رواية مغرم مجنون الفصل الخامس 5 بقلم خديجة أحمد
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية مغرم مجنون الفصل الخامس 5 بقلم خديجة أحمد
البارت الخامس
#مغرم_مجنون
البارت الخامس
راكان قال وهو بيحاول يخفف التوتر بنغمه فيها هزار:
– طب إيه؟ تعالي نروح نشرب حاجه كده، واروّحك ف طريقي.
هاجر رفعت عينيها ليه بنظره متحديه، وقالت ببرود يخفي وراه وجع وتعب:
– مش محتاجه منك مساعده.
ابتسم راكان بنص سخريه ونص هدوء وقال:
– هو إنتي لازم تعترضي؟ مفيش عندك تفاهم خالص.
فضلت ساكته لحظه، بتبص بعيد كأنها بتحاول توازن بين عقلها اللي بيقولها “ابعدي”، وقلبها اللي لأول مره من زمان حاسس إن في حد بيحاول يقرب منها.
قاطع تفكيرها صوته الهادئ وهو بيحاول يلين الكلام:
– هعزمك، ومش هخليكي تدفعي ولا مليم.
بصتله بخفه، وابتسامه صغيره غلبت على ملامحها وهي بتقول:
– ماشي… أهو حاجه تكفرلك عن استفزازك ليا ورخامتك.
ضحك راكان بخفه وهو بيبص لها:
– اتفقنا يا ستي، بس خدي بالك أنا رخم بطبعي.
هاجر رمقته بنظره جانبيه وهي بتتسحب تمشي جنبه:
– ما كنتش محتاجه أكتشف لوحدي، كنت عارفه من أول دقيقه.
ابتسم بخبث وهو بيفتح لها باب العربيه:
– يبقى انتي من أول دقيقه كنتي مركزه … مركزه فيَّ أنا.
هاجر رفعت حاجبها باستغراب وقالت وهي بتركب:
– دا خيالك الواسع اللي بيخليك تقول كده، أنا كنت مركزه ف مصيبتي اللي نزلتلي لما قابلتك.
ضحك بصوت خافت، صوت الضحكه كان فيه حاجه دافيه غصب عنها خلتها تبصله لحظه صغيره، وبعدها حولت وشها للناحية التانيه عشان تخبي ارتباكها.
وهو، كعادته، لمح التوتر الخفيف اللي في ملامحها، بس اكتفى بنظره جانبيه مليانه غموض وقال بنبره شبه هامسه:
– شكلك هتبقي مشواري المفضل من النهارده.
راحوا على كافيه هادي على ناصية شارع مزدحم بالحياة.
قعدوا على ترابيزة صغيرة جنب الإزاز، . النادل جاب الطلبات، وساد بينهم سكون مريح كأنهم بيستمتعوا بصوت الكوبايات وهي بتترص على الطاولة.
راكان، بعينه اللي فيها فضول طفولي، قال وهو بيقلب المعلقة ف الكوباية:
– مش ناوية تقوليلي اتخرجتي من كلية إيه؟
هاجر رفعت عينيها ناحيته وقالت:
– كلية ألسن.
ابتسم راكان بإعجاب واضح:
– حلو، ليكي مستقبل كويس أوي.
اتنهدت هاجر وهي بتقلب الكوباية بين إيديها وقالت:
– كنت في الأول حاسة إني مش هتقبل في أي شركة… بس النهارده عملت إنترفيو في شركة كبيرة، وشكلي كده هتقبل.
ضحكته كانت بسيطة لكنها طمنت قلبها:
– إن شاء الله هتتقبلي،…. هم هيلاقوا واحدة شاطرة زيك فين؟
ابتسمت بخجل على كلامه، بس ملامحها ما قدرتش تكمّل الابتسامة.
افتكرت لما قالت لمامتها بحماس، ومامتها اكتفت بهزة ب كلمه “كويس” وهي مش مهتمه. نفس الوجع القديم رجع، بسيط بس مؤلم، زي شوكة صغيرة ف القلب.
راكان لاحظ التغير، بصّ ليها وقال بنبرة فيها قلق خفيف:
– مالِك؟ حسيتك اتضايقتي فجأة.
هاجر اختفت ابتسامتها وقالت بصوت واطي فيه وجع:
– افتكرت حاجة كده… ضايقتني.
راكان فضل ساكت ثواني، وبعدين قال بهدوء:
– نصيحة مني، لما تكوني مبسوطة، متفكريش في أي حاجة تعكنن عليكي فرحتك. استمتعي بيها، وبعد كده كل حاجة تهون.
اتسعت ابتسامتها المرّة دي شوية أكتر، وقالت بخفة دم بسيطة وهي بتحاول ترجّع الجو الحلو:
– عندك حق… تنفع ثيرابيست والله.
ضحك وقال بثقة فيها غرور بسيط:
– مش من اهتماماتي بصراحة.
ضحكت هي كمان، والضحكة كسرت كل ثِقل اللحظة.
اتبدّل الجو، وبقى خفيف زي الهوا اللي عدى بينهم في ساعتها.
لكن اللحظة الساكنة دي اتقطعت فجأة بصوت شخص بيقرب من الترابيزة:
– هاجر؟
رفعت هاجر راسها بسرعة، قلبها دقّ بسرعة:
– مصطفى؟ ا اي الصدفه دي؟
ابتسم هو بعفوية، لكن عيونه كانت فيها فضول:
– أنا مع خطيبتي هنا… إنتِ بتعملي إيه؟
بص مصطفى ناحية راكان اللي كان واقف جمبها، حاول يستوعب المشهد:
– دا خطيبك ولا إيه؟
راكان حاوط خصرها بإيده بثقة وابتسامة خفيفة:
– قريب إن شاء الله.
هاجر بصت له بصدمة، مش عارفة ترد، وكل كلمة منه كانت تقطع قلبها.
مصطفى صدمته كانت واضحة، وحاول يتحكم في صوته وهو بيوجلها الكلام:
– إمتى…؟
قبل ما هاجر ترد، راكان تدخل بهدوء لكنه بحزم:
– بقالنا سنة مثلاً، صح يا حبيبتي؟
هاجر كانت لسه صدمتها واضحة على وشها، مش عارفة تتحرك أو تكمل الكلام.
وفجأة، ظهرت من وراهم بنت وشها هادي، نسمه. مسكت إيده برفق وقالت بصوت رقيق:
– أنا نسمه، خطيبة مصطفى.
مدت إيديها تسلم على هاجر. هاجر حست بشعور غريب، امتزج بين الحيرة والفضول، سلمت عليها وقالت ببطء:
– اتشرفت بيكي.
نسمه ابتسمت وقالت برقة:
– طيب نسيبكم بقى.
ومشيت من قدامهم، تاركة جو مشحون بالتوتر.
راكان، اللي كان لسه بيحاول يسيطر على غضبه، بصّ لها بنظرة حادة وصوته طالع متحشرج من العصبية:
– مين دا؟
هاجر اتفاجئت بنبرته، قلبها دقّ أسرع وقالت بعصبية وهي بتكتم ارتباكها:
– إنت إيه اللي قولته دا يا راكان؟!
هو شدّ نفسه وقال بنبرة أعلى، الغيرة باينة في عينه:
– هاجر، مين دا بقولك؟
هاجر انفجرت فيه:
– ملكش دعوة! إنت مالك أصلاً؟! ويلا بقى عشان أنا عايزة أروح!
وقفت بسرعة، سابت الترابيزة ومشيت بخطوات سريعة. كانت بتحاول تستخبى من ملامح وشها اللي مليانة قهر وارتباك وغضب في نفس الوقت.
وصلت للعربية، فتحت الباب الخلفي وركبت جمب روي، الكلب اللي كان قاعد ساكت، بيبصلها بعينيه البريئة كأنه حاسس باللي جواها. مدت إيدها على راسه، تمسح عليه وهي بتحاول تهدي نفسها
راكان جه بعدها بثواني، ركب العربية في صمت. على غير عادته، مافيش ولا كلمة.
وشه كان جامد، عينه على الطريق، بس أفكاره كلها عندها.
الجو بينهم كان تقيل، كأن الهوا نفسه واقف.
كل واحد فيهم غرقان في صمته…
رجعوا البيت في صمت تقيل، كل واحد فيهم دخل أوضته من غير ولا كلمة.
البيت نفسه كان كأنه شايف اللي بينهم، ساكت ومخنوق.
هاجر أول ما دخلت، رمت نفسها على السرير، ودماغها بدأت تلف في دوامة من الأفكار.
اللي حصل في الكافيه كان زي كابوس سريع…
كل حاجة جت فجأة، وردّ فعلها كان عنيف أكتر من اللازم.
هي عارفة إنها دايمًا بتصده، وبتتعامل معاه بحدّة، بس… تعمل إيه؟
كل ما يقرب منها، بتحس بخوف غريب، كأنها مش قادرة تسمح لحد يدخل جواها تاني.
قلبها كان بيوجعها من الكلام اللي قالته له، ومن نظرته اللي ما نسيتهاش وهي بتسيبه واقف.
وسط شرودها، موبايلها رنّ.
بصّت على الشاشة… رقم متسجل باسم Therapist.
كانت هتقفل في الأول، بس سكتت لحظة، وبعدين ردّت بهدوء.
– ألو؟
جالها صوت دكتورتها الهادي اللي دايمًا بيطمنها:
– إزيك يا هاجر؟
– الحمد لله يا دكتورة، أخبار حضرتك إيه؟
– كله تمام، بس أنا عرفت إنك رجعتي من السفر بقالك فترة.
لازم تيجيلي العيادة يا هاجر، أنا قلتلك كذا مرة إن وضعك بيسوء، وبقالك كذا جلسة مش بتحضريها أونلاين.
تعالي عشان أكتبلك على أدوية جديدة، ونتكلم شويه.
هاجر أغلقت عينيها وهي بتتنفس ببطء وقالت بصوت مبحوح:
– حاضر… أنا كمان محتاجة أتكلم مع حضرتك أوي.
سكتت لحظة طويلة، وبعدين همست، والدموع بدأت تملى عينيها:
– هو أنا… لو جرحت حد بكلام… أعمل إيه عشان أصالحه؟
ردت رُقيّة بصوتها الهادئ اللي فيه دفء الأم:
– الأول لازم تعترفي لنفسك إنك غلطانة.
تانيًا… تتأسفي للشخص ده بصدق، ثالثا تحاولي تعملي حاجات هو بيحبها.
بس لو هو ما قبلش أسفك… ف ده مش ذنبك يا هاجر.
كلمة “مش ذنبك” خبطت جواها بقوة.
حست إنها كانت بتحاسب نفسها على كل حاجة، حتى لما مش بتكون غلطانة.
غمضت عينيها وسابِت دمعة تنزل بهدوء…
قفلت معاها وهي لسه تايهة…
الهدوء في الأوضة كان خانق، وصوت دقات قلبها العالي هو اللي مالي المكان.
صورت مصطفى وهي معاه… هي وهو وضحكتهم ساعتها… كانت بتلف ف دماغها زي شريط بيوجع.
قلبها وجعها، حرفيًا حسّت بالوجع،
إزاي بعد كل الحب دا يسيبها؟
إزاي بعد الذكريات دي كلها يبقى عادي كده معاها؟ إزاي يخبط بعديها؟
كل حاجة جواها كانت بتتكسر بهدوء،
حزن تقيل بيملأ صدرها، بيخنقها.
وفجأة…
نزلت دمعة تاني.
بس أول ما وصلت لخدّها، حسّت بسخونة غريبة.
مدّت إيدها تمسحها…
ولقت لونها أحمر.!!
يتبعععع
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية مغرم مجنون)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)