بسرعة اردفت :بعد الشر عنك ماتقولش كدة
ودلوقت بقى انا همشى واشوفك بكرة ان شاء الله مع السلامة
مع السلامة يااحلى نور دخل حياتى

من بعيد كانت هناك عيون حاقدة تراقبهم وهو يهمس لنفسه :يعنى بعد كل اللى عملته ده مفيش فايدة فصلته من شغله وخليت كل جرايد البلد ترفض تشغله خربت العلاقة بينها وبين ابوها وبعد كل ده مازالت متمسكة بيه شايفة فيه ايه زيادة عنى واضح اننى لازم اغير التخطيط نهائى ويا انا يانتى يانور والزمن بينا طويل

بالفعل تقابلت نور فى اليوم التالى مع صاحب دار النشر الذى رحب بها وعرفته على عمر وتركتهم ليباشروا باعمالهم حيث وعد السيد ياسين بقراءة روايات عمر وبعدها سيبلغه برأيه هل تستحق المجازفة ونشرها باسم كاتب مغمور ام ستكون تجربة فاشلة !!!!

يجلس على الفراش بعد ان انتهى منها يدخن بشراهة شاردا مازال يتاملها وهى نائمة بقربه تكاد تلتصق به انها جميلة بملامح شرقية عيون واسعة سوداء ورموش طويلة انف رقيق شعر غجرى اسود طويل لقد كانت على النقيض لاميرة وكانت ومازالت فى نظره جميلة انها ايضا رفيقة فراش ممتعة لكن لماذا لايشعر بالسعادة الان لماذا يشتاق لاخرى بعيون زرقاء متمنعة عنه وهاربة من قيوده لقد قسى عليها الفترة السابقة اصبح يتجاهلها ويعاملها ببرود لكن قلبه اعلن العصيان رافض لكل شئ يريد قربها فقط ان يعتصرها بين احضانه حتى يزهق روحها ولا يفترق عنها ابدا لم يشعر بنفسه الا وهو ناهض من الفراش بعد ان ازاح يديها الملتفة حوله واتجه الى الحمام ليغتسل ويبدل ملابسه ليخرج وهو يرتدى سترته تملمت فى الفراشه باحثة عنه لتفتح عينيها وتجده يكمل ملابسه:مارو حبيبى انت بتعمل ايه ولبست ليه
ماشى يامروة كملى نومك
نهضت مفزوعة وبغضب:ماشى يعنى ايه انت مش قلت لى انك هتبات معايا النهاردة مش كفاية اننى بطلبك ميت مرة علشان تحن عليا وتيجي
معلش مرة تانية اصلهم طلبونى من البيت ولازم اروح اشوف فيه ايه
يظهر انك حنيت لها لحقت توحشك
اقترب منها وعينيه تتقد شرار هامسا لها ببرود:ماتدخليش فى اللى مالكيش بيه انا ماوعدتكيش بحاجة اكتر من اللى بديهالك
لا ياحبيبى انا مراتك وليا حق عليك زى زيها
وانا بديكى حقوقك ماتنسيش ده كويس ومش حارمك من اى حاجة
وانت فاكر الساعتين اللى بتقضيهم فى حضنى وتجرى بسرعة على بيتك دول كافيين بالنسبة لى لا ياحبيبى انت لازم تعمل حسابك وتفضى لى نفسك ويبقى لى ليالى محددة
امسك يديها بقوة يكاد يعتصرها :انا مفيش واحدة فرضت رايها عليا وان كنت سمحت لك تدلعى عليا شوية فماتتعوديش على كدة ثم نفض يديها بقوة مبتعدا عنها فى اتجاه الباب :سلام ياحلوة

دخل الى غرفه نومه التى يعمها الهدوء والظلام الا من نور القمر المسترسل من احد النوافذ لينير الغرفة باضاءة طفيفة شعر باشتياق جارف لها ورغبة وحشية بامتلاكها وكأنه تركها منذ اعوام وليست ساعات قليلة جلس على طرف الفراش يتأملها لقد كانت تغوص فى نوم عميق يظهر من ضربات قلبها المنتظمة ومما زاده اشتعالا ارتدائها قميص حريرى احمر ليظهر بياض بشرتها ونعومتها بعد ان ازاحت الغطاء عنها اثناء نومها ليكشف له اكثر مما يجب ابدل ملابسه وانزلق تحت فراشه ودثرها جيدا وهو يحاول بكل مايملك ان يبتعد عنها بقدر الامكان
فى الصباح استيقظت على صوت العصافير بعد ان انارت الشمس الغرفة باكملها وارسلت دفئها يعم المكان شعرت بثقل على خصرها لتفتح عينيها وتجد يديه ملتفة حول خصرها تكاد تلصفها به عندها وجدت عينيه مفتوحة وابتسامة تنيرها وبدهشة :مروان انت رجعت امتى مش قلت انك بايت برة
اصبحت انفاسه متسارعة وضربات قلبه تنبض بجنون ليرد اخيرا:لقيت نفسى خلصت شغلى بدرى رجعت وكمان اشتاقت لك ثم اقترب اكثر منها وانفاسه الملتهبة تحرق بشرتها
ارجوكى ماتبعدينيش عنك تانى يااميرة ايه رايك تاخدى اجازة النهاردة
احمرت وجنتاها خجلا فلم تستطع ان ترد عليه فكيف تخبره انها تشتاق اليه اكثر من روحها وانها تنتظره ان يقترب منها بفارغ الصبر:بس انت عارف اننى بدات الشغل من ايام قليلة وصعب اننى اخد اجازة
خلاص قولى لهم انك تعبانة
ثم بتساؤل هو انتى مش تعبانة برضه فى بعدى عنك
ابتسمت له ابتسامة ساحرة وعندها توقف كل شئ من حولهم ولم يتبقى سوى عالم الخيال والحب ليحلقا معا حتى يصلا لبر الامان …

اه يانى ناس ليها الفرح والسعادة والهنا وناس ليها اللف على المحلات وتكسرت رجليها
طيب انتى عاوزة تحتفلى بعيد ميلاد جوزك انا مال اهلى
يعنى ياسهر ياحبيبتى اجيب مين ذوقه حلو وجميل يجي يختار معايا الهدية ولا الفستان اللى البسه الليلة ديه كويس اننى قدرت اقنعه اننا نسهر الليلة وقلت له عاملة لك مفاجئة وبعت اسر عند ماما من بدرى علشان افضى للف على المحلات ولسهرة بالليل
بس انا خلاص مش قادرة تعبت حرام عليكي انتى مابتحسيش كل ديه ساعات بنلف وكمان هموت من الجوع
انتى همك كدة على بطنك على طول
تعالى اكلك ياستى علشان اخلص منك ونعرف نكمل لف اهو فيه هناك مطعم حلو وشيك اهو تعالى نروح ناكل فيه
بالفعل ذهبت الفتاتان وهما يتضاحكا معا واقترب منهم النادل ليرافقهم الى الطاولة وبعد ان اخذ طلباتهم تفاجئا بنادل اخر يخرج اليهم حاملا تورتة لعيد ميلاد
لتهتف سهر:بصى كدة ده يظهر فيه حد عيد ميلاده النهاردة
لتلتفت بعينيها مع النادل الى اين وقف وتتسع عينيها ذهولا مما ترى…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى