رواية بنات ورد الفصل الثامن 8 بقلم رشا عبدالعزيز
رواية بنات ورد الفصل الثامن 8 بقلم رشا عبدالعزيز
البارت الثامن
بنات ورد❣️ 8
جلست بذهن شارد تفكر بحال ندى الذي تغير هذه الأيام باتت شارده الذهن معظم الوقت وأصبح يقلقها همسها المتكرر مع هدى وصمتهم بمجرد حضورها لكن ليس هذا مايقلقها مايقلقها اكثر هو حاله والدتها التي أصبح تظهر عليها علامات الخطر رغم أنها تتابع مع طبيبها المختص هذه التغيرات واهتمامها الكامل بها لكن خيوط الخوف نسجت شباكها حول هذا القلب المنهك يضغط ويحكم خناقه حتى صار النوم يجافيها خرجت بخطوات متعبه نحو المطبخ لتشرب كأس ماء اقتربت من المطبخ لتجد الضوء منيره وندى تجلس شارده الذهن كعادتها
لتناديها بصوت منخفض
-ندى؟!
لكن ندى كان منغمسه في عالمها المظلم تفكر في ما هو قادم ومصيرهن وماذا ان علمت والدتها هل ستغفر لها
هل يعقل ان يزج بها بدران في السجن إذا لم تسدد أي يصل به الكره إلى هذا الحد
لتتذكر كلمات طارق(جدو مش وحش)ياترى هل سيكون معهم مختلف هل سيكون الجلاد الذي ينهي شبابها داخل أروقه السجن
وماذا ان علمت شمس تلك المجنونه ستقت*لها لو علمت بلامر
-ندى!
كان صوت شمس تناديها لكنها ظنت انها تتخيلها لتقول ساخر:
-اتجننت وبقيت بسمع صوتها قادرة يابنت الجوهري
-ندى ……ندى!
هتفت بها شمس بصوت اعلى لتلتفت ندى وتشهق بفزع عندما رأتها تقف بجانبها أغمضت عينها وقالت:
-بسم الله الرحمن الرحيم…انت هنا من امتى؟
ضحكت شمس بقوه وقالت تشاكسها
-من ساعه بنت الجوهري
بلعت ندى ريقها بتوتر وقالت بتلعثم:
-هو أنا قلت أي؟. (بقلم رشا عبد العزيز)
لتمط شمس شفتها وترفع كتفها بعدم معرفه
-مش عارفه كل الي سمعتو بنت الجوهري
هي مين بنت الجوهري يابنت ورد؟
زفرت أنفاسها بارتياح وقالت بسخط:
-يجعل كلامنا خفيف عليها بتيجي على السيرة
أشارت شمس على نفسها بتعجب وقالت مستنكره
-وأنا عملتلك أي ياابله؟
-عملك أسود ومهبب حد يخض حد كده وبعدين أي الي مسهرك لغايه دلوقت أنتِ مش عندك شغل بكره؟
-ياسلام يعني أنتِ الي معندكش شغل ولسه صاحيه متحاسبي نفسك يا مس
-أنا مش جايلي نوم
سحبت شمس كرسي وجلست بوهن وتمت بتعب
-ولا أنا
دب القلق في قلب ندى لتسألها بذعر
-هي ماما تعبانة ؟
حرك شمس عينها يمينًا ويسارًا في حيرة وقالت بخفوت
-أيوه ياندى وضع ماما مش مطمئن
شهقت ندى تضع يدها على فمها يصدمها كلام شقيقتها لتنحني نحوها تسألها بتوسل
-يعني الوضع خطير اوي؟
تنهدت بألم ولم تستطع الأجابة واكتفت بإماءة
-يعني ممكن جسمها يرفض الكلية الجديدة ؟
أغمضت شمس عينها ثم فتحتها تأخذ نفسًا
عميقًا وتدفعه بقوة تقاوم دموعها لتخبرها وهي ترحل نحو غرفة والدتها
-أهو دا الي أنا خايفه منه ياندى
نظرت ندى إلى أثر شمس التي غادرت المكان لتلوم نفسها
-أنا السبب يا أمي كأن جسمك عرف ان الكليه بفلوس بدران
ليصيبها الذعر عندما سمعت صراخ شمس ومناداتها عليها هرولت إلى غرفة والدتها لتجد شمس شبه منهارة وهي تطلب منها الاتصال بالاسعاف
-مالك ياشمس ماما مالها ؟
-أطلبي الإسعاف مافيش وقت ماما سخنة أوي
ركضت بتعثر تبحث عن هاتفها حتى وجدته بصعوبة وهي تصرخ تنادي هدى التي استيقظت بفزع هي الأخرى
أمسكت ندى الهاتف بيد مرتجفة ولاتعلم كم مرة تحاول الاتصال وتنسى الرقم حتى خطفت هدى الهاتف من يدها واتصلت بالاسعاف
وقفت أمام غرفة والدتها تستمع إلى الخبر الذي رسم النهاية المفجعة لقد دخلت والدتهم في غيبوبة
انهمرت دموعها التي حاولت كتمها وهي تسمع كلمات الطبيب الذي أخبرها أن الجسم رفض الكلية المنزرعة
وهاجمها جهاز المناعة كونها جسم غريب لتدخل والدتهم في غيبوبة
اتجهت شقيقاتها اليها وكأنها طوق نجاتهم اقتربو منها يسألونها بهلع
-أي ياشمس حصل اي ؟
-ماما مالها ياشمس أنتِ بتعيطي ليه ؟
نظرت إليهم نظرة تائهة لاتعلم هل تخبرهم الحقيقة وان النهايه قد دنت ام تكذب كما كانت تفعل في السابق
لتجد نفسها تختار طريق ضائع وهي تقول:
-مش عارفة. (بقلم رشا عبد العزيز)
عادت ندى بصدمة إلى الوراء حتى اصدمت بجدار خلفها تسند جسدها تمنعه من الانهيار فأجابه شقيقتها تعني
شيء واحد لاتريد تخيله
هدى التي كانت لاتفهم شيء نقلت نظرها بين شقيقاتها تسألهم برعب وهي تصرخ
-مالكم اتكلمو ؟
أمسكت كتف شمس برجاء تسألها
-ماما بخير يا شمس؟
لتحرك رأسها بتوسل تحثها على تأييد كلامها
-هتبقى كويسة عشان العمليه نجحت مش كده ؟
أزاحت شمس يدها بضعف ورددت
-مش عارفة قلتلك مش عارفة
صدمة شلت جسدها وهي ترى انهيار شقيقاتها لكن شفتاها المرتعشه رددت
-ماما مش هتسبنا هي قالتلي امبارح أنا هفضل معاكم على طول
لتتجه نحو ندى تجلس بجانبها و تخبرها بهستيرية وكلمات متقطعة
-دي حتى قالتلي خليكي قويه الضعف في الزمن دا بيتعب صاحبه
لتهز رأسها بعنف وهي تقول:
-والله ياندى قالتلي كده ماما مش هتموت ياندى ماما مش هتموت
ورغم ضعف ندى أصابها الخوف عليها أمسكت رأس شقيقتها وأحاطت وجهها تنظر لعينها
-اشششش …ماما هتكون بخير …اهدي
ثم ضمتها بقوه تحرك يدها على ظهرها تحاول تهدئتها حتى استكانت
*****************************
سمحو لها أخيرا بالدخول اقتربت منها وقلبها يرتجف تلك الاجهزة التي تحيطها جهاز التنفس الذي يكبل وجهها يمنعها من رؤيه وجهها الجميل الأسلاك التي وصلت بجسدها
أصوات الأجهزه التي كان تزيدها رعب ودقات قلبها الضعيفة كأنها تودعهم جثت على ركبتها امامها وامسكت بيدها التي غرزت فيها احدى الأبر لتقبلها وتقول معاتبة :
-ليه ياورد ليه كده مش وعدتيني أنك هتفضلي جنبي مش كنت دايما بتقولي نفسي اشووفكم عرايس عاوزه تهربي ياورد وتسيبينا ،وتسيبينا لمين من بعدك مش خايفة الزمان يغدر بينا مش خايفة الناس تأذينا استعجلتي ليه وعاوزة تروحي بسرعة. (بقلم رشا عبد العزيز)
مش لسه بدري يا ورد. ،،،داحنا لسه مشبعناش من حضنك ،،عاوزاني احضر لحظة وداع تانية مش كفاية دمه الي لسه على هدومي مش كفاية الي شفته يا ورد.
لتعلو شهقاتها وتتساقط دموعها وهي تكمل
-طب أقول لأخواتي دلوقت أي اقلهم أمكم بتموت دول بيستنجدو بيا ياماما اقلهم اختكم فشلت انها تعالج أمها
اقلهم اختكم معرفتش تعمل حاجه بقيت عاجزة ياورد …شمس الي دايما بتقولي عليها قويه بقت عاجزة
ثم أخذت تضرب على صدرها وتقول :
-أنا من غيرك جبانة ياماما أنا من غيرك جبانة ياسندي …يلا اصحي بناتك مستنينك
رفعت عينيها الحمراء وازالت كمامتها وأخذت تقبل يدها وذراعها تأخذ نفسا عميقا لتجد رائحة الدواء تطغى على رائحة والدتها لتقبل رأسها وتقول:
-أصحى يا احلى أم فى الدنيا أصحى . هنضيع من بعدك
ثم نظرت لها وقالت كأنها تهددها
-هنضيع يا ورد …أنت سمعاني …الناس هتاكلنا
ثم صمتت تلتقط أنفاسها وعينها معلقة على وجهها لتقول بلا وعي
-هنتفرق يا ورد…هنتفرق من بعدك
لتجد دقات قلبها تتسارع وكأنها تحذرها وربما تسمعها لتقرب وجهها منها حتى تلامست شفتها جبينها لتقول:
-ما تخافيش ياورد هنفضل أيد واحدة وعد
ظلت جوار والدتها تحاورها كأنها تسمعها
************************************
أما في الخارج رحلت هدى نحو المسجد القريب تصلي وتدعو الله لوالدتها
وندى التي لم تنم منذ يومين أنهكها التعب لتتكأ برأسها على ظهر الكرسي وتغلق عينها
وماهي الا بضعة دقائق خطفهم النعاس حتى شعرت بيد توقظها
-ندى…ندى
فتحت أجفانها المتورمة ببطئ لتجده يقف أمامها اعتدلت بفزع تسأله
-ماما جرالها حاجة ؟
ليقطب حاجبه ويسألها مستفسرًا
-هي والدتك هنا؟
لتخبره بنبرة صوت يائسة
-أيوه دخلت في غيبوبة الجسم رفض الكلية
رفع حاجبه بصدمة وتآثر فهو هكذا فهم النهاية الأقرب ليشير لها
– طب تعالي يا ندى
-أروح فين أنا مش هقدر أسيب ماما…
ليقاطعها بترجي ويقول متوسلًا
-طب تعالي ياندى مش حلو نومتك هنا على كرسي الانتظار في الممر قدام الرايح والجاي
أمائت له فلم تعد تتحمل لقد تملك الإجهاد منها
تبعته نحو مكتبه ليفتح الباب ويقول :
-أدخلي ياندى أتفضلي
دخلت بإحراج وخطوات مثقلة
ليشير نحو الكرسي المخصص له
-دا أريح وممكن تسندي على المكتب غرفة النبطشية مشغولة كنت خليتك ترتاحي فيها
اتجهت نحو الكرسي وجلست على استحياء
وقبل ان يخرج سمع همسها المبهم وهي تقول:
-أنا السبب
ليعود إليها ويسألها
انت السبب في أي ؟. (بقلم رشا عبد العزيز)
أكيد جسمها مااستحملش فلوس بدران
ليه ياندى بتقولي كده؟
لترفع نظرها وتقابل عينها عينه بتحدي وتقول :
-لأن دي الحقيقه فلوسه هي السبب
لتنهار منتحبة وتلطم وجهها
-أنا الي هموت أمي أنا السبب يارتني مارحت يارتني ماطلبت منه حاجة
اقترب منها بخطوات سريعة وأبعد يدها يوقفها عن لطم نفسها
-بس يا ندى اهدي …اهدي
لكنها ظلت تردد كالمغيبة وتكرر بلا وعي
-أنا السبب …يارتني ماروحت …أنا السبب
جثى على ركبته أمامها وصرخ بها
-بصيلي يا ندى …بصيلي
ظلت شهقاتها تعلو وجسدها يرتعش ليكرر طلبه بصوت أعلى
-بصيلي
لتصمت وتنظر عينه لعينها بعمق
-أنتِ عملتي الصح …انت ماكنش قدامك غير الحل دا
-بس أمي بتموت
قالتها بصوت منكسر بح من شدة البكاء
-ولو ما اخدتيش الفلوس كمان كانت ممكن تموت دي أقدار ياندى وصدقيني كنت كمان هتندمي
وكنت هتلومي نفسك اكتر لان كان هيكون في أيدك تنقذيها وما أنقذتهاش
ليسكت ينتظر ردة فعلها التي لم تكن سوى السكوت والتحديق نحوه ليسترسل
-انتِ عملتي الصح
-قولي يا ندى
ليهز رأسه يحثها على تكرار ما يقول وكتلميذة تطيع أوامر أستاذها كررت
-أنا عملت الصح
أبتسم لها كأنها اجتازت الأختبار بنجاح ثم استقام واقفا يحضر لها كوب ماء
-أشربي يا ندى
التقطته منه وتناولته جرعة واحده فقد تشقق جوفها من شدة نحيبها
كم شعر بالشفقة والحزن لأجلها ولام جده على ما أوصلهم إليه ليبتسم ابتسامه هادئة ويقول:
-ارتاحي ياندى
ثم تركها ورحل لتضع يدها على المكتب تتوسدها وتغفو قليلًا
***********************************
هاهو اليوم الثالث ووالدتها لم تفيق من غيبوبتها ذهبت مع هدى تحضر كوب قهوة عله يوقف الصداع الذي يضرب رأسها ليعود الاثنان يحملون القهوة ويسيرون نحو الغرفة التي تقطن فيها والدتهم
كانتا تسيران بخطوات بطيئة تشبه تلك الساعات التي باتت تسير ببطئ
حتى اقتربتا من الممر لتسمع شمس صوت خطوات الأطباء والممرضات المتسارعة عبر الممر اضطربت لتسرع خطواتها حتى وصلت بالقرب من غرفة والدتها ليصيبها الهلع وهي تراهم يتراكضون نحو غرفتها وندى تقف امام الباب بوجه مرتعب…وقفت في صدمة لتفلت يدها القهوة فيسقط الكوب
تناثر محتواه على الأرض كما تناثرت أجزاء قلبها الخائف ثواني من الاستيعاب كانت تحتاجها قبل ان تندفع نحو الغرفة تجد الأطباء يحاولون إسعافها وقفت متجمده في احدى زوايا الغرفة تضع يدها على فمها تكتم صرخاتها عينها متسعة شفتها ترتعش كما ارتعش سائر جسدها تحرك رأسها يمينا ويسارا وهي تردد
-لا …ارجوك يا أمي لا متسبنش
لكن صوت ذلك الصفير أنهى كل شيء ليتوقف الأطباء عن استخدام جهاز الصدمة وتسمع أسوء جملة سمعتها من أحد الأطباء
-أعلن ساعة الوفاة
ليصرخ قلبها لاتعلن ارجوك لاتفعل لازال الوقت مبكر حاول ارجوك ربما تعود لينسحب الأطباء بحزن لفقدانها
وسمعت صراخ هدى والممرضات يمسكون بها يمنعونها من الاقتراب وصرخاتها تمنعهم من إسدال الغطاء على وجه أمها
-ماما ما ماتتش انتو بتكدبو عليا متغطوش وشها هي هتصحى بعد شوية
وندى ساقطة على الأرض تلطم وجنتيها وهي تردد
-سامحيني…سامحيني
اقتربت من والدتها وأزاحت ذلك الغطاء الذي حجبها عنها وجثت على ركبتها لتلاحظ تلك الدمعة التي سالت من عين والدتها المغلقه لتمد يدها المرتعشة تمسح تلك الدمعة باناملها وترفعها نحو فمها تقبلها وهي تعاتبها
-عملتيها ياورد ومشيتي سبتي بناتك يا ورد ليه لازم أعيش لحظة الوداع لازم أعيشها تاني ليه يا ورد
ثم رفعت نفسها ونثرت قبلاتها على صفحات وجهها لتقبله ظلت تقبلها وأنهت وداعها بقبلة طويلة على جبينها
-مع السلامة يا أمي السلام امانة لحبيبي وحبيبك هتوحشيني ياورد
ابتعدت بعد ان اندفعت ندى وهدى يحتضن جسدها وينتحبون بالبكاء ليدخل خلفهم طارق يحاول تهدئتهم وإبعادهم عنها بعد ان أصبن بالانهيار
وهي لم تكن سوى متفرجة للمشهد الذي لا تعرف ماذا حدث بعده ولم تعي بحالها إلا وهي تجلس وسط نسوة متشحات بالسواد يعلو صوتهم بالبكاء والعويل واخواتها يذرفن الدموع أما هي كأن دموعها جفت لم تبكي
ولم تسقط دمعة واحدة من عينها أغمضت عينها ثم فتحتها لتجد النسوة قد اختفو بل وحل محلهم أبناء عمومتها الذين كانوا يحدقون بها لتنهض تتبعها أعين الجميع وتدخل غرفتها
-هي كده من امبارح ياندى ؟
سؤال طرحه طارق بقلق لتجيبه بخوف وصوت متحشرج بالكاد يفهم لانهيارها هي الأخرى
-ايوه كانها في عالم تاني أنا خايفة عليها اوي دي دي متكلمتش ولا كلمة ولاحتى عيطت
-طبيعي ياندى الصدمة مش قليلة
وكأنها تذكرت مالم تنساه لتنساب دموعها التي صارت جزءا من وجهها
-صلي على النبي يا ندى وادعيلها
قالها علي وعينه تنظر بحزن نحو حبيبته الصامتة أجفانها المتورمه وأنفها الأحمر تسقط منه دموعها التي سات بلا توقف و خطت أثارها على وجنتيها ليتمزق قلبه حزنًا عليها ود لو يستطيع حمل هذا الحزن بدلًا عنها
قطع تأمله بها صوت الباب يفتح وتخرج شمس من غرفتها تحمل شيء وتدخل غرفه أخرى
لتهب ندى واقفه بفزع وارادت ان تذهب
نحوها لكن قاطع تقدمها صوت هدى المبحوح
-سيبيها يا ندى
أثار ما تحمله فضول فارس الذي كان يراقبها ليسأل
-هي شايله أي؟
لتجلس ندى بجسد أثقلته الهموم وتجيبه بألم
-دا فستانها الي عليه د*م بابا أصل شمس كانت معاه يوم الحادثة
اتسعت أعين الثلاثه بدهشة وأصابتهم الشفقة عليها وشئ ما جعل قلب ذلك المغرور يرتجف لتهرب دمعة من عينه مسحها خلسة قبل ان يراه أحد
-كده صدمة مكررة ياندى لوفضلت على الحاله دي تبقى محتاجه طبيب نفسي
قالها طارق بعمليه لتوضح له
-مهو عشان كده أنا خايفه شمس فضلت متتكلمش بعد بابا عشر أيام لولا ماما مثلت انها وقعت وقالتلها نادي ندى أنا اتعورت مكانتش هتتكلم تاني
ثم نظرت نظرات خائفة وقالت متوسلة
-أنا خايفة عليها اوي انت متقدرش تعمل حاجة
تنهد بحيره وأجابها يعطيها بصيص أمل
-كل الي اقدر اعمله أديها حقنة مهدئة وهستشير دكتور نفسي
-أنا هجبلكم الحقنة يلا يافارس
لكن فارس هو الآخر كان في عالم ثاني ليكرر علي ندائه
-فارس …فارس!
رمشت عينه بعد ان انتبه لنداء علي
-أيوه يا علي
-خلينا نجيب الدوا
أماء له برأسه ونهض يتبعه حتى إذا وصلو السياره ناوله المفاتيح وقال:
-سوق أنت ياعلي
-ليه دي عربيتك مش انت اصريت نجي بيها
قالها علي متعجبًا
-سوق ياعلي أنا عندي صداع
ركب الاثنان السيارة ليعيد فارس رأسه إلى الخلف ويغمض عينه نظر له علي با استغراب فلم يكن هذا حاله عند قدومهم وبعد مضي مدة ساله
-هي شمس كان عندها كم سنه لما عم حسين مات؟
ليوزع علي نظراتها بينه وبين الطريق يجيب على تسأله بعدم تأكيد
-اعتقد عشرة او اتناشر سنة
ثم صمت قليلًا وأكمل
-يعني اكيد فاكرة الحادثه ربنا يعينها
-محدش بينسى حادثة حصلت قدامه مهما كان عمره
قالها فارس وهو لايزال مغمض العينين
*****************************
أعطاها الحقنه ولم تشعر بها رغم أن عينها مفتوحة يبدو انها لا تزال في حالة اللا وعي
فقد كانت تحتضن فستانها وتنام على سرير والدتها
-لو احتاجتي حاجة ياندى أنا موجود
-متشكرة ياطارق تعبناك معانا
-متقوليش كده احنا أهل
ظلت تحدق به ولسان حالها يقول بسخرية أهل مرة واحدة لكن لسانها نطق
-متشكرة
اقترب منها بخوف ممزوج بالحزن ليمد يده لها بعلبة الدواء التي جعلتها تنظر له بتعجب
-دا مهدئ ياهدى بس ماتخديش كتير نص حباية كويس
-متشكرة مبشربش الحاجات دي
لتبهت ملامحه من جوابها ليسرع مفسرًا
-لا انت فهمتيني غلط دا بس عشان أعصابك ترتاح
وبنبره حزن وانكسار تمتمت
-معادش فيه راحة بعدها
ثم تركته ورحلت لينظر لإثرها بأسى
*********************************
أسبوع مر على وفاة والدتهم ولا زالت لا تتكلم عينها فقط من تتحرك حتى الطعام ترفضه ليشحب
وجهها وترتسم الهلات السوداء حول عينها ليعلق لها طارق المحاليل وتعجب عندما لم تصدر تأوها وهو يغرس الابرة في يدها
-كتر خيرك ياطارق
قالتها ندى بأمتنان
-أنا معملتش حاجه دا واجبي
ثم نظر نحوها ثم أعاد نظره نحو ندى
-ربنا يقومها بالسلامة
لتغمض عينها بعد أن رحل الجميع
فشعرت بيد توقظها
-شمس …شمس
فتحت عينها لتجد والدتها تقف امامها فتنهض بفزع تسألها بلهفة
-ماما انت هنا ؟
-أيوه يا روح ماما
-يعني أنا كنت بحلم ؟. (بقلم رشا عبد العزيز)
امسكت يدها وقالت:
-أنا مرتاحة هنا وأنا مع حبيبي متعيطيش
ليمد لها يده ويسحبها وسط ابتساماته الكبيرة وعندما رأت أنهم يبتعدون أصبحت تنادي عليهم ،
-ماما بابا استنوني !
مدت يدها وكادت ان تمسك يد والدتها لتتلمس اصابعها وتتشبث بها لولا والدها الذي سحبها نحوه بقوة
لتلتفت اليها وتقول بوجه اشرق بابتسامة كبيرة
-أنا مع حبيبي يا شمس
لتنادي عليها وهي تبتعد حتى اختفت
-ماما …ماما
لتفتح عينها وهي لاتزال تردد
-ماما…ماما
تنهدت بيأس عندما علم انها كانت تحلم وأنها لن تعود أنه مجرد حلم
لتنهار بالبكاء على تلك الحقيقة المرة
لكنها توقفت فجأة عندما تذكرت وجه والدتها المنير وابتسامتها ثم رن كلامها في أذنها
لتمسح دموعها هي الأخرى وتبتسم يبدو ان والدتها سعيدة وفي مكان افضل وربما لم يكن الحلم سوى رسالة منها فهي تسمع
دوما أن رؤية الشخص الميت صادقة فهو في دار الحقيقة
كانت هدى وندى يجلسان يتناولان فنجان القهوة عندما رآها. تخرج من الغرفة وتقف أمامهم
-صباح الخير …في قهوة ليا يا هدى
ابتهجت الأختان رغم حزنهما بعودتها للكلام لتتهلهل أسارير هدى وهي تقول لها فرحة
-بس كدا حالا تكون عندك احلى قهوة
***********************************
سته شهور مرت على رحيل ورد كانت مظلمة بالنسبه لهن فلقد انطفئت الحياه برحيلها وغادرت البسمة أفواههن ليخيم العبوس والحزن على ارواحن لايهونه سوى وجودهن معا
كانت عائدة من المستشفى عندما لمحته يقف مستندًا على سيارته الحديثه ينفث دخان سجارته عاليًا في الهواء
لتبتسم ساخرة فغروره ليس بالغريب يحق له أليس حفيد بدران الجوهري
اعتدل في وقفته عندما رآها قادمة لكن ارتسم العبوس على وجهه عندما تجاوزته كأنها لم تره
دخلت لتجد علي يخرج من الباب ليقابلها بابتسامة
-اهلا ازيك ياشمس؟
لتجيبه بأقتضاب قبل ان تتجاوزه هو الآخر
-أهلًا. (بقلم رشا عبد العزيز)
وصل علي إلى فارس لتلتقي أعينهم بتعجب من تصرفها التفت علي ينظر لإثرها وهو يخبره
-ربنا يستر لماتعرف جدو بعتنا ليه
تأفف فارس بتذمر وهو يتمتم بحيرة :
-جدك بقت تصرفاته غريبة
*********************************
ظلت شاردة تفكر بكلام علي وما اخبرها به ان جدها يريد رؤيتهم غدًا تعلم ان المدة قد انتهت منذ اشهر
لكن حزنها على والدتها جعلها تنسى بدران ودينه ليعاود الخوف يستوطن فكرها
ونصيحه علي تروق لها فعلي قد نصحها بان تخبر جدها ان النقود ليست سوى حقهم في الميراث
وأن حصتهم من ارث والدهم تساوي الكثير وهذه النقود ليست سوى جزء صغير منها
أفاقها من شرودها صوت شمس وهي تهتف بغضب
-شكل ولاد الجوهري اتعودوا على المكان هما كل شويه هينطولنا هنا مش خلاص
وقفو معانا وشكرناهم وخلصت الحكاية لازمتها إيه مجيتهم النهاردة
نظرت لها ندى وابتلعت ريقها حان الوقت لتعلم فلامفر من المواجهة
-جدك عاوزنا نروحله بكرة الفيلا
أدهشتها كلمات ندى لتقول باستنكار
-نعم …نعم…هو مين الي عاوزنا وليه ان شاء الله
تنهدت ندى بخوف من القادم لكن لابد من الإكمال
-بدران عاوزنه عشان فلوس عملية ماما أنا استلفتهم منه ومضيت على وصل امانة مدة خلصت من شهور
تحجرت عينها بدهشة لقد صعقها ماتفوهت به شقيقتها
هل ما سمعت حقيقة أم أنه مجرد كابوس سوف تستيقظ
منه بعد قليل..
.
لكن عين شقيقاتها المحدقه بها ومناداة هدى لها جعلها تعلم أنها حقيقة
انحسر الهواء من حولها حتى أصبحت تشعر بالاختناق
اقتربت منها ببطء
وقلبها يخفق برعب.. تسألهابشفاة مرتعشة
_بتقولي جبتي الفلوس منين يا ندى ؟
اخفضت ندى عينها بندم وقالت بكسرة
_من بدران الجوهري
مجرد ذكر أسمه ايقظ جروح الماضي واوقد ثورة غضبها لتصرخ بها
_أنتِ اتجننتي ازاي تعملي كده ازاي تكدبي عليا
لتصرخ ندى هي الأخرى.. تخرج قهرها وقله حيلتها وتلعن ضعفها الذي اذلها له
انسابت دموعها بندم وجرح الخذلان الذي طعنها به الزمن زاد من مآسيها
_ماكنش قدامي غير كدا عشان…
صمتت تبتلع غصة مرة تجرعت مرارتها تكمل
_عشان انقذ أمي
احتدت ملامحها وهي تلومها بغضب
_تقومي تسلمينا لبدارن وتخلي رقبتنا تحت ايده
تسارعت انفاسها بانفعال ترد عليها.
_لا دا حقنا وحق ابويا الي دفعه عمره وشبابه وقهرته وذله… الفلوس والورث.. دا عوض الي خسرنا
لتقاطتها متهكمة.
_وهو الي خسرتيه هيعوضه فلوس ؟
–
(بقلم رشا عبد العزيز)
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية بنات ورد)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)