رواية آدم عبدالعزيز الفصل الثاني 2 بقلم مصطفى محسن - The Last Line
روايات

رواية آدم عبدالعزيز الفصل الثاني 2 بقلم مصطفى محسن

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية آدم عبدالعزيز الفصل الثاني 2 بقلم مصطفى محسن

 

 

البارت الثاني

 

 

مسكت البدلة…
كنت حاسس بفرحة كبيرة وأنا بجهّز نفسي للفرح بتاع النهاردة.
كنت متحمّس أشوف شكلي بيها…
بدأت ألبس الجاكيت،
وفجأة حسّيت إن القماش “سخن”!
مش سخونة نار… لا، سخونة غريبة، كأن في حد كان لابسها قبلّي ولسه حرارة جسمه فيها.
قلت في نفسي:
ـ “عادي يا آدم، يمكن عشان كانت مقفولة في الكيس من امبارح.”
قفلت الزرار، ووقفت قدام المراية.
البدلة كانت مظبوطة جدًا عليّا… كأنها معمولة مخصوص ليا.

 

 

بس حسّيت إن نفسي بيضيق شوية.
قولت فى بالى:
ـ “عادي يا آدم متكبرش الموضوع.”
محبتش أفكر كتير.
نزلت على قاعة سلطنة في شارع صلاح أمين علشان أصوّر الفرح.
كل حاجة كانت ماشية طبيعي في الأول:
الإضاءة جميله، والدي جي شغال، والناس بتضحك، والعريس والعروسة مبسوطين جدًا.
لكن وأنا ماسك الكاميرا وبدأت أصوّر أول لقطة…
حصلت حاجة غريبة.
كنت ببص من العدسة،
لاقيت إن شكل الناس اللي قدامي مش نفسهم اللي شايفهم بعيني!
من جوه الكاميرا، القاعة شكلها اتحوّل لقصر كبير…
الناس لابسين لبس قديم جدًا، فساتين من أيام الخمسينات،
الكراسي قديمة.
حتى المزيكا اتغيرت… بقت طالعة كأنها من جرامافون قديم.
قلبي وقع في رجلي.
رفعت عيني من الكاميرا بسرعة،
بصيت بعيني العادية… كل حاجة رجعت طبيعية!
القاعة الحديثة، الإضاءة الملونة، الناس بترقص وتضحك.
نزلت عيني تاني على الكاميرا،
لقيت المنظر القديم رجع تاني!
العروسة والعريس غير اللى فى القاعة…
بس الملامح مش واضحة، كأن في ضباب بينهم وبيني.
إيديا بدأت تهتز.
قفلت الكاميرا بسرعة وخرجت من القاعة آخد نفسي.
قلبي كان بيدق بسرعة.
وحسّيت إن الجاكيت بيكتم على صدري.
كل نفس بأخده بالعافية.
طلعت الموبايل واتصلت بعماد صديقى قولته:
ـ “تعاله بسرعة يا عماد…انا قى شارع صلاح أمين، قاعة سلطنة.”
سألني بقلق:
ـ “خير يا ابني، في إيه؟”
قوتله:
وأنا بتنفس بصعوبة:
ـ “لما تيجي هقولك.”
قفلت الموبايل وقعدت على الرصيف، ماسك الكاميرا على ركبتي.
كنت حاسس الدنيا بتلف حواليا،
وكل ما أغمض عيني لحظة،
أشوف الناس بلبس قديم…
كأنى فى زمن تانى.
وشوش الناس مش واضحه،
وصوت خفيف بيهمس في وداني بكلمات مش مفهومة.
بعد حوالي ربع ساعة،
عماد وصل نزل عربيته وجرى عليّا.
وقالى:
ـ “مالك يا آدم؟ حصل إيه؟”
بصّيت له وأنا تعبان وقولت بصوت واطي:
ـ “مش قادر أركّز في التصوير… ادخل إنت صوّر الفرح، وأنا هستناك في الاستوديو.”
قال بقلق:
ـ “ماشي، بس انت كويس؟”
هزّيت راسي، وادّيته الكاميرا.
ومشيت ناحية العربية…ركبت وشغلتها،
بدأت أتحرك في الشارع.
كل حاجة كانت طبيعية في الأول،
لكن بعد شوية،

 

 

الإضاءة بقت ضعيفه والناس بقوا لابسين لبس قديم.
والعربيات اللي جنبي موديلاتها من الخمسينات،
رمشت بعيني بقوة…
وبصيت تاني، كل حاجة رجعت طبيعية.
قولت فى بالى:
ـ “اااكيد ده من ضغط الشغل”
بس وأنا معدّي عند الميدان،
لمحت في المراية الخلفية راجل قاعد ورايا!
عيونه غامقة جدًا،
ولابس بدلة زي بدلتي بالظبط.
إيديا ثبتت على الدركسيون.
لفيت بسرعة ورايا…
ملقتش حد.
قلبي دق بسرعة لدرجة حسّيت إني سامع صوته.
بصيت تانى فى المرايه
لاقيت نقطة حمرا على القميص.
مدّيت إيدي ومسحتها بمنديل…
كانت مادة سايلة… زي الد/ـم
مسحتها بسرعة وانا مش فاهم ايه هو ده.
دوست بنزين، وروحت على الاستوديو.
وصلت، فتحت الباب، دخلت، ونوّرت النور.
كان فيه ريحة زفاره أول مرة أشمّها في لاستوديو.
قعدت على الكرسي قدام الكمبيوتر.
جبت الميّه وغسلت وشي،
وبصّيت في المراية اللي جنب الباب.
عيني كانت مليانة عروق حمرا.
فكّيت الزرار اللي فوق من الجاكيت علشان أتنفس شوية،
بس وأنا بفتحه…
سمعت همس في وداني بيقول كلام مش مفهوم.
وقفت مكاني.
جسمي كله قشعر،
وإيديا كانت بتترعش.
كنت خلاص هجرى من لاستوديو.
وفجأة حد بيقول:
ـ آدم
بصّيت بسرعة… لاقيت عماد داخل ومعاه شنطة الكاميرا.
قال وهو بيبص عليا:
ـ “إيه يا عم، وشّك عامل كده ليه؟”
قوتله بخوف:
ـ “مش عارف… حاسس إن البدلة دي فيها حاجة غلط.”
ضحك وقال:
ـ “بدلة إيه يا عم؟ دي شكلها تحفة!”
مد إيده ناحية الجاكيت وقال باستغراب:
ـ “استنى كده… إيه الد//ـم ده؟!”
قوتله بخوف:
ـ “مش عارف!”
سكتنا لحظة،
عماد بصّ حوالين المكان وسكت.
وبعدين قام ومشي شوية.
بس وأنا ببص في المراية…
شُفت حاجة صدمتنى.
انعكاس عماد في المراية كان لابس بدلة زَيِّي!
بس عماد الحقيقي اللي قدامي كان لابس قميص أبيض!
قمت بسرعة، الكرسي وقع ورايا.
عماد اتخض وقال:
ـ “مالك يا ابني؟!”
بصّيت تاني في المراية،
الانعكاس رجع طبيعي.
قولت وأنا بحاول أتمالك نفسي:
ـ “أنا لازم أعرف البدلة فيها ايه.”
عماد قال:
ـ “ما أنت اللي جايبها من السوق، مش كده؟”
قلتله:
ـ “أيوه… من محل قديم جدًا في وسط البلد.”
عماد فكر وقال:
ـ “طب بكرة نروح المحل ونشوف. يمكن نعرف ايه قصتها.”
هزّيت راسي وقولت.
انا مش هقدر اروح انا هابات في الاستوديو النهارده.

 

 

عماد قالى براحتك وخرج برا.
وأنا بقلع الجاكيت،
لاقيت ورقة مطبقة، قديمة..
فتحتها…
ولقيت مكتوب فيها بخط مهزوز:
“البدلة… هي اللي اختارتك، مش إنت.”
وفجاة النور بدأ يتهزّ.
انتظروا الجزء الثالث بكرة باذن الله

 

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x