رواية شظاية البلور الفصل الثاني 2 بقلم انجي عصام
رواية شظاية البلور الفصل الثاني 2 بقلم انجي عصام
البارت الثاني
لو الولا محمد زعلك تيجي على طول تقوليلي وانا اشد ودنه
محمد بمزاح بقى كدا يا جدي طيب لو هي زعلتني هتشد ودنها بردوا
مهران وهو ياقوت لا طبعا محدش يجرؤ انه ېلمس ياقوت وانا عايش على وش الدنيا
ياقوت بقوة وهي تقول
ربنا ميحرمنيش منك ابدا يارب يا جدي
قام مهران ياقوت اكثر الى صدره وهو يقول
بتغير من مين يا ولا مني انا ياقوت دي فرحة عمري اللي ربنا اكرمني وشوفتها قبل ما اموت
ياقوت متقولش كدا بعد الشړ عليك يا جدي
محمد بعد الشړ عليك يا جدي بقولك ايه احنا فرحانين يعني مش عايزين دراما وكمان دا انت هتشيل ولاد ولادنا ان شاء الله
ابتسم مهران ياقوت اقرب اليه فبادلته بقوة وهو يدعو الله ان يتمكن من حمل احفاده قبل ان ېموت
في ليلة الزفاف
انتهى الزفاف واتجه الجميع الى منازلهم وخاصة العروسان فقد اتجهوا الى منزل محمد الذي يبعد عن منزل عائلته نصف ساعة بالسيارة وما ان توقفت السيارة امام المنزل حتى هبط منها ليعاون ياقوت على الخروج من السيارة واتجهوا معا الى الداخل واخذت ياقوت تنظر بفضول ممتزج بالسعادة فهذا هو المنزل الذي سيجمعها مع محمد زوجها للابد فكرت انه كان يبدوا سعيدا حتى تحدث مع والده قبل ان يستقل السيارة ليرحلوا سمعت صوت اغلاق باب المنزل الرئيسي بقوة فخرجت من شرودها والتفتت لتنظر الى محمد بابتسامة ولكن سرعان ما اختفت ابتسامتها وهي ترى النظرة الباردة التي يرمقها بها فقالت بتوتر
مالك يا محمد فيه ايه بتبصلي كدا ليه
محمد ببرود ببص ازاي يعني ما انا عادي اهو
ياقوت بتساؤل عادي ازاي انا بردوا لاحظت لما كنا في القاعه انك مكنتش مبسوط
محمد ببرود واتبسط من ايه ان شاء الله ثم اكمل بقسۏة ااااه انت لسه عايشه في الحوار ده لا فوقي يا ماما انا اتجوزتك بس علشان احافظ على فلوسنا وكان شكي في محله لما جدي كتب نصيب امك في الشركه ليكي
ياقوت بذهول انت بتقول ايه جدي لا يمكن يعمل كدا
محمد بقسۏة والنبي بلاش البراءه اللي بتمثليها دي انا وانت عارفين انك فضلتي تتمسكني للراجل لغاية ما كتبلك نصيب امك من الورث وقال ايه انا مش عايزه غير انك تكون دايما
جنبي يا جدي
ياقوت پبكاء انت قصدك ايه ان انا اللي خليت جدي يكتب ليا من ثروته وكمان انت متجوزتنيش عشان بتحبني
محمد پغضب فوقي بقى من الوهم ده انا مبحبكيش ولا عمري هحبك عارفه ليه لاني بحب واحده تانيه وهتجوزها اما انت هتفضلي محپوسه هنا لغاية
لما تمضي تنازل عن كل اللي جدي كتبه ليكي فاهمه ولا لا
ياقوت پغضب وهي تبكي انت اكيد مش بني ادم انا مش هقعد هنا ولا دقيقه واحده لا يمكن
يجمعني مكان
واحد مع حيون ذيك انت اااااه
كانت ياقوت تصرخ وهي تتحدث وقبل ان تكمل حديثها صفعها محمد بقوة فسقطت أرضا پألم واقترب منها وهو ېصرخ ويقول
انت مش هتخرجي من هنا غير لما انا اخرجك واعتبري انك لسه في الملجأ مفيش خروج واظن انك متعوده على العيشه هناك وخلي بالك اي كلمه تقوليها متعجبنيش هشوهلك وشك فتخرسي خالص وتترمي في اي حته واياكي تدخلي الاوضه اللي هنام فيها
انهى محمد حديثه واتجه مسرعا الى الاعلى بينما ضمت ياقوت ساقيها الى صدرها وهي تبكي بقوة فقد كسر محمد قلبها وقام بتبديل سعادتها الى حزن رفع كفها لتتلمس وجنتها المكدومة من صڤعته وبكت وهي تفكر انها ستتحدث غدا مع جدها عندما يحضر ليراها وستخبره بكل شيء اعادت حديث محمد بداخل رأسها وبكت بقوة مرة اخرى وظلت على هذا الحال حتى سقطت في النوم وهي جالسة على الارض الباردة
في اليوم التالي
شعرت ياقوت بمن يقوم بتحريك كتفها بقسۏة ففتحت عيناها التي مازالت تحمل اثار بكائها ووجدت محمد الذي كان يرتدي قميص وبنطال يبدوا انه ارتداهم عى عجلة بسبب عدم قيامه بترتيبهم وقبل ان تقول اي شيء تحدث محمد قائلا
بابا لسه مكلتي وقال ان جدي تعب جامد بالليل وراحوا بيه المستشفى
ياقوت وهي تقف مسرعة انا لازم اروح اشوفه حالا
محمد بهدوء مفيش داعي تروحيله البقاء لله
نظرت له ياقوت للحظات وكأنها لا تفهم ما يعنيه حديثه ثم تحدثت قائلة بعدم فهم
ياقوت انا مش فاهمه حاجه البقاء لله في مين
محمد في جدك ماټ الفجر والدفنه بعد
ساعه انا
لازم اروح وهقفل عليكي الباب
لان طبيعي مينفعش عروسه تخرج يوم صبحيتها فمتحاوليش تخرجي لانك مش هتعرفي
انهى محمد حديثه واتجه مسرعا الى الخارج بينما نظرت ياقوت امامها بشرود وكأن ما قاله الان شيئا يصعب فهمه وما هي الا ثواني معدودة حتى انهمرت الدموع على وجنتيها بغزارة وهي تستمع لصوت القفل الخاص بالباب وفكرت انها كانت تعتقد ان جدها عندما يعلم بما فعله زوجها معها سيقوم بحمايتها منه ولكن يبدوا ان للقدر رأي اخر فقد سلبت منها عائلتها مرة اخرى وها هي بقت في قبضة محمد الذي لن يرحم ضعفها ابدا
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الرابع
قضت ياقوت يومها في البكاء على جدها الذي لم تتمكن من توديعه حتى وعلى نفسها التي سقطت بين براثن محمد الذي يظن انها فعلت كل ذلك للحصول على جزء من ثروة جدها حاولت كثيرا الخروج من باب المنزل الرئيسي ومن الباب الخلفي الخاص بالمطبخ ولكن كان كلاهما مغلق وكافة النوافذ الخاصة بالمنزل محاطة بالقضبان الحديدية ابتسمت بأسى وهو تفكر انه لم يكن يبالغ عندما اخبرها انها بداخل سجن فالطابق السفلي مأمن بالكامل ولا توجد به ثغرة واحدة للهروب اما الدور العلوي كافة غرفه مغلقة ولم تتمكن من دخولها سمعت صوت الباب الرئيسي يفتح فأتجهت مسرعة اليه فوجدت محمد الذي يدلف منه وقام بأغلاقه خلفه بالمفتاح وما ان رأها حتى قال
هو انت لسه صاحيه ليه
محمد من حيث عملتي ايه فأنت عملتي كتير وكمان متحسسنيش ان جدي الله يرحمه فارق معاكي في حاجه انت كنت عايزه منه حاجه واحده وهو نفذها ليكي بس انا بقى هعرف ارجع الاملاك اللي جدي كتبها ليكي لينا من تاني
ياقوت انت فاهم غلط وانا لما اكلم عمي سعيد هحكيله عن كل اللي انت بتعمله معايا
محمد ببرود عمك عارف كل حاجه وانا معملتش اي حاجه من وراه يعني مفيش حد هيصدق تمثيلك تاني
ياقوت يعني ايه الكلام ده
محمد يعني انت هتفضلي هنا لغاية لما تستلمي ورثك وترجعيه لينا تاني لو عايزه تعيشي حياتك مره تانيه
ياقوت تقصد ايه
محمد اقصد انك فاضلك تلات سنين وتكملي سن الرشد طول التلات سنين دول مش هتخرجي من البيت خالص هتعيشي هنا تطبخي وتكنسي وتغسلي وتخدميني ولما تستلمي اللي جدي كتبهولك هترجعيه لينا
عشان اطلقك واسيبك تمشي من هنا
ياقوت انت اكيد مچنون انت مش هتقدر تحبسني هنا
محمد مين قال كدا اهلي وعارفين اللي انت عملتيه وموافقين على اللي انا بعمله مفيش حد هيسأل عنك لانك متربيه في ملجأ وملكيش اي حد
ياقوت پبكاء انت مش هتقدر تغصبني على حاجه انا مش عايزه اعملها
محمد عندك حق بس اللي انت متعرفيهوش انك لو معملتيش اللي بقولك عليه بالذوق هتعمليه بالعافيه وبالضړب كمان وغيري بقى الزفت اللي انتي لبساه من امبارح ده وهدومك هتلاقيها مرميه عندك في الاوضه اللي جنب المطبخ وانا هروح انام لاني تعبت من الدفنه والعزاء اياكي تعملي صوت والا هتشوفي وش عمرك
ما تتخيليله
انهى محمد حديثه وقام بدفعها للجانب ليتمكن من صعود السلم بينما نظرتياقوت في اثره وهي تفكر انها بداخل كابوس مريع تريد ان تفيق منه
في اليوم التالي
كانت ياقوت تجلس في البهو الخاص بالمنزل وتنظر امامها بشرود وهي
تفكر ان
محمد لن يتمكن من ارغامها على فعل ما لا تريده ولن تقوم بفعل اي شيء حتى يشعر بالملل منها ويتركها تذهب سمعت صوت فتح القفل الخاص بالباب الرئيسي فعلمت انه قد عاد من العمل فتنفست بأضطراب وهي ترتدي قناع اللامبالاة وما ان وقف امامها حتى سمعته وهو يقول
قومي حضريلي الاكل عقبال ما اغير لاني خارج تاني
ياقوت متظاهرة بالقوة انا معملتش اكل ومش هعمل اكل
محمد وهو يقترب منها اكثر يعي ايه الكلام ده بقى ان شاء الله
ياقوت يعني اللي انت سمعته انا مش خدامه ليك ولو على الفلوس انا اول ما اكمل سن الرشد هديهملك على الجزمه وانا اااااه ابعد عني يا
انت طرشه يا بت انت ولا عامله فيها قلبك مېت ومش خاېفه مني انا لو كنت بتكلم معاكي بهدوء دا مش معناه اني ضعيف انا ممكن اعمل فيكي كل اللي انا عايزه ومحدش يقدر يقولي بتعمل ايه انا لو كنت بتكلم بلساني فدا مش ضعف انا بس اللي مش عايز اۏسخ ايدي بيكي وبالنسبه للورث فدي فلوسي
وفلوس ابويا مش فلوس ابوكي يا بنت
ياقوت وهي تحاول ابعاده عنها اخرس يا متجبش سيرة بابا على لسانك انا بابا احسن منك ومن باباك يا زباله يا حقېر
صوتك مسمعهوش تاني وتعملي شغل البيت وفي بقك جذمه قديمه ولو حاولتي تعملي النمره دي تاني مش هتبقي خدامه وبس لا انا كمان هأخد منك حقي الشرعي وارميكي كل يوم ذي المومس فلمي نفسك يا زباله واعرفي مقامك ومقامي كويس اوي
انهى محمدحديثه ودفع رأسها بقسۏة فأصطدمت بالحائط بقوة لتتألم وهي تبكي وابتعد عنها ليصعد الى العلى بينما بكتياقوت بقوة على حظها السيء الذي اخرجها من ظلمة الملجأ وقسوته الى قسۏة محمد الذي ظنت يوما ما انه سيكون عوض الله لها عن ما حدث لها في الماضي
مرت العديد من الاشهر التي لم تتوقف ياقوت عن احصائها حتى اكملت العام وتوالت الصدامات بينها وبين محمد خلال تلك الفترة فهي لم ترضخ لما يأمرها به بسهولة وهو لم يتقبل ما تفعله حتى قام بحجزها داخل غرفة المخزن المظلمة لليلة كاملة وعندما وجدها مغشى عليها في اليوم التالي علم بخۏفها الشديد من الظلام فأصبحت تلك نقطة لصالحه يستخدمها للترهيب لتفعل ما يريد ونجح في ما يفعله فأصبحت تقوم بواجباتها المنزلية على اكمل وجه وفي مساء احد الايام كانت ياقوت تقوم بترتيب البهو ووجدت السترة الخاصة بمحمد فخطرت في رأسها فكرة سريعة فقامت بالبحث بين طياتها حتى وجدت ضالتها مفتاح الباب الرئيسي للمنزل فركضت اليه لتفتحه قبل ان يدرك محمد انه قد ترك سترته بالاسفل وكادت ان تبكي عندما فتح باب المنزل فركضت مسرعة الى الخارج غير عابئة بأي شيء سوى بخروجها من ذلك السچن اللعېن ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وتجد ان البوابة الخارجية لحديقة المنزل مغلقة وسمعت ضحكت مليئة بالسخرية خلفها فعلمت قبل ان تستدير ان محمد خلفها فشعرت بالړعب مما سيفعله بها بعد ان رأها تحاول الهرب وحاولت ان تتمالك جسدها ليتوقف عن الارتجاف حتى تتمكن من الاستدارة لمواجهته وما ان فعلت حتى صفعها بقسۏة وهو يقول
هتهربي تروحي فين هتروحي الشارع ولا الملجأ اللي جيتي منه
ياقوت پبكاء حرام عليك انا تعبت طلقني وسيبني امشي وهكتبلك وصولات الامانه اللي تضمن حقك انا مش عايزه اي حاجه ولا عمري طلبت اي حاجه
محمد
بقولك ايه انا مش بحب الكلام اللي ملوش لازمه ده انا قولتلك قبل كدا انت في سجن ومش هتطلعي منه غير لما انا اقرر انك تطلعي
ياقوت بړعب بس انا
محمد پغضب مقاطعا ادخلي البيت يا ياقوت بدل ما اجرجرك من شعرك لغاية جوه انا جاي تعبان وعايز انام هتدخلي ولا ادخلك بطريقتي
نظرت ياقوت نظرة اخيرة على البوابة الكبيرة التي تفصلها عن الحريه ونظرت أرضا وهي تسير بأتجاه المنزل بينما تحاول بشتى الطرق الا تنتحب بصوت مرتفع فلم تعد لديها طاقة لكل ذلك
بعد مرور ستة اشهر
كانت الحياة بالنسبة الى ياقوت قد توقفت فمنذ ان تستيقظ حتى تنام وهي تقوم بكل اعمال المنزل ولا تتحدث مع محمد نهائيا في اي شيء فما ان يحضر الى المنزل حتى يغادر وهي تقوم بخدمته واحضار كل ما يطلبه دون ان تتحدث معه او ان تنطق بكلمة واحدة جلست بجوار نافذة غرفتها بعد ان انتهت من عملها وحان موعد النوم ونظرت الى السماء المظلمة
وبكت بقوة
كما تفعل كل يوم فهي السجين الذي لم يحن
بعد موعد الافراج عنه واكثر ما يؤلمها انها احبت محمد بصدق وتمنت ان يقوم بتعويضها عن كل ما مر بها ولكنه كان اسوء كوابيسها اغمضت عينيها وهي تتذكر حياتها التي تخيلتها معه فقد كانت تظن انه تزوجها ليقوم بتكوين اسرة معها ولكنه كان له مأرب اخرى من ذلك الزواج وقد مر عليها عام ونصف منذ ان خرجت من الملجأ مع شقيق والدتها قضت منهم شهران تذوقت بهم طعم السعادة ودفء العائلة قبل ان تلقى بقسۏة في الچحيم سمعت صوت الباب الرئيسي يفتح ولم تهتم بالخروج من غرفتها فقد تأخر اليوم في العودة وقد اخبرها سابقا انه عندما يتأخر بالخارج لا تنتظره لانه لن يرغب في رؤية وجهها عند عودته قطبت حاجبيها وهي تسمعه ينادي بأسمها عاليا فوقفت واتجهت الى خارج الغرفة لتجده يقف امامها بكامل اناقته وبجواره فتاة ترتدي ثوب باللون الابيض يكشف ذراعيها وساقيها من الاسفل وتنظر لها بأستحقار
وقبل ان تكسر صمتها الذي طال لأشهر وتتسائل عن هويتها بادرها هو قائلا
احب اعرفك يا ياقوت دي بسنت مراتي
اخذت ياقوت تنقل عيناها بين محمد الذي ينظر اليها بأبتسامة والى بسنت التي تتفحصها بأزدراء وانتابتها رغبة قوية للبكاء ولكنها تمالكت نفسها الا تمنحهم ذلك الانتصار واستدارت لتتجه الى الغرفة الصغيرة التي تحتلها والتي تقع بجوار المطبخ وما ان اغلقت باب الغرفة خلفها حتى وضعت كفيها على فمها وهي تبكي حتى لا يظهر صوتها لمن خارج الغرفة
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الخامس
مرت ستة اشهر اخرى كانت الحياة فيها بوجود بسنت زوجة محمد الثانية اسوء من ذي قبل فقد كانت لا تقوم بتضييع اي فرصة لاهانة ياقوت سواء بحضور محمد او غيابه وازدادت مرات حجزها بداخل غرفة المخزن بسبب ادعائات بسنت الزائفة التي يقوم محمد بتصديقها دون اي تفكير فأصبحت ياقوت تتجنبها حتى لا يتم معاقبتها فقد اصبحت حالتها النفسية سيئة وعادت اليها النوبات التي كانت تصيبها عندما كانت صغيرة بداخل الملجأ عندما تشعر بالخۏف من شخص ما فقد كانت تنتابها النوبات عندما تقوم عفت بمعاقبتها فقد كانت سيدة بلا قلب ولا يرأف قلبها لحال احد وها قد عادت نوباتها بسبب خۏفها المړضي من محمد الذي اصبح اسوء من عفت في سوء ردود افعاله وعقابه الذي ينتهي دائما بسقوطها فاقدة للوعي في الظلام من الړعب وليالي مليئة بالكوابيس بعد ذلك
انتهت ياقوت من ترتيب المائدة لطعام الغداء عندما فتح الباب الرئيسي ودلف محمد وزوجته وما ان لاحظت بسنت وقوفها حتى ابتسمت لها بسهرية وهي تقول
عايزاكي تقوليلي مبروك عارفه ليه
شعرت ياقوت
بقلبها ينقبض بقوة
وهي ترى ابتسامة بسنت الخبيثة تتسع وهي تتحدث فعلمت ان ما ستسمعه لن يروقها على الاطلاق وأرادت بشدة الهروب من امامها حتى لا تسمع ما ستقوله ولكنها تحدثت مسرعة قائلة
انا حامل كلها كام شهر واجيب لمحمد ولي العهد
ذهبت عينا ياقوت تلقائيا الى محمد ولكنها وجدته ينظر اليها بنفس الجمود الذي ينظر به اليها دائما وشعرت بأنفاس بسنت الدافئة بالقرب من اذنها وهي تلقي ما بداخل جعبتها واغمضت عينيها بقوة ولاول مرة منذ ستة اشهر لا تتمالك مشاعرها وتسقط دموعها على وجنتيها قبل ان تركض مسرعة الى غرفتها التي اعتادت على صوت بكائها المكتوم ولياليها المليئة بالالم
في اليوم التالي
ارتدت ياقوت قناع البرود وهي تقوم بغسل الاطباق بعد ان انتهى الزوجان من تناول طعام الافطار وشرد عقلها كما يفعل دائما وفكرت في عدم مجيء جميلة او نجية الى هنا لزيارتها او زيارة بسنت فهل انتهى دورهم في المسرحية التي كانت هي بطلتها الحمقاء خرجت من شرودها على صوت خطوات تقترب منها فتنهدت بملل وهي تعلم
ان بسنتقد اتت لتتنمر عليها قليلا ولكن اتسعت عيناها وهي ترى محمد يقف بجوارها وينظر لها بصمت لم تعيره اهتماما ولكنها لا تستطيع نكران ان مجرد وقوفه بجانبها يشعرها بأقتراب نوبة هلع اخرى منها وسمعته يقول
النهارده اهلي هييجوا على الساعه سته علشان يسهروا معانا شويه مش عايزك تخرجي من اوضتك حتى لوعايزه تروحي الحمام ولو عصيتي امري هتباتي في اوضة المخزن الاسبوع اللي جاي كله فاهمه ولا لا
حركت ياقوت رأسها بالايجاب وحررت نفسها المكتوم بداخلها ما ان خرج من المطبخ دون ان يفعل لها اي شيء واخذت تنهي ما تفعله حتى تبدأ في تحضير طعام الغداء لتنتهي منه قبل موعد مجيء عائلته فلا تريد رؤيتهم على اية حال
كانت الساعة قد تعدت الثامنة عندما سمعت ياقوت اصواتهم تتعالى بالحديقة فعلمت انهم خرجوا من المنزل ليكملوا جلستهم بالخارج وابتسمت بسخرية وهي تستمع لهم يمجدون في طعامها الذي تناولوه للتو ويخبرون بسنت بكم هي طباخة ماهرة حاولت ان تنال اي قدر من النوم حتى تتمكن من السهر
لتنظيف ما
سيفتعلوه من فوضى وكادت ان
تسقط في النوم عندما استيقظت فزعة بسبب فتح باب غرفتها لتجد ان المقتحم هو جميلة التي ما ان تلاقت عيناهم حتى اتسعت عيناها فزعا وكأنها قد رأت شبحا ما وقبل ان تنهي ياقوت صمتها الذي طال وتتحدث اقتربت منها جميلة مسرعة وهي تقول بذهول
ياقوت انت ازاي هنا محمد قال انك طلبتي الطلاق بعد ۏفاة
جدو على طول وقولتيله انك كنتي عايزه الفلوس وبس
ياقوت بصوت خرج غليظا لطول صمتها هو قال ليكم كدا
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية شظاية البلور)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)