رواية قلب مصاب بالحب الفصل السابع 7 بقلم ناهد خالد - The Last Line
روايات

رواية قلب مصاب بالحب الفصل السابع 7 بقلم ناهد خالد

رواية قلب مصاب بالحب الفصل السابع 7 بقلم ناهد خالد

 

 

البارت السابع

 

 

قلب مُصــاب بالحب ..الفصل السابع ” سعاده مُهدده ”
أثناء مراقصته لعروسه كان يشعر وكأنه في حلم جميل لا يريده أن ينتهي تتراقص دقات قلبه تزامنًا مع تراقص جسده وعيناه تنضح بنظرات حالمه سعيده يلاحظها الجميع حتى … وقعت عليها تلك التي تقف أمام الباب الداخلي للقاعه تبتسم بسخريه ورُبما بمكر ! لم يستطع التحديد من صدمته لوجودها , توقف عن الرقص و” ياسمين ” تطالعه باستغراب خاصًة مع تجمد ملامحه فهتفت بتساؤل :
-مالك يا صالح ؟
حول بصره لها لينتبه لوضعه فابتسم بصعوبه وهو يقول :
-مفيش , أصل شوفت ضيف غير مرغوب فيه ومعزمتوش .
أشار ل ” رندا ” الواقفه بالقرب منهما وهو يُكمل :
-كملي أنتِ رقص مع رندا وأنا دقيقتين وهاجي .
أنهى حديثه بابتسامه مطمئنه وهو ينزل من فوق المسرح الخاص بالعروسين بهدوء ظاهري .
اتسعت ابتسامتها وهي تراه يقترب منها حتى أصبح أمامها فأشار لها بعينيهِ وأكمل طريقه للخارج , وقفت لثانيتان بعد خروجه تمشط الحفله بنظرها بسخريه مبطنه قبل أن تلحق بهِ للخارج .
وجدته يقف بأحد الممرات النائيه قليلاً فاتجهت له بخطى بطيئه مدروسه والإبتسامه الغامضه لم تفارق ثغرها حتى أصبحت أمامه تمامًا فهتفت بنبره مُدلله :
-اووه , بيبي كده متعزمنيش على فرحك ؟ لأ زعلانه .
لم تنفك عضلات وجهه الصلبه ونظراته الحاده لم تلين وهو يسألها بجمود :
– عاوزه ايه يا مُنى , أنتِ قولتيها معزمتكيش جايه ليه بقى ؟!
اقتربت أكثر حتى أصبحت على بُعد خطوه واحده منه فرفعت ذراعها لتسنده على كتفه الأيمن وكفها يتلمس خصلات شعره من الخلف وهي تقول بنظره ثاقبه :
-وهو يصح متعزمش حبيبتك السابقه على فرحك ؟ دي أصول ! فين أخلاق النهايات !
رفع يده وأمسك ذراعها منزلاً إياه بحده وضيق وقال بسخريه :
-حبيبتي السابقه ! أنتِ هتضحكِ على نفسك ! أنتِ عارفه كويس أني عمري ما حبيتك ولا أنتِ ولا أي حد قبلك , الي كان بينا مجرد وقت لطيف بنضيعه مش أكتر .
-ده بالنسبالك , لكن أنا ! مفكرتش أنا ……
قاطعها وهو يرفع سبابته محذرًا :
-تبقي غبيه لو قلتِ أنك حبتيني , عشان أنا عارف كويس أوي إن صالح الزيني بالنسبه ليكِ كان مجرد Gentle Man بتتمنظري بيه قدام صحباتك خصوصًا وأنتِ شايفه نظراتهم ليا وأنهم شايفين أنك محظوظه عشان بقيتِ ال girl friend بتاعتي , يعنى حتى هم كانوا عارفين أن علاقتنا ببعض مجرد صحوبيه مش كابلز مثلاً !
توترت ملامحها وهي تستمع لحديثه ثم قالت بافتعال :
-أنت صح , بس ده مش معناه أبدًا أنك تسيبني فجأه كده من غير أي مقدمات لا وكمان تتجوز ! وياترى بقى العروسه من الي كنت تعرفهم ولا ا….
توحشت ملامحه وهو يقترب الخطوه الفاصله بينهما حتى أصبحا متقابلين تمامًا وقبض بكفه على معصمها وهو يهتف من بين أسنانه :
-لو قلتِ كلمه واحده عليها هبلعلك لسانك .
ضرب الخوف أواصلها وهي تستمع لفحيح نبرته وجدية ملامحه فتراجعت هي خطوه للخلف وهي تجذب ذراعها بقوه من قبضته وهتفت بتوتر حاولت مدراته :
-Ok , as you like
ياصالح , بس افتكر أنك أنت الي بعت في الأول وأنا ليا حق عندك , تشاو .
أنهت حديثها وتركت لقدميها العنان لتسابقان الريح فليست تمتلك الشجاعه الكافيه كي تبقى أمامه بملامحه المتوحشه , الشرسه هذه .
زفر بضيق وهو يتابع ذهابها وغمغم بخنقه :
-هو الماضي ورايا ورايا !
——–( ناهد خالد )————-
-ياسمين أنتِ بتعملي ايه كل ده ! الأكل هيبرد يا حبيبتي !
كانت تلك كلمات ” صالح ” التي ألقاها باستغراب وهو يقف أمام باب غرفتهما المغلق بعدما نفذ صبره , فقد دلفت منذُ أكثر من ساعه لتغير فستانها وطلب هو العشاء من إدارة الفندق الذي قرر النزول فيه مع عروسه لثلاثة أيام قبل السفر لقضاء شهر العسل المقرر قضاءه في ” دبي ” والتي كانت من اختيار ” ياسمين ” , اتجه لمكان الطعام ثانيةً بعدما ألقى جملته لها وهو ينظر للطعام بضيق فقد كان منذُ دقائق تتصاعد منه الأبخره دلاله على سخونته ولكن الآن يبدو أنه قارب على فقد حرارته وبالتالي دقائق أخرى وسيحتاجون لإعادة تسخينه !.
-لا لا أنا مكسوفه أطلع كده !
غمغمت بها وهي تطالع هيئتها في المرآه بذلك القميص الأبيض الذي يصل لقبل ركبتيها بقليل من قماشة الستان الناعم ورغم أنها ارتدت فوقه قطعه أخرى تصل لبعد ركبتيها بقليل إلا أنها مازالت تشعر بالخجل الشديد للخروج أمامه هكذا , انتفضت بخضه حين استمعت لدقه خافته فوق الباب تبعها صوته المطالب بخروجها لتناول الطعام فأدركت أنها أصبحت أمام الأمر الواقع , أخذت نفس عميق تشجع من نفسها وهي تذكر ذاتها أنه أصبح زوجها وليس شخص غريب , وبعد محاولات دامت لثلاث دقائق تقريبًا أخيرًا ها هي تفتح باب الغرفه وتخرج بخطى بطيئه مضطربه , انتبه لها ” صالح ” فاتسع ثغره مبتسمًا وهو يردد :
-أخيرًا , فكرتك نم…
كان يتحدث وهو يزيل أغطية أطباق الطعام حين استمع لصوت الباب يُفتح وأدرك خروجها , وتوقفت الكلمات في حلقه حين التف ورأها بمظهرها المهلك له , وأما عنها فوترتها نظراته أكثر مما جعلها تفكر في العوده للغرفه مره أخرى لكن قبل أن تفعل كان هو قد تدارك خجلها فهتف وهو يشيح ببصره عنها :
-يالا بقى عشان الأكل برد .
اقتربت منهِ وجلست أمامه وبينهما الطاوله التي كادت تختفي تحتها وهو يراقب ما تفعله بضحكه مكتومه حتى أنتهوا من تناول العشاء , فوقفت هي سريعًا تقول بارتباك جلي :
-أا..أنا هدخل أنام بقى عشان أُرهقت .
خطوه والثانيه والثالثه كانت في أحضانه لا تدري متى ولا كيف ولكنها فجأه وجدت ذراعيهِ تطوقها بحصار , فوقفت تنظر له بقلق وهي تسمعه يقول ببسمه واسعه وعيناه مُثبته في عيناها :
-بتهربي ؟ من امتى وأنتِ بتنامي الساعه 11 , ده احنا حتى عاملين الفرح بدري .
ابتلعت ريقها بارتباك ثم رددت بتبرير :
-مهو , أصل أنا …
-ياسمين .
قاطعها هامسًا بإسمها فرفعت رأسها له بإنتباه لتجده يُكمل متسائلاً ببحه مميزه :
-بتحبيني ؟
تسارعت أنفاسها وهي تستمع لسؤاله المفاجئ لها , ووجدت أنظارها تنخفض تلقائيًا لكنه لم يسمح لها وهو يعيد رفع وجهها بإصبعه ويقول :
-أنا عارف الإجابه من الجواب الي كان مع هدايا عيد ميلادي , بس عاوز أسمعها منك .
نظرت له بتردد لقد قررت سابقًا أن تعترف له بها بعد زواجهما خاصًة وهو لم يبخل عليها بإظهار مشاعره والإعتراف بها لكن ماذا تفعل في خجلها الذي يفسد كل شئ !
-قوليها يا ياسمين نفسي اسمعها .
قالها ثانيًة بنبرة رجاء طغت على نبرته فعزَ عليها ألا تقولها له ووجدت نفسها تهمس بصوت وصل لمسامعه بوضوح :
-بحبك , بحبك يا صالح من أول ما عرفت للحب معنى .
ارتجفت مشاعره وهو يستمع لهمسها المُحبب وارتفع كفيهِ يكوبان وجهها وهو يهمس بالمقابل بأعين لامعه بمشاعر صادقه :
-وحبكِ كان التوبه لقلب مليان معاصي .
وكانت هذه جملته الأخيره التي قالها قبل أن يبدأ معها مراسم إكتمال الحب , ويصبحان روحًا واحده وجسدًا واحد …..
————–
الثالثه والثانيه والعشرون دقيقه فجرًا,
في أحد أفخم فنادق القاهره ,
تحديدًا غرفة العروسين ..
تقلب بعدم راحه لإستماعه لرنين هاتفه المتواصل وهو لم ينم سوى من ساعه تقريبًا بعد ليله رائعه قضاها مع من أختارها قلبه يثبت لها فيها صدق مشاعره بكل الطرق المُمكنه , تأفأف بضيق وهو ينهض من فوق الفراش بعدما ألقى نظره على زوجته الحبيبه فوجدها مازالت نائمه رغم اقتضاب ملامحها فيبدو أن الرنين يزعجها هي الأخرى , جذب الغطاء أكثر عليها قبل أن يترك الفراش ليحميها من برد جهاز التبريد خاصًة في هذا الوقت من الليل , ومن ثم اتجه لهاتفه ليجده رقم ! مجرد رقم سخيف يزعجه في ليله كهذه !
فتح المكالمه بعدما خرج من الغرفه كي لا يزعج تلك النائمه وهو يجيب بحده :
-ألو , مين ؟
– Ops , أوعى أكون أزعجتك يا بيبي !
سبه بذيئه خرجت من فاهه وصلت لمسامع الأخيره بوضوح تبعها قوله :
-أنتِ عاوزه ايه يا زفته أنتِ !
شهقت باصطناع ثم قالت بنبره معاتبه :
-أخص عليك يا صلوحه أنا زفته ! لا أنا كده أزعل , وأنا زعلي وحش .
اشتعل الغضب بأوردته ليهتف بعصبيه :
-ما تولعي , بقولك أيه قسمًا بربي لو ما بعدتِ عن طريقي لأسففك التراب .
وأنهى المكالمه بغضب عارم قبل أن يستمع لردها وما إن أنهاها حتى استمع لصوتها من خلفه تناديه باستغراب :
-صالح !
أغمض عيناه لبرهه يستعيد هدوءه قبل أن يلتفت لها بابتسامه هادئه وهو يغمغم في حين يقترب منها :
-عيون صالح .
شدت “روب ” القميص تحمي نفسها من بعض نسمات الهواء البارده التي تضرب جسدها القادمه من أحد النوافذ المفتوحه وهي تسأله :
-ايه الي صحاك ؟
وصل أمامها فجذبها برفق لداخل الغرفه وهو يقول :
-شخص سخيف متشغليش بالك , بس صدقي الحسنه الوحيده الي عملها أنه صحاكِ .
قطبت حاجبيها باستغراب وهي تسأله :
-ليه ؟
أغلق باب الغرفه خلفهما وهو يقول بتلاعب :
-حالاً هقولك .
———————-
خمسه و عشرون يومًا مروا بسلام لحد ما , سافر ” صالح وياسمين ” لدبي لقضاء شهر عسلهم كما قرروا سابقًا وقضوا أيامًا حقًا لا تُنسى , ورغم عدم كف ” مُنى ” عن مطاردة ” صالح ” ومضايقته إلا أنه لم يرمي لها بالاً وعقد النيه على لقائها فور وصوله لمصر وتلقينها درسًا لن تنساه كي تكف عن اللحاق بهِ , وفي ليله من لياليهم الرائعه خرج ” صالح ” ليجلب لهما العشاء من أحد مطاعم الأسماك المعروفه والتي أصرت ” ياسمين ” على العشاء منها ولقربها من مكانهما فضل ” صالح “النزول بنفسه لجلب الطعام وقرر المرور على أحد محلات بيع الورود لينتقي لها باقه مميزه يفاجئها بها .
كانت تضع لمساتها الأخيره من مستحضرات التجميل على وجهها فهي أيضًا قد أعدت له مفاجئه خاصه , ومسدت بكفيها على قميص النوم المغري حد الهلاك التي قررت ارتدائه بلونه الأسود الرائع , قبل أن تستمع لرنين هاتف ” صالح ” المتواصل فيبدو أنه قد نساه , اقتربت منه تطالع شاشته لتجده رقم غير مسجل , لكنه رقم مصري ! رُبما أحد من عائلتهما , فتحت المكالمه وقبل أن تنطق بحرف استمعت لصوت أنثوي يقول باهتياج :
-بطنشني يا صالح ! بقالي 5 أيام بكلمك وأنت بتكنسل وفي الآخر تعملي بلوك فاكرني مش هعرف أوصلك ! قلتلك قبل كده بلاش تزعلني عشان زعلي وحش , مش خايف أقول لمراتك حبيبة القلب عن نزواتك القديمه واطربقها فوق دماغك …
تخشبت محلها وهي تستمع لحديث الأخرى , نزوات ! أي نزوات تقصدها ومن هذه !!

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *