رواية حنين الماضي الفصل الخامس 5 بقلم نجلاء زكي
رواية حنين الماضي الفصل الخامس 5 بقلم نجلاء زكي
البارت الخامس
رواية حنين الماضي الحلقة الخامسة
اتى يوم الجمعة وهو يحمل الكثير من التوقعات فمها وسالم يتمنيا ان يستقر ابنهم الوحيد ويرتاح قلبه فقد بدا لهما كم يحب يوسف حنين اما يوسف فمنذ علم من والدته بان حنين ستتناول الغذاء معهم يوم الجمعة وهو يعد الساعات لينعم مع حنين ببعض الوقت بعيدا عن العمل فهو يريد ان يجلس معها ويطمئن ان كانت قد نسيت ما مرت به اما حنين فهي تحب جدا الجلوس مع مها والحديث معها ومع دكتور سالم فهي تعشق حبهم لبعض وبداخلها تتمنى ان تجد يوما شخص يحبها مثل حب سالم لمها
جلسا سالم ومها ينتظران حنين ما ان حضرت جلست معهم وظلوا يتحدثوا ويضحكوا فعلا الجلوس معهم يعطي للدنيا طعما اخر مر وقت قليل حتى اتى يوسف بابتسامته الساحرة والتي تربك حنين وتشعرها بالخجل لا تعلم لماذا لكنها ترتاح بوجوده طلب سالم الغذاء والذي مر بمرح وضحك من القلب لقد كان وقتا رائعا لتقوم مها بعد ان نكزت سالم
-يلا يا دكتور علشان نتمشى في التراك شوية وتهضم الاكل لينظر لها سالم بتعجب لكنها اشارت له بعينها ليتحدث بمرحه المعهود
-اه يا ولاد حكم الواحد شكله عجز لازم بعد الاكلة الجميلة دي نتمشى شوية شعرت حنين بالخجل
-طيب استاذن انا لتقطعها مها
-تروحي فين لسه هنقعود مع بعض شوية واهو يوسف هيكون معاكي مش هنتاخر وبالفعل ينصرفا لينظر لها يوسف مطولا وهي تشعر بالحرج ليشفق عليها ويحاول ان يحادثها
-طمنيني يا انسة حنين الشغل في المستشفى كويس لترد بحرج
-اه الحمد لله كويس وكل اللى بيشتغلوا معايا ناس محترمة الصراحة وساعدوني كتير ليبتسم يوسف
-طيب الحمد لله وانتي بتعملي ايه تاني
-الحمد لله قدمت دراسات عليا واهو بحاول اوازن بين الشغل والدراسة
-برافو عليكي بجد خطوة كويسة جدا حلو ان الواحد يشغل نفسه بحاجة تفيده وكمان علشان ميفكرش كتير في اي حاجة سالبية لتعلم حنين الى ما يلمح لترد بتلقائية
-اكيد طبعا لولا دعم اهلى ودكتورة مها مكنتش هعرف اتخطى الوضع ليوضح يوسف
-الفقدان شئ صعب اي كان سبب الفقد لما تبقى حياتك مرتبه على وضع معين ويحصل العكس وتفقد اهم شخص في حياتك بيكون شئ مربك بتحسي انك واقفة في نص الطريق لعارفة ترجعى زي الاول ولا تعيشى المستقبل اللى حلمتي بيه بتحاولى تغيري حياتك باي شكل على امل انك تعيشى حياة ومستقبل جديد تنظر له حنين بالم فهي تشعر انه قد مر بتجربة المته
-من الواضح يا دكتور انك بتتكلم عن تجربة ليبتسم يوسف لتلميحها
-فعلا يا انسة حنين حسيت بالم الفقد لتسرع حنين كي تهون عنه
-عموما هي اللى خسرانة ليبتسم يوسف بالم
-مكنش بايديها لتتعجب حنين
– ازاي ليرد يوسف
-مش كل انسان بيترك حبيبه بيكون بارادته في اسباب اقوى مش للانسان دخل بيها لتشعر حنين انه مر بتجربة صعبة ليكمل
-عارفة يا حنين واسمحيلي اقولك اسمك. بدون القاب لترد عليه بود
-اتفضل ليكمل
-انتي عارفة لما الحبيب يسيب حبيبه بغدر او خيانة او اي سبب يخليه حتى انه من جوه كره او حطه في مكانه اقل افضل من ان حبيبك يسيبك وانت في قمة حبك ليه وانتي عارفة انه مش بارادته انه سابك لترد حنين
-فعلا صعبة جدا ليكمل يوسف
-مش عارف انا بحكي ليه ليكي بس حاسس انك اكتر واحدة هتحس بالمي لتنظر له حنين بالم ليكمل
-انا وندى كنا زمايل في الكلية حبينا بعض من اول نظرة حسيت انها الانسانة اللي بدور عليها اتخطبنا واحنا في الجامعة وكنا هنتجوز اول ما نخلص حلمنا ببيت يجمعنا لكن مش كل اللى بنحلم بيه بتحقق ندى تعبت فجاة وهي في عز نشطها ومرة واحدة اكتشفنا ان عندها كانسر وفي حالة متقدمة ومفيش اي امل فى انها تنجو منه عارفة وانتي بتشوفي حلمك بيطيفى ادام عنيك احساس صعب لتسقط دمعة من عينه وكذلك حنين بكت ليكمل
-بس يا سيتى ارادة ربنا فوق كل بشر وربنا اختار ندى وراحت وانا فضلت انهرت وادمرت لولا وقوف ماما وبابا جنبي كنت انتهيت لكن مع الوقت قدرت اتخطى اللى فات واعيش واهي الدنيا والزمن بتنسي تساله حنين
-وقدرت تنسى بجد ولا تناسيت اللي حصل ليبتسم
-ندى بقيت في حتة مدرية في قلبي زكرياتي معاها حبي ليه لكن اكيد بدات اعيش واحاول احب واتحب لتساله ببعض التوتر
-تحب وقدرت ليبتسم مرة اخرى ابتسامته الساحرة
-يعني نقدر نقول بدات افكر في واحدة وبدات تشغلي بالي وقلبي بس مش عارف هي كمان هتقدر تحبني ولا لا لتشعر ببعض التوتر
-طيب ده من امتى ليرد وهو ينظر اليها بعمق
-من كام شهر عيون خطف.تني ومن يومها عرفت ان قلبي دق تاني لتبتسم فهى تشعر انه يلمح لشئ لكنها لا تريد ان تصدق ان من الممكن ان تحب او تتحب ليسالها يوسف بلهفة
-وانتي يا حنين قدرتي تنسي لترد ببعض الراحة
-قدرت اتخطى اللى حصل وارجع اقف على رجلى تاني واحس اني مخسرتش بالعكس انا كسبت نفسي واقدرت اتحرر من قيد كنت مقيدة نفسي بيه لينظرا الي بعضهما وفي عيونهم الكثير والكثير من الكلام الذى لم يصرحا لبعضهما به لياتيا مها وسالم يقطعا حبل تواصل عينيهم ليكملا الجلوس معا جميعا بجو من الاولفة والسعادة وبداخل حنين ويوسف امل فى حياة ودنيا جديدة بانتظرهم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مر شهر على هذا اللقاء والذي كان نقطة انطلاق لمشاعر جميلة وراقية تتولد بداخل قلب كلا من يوسف وحنين لقد اصبحت العيون تتلاقى بشوق لكن لم يصرح كلا منهم للاخر بمشاعره الى ان اتى يوما والتقى يوسف وحنين بمدخل المستشفى فوقف يلقى عليها السلام فلقد اشتاق التحدث معها فمنذ ذلك اليوم وهو يشعر انه بالفعل يحب حنين بل يعشقها ويعشق وجودها بحياته
-السلام عليكم عامله ايه يا حنين لترد بخجل
-وعليكم السلام الحمد لله يادكتور ليمازحها
-بردوا دكتور مش قولنا نشيل الالقاب لتتحدث حنين بخجل وتوتر
-بس احنا في مكان شغل والمفروض اني انادي حضرتك كده ليضحك
-لا دا…… ليقطعهم احد زملاء حنين ويدعى محسن ليلقى التحية
-السلام عليكم ازي حضرتك دكتور يوسف
-اهلا وسهلا يا استاذ…. ليقطعه محسن
-محسن اسمي محسن ابراهيم بشتغل في الحسابات مع الاستاذة حنين ليتحدث يوسف وهو ينظر الى حنين
-اه اهلا وسهلا يتحدث محسن بجدية
-الصراحة يا دكتور انا كنت عرفت ان الانسة حنين من معارف حضرتك والدكتور سالم فحبيت اني انتهز فرصة وجود حضرتك مع الانسة حنين اصل الصراحة ان الانسة مش بتتعامل مع حد الا في حددود الشغل بس وانا كنت يعني عايز اطلب منها انها تحدد ميعاد
مع والدها لانه يشرفني اني اتقدم ليها ما كان من يوسف الا ان نظر اليه بعيون تطلق شرر من الغضب ثم ينظر الي حنين بتسال لتحرك راسها بمعني لا لينظر مرة اخرى الى محسن ويبتسم ابتسامة صفراء ويصرح
-طبعا انت انسان مهذب كونك بتحب تدخل البيت من بابه ليبتسم محسن بفخر، ليكمل يوسف
-بس معلش ماهو مينفعش برضو انك تطلب ايد واحده من خطيبها لينظر له محسن بفزع وخجل ويعتذر وينصرف وهو يتخبط اما حنين فقد اتسعت عينها بدهشه من تصريح يوسف ليقترب يوسف قليل ويوجه لها الكلام
-يا ريت تبلغي الاستاذ محمد ان انا والعيلة هنكون عندكم بكرة بعد صلاة العشاء لم تتكلم حنين او تصدر اي حركة ليحرك يوسف يده اما اعينها التي تحجرت على نفس الوضع لتنتبه لحالها
-هه حضرتك كنت بتقول حاجة ليبتسم ويعيد ببطء
-بقول يا ريت تبلغي الاستاذ محمد اني انا والاسرة هنكون عندكم بكرة بعد صلاة العشا لتسأل بذهول
-عندنا ليه ليجيب وهو يضحك على حالها
-بيقولوا عنده بنت والعبد لله عايز يكمل نص دينه لتبتسم على طريقته وترد بخجل
-تشرفوا لتنصرف مسرعة من امامه وهي تموت خجلا
ليضكك يوسف على حالها وينصرف هو الاخر
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بمنزل الاستاذ محمد حضر يوسف واسرته في الموعد المحدد وكان اسرة حنين في استقبلهم جلس الجميع يتحدث وكان سالم يعطي جو من المرح والبهجة وقد ارتاحت العائلتين الى بعضهم ليتحدث الدكتور سالم
-استاذ محمد انا يشرفني انا واسرتي اننا نطلب ايد بنتنا حنين لابني يوسف ليرد محمد بود
-الشرف لينا احنا يا دكتور والله لو فيه قبول من حنين هنكون سعداء اننا نناسبكم انتم نعم الاسرة والنسب لينظر الى حنين والتى كانت تشعر بالخجل يسالها والدها
-ها يا حنون رايك ايه لترد وهي تذوب من الخجل
-اللى تشوفو حضرتك يا بابا ليبتسم محمد والحضور، فهذا رد يدل على القبول ليتم قراءة الفاتحة ثم تطلب مها منهم ترك حنين ويوسف يتحدثا على انفراد وبالفعل يتركهم الجميع بحجرة الصالون ويتجوا الى الخارج لينظر يوسف لحنين
-مبروك يا حنين لترد وهى لا تقوى على رفع عينها
-الله يبارك فيك يا…ليقطعها يوسف
-يا ايه لترد بهمس
-يا يوسف ليضحك يوسف
-اخيرا نطقتي اسمي دا انا قولت ان اسمي صعب ولا حاجة لتضحك عليه فهو يمتلك خفة ظل مثل والده
-لا مش صعب ولا حاجة ليسالها يوسف
-مش عايزة تعرفي حاجة عني لترد
-زي ايه انا تقريبا عارفة عنك بعض الحاجات
-طيب يا سيتي انا عندي ٣٧ سنة وحيد والدي وولدتي
-عارفة دكتورة مها حكيتلي عن قصتها مع دكتور سالم ليضحك
-لا دا انتي شكلك عارفة كل حاجة عني طيب يا سيتي انا عندي شقة مساحتها حلوة قريبة من بيت والدي تحبي تشوفيها في اي وقت علشان نبدء، في تحضرها لان بصراحة مستعجل اني اخش دنيا لتساله
-طيب ممكن هو انت عايز تبقى في بيت لوحدك يعني حابب كده
-مش فاهم لترد بابتسامة
-يعني انت وحيد اهلك وانا عارفة اد ايه هما الاتنين متعلقين بيك لو تحب اننا نقيم معاهم في البيت بتعهم انا معنديش اي مانع انا بحب دكتورة مها ودكتور سالم جدا ليبتسم لها
-طيب قوليلي احبك اكتر من كده ايه لتضحك
-لا انا ليا غرض عايزك تتعلم من دكتور سالم وتحبني زي ما بيحب دكتورة مها ليضحك بملء صدره على حديثها
-هتعرفي ان شاء الله انا بحبك وهحبك اد ايه يلا بقى نطلع نقول لهم اللى اتفقنا عليه هيفرحوا اوي وكمان علشان نتفق على ميعاد الفرح انا عايز اتجوز بسرعة ادامك شهر وتكوني جهزة لتحرك راسها بنعم وعيناهم يلتقيان وهما يشعان حب وسعادة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور عام
بمنزل الست نعمات يدق جرس الباب صباحا لتقوم تفتح الباب وهي تسال
-مين ليرد علاء
-انا يا امي افتحي لتشعر بالسعادة فهي اشتاقت الى وحيدها الغائب لتفتح الباب بشوق وتقوم باحتضانه
-وحشتني يابني كل دي غيبة كده يا علاء سنتين يابني لتنظر بالخارج ليدخل علاء ويغلق الباب خلفه
-امال فين مراتك وابنك يا حبيبي ليبتسم علاء بمرارة
-عند اهلها يا امي لتساله
-طيب يا بني مش كنت تجبهم على هنا يستريحوا وبعدين يسفروا انا نفسي اشيل ابنك واخده في حضني ليتنهد علاء
-ان شاء الله يا امي هبقى اجيبه ليكي تشوفيه احنا اصلا وصلنا مصر امبارح على مطار الاسكندرية وانا يدوب قضيت سواد الليل وجيت اشوفك لتبتسم نعمات بمرارة
-انا هستغرب ليه ان مراتك مجتش معاك اذا كنت انت يا ابني لا قولت انك نازل ولا فكرت تنزل عليا الاول يبقى هلومها على ايه ليرد علاء بتوضيح
-اصل مايا كانت نزله تستلم الشقة اللى كانت حجزها وكمان تبداء توضبها للتتحدث نعمات بسخرية
-اه قولتلي وانت اخبار الشقة اللى هتجبها فين ليرد بكسوف
-والله يا امي مش باين لها لا شقة ولا حاجة دا يدوب اللي بيجي على اد اللى رايح مصريفنا هناك كتير وكمان مصريف الولد لتبتسم نعمات
-شكلك حاسبتها غلط يابن بطني ليحاول علاء تغير الموضوع
-صحيح يا امي عم محمد فين اصلى وانا طالع مسمعتش صوت القران اللى دايما بيكون شغال عندهم والبيت مضلم باين من شراعة الباب لتبتسم نعمات تعلم ان ابنها يحاول ان يتهرب من الكلام وكذلك يشعر بالحنين الى حنين
-ابدا يابني دول سافروا مع نسيبهم معرفش اسمها ايه ديه اه شرم الشيخ ليسال علاء بتعجب
-اهل امل ايه اللى هيوديهم شرم لترد بتلقائية
-لا يابني اهل امل مين دول اهل الدكتور يوسف جوز حنين لتصمت عندما تجد المفاجاة على وجهه ابنها ليسألها بالم وحسرة
-هي حنين اتجوزت امتى ومين
-اه يابني اتجوزت من سنة واهي على وش ولادة وجوزها وعيلته حبوا يفسحوها شوية قبل الولادة حكم هما بيحبوها اوي فوق ما تتخيل
-حنين طيبة تستاهل كل خير واتجوزت مين
-ما شاء الله اتجوزت دكتور يوسف ابن دكتور سالم صاحب المستشفى الكبيرة اللي في الشارع العمومي ليشرد بالم
حتى انتى كمان يا حنين ضعتي مني انا اغبى انسان زي ما امي قالت محسبتهاش صح لتكمل والدته وهي تشعر بالصراع الذى يدور في قلب وعقل ابنها فهي كانت تخشى من ذلك اليوم عندما يندم على ما اضع من يده لتضع يدها على ظهره بحنان الام
-عيش يا ابني عيش حياتك اللي انت اخترتها حنين ماضي انت كتبت انك تنهي بايديك للاسف نهيته بطريقة قاسيه وجعت البنت الوحيده اللي حبيتك بجد خلاص يابني هي بقت ماضي وبقى لي حياتها وانت كمان بقى ليك حياتك عيش يا ابني عيش عشان خاطر ابنك عشان مراتك حاول تمشي حياتك وتحاول تتقبل اللي انت اخترته ما حدش بيعيش غير حياته اللى ربنا كتبها له ربنا مكتبش ليك انت حنين نصيب لكن خلاص كل واحد بقى
لي حياته وحنين بقت ماضي انساها يابني هقوم اعملك حاجة تاكلها تلقيك على لحم بطنك لتغادر وتتركه لافكاره
فهو يشعر بما فعلت يده فلقد باع الذهب بالتراب اختار من لا يستطيع العيش معها ظنا منه انها الحياه التى يريد وباع من كانت عشقه ومعشوقها الوحيد اه ربنا عوضها وكتب لها انها تعيش من اول وجديد حياه جديده وسعيده لكن هو هيعيش طول عمره ندمان على حنين على حب لن يستطيع يوما تعويضه
حنين اصبحت من الماضي وسيظل هذا الماضي بداخل قلبه يتحسر عليه كلما تذكر ماذا فعل وماذا اصبحت حياتك
تمت بحمد الله
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية حنين الماضي)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)