رواية بنات ورد الفصل الخامس 5 بقلم رشا عبدالعزيز - The Last Line
روايات

رواية بنات ورد الفصل الخامس 5 بقلم رشا عبدالعزيز

رواية بنات ورد الفصل الخامس 5 بقلم رشا عبدالعزيز

 

 

البارت الخامس

 

بنات ورد❣️ 5
خرجت من غرفه والدتها بعيون تحمل الكسره والقت بجسدها المثقل بالهموم على الكرسي
آهات خنقت صدها ودت لو تصرخ وتخرجها شعور بالعجز كبل يدها حتى علمها وشهادتها
لم تنصفها اليوم تجد نفسها مقيده أمام سطوه المال
حسره جرحت فؤادها وشعور بالذنب أصبح يطرق تفكيرها لماذا لم تنتبه لشحوب والدتها لماذا لم تسمع أنينها
كيف غفلت عن آهاتها تدحرجت دموعها في حرقه تلوم حالها
-هداوي الناس إزاي وأنت فشلتي أنك تداوي أهم حد في حياتك
لتشعر بكف ندى على كتفها تسألها بعين متوسله
-إزاي ماما النهارده ياشمس؟
زفرت أنفاسها المثقله بقله حيله وقالت:
-أديتها مسكن ونامت

 

 

ثم هزت رأسها تؤكد لها بحزن
-بس ماما حالتها تعبانه يا ندى نسبة العجز كبيره وجسمها ابتدى يتعب من الغسل
-والعمل يا مشمش؟
تنهدت شمس بألم وقالت :
-ماقدمناش غير الزراعه
-بس الزراعه مكلفه متنسوش إننا محتاجين متبرع
قالتها هدى التي انظمت لهن
-لو ينفع نأخذ قرض أنا وندى.
قالتها شمس وهي تنظر لندى بأمل كأنها القشه التي سوف تنقذهم من الغرق
حركت ندى رأسها نافيه بحزن
-مينفعش متنسيش أنت امتياز
زفرت أنفاسها بتأفف وهي تضع رأسها بين يديها بيأس
-طب والعمل أي هو أحنا ممكن نستلف من حد؟
لتجيبها ندى بضياع توكد لها استحالت الأمر
-ومين الي هيرضى يسلفك مبلغ زي دا
نظرت لهم هدى في حيره تفكر في فكره علي لتعود بذكرياتها إلى حوارها معه
-أنا عندي الحل لمشكلتكم
أتسعت عينها بترقب لتسأله بلهفه
-بجد يا علي؟. (رشا عبد العزيز)
ليكمل بتردد
-بس هو صعب شويه
عقدت حاجبيها تسأله في حيره
-وأي هو؟
صمت قليلا ثم رمى مابجعبته دفعه واحده
-تطلبو الفلوس من جدي
أرتفع حاجبها بدهشه وقالت بسخط مستنكره
-نطلب من بدران الجوهري مستحيل!
ليردف هو محاولاً إقناعها
-ياهدى جدي أتغير صدقيني
لتلوي شفتها بستهزاء وتقول ساخره
-بدران الجوهري يتغير
افتر ثغره عن تنهيده يائسه لكنه أكمل
-ياهدى صدقيني أنا بشوف عيني بدمع لما تيجي سيره عمي حسين
لترتسم ضحكه ساخره على فمها وتقول:
-والله فيه الخير
نظرات علي المنزعجه جعلتها تكمل
مستفسره باستهجان
-وكان فين جدك وضميره وابويا ميت من سنين مفكرش في يوم في كوم اللحم الي سابه دا أحنا بنات مخافش علينا من كلاب السكك تنهش لحمنا
طأطأ علي راسه بخزي يعلم صدق حديثها لكنه لايعلم السبب وراء مافعله جده
-عندك حق يا هدى بس أنتو ليكم حق عنده على الأقل طالبو فيه
ثم نظر نحوها يحثها قائلاً
-طب انت عندك حل تاني عشان تأمنو الفلوس؟
عادت من ذكريتها على نقاش ندى وشمس الذي إنتهى من دون حل استجمعت قواها وقالت بتوجس:
-احنا ليه منطلبش الفوس من جدي
وكان كلماتها كان الحجر الذي ألقى على بركان غضبها لتهب تصرخ بها بغضب
-أنتِ اتجننتي عاوزنا نطلب الفلوس من بدران الجوهري أنتِ واعيه أنتِ بتقولي أي
-ياشمس دا حقنا وحق أبونا وهو الي هنطلبو نقطه في بحر ثروته
لتنتفخ أوداجها بغضب حتى نفرت عروقها
-ملعون أبو الفوس الي تيجي من بدران هو أحنا نسينا عمل فينا أي؟!
ثم نظرت إلى ندى التي لم تتحدث بيريه وكأنها تؤيد كلام هدى لتصرخ وهي تشير نحوالاثنين
-شوفو أنتو الاثنين أنا عندي أسرق او أن شاء الله أبيع لحمي وإلا امد أيدي لبدران ثم استرسلت ترفعت سبابتها محذره
-إياكم تفكرو في الحل دا والا هيكون آخر مابيني وبنكم. (بقلم رشا عبد العزيز)
ثم تركتهم ترحل كعاصفه هوجاء تدخل غرفتها وتصفع الباب خلفها بقوه لينظر الاثنين إلى أثرها ثم إلى بعضهم البعض بحزن
جلست على سريرها تنظر ليدها المرتعشه من شده انفعالها تشعر بضربات قربها المنتفض داخل أضلعها لتزفر أنفاسها بقوه تحاول الهدوء من نوبه الغضب التي انتابتها
لتستلقي على سريرها و تأخذها الذكريات نحو الماضي تتذكر كيف أمسك والدها يدها يقودها نحو هذا المحل الكبير في تلك المنطقه الشعبيه ليقف عند أعتاب ذلك المحل بتذلل يطلب رؤيه شخص عرفه أن اسمه بدران
وما هي إلا لحظات حتى جاء رجل بملامح طيبه احتضن والدها مرحبا وقال مبتسماً
-أهلا يا حسين أهلا يا خويا واحشني
ليبادله والدها العناق وهو يقول:

 

 

-اهلا ياحسن ازيك؟
لينظر ذلك الرجل إليها ويسأل
-بنتك ياحسين؟
لينظر لها والدها بفخر
-أيوه شمس الصغيره
لينزل ذلك الرجل لمستواها ويحتضنها رغما عنها ويقبل وجنتيها وهو يقول:
-أهلا ياشموسه أنا عمو حسن ياحبيبتي
ثم نظر نحو والدها ثم عاود النظر اليها يسألها
-عندك كم سنه يا شمس؟
-عشره
ليضيق الرجل عينه يفكر ويقول:
-يعني أنتِ أصغر من علي ابني
ليردف والدها. (رشا عبد العزيز)
-ربنا يخلهولك ياحسن
لينهض الرجل يربت على كتف والدها مرددا
-تسلم ياحسين ويحفضلك البنات ياخويا
ثم تحدث والدها بارتباك قائلاً:
-اقدر أشوف أبويا الحج؟
ليبتسم حسن ابتسامه باهته ويقول بتوتر:
-هبلغه أصله قاعد هو ومحسن في المكتب ليفهم والدها مغزى كلامه فمحسن كان لا يحبه و
كان دائما يحرض والده عليه
أنتظرومده حتى كاد الملل يخنقهم .ابتلت يدها التي بين يدي والدها بالعرق لترفع نظرها إلى والدها تسأله بعبوس
-بابا خلينا نمشي الظاهر مش هيدخلونا أنا تعبت
أنحى والدها يمسح حبات العرق المتجمعه على جبهتها ومسح على وجنتها بحنان وهو يبتسم ابتسامه مضطربه
-استحملي شويه ياحبيبتي أنت مش كنت
عاوزه تشوفي جدو؟
-بس هو مش عاوز يشوفنا يابابا
لسانها نطق بعفويه ليبتلع ريقه يعلم أن فطرتها الطفوليه صادقه يبدو أنه لايريد رؤيتهم مسح على رأسها
بحنان وقال يسألها
-لو رجلك وجعتك أشيلك يامشمش؟
مطت شفتيها با إزعاج وقالت رافضه:
-لا يابابا أنا بقيت كبيره ميصحش تشلني في الشارع ماما قالت كده
ليضحك على قولها ويهمس لها مازحا
-ملكيش دعوه بماما هي مش هتشوفوا هنا
لكنها هزت رأسها رافضه ونطقت بما مزق نياط قلبه
-لا يا بابا أنا هستحمل
ليهم بالمغادرة حزنا عليها فما ذنب صغيرته ان تدفع ثمن عقابه
-يلا يامشمش خلينا نمشي الظاهر ملكيش نصيب تشوفي جدو
ليستدير راحلا وكاد ان يخطو راحلاً لكنه سمع نداء حسن
ليسمح لهم أخيرا بالدخول دخلت خلف والدها بخطوات بطيئه يملئها الخوف من هيئه الرجلين لتجد والدها يتذلل الأحد هم يفلت يدها ويركض نحوه يقبل يده ورأسه رغم أعراضه
-إزيك ياحج وازاي صحتك أن شاء الله بخير
ثم ينظر نحوها مبتهج وهو يقول له
-دي بنتي شمس ياحج
انتفض قلب بدران فقد كانت الفتاه تحمل اسم ابنته الراحله فلقد رحلت شمس في عمر صغيرا جداً بعد أصابتها بالحمى ليرمق تلك الطفله يطالع هيئتها كانت نسخه مصغره عن والدتها ليسمع ولده يقول مشيرا لها
-تعالي سلمي على جدو ياشمس
لتقترب بخوف وتفعل مثل ما فعل تمسك يد جدها تقبلها وكاد قلب بدران أن يلين لولا ذلك الصوت البغيض الذي سمعته شمس يقول:
-طريقه جديده للشحاته دي جايب بنتك تضغط فيها على أبوك
وكان كلام محسن نبهه لينفض يده يسحبها من بين يديها الصغيره التي كانت تمسك أصابعه ويستدير مبتعد عنها حتى اختل توازن شمس وكادت أن تسقط لولا والدها الذي أسندها لتتشبث بيه بخوف وتختبأ خلفه بعيون يملئها الرعب ليعتصره قلبه من فعله أبيه
ويسحب شمس يحتضنها محاولاً تهدئتها
ثم صاح بغضب
-بنتي مش شحاته يامحسن بنتي كانت جايه توري جدها علامتها العاليه
ليخرج نتيجتها الدراسيه ويضعها على سطح المكتب ويضرب عليها بقوه ثم يمسك يد شمس يسحبها ليسمع صوت والده البارد وهو يقول:
-خذ بنتك وأطلع برا
وكان صوته كان كسكاكين طعنت قلبه مزقت روحه المشتاقه لتلمع عينه بالدموع ويتجمد في مكانه لولا أن شعر بيد شمس التي تجذبه وتهتف تحثه على الرحيل
-يلا يا بابا خلينا نمشي من هنا
أستجاب لندائها وخرج يجر أذيال الخيبه والكسره وسط نظرات حسن التي تابعته بحزن ليقول لوالده معاتبا
بصوت وصل له
-ليه كده ياحج كسرت بخاطره قدام بنته
-يستاهل عشان يبطل حركاته الكدابه
قالها محسن بصوت غلفه الحقد ليحدق حسن بشقيقه بتعجب بعد كلماته الجارحه ويهز رأسه بياس
***********(بقلم رشا عبد العزيز) *******************
سار بجانبها كالمغيب يسير بلا هدف قلبه ينزف من لقاء ظنه سيساعده على نيل الغفران لكنه ها هو الفشل
حليفه مره أخرى تعبت قدماها الصغيره من المسافه الطويله التي ساراها معا لكنها كلما نظرت نحو والدها وجدت الحزن المرتسم على وجهه تتردد في الكلام معه لكن أنهكها التعب لتفرح عندما وجدت أحدى المقاعد العامه لتهتف تشير نحوه
-بابا حبيبي ممكن أقعد هنا
أفاقه سؤلها من شروده لينظر إلى ماتشير اليه ليومئ لها برأسه موافقا لتفلت يده بسرعه وتهرول نحو المقعد
تجلس عليه وبعفويه نظرت نحو قدمها
المجهده لينفطر قلبه حزناً عليها اتجه نحوها
ليقف أمامها ثم ينزل إلى مستواها خلع حذائها الصيفي ليبصر احمرار قدمها ليبدأ في تدليكها ليحني رأسه يُقبل قدمها الصغيره كنوع من
الإعتذار على ما عانته اليوم ورغم عنه أنسياب دموعه بحرقه وهو يتذكر نظراتها المرتبه أمام جبروت والده سقطت دموعه الدافئه على قدمها القابعه بين يديه
لتزم شفتها بحزن وتتجمع الدموع في عينها تسأله بقلق
-انت بتعيط يا بابا؟
انتبه لسؤالها ليمسح دموعه بسرعه ويبتسم قائلا وهو يرفع راسه ينظر إليها
-لا يا حبيبتي أنا مش بعيط
لكنها فاجئته وهي ترفع يدها الصغيره تمسح عينه وتلك الدموع التي علقت بين أهدابه وبفطره سألته.
-أنت بتعيط ليه أنت زعلت من جدو.؟
ليمسك يدها يقبلها
-لا ياروحي أنا مش زعلان
ثم صمت يتنهد بألم وكسره وقال لها برجاء وهو يحتضن يديها بين يديه
-مشمش ياروحي بلاش تقولي لماما وأخواتك إنا أحنا روحنا لجدو
ثم همس لها يقنعها

 

 

-ممكن يكون دا سر بيني وبينك؟
لتهز راسها بطاعه
-حاضر يابابا
ليحتضن وجهها بيديه ويقبل وجنتيها وهو يقول:
-شاطره يا مشمش وعشان أنتِ تعبتي هنشتري آيس كريم قبل مانروح البيت
لتعود من ذكرياتها تمسح دموعها التي سالت على وجنتهاوهي تقول محاوره طيف والدها
-ومشمش لسه شاطره ياحبيبي ولسه محافظه على السر
لترحل بذكرياتها مره أخرى إلى مابعد عامين في ذلك اليوم المشؤم وقبل حادثه والدها بساعات
عندما سمعت بصوته القادم من غرفه نومه لتعلم أنه قد عاد من العمل لتحمل ورقه علاماتها العاليه وتركض نحو غرفته لتريه الورقه
لكنها تسمرت عند أعتاب الغرفه وهي تجد والدها يجلس أمام والدتها بجسد منهك
فتسمع الحوار الدائر بينهم لتجد والدتها تمسك بيد والدها المتشققه تضع له المراهم فعمله كان يجهد يده
لترفع يده تقبلها بعين دامعه
-ربنا يقويك ياحبيبي. (رشا عبد العزيز)
ليبتسم ابتسامه منكسر يجيبها
-ربنا يحفظك ياورد متشكر
بروده حديثه أدهشتها لكن الحزن المرتسم على وجهه جعلها تفهم مابه لتسأله
-أنت روحت لوالدك النهارده؟
ليهز راسه بألم وياخذ نفس عميقا ثم يزفره دفعه واحده بقوه عله يخرج معه نيران قلبه المتأججه يشكو لها
-سابني ساعتين في الشمس كأني شحات ياورد
واسترسل بعيون دامعه كطفل يشكو لامه
-كان نفسي بعد تمنتاشر سنه يسامحني وينسى مكنتش عارف انه قاسي للدرجه دي
حركت يدها على ذراعه تواسيه
-معلش ياحبيبي بكره يسامحك ويرضى عنك
-امتى بس ياورد دا أنا بروح كل شهر
استسمحه وهو يرفض ويطردني
قالها بحسره وبصوت مختنق ارتجف له قلبها لتنكس رأسها بقهر ليمسك ذقنها يرفع رأسها لتواجه عينه عينها الباكيه فيمسح دموعها با أنامله لتسأله بضطراب
-ندمان ياحسين؟
ليقبل عينيها ويخبرها بوجه أشرق بوميض الحب
-أنا أندم على جوازي منك ياورد دا أنتِ أحلى حاجه في حياتي أنت حب عمري ولو رجع بيا الزمان هختارك تاني يا عشق الروح
رمت نفسها بين أحضانه فهي موطنها وأمانها وبادلها هو العناق لتنساب دموعه بين أحضانها
لم تكن ورد تعلم أن هذا هو العناق الأخير عناق الوداع الذي ستفارق بعده أنيس روحها
عادت من تلك الذكرى تمسح دموعها تردد بجرح نزف لسنين كتمته عن شقيقتها
-بكرهك يا بدران بكرهك إد كسرت أبويا وحزن أمي وبدعي ربنا يأخذ حقنا منك ياظالم
******************************
أنهى اتصاله الهاتفي وجلس يمسك جهازه اللوحي يسجل احتياجات محلاته ويتواصل مع وكلاء الوكالات العالميه حتى شعر بتشنج رقبته ليضع الجهاز جانبا ويدلك رقبته وأسترخى بجسده على
كرسيه الوفير ثم أغمض عينه يدعكها ويضغط على جبهته عله يخفف ألم الصداع الذي أنتابه فجأءه ليريح رأسه إلى الخلف وماهي إلا دقائق من الاسترخاء أعادت له ذكريات عديده
لتلوح صورتها أمامه فجأءه فيفتح عينه مبتسماً بلا وعي أعتدل في جلوسه وأخذت أصابعه تضرب على طاوله المكتب بأ نتظام مع تكرار صوره ذلك المشهد أمامه ليقول بتهكم:
-ليه صورتك مش راضيه تفارق خيالي يابنت ورد؟
ثم نظر نحو الصوره القابعه فوقه مكتبه
ليلتقطها مقبلا إياه وهو يقول:
-وحشتيني
************(رشا عبد العزيز) *******************
توقفت السياره أمام تلك الفيلا الكبيره لتنزل الفتاتين بخطى متردده وقفتا أمامها لتمسك هدى يدها تمنعها
-ندى خلينا نرجع شكلنا غلطنا لما قررنا نجي هنا
لتنظر لها ندى وتقول بقله حيله:
-عندك حل تاني ياهدى أديكي شايفه حاله والدتك وأحنا منقدرش نأمن المبلغ
لتسألها هدى برتباك. (رشا عبد العزيز)
-طب وشمس هنقلها أي؟
-مش هنقلها حاجه أوعي ياهدى تجيبي لها سيره أحنا جبنا الفلوس منين أخذنا قرض واستلفنا من عم نعيم
ربما كانت هذه اللحظه هي من أصعب لحظات حياتها أن تذل لأكثر شخص تحقد عليه في حياتها فهل تنسى دموع والدتها أو كسرت والدها التي كانت ترها كلما زاره أسرار وأحاديث كانت تبوح بها أمها لها كي تزيح عن كاهلها بعض الهموم
وهل تنسى الحرمان الذي عاشو فيه بعد رحيل والدهم ماكنه الخياطه التي رافق صوتها تفاصيل حياتهم وحاكت خيوطها طريق مستقبلهم عين والدتها الذابله من السهر اماً أصابعها التي نغزتها الإبر اماً أضافرها
التي تحولها لمخالب قطه وهي تحافظ عليهم من عيون الآخرين
أم تنسى ملابسها الباليه التي عاشت بها لسنين ولسانها يعجز عن طلب ملابس جديده كل تلك الأفكار كانت تتزاحم في رأسها وتتلاطم كامواج بحر هائج في ليله عاصفه
تنظر لواجهه تلك الفيلا التي تظهر ثراء ساكنيها أسطول السيارات المتوقف بالخارج ذكرها كيف عانو مع المواصلات
أنوار مصابحها المنيره تذكرها بالأضواء الخافته التي كانت تقرأ دروسها عليها
مقارنات عقدها عقلها وهي تخطو داخل الفيلا وهدى تتشبث بذراعها كأنها تستمد منها القوه
قدم تتقدم وأخرى تتأخر حتى وجدو الحراس يقتربون منهم
-عايزين مين؟
لتجيب بتلعثم
-بدران الجوهري
– استنو دقايق
-ندى خلينا نمشي أنا خايفه أوي
حدقت ندى بها لكنها كان من الممكن أن ترجع قبل دخولها المكان لكنها الآن وبعد أن رأت هذا الثراء
فهم يمتلكون الحق بالمطالبه بألمال الم يكن والدهم صاحب الفضل الأول في هذه الثروه ألم يفني عمره مع والده كما أخبرتها والدتها إذا هم يستحقون بعض المال أخرجها من شرودها والحارس يقول:
-اتفضلو بدران بيه مستنيكم
سحبت هدى خلفها نحو الداخل بعد أن ثقلت خطوات الأخيره وهي تشعر بالذنب فهي صاحبه الفكره
بخطى متردده وقفو أمام غرفه مكتبه لتطرق الخادمه الباب وتأذن لهم بالدخول
نظرت أحدهما نحو الأخرى بتردد حسمته ندى عندما تقدمت نحو الداخل وجذبتها خلفها
حاله من الرهبه انتابتهم وهم يرون رجل خط الزمان على وجهه آثاره وزاده هيبه عينه التي كانت تتفحصهم
زادت من ارتباك خطواتهم حتى أصبحوا أمامه
لم يكن بحاجه لمعرفه هويتهم فروحه خالطت روحهم وملامحهم حملت من ملامحه الكثير ليخفق قلبه بعنف
ود لو يأخذهم بين أحضانه يشم رائحته فيهم لكن كبريائه العنيد منعه ليرسم الجمود على وجهه ويقول :
-أنتو مين وعاوزين أي؟
وبلسان مثلت فيه القوه وروح افتعلت فيها الثبات أ جابته ندى
-أنا ندى حسين الجوهري وأختي هدى
رنين أسمه من شفتيها جعله يغمض عينه يطربه تردد أسمه على لسانها وكأنه عاد إلى الحياة من جديد كم أشتاق لنداءه وسماع صوته حافظ على جموده وقال مدعيا عدم أهتمامه
-عاوزه أي؟
بروده حديثه كان أشبه برياح ديسمبر البارده وكلماته المقتضبه كانت كخناجر طعنت كرامتها لكنها أثرت الإستمرار من أجل والدتها ستتحمل أي شي
ضغطت على قبضة يدها تجبر لسانها الذي تلعثم على الحديث لكنه شل يمنعها من هدر كرّمتها ليكرر هو سؤاله
-عاوزه أي جايه هنا ليه يابنت ورد؟
ذكره لأسم والدتها جعلها تنسى كرامتها وتتذكرها فقط لتقول:
-والدتي تعبانه وكنت عاوزه استلف فلوس ووعد هرجعها
لا يعلم أيفرح فهذه ورد التي حرمته من فلذه كبده بعد أن فضلها عليه أم يحزن وهو يرى الكسره في عيونها
مد يده والتقط دفتر شيكاته يمد يده لها ويقول :
-أكتبي الرقم الي أنت محتجاه
أقتربت منه بتوجس وأمسكت الدفتر بيد مرتعشه تخط عليه الرقم الذي تحتاجه والدتها وتعيده اليه
قرأ الرقم وضحك بستهزاء فهذا الرقم لا يعني شي بالنسبه له وقع الشيك واعطاه لها لتمسك الشيك وتنظر إليها والى جدها هل كان الأمر بهذه السهوله لتبتسم فرحاً وقبل أن تخرج من لسانها كلمه شكر وجدته يخرج ورقه يسجل عليها بعض الأشياء ويقول لها:
-أمضي. (رشا عبد العزيز)
لتمسك الورقه وتسأله في حيره
-امضي على أي؟!
وضع يده على المكتب وقال بهدوء
-ورقه ضمان ليه
قرأت الورقه أتسعت عينها بدهشه لتسأله
-بس دي المده ست شهور بس؟!
-أيوه

 

واكملت بتعجب مستنكره
-وكمان بند الشرط الجزائي فاضي؟!
وبضحكة مستفزه قهقه ضاحكاً وهو يقول:
-لا الشرط الجزائي أنا هضيفو على مزاجي
-بس دا ظلم أنا أيش عرفني اي هو الشرط وكمان الوقت قليل
ليصرخ بوجهها وهو يقول :
-لو مش عاجبك هاتي الشيك
لتطوي تلك الورقه وتعتصرها حزنا على حالهم هل ترفض وماهو الحل أن رفضت
لتجد نفسها تمسك تلك الورقه
أمسكت تلك الورقه ويدها ترتعش تقرأ كلماتها بذهول فاق تصورها هل وصل به الأمر إلى هذا الحد لم يرحمها هي وشقيقاتها نظرت إليه
لتجده يحدق بها دون أكتراث وكأنها لا تعني له شيئا
ولو كانت تحقد عليه مرة حقدها أصبح اليوم ألف مره
غصت الخذلان التي تتجرعها الأن
فاقت ممراتها ألام سنينها الماضيه
نظرت نحو شقيقها لتجد الخوف يستوطن عينها كأنها تتوسلها أن لا تفعل ذلك
لكن لم يعد القرار بيدها
حادت بنظرها عنها و حسمت قرارها
هي لا تمتلك الأن رفاهيه الإختيار
أمسكت القلم وارتعاش قلبها بين أضلعها شابه ارتعاش القلم بين اصابعها
وقبل أن يصل القلم إلى الورقه أمسكت هدى بيدها تمنعها تنظر لها برجاء
التفتت لها تهز راسها برفض وهي تقول:
_معنديش خيار تاني ياهدى
لتغمض عينها بقوه كأنها تكتم صراخ كرامتها ثم فتحت عينها بوهن وأمرت يدها أن تخط عليها توقيعها
وكأنها توقع وثيقه بيعها هي وشقيقاتها

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *