رواية إنتقام الجن الفصل الأول 1 بقلم محمود الأمين
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية إنتقام الجن الفصل الأول 1 بقلم محمود الأمين
البارت الأول
افتح الباب يا ابني.
_ إزيك يا مرزوق، أخبارك إيه؟
= في نعمة يا بيه، الحمد لله.
_ إيه ده، إنت كنت بتصلي؟
= آه، كنت بصلي، هو حرام ولا إيه؟
_ لا مش حرام، أنا بس مستغرب إن الدجال اللي داخل أصلًا السجن عشان بيمارس السحر والدجل بيصلي وعارف ربنا.
= توبت يا بيه، ورجعت لربنا، الحمد لله.
_ ونِعم بالله يا سيدي، أنا جاي أبشرك وأقولك إنك خلاص خارج بعد أسبوع.
= ياااه، هي المدة عدّت بسرعة كده؟
_ أومّال إنت فاكر إيه!.. هترجع تعيش وسط عيالك تاني، وهتعيش حياتك، بس الأهم إنك تعيشها صح.
= وتفتكر هما هيسيبوني في حالي؟ ده أنا خايف من خرجتي دي، خايف على نفسي وعلى عيالي.
_ سلّمها لله يا مرزوق، ماحدش عارف الخير فين.
…
أنا اسمي مرزوق جاد الله، سني دلوقتي ٦٥ سنة.
أنا موجود في السجن بتهمة ممارسة السحر والدجل. المدة اللي قعدتها هنا قررت فيها أتوب وأرجع لربنا، بس تفتكروا ربنا ممكن يقبل توبة الشيطان؟ طيب لو خرجت تفتكروا هيسيبوني في حالي بعد ما نقضت العهد؟
لما تبقى مش عايز حاجة تحصل، بتحصل بسرعة البرق. وأنا ماكنتش عايز أخرج، خايف من اللي هيحصل. لكن الأسبوع عدى بسرعة، ولقيت نفسي خارج من بوابة السجن. كنا في آخر شهر ١٢، والشتا دخل، وكنت متوقع أول ما أخرج من البوابة هلاقي عيالي مستنيني، بس يا خسارة، ده ما حصلش.
فضلت ماشي في الشوارع لحد ما وصلت القرية اللي أنا عايش فيها، ماكنتش عاوز حد يشوفني، لكن اللي لاحظته لما وصلت القرية إن الدنيا فاضية، ما فيش ولا مخلوق ماشي في الشارع.
أنا مش عارف الساعة كام!.. بس العصر لسه مأذّن.
مشيت شوية لحد ما وصلت البيت، خبطت على الباب، لقيت عمر فتح، وأول ما شافني اتكلم وقال:
_ إيه اللي جابك هنا؟ أنا مش قولتلك في آخر زيارة مش عايز أشوفك تاني؟
= أنا أبوك يا عمر، إزاي تكلّمني كده؟
_ أبويا؟ أي أب اللي بتتكلم عنه؟ اللي خرّب حياة الناس ولا اللي حرّق بيوت؟
= أنا كنت مجبر أعمل كده، إنت ليه مش عايز تصدق إن العهد ده متورّث؟
_ هترجع تاني تقولي عهد؟ إنت بتعمل كل ده بإرادتك، أنا مش مصدق أي كلمة من اللي إنت قلتها قبل كده.
= طيب ممكن تدخلني وتسمعني للآخر؟ وأنا هحكيلك الموضوع من أوله.
_ اتفضل ادخل.
…
دخلت وقعدت وبدأت الكلام:
_ من حقك إنت وأختك تكرهوني، أنا عارف السمعة الهباب اللي جبتها لكم، عارف إن لو عشت عمري كله أعمل خير، هتفضل السيرة دي ملازماني.. مرزوق الدجال اللي خرّب حياة الناس.
الموضوع بدأ من زمان أوي يا ابني، وقتها كنت عايش مع أبويا وأمي، كان عندي ١٠ سنين، وسمعت أبويا وأمي بيتكلموا:
_ بص يا جاد الله، الست دي مش هتيجي تعيش هنا، هي أمك آه، بس إنت عارف الست دي بتعمل إيه كويس.
= عارف يا عفاف، عارف، بس ماقدرش أقولها ما تجيش، دي أمي برضه.
_ أمك بس بتأذي الناس، وإنت عارف إنها بتاعة سحر وأعمال، وأنا عندي الواد عايز أربيه.
= طيب والحل إيه؟
_ عادي، اتصل بيها وقولها ما تجيش.
…
ما كنتش فاهم وقتها يعني إيه سحر وأعمال، أنا عمري ما كنت شوفت جدتي وقتها.
ورغم محاولات أمي المستميتة، لكن جدتي جت فعلًا.
كانت ست كبيرة، تعمل ٧٥ سنة، بس ماشية على رجلها ولا أحسن شابة. لاحظت إن أبويا كان خايف منها وبيتعامل معاها بحرص وود، أما أمي فما كانش همها، وكانت بتتعامل معاها بكل قلة ذوق.
وعرفت إن اسمها نعيمة. يوم ما جت وسلّمت عليا، حسّيت إن في كهربا ضربت في جسمي. كنت خايف، مش عارف ليه.
…
وفي يوم، قُمت من النوم وأنا عطشان، بصيت في الساعة كانت واحدة بعد نص الليل.
قُمت من على السرير وروحت ناحية المطبخ، لكن لاحظت إن باب أوضة جدتي مفتوح.
قرّبت من الأوضة، ووقتها شمّيت ريحة وحشة أوي، وجدتي كانت قاعدة على الأرض، مغطيّة وشها كله بالكامل بطرحة سودا، وعمالة تطلع لقدام وترجع لورا. بلغتنا إحنا دلوقتي كانت بتفكر.
كنت خايف وواقف على الباب بترعش، بس واضح إنها حسّت بيا، ولقيت الباب بيتقفل في وشي لوحده. طلعت أجري على المطبخ، كنت بترعش من الخوف.
طلعت الميه وشربت، ورجعت على أوضتي من تاني.
ولما طلع الصبح، حكيت لأمي اللي شوفته. وأمي خدت الكلمتين وراحت عملت مشكلة مع أبويا. صوتهم كان عالي، وفي الوقت ده صحيت جدتي وفتحت باب الأوضة، واتكلمت وقالت:
_ افتح باب البيت يا جاد الله، في ضيف جاي لي.
= ضيف مين ياما على الصبح؟ وبعدين ما فيش حد بيخبط.
_ هيخبط دلوقتي.
…
وفعلًا، ما كملتش الكلمة، ولقيت الباب خبط. ولما أبويا فتح الباب، لقى الحاج عبد التواب ومعاه بنته شهد، كان طالب يشوف جدتي.
أمي كانت رافضة دخولهم البيت، وقالت:
_ أهو ده اللي كان ناقص يا جاد الله، إن أمك تعالجلي حالات في البيت من الجن! ده على جثتي إنه يحصل.
= اهدي شوية بس يا عفاف.
…
جدتي كانت واقفة ساكتة وباصّة لأمي، ولما زوّدت في الكلام، لقيت جدتي برّقت، ووقتها حصلت حاجة مرعبة بالنسبالي.
لقيت أمي لسانها بيتعوّج ومش قادرة تاخد نفسها، كانت بتموت قدام عينيّا!
أبويا جري على جدتي وهو بيقولها: خلاص، هتسكت ياما ومش هتتكلم تاني!
لقيت أمي بترجع تاني لطبيعتها، وانهارت من العياط.
وأبويا طلب من الحاج عبد التواب وبنته يدخلوا، ودخلوا فعلًا على أوضة جدتي.
كان عندي فضول أعرف إيه اللي حصل قدامي ده، ويا ترى الناس دي جاية لجدتي ليه؟
أمي دخلت أوضتها وهي معيطه، وأبويا دخل وراها عشان يتكلم معاها.
وكنت أول مرة أسمع أمي بتقول لأبويا:
_ طلّقني، أنا مش هينفع أعيش معاك، طول ما الست دي عايشة هنا مش هينفع نعيش مع بعض.
= إنتي بتقولي إيه يا عفاف؟ أنا مستحيل أطلّقك!
_ لا، هتطلّقني! أنا مش هعيش مع أمك في بيت واحد. قولتلك عندنا عيل عايزين نربيه، والواد شافها وهي بتحضر، هستنى إيه؟!.. لما الواد يتلبس؟
أنا هاخد ابني وأمشي من هنا، وإنت لما تبقى راجل عارف تمشي بيتك، إبقى تعالى خدني.
…
أبويا ما استحملش الكلمة على نفسه، وضربها، وحبسها في الأوضة.
ولسه كنت هرجع على أوضتي وأنا زعلان، سمعت صوت صرخة البنت جوه عند جدتي.
قرّبت من الباب عشان أسمع، يمكن أفهم حاجة، بس ما كانش في صوت.
رجعت دخلت أوضتي، ورميت جسمي على السرير ونمت.
كنت أول مرة أشوف مشاكل بين أبويا وأمي، وأول مرة أشوفه بيضربها.
مش عارف نمت قد إيه، صحيت كانت الدنيا مِليلة، بصيت في الساعة جنبي كانت داخلة على المغربية، الساعة ٦.
مش عارف نمت كل ده إزاي!
قُمت من مكاني وكنت رايح ناحية الحمّام، لكن وقتها شوفت أمي بتتسحب وداخلة أوضة جدتي.
سبتها تدخل وروحت وراها، كنت عايز أعرف هتعمل إيه؟
أمي كانت ماسكة في إيدها حاجة عاملة زي السلسلة، وفي آخرها حتة قماشة، ولقيتها بتطلع كبريت، ويا دوب شطّت عود الكبريت، ولقيت تعبان كبير ظهر من العدم، اتلف حوالين جسم أمي وكان بيعصرها!
أمي كانت بتحاول تصرخ بس ما كانتش عارفة، عينيها اتقلبت للّون الأبيض، ووقعت على الأرض قدامي.
وسمعت صوت أبويا بينادي عليها، ولما شافني واقف مبرق، سألني: أمك فين؟
وأول ما بص وشافها، جري عليها وحاول يفوّقها، لكن جدتي كانت واقفة فوق راسه وقالت:
_ مراتك حاولت تحرق الطلسم، والجن انتقم منها، غبية كانت فاكرة إن دي نهايتي، بس طلعت نهايتها هي.
…
أبويا قام وبكل جبروت زق جدتي، وقعها على الأرض وقالها: مش هو ده الطلسم؟ أهو!
وولّع فيه، ولقيت باب الأوضة بيتقفل، وآخر حاجة سمعتها كان صوت صرخة أبويا… لكن
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية انتقام الجن)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)