رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثالث والخسمون 53 بقلم بتول عبدالرحمن - The Last Line
روايات

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثالث والخسمون 53 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثالث والخسمون 53 بقلم بتول عبدالرحمن

 

 

البارت الثالث والخمسون

 

 

فريدة دخلت المستشفى اللي فيها تيم بخطوات هادية، برغم هدوء خطواتها بس قلبها كان شغال على غير العاده، بيدق جامد وكأنها داخله مسابقه حياتها مرهونه على فوزها، لما وصلت عند أوضته طلبت من نورين تدخل لوحدها، نورين احترمت ده وسابتها تدخل لوحدها.
فتحت الباب بهدوء ووقفت لحظه بتبصله، تيم، اللي دايما كان ثابت وقوي وبارد، بقا دلوقتي مجرد ظل منه، ضعيف، ملامحه مطفية…
قربت منه بخطوات بطيئة، كل خطوة كأنها بتسحب منها نفسها، سحبت كرسي وقعدت جنبه، نظراتها عليه مليانة وجع مش قادرة تخفيه.
سكتت شوية كأنها بتحاول تلاقي الكلمات المناسبة وبعدين بدأت كلامها بصوت واطي مهزوز
” اترددت كتير اوي اجيلك واتكلم معاك ولا لاء، وفي الاخر جيت”
خدت نفس قصير وعيونها نزلت على الأرض وكملت
“مكنتش حابه ابدا انك تشوفني تاني، ومازلت طبعا، بس المره دي اخر مره اشوفك وتشوفني فيها، علشان كده جيت”
صوتها بدأ يترعش وهي بتكمل
” انا، انا حاسه بحِمل تقيل اوي على قلبي، لو تفتكر رفضك ليا اول ما بدأت اظهر في حياتك، تقريبا حياتك كانت مستقره قبل ما اظهر، بس طبعا مكانتش حياتك المثاليه اللي كنت عايزها، وبالرغم من كده كنت قابل بيها وكنت خلاص اخدت عليها بالرغم من أنها كانت غلط”
دمعة نزلت على خدها من غير ما تحس، مسحتها بسرعة وقالت
“لما دخلت حياتك يا تيم كنت بجد عايزه اساعدك، برغم رفضك بس كنت حابه اوي اساعدك واخرجك من حالتك، مش اوصلك للحاله اللي انت فيها دلوقتي دي”
نبرتها اتكسرت أكتر وهي بتبصله
” انت متعرفش انا ازاي متضايقه وانا شايفاك بالوضع ده، حاسه بصدماتك اللي خدتها ورا بعض، حاسه بيك وفاهمه قد ايه انت حاسس انك بتخسر”
سكتت شوية، دموعها كانت بتتجمع تاني، ابتسمت ابتسامة حزينة جدًا وكملت
“بس يا تيم، عايزه اقولك أن في حياتنا دي مفيش حد بياخد كل حاجه هو عايزها، اه ممكن مره تصيب وتاخد حاجه انت بتتمناها، بس مش دايما الحياه هتقف جنبك، هتخسر حاجات بس صدقني هتكسب قدامها، الحياه مكسب وخساره مش خساره بس.”
خدت شهيق طويل كأنها بتحارب نفسها علشان تكمل
” لما دخلت الغيبوبه، عرفت انك بتهرب من واقعك الأليم اللي كنت بتخشى تعيشه في يوم، قررت تنسحب وتسيب كل حاجه، ولما رجعت انت اتمسكت تاني بالحياه، رجعت عشان تكمل حياتك مش عشان تقعد هنا بالمنظر ده”
قامت من مكانها وقعدت جنبه وقالت
“صدقني كلنا بنحبك، كلنا عايزين نساعدك، كلنا يا تيم بنمر بمشاكل في حياتنا، وياما ناس حياتها أسوأ بكتير بس وقفت على رجليها من تاني، مينفعش تستسلم كده”
فضلت ساكتة ثواني طويلة، وبعدين قالت وهي بتحاول تبتسم رغم دموعها
” حتى لو خسرت ناس مهمه في حياتك مش مهم، هيجي غيرهم، حتى لو مش هيعوضوك عن اللي راحوا بس صدقني هيملوا حياتك”
سكتت لحظة طويلة جدًا، اتنهدت وقالت بنبرة أهدى لكن وجعها أوضح وهيا عارفه تأثير كلامها عليه
“مشاعرك ناحيتي انا عارفاها من زمان، بس هل انت اصلا كنت متأكد منها؟ اكيد مشاعرك دي مؤقته ناحيتي، انا البنت الوحيده اللي دخلت حياتك فكان طبيعي انك تحبني، لكن انت مش بتحبني بجد يا تيم، ده حب لحظي مش حقيقي.”
حمحمت وقالت وهيا بتبص بعيد عنه
” انا مش ليك، انا خلاص بقيت لحد تاني، بيحبني وانا كمان، انا كمان بحبه، غصب عني حبيته، لقيت نفسي من غير ما احس بحبه ومشاعري ناحيته لاول مره بحس بيها، عارف لما تحس انك مش قادر تبعد عن الشخص ده، لما تكون عايز تسمع صوته دايما وتستنى تشوفه، كل ده انا حسيته مع حسام”
كأن الكلمات دي كسرت جواه حاجة، دموعه بدأت تنزل، فريدة مسحت دموعه وهي بتحاول تهديه
” لاء لاء انا مش بقول كده عشان اضايقك، بقول كده عشان تعرف أن لو حبك ليا حقيقي كان زماني حسيت بمشاعرك دي، كان زماني دلوقتي متجوزتش حسام اصلا وفضلت معاك بس ده محصلش، لأن اللي بينا مش حب حقيقي يا تيم”
بصتله بحنية وهيا بتكمل
“هييجي يوم صدقني وتحب بجد، ووقتها هتقدر تفهم قصدي”
مسحت دموعها وقالت بصوت مبحوح
“نصيحتي ليك بجد انك تسمح تعالج نفسك، تدي فرصه لكل اللي حواليك، شوف الدنيا من ناحيه كويسه واسمح لنفسك تعيش بجد، جرب مش هتخسر حاجه، عمر ما زعلنا على اللي راحوا هيرجعهم، عشان كده لازم تقوم وتعوض خسارتك، شوف اللي حواليك، كتير بيحبوك وعايزينك كويس، ويارب اسمع اخبار كويسه قريب عنك، لاني حتى لو مشوفتكش تاني مش هقدر اتجاهل وجودك ودايما هتابعك”
وقفت وقالت بحزن
“دي آخر مرة تشوفني فيها… بتمنى من كل قلبي إنك تعيش الحياة اللي تستحقها، وتشوف كل خير.”
لفت ومشيت خطوتين بس وقفت لما سمعت صوته بينادي
“فريده…”
فريدة لفتله بسرعة أول ما نطق اسمها، قلبها وقع في لحظة وهي سامعه صوته اخيرا
تيم قال بصوت متحشرج لكنه ثابت
“أنا مش طفل ومش مراهق، أنا إنسان عادي ناضج، فاهم كل حاجة بتحصل حواليا، آه يمكن مريض زي ما بتقولوا… بس عمري أبدًا ما أغلط في مشاعري.”
وقف لحظة كأنه بيحاول يلم نفسه وبعدين كمل
“ومش إنتي أول بنت تدخل حياتي بجد، غلطي الوحيد إني حبيتك في وقت غلط… أو يمكن لإني معترفتش بمشاعري أول ما حسّيت بيها وكابرت بالرغم من أنه غصب عني”
صوته بدأ يتهز وهو بيكمل
“قدرت أتنازل عنك… وده كان عقابي، حياتي محدش يتخيل إن حد عايشها ومستحمل كل ده بس أنا سمحت بكده ورضيت زي ما قولتي، بس أنا مش عايز أتعالج… أنا عايز أخرج من هنا وارجع زي ما كنت، حتى لو خسرت أغلى ناس في حياتي هكمل حياتي زي ما كانت”
قرب منها خطوة، بص في عينيها وقال بهدوء كأنه بيترجاها
“خرجيني من هنا يا فريدة… أنا مش عايز اتعالج، لو فعلًا عايزة تساعديني… خرجيني من هنا.”
وسكت.
كان صوته ساعتها أهدى من عادته، وكل كلمه قالها كان فيها وجع دفين هو بس اللي حاسه.
فريدة بصّتله وهيا مش مصدقة إنه اتكلم اخيرا، ومعاها هيا
نطقت بصوت مبحوح
“تيم…”
ابتسمت وسط دموعها وقالت بخفوت فيه رجفة
“محدش قال إنك مريض، بس كل واحد بييجي عليه فترة صعبة بيكون محتاج يفصل عن الدنيا شوية… وده اللي انت بتعمله دلوقتي، علشان ترجع تاني أقوى، ترجع وتقف على رجلك من جديد.”
تيم رفع عينه ليها وقال بنبرة فيها حدة وكسرة
“الفترة خلصت… عايز أخرج من هنا، مش عايز حد يعاملني كأني مجنون.”
قاطعته بسرعة
“لاء مين قال كده؟ انت مش مجنون يا تيم، أنا محتاجة ثيرابيست أنا كمان يبقى كده أنا مجنونة!”
اتنفس بعنف وقال بحزم
“خرجيني من هنا.”
حاولت تمسك نفسها وقالت بلطف
“طب اهدى طيب، ممكن؟ لو عايز تخرج، هخرجك… بس اهدى، أرجوك.”
بلعت ريقها وقالت
” تخرج ونورين تتابع معاك في البيت؟”
هز راسه برفض وقال
” سيبوني اعيش حياتي زي ما انا عايش، مش عايز حد في حياتي”
ردت بسرعة
“بس دي مش زي ما انت عايز يا تيم…”
قال بوجع عميق
“لأني عمري ما هعرف أعيشها زي ما عايز… لأني عايزك!”
مدّ إيده، مسك إيديها بقوة وحطها على قلبه وهو بيقول بصوت مهزوز مليان إحساس
“لإنك من ساعة ما دخلتي حياتي وأنا مش قادر أخرجك من هنا… لو مش هتقدري تغيري حياتي زي ما أنا عايز بجد، يبقى سيبيني أخرج واعيشها براحتي”
كلماته كسرت جواها حاجات، قربت منه بخطوات بطيئة، مسكت وشه بايدين بتترعش وقالت بصوت واطي وهي بتحاول تسيطر على دموعها
“اهدى… اهدى، أنا… أنا…”
قاطعها بعصبية وهو بيبعد عنها
“متقوليش اهدى! أنا مش مجنون… مش مجنون!”
قالت بصوت عالي وهيا بتحاول متنهارش
“عارفة، عارفة والله يا تيم، عارفة…”
الباب اتفتح ودخلت ممرضه بسرعه، فريده بصتلها بسرعة وقالت بحدة
“متقربيش!”
الممرضة وقفت مكانها، وتيم كان بيتنفس بصعوبة، ودموعه بتنزل من غير وعي، اول مره تشوف حالته كده، عمره ما كان بالضعف ده، قربت منه وضمّته، حضنته بكل قوتها، قالت بصوت واطي وهيا بتحاول تهديه
“اهدى، خلاص… خلاص يا تيم، أنا هنا، أنا هنا…”
الممرضة قربت منهم بهدوء، وبإشارة صغيرة من فريدة بدات تديله حقنة مهدئة.
تيم اتنفس ببطء، جسمه بدأ يهدى، وملامحه استرخت، استسلم تماما…
سالي دخلت بسرعة أول ما عرفت إن فريدة دخلت لتيم، فتحت الباب بسرعة، شافت تيم غايب عن الوعي، جسمه راخي تمامًا، وفريدة جنبه بتحاول تقومه والممرضه بتساعدها
سالي قربت منها وقالت بخوف واضح
“إيه اللي حصل؟”
فريدة رفعت عينيها ليها، صوتها كان مبحوح وضعيف وهيا بتقول
“ساعدينا ننيمه على السرير.”
سالي بسرعة قربت منها، شدّوه بحذر لحد ما حطوه على السرير، وبعدها سالي اتنفست بعمق وهي بتبص على وش فريدة اللي كان باين عليه الإنهاك التام.
خرجوا من الأوضة بهدوء، وسالي سألتها تاني بقلق
“إيه اللي حصل؟”
فريدة سندت على أقرب حيطة، كانت بتاخد نفسها بالعافية، دموعها نزلت وهيا بتقول
“أنا تعبت…”
سالي قربت منها وقالت بسرعة
“في إيه طيب؟ فهميني؟!”
فريدة بصتلها وقالت بتعب
“هو أنا ليه بيحصل فيا كده؟! هو أنا إيه اللي عملته في نفسي ده؟! إيه القرف اللي أنا فيه ده؟!”
سالي سألتها بحذر
“فريدة مالك؟”
فريدة بصت قدامها وقالت
“هو في الحالة دي المفروض أعمل إيه؟ يعني مطلوب مني إيه؟”
سالي سكتت، مش عارفة ترد، فريدة كملت بصوت بيتهز
“أمشي ورا مين طيب؟ أعمل إيه يا ربي؟ أنا إزاي…”
سالي قالت بخوف واضح
“طب كلميني طيب، قوليلي في إيه يمكن أساعدك!”
فريدة بصتلها، قالت بغيظ مكبوت
“مش مامتك ماتت ومتجوزش عليها إلا الرحمة، بس ربنا ينتقم منها على الحالة اللي وصلت ابنها بيها بسبب طمعها وجشعها… لو كانت لسه عايشة أنا كنت قتلتها بنفسي!”
سالي اتصدمت من كلامها وقالت
“فريدة؟ في إيه بقا؟! تيم ماله وانتي مالك؟!”
فريدة مسحت دموعها وقالت بصوت مهزوز
“تيم مش كويس، تيم مش كويس خالص…”
سالي قالت بخوف
“ماله؟ إيه اللي حصل؟”
فريدة قالت وهي بتحاول تسيطر على نفسها
“عايز يخرج من هنا، ومش عايز يكمل علاجه اللي لسه مبدأش أصلاً.”
سالي اتفاجئت وقالت بسرعة
“يعني اتكلم وقال كده؟!”
فريدة هزت راسها بإيجاب وقالت
“آه، قال كده… بس يخرج إزاي؟! ويرجع إزاي لنفس الحياة دي؟!”
سالي قالت بحزم
“بس أنا مش هسمح بخروجه! مينفعش يخرج يا فريدة، إحنا ما صدقنا أصلاً أنه هنا!”
فريدة قالت بصوت هادي مليان يأس
“وجوده هنا ملوش لازمة طول ما هو مش عايز ده، إحنا كده مش بنعمل حاجة، وأنا مش هينفع أكمل معاه بس برضو مش هقدر اسيبه”
سالي قربت منها وقالت برجاء
“بس هو اتكلم معاكي انتي، يعني لو فضلتي معاه لحد ما يتعالج ويبقى أحسن، يبقى تمام كده.”
فريدة قالت وهي بتبص بعيد عنها
“صعب أفضل معاه يا سالي… أنا دلوقتي بين اختيارين أصعب من بعض، يا أكمل حياتي مع حسام وابني اللي جاي، يا إما أضيع كل ده وأفضل مع تيم، يعني وجودي مع تيم مقابل إني أخسر حياتي اللي كنت بدأت أحبها.”
سالي قالت بهدوء وهي بتحاول تهديها
“طب ما إنتي هتفضلي مع حسام، بس تكوني support لتيم.”
فريدة هزت راسها وقالت بنبرة حاسمة فيها وجع
“حسام طلب مني مقربش من تيم تاني… وأنا مش عارفة أعمل إيه، مش هقدر أسيب تيم في الحالة دي.”
سالي قالت بحزم
“يبقى شوفي حياتك يا فريدة، تيم أنا هعرف أتعامل معاه.”
فريدة هزت راسها برفض تام وقالت
“بعد اللي شوفته النهارده، حاسة بعجز فظيع… يا ربي ليه بتحطني في مواقف صعبة أوي كده؟ أعمل إيه؟!”
سالي قربت منها وقالت بهدوء
“فريدة، أنا قلتلك فعلاً تعملي إيه؟ لو شايفة وجودك هنا هيهدد استقرار حياتك، يبقى امشي.”
فريده بصتلها بإصرار وقالت
” أنا عمري ما هسيبك تيم في الحاله دي، متعودتش اسيب حد محتاجني، وتيم هفضل معاه لحد ما يكون كويس، مش هسيبه”
يونس كان واقف قدام بيت يسر، الجو هادي بس قلبه بيخبط بجنون، مش عارف يعمل إيه ولا يبدأ منين، كل اللي في دماغه صورة يسر وهي منهارة بعد اللي حصل لأختها، ماسك موبايله مش عارف يعمل ايه، يكلمها ولا ده مش وقته، بس هو فعلا عايز يعرف هيا عامله ايه دلوقتي.
بس قبل ما ياخد القرار، شد انتباهه صوت العربيه اللي وقفت قدام البيت، ولما شاف فريده نازلة من عربيتها حس براحة خفيفة، نزل هو كمان من عربيته بسرعة وناداها بصوت متوتر
“فريده!”
لفتله وقالت باستغراب
“يونس؟!”
قرب منها وقال بقلق واضح
“عرفتي اللي حصل؟”
هزت راسها بهدوء وقالت
“آه… بس معرفتش اي سبب، هدخل دلوقتي أشوف يسر.”
كان هيتكلم بس هيا سبقت كلامه، مسكت دراعه بخفة وقالت وهي بتبصله بثبات
“هطمنك عليها، وجودك هنا على الفاضي دلوقتي.”
اتنهد يونس وقال بجدية
“كلميني وطمنيني عليها، أنا قلقان جدًا.”
هزت راسها ودخلت البيت بخطوات سريعة، خبطت على الباب بخفة، بعد لحظات الباب اتفتح وظهر يوسف، عيونه حمرا، والتعب باين على ملامحه.
قالت وهي بتبصله بحزن
“البقاء لله يا يوسف، شد حيلك.”
رد وهو بيحاول يثبت صوته
“ونِعم بالله… يسر في أوضتها.”
سألته بهدوء
“فين طنط؟ عاملة إيه؟”
هز راسه وقال بصوت مبحوح
“متسأليش يا فريدة… محدش مستوعب اللي حصل، أنا نفسي مش عارف انا إزاي واقف ولا إزاي ثابت أصلاً.”
هزت راسها بهدوء ومشيت من قدامه، وصلت عند باب أوضة يسر، خبطت بخفة وفتحت الباب بهدوء.
يسر كانت نايمة على السرير، مغمضة عينيها، بس دموعها بتنزل، فريدة قربت منها وقالت بصوت واطي مليان حنية
“يسر…”
يسر فتحت عينيها ببطء، عدلت نفسها وهي بتمسح دموعها اللي مش راضية تهدى، وقالت بصوت متكسر
“فريدة… أنا حاسة إني بحلم، حاسة إني في كابوس مش عايز يخلص.”
فريدة قربت منها وحضنتها بحنان وهي بتهمس
“ربنا يرحمها يا رب… ربنا رحمها.”
يسر قالت بصوت مخنوق فيه غضب ووجع
“قتلها يا فريدة… بعد ما خانني وخلاها تخونني معاه قتلها.”
فريدة اتصدمت وقالت
“انتي بتقولي إيه يا يسر؟! قتلها إزاي يعني؟!”
يسر هزت راسها وهي بتعيط
“قتلها صدقيني… أهله السبب، هما السبب في كل ده.”
فريدة قالت باستغراب
“أنا مش فاهمة حاجة يا يسر.”
يسر كملت
“هما اللي عملوا ليهم عمل عند واحد كبير، بصي النتيجة، خلاه يقتلها! خلاه يقتلها بإيده! وبكل برود رايحين يقفوا جنبه ويقولوا أنه كان تحت تأثير خلاه يعمل كده، ازاي ده حصل، وياسمين ازاي سمحتله يعمل فيها كده، ازاي؟”
فريدة حطت إيديها على بوقها بصدمه وقالت بأسى
“لا حول ولا قوة إلا بالله…”
يسر انهارت أكتر، صوتها كان بيترعش وهي بتقول
“أنا لسه معشتش معاها، برغم اللي حصل بينا بس كنت بحبها، عمري ما كرهتها! ليه عملوا كده؟! إيه اللي يخليهم يعملوا كده وهما عارفين إن دي ممكن تكون النهاية؟! ليه يا فريدة يزرعوا بينهم الكره؟!”
فريدة مسكت إيديها وضغطت عليها وقالت بهدوء
“نصيب يا يسر، هما أكيد هيتحاسبوا، هيروحوا من ربنا فين؟”
يسر مسحت دموعها وقالت بصوت مبحوح
“كانت ترجع، والله كانت ترجع وكنت هسامحها، أنا سامحتها فعلاً، دي أختي يا فريدة…”
فريده مسحت على ضهرها وهيا بتقول
“ادعيلها يا يسر… ادعيلها، هو ده اللي هيريّحك ويريّحها.”
(اللي حصل لياسمين ده حقيقي فعلا، بيحصل في معظم الأماكن علشان كده حبيت اكتب عنه باختصار كده، مش دايما بتوصل للقتل بس بجد اللي بيتعمله الأعمال دي حياته بتتحول لجحيم وحصلت في ناس قريبه مني، حصنوا نفسكوا دايما وشغلوا سورة البقره يوميا وهتشوفوا البركه في حياتكوا)
بعد أيام
سالي كانت مع تيم في أوضته، بتلم حاجته الناقصه بهدوء، كل حاجة كانت محطوطة بعناية، والجو في الأوضة كان فيه صمت تقيل، سالي كسرت الصمت وقالت بحزن
“متأكد يا تيم إنك مش عايزني أروح معاك؟”
هزّ راسه وقال بهدوء
“عايز أكون لوحدي.”
بصتله بعيون حزينه وسألته بقلق
“متأكد أصلًا من قرارك؟ هتتعالج بجد عن اقتناع؟”
قال وهو بيشد سحاب الشنطه وبيعدلها
“متأكد، فكرت كتير… وقررت.”
سكتت لحظه وبعدين قالت
“هتيجي قريب؟ إنت عارف أنا بحبك قد إيه ومش عايزاك تبعد أصلًا عني أنا ويونس.”
ردّ بابتسامة باهتة
“سيبيها بظروفها… وادعي إن ربنا يريح قلبي.”
حضنته جامد، قالت وهي بتحاول تبتسم رغم دموعها
“تروح وترجع بالسلامة… لندن هتنور بيك.”
حضنها بهدوء، اتنفس بعمق كأنه بيحاول يقنع نفسه باللي بيحصل.
تحت، كان يونس واقف مستنيه، عينيه فيها حزن واضح رغم إنه بيحاول يخفيه بابتسامة صغيرة، تيم نزل مع سالي.
تيم قرب من يونس وقال
“مكانش في داعي توصلني.”
يونس قال بسرعة وهو بيحاول يبتسم
“أنا هوصلك غصب عني أصلاً… مش عايزك تمشي.”
تيم ربت على كتفه وقال بهدوء
“معلش… كده أحسن.”
يونس سكت لحظة وبعدين حضنه جامد وقال بصوت متحشرج
“وجودك دايمًا كان بيديني القوة… مش عارف هعيش الفترة الجاية دي إزاي من غيرك.”
تيم قال وهو بيربت على ضهره
“مش هغيب كتير… خليك مكاني لحد ما أرجع.”
يونس شد نفسه وقال بابتسامة مترددة
“مكانك محفوظ… كل حاجة هتفضل زي ما هي لحد ما ترجع.”
قاطعهم صوت صغير من بعيد بيقول بحماس
“خاااالووو!”
تيم لفّ بسرعة، شاف ياسين جاي بيجري ناحيته، نزل لمستواه وفتح دراعاته وياسين حضنه بقوة.
ياسين رفع راسه وقال ببراءة
“إنت هتمشي؟”
تيم هز راسه وقال بابتسامة حزينة
“آه… همشي.”
ياسين سأله
“هتروح عند بابا؟”
تيم ابتسم وقال
“لاء… أنا رايح مكان تاني.”
ياسين قال بسرعة
” يعني مش هتجبلي ليجو فيراري؟!”
ضحك تيم وقال وهو بيحط إيده على شعره
“من عنيا… هجبلك كل اللي إنت عايزه.”
يونس قرب منهم وقال بلطف لياسين
“كفاية يا ياسين، خالو لازم يمشي ويلحق الطيارة.”
ياسين بص لتيم وباسه وقال
” هتوحشني كتير”
تيم ابتسم وقام وقف، وقف عند الباب لحظه، خد نفس عميق وبس حواليه، خرج بهدوء من البيت، بص بصه اخيره للبيت قبل ما يركب العربيه ويتحرك، سايب كل حاجه وراه وقرر يدي نفسه فرصه جديده…
يتبع………

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *