رواية بين الحب والإنتقام الفصل العاشر 10 بقلم نور الهادي
رواية بين الحب والإنتقام الفصل العاشر 10 بقلم نور الهادي
البارت العاشر
بصلها يوسف بجديه وقال – كنتى فين وبايته عن مين لما خرجتى من هنا
قالت وعد بتوتر- منا قولتلك احنا هنعيد الكلام
لسا هتمشي مسكها يوسف قال – وووعد
بصتله وعد وهو قال – عارف انك مكنتيش عند صحبتك
قرب منها قال- تحبى اقولك انا ولا تقوليلى انتى
سكتت وهى بصاله بتوتر قرب يوسف منها قال- قولتى إنك كنتى عند نيلى ونا بدورى دورت كنت عايز اعرف نيلى الى قعدت عندها ٣ل٤اريام..اتفجأت ان نسلى اصلا مسافره يعنى مش ف بيتها..البيت فاضى مفيهوش غير الخدم..الخدم يا وعد
ارتبكت وعد قليلا لكن تملكت نفسها قالت- انت دورت ورايا يا يوسف رايح تسأل صحبتى أما كنت عندها أو لا
قال يةسف- ما مقولتش كده
وعد قالت- يكفى لنك بتكدبنى وروحت اتاكدت انى كدابه..بس نيلى مسافره يوم رجوعى بظبط وممكن تروح تتأكد من معاد السياره لأنى رجعت بسبب كده وهي انى عملت سفرتها فخدت بعض ورجعت ع البيت و
وكنت هعقد ف أوتيل بس لقيت بابا عرف الحقيقه وكرامتى رجعت فنبقاش ليه داعى ابات برا البيت…. وده كل حاجه يا يوسف
سكت يوسف وهو باصصلها قالت وعد- روح اتأكد منها بردو
لسا هتمشي مسكها ايدها قال – وعد نا مش بشك فيكى
وعد- دايما بتفشو ورايا كنت أتوقع كده من بابا مش منك
يةسف- انا سالت لأنى كنت خليف عليكى
– من ايييه
يوسف: “مش عارف، شكلك غريب اليومين دول.”
وعد وهي بتحاول تخبي قلقها: ” إرهاق… من المذاكرة يعنى، هيكون ف إيه غير كده.”
يوسف: “إرهاق ولا حاجة تانية؟ أصل دى مش أول مرة ألاحظك كده.”
سكتت وعد وبصت له باستغراب.
يوسف مد إيده ولمس كفها وقال بهدوء: “فيه حد مزعلك… ولا بتحبي؟”
اتكسفت وعد جدًا وقالت بسرعة: “أكيد لا! أنا… أنا بس مشغولة شوية.”
يوسف ضحك بخفة وقال: “بصي يا وعد، مفيش بنت ف سنك متحبش، بس خدي بالك. الرجالة كلهم تعابين، ليهم غرض واحد… أنا وانتي عارفينه.”
وعد اتوترت وقالت: “انت بتقول إيه يا يوسف؟!”
يوسف: “بقولك اللى أعرفه… عشان أنا واحد منهم.”
بصّت له وعد بصدمة وقالت بخفوت: “يعني إنت كمان تعبان؟”
يوسف سكت، نظره راح بعيد كأنه رجع لماضي وجواه حاجة وجعاه.
بعد لحظة ساب إيدها وقال بهدوء: “بس لو فعلاً بتحبي… عرفيني عليه. لو هو كويس، هخلي بابا يروحله ويتكلم معاه.”
قالت وعد:
“مفيش حد أصلًا يا يوسف، إنت عملت من موضوع صغير حوار كبير. كل اللي فيا إرهاق… مش أكتر.”
بصلها يوسف شوية، عينيه فيها قلق وقال بهدوء:
“إنتِ أدرى يا وعد بس هستنى تقوليلى الحقيقه الى مخبياها.”
مد إيده ربت على خدها بابتسامة خفيفة وقال:
“يلا نامي.”
ابتسمت وعد ابتسامة خفيفة بتحاول تخفي اللي جواها وقالت:
“تصبح على خير.”
دخلت أوضتها وسابته، ولما بقت لوحدها، فضلت ساكتة.
كلام يوسف عن غدر الرجالة وغرضهم كان بيرن في ودانها.
حست ساعتها إنها فعلاً خسرت أعظم حاجة كانت ممكن تفضل ليها…
ليه حسّت إن النصيحة دي جات متأخرة؟
ليه وجعها الكلام كأنه طالع من قلبها هي مش منه؟
وليه النور اللي كان جواها بقى بيتألم من مجرد كلمة “غرض”؟
—–
بصيتله سهير لعلى بضيق قالت- انت زعيم عصا..به ولا اى
قال على- لو خايفه على حياتك فأنا مش هأذيكى لأنى محتاجك
قالت سهير- محتاجين ف اى بقا
قال على- حسن
اتبظلت ملامحها لما سمعت الاسم ده قال على – كويس اوى إنك لسا منسيتهوش
قالت سهير- ح..حسن
قال على- مش جاى أسألك عن علاقتكم الخاصه هو ما.ت وانا كان ليا عنده حاجه سبها معاكى انتى
ارتبكت بعدين بصيتله وقالت- معرفش حد بلاسم ده انت ملغبط بينى وبين حد
لسا بتلف سمعت صوت تعمير سلا..ح وإنها بيتوجه عليها ارتجفت ولفيت بجنب عينها لقته بكل برود بيصو..ب عليها قال
– افتكرتيه ولا لسا
ارتجفت وقالت- قولتلك معرفش حد بلاسم ده صدقنى
قال على وهو يبتسم- انا هنا عشان افكرك يا سهير بحسن نفسه كنتى ع علاقه بيه سريه
رفع عينه ليها واردف – حسن إلى قت..لتيه
اتصدمت وسار فى جسدها رعب من الى سمعاه، قرب على منها قال
– مسلى على حد غيرى لكن انا لا
سهير برجفه- ا..انت مين بظبط
قال على- هتعرفى بس مش دلوقتى
نزل مسد.سه قال – عايزك تجاوبيني ع حاجات تهمني لو تهمك روحك وعايزه تخرجى سليمه من هنا
سكتت بس حركت راسها بايمائه وهو بعد مسد..سه عنها قال
-اعقدى
قعدت بخو..ف قالت- انت الى كنت بتراقبنى
قال على- المراقبه حاجه والى انا عايزه حاجه تانيه
قالت سهير-يعنى اى
قال على- قت.لتيه ليه
قالة سهير وهى بتقوم- نا مقتلتش حد ا.
ضغط على كتفها وقعدها تانى وقال- قت.،لتيه ليه…. بلاش الانفعال ده بيفضحك اكتر ثم انا مش هبلغ عنك لا القانون يفرقلى ولا انتى تفرقيلى
قالت سهير- أمال اى الى يفرقلك
قال على- قضيه عايش عشانها وانتى دخلتها ولو مفتدنيش هتعلنى عدوتك معايا… عايز اعرف منك عن حسن
قالت سهير- نا كنت بعمل كل حاجه بيقولهالى
قال على- مين
قالت سهير- يوسف حبيبى..أنا أعرفه من قبل ما أعرف حسن
قال على- يوسف بدران
سكتت سهير لأنه عارف اسمه قال على- كملى
قالت سهير- تعرف يوسف
قال على – بقولك كملى
قالت سهير- يوسف قالى إنه عايزنى بخدمه وهو ان ف ظابط عامل قلق فى حياته وعايز يعرف حجم تهد..يده عليه قد اى وان أنا دورى اوقعه واشوف الى يعرفه والى لسا مدكنه فى دماغه
قال على- يعرف اى بظبط
اترددت سهير ضغط على على كتفها بش.ر قال – اتكلمى
قالت سهير -الموضوع مكنش سهل بس انا خليت حسن يأمنلى لدرجه ان قال حاجات عمره مقالها وأعتقد أن ده كلفه حياته
قال على- ازاى
قالت سهير- حسن كان خمورجى وبتاع نسوان انا اعرف الرجاله من نوع ده كويس اعرف الرجاله أكتر حاجه ف الدنيا دى، حاولت أقرب من حسن وهو عرف انى ستارز فى الكباريه فحب الموضوع لما عرف انى مش اى واحده.. الراجل يحب يكون ف ايده الست الى عين كل الرجاله عليها.. يحس انه مميز لان الراجل طبيعته نرجسي ودى حقيقة شخصيتكم…. وده اللي أنا اشتغلت عليه مع حسن
رفعت عينها لعلى وقالت- اديته كل حاجه وخليته يدمنى أكتر من إزازة الخمره الى كانت ملازمه إيده لحد ما فتح بير أسراره الى قاسم يمو..ت بيه… خليته يسكر جامد لدرجه ميعرفش هو بيقول اى وسألته عن شغله الى مش بيتكلم عنه وبيهرب من اى موضوع متعلق بيه
———
كانت سهير قاعده جنب حسن إلى نايم غرقان فى سكره
قالت سهير- ليه سبت وظيفتك
قال حسن- كنت مضطر
سهير- مضطر ليه
قال حسن- مستلزمات حياتى
سهير- انت هتضحك عليا حياة اى وانت قاعد هنا معايا حتى عيلتك مش بتسأل عليهم
قال حسن- عايزه تقولى اى
صبيتله كأس قالت- انت كنت ظابط ورتبه عاليه فجأه اتنازلت عن كل ده بعد حياتك الى ضيعتها ف القانون
ضحك حين ضحكه كبيره قال- قانون… أنا اشتغلت١٠سنين ومشوفتش قانون
سهير- سيبت شغلك ليه يا حسن
قال حسن – مكانى اتنفى من هناك ثم انا هعوز اشتغل ليه وأنا معايا ملايين تعيشني لحد ما اموت
قالت سهير- جبتهم منين
حسن- ها..من التأمين
سهير- من إمتى بتكون تأمينات بالمبالغ دى
قربت منه ومسحت ايدها على صدره قالت بهزار – انت كنت مرتشي ولا اى
قال حسن بضحك- كان زمانى ف وظيفتى بردو
سهير- أمال مشيت يا ليه
حسن- قالو اختفى من القانون من بعد القضيه
سهير- مين الى قالك و قضية اى
حسن- قضية كبيره كبيره اوى اتسترت عليها ود..فنت الحق مع المظلو..م.. صدقينى مفيش حاجه اسمها قانون فى حاجه اسمها فلوس وسلطه… وانا اخترت الفلوس
سهير-عملت اى احكى
حسن- الموضوع كبير اوى الحلفات وقتها كان بحياتى بس مقدرش اقول انى نسيت بالعكس ف سلا..ح قوة كبير ف ايدى سلا..ح يدمر ناس تقيله من اتتقل ناس ف البلد.. ف ايدى قوه عظمى
سهير- ازاى وانت بتقول إنك د..فنته
– عامل لكل حاجه حساب وحافظ ملف القضيه.. الملف إلى خيبته واستسترت عليه الحقايق المندوب كلها ف ايدى انا..ملف واحد بس يتفتح وتنفتح أبواب ما يعلم ببتا الا إلى خلقك وخلقني
سهير- الملف ده فين
-عايزه تعرفى
اومات له قرب منها بكل توجس وقال- ف مكان ميعرفوش حد غيرى
———-☆
قال على بانفعال- الملف ده فين
سهير- معرف..
مسكها جامد من رقبتها وزقها جامد ف الحيطه وهو بيضغط على عنقها قال
-الملف فييين انطقققى، فكرك حياتك هتكون أغلى من الملف عندى
سهير- صدقنى معرفش مكانه مععرفش من ساعة ما اختفى
على- قصدك اى
قالت سهير- حسن قالى ع مكانه ولما كنت هروح اشوفه ملقيتهوش سألت يوسف يكون خده لأنى كنت بسمعه كلامنا كله هو قالى إنه اهتم بالملف ورجع لصاحبه بس هو مش معاه
قال على- يعنى اى مش معاكى ولا مع يوسف ازاى
سهير- معرفش بس يوسف صا،ق هو مش بيكدب لو فعلا معاه هيقول لأنه مش بيهمه حد ومش مضطر يكدب عليا
خفف على ايده من عليها وهى خدت نفسها فورا وبتكح، قال على
– قت.لتى حسن لى
-مش انا مش انا
-أمال مين
سكتت وعيونها دمعت قرب منها قال- انتى الى ق..تلتيه ولا يوسف
سهير- يوسف ادانى ازازة خمره ادهاله وإنها جايه من برا وهو كان بيحب الخمره زى مشروبه المفضل..مكنتش اعرف ان فيها سم
على- سم؟!
اومات له قالت- كان بيشربها معايا ولما مشي مفعول الس.م اشتغل وعمل حادثه بالعربيه سرعت موته بالعربيه قبل السم
قال على- كنتي عارفه ان الإزازه فيها حاجه
سهير- اه يوسف حذرنى اشرب منها وعملت بتحذ.يره ولما ما..ت حسن بقيت ف خوف يمكن عملت حاجات كتير غلط بس مأجر.متش لدرجه القت،ل
على- شايفك مش خايفه يا سهير غير ع روحك
سهير- يوسف معايا وهو قالى ان الموضوع انتهى واسمى مستحيل يتجاب
على- صدقتيه
شهير- اصدقه أكتر من نفسي انا ف امان
على- تفتكرى إنك ف امان فعلا بعد اما دخلك ف قضيه كبيره زى دى لمصلحته الشخصيه… بعد موقفك الحالى ندمانه ولا لو طلب منك حاجه هتعمليها
سعير- هعيد إلى طلبه منى يكفى إنه يعتمد عليا ويكون معايا
على- وحسن
سهير- كان مجرد هدف زي اى راجل بسعاله
قال على- مش غريبه حبيبك يرميك ع راجل وعلا.قه وانتى معاه لاحل غرضه الشخصى
سكتت قرب منها قال- أما ان شغلنتك لا زالت مأثره عليه أو أنه عارف يستغلك صح
سهير- ولو بيستغلنى معنديش مانع
بصتله ف عينه وهو فضل باصص لها بعدين قال- الكلام حلو لكن الحقيقه واحده
سهير- عايز تقول اى
على- اثبتى ع كلامك لهل يتغير بكره
رجع مسد.سه لبنطاله ومشي وقفته سهير قالت- مقولتش انت مين
زقها بعيد عنه قال- اياكى تلمسينى
خافت جدا من نبرته وصوته بل عيونه إلى اتحولت
سهير- ا
على- اتكبلك وقت اضافى لعمرك يا سهير..مبروك
خرج وسابها وهى استغربت منه بس خافت من كلامه ومكنتش مصدقه انها لسا عايشه
خرجت فورا تلحقه بس ملقيتهنش وقفت الجرسون قالت
-راح فين إلى اسمه علي ده
-على مين
زقته بضيق ومشيت على برا مكنش ف حد ولا حتى عربيات تاخد رقمها كأنه اختفى
——-
في يوم وعد فى الكليه وعد كانت فى نص المحاضره تعبانه بصتلها ياسمين قالت
-ركزى الدكتور بصلك كتير
قالت وعد- مش عارفه مالى
قامت وعد وقفت قال الدكتور – ف حاجه يا وعد
قالت وعد- عن اذنك يا دكتور بس انا تعبانه تسمحلى بس اقف بره شويه
سكت لان الدكتور يعرفها وعارف اجتهادها فوافق باجترام وخرجت وعد
قررت تقعد شوية على دكة قدام الكلية.فتحت شنطتها تشرب ميه، وفي نفس اللحظة موبايلها رن — “علي”.
بصّت على الرقم، ولسه هترد… لقت حد بيقعد جنبها بهدوء.
رفعت عينيها بسرعة، واتفاجئت.
كان “حازم”.
بصلها بابتسامة بسيطة وقال:
“إزيك يا وعد؟”
فضلت باصة له لحظة، قلبها اتشد وافتكرت وجع قديم.
قالت بخفوت:
“الحمد لله… كويسة، وإنت؟”
قال حازم وهو بيحاول يخفف التوتر:
“أنا كويس، شوفتك وإنتِ خارجة من المعمل، قولت أسلم.”
قالت وعد بهدوء:
“آه… كنت مرهقة شوية.”
بصلها حازم مطول، نظرته فيها حاجة غريبة خلتها تتوتر.
قال بهدوء:
“عارف إنك مستغربة من كلامي… بسبب الارتباط اللي كان بينا.”
رفعت وعد عينيها وقالت:
“بس مكنش في ارتباط أصلًا.”
ابتسم حازم وقال بثقة:
“كان هيكون فيه.”
ردّت وعد بحسم:
“كل حاجة قِسمة ونصيب… وبعدين، أنت نفسك مش كنت مقتنع بجواز الصالونات. أعتقد إنك كنت مجبر زَيّي.”
هزّ راسه وقال بابتسامة خفيفة:
“لأ، مكنتش مجبر.”
قالت وعد باستغراب:
“يعني كنت موافق؟”
ابتسم وقال بهدوء:
“مفيش حد بيخلّيني أعمل حاجة غصب عني… حتى لو كانوا أهلي.”
بصّت له وعد بتساؤل وقالت:
“أنت مش مرتبط؟ الجامعة كلها بتقول إنك أنت ودكتورة نهال في علاقة… وبتيجي عشانها.”
ضحك حازم وقال:
“نهال صاحبتي… وفي بينا بيزنس.”
اومات وعد بتفهم، ولسه بتفكر في كلامه، رنّ موبايلها تاني.
بصّت على الشاشة… “علي”.
قامت بسرعة تمشي، لكن قبل ما تتحرك، حسّت بإيده تمسكها.
بصّتله باستغراب وقالت بحدة:
“في إيه؟!”
بصّ لها حازم وقال بنبرة فيها رجاء:
“رايحة فين؟ اقعدي، نتكلم شوية… ممكن نروح كافيه أو مطعم.”
قالت وعد ببرود:
“ليه؟”
ردّ حازم بهدوء:
“عايز أتكلم معاكي… بس كده.”
بصّت له وعد لحظة، حيرانة بين تردّدها وكلامه، وفجأة صوت قوي جه من وراهم:
“وااااعد!”
اتلفتت بخضة، واتجمدت مكانها لما شافت علي واقف مش بعيد، عيونه مولعة غضب.
بعدت فورًا عن حازم، والصدمة باينة على وشها.
بصلها حازم، وبعدين بص لعلي باستغراب.
مشيّت وعد بسرعة، لكن حازم وقفها وقال باستغراب:
“مين ده؟”
مردّتش، كملت تمشي لحد ما وصلت لعلي اللي مسك إيدها بقوة.
بصّت له بتوتر وقالت:
“علي…”
ردّ بصوت خافت لكن مرعب:
“اركبي.”
دخلها العربية وقفل الباب بقوة، وانطلق بسرعة جنونية.
وعد كانت تبصله بخوف وقالت بصوت مرتجف:
“علي… في إيه؟”
ردّ وهو ماسك الدركسيون بقوة:
“هتعرفي في إيه لما نوصل!”
داس بنزين أكتر، وصوت العربية كان بيشق الهوا.
قلبها كان هيتخلع من مكانه، أول مرة تشوفه بالشكل ده.
وصلوا الفيلا، وفتح الباب بعصبية.
مسك إيدها بقسوة وقالت بألم:
“آه… علي، إيدي!”
ماسمعش، وكأنه مش شايفها، ولا سامع أنينها.
الرجالة اللي في الفيلا وقفين مكانهم، محدش فيهم بيتحرك، وكأنهم تماثيل.
كانت حاسة إنهم لو شافوه بيقت.لها مش هيتدخلوا، بالعكس، هيغطّوا على كل حاجة.
دخلها الأوضة وقفل الباب وراه بعنف.
بصّ لها بعينين مليانة غضب وقال بصوت غليظ:
“إيه اللي وقفك معاه؟! بتخليه كمان يمسك إيدك؟!”
قالت وعد بسرعة وهي بتحاول تهدي:
“أنت فاهم غلط يا علي… أنا كنت بتكلم معاه عادي!”
قرب منها خطوة بخطوة، وصوته نزل أهدى لكن أخطر:
“كم مرة قلتلك؟ كم مرة حذ..رتك؟!
انتى يا ليا… يا لربك!”
اتراجعت وعد بخوف وقالت بصوتها المرتعش:
“ابعد يا علي… بالله عليك.”
وقف قريب منها جدًا، وقال بنبرة مبحوحة من الأ.لم والغضب:
“أنا مش قادر أتحكم في نفسي لما بشوفك مع غيري…
فاهمة يعني إيه غيرتي؟ فاهمة يعني إيه تبقي كلّي؟”
كانت بتبصله بخوف، ودموعها على خدها، مش عارفة هو هيعمل إيه بعد كده.
أما هو فوقف ساكت لحظة، وبعدين بص بعيد، خبط بإيده في الدولاب بقوة وقال بصوت مهزوم:
“أنا حذ..رتك يا وعد… حذ..رتك…”
اقترب منها بعنف كأنه فقد السيطرة على نفسه، كانت عيناه مضطربتين، مشاعر غريبة ما بين الغضب والجنون.
مدّ يده ناحيتها بعصبية، فانتفضت وعد في مكانها، صوته كان حادًا، ونَفَسه متقطع.
“علي… إبعد!”
لكنّه كان غارق في لحظة فقد فيها وعيه بنفسه.
لحد ما سمع صوت شهقة خافتة خرجت منها، شهقة أ..لم وخو..ف… شهقة كسرت كل شيء جواه.
وقف متصلب مكانه، كأنه فاق من كابوسه فجأة.
نظرت له بعينين دامعتين، وقالت بصوتها المرتعش:
“إياك تعمل كده فيا… متخلينيش أكرهك، مش عايزة أكرهك يا علي، بالله عليك.”
كلماتها دخلت قلبه كط..عنة هادية.
سكت، وصدره بيعلو ويهبط بسرعة.
قالت وهي تبتعد عنه خطوة:
“إنت بتخوفني… أنا فعلاً خايفة منك، من اللى انت فيه دلوقتي.”
بصّ لها علي وهو بيحاول يسيطر على أنفاسه، صوته نزل خافت وهو بيقول:
“كنتِ بتعملي إيه معاه؟”
قالت وعد وهي بتحاول تهدي الموقف:
“ماكنتش معاه يا علي… كنت طالعة من الكلية، قابلته صدفة، والله ما كنت أعرف إنه هناك أصلاً.”
سكت لحظة، وبعدين قال
“حازم ده… نفسه اللي كان متقدملك؟”
اترددت، وبعدين قالت بخفوت:
“أيوه، بس مافيش بينا حاجة… مافيش.”
ضمّ علي إيده بقوة وكأنه بيكتم نا..ر الغيرة جواه.
قرب منها بخطوة، لكن المرة دي عيونه كانت مختلفة، فيها و..جع وند..م مش غضب.
قالت وعد بخفوت وهي تبصله بعينين باكيات:
“صدقني، مافيش غير سوء تفاهم بسيط… أنا كنت همشي، بس شُفتك.
مافيش راجل باقعد معاه، ولا بكلمه… غيرك.”
سكت علي للحظة طويلة، والهواء بينهما كان تقيل لدرجة الخنقة.
قال علي: “وعد…”
بصت له، فمد يده وسحبها نحوه.
“الخيا…نة عندي مو…ت.” قالها بحزم.
“خيا…نه أنا يا علي؟” قالت وعد بسرعة. “أنا محبتش غيرك.”
“أثبتيلي.” نظر لها بجدية، قربت منه، وبادلتها نظراته وابتسامته. حتى بعد أن ابتعد قليلاً لتلتقط نفسها، ظل يحدق في عينيها الصقريتين، ومد يده لمسك وجهها بعشق. قلبها دق بشدة.
قال علي بصوت خافت: “وحشتيني.”
قالت وعد بخجل وابتسامة: “وانت كمان.”
اقتربت منه، لكنه فجأة توقف، ثم أخرج من جيبه شيئًا وأعطاها إياه.
“مش هحذ…رك تاني… متنسيهاش.” قال علي ببرود.
أومأت وعد وأخذت ما أعطاها، وشربت بعض الماء لتستعيد هدوءها. جلس بجانبها، مد يده لتزيح خصلة من شعرها خلف أذنها، واقترب منها مجددًا…
—
كانت وعد نائمة صامتة، وكأن تعب الأيام أو الحزن خيم على وجهها.
قامت ببطء وهي تشعر بالألم، فنظر لها علي وقال: “مالك؟”
“مفيش…” أجابت بصوت منخفض.
اقترب منها وقال: “حاسه بحاجة… منين الألم ده؟”
لمحت وعد نفسها مرهقة، فاقترب علي وحملها برفق على صدره. قالت وهي ترتاح: “خلاص يا علي.”
دخل بها الحمام، وشغّل المياه الدافئة، بينما ظل واقفًا بالقرب منها.
“خلاص نزليني…” قالت وعد بنبرة خافتة.
قال علي بابتسامة هادئة: “أنا آسف… عارف إن ضغطت عليكي، بس الغيرة كانت عمياء. وحتى ليكي… مش قادر أبعد عنك.”
وعد قالت بهدوء: “كويسه… متقلقش عليا.”
بصلها علي، وهو مدرك إنها صغيرة أمام قوته، فاعتذر لها صامتًا. كان على وشك الابتعاد، لكن وعد وقفته وقالت: “علي… أي نوع الحبوب اللي بتاخدها؟”
سكت علي لحظة، ثم قال: “اعتقد إنك عارفة يا دكتورة…” وبص لها بعينين جادتين: “منع حمل.”
ترددت وعد وقالت: “يعني… أنت مش عايز إننا…”
قاطعه علي: “الموضوع مش مرتبط بينا بشكل مباشر، أنا بعمل كده عشان علاقتنا.”
قالت وعد محتارة: “مش فاهمة…”
رد علي: “أنا قلتلك… ظروفي بتحكم عليا. لازم آخد احتياطات عشان علاقتنا والنتائج اللي ممكن تحصل.”
سألته وعد: “إيه ظروفك اللي بتمنعك… وتمنع حبنا؟”
ابتسم علي بنبرة غامضة: “هييجي يوم وهتفهمي.”
ومسح شعرها بلطف، ثم خرج، تاركًا وعد تفكر في كلماته.
—
في الليل، كان هناك مخزن كبير، واقف عنده حراسان. قال الأول: “أنا سامع صوت.”
رد الثاني: “صوت إيه؟ المنطقة بعيدة عن السكان.”
ظهر فجأة من بعيد صوت أكبر، يدل على اقتراب أحدهم.
فجأة، ظهرت سيارات متعددة ضخمة، فارتاع الحراسان لأنهما لم يكن لديهما أي إنذ..ار بوصول أحد.
رفعوا أجهزة الاتصال وقالوا: “في ناس غريبة… تعالوا فورًا!”
كانت السيارات تتحرك بسرعة عالية، فرفع الحراس مسد..ساتهم وأطلقوا النا..ر، لكنها اصطدمت بالعربيات وارتدت، مما أربكهم.
السيارة كانت ستدهسهم، لكنها توقفت في اللحظة الأخيرة، تاركة المكان مشحونًا بالخوف والتوتر.
ونزل من العربيات رجال ضخام وكثيرون، وقبل ما يلحقوا يضربوهم، أطلقوا النا..ر عليهم ولوحوا بأ..سلحتهم، فسقط بعضهم أرضًا.
وصل حراس آخرون بعد البلاغ، وانصدموا من قوة هؤلاء الرجال الغرباء، ودخلوا في عراك عن..يف معهم، ليسقط العديد منهم أرضًا بسبب كثرتهم وشدة قوتهم.
تخطت المجموعة جث..ث المصابين وفتحت باب المخزن العملاق بقوة، فظهر بداخل المخزن صناديق كبيرة معبأة وكأنها بضاعة ثمينة.
قال حد بينهم : “معاكم خمس دقايق تنقلوها للعربيات.”
انقضّ الرجال، وحملوا الكثير منها، بينما كانت الشاحنات الكبيرة في انتظارهم ليحملوا البضاعة فيها.
راقب واحد منهم الساعة باستمرار، حتى دقت، فرفع عينه ليتأكد أن جميع الرجال قد نقلوا البضاعة. ثم نظر إلى المخزن الفارغ وقال: “متسبوش فاضي… حطوا هدية الباشا زي ما قال.”
أومأ الرجال بطاعة، وركبوا العربيات معهم، بينما أغلق الباقون باب المخزن بقوة كما كان. ثم عادوا إلى عربياتهم المحملة وانطلقوا مبتعدين عن المكان بالكامل.
فجأة، توقفت عربية أمامهم، ونزل منها مالك واقف أمامهم
نزل الحد الى بينهم وقال بابتسامه “كنت عارف إنك بتراقب.”
سأله أحدهم بدهشة: “مالك… عملت إيه يا سيف؟”
قال سيف: “اتأكد بنفسك ولا غلطة.”
سكت، وشاهد العربيات والرجال يشاورون له إنهم تممو، فقال: “اركب أنت يلا… هما عارفين طريقهم.”
ابتسم سيف وقال للرجال: “باي يا رجالة.”
بصره بريبة، ذلك الشاب بدا ساذجًا أم مريبًا؟ ركب مع مالك، وكل واحد سلك طريقه لوحده.
قال سيف: “كده الباشا هيعتمد عليا أكتر.”
قال مالك: “هو معتمد عليك أصلاً؟ مكنش حاطك في مهمة زي دي.”
ابتسم سيف وقال: “وأنت معتمد عليا.”
قال مالك: “لا.”
—–
في الليل، كان الجميع في هدوء نائم، حتى جاء صوت رنين الهاتف.
قام بدران من نومه بضيق، على صوت الاتصالات التي ترد إليه.
استيقظت رانيا وسألته: “في إيه؟”
أعطاها تليفونه وقال: “هنشوف… أكيد كارثة.”
أخذ الهاتف، فوجئ يوسف بالاتصال، رد عليه: “إيه يا يوسف؟ إيه ده؟”
قال يوسف: “في مصيبة يبابا.”
قال بدران بقلق: “مصيبة إيه؟ اتكلم.”
قال يوسف: “شحنات الروس كلها… والبضاعة اختفت.”
صدم بدران، ووقف فجأة من مكانه.
نظرت إليه رانيا وقالت: “في إيه يا بدران؟”
أغلق تليفونه، وخرج بسرعة لتغيير ملابسه، وهي لا تفهم حجم الموضوع وكبره، لكنه كان واضحًا في تعامله مع الموقف
وصل بدران على المخزن فورًا، وشاهد وجود الشرطة، تفاجأ جدًا ورأى الحراس يتحققون معهم.
رأى ابنه واقفًا وسط كل هذا الارتباك والحيرة الكبيرة، فذهب إليه فورًا وقال: “يوسف!”
لف يوسف ناحية والده وقال: “بابا.”
نظر بدران حوله فرأى صناديق كثيرة شبيهة بالبضاعة المفقودة، وقال: “البضاعة زي ما هي.”
قال يوسف بدهشة: “دي مش البضاعة!”
استغرب بدران وفتح صندوقًا منها، ليجد بداخله دمى على شكل عرائس.
بص بدران بشدة إلى الدمى، وفتح علبة أخرى فوجد نفس الشيء.
رجع إلى الخلف بصدمه وبص إلى يوسف، فقال: “بابا… حد جه وخد البضاعة! إحنا اتعرضنا لأكبر عملية سرقة… دي مش أي بضاعة… تكلفتها مليار ونص.”
لم يرد بدران مباشرة، لكنه قال بعد لحظة: “مين حط العرائس دي؟”
قال يوسف: “اللي خد البضاعة استبدلها بيها… بس مش فاهم النقطة دي ليه و…”
بص يوسف لأبيه، فوجده ينظر إلي العرائس بنظرة كبيرة في عينه، شبه الفجع.
قال يوسف بقلق: “بابا…”
بدران ظل يحدق بالعرائس بصمت، فقال يوسف مرة أخرى: “بابا…”
فاق بدران ونظر إليه: “في إيه؟”
حينها جاء ظابط وقال: “حضرتك، أعرف إنك مضايق، بس هتلاقى اللي عمل كده في أسرع وقت.”
سأل بدران بغضب: “إزاي ده حصل؟”
قال الظابط: “الشرطة تلقت بلاغ من أحد الحراس، وقالوا إنهم اتعرضوا للضرب ولسه فايقين دلوقتي… وبنحقق مع الجميع.”
سكت بدران بغضب وقال: “اللي عمل كده مش أي حرامي.”
سأله الظابط: “حضرتك شاكك في حد؟”
مرد بدران ولم يرد، ومشى عند الصندوق، ونظر إلى العرائس التي كانت بداخله.
جاء يوسف وقال: “بابا… إحنا في مصيبة.”
رد بدران بجدية: “المصيبة اللي في دماغي مختلفة عن المصيبة اللي في دماغك يا يوسف.”
استغرب يوسف وقال: “يعني إيه؟”
قال بدران: “ملف اتفتح… الملف القديم يا يوسف.”
بص يوسف إليه، وعيناه امتلأت بالذهول والفزع.
قال بدران: “اللي حصل مش مجرد حركة عدو لينا في الشغل وبس… ده حركة تهديد.”
قال يوسف بقلق: “فهمني…”
قال بدران بصوت منخفض: “مني.”
—
في مكان آخر، كانت وعد جالسة مع رانيا، وكل واحد منهما صامت.
نظرت وعد إلى هاتفها وقالت: “بابا ما قالش لي حاجة.”
قالت رانيا: “الموضوع كبير عن الشركة… شكلها في حاجة.”
قالت وعد: “عمّي هناك؟”
قالت رانيا: “أكيد… بس الموضوع مش قليل، بدران خرج من الليل ولحد العصر مرجعش.”
سكتت وعد، ونظرت إلى الساعة بقلق، وقالت لنفسها: “لازم أروح.”
قالت رانيا بدهشة: “تروحي فين؟”
قالت وعد بحزم: “الشركة.”
في ملعب كبير ومهيأ، كان العملاء واقفين عند حدود الملعب بعيدًا، تحسبًا لأي طارئ.
جاء عامل ومعه كور بيسبول كثيرة، وضع واحدة على الأرض. على كان واقف، ماسك العصا، مرتديًا نظارته الشمسية وملابسه الرياضية التي كانت تبرز عضلاته، وبدأ يضرب الكرة بقوة مذهلة، مظهرًا مهارته في لعبته المفضلة.
ظهرت نادين، وشاهدته، فشدت ذراعيها وقالت بدهشة: “الكل بيجري في توتر من اللي حصل، وإنت قاعد هنا!”
أشار على لرجل ليضع الكرة وقال: “إيه اللي حصل؟”
قالت نادين: “محدش بلغك لأنه تليفونك بعيد عنك، وطبعًا في وقت فراغك… بس في مصيبة كبيرة.”
قال على: “اتكلمي.”
قالت نادين: “شحنة كبيرة جدًا، مخصصة لروسيا، اتسرقت، والحراس اتعرضوا لهجوم… ومعرفش يتصدلهم.”
ضرب على الكرة بقوة أكبر، ثم التفت إلى نادين وقال: “تعرفي معنى اللي حصل ده إيه؟”
قالت نادين: “إنت هادي… ولا أنا بتهيالي؟”
قال على بجدية: “اللي حصل حصل، بس ده يدل على إهمالنا… حد علم علينا كده.”
قالت نادين بدهشة: “إنت حتى متفاجئش؟”
رد على: “مش لازم أبينلك إني مصدوم.”
رجع للعبته، ثم قال: “وبدران فين دلوقتي؟”
قالت نادين: “مضايق جدًا ومتكلمش مع حد… حجم الكارثة كبير، ولازم نشوف هنعمل إيه.”
أومأ على بتفهم وقال: “الشحنة دي كانت شحنة الموسم… اللي هتدخل في حفل افتتاح الأسواق.”
استغربت نادين وقالت: “عرفت منين؟”
ابتسم على، ثم قالت نادين بخجل: “سوري… نسيت إنك رئيس الشركة بردو.”
سكت على وضرب الكرة، بينما نظرت له نادين قليلًا وهي تتأمله. ابتسمت وقالت: “إنت شخصية فريدة يا على.”
قال على: “وكذلك أنت، نادين… إنت مميزة بالنسبالي.”
اقتربت منه ووقفت جنبه وقالت: “منين الكلام ده؟”
بص لها على قليلاً، وعيونهما تلاقت وقال: “من حاجات كتير.”
تحولت نظرتها إلى عشق، ومدت يدها لتلمسه، لكن قبل أن تصل، جاء صوت مالك: “مستر على!”
التفت على، وابتسم باندهاش لما وجد مالك مع وعد، اللي كانت مبتسمة. لكن وجهها تغير لما رأت نادين وهو قريب منها، يتهامسون وكأنهم في لحظة رومانسية.
قالت نادين: “وعد… إيه اللي جابك هنا؟”
لم ترد وعد مباشرة، وبصت إلى على الذي قال: “جيبتيها إزاي؟”
قالت وعد: “كنت في الشركة وسألت عنك يا عمّي… وقولتله يجبني هنا بما إنه جايلك.”
نظرت إلى نادين وقالت: “بس معرفش إن خالتك معاك… واضح إني قطعتكم.”
قالت نادين: “لا… كنت بكلم على عن الشغل… ولخبطه النهارده.”
نظرت في الساعة وقالت: “لازم أمشي… مينفعش أغيب عن الشركة أكتر من كده… ولازم يا على تيجي في اجتماع مهم جدًا.”
قال على: “جاي.”
ابتسمت نادين وقالت: “باي وعد.” سلمت عليها ومشت.
أما وعد، فقد بقيت مبتسمة وهي تعقد على أسنانها، ولما مشيت تجاه على، قالت فورًا: “بتعمل إيه معاك… كنت بتقول إيه عشان تكون قريبة منك؟”
بصلها “علي” وقال بهدوء:
– وعد، صوتك.
ردت بعصبية مكبوتة:
– صوتي؟ وانت ماخدتش بالك من صوتك وانت كنت بتزعقلي يومها عشان حازم؟ ولا انت مسموحلك تزعل وتضايق وأنا لا؟ أشوفك وأسكت كمان؟
اتصدم “علي” من انفجارها، وبصّ لـ”مالك” اللي كان واقف بيتفرج عليهم وكأنه مستمتع رغم جموده.
قال “علي” :
– مفيش حاجة، كنا بنتكلم بس.
ردت “وعد” بحدة:
– متكدبش عليا يا علي، أنا شوفتكم… وكانت هتلمسك.
قال “علي” بصوت عالي:
– وعااااااااااد!
اتخذت موقفها بضيق من صوته العالي، ولفت تمشي بحزن، لكنه مسك إيدها ومنعها.
قال بهدوء عشان يهديها:
– مفيش حاجة تستدعي إنك تكوني كده.
سكتت وهي متوترة، وبصت على “مالك” اللي قال:
– سبنا يا مالك.
رد “مالك” بجدية:
– الموضوع مهم.
قال “علي” وهو بيحاول ينهي الموقف:
– بعدين يا مالك.
أومأ له “مالك” ومشي، بينما كانت “وعد” لسه مضايقة.
قرب “علي” منها وقال عند ودنها بنبرة خفيفة:
– بتغيري؟
قالت “وعد” بصدق:
– لو مش هغير عليك، هغير على مين؟
ابتسم وقال:
– عجبتني غيرتك.
قالت بحزن ممزوج بحب:
– متأذنيش فيها يا علي، أنا بغير عليك جدًا… بغير عليك من أي واحدة تفكر بس تقرب منك. متأذنيش فغيرتي.
قالها “علي” بابتسامة دافية:
– محدش يقدر يقرب مني غيرك.
كلامه هداها، فابتسمت وبصت ناحية الكورة وقالت بخفة:
– بيسيبول، عايزة أجرب.
راحت خدت العصاية، والعامل حطلها الكورة على الأرض وابتعد.
مسكت العصاية مش عارفه تقف عدل ، فـ”علي” قرب منها وعدّل وضع إيدها وهو بيقول:
– كده… دي مسكتها الصح.
دق قلبها وهي حاساه قريب منها، إيده فوق إيدها وضهره محاوطها، بيعلّمها بهدوء.
سحب كوره من العلبه وحطها في إيده، وبعد عنها وهي ماسكة العصاية بقوة، متحمسة.
ضربت ولم تصب وفورا رمى على الكورة اللي في إيده بقوه كبيره لتطيح فى الهواء
“وعد” ابتسمت بفرحة ودهشه كبيرة، قامت ولفت له بحماسوهى تقفز:
– شوفت؟ طارت إزاي!
قال “علي” :
– متوقعتش المهارة دي.
ابتسمت “وعد” بسعادة، وزق “علي” برجله الكورة اللي لسه محطوطة في مكانها لأن “وعد” ملمستهاش، وضربت الهوا. العامل لاحظ الحركة وابتسم، شال الكورة وحطها في الشنطة.
خرجت “وعد” مع “علي” وهي مبتسمة، وقالت:
– أنا جعانة… ممكن ناكل سوا؟
سألها “علي”:
– عايزة تاكلي فين؟
سكتت تفكر، قربت من ودنه وقالت بخفة:
– فـ بيتنا.
اقترب “علي” منها أكتر، وبص في عيونها ثم لشفايفها، وقال:
– انتي عارفة إن أنا أكتر حد مش هيمانع وجودك معايا في البيت… بالعكس، أنا اللي بعوزه.
ابتسمت “وعد” بعشق، لكن فجأة اتألّمت وفقدت توازنها ومبقتش شايفاه كويس.
قال “علي” بقلق:
– وعد…
اتعدلت وهي بتفوق، وقال:
– مالك؟
قالت “وعد” بخفة:
– دوخت شوية… بس أنا تمام، متقلقش.
استغرب “علي” منها، لكنه شالها، وبصّت له وقالت بخوف:
– ممكن حد يشوفنا.
مردش عليها، وبص لـ”مالك” وقاله:
– تعالى سوق.
أومأ له “مالك”، ورجع “علي” عند العربية، ركب هو و”وعد” ورا، ومالك ساق ومشي.
كانت “وعد” مبتسمة برغم التعب المفاجئ، ولما شالها “علي” ونامت على صدره، حسّت بالفرحه، كأن أي حد يشوفها يعرف إنه حبيبها ومتخافش تتعامل معاه قدام الناس.
رن تليفون “علي”، وكان نادين ردت عليه:
– أنا جاي.
قالت:
– متتاخرش… الاجتماع مش هيكتمل من غيرك.
قفل “علي” التليفون، وبصّت له “وعد” وعرفت إنه هيروح الشركه.
وصلها “علي” بيتها وقال:
– لما تبقي كويسة، كلمينى.
أومأت له ونزلت.
بصّ لها “مالك” قليلًا، ثم بص لـ”علي” وقال:
– رضوان عارف إن في بينكم حاجة؟
قال “علي” – عرف إزاي؟
رد “مالك”:
– معرفش بالظبط، بس لما حد من معارفه قاله إنها بتجيلك كتير، شك فعلاً في وجود حاجة بينكم… وأعتقد هدوءه الحالي أكّدله الشك ده.
قال “علي” ببرود:
– مش مهم… نطلع على الشركة، بلاش أتأخر عليهم.
—-
في أوضه، كانت “وعد” قاعدة على السرير متمدة، دخلت “فاطمة” حاملة صينية صغيرة وقالت بابتسامة:
– عملتلك موز بلبن اللي بتحبيه يا بنتي.
قالت “وعد” بهدوء وتعب باين على ملامحها:
– شكرًا يا طنط فاطمة… أنا تعبانه أوي.
نظرت لها فاطمة بقلق وقالت:
– شكلك داخله على برد جامد يا وعد.
قالت وعد وهي بتعدل جلستها:
– معرفش… بس أنا تعبانه بقالى فترة كده ومش عارفه ليه.
قربت منها فاطمة وسألتها بحنية:
– مالك يا وعد؟ احكيلي.
نظرت لها وعد وقالت بنبرة هادئة:
– مفيش يا طنط… والله مفيش.
قالت فاطمة:
– في حد مزعلك؟
ردت وعد بسرعة:
– لا… مفيش حاجة، ده تعب عادي بس.
فاطمه- بتحبى ولا اى يا حبيبتى
سكتت وعد قربت منها فاطمه بابتسامه قالت- مين قوليلى انصحك
كانت وعد نفسها تبوح نفسها حد يعرف، قالت فاطمه
-انتى خايفه حد يعرف
قالت وعد- انا فعلا بحب يفاطمه انا عايشه حاله حب كبيره من فتره
ابتسمت فاطمه قالت- باين عليكى
وعد- ويوسف لاحظ بردو
فاطمه- مين انتى مالك متردده تقولى كأنه سر انا عمرى قولت حاجه لحد
وعد- مينفعش
فاطمه-لى.. اسمه اى يا وعد
سكتت قليلا بعدين قالت- اوعدينى إنك مض هتقولى لحد
فاطمه- ورحمة ابنى مهقول لحد
وعد ابتسمت وكأنها استريحت قالت- على
فاكمه- اسمه علي زى على بيه عمك ا….
وعد- لا يطنط على… هو نفسه عمى
اتسعت عين فاطمه قالت- على عمك بتحبيه
اومات لها وعد قالت فاطمه بصدمه – بتحبى عمك يا وعد
حطت وعد ايدها على بقها قالت- بس وطى صوتك
قالت فاطمه- اى الى انتى بتقولى كه ازاى تفكرى بمشاعر ناحيته ده عمك
وعد- مش عمى هو صاحب بابا من زمان لكن مش عمى
فاطمه- انتى بتقولى اى
وعد-صدقينى مفيش اى رابط دم بينا يعنى حبى مش حرام
فاطمه- بتحبى على بيه، هو ده الى انتى بتحبيه يا وعد يابنتى
اومات لها بابتسامه قالت فاطنه- بس ده كبير ده ف مقام ابوكي
وعد- انا مش شايف السن ولا هشوفه، متحسسنيش إنه جدي بالعكس على اوسم راجل شوفته انا مغرمه بيه يداده عارفه يعنى غرام
سكتت فاطمه وهى شايفه الحب ف عينها وهى بتتكلم عنه
قالت وعد- لما بكون معاه مش بعوز اى حاجه من الدنيا بتمنى بس الوقت يعدى بطىء
فاطمه-وهو..هو كمان بيحبك.. يعنى علاقتكم حب ولا حبكم ده ميعرفهوش ولا حكايتك اى
سكتت وعد مش عايزه تدخل ف تفاصيل اكتر من كده فتمشف حقيقه أكتر من إنها بتحبه، خدت وعد الكوباية وشربت منها أول رشفة، لكن فجأة وشها اتغيّر، بعدت الكوباية فورًا وقالت بامتعاض:
– إيه ده؟!
استغربت فاطمة وقالت:
– موز بلبن يا بنتي، مالك؟
قالت وعد وهي مكشرة:
– طعمه وحش… خديه بعيد، اللبن ريحته غريبة وأنا مش قادرة أشربه.
قالت فاطمة متفاجئة:
– إزاي بس؟ ده أكتر حاجة بتحبيها! انتي مش كنتي بتكر..هي اللبن لوحده؟ عشان كده بعملهولِك بموز؟ أول مرة تلاحظي ريحته كده!
خدت منها الكوباية، ووعد فضلت ساكتة، إيدها على بطنها وهي حاسة إنها متقلبة من جوه.
قالت فاطمة بقلق:
– انتي كويسة يا وعد؟
ردت وعد بابتسامة ضعيفة:
– أيوه… تمام، يمكن بس محتاجة أرتاح شوية.
قامت “وعد” من على السرير ودخلت الحمام. فتحت المية وغسلت وشها، بس التعب لسه ماسك جسمها كله.
بره، فاطمة شَمّت ريحة العصير… ريحته عادية، مفيهوش أي حاجة تفسّر القر..ف اللي حصل لوعد.
نادت فاطمة بصوت عالي:
– أعملك أكل يا وعد؟
ردت وعد وهي جوه الحمام:
– لاا… شكراً.
فاطمة خرجت من الأوضة وسبتها.
وعد فضلت واقفة قدام المراية، صامته… نفسها تقيل.
(الإجهاد ده مش طبيعي… علي مش السبب. أنا فعلاً تعبانة… يمكن من جوه… من أعضائي الداخلية!)
في الشركة…
دخل “علي” مكتب بدران، استغرب إنه لوحده.
قال:
– المفروض إن في اجتماع؟
بدران ما ردش… قاعد كأنه مش سامع، غرقان في عالم تاني.
قرب علي ووقف جنبه:
– بتفكر في إيه؟
بص له بدران أخيرًا… كأنه فاق من شروده.
قال بنبرة هادية لكنها تقيلة:
– لغيت الاجتماع… مفيش حاجة تتقال. الموظفين يشوفوا شغلهم… السر..قة تمت… وإن شاء الله هترجع.
قال علي بحدة:
– إزاي ده يحصل؟! فين الحراسة يا بدران؟
فجأة انفعل بدران وضرب على المكتب:
– أغبييييا! أغبيااااا!
صوته كان مليان غضب مكتوم ومكسور.
كمل بعصبية:
– قالوا إنهم كانوا كتير… زي كتيبة… ومقدروش يوقفوهم!
قال علي بريبة:
– إنت مقتنع إن بضاعة بالشكل ده هترجع؟ ولا… شاكك في حد معين؟
تنفس بدران ببطء، صوته واطي لكن كلماته تقيلة:
– كان ممكن أشك في أعداء كتير… بس الحركة اللي اتعملت دي… تدل إن عد..وي… عارفني من زمااان.
سكت ثواني، وبص لعلي بعمق:
– من زمان أوي… يا علي.
قال علي بصوت هادي لكنه مركز:
– يعني عارفك من ناحية إيه بالظبط؟
سكت بدران لحظة… وعيونه سرحت في ذكرى مرّت قدامه بسرعة…
(الكرتونة… لما فتحها… وشاف العروسة… بل عرائس كتير… نفس الشكل… نفس التصميم… تصنيع قديم، مش حديث…)
المعنى كان واضح:
حد صنع العرايس دي مخصوص… بالعدد ده… وبالشكل ده… عشان يدخلها مخازن بدران… عشان يشوفها… ويفهم الرسالة.
رجع علي يناديه:
– بدران!
فاق بدران من شروده.
قال علي – أعصابك تعبانة….
بدران سكت… بس إيده اتقفلت في قبضة قوية… ومتجمدة من التوتر.
قال علي :
– روح نام… وأنا هكون موجود.
هز بدران راسه بالنفي بعناد:
– مش هيجيلي نوم… غير لما أعرف مين… مين اللي عمل كده! وغرضه إيه!
قال علي ببرود خطير:
– الدمار.
بصله بدران باستغراب:
– د…مار؟!
قال علي بثقة:
– أيوه… هدفه يد..مر شغلنا اللي بنيّاه سنين.
مسك بدران راسه من الضغط، وقام فجأة.
قال بصوت متعب لكنه حاسم:
– أنا سايبلك الشركة…
رد علي – متقلقش.
خرج بدران… وسابه.
وعلي فضــل واقف لوحده في المكتب…
صامت.
بيفكر.
(اللي داخل يلعب معاهم… مش صفقة خسار..ة… ده حر..ب.)
—-
وصل بدران للمخزن اللي كان متشمع من التحقيق.
نزل من عربيته بخطوات سريعة، مش فارق معاه أي حاجة.
مسك الشريط الأحمر بيده… قطعه بع..نف…
دخل جوه… والهدوء قا..تل.
كان بيتحرك بين الصناديق كأنه داخل مقبر…ة.
فتح أول صندوق…
عروسة.
فتح الثاني…
نفس العروسة.
فتح الثالث…
نفس الوجه… نفس الفستان… نفس النظرة…
بدران بدأ يحدّف الصناديق بعصبية…
العرايس بتتدحرج على الأرض… بتملأ المكان…
مئات العرايس.
وقف… اتنفس بصعوبة…
بص لتحت… لقى عروسة عند رجله.
انحنى… مسكها بقوة.
وفجـــــأة…
(فلاش باك)
غرفة مظلمة…
بدران قاعد على كرسي…
هدوء مخيف.
على الأرض… جسد صغير ملفوف بملابس بسيطة…
شكل الجسد… أنثى.
قال بدران بنبرة هادية بس مؤلمة:
– هتفضلي مدياني ضهرك كتير…؟
أنا سيبت كل حاجة… وجيتلك مخصوص.
كانت صامتة.
ما بتتحركش… حتى نفسها كان هادي.
كمل بصوت منخفض:
– عارفة إنك حاسة بالخذلان…
وعارفة إن النهاية مش اللي انتي توقعتيها…
بس هرجع وأقولك… أنا حذرتك.
رفع راسه للسقف كأنه بيفكر:
– كنت ممد لك إيدي… وانتي رفضتي.
وفي الآخر… مكانك هيكون هنا…
في السجن.
سكت لحظة… وبص لها بنظرة غريبة بين الشفقة والقسوة:
– كله من غلطك.
مد يده في جيبه… طلع علبة صغيرة.
– أنا جايب لك حاجة…
هتكون معاكي هنا.
ابتسامة خفيفة ظهرت على وجهه:
– وخدت إذن… إني أديهالك بنفسي.
أخرج بدران عروسة شعرها بني رقيق، لابسة فستان كاروهات قديم.
مد إيده لها وهو يقول بنبرة ناعمة لكنها مُخيفة:
– هتسليكِ هنا… خديها، هتتكلمي معاها أكتر من نفسك.
وضع العروسة على الأرض جنبها.
صوتها طلع أخيرًا…
– … هيرجع…
رفعت رأسها بصعوبة…
عيونها حمرا… مليانة دموع… كأنها بكت شهور…
قالت بصوت مبحوح:
– الحــق…
Back
بدران يرجع من ذكرياته فجأة…
مشى بخطوات متسرعة وسط العرايس المنتشرة في الأرض.
داس على واحدة… اتكعبل… ووقع!
رفع راسه…
لقى نفسه محاصر.
العرايس حواليه من كل جهة…
نفس الشكل… نفس الفستان… نفس العينين الفارغتين…
كأن الماضي كله رجع يتحاصر بيه.
بدران – رجع…؟!
صوته كان فيه خو..ف حقيقي.
مين يرجع؟
إزاي كلمة من سنين ترن دلوقتي؟
هل هي تقصد شخص؟ انتقام؟ لعنة؟
قال بصوت مرتجف لأول مرة:
– كانت تقصد إيه…؟
——
صبح ياسمين ماشية مع وعد في الممر…
ياسمين كل شوية تبص على ضوافرها.
– النيلز مش حساها لايقة عليا… تحسي غريبة؟
وعد كانت ساكتة… ماشية بتقل… كأن جسمها تعبان.
بصتلها ياسمين:
– مالك يا وعد؟
وعد ببرود وتعب:
– عايزة أنام… بقالي كتير بسهر.
ياسمين شهقت:
– من غيري!
ده صحابك بقوا كتير بقا… مش بتفضيلي!
وعد ما ردتش.
ياسمين ضيقت عينيها:
– بتحـبـي… ولا إيه؟
سكتت وعد.
الصمت هنا… مش طبيعي.
ياسمين ابتسمت بسخرية خفيفة:
– يا بنت انطقي… بتحبي مين؟
مافيش رد.
ياسمين وقفت مكانها وقالت بجدية:
– وعد…؟
كانت ياسمين بتتكلم… ولما بصت جنبها ملقتش وعد!
اتجمدت لحظة.
بصت وراها… واتصدمت.
وعد كانت قاعده على الديسك… جسْمها مَيِّل… ووشها شاحب.
جريت عليها ياسمين فوراً: – وعد! وعد! مالك؟!
وعد بصوت مبحوح: – مش قادرة… أقف… حاسة إني هقع.
ياسمين بخضة: – أجبلك مسكن؟ دوا؟ لأ، لازم دكتور يكشف عليكي!
وعد بتوتر: – مستشفى… علي بعد كااام…
ياسمين مسكتها بحزم: – قومي… المستشفى قريبة… متقلقيش، أنا معاكي.
سندتها من وسطها… وعد كانت تقريبا مش شايفة قدامها…
في المستشفى – وعد قاعدة على سرير الكشف، أنفاسها مش مظبوطة.
الدكتورة خلصت الفحص… وقعدت قدامها بهدوء.
– مالك يا وعد؟ قلقانة من إيه؟
وعد : – أنا كويسة يا دكتورة.؟
الدكتورة:
– التعب ده حاساه بقالك قد إيه؟
وعد : –… أنا كويسة.؟!!
الدكتورة أومأت برأسها… وابتسمت ابتسامة مطمئنة: – متقلقيش… ده طبيعي… دي أعراض حمـــل.
هنا… الزمن وقف.
وعد فتحت عينيها على الآخر…
– حمـــل إيه؟!
الدكتورة بكل ثبات: – انتي… حــامل يا وعد
بين الحب والانتقام
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية بين الحب والإنتقام)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)