روايات

رواية مغرم مجنون الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم خديجة أحمد

رواية مغرم مجنون الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم خديجة أحمد

 

 

البارت الثالث والعشرون

 

#مغرم_مجنون
البارت التلاته وعشرين
راكان قعد ساكت لحظات، ملامحه متوترة، عينيه بتتحرك يمين وشمال كأنه بيدور على مخرج من دايرة مقفولة.
لو وافق يوديها… ممكن تروح ومترجعش.
ولو رفض… خلاص، هي عمرها ما هتديله فرصة تانية يقرب منها.
مد إيده ومسح على وشه بتعب، بعدين شبك صوابعه وحط راسه فيها، وهاجر كانت بتبصله في صمت، عيونها مليانة ترقّب وخوف في نفس الوقت.
هاجر بنبرة هادية لكن حازمة:

 

 

 

_ أنا هبقى قد كلامي يا راكان… بس لو فعلاً روحت لثيرابيست وودّيتني لبابا.
رفع راسه ليها، صوته فيه قلق واضح: بس أنا مش عايزك تبعدي عني، هاجر… أنا مش قادر أتخيلك بعيد.
هاجر بابتسامة حزينة:
_ما أنا ممكن أكون معاك في نفس البيت، بس مشاعري اللي بعيدة… ساعتها هتكون مرتاح؟
سكت لحظة، وبعدين طلع تنهيدة طويلة كأنها طلعت وجعه كله وقال:
_ لا طبعًا… خلاص، هوديكي زي ما انتي عايزة. وتاني يوم هكون واقف قدام عمي بطلب إيدك رسمي.
هاجر بصلت له بنظرة فيها مزيج من راحة وانتصار، وقالت له بابتسامة خفيفة:
_ تمام.
كان الليل بدأ يرخي ستاره، وصوت الموج بيعزف لحن هادي على الشاطئ، والنسمة بتداعب شعر ياسمين وهي ماشية جمب عبدالرحمن.
إيديهم كانت متشابكة، ونظراتهم بتحكي كلام أكتر من أي حروف.
عبدالرحمن بصّ لها بحب صافي وقال بنغمة دافية:
– بحبك.
ابتسمت ياسمين بخجل خفيف، وعينيها لمعت تحت ضوء القمر:
– وأنا كمان.
سكتت لحظة وبعدين قالت بتردد:
– تفتكر… ابن عمي ممكن يرجع تاني؟ خصوصًا لما يعرف إني اتجوزت؟
ابتسامة جانبية رسمت ملامح عبدالرحمن، حاوطها بإيده وقرّبها ليه وقال بثقة:
– لا، مظنش. مش هيجرؤ حتى.
وفي نفس اللحظة دي، في مكان تاني بعيد عن البحر،
كان رجال عبدالرحمن محاوطين “عُمر” ابن عم ياسمين في زقاق ضلمة.
عمر كان بيصرخ بغضب وعصبية:
– إنتوا متعرفوش أنا مين!
واحد من الرجال قرب منه وقال ببرود قاتل:
– عارفينك كويس… وعشان كده مش هنسيبك غير وإنت مش نافع نفسك.
وقف لحظة وكمل بصوت مبحوح من التهديد:
– عشان تبقى تعرف إن أي حد يقرب من حاجة تخص عبدالرحمن بيه… عمره ما بيطلع منها سليم.
وفجأة، بدأوا ينهالوا عليه بالضرب،
وصوت أنفاسه المقطوعة اختلط بصدى الموج البعيد،
كأن البحر نفسه رفض يسمع صرخاته.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية ستبقى حبيبي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم راجية الجنة

 

 

__________
هاجر دخلت الشقة بخطوات هادية، عيونها بتلمع بشعور غريب بين الراحة والحنين.
أول ما شافتها حنان، قامت بسرعة من مكانها وبصوت مليان شوق قالت:
ـ نورتِ يا حبيبتي، والله وحشتينا أوي.
ابتسمت هاجر ابتسامة خفيفة وقالت وهي بتحاول تخفي تعبها:
ـ دا بنور حضرتك يا طنط، أنا والله مكنتش عايزة أتقل عليكوا… بس أنا مش قادرة أستحمل أقعد مع ماما، حاسة إني مخنوقة من القعدة.
أحمد كان قاعد بيتابع الكلام، رفع نظره ليها وقال بصوت فيه حنان وهدوء أبوي:
ـ دا بيت أبوكي يا هاجر، يعني بيتك إنت كمان، تقعدي فيه براحتك.
الكلمة دي دخلت قلبها زي نسمة دافية في عز البرد،
ابتسمت وهي حاسة بأمان.
حنان قربت منها ولمست كتفها بحنية وقالت بلطف:
ـ يلا يا حبيبتي، ادخلي غيري هدومك وأنا أكون حطيت الأكل .
هاجر هزّت راسها بابتسامة صغيرة ودخلت أوضتها،
وبين أنفاسها كان في دعوة صامتة…
إن البيت دا يفضل دايمًا الملجأ اللي تهرب له لما الدنيا توجعها.
_____________
راكان كان قاعد في أوضته، النور خافت والهدوء مالي المكان، بس جواه كان في دوشة…
عيونه كانت شاخصة ناحية سريرها، المكان اللي كانت بتقعد عليه وهي بتتكلم بحماس أو حتى وهي زعلانه.
كل تفصيلة فيها وحشاه… ضحكتها، كلامها، حتى عصبيتها اللي كانت بتغيظه أحيانًا بقت دلوقتي السبب اللي بيخلي قلبه يوجعه.
قام ببطء واتجه ناحية أوضتها، فتح الباب ودخل.
كل ركن فيها بيحكيله عنها، عن وجودها اللي كان مالي البيت دفى.
مد إيده ولمس الكرسي اللي كانت بتقعد عليه، وتنهد تنهيدة طويلة فيها حزن واشتياق.
بص حواليه وقال بصوت واطي كأنه بيكلمها:
ـ رجعيلي يا هاجر، البيت فاضي من غيرك.
قفل باب أوضتها بهدوء، وقبل ما يبعد عنه، تليفونه رن.
بص في الشاشة… عبدالرحمن.
رد بسرعة:
ـ أيوه يا عبدالرحمن؟
جاله صوت عبدالرحمن فرحان بيقول بابتسامة باينة حتى من نبرة صوته:
ـ خلصتلك موضوعك يا حبي.
راكان اتسحب منه صوت الحزن وقال باستغراب:
ـ موضوع إيه؟
عبدالرحمن ضحك وقال:
ـ مامتك يا عم، الموضوع خلص…
راكان اتجمد لحظة وقال بصوت مصدوم:
ـ بالسرعة دي؟
عبدالرحمن ضحك تاني وقال بثقة:
ـ أيوه يا سيدي، ممكن تروح تاخدها النهارده بنفسك.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية إبن عمي الفصل الخامس 5 بقلم ريهام محمود

 

سكت راكان لحظة، صوته اتغير وبقى فيه امتنان وراحة أول مرة يحسها من فترة:
ـ تسلم يا عمنا… جدع كعادتك.
عبدالرحمن ضحك وقال بخفة:
ـ متشكر يا سيدي، ربنا يديم عليك فرحتك.
راكان ابتسم ابتسامة خفيفة، وعيونه فيها لمعة جديدة من الأمل،
يمكن دي تكون أول خطوة عشان يقرب من مامته ويخليها تتذكره.
تاني يوم الصبح، الشمس كانت لسه طالعة والجو فيه نسمة خفيفة،
راكان كان صاحي من بدري جدًا، قلبه مقلوب من التوتر والحماس في نفس الوقت.
وقف قدام المراية وهو بيلبس قميص أبيض مكوي بعناية، والبنطلون الرمادي بتاع البدلة كان مكمّل شكله الأنيق.
ركّب ساعته الفضية، وبص لنفسه نظرة طويلة، كأنه بيحاول ياخد شجاعة من انعكاسه.
تمتم وهو بيزفر:
ـ يا رب عدي اليوم دا على خير.
نزل وركب العربية، إيده على الدركسيون بس تفكيره كله كان معاها،
مع هاجر… والخطوة اللي ناوي ياخدها عشانها.
قلبه كان بيدق بسرعة، مش عارف لو هي دي دقات الحب ولا الخوف.
وصل عند بيت أحمد، وقف شوية في مكانه يتنفس،
مسح على وشه بإيده وقال:
ـ توكلت على الله.
طلع السلم، وقف قدام الباب،
مد إيده وخبط.
بعد لحظات، الباب اتفتح وطلع أحمد،
وجهه كان هادي، فيه وقار الأب اللي بيقيس كل حاجة قبل ما يتكلم.
أحمد باستغراب بسيط:
ـ مين حضرتك؟
راكان بابتسامة متوترة ومد إيده:
ـ أنا راكان يا فندم… جاي بخصوص الآنسة هاجر.
أحمد بصله لحظة، وبعدها فتح الباب وقال:
ـ اتفضل يا ابني.
دخل راكان، وقعدوا سوا. الجو كان فيه هدوء مشحون.
راكان بدأ يفتح معاه الموضوع ويفهمه هو مين
أحمد بصوت متزن:
ـ يعني انت ابن جوز نيهال، وعايز تتقدّم لبنتي… وعلى كلامك هي كمان معجبة بيك وموافقة؟
راكان بهدوء واحترام:
ـ أيوه يا عمي، بالضبط كده.
أحمد بصله بنظرة فاحصة وسأله:
ـ طب وإنت يا بني، عندك شقة؟ ومستقبلك إيه؟ ومامتك موافقة وباباك؟
راكان أخد نفس عميق وقال بثقة:
ـ أنا عندي فيلا ماما، بس لو هاجر حابة نعيش في مكان تاني، أجيب لها فيلا لوحدها… مش مشكلة خالص.
أما بالنسبة لماما… فهي مش بتقدر تقول رأيها.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية منتقبة اوقعتني في حبها الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم هدير بدر

 

 

أحمد بصله باستغراب:
ـ تقصد إيه يا ابني؟
راكان حنّى صوته وقال بهدوء:
ـ أمي حصل لها صدمة زمان، ومن ساعتها حالتها بقت مختلفة… يعني عندها مشاكل نفسية بسيطة
وبابا في شويه مشاكل بيني وبينه عمتا انا اللي هتجوز وانا اللي مسؤول عن كل حاجه.
أحمد هز راسه بتفهم وقال:
ـ ربنا يعينك يا ابني، بس أكيد فاهم إن بنتي ماينفعش تتبهدل في خدمة والدتك.
راكان بسرعة وبإصرار:
ـ لا طبعًا يا عمي، أنا مش طالب منها كده خالص. هجيب مساعدة مخصوص لأمي، وهاجر مش هتعمل أي مجهود.
أحمد سكت لحظة، بعدين قال بنبرة الأب العاقل:
ـ طيب يا راكان، أنا هسمع منها الأول… وآخد رأيها ، وبعدين أردّ عليك.
راكان وقف، واحترام باين في تصرفاته وقال بابتسامة خفيفة:
ـ تمام يا عمي… إن شاء الله خير.
خرج من البيت وقلبه بيخبط جواه،
مش عارف إذا كانت دي بداية فرح… ولا اختبار جديد.
يتبعععع

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *