رواية آمارة بالسوء الفصل الرابع 4 بقلم محمود الأمين
رواية آمارة بالسوء الفصل الرابع 4 بقلم محمود الأمين
البارت الرابع
الجزء 4
ما كنتش مصدّق اللي سمعته من الدكتور عزت، وعشان كده طلبت منه إننا نتقابل، فرد عليّا وقالي:
_ إنت بتستأذن يا راجل! إنت تيجي في أي وقت، تنوّر وتشرف، وأنا بصراحة عاوزك تيجي لأن الموضوع يطول شرحه، وكمان أنا عاوز أفهم إنت تعرف الراجل ده منين؟
= خلاص، أنا مسافة السكة وهكون عندك.
…
اخدت المذكرات واتحرّكت على المستشفى، أول ما وصلت هناك سألت على الدكتور عزت منصور، وعرفت إنه في قسم 8 غرب، وأول ما وصلت القسم سألت عليه وقدرت أوصل لمكتبه.
خبطت على الباب ودخلت.
_ أهلاً وسهلاً، واحشني يا دكتور والله.
= والله إنت أكتر، أخبارك إيه؟
_ أنا الحمد لله، إيه بقى اللي عرفك باللي اسمه هشام ده؟ بصراحة أنا عندي فضول أعرف الحكاية.
= ما فيش حكاية ولا حاجة يا دكتور عزت، الموضوع كله إن سامي أخوه طالب عندي، وهو اللي جابلي المذكرات دي وطلب مني أقراها وأقوله فيها إيه؟ عشان هو مقلق يقراها.
_ تمام، أنا هحكيلك اللي أعرفه.
…
إنت عارف إن أي حالة بتوصل قسم 8 غرب، وبالذات لو الحالة دي مستعصية، بتتسند ليا أنا. وفي يوم جتلي حالة لشخص اسمه هشام، كان بيعمل تصرفات غريبة في الشارع، كان بيصرخ وبيضرب في نفسه وبينادي على واحدة اسمها زينب.
اتقبض عليه في الشارع وكان بيقول كلام غريب، قال: إنه عرف إنها بتخونه، فقرّر يقتلها.
ولما الشرطة كانت بتسأله هي مين؟ كان بيضحك وبيرفض يتكلم، وعشان كده طلبوا الكشف على قواه العقلية وحوّلوه على المستشفى هنا. وطبعاً الشرطة بدأت تحريات عنه عشان تعرف الكلام اللي بيقوله ده إيه؟
وخد عندك بقى التحريات قالت إيه:
(اسمه هشام عبد المقصود، عنده 35 سنة، كان عايش مع والده ووالدته وأخوه سامي. شخصية معقدة جداً وعنده مشاكل كتير مع زمايله في الشغل. شغال في شركة برمجة معروفة وكبيرة، وكان متجوّز واحدة اسمها زينب، وعلى حسب التحريات زينب ماتت في الشقة اللي كانوا هيتجوزوا فيها، ماتت متكهربة. وبعدها هو اتجوز من سمر بنت خاله، بس الجوازة دي ما استمرّتش لكثرة المشاكل، وكمان بسبب محاولة قتل سمر. الجيران قالوا إن هشام حاول يقتل سمر مراته واتهمها إنها عملتله سحر، وإن اللي خلّصها من إيده الجيران، وبعدها أهل سمر تدخلوا وطلقوها منه، بس البنت كانت حالتها صعبة جداً عشان كان بينها وبين الموت خطوة).
= لا ثواني بس، يعني سمر عايشة؟
_ آه عايشة.
= أصل هشام كاتب في المذكرات إنه هو قتل سمر.
_ عادي ومتوقّع ده.
= بس إنت في التليفون قلتلي إن هشام قتل زينب.
_ أيوه، بس سيبني أكمل عشان تعرف إيه الحكاية بالظبط.
…
هشام اتحط عندي في غرفة العزل، خصوصاً لما اتعملت التحريات عنه واتضح إنه شخص خطير وعنيف، وبقيت متابع حالته أول بأول. وطبعاً إنت عارف إن المدة القانونية اللي المفروض يتواجد فيها في المستشفى هي 45 يوم، فكان لازم قبل المدة دي ما تخلص أفهم من هشام ده إيه الحكاية بالظبط.
وبعد مرور حوالي 20 يوم، قرر هشام أخيراً يتكلم، وقال:
أنا هقول كل حاجة، بس عايز حد يصدقني.
كنت شغال في شركة البرمجة زي أي موظف عادي، بس الميزة إني كنت شاطر، وعشان كده كنت غير محبوب وسطهم. هما عاوزين الفاشل، عاوزين اللي بيقول حاضر ونعم.
وفي يوم شوفت أجمل بنت شافتها عيني، زينب، حبيتها من أول نظرة، حبيت الشغل عشانها.
بقيت أروح كل يوم بس عشان أشوفها، لحد ما أخدت القرار وروحت صارحتها بمشاعري، واتفاجئت إنها بتبادلني نفس المشاعر.
قولتلها إني مش بتاع لف ودوران، وإني عايز أتقدملها.
فرحت وحددت ميعاد مع أهلها وخطبتها فعلاً.
بس بعدها بدأت أشوف كوابيس غريبة، ومش أنا وبس، هي كمان كانت بتحصل معاها حاجات غريبة وكانت بتيجي تحكيلي. كنت بحبها، وعارف إن في حد بيحاول يأذينا، بس هفضل جنبها، مش هسيبها.
لحد ما اكتشفت إني مغفّل، اكتشفت إني بحب واحدة خايِنة.
تعرفت على واحد وبتكلمه وبتخرج تقابله، وأنا عرفت ده واتأكدت منه كويس.
كنا في كافيه مع بعض، وطلبت مني تدخل الحمّام وسابت تليفونها، لكن فجأة البيه اللي بتكلمه بعتلها رسالة بيقولها: “وحشتيني، وخلصتي مقابلة مع البقف ولا لسه؟”
كنت هنفجر، فكرت في مليون تفكير قبل ما ترجع، وكان في سؤال جوايا عمال يتردد بقوة… ليه؟
لما رجعت اتعاملت معاها عادي وما حسستهاش بأي حاجة، بس بقيت براقبها. كنت بشوفها وهي بتقابله، وكل مرة كان شعور الانتقام بيزيد جوايا.
وسألت نفسي: لما هي بتحبه، هتتجوزني ليه؟ مكملة معايا ليه؟ ما تروحلُه؟
لحد ما جتلي الفرصة، وعرفت إنها رايحة تشوف الشقة. وعشان أنا عارف زينب بتتضايق من ريحة العرق، خليتها نزلت في اليوم ده في عز الشمس والحر، وكنت عارف إنها لما تروح الشقة هتاخد شاور.
كل حاجة كانت محسوبة بالشعرة، روحت الشقة قبلها بيوم، وظبطت الدنيا في الكهربا، ونزلت سلك في البانيو، وبمجرد ما هتنزل فيه هتموت، وده اللي حصل فعلاً. وكان لازم وقتها أبين إني متفاجئ من اللي حصل.
ورغم إني أخدت حقي منها، إلا إني زعلت عليها، لأني كنت بحبها أكتر من نفسي، وكان نفسي هي كمان تحبني.
لما اتجوزت سمر، الأحداث الغريبة ما وقفتش، وده خلاني أروح للشيخ عبد الغفار، وعرفت إن في حد عاملي عمل، وعرفت إنه بالمحبة.
الشيخ عبد الغفار رفض يقولي مين اللي عامل العمل، وده خلاني أروح لدجال، واللي طلعت عاملاه هي سمر.
يومها كنت هقتلها، والجيران أنقذوها من تحت إيدي.
بس اللي عرفته متأخر، إني كنت ظالم زينب، وإن السحر هو السبب، هو اللي خلاني أشوفها خايِنة.
سمر هي السبب في اللي حصل لزينب، مش أنا.
لو عاوزين تحاسبوا حد يبقى تحاسبوا سمر، هي اللي قتلت زينب، مش أنا.
…
وبعد ما خلص كلامه، رجعناه على غرفة العزل من تاني، بس كان عندي فضول أعرف البني آدم ده كدّاب ولا صادق، وعشان كده طلبت إني أشوف حد من أهله.
قابلت والده ووالدته، وكمان روحت المقابر وقابلت التُربي اللي اسمه مسعد، والمفاجأة إن مفيش حد اسمه الشيخ عبد الغفار، وإن كل اللي حكاه هشام كان كذب.
الله أعلم إيه الأسباب اللي خلت هشام يقتل زينب، وخلّته يحاول يقتل سمر ويتّهمها إنها عملتله سحر.
هشام اختلق رواية من دماغه.
ولما رجعت المستشفى، لقيت في دوشة والناس بتجري، فاتحرّكت عشان أشوف إيه الحكاية.
ولما وصلت هناك، لقيت هشام ميت، أو خليني أقول منتحر.
كان كاتب جواب إنه مش عارف يعيش من غير زينب، وإنها بتزوره دايماً وبتطلب منه يروح يعيش معاها.
من أغرب الحالات اللي عدّت عليا، وما عرفتش أحللها، ولا أعرف هو بيعاني من إيه بالظبط.
…
مشيت من عند الدكتور عزت وأنا مستغرب من الحكاية اللي حكاها، وباختصار هشام كان مريض نفسي، قتل زينب ليه؟ ماعرفش.
هل فعلاً كان معمول له سحر؟ برضه ماعرفش.
لكن اللي أعرفه إن الحاجة الوحيدة اللي كان صادق فيها هي حبه لزينب، كان متعلق بيها بشكل مرضي.
في النهاية دي كانت حكاية هشام… رأيكم إيه؟
هل هشام مريض نفسي؟
ولا كان بيتعرض لسحر فعلاً وهو اللي ضيّع حياته؟
أنا سايب الإجابة ليكم.
…
تمت
- لقراءة باقي الفصول أضغط على (رواية آمارة بالسوء)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)