روايات

رواية ليتني اعفو الفصل الخامس 5 بقلم لمسة جمال

رواية ليتني اعفو الفصل الخامس 5 بقلم لمسة جمال

 

 

البارت الخامس

 

الحلقة الخامسة

منذ بضعة ساعات
خرجت اميرة الى سهر التى كانت تنتظرها بروح مختلفة عن التى دخلت بها واثقة اكبر فى ذاتها لتهتف
سهر :وااااو انتى مين ياحلوة بت يااميرة كنتى مخبية فين الجمال ده كله امال البيه جوزك لما يشوفك هيعمل ايه ابقى تعالى قابلينى لو عرفتى تهربى من بين ايديه لما عينيه تقع عليكي
شعرت اميرة بخجل شديد فهى ورغم مرور ثلاث سنوات على زواجها الا انها تخجل من التبجح بأى كلمة خارجة او اى تعليق وقح لتحمر خجلا فورا .. حتى علاقتها بزوجها لم تتجرأ عليه يوما ولم تستطع ان تعبر له عما تشعر به ولم يساعدها هو على ان تكون على سجيتها وتنسى خجلها ليته فعل .. ربما كانت تجرأت عليه اكثر واقتربت منه بدل هذا الفراغ الكئيب الذى يستعمر قلوبهم
سهر :الووووو انتى روحتى فين
معاكى كنتى بتقولى حاجة
يابت انا عاجناكى وخبزاكى انتى اكيد كنتى سرحانة فى رد فعل مروان لما يشوفك شوفى ياستى عاوزين نتفق على حاجة مهمة
تعالى الاول نروح نعمل شوبنج ونشترى لك شوية اطقم كدة حلوين على الموضة
يابنتى انا عندى لبس كتير مالي الدولاب
وياترى بقى من نوعية اللبس اللى انتى لابساه ده
يعنى ايه وماله لبسى ان شاء الله
كانت ترتدى قميض فضفاض طويل يصل الى ماقبل ركبتيها بقليل وبنطال قطنى واسع مما يعطيها اكبر من سنها الذى اكتمل الخامس والعشرون منذ قليل
مالوش ياستى حلو وجميل بس احنا عاوزين نجننه نشيبه نخليه يلف حوالين نفسه و مايفكرش الا فيكي وبس ياقمر انتى
نظرت لها بتامل قليلا ثم سالتها :سهر عملتى ايه مع وائل مفيش شروع خطوبة ولا جواز قريب
لاسيبك منه ده طلع واد سيس وعاوز يلعب ومالوش فى الجواز نفضت له
ازاى يعنى
لا انتى شكلك مالكيش فى لغة العصر انتى عاوزة تحويل جذرى ياامى
نفضت له يعنى قلبت عليه قولت له شطبنا بح انسانى بمعنى اصح
مازالت اميرة متسعة العينين فارغة فاهها من اثر الكلمات التى تحدثت بها سهر فاميرة بطبيعتها هادئة خجولة منذ ان تخرجت تزوجت ونجح مروان ان يجعلها تبتعد عن الجميع وان تكون عجينة خام يشكلها بالطريقة التى تريحه حتى لايكون لها متطلبات ترهقه وتزيد ملله لكنه لايعلم انه كان يضغط على اعصابها ويلغى شخصيتها ليجعلها منقادة وراؤه بدون اى اعتراض لا على تصرفاته ولا خروجه ولا دخوله ولا اى شئ حتى مل من معاملتها الرتيبة وبدا يبحث عن كل جديد يجعل لحياته بريق اخر

بعد ان قامت الفتاتان بشراء مجموعة عصرية من الملابس والانجيرى التى ابدعت سهر فى اختيارها لاميرة فاميرة كل قمصانها كانت دوما تختارها بعناية ودقة لتكون ملائمة لخجلها العفوى
جلست الفتاتان فى احدى المقاهى ليستريحا معا من مشقة اللف والبحث بين المحلات
سهر :بصى ياستى اللى انا حسيته من خلال كل اللى حكيته لى ان مروان نجح انه يلغى شخصيتك
فانتى لازم تغيرى كل ده يعنى مش كل مايطلبك يلاقيكي حاضرة وجاهزة على سنجة عشرة وبتقولى له شبيك لبيك جاريتك بين ايدك لا المثل بيقول ويتمنعن وهن الراغبات
يعنى ايه
يعنى لازم تتدللى ياقمر تعرفى الستات بيعملوا ايه لاغراء ازواجهم وتعمليه تعرفى جوزك بيحب ايه وذوقه ايه فى اللبس اللى بيحبه عليكي وتلبسيه
مازالت اميرة متسعة عينيها فكل ذلك لاتعلم اميرة عنه اى شئ فكيف تعلم ووالدتها لم تخبرها اى شئ عن هذه الاشياء الخاصة بالعلاقات الزوجية فحياتها كانت مقتصرة على زوجها وابنها فقط فهل اخطأت حقا ونجحت فى ابعاد زوجها عنها وهروبه منها

وحاجة تانية لازم تفهميها كويس:الراجل اللى مش بيلاقى راحته فى بيته بيدور عليها برة
اندفعت اميرة فى الرد سريعا :لكن انا واثقة ان مروان عمره مايخونى ده انا كنت اموت
بتشكك ردت سهر :يبقى خلاص طالما لسة فى ايدنا يبقى تنفذى اللى هقولك عليه ولازم تكونى قوية وتعرفى ان كل اللى هتعمليه ده علشان سعادتك وسعادة جوزك حتى لو تعبتيه شوية بس فى النهاية هيكون ليكي بكل كيانه
بالفعل استمعت اميرة لصديقتها فى كل كلمة اخبرتها بها بكل دقة وهى تتساءل هل فات الاوان ام مازال هناك وقت للاصلاح!!!

مروان:انا هنا فى البيت تعالى حالا
تذكرت اميرة كلمات سهر لترد هاتفة:حمدالله على السلامة يامروان .. للاسف مش هينفع ارجع دلوقت لان الوقت متاخر واسر نايم اشوفك بكرة ان شاء الله .. تصبح على خير لم تنتظر الرد واغلقت الهاتف بسرعة ونظرة انتصار تعتريها
نظر الى هاتفه متشككا هل تجرأت واغلقت الخط فى وجهه
مروان :بقى كدة يااميرة وقعتك سودا انا تقفلى فى وشى الخط وترفضى ترجعى كمان
خرج مسرعا من الفيلا وشياطين الجن تتراقص فى وجهه ويتوعد لها بليلة سوداء

كان يجلس على مكتبه فقد دون ريبورتاج اللقاء بينه وبين د.ماهر وعندها امسك مذكرته وبدأ بكتابة مايشعر به
حبيبتي أعذريني
إذا أحببتك في صمت فأنا أحبك في نظراتي ولمساتي وهمساتى …
رجولتي لا مكان لها بدون أنوثتك ..
ووجودك هو ما يكمل كياني..
وأنت من يتوقف عند لمساتك منطق الزمان والمكان ..

همس لنفسه بحزن:وبعدها لك ياعمر الدنيا هتعمل فيك ايه وهتوديك لفين بتحب ايوة ماتنكرش بس
للاسف البنت لا هى من توبك ولا انت من توبها اديك شوفت حياتها ازاى وابوها اتعاملت معاه هى فين وانت فين تفتكر لو فكرت تتجوزها هتعيشها فين هل هتقبل تسكن فى شقة حقيرة زى اللى انت ساكن فيها ديه ولا شبكتها هتكون بكام ولا جهازها ولا ولا …
حاسس اننى بغرق ومش لاقى حتى قشاية اتسند عليها توصلنى لبر الامان بس برضه حاسس انها هى كمان بتبادلنى نفس شعورى خايف اقرب ومش قادر ابعد لكن لو قربت ابقى بجنى على بنت الناس وبحرمها من متع كتيرة هى عايشة فيها وانا مش هقدر اوفرها لها حاسس اننى تايه ومش عارف اعمل ايه يارب انت شايف انا لابسرق ولا بنهب انا انسان احلامه بسيطة عاوز اكون اسرة وبيت واولاد واعيش مع
الانسانة اللى اخترها قلبى وحاسس انها هى اللى هتسعدنى صعبة ديه ياترى الايام الجاية هتخبى لنا ايه

امسك هاتفه لايعرف لما جاء رقمها على باله اراد ان يستمع الى صوتها الهادئ العذب ولكن باى حجة يتصل بها فى هذا الوقت وماذا سيقول لها ليرمى الهاتف على فراشه مبتعدا عنه كالملسوع ولكنه اقترب منه مرة اخرى ليمسك به ويضرب على رقمها وينتظر ردها

كانت تسير فى غرفتها فى عصبية ذهابا وايابا وعينيها تشتعل من الغضب:هو فاكر نفسه مين ايوة انا مش بطيقه ولا عاوزاه وكمان مش عاجبه اننى رفضت عزومته لتعود بذاكرتها عندما طلب منها عماد ان تذهب معه لتناول الغذاء لانه يريدها فى امر هام
معلش ياعماد عندى شغل كتير النهاردة وحالات مستعجلة ومش هقدر اخرج فى اى مكان تقدر تقولى اللى انت عاوزه هنا
رات عينيه تتلون من الغضب لتغتصب ابتسامة باهتة تظهرها له ليصمت قليلا يعد من واحد لعشرة حتى يهدأ ثم أردف :ارجوكى يانور اقبلى دعوتى الموضوع لايحتمل اى تاخير وهنا مش هينفع نتكلم فى اى حاجة خاصة بيننا
انتفضت من مكانها صائحة:عفوا حاجة وخاصة بيننا وايه هى الحاجة ديه ان شاء الله اللى بتربط بيننا
لما تيجي معايا هتعرفى
طيب ايه رايك اننى مش هروح فى اى حتة وارجوك اتفضل اخرج من المكتب حالا لاننى عندى شغل
نور الكلام مايبقاش بالطريقة ديه حاولى تهدى شوية علشان نعرف نتفاهم
يادكتور عماد انا هادية جدا وماعنديش وقت اضيعه اكتر من كدة
جلس على الكرسى المقابل لها بكل برود واضعا ساقا فوق الاخرى:وايه رايك بقى اننى مش هخرج الا لما اتكلم معاكى وهتسمعيني يانور
خطفت حقيبتها بسرعة امام ذهوله:اذن انا بقى اللى همشى فتحت باب غرفتها بقوة هاتفة فى الممرضة
بصوت غاضب:سميرة الغى كل مواعيدي النهاردة واعتذرى للمرضى او اقولك حوليها على اى دكتور فاضى انا ماشية
لم يستطع الرد عليها وظل واقفا بصدمة من فعلتها لايعلم لما ثارت بهذه الطريقة هو لم يقل اى شئ يغضبها الى الان اذن لما هربت من مواجهته ..
عادت من شرودها على رنين هاتفها لتجذبه ناظرة للاسم وتلمع عينيها ببريق ساحر ويخفق قلبها بجنون لمعرفة من المتصل فلم تكن تتخيل انها ستسمع لصوته الان فى عز غضبها لتحاول ان تهدئ من نفسها وقبل ان يصمت الرنين فتحت الخط وبهدوء اجابت :الو
نور احم اسف دكتورة نور ازيك عاملة ايه
نور بس ياعمر واسمح لى اقولك عمر
اكيد ده شئ يسعدنى اننى احس انك شيلتى الحواجز اللى بيننا واولها طبعا الالقاب
بالتاكيد ..انا الحمد لله بخير وانت ايه اخبارك
حبيت اقولك اننى خلصت الموضوع
بفرحة :بجد ده انا اعتقدت انه هياخد معاك وقت اكتر من كدة
لا بالعكس انا ظبطه اول ماروحت البيت ولسة مخلصه حالا وحبيت اننى اعرضه عليكي الاول تشوفيه
ايه رايك اقابلك فى اى مكان تحبيه وتقرى الموضوع قبل ماالدكتور ماهر يشوفه واهو ابقى واثق انه مش هيعترض على حاجة بما انك هتقولى لى رايك
تترددت قليلا ثم اجابته:خلاص مفيش مشكلة بكرة ان شاء الله على الساعة 5 كويس
كويس جدا تحبى نتقابل فين
فى مطعم … تعرفه
ايوة ان شاء الله هتلاقيني منتظرك فى الميعاد بالظبط ودلوقت هقولك تصبحى على خير ثم همس لنفسه ياحبيبتى
تصبح على خير ياعمر واغلقت الخط وهى تمسك بالهاتف وتضعه عند قلبها وتبتسم ابتسامة حالمة ثم
رقدت فى فراشها الوردى وهى فى قمة سعادتها بلقائه فى الغد وقد نست ماكان يزعجها منذ قليل

طرق باب غرفتها لتسمح بالدخول لتدخل خادمتها :ست اميرة سيدي مروان بيه وصل وبيقول لحضرتك جهزى سى آسر وانزلى فورا وهو منتظرك فى العربية
طيب روحى لبسى آسر بالراحة واوعى تقلقيه ووديه لباباه فى العربية على مااجهز نفسى وتعالى خدى الشنط
حاضر ياست هانم
كان يستشيط من الغضب يجلس فى السيارة منذ نصف ساعة ينتظرها وهى الى الان لم تأتى ماذا تفعل كل ذلك الوقت انه مجهد جدا ولولا عنده وعصبيته كان فى فراشه الان ينعم باحلام سعيدة وعند هذه الكلمة اتسعت عينيه من الصدمة ماهذا الجمال ماذا فعلت فى نفسها لقد خرجت له اميرة كأنها حقا اميرة خرجت للتو من كتاب الاساطير بثوبها الحريرى الكريمي الهفهاف الذى يصل الى كاحلها بقصته التى تلتصق بصدرها البارز وينزل متلصقا بجسدها كما لو كان جلد ثانى وقصة شعرها الجديده عندها اظلمت عيناه عندما اقتربت لتهتف له ببرود وهى تجلس بقربه فى السيارة :مساء الخير
هجم على ذراعها يقبض عليه بغضب ليشدها اليه حتى التصقت بصدره العريض:ممكن اعرف ايه اللى عملتيه فى نفسك ده ياهانم
تشككت فى نفسها الهذه الدرجة تبدو مسيئة للنظر ولم تعجبه لقد رأت نظرات الانبهار لكل من يراها فى كل مكان سارت فيه ومن يحاول ان يقترب منها ليمتع نظره من جمالها اذن لما هو لايرى جمالها
صمتت لاتريد ان تبكى الان لاتريد ان يرى ضعفها وهى التى اقسمت ان تكون قوية
مازال يصرخ :ردى ايه اللى عملتيه ده مين اللى قالك تقصى شعرك اخدتى اذنى
نظرت له ببلاهة ايصرخ بهذا الجنون فقط لاننى قصصت شعرى اهذا ماكانت تنتظره منه اهذا هو رايه الذى كانت تتوق لمعرفته عندها نزعت يديها من يده بعنف مردفة:اظن انه شعرى وانا حرة اعمل فيه التسريحة اللى تعجبنى ومااعتقدش ان ده كمان محتاجة اخد اذنك فيه وياريت نروح على البيت لان الجو برد على اسر ثم لفتت وجهها نحو النافذة فهى لاتريد ان يرى دمعتها التى سالت رغما عنها ليضع مفتاح السيارة ويبدا فى القيادة مسرعا والغضب يعتريه
ماذا حدث له لما كل هذا الغضب هل لانها اغلقت فى وجهه الخط .. ام لانها اصبحت بهذا الجمال الذى اسره عندما رآها مما زاد من عصبيته وهو يعلم كيف سينظر لها الرجال وتخطف لبهم ثم لمح بعينيه ثيابها ثم ماهذا الثوب الذى ترتديه كانه جلد ثانى ملتصق بجسدها ليظهرها فتنة للناظر ضرب على المقود لتجفل مما يفعل وهو يحدث نفسه لما الان لما اصبحت بهذه الفتنة هل تريد ان تنتقم منى هل علمت بزواجى لكن لو علمت لما قبلت ان تعود معى اذن لما غيرت من هيئتها بهذا المنظر الساحر
عندما وصلوا الى فيلتهم فتحت الباب فورا واغلقته بعنف واضح ليغمض عينيه وهو لايستطيع ان يتحدث باى كلمة ليخرج بهدوء فاتحا المقعد الخلفى جاذبا ابنه الى احضانه فقد اشتاق له داخلا به الى منزله حيث امر الخدم باخراج حقيبة ملابسها ووضعها فى غرفتها
قامت اميرة بتغيير ملابسها فى حمام غرفتها وتأخرت كثيرا تشعر بالخجل كيف ستخرج اليه بهذه الملابس:منك لله ياسهر ده قميص تخليني البسه ده بيكشف اكتر مابيخفى كان فين عقلى لما وافقتك على القميص ده كان قميصا ستان باللون الاسود قصير يكاد يصل الى ركبتها وبه فتحة جانبية طويلة يظهر جمال بشرتها البض وتقاسيم جسدها الذى لم يتغير منذ زواجها :ياخوفى يفتكرنى لابسة له القميص لامر فى نفسى اوف ماهو لازم اخرج مش هبيت فى الحمام طول الليل
كان يسير فى الغرفة كالثور الهائج يريد ان يفرغ غضبه فى احد الى الان لايعلم ماسر هذا التغيير لتخرج له اخيرا بهيئة مختلفة عن الهيئة الكئيبة التى اعتاد عليها لتتسع عينيه بلاهة وانبهار من هذه هو يعلم حقا انها جميلة لكن مافعلته زادها سحر ودلال لم تنظر له حاولت بقدر الامكان ان تنظر فى اى اتجاه اخر الا النظر اليه حتى لا تضعف وهى مصرة الا يقترب منها فهى ستسير على الخطة مثلما اخبرتها به صديقتها
ليضحكا معا لتهمس لنفسها اه شوق ولا تدوق
ثم جلست على منضدة الزينة وهى تسرح شعرها المبلل بعد ان اخذت حماما منعش وبحركات مدروسة مغرية تعلمتها ايضا لتعطر نفسها بعد ذلك فى النهاية بعطر مثير مختلف تماما على عطرها الهادئ الذى اعتاده دوما لينفض راسه بصعوبة هامسا لنفسه :لا الموضوع ده ماينسكتش عليه ديه اكيد مش اميرة ديه انبدلت فى الكام يوم اللى فاتوا ديه بقت واحدة تانية انا مااعرفهاش ولا عاوز اعرفها فين اميرة مراتى راحت ..هل فعلا لاتريد ان تعرفها همس لنفسه فصبره على الانتظار اصبح ينفذ وقبل ان تنهض لم يعيرها اى اهتمام ليذهب الى فراشه ويضع
الغطاء حتى قمة راسه وكانها ماكانت امامه تستفزه ليقترب منها بحركاتها المغوية :اطفى النور قبل ماتنامى
نهضت باتجاه فراشها وهى تستشيط من الغضب ولكنها هدات نفسها عندما تذكرت كلام
صديقتها:اعملى حسابك مش هتحصلى على نتيجة من اول مرة لازم صبرك يبقى طويل يعنى مرة واتنين وتلاتة لحد مايرضخ لك ويبقى خاتم فى صباعك لا تزهقى ولا تملى ولا تقولى مفيش فايدة
اطفأت الانوار لتنزلق تحت فراشها وتنام فى اخر حرف للفراش لتكون بعيدة عنه بالقدر الكافى لتجد نفسها بعد لحظة ملتصقة بصدره العريض بفعل يديه التى جذبتها من خصرها بقوة لتكون بين احضانه وانفاسه الملتهبة تكاد تحرق وجهها لتجد نفسها تذوب بين يديه وتحاول ان تتماسك بكل قوتها:مروان لو سمحت ابعد لاننى تعبانة وعاوز انام
اعتصرها بين يديه فالان فقط يريدها بكل جوارحه وصبره نفذ ولن يتركها الا بعد ان يشبع رغبته منها:وان قلت لك بقى اننى لسة راجع من السفر ومشتاق لك
رقص قلبها طربا من كلماته فهى ماكانت تفكر حتى فى احلامها انها ستسمع منه هذه الكلمات لتدفعه بيديها بعيد عنها هاتفة:قلت لك تعبانة يااخى انت ..مش عاوزة ماليش مزاج
نهض من الفراش بغضب ليضئ المصباح القريب:انتى ايه اللى جرى لك عمرك ماعارضيتينى ولا رفضتيني ايه السبب عاوز اعرف
عاوز تعرف ايه قلت لك تعبانة ..تعبانة كلامى مش مفهوم ولا محتاج لتفسير ..تصبح على خير يامروان اطفى النور
ثم التفت الى الجانب الاخر لتزيد غضبه وقهره لينام بعدها بصعوبة وهى قربه وهو لايستطيع ان يقترب منها حتى لاتصرخ مرة اخرى فى وجهه فهو ليس معتاد منها على هذا الاسلوب ليهمس لنفسه طيب يااميرة انتى الخسرانة وهنشوف مين اللى هيفوز فى الاخر ياانا ياانتى
ابتسمت لنفسها فقد نجحت فى اول درس علمته لها صديقتها لتدعو ربها ان يعطيها الصبر وتستطيع ان تكسبه فى النهاية ويعود لها ولاتكون رغبة يسعى اليها فقط ثم عندما ياتى الصباح ينساها ولا يفكر فيها من الاساس

فى الموعد المحدد خرجت نور من المشفى بعد ان انهت عملها للقاء عمر وهى فى كامل اناقتها وسعادة عارمة تخترق صدرها فما عادت تحتمل البعد عنه اكثر من ذلك ولكن متى سيعترف لها ويبوح عما تراه فى عينيه وتشعر به من خلال همساته وكلماته العذبة الدافئة استقلت سيارتها فى اتجاه المطعم
ولكن مالا تعلمه ان هناك من رآها خارجة من المشفى وهى فى قمة سعادتها ليقرر مراقبتها حتى يعرف الى اين ستذهب فلم تكن تسير فى طريق المنزل وفجأة توقفت امام مطعم مشهور لتخرج من السيارة مبتسمة لشخص ما يقف فى انتظارها امام المطعم ليتفاجئ بماهية هذا الشخص وعندها غامت عيناه من الغضب والغيرة .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى