رواية عريس برتبة حيوان الفصل الثاني 2 بقلم منة سلطان - The Last Line
روايات

رواية عريس برتبة حيوان الفصل الثاني 2 بقلم منة سلطان

رواية عريس برتبة حيوان الفصل الثاني 2 بقلم منة سلطان

 

 

 

البارت الثاني

 

 

 

 

_ أنتِ تاني يا قليلة الذوق، هو مفيش في حياتي غيرك ولا إيه!.
_ والله مشاعرنا متبادلة يا أخ، عندك أنا مثلًا لو كنت أعرف إني هقابل أنواع جديدة من الحيوانات، كنت هعيد نظر في موضوع النزول ده.
خرجت من العربية بعد ما رميت في وشه الجملة دي وفي الحقيقة خوفًا من أنه يكسر العربية فوق دماغي بشكله المُرعب ده!.
إبتسم على عكس توقعاتي كالعادة نفس ابتسامته الباردة قبل ما يرد ببرود ويقصف جبهتي:
_ معاكي حق، الإنسان فعلاً لازم يفكر قبل ما ياخد الريسك وينزل يشوف حيوانات زي حضرتك، مع كامل اعتذاري للحيوانات طبعاً.
إيه الصدمة دي؟!، ده أول واحد يرد عليا قصف الجبهة كده يا جماعة ودي حرفيًا اهانة ليّا؟! ، تجاوزت صدمتي بسرعة ولأول مرة ملاقيش رد من صدمتي فرديت عليه بـ:
_ أنت بني آدم وقح.
ضحك بخفة:

 

 

 

_ أشكرك على تقييمك المشرف.
_ العفو، دي أقل حاجة بنقدمها للمغرورين اللي زيك.
رديت بنفس ابتسامته الباردة ؛ أما هو فتابع بنفس استفزازه وجاوبني:
_ مش معقول يا آنسة، ده تاني مدح منك ليا النهاردة، شكرًا جدًا جدًا على ذوقك.
_ حقيقي دي أقل ممكن أقدمها لكائن زي حضرتك، أنت اللي زيك لا يليق بيهم انهم يعيشوا معانا كده.
_ في دي معاكي حق فعلاً، فين أنا وفين الحيوانات؟؟!
ضيقت عيني وأنا بتصنع الشفقة والمرة دي جهزت رد كويس عشان أحطم غروره:
_ مشتاق لفصيلتك أكيد دلوقتي مش كدة؟!، بس متقلقش في آخر الشارع هتلاقي حديقة حيوانات ، إنجوي.
والصدمة اللي كانت على وشه دي نجحت انها تفرحني أوي يا جماعة ، كان هاين عليا اطير من الفرحة والله بس تماسكت في اللحظة الأخيرة وأنا بشاورله بوقاحة مش جديدة مني:
_ لا داعي للشكر، اتفضل أنت.
هز رأسه بوعيد قبل ما يتجاوز المسافة بنا ويقرب مني وهو بيجز على اسنانه وبيقول:
_ أتمنى تكوني على علم كويس أنت بتهببي دلوقتي إيه ؟؟
ورغم خوفي من غضبه اللي نجح إنه يخوفني للمرة الا اني تصنعت الشجاعة وقلت:
_ وجدًا كمان ، الدور والباقي عليك أنت، يُفضل تكون عارف أنت بتتكلم مع مين.
_لا للأسف محصليش الشرف.
_ ده من حسن حظك لحد دلوقتي،لكن وعد مني لو فضلت تتصرف بنفس الطريقة والأسلوب ده وقتها مَتلومش غير نفسك.
سألني:
_ المفروض اعتبر ده تهديد يعني؟؟!
ابتسمت بسماجة قبل ما أجاوبه ببرود:
_ ده مجرد لفت نظر بس.
هز رأسه بخفة ورجع الخطوة اللي اخدها لورا وقال:
_ للمرة التالتة بشكر كرم حضرتك أنك تلفتي نظري للخطأ الفادح اللي كنت هرتكبه في حقك دلوقتي.
وأخيرًا حاسة إني أقدر آخد نفسي دلوقتي ، مش عارفة ليه بس خوفي منه تلاشى بمجرد ما رجع لبروده تاني ، مُرعب أوي هشام ده رغم إن شكله مش بيوحي بكده:
_ العفو، ياريت بعد كده تحاسب على كل كلمة معايا،ده لو قابلتك من سوء حظي مرة تانية.
وكالعادة ردلي الإهانة في وقتها:
_ مع حد قليل الذوق زيك، مظنش قلة الذوق اختياري٠
بصيتله بغضب قبل ما أرد عليه بعصبية بعد ما نجح وعصبني للمرة الأولى:
_بني آدم بارد ومُستفز.
_ده من بعض ما عند سيادتك.
هنا كنت جبت اخري واستسلمت للمرة الأولى في حياتي بعد ما شفت البني آدم الوحيد اللي مستعد يشتغل معايا في حر.ب الكلام دي للصبح وبنفس راضية فحفاظًا على الباقي من كرامتي تراجعت وقلت:
_كانت فرصة تعيسة، ياريت مشوفش وش حضرتك تاني.
_ على فين؟؟!

 

 

وقفت وسألته بعد ما إلتفت:
_ هو إيه اللي على فين؟؟
شاور على عربيته بغضبه وسألني:
_ بالنسبة للعربية اللي دمرتيها، ده عادي؟؟، عايشين في غابة إحنا كَسر وامشي؟؟
نفخت بضجر بسبب إني إتأخرت على شغلي والسبب التاني إني فعلًا نسيت اني خبطت عربية!
_ عايز إيه أنت يعني دلوقتي؟
بصلي بضيق ورد بحدة :
_ أنا مبشحتش منك ده أولًا وثانياً بقى من أتلف شيء فعليه إصلاحه، واللي حصل في العربية ده أنتِ السبب فيه؛ فالأفضل و منعاً إني أتشرف بلقاء متمنهوش لألد أعدائي معاكِ، مطلوب منك تصلحي اللي هببتيه ده.
وهنا أنا ابتسمت إبتسامة واسعة بعد ما خطرلي فكرة جديدة اضايقه بيها فربعت إيدي بتحدي:
_وإلا….
رد بتهديد واضح:
_مظنش هتحبي إننا نمشيها قانوني.؟!
رديت بلامبالاة:
_وليه لا ، بس إيه دليلك إن اللي دشمل عربيتك هو أنا؟!
_ الكاميرات مفيش اكتر منها!
_ عادي، هقول ساعتها إن اللي حصل مجرد حادث وهيخرجوني منها على طول!
وشه كرمش من الصدمة:
_ ده على أساس إن القانون عندنا عبارة عن إيه بالظبط؟
رديت بسرعة وثقة مش عارفة جبتها منين:
_ هو مش القانون اللي أنتَ حافظه بيقول برضه ، المُتهم بريء حتى تثبت إدانته، اثبت بقى إن اللي حصل ده فعل فاعل؟!
جاوبني بإبتسامة واسعة وهو بيعدلي الاثباتات اللي مفيش اكتر منها:
_ ده سهل أوي شهود وكاميرات ومسرح جر.يمة و…محامي!
نهى كلامه وهو بيشاور على نفسه وبيبتسم قبل ما يكمل:
_مفيش احسن من كده بصراحة!
هزيت رأسي بإقتناع واتكلمت:
_ يعني أنت تقصد اني حتى لو عملت ده من غير قصد ، فهما هيحبسوني برضه طالما مش هدفع، صح كده؟!
_بالظبط.
_يبقى نحلل الحبس .
وقبل ما يفهم اي حاجة كنت سحبت الشوما اللي في شنطة عربيتي واللي سيباها لوقتها ، واتحركت لعربيته وقبل ما يستوعب كنت كسرت ازاز العربية تحت صدمته.
التفتله وأنا ببتسم إبتسامة مختلة وبسأله:
_إيه رأيك مش كده احسن؟!، على الأقل كده بقى معاك تالت إثبات أنها بفعل فاعل فعلًا!.
صدمة هشام كانت لا تقل عن صدمة الأمن اللي واقف بيتابع اللي بيحصل بذهول ، وطبعًا محدش فيهم راضي يقرب خوفًا مني!، وده لأن الحمد لله العبد لله مُسجل خطر.
أما هو فتجاوز صدمته وعلى عكس المتوقع في المواقف دي ضحك وقالي:

 

 

_ افتكري انك أنتِ اللي بدأتي، والبادي أظلم.
مفيش مبرر واحد للي بيحصل غير إننا احنا الاتنين حرفيًا اتنين مختلين، في اللحظة دي كان نفسي أشو.هله وشه بسبب بروده ده ، بس تراجعت وسيبته ودخلت وأنا ماشية بكلم نفسي وبشتم عليه..
_ حقيقي ده فعلاً حيوان.
_حبيبة أنتِ بتكلمي نفسك ؟!
وقفني رائف وده يبقى زميلي في الشغل، فغمضت عيني بإحراج قبل ما أبرر الهبل اللي بعمله بسبب الحيوان اللي اسمه هشام:
_ ها ، لا أبدًا أنا بس كنت بحسب حاجة كده!.
_ طيب يا ستي ، مبروك عليكي هتودعي شغل المرقعة النهاردة؟!
ضيقت عيني بشك :
_مش فاهمة تقصد إيه ؟؟!
جاوبني ببهجة غريبة:
_بيقولوا إن المدير الجديد للشؤون القانوية المفروض أنه جاي النهاردة؟!
حسيت إنه رائف في الوقت ده طُعم كويس أوي أفش فيه عصبيتي كلها اللي سببها الحيوان التاني ، عشان كده من غير سبب سألته وأنا ببصله بصة مرعبة:
_ مش فاهمة برضه ده خبر يخليك تنشكح كده؟!
رائف رجع ورا بخوف واضح وهو بيتكلم بسرعة:
_لا ، أكيد مقصدش طبعًا، أنا بس حبيت أبلغك .
_طيب يا سيدي شكرا، عن إذنك.
كملت بنفس غضبي لحد المكتب اللي شغالة فيه مع شوية من زمايلي بسبب إن مديري استقال من أسبوع وأنا على نفس وضعي مكملة وبكلم نفسي:
_ بجد ليه الرجالة اللي بقابلها كلها رخمة كده؟!
قعدت على المكتب وأنا بنفخ بغل وكل اللي بتمناه إني أنتقم من الحيوان ده وخلاص، فقت على صوت عزة صاحبتي وهي بتسألني:
_إيه يا حلو ماشي تكلم نفسك ليه؟!
رديت بنفس الغضب:
_ مفيش.
_اه ده بأمارة وشك اللي بيدي إيحاء للي قدامه إنك في أي لحظة هتخلصي عليه؟!
_ أنتِ عايزة إيه مني أنتِ كمان يا عزة؟!
بصيتلي بقرف وردت:
_ يا ساتر يا رب ، إيه يا بت اللسان ده؟!، مش ناوية تغيري من نفسك شوية يمكن حالتك تتحسن وتتجوزي؟!
ربعت إيدي وأنا بسألها بسخرية:
_ وده كله ليه بقى ان شاء الله ، عشان أعجب راجل؟!
هزت رأسها بقلة حيلة قبل ما تنتفض في مكانها فجأة:
_ مفيش فايدة ، صحيح إيه اللي حصل مع عريس إمبارح؟!
وقبل ما أجاوبها كانت سكرتيرة المدير بتقتحم علينا المكتب وهي بتوجه الكلام ليا:
_ آنسة حبيبة ، مستر شريف طالبك في مكتبه حالًا.
سألتها بوقاحة:
_عايز إيه ده كمان!
هزت رأسها بإستغراب ومشيت عكس عزة صاحبتي اللي بصتلي بصة المغلوب على أمره وأنا تجاهلت كل ده وأنا بتحرك لمكتب مديري وبحاول أشيل كل العصبية دي من دماغي.

 

 

_اتفضل..
دخلت المكتب وأنا بحاول أنسى كل اللي حصل الصبح لكن كل المحاولات دي تلاشت لما عيني وقعت على الشخص اللي قاعد قدام المدير!!
_ أقدملك الآنسة حبيبة سكرتيرة في الشؤون القانونية هنا معانا ، آنسة حبيبة أقدملك المستشار هشام داوود هيبقى مسؤول عن الشؤون القانونية في الشركة، وكمان هيبقى مديرك الجديد.

 

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *