روايه اذوب فيك موتا - الأربعيني 3 الفصل الثامن عشر 18 بقلم فريدة الحلواني - The Last Line
روايات

روايه اذوب فيك موتا – الأربعيني 3 الفصل الثامن عشر 18 بقلم فريدة الحلواني

روايه اذوب فيك موتا – الأربعيني 3 الفصل الثامن عشر 18 بقلم فريدة الحلواني

 

 

البارت الثامن عشر

 

 

رواية اذوب فيك موتا الفصل الثامن عشر 18
مرت ثلاثه ايام في هدوء حذر بعد اخر احداث عاشها ابطالنا

الجميع يترقب القادم دون ان يستطيعوا تخمين ما سيحدث

 

عدي …. كان يتابع سير القضيه باهتمام شديد وقد أمر سمير ان يحتفظ بحسين حتى بعد ان قام بطلاق ضيه

فهو الخيط الاخير الذي سيوصله الى تلك العائله التي اختفت فجاه وكأن الارض انشقت وابتلعتهم

 

 

حتى النفق الذي هربوا من خلاله حينما دخل فيه عدي هو والرجال…… ساروا فيه الى اخره وجدوا حالهم يخرجو من الجهه الاخرى و بعدما صعدوا الى الاعلى اصبحوا وسط منزل مهدم مليء بالقمامه وكل شيء يستغنى عنه سكان الحي يلقوه بداخله

 

 

ورغم قذاره المكان الا انهم فتشوه بدقه لكنهم لم يحصلوا على اي شيء يدل على وجود أحد جاء هنا قبلهم

وبالطبع ذلك الحي الفقير لا يوجد به كاميرات مراقبه حتى يتتبعوا أثرهم

اذا…… الاختفاء كان حليفهم بمنتهى السهوله

 

 

تميم…… بعد ان ارتاح ضميره ولو قليلا تجاه تلك الصغيره….. بدا في ممارسه عمله ومتابعه القضيه مع اخيه

الشيء الوحيد الذي كان يؤرقه هو حرمانه من سماع صوت امه وابيه

حاول كثيرا ان يتصل بهم لكنهم لم يجيبوا عليه

رغم بكاء سمر وتمزق قلبها على ولدها الغالي واشتياقها له الا انها قررت ان تقسوا عليه قليلا وتقوي قلبها حتى يعود الى رشده ولا يخسر حياته التي بناها بتعبه وجهده

 

 

والصغيره …. ظلت تفكر كثيرا في امكانيه تشغيل الخط الذي بحوزتها حتى ترسل الى تميم بعض الرسائل

كانت متردده كثيرا لكنها في الاخير قالت بغيظ من حالها : مفيهاش حاجه هركبه وابعتله رسالتين واقفل

كده كده هو مش حاططلي خط في الفون ده اكتفى بالواي فاي….

تنهدت بغيظ شديد وهي تقلد صوته حينما كان يحادثها بالامس : وأنتي محتاجه خط في ايه….. عندك الواي فاي هو بس اللي محتاجاه علشان تتفرجي على اليوتيوب ولا شوفي الدروس اللي هتاخديها هتسمعيها فين

انما خط انسي…

 

 

اما عن سالم الشريف ذلك الداهيه

ترك اولاده يعملون على تلك القضيه بما هو متاح لهم من معلومات

وبدا هو في التحرك بمفرده دون ان يخبرهم بما وصل له من معلومات هامه للغايه

تلك القضيه كان يعمل عليها من قبل حتى ان يصبح وزيرا للداخليه

وبعد ان شغل هذا المنصب الهام أوكلها الى احد الضباط الذي يثق فيهم ويؤمن بكفاءته

 

 

من بعدها تولاها عدي واصبحت اهم اولوياته

لكن الخبره كان لها عامل كبير وعشق ولده لضي جعله يغفل عن بعض الاشياء الهامه الذي كان من الممكن ان تحل له تلك المعضله

جلس مع صديقه الذي يعلم كل خطواته كي يرتب ما عليهم فعله في الايام المقبله

 

 

 

ساله سعيد باهتمام : انا نفسي اعرف انت ليه مش عايز تقول للعيال على المعلومات اللي معانا…. طب ماتظبطهالهم من بعيد….. حتى لمح يا اخي ارميلهم واحده كده يمشي وراها

ضحك سالم ثم قال بشماته : دول ولاد كلب فاكرين نفسهم هيتذاكوا عليا

طب خد دي بقى….. عدي بيه خطوته الجايه بدل ما يروح يقرر حسين ولا يعرف منه اي معلومه هيجي لي انا

 

 

تحدث سعيد بصفو نيه : طب ما طبيعي يجي لك يا سالم اكيد هيسالك على اللي المفروض يعمله او هياخذ رايك في حاجه

ضحك هذا الخبيث بصخب شديد ثم هدا قليلا وقال : لا يا حبيب اخوك….. مش هيجي ياخد رايي ولا يسالني عن المفروض يتعمل

نظر له سعيد باهتمام و عدم فهم

هيجي يقول لي انه المفروض يتجوز ضي عشان يحميها ومش هينفع يقعد معاها في بيت واحد وهي مش حلاله

انا راجل برده والشيطان شاطر ودي بنت بحبها

بس انا مش هتجوزها عشان هي حبيبتي يا بابا…..لااااااا انا هتجوزها بس علشان قاعده معايا في نفس البيت ولما نخلص القضيه اللي حضرتك عايزه هو اللي هعمله

 

 

 

 

بعد مرور ساعتان داخل مكتب سالم الشريف

كادت انفاس سعيد ان تنقطع من شده الضحك

هل تعلمون لما….. لان عدي يقف امامه الان ويقول نفس الكلمات التي سمعها من صديقه منذ ساعتان لم ينقص منها حرف

 

 

لدرجه ان عدي قطع حديث ونظر اليه بذهول وعيناه تسال لما كل هذا الضحك

اما سالم فقد اراح ظهره الى الخلف وابتسم بجانب فمه وبداخل عيناه يقول لصديقه : شوفت ابن الكلب…. اهوووووو بيقول نفس كلامي

 

 

رفع سعيد يده امام عدي وهو يحاول ان يقول باعتذار : حقك عليا يا ابني….. اصل اسيل بنتي كل يوم بتبعث لي نكته بتهلكني من الضحك

رد عليه عدي بذكاء : بس انت مش ماسك الفون يا عمو

قال سريعا بكذب : لسه شايفها قبل ما انت تيجي وافتكرتها دلوقتي وانت بتتكلم عشان كده ضحكت

خلينا في المهم….. حاول ألا ينظر الى سالم حتى لا يضحك مره اخرى وقال بجديه زائفه : انا شايف ان عدي كلامه صح ما ينفعش نحط البنزين جنب النار

 

 

وبرده البنت مش هتعيش متقيده ليل نهار برده اكيد هتبقى محتاجه تقعد بلبس بيت زيها زي اي حد يعني ومش هينفع طول ما عدي معاها

انا من رايي توافق يا سالم هو ده الحل الوحيد

رده سالم بوقاحه : ملعون ابوك لأبو سالم يا شيخ ريح ظهرك وما تتدخلش بيني وبين عيالي

 

 

 

تطلع له سعيد بغيظ بينما قال عدي بتوسل متواري كان ظاهره الاقناع : يا بابا عمو عنده حق….. وبعدين انا مش هينفع كل شويه انزل واسيب ضي لوحدها

محتاج اجيبها الفيلا

ننننننننننعم يا روح امك ……صرخ سالم فاكمل ولده سريعا افهم بس يا بوب….. انت شايف القضيه اتعقدت ازاي وانا تقريبا المفروض ابقى مقيم في المكتب

شغلي من البيت مش نافع….. غير اني اتعودت اعمل كل حاجه بايدي ما بعرفش اعتمد على حد حتى لو باثق فيهم

 

 

انا مضطر اجيبها البيت يا بابا عشان خاطري مش هأمن عليها في حته ثانيه غير عندنا…… انا واثق ان ماما مش هتعترض كده كده هي بتحب ضي ومربياها المشكله في حضرتك فارجوك اقف جنبي انا محتاج احل القضيه دي في اسرع وقت ممكن

 

رد عليه سالم بمكر : وبعد ما تحل القضيه….. هتطلقها

امتعضت ملامح عدي ولم يقوى على مداراه قبضه قلبه التي شعر بها لمجرد ان سمع تلك الكلمه البغيضه

حتى ابيه من داخله اشفق عليه لعلمه ما يكنه ولده لتلك الورده التي ازهرت على يده

 

 

اكمل حديثه بعد ان خبأ شفقته على ذلك العاشق : في العموم ده مش كلامنا ولا موضوعنا….. لما القضيه تتحل هنشوف وقتها وضعك هيكون ايه

ما تنساش ان انت شغلك حساس يوم ما هتفكر تتجوز لازم تكون ما فيهاش غلطه

بس في العموم البنت امانه في رقبتنا وتعتبر شاهد ملك في القضيه حمايتها واجبه علينا كلنا

 

هكلم امك وهفهمها الوضع وبعدها هتصل بيك علشان تفهم البنت برده

بس سؤال هنا تميم وسما هيفضلوا هناك ولا هيتجوزها برده عشان يحميها

رد عليه عدي بجديه لكن صوته ظهرت عليه السعاده بوضوح : معتقدش ان تميم ممكن يتجوزها بس اللي ممكن يحصل او اللي انا مرتبله

ده بعد اذنك طبعا يا بابا وبعد اذن ماما ان سما كمان تيجي تعيش معانا

منها تكون في امان ومنها هتكون مع اختها وكده انا واخويا نقدر نتحرك براحتنا ونشوف شغلنا عشان نخلص بشكل اسرع

 

 

سعيد بتسرع : طب ما تقول لاخوك يتجوز اختها واعملوا حجه القضيه وحمايتها يمكن ده يخليه يبعد عن ساره و المشاكل الي هتيجي من وراها

لمعه عين سالم بعدما سمع ذاك الاقتراح لكنه قال بيأس طفيف : تميم ده بالذات ابن ستين كلب…… مش هيقتنع بالكلام ده بسهوله

وهيقولك ما هتبقى قاعده عندنا في الفيلا فين المشكله انا مش هبقى قاعد معاها في البيت

هنا ……. قطع حديث فجاه ثم نظر الى ولده وقال بغيظ شديد : انت يلاااااااا بتشتغلني بروح امك

 

 

سأله عدي بوجل : في ايه بس يا بابا ما احنا كنا زي الفل كويسين

جز علي اسنانه بغل ثم قال : ايه لزوم الجواز ادام انت هتجيبها تعيش معانا في الفيلا

طب انت كنت عايز تتجوزها عشان قاعد معاها في شقه لوحدكم أما دلوقتي هتبقى معايا انا وامك يعني في محرم في النص يبقي ايه بقي هااااااا

 

 

 

ابتسم ولده الذي تعلم المكر منه وقال بخبث شديد : يا حبيبي انا وانت اغراب عنها برده مش هتفضل قاعده في البيت براحتها…… انما لما تبقى مراتي خلاص انت شرعا هتبقى زي ابوها فبالتالي مش هتبقى متقيده بس كده سهله

 

 

عض شفته السفلى ثم قال بغيظ شديد: اااااااه يابن الكلب يا واطي….. جايبها بالسنتي

ضحك عدي بفرحه شديده ثم قال : مفصلها بالمقاس ما فيهاش مللي زياده….. غمز له بشقاوه ثم اكمل : تربيتك يا بوب

تربيه وووووووسخه

ذلك كان رد سالم والذي اعقبه بالقاء ولده باحدى الاقلام الموضوعه امامه و الذي ظل يضحك هو وسعيد علي إجبار ابيه بمنتهي العقل و المنطق

 

 

 

 

و تميم ….قطب جبينه حينما راي رساله من ذاك الرقم المجهول مفادها …

– عامل ايه…. انت كويس

بعد ان قراها لم يرد عليها وترك المحادثه باكملها حتى يرد على حبيبته التي ارسلت له الان رساله تحمل الكثير من الاشتياق و …..الاحتياج

 

 

– حبيبي ….طمني عليك

– وحشتني قوي يا تميم هتجنن مش متخيله اني بقالي ثلاث ايام ولا شفتك ولا كلمتك

– اول ما وصلت لقيت مايكل اخويا مستنيني…. تخيل مش مديني فرصه اتنفس

– كأنهم مسلطين يا تميم عشان ما امسكش الفون واكلمك

 

كتب لها بلهفه تنم على اشتياقه هو الاخر لها وقلبه الذي يحترق في بعدها

– قلب حبيبك….. انت كمان وحشتيني قوي

– مرضيتش ابعتلك حاجه علشان ما حدش يضايقك هناك وانا مش معاكي وممكن متقوليش

 

ساره : مش بقولك عشان اخبي عليك يا حبيبي …..عشان بس مضايقكش مش اكثر

– كمان مش حابه اشغلك عن شغلك كفايه اللي حصل

– اصلا اول ما وصلت وحسيت ان مايكل متوصي انه ميسيبنيش دخلت التواليت واتصلت بيك بس للاسف لقيت التليفون مقفول

 

تميم : اليوم ده حصلت مشكله في شغلي وقفلت الفون خالص

– بس فتحته تاني يوم الصبح مينفعش يتقفل لاني على تواصل مع عدي وبقيه الفريق

 

سألته بغيره ظهرت الجاليه من بين حروفها المشتعله

– هي البنت اللي انت بتحميها دي حلوه يا تميم

– بتعملوا ايه طول اليوم

– بتقعد معاها….. بتكلمها…. بتاكلوا سوا

– اكيد كل ده بيحصل طبعا

 

 

ارسل لها عده ملصقات ضاحكه ثم كتب بمزاح

– الغيره هتنط من الشات

– نارك وصلتلي من امريكا لحد مصر

– مبهزرش….رد عليا عشان مركبش اول طياره واجيلك حالا

 

 

كتب لها بجديه وصرامه

– سااااااره…… شغلي خط احمر وانت عارفه

– مش اول مره اشتغل مع بنات او ستات وتكون مهمتي حمايتهم

– ما تخلينيش اندم اني حكيتلك حاجه تخص شغلي

 

 

كتبت بحزن و عتاب

-على اساس ان انا اعرف حاجه عن شغلك اصلا يا تميم

انت لو فكرت تتكلم بعد إلحاح مني يا دوب بتعرفني قشور كم كلمه بترميهوملي وخلاص على كده

-وبعدين هو انا مش من حقي اغير عليك

-قاعد انت وبنت في شقه لوحدكم وانت تاريخك مشرف تفتكر انا احساسي هيكون ايه

-تعالى نبدل الوضع وشوف انت احساسك هيبقى ايه لو انا قاعده مع شاب كل المده دي لوحدنا في مكان مقفول

 

 

اشتعل صدره بنار حارقه لو كانت امامه لكانت طالتها لا محاله

كتب سريعا وبغضب

– اللي مخليني اوافق على شغلك اصلا يا ساره إنه شغل مكتبي…. مبتطلعيش مهمات ولا ليكي دعوه بالقصص دي

– يعني ايه…..تقصد ايه يا تميم

– اقصد ان لو شغلك ميداني استحاله كنت هوافق عليه ووقتها كنت هخيرك ياأنا يا شغلك

– بلاش الحته دي معايا يا ساره عشان ما نزعلش من بعض

 

 

ظلت تنظر لتلك الحروف والكلمات التي ارسلها لها سريعا ودون ذره تفكير

شعرت بالغضب الشديد منه فقررت انهاء تلك المحادثه قبل ان تتطور لشجار لا تعلم كيف سيحل وهي في بلد وهو في بلد اخر

– حبيبي معلش مضطر اقفل علشان مايكل ميخدش باله ويدخل عليا فجاه زي ما بيعمل

– انا قلتله رايحه اريح شويه في الاوضه اللي حاجزها علشان نبقى مع عمو

– اول ما اعرف اكلمك هبعتلك على طول او هتصل بيك فون

– خد بالك من نفسك يا حبيبي سلام

– سلام ….هذا فقط ما ارسله لها بعد ان قرا تلك الحجج الواهيه التي لم يقتنع بها

 

 

زفر بحنق شديد وقد نجحت في اثاره غضب ثم تركته واغلقت دون ان تهتم بحل هذا الشجار الذي نشب فجاه وانتهى دون مصالحه

ترك الهاتف فوق الطاوله الصغيره الموضوعه امامه ثم قرر ان يشغل حاله باي شيء حتى لا يفكر فيها ويزداد غضبه منها اكثر

 

 

مر من امام غرفه سما المغلقه….. وقف امامها للحظات ثم طرق الباب بخفه

قال بعدها : سما…..مش جعانه

انتفضت بالداخل وقامت بتخبئه الهاتف اسفل الوساده…… فقد كانت تنتظر رده على رسالتها وهي تراه نشط الان

ردت عليه بصوت مهتز قليلا : اااا…اه جعانه

 

تميم : طب انا هجهز اكل لو حابه تعالي ساعديني وناكل سوا انا كمان جعان

ابتسمت تلقائيا بعد ان سمعت هذا الحديث….. انتفضت من مجلسها وهي تقول بطفوله : هوااااااااا

اديني دقيقه وهكون عندك….و فقط

اخرجت الشريحه سريعا من داخل الهاتف ثم لفتها في محرمه ورقيه وخبأتها مره اخرى داخل صدرها

سحبت نفسا عميقا ثم اخرجته حتى تهدئ حالها…… اتجهت نحو الباب والذي فتحته لتخرج منه وتتجه مباشره نحو المطبخ الذي وجدته يقف داخله ويجهز ما سيحتاجه لعمل وجبه لا تعرف الى الان ماهيتها

 

 

 

 

رتب عدي كل شيء حتى يؤمن حبيبته اثناء انتقالها من تلك الشقه التي كانت تقيم فيها الى فيلا سالم الشريف

وبعدما انتهى من اجراءات التامين اصطحب معه الشيخ الموكل بعقد قرانهم

ومعه ايضا نوح وعمار اللذان سيكونا شهودا عليه

 

 

حينما كادت ان تفتح الباب بعد ما سمعت طرقته المميزه وجدته ممسكا به من الخارج

وقبل ان تساله عن شيء وجدته يقول بهمس : البسي حاجه واسعه….. معايا رجاله

لم تفكر مرتين هرولت نحو الداخل لتغير الثياب البيتيه التي كانت ترتديها وتبدلها باخرى فضفاضه من تلك الملابس التي اشتراها لها هذا الغيور المختل

 

 

 

دلف ثلاثتهم وقبل ان يغلق عدي الباب وقف متصنما في موضعه

لا يصدق ما يراه امام الان….. هل ابيه من يتقدم نحوه بابتسامه مرسومه على ثغره ام انها مجرد تهيؤات

وصل سالم امامه ثم رفع يده وضربه بجانب عنقه وهو يقول بمزاح : متنح كده ليه يلاااااا….. مفكر اني مش هحضر كتب كتابك ولا ايه

مش كفايه امك والمندبه اللي عاملاها في البيت

منك لله انت واخوك في ساعه واحده هطلع ميتينكم بس نخلص من كل العك اللي احنا فيه

 

 

 

القى بجسده على ابيه يعانقه بقوه ورجوله

تحدث بصوت مختنق : ربنا يخليك ليا يا بابا…… ربنا ما يحرمني منك وتفضل سند ليا ولاخواتي العمر كله

مش مصدق نفسي ولا كانت فرحتي هتكمل غير بوجودك

ابعده سالم برفق ثم قال بمزاح ليواري فرحته بولده حتى وان كانت الظروف غير ملائمه : فرحه ايه يا روح امك…… هو انت مش هتتجوز عشان تحميها ياض ولا بتشتغلني

 

دفعه سعيد من الخلف وهو يقول بنفس الصبر : يا اخي بقى يا اخي….. ادخل يا سالم خلينا نخلص اللي بتعمله ده مش وقته خالص انت عارف احنا فين وخاطرنا ازاي عشان نيجي هنا ونبقى معاه

الواد قرب يعملها على روحه ارحمو شويه يا جدع وافتكر ان انت في يوم من الايام كنت مكانه

أخذ بالك يا صاحبي….. سبحان الله الله يرحمك يا سعاد الزمن بيعيد نفسه

 

 

 

رسم الجديه على ملامحه ببراعه شديده بل ايضا احاطها بهاله من الوجوم

انقبض قلبها حينما وجدته يغلق الباب خلفه وهو بتلك الهيئه

سألته برعب : في ايه يا عدي….. مين الناس اللي معاك بره

حصل حاجه….. ابوس ايدك انطق قلبي وقع في رجلي

 

 

رد عليها بجديه شديده: ضي….. هنطلع دلوقتي حالا في ماذون بره هيكتب علينا كل اللي عليك تمضي على القسيمه وبسرعه

زوت بين حاجبيها و قالت بعدم فهم يشوبه الصدمه : مأذون ايه ….انت بتقول ايه

رد عليها بنفاذ صبر و غضب مفتعل : بقولك بسرعه انتي لسه هتسألي ….مفيش وقت يا ضي يلا بسرررررعه

اعقب قوله بامساك كفها ليسحبها معه الي الخارج و ……فقط

في غضون أقل من نصف ساعه كانو يسمعون تلك الجمله الشهيره

بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما بالخير

 

 

هنا فاقت من صدمتها و رعبها الذي بثه داخلها حينما جعلها تشعر بوجود كارثه أوشكت علي الوقوع

نظرت لمن حولها بتيه ثم تطلعت له بعدم تصديق وكادت ان تتحدث الا انه انتفض من مجلسه سريعا وهو يقول لهذا الشيخ بوقاحه : الف شكر يا عم الشيخ نورتنا والله….. نوح وصلو مكان ما يحب

عمار اتكل على الله مهمتك انتهت

 

 

وسط حاله الزهول التي اصابت الجميع وجد ابيه ينتفض من مجلسه ويمسكه من ملابسه الخلفيه ويقول بغل شديد : نننننعم يا روح امك

انت فاكرها ليله دخلتك ولا ايه ما تفوق ياض

مثل الخجل وهو يهمس له بتملق : عيب يا كبير ما تهزقنيش قدام الحته بتاعتي….. والعيال دي هتشمت فيا وهيمسكوها عليا واحده وكل شويه يعايروني بيها

وحياه سماره عندك لتحترمني قدامهم

 

 

تطلع له بغل حينما جاء بسيره الغاليه….. تركه على مضض ثم قال : يلا ياااااض انت وهو مهمتكم انتهت اخلصوا قبل ما حد ياخد باله مننا

انااااااا مش فاهمه حاجه ….. هكذا صرخت ضي كي ينتبهون لها وينهو حاله الجنون التي تلبستهم

 

 

تقدم منها سالم ثم قال بحنو : وحشتيني يا ورده….. نسيتي بابا سالم

دمعه عيناها بل انهمرت منها الدموع بغزاره بمجرد ان تفوه بتلك الكلمات البسيطه

سحبها سريعا ليحتويها داخل احضان الابويه الحانيه

ربت عليها وهو يقول : بدل ماتقولي وحشتني يا بابا بتعيطي…… على العموم إنتي رجعتي لحضن أبوكي تاني وامك سمر اللي هتتجنن عليكي مستنياكي في البيت هاخدك ليها حالا

 

 

 

ااااااااايه ياباااااااااا

هذا ما كان الا صياح عدي الذي اطلقه بجنون وعدم تصديق

ابعدها سالم برفق ثم نظر الى ولده بشماته وساله ببرود : مالك يا حبيب ابوك فيك حاجه

عض شفته السفلى بغل شديد ثم قال بوقاحه : انا اللي المفروض احضن مش انت….. وانا اللي المفروض اقولها انها رايحه البيت عندنا مش انت

في ايه يا سالم بيه وقفتني زي قلتي كده البت تقول عليا ايه

 

 

رفع سالم حاجبه الايسر ثم ضمها اسفل ذراعه وقال بقوه و جديه : لزمتك في مكتبك يا روح امك…… انا عملت اللي قلته

بحميها….. مهمتك بالنسبالها انتهت من هنا ورايح ضي معايا وانت وابن الكلب الثاني هتترمو في المكتب لو عتبتو الفيلا هقطع رجليكم

 

لااااااااااا…..متفقناش علي كده

صرخ بتلك الكلمات عدي بعد ان اصابه الجنون

لم يهتم ابيه الذي قال بمكر شديد : اقنع اخوك بالمهمه الثانيه وانا افكر في دخولك البيت…. اظن ده عدل ….اتفقنا ….. سحب تلك المسكينه التي ما زالت تحت تاثير الصدمه بل تزداد ذهولا مما يحدث امامها

…… اكمل بهدوء جعل ولده يكاد ان يفقد وعيه : كده انا عداني العيب وازح….. شخلل عشان تعدي يا عدي بيه

 

و فقط ….. تركه يقف مصدوما وسط المكان والضحكات الصاخبه التي انطلقت من سعيد وعمار الذي رفض الذهاب مع نوح كي يشاهد ما سيحدث ويثلج صدره ويشفي غليله بسبب ما عناه اثناء خطوبته بروجيدا

 

 

تمالك عدي حاله سريعا وعاد الى شخصيه الضابط القويه

وقف امام ابيه ثم قال بجديه شديده : اللي انت شايفه يا بوب….. بس برضه انت عارف انها مش هتنفع تنزل معاك

لازم تتامن قبل ما تطلع من الباب

 

ابتسم له ابيه ونظر له بفخر ثم قال : عارف يا حبيب ابوك …. مكنتش هنزل بيها اصلا

يلا شوف شغلك عشان نمشي من هنا باسرع وقت

و فقط …..انتهي وقت المزاح وبدا العمل الجاد كي تخرج ضي أمنه من تلك الشقه وتصل بأمان اكبر الى فيلا الشريف التي ستصبح مخبأها السري الى أن يتم القبض على عائلتها وتنتهي تلك القضيه التي تعرض حياتها هي واخوتها للخطر الشديد

انت مجنون صح…..احاااااااا لا دانت ضايع خالص

هكذا صرخ تميم بجنون بعدما اخبره عدي بما يجب عليه فعله

صاح الاخير بجديه تامه وبغضب شديد حتى يرد اخيه الى عقله : لا هو محدش مجنون غيرك انت يا تميم….. انت مش شايف نفسك انك في شغل …..و مهمه الغلطه فيها بفوره…..فوووووووق

تطلع له تميم بغل ثم قال بحسم : ………

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *