رواية بين الحب والقانون الفصل الحادي عشر 11 بقلم آية محمد - The Last Line
روايات

رواية بين الحب والقانون الفصل الحادي عشر 11 بقلم آية محمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية بين الحب والقانون الفصل الحادي عشر 11 بقلم آية محمد

 

 

البارت الحادي عشر

 

 

” مريم عبد العـزيز! أنت هتتجوز أختـي يا مازن! “..
” وجـايلك مخصوص علشان أنتي عيلتها الوحيدة “.
” ايه! “.
قـال مازن بتريث:
” والدك اتوفـى من سـت شهور “..
تحـسسـت بيـدها تبحـث عن أقـرب كرسي فقـدماها لم تعـد قـادرة على حملهـا، جـلسـت تُحـاول تنظيم أنفـاسها وقـبل أن تـنهـار كليـا فُتـح بـاب المنـزل وأقبـل دراكـو يـطالعهـم بصدمـه وصـرخ غاضبا:
” ما الذي تفعـله هنا! “..
نـظر دراكـو لزوجتـه ليجـد حالتهـا يُـرثى لها تبـدو ضـائعـة، تشعـر بالتيـه وكـان محقا في تفكيـره فقـد مدت زيـن يدها لـه بوهن فأقتـرب ملبيـاً النـداء وأمسك بيـدهـا، كـان قلقا عليهـا في نظرته لها حين قالت:

 

 

” بابا مات “..
حـزن لأجـلها فهـو يعلم بأنهـا رغم كر’هها لأبيها إلا أنها بداخلها لازالت تحمـل حبا دفينا له وإن كان بمقـدار قليـل وجر’حـه لهـا ما زال يُد’ميهـا..
جـلس جاثيـا أمامهـا وطوقـها بذراعيـه يضمهـا لصـدره، لا يعلم إن كان ستُبعـده، لا ينكر أنه خشي أنا تفعـل أمام مازن ولكن كل ما شغل تفكيـره بأنها تحتـاج لشخصـا لجوارها بهذه اللحظة و كان محقـا فقد تشبثت بـه زين وكتمت بكاؤها في صدره، فقـال بحده وهو ينظر للخلف:
” أتمنـى أن تُغـلق الباب خلفك سيد مازن “..
رحـل مازن وكان ينـوي ذلك، هل هي نفسهـا زيـن التـي هلـعت عندما سألها البقـاء معه! تتشبث بأحضان هذا الرجل، لازال عقـله يُحـاول إستعياب إنهـا زوجة هذا الرجل وخلقـت لأجـله ونفسـها ستسكـن إليـه هو..
نـظر لخـاتم الزواج الذي زيـن يده اليمنـى، لا يعـرف إن كان ما فعـله صحيحا أو خطأ فقد تزوج هذه الفتـاة ليُساعدها، سيُساعدها فقـط لأنها أخت زين..
أخـرج دبلتـه من إصبع يده اليُمنى ووضـعه في اليد الأخرى، والآن بات عليه إيقان الحقيقـة فلقد تزوجها بمحض إرداته…
…………………………………………………
ستـائر حريـريه شفـافه تتأرجح بفعـل هواء نـافذة التـراث، رائحـة الورد عبئت الغـرفة بفضـل هواء الليـل، إضـاءة القمـر هي الضـوء الوحيد الذي تسلل عبـر الستـائـر..
يقف دراكـو علي باب التـراث يستنـد عليه بظهـره وهو يُطـالعها نائمة في فراشـه، فبعـدما أستمـرت في عنـاقـه والبكـاء بحضـنه لدقائق طويلـة، حملهـا دراكـو ووضعهـا في فراشه واستنـد للتـراث يستنشق الهواء البارد لعلـه يستطيـع التفـكير…
لقـد عاد الرجـل الوحيد الذي إعترفـت لـه بأنها تحبـه، ربمـا لم تُخبـر مـازن يوما بشكـل مُباشر و ربمـا حتى لم تُخبر دراكو بإسم من أحبت ولكنه عرف من البداية أنه مازن..
هـل ستتركـه!
أم ستبقى معه وتـُكمـل تلك الخطبـة وبقيـة حياتها جواره أم سيعـود لوحدته من جـديد، آواه من ذلك الألم الذي يضـرب بصـدره الآن، يتمنـى فقط بأن لا تشعـر بذلك الخوف منه فهو لا يريدها أن تبقى شفقـة لأجله، يـريد أن يرى إحتياجها له وحبهـا، يـريدها أن تختار البقـاء حبا لا إجبارا…
والآن لا يـعرف متى أصبحـت زيـن أمامه تنـظر له بأعين مليئـة بالحزن، تنهـد وقال متعبا:
” سأترك لكي الغرفة لترتاحي “..
كـاد يـرحل فأمسكت بيـده فطـالعها بأعين تفيض حبـا وسأل بخفـوت:
” هل أنتي بخير؟ “..
أقتـربت تضـع رأسها علي صدره، هذه المرة لم يجذبها له وكـانت بكـامل وعيهـا، طوقهـا بذراعيـه يربـت علي رأسهـا، فطـالعته وقـالت:
” أنا كنت غيـرانة لما شوفت صـورتك مع البنت، ولما بعدت عنـك كنت مكسوفـة، ولـما شوفـت في عينيك رضا بشكـلي كنت فرحـانة، ولما جيت النهاردة ومشيت مازن كنت حاسة إني زي الغريق اللي أنت أنقذتـه “..
تعـالت أنفـاس دراكـو ودمعـت عيناه وهو يـطالعها ولازال ممسكـا بهـا فأكملت عابسة:
” بس زعــلت لما شوفت خوفك لمـا مازن رجـع، زعلت رغـم إني معملتش حاجه واحدة تطمنك إني معـاك، بس أنا نفسي مش عـارفة أنا إزاي نفس البنت، البنت اللي كانت غيرانه هي نفسها اللي كانت عاوزة تجـوزك، بس كنت مستكـتراك عليا، تخيـل أنا مستكتراك عليا وأنت خايف إني أسيبك!! هو إحنا ليـه حصل معانا كدا! “..
بكـت زيـن وقـالت بين دموعها:

 

 

” أنا مش عارفه بس أنا حسيت بكـل الكلام دا أول ما شوفت مازن، أنت الأمان اللي كنـت بدور عليه طول عمري، أنا عمـري ما عرفت أكون بنت غير معـاك.. كل دا عندي أكبـر من الحب، اللي حاسة بيه أكبر من الحب علشان كدا مكنتش فاهماه “..
طـالعته وظلت صامتـه وكل ما فعـله دراكو هو أنه ظـل يـنظر لها بعينـيه التي تُقطر وتفيض عشقـا لهـا، إنحنى وحملها من جديد و وضعها علي فراشه وقال بصـوت هادئ:
” لـقد صـرتِ لي أنفاسي يا زين “..
ابتسـمت زيـن فقـال بهدوء:
” إذهبي للنـوم وكفـاكِ بكـاءً “..
كـاد يرحـل فأمسكت بيـده مجـددا وقالت:
” لا ترحـل ”
لم يكـن مجنـونا ليـرحـل، ربمـا هي نفسهـا لم تفهـم مشاعـرها بالكـامل لم تُخمن يوما أنها ستـُحب رجـلا يكبرها بإثني عشـر عاما ولكـنه كان متفـهما لها ربمـا بقـدر عدد أيام هذه السنـوات..
واليـوم تنـازلت لأجـله وأعطتـه السمـاح وأصبحـت السيـدة الأولـى التي سكنت قلبـه وروحـه…
……………………………………
في الصبـاح التالي.
في أحد الجامعات الخاصـة في مـصر..
” اتـنين قهـوة سـادة “.
رفـع شاكـر رأسـه فـوجدها نفـس الفتـاة التي إلتقـى بهـا بالأمس، قـال بهـدوء:
” بس أنا اللي عازم “.
” لا، أنا اللي عازماك.. يلا جهز الأوردر “.
” الظاهـر إنك نسيتـي، بنطلب الأوردر من هناك وبنستلمه من هنا، قولتلك كدا من سنـه “.
نـظرت فتنـه للكـاشير ثم ضحكت بسخـرية على ذاتهـا، أومأت برأسها وكادت تتحرك ولكـن خرج شـاكر وقال بجدية:
” استنـى على الترابيـزة، أنا اللي عازم “..
ابتسمـت وأومأت بهـدوء ثم تحـركت عائدة وجلست على أحد الكـراسـي و وافاها شـاكر بعـد دقائق وسألها بجدية:
” رسيـتي على اي في موضوع إمبارح؟ “..
قالت بهدوء:
” مفيش حد هيعـوضني عن ابنـي بـس قررت أكفـل طفلين من الدار وهسيبهـم في الدار عادي زي ما هما، هتولى مصاريفهم مش أكتر “..
قـال بإبتسامة:
” إبقـي زوريهـم، الأولاد في الدار بيحبـوا الزيارات وكلهم إجتماعيين بيحبـوا يتصاحبـوا على المُتبرعيـن، جربي تلعبي معـاهم “..
سـألته بإهتمام:
” هو أنت بتـروح الدار بإنتظام؟! “…
” آه، دول إخواتي ولازم أزورهم “..
سألته بتعجـب:
” إخواتك! “.
قـال بهـدوء:
” أنا إتـربيت في الدار “..
تفهـمت فتنـه حـديثـه وأومأت برأسها عـدة مـرات فإرتسمت إبتسامـة ساخرة علي شفتيه وسألها:
” مش حابة تعـرفي تفاصيل! ”
أومأت وقالت بحذر:
“لو هيضايقـك بلاش”..
تنهـد شاكر وقال:

 

 

” لما دخلت الدار كان عنـدي ٦ سنيـن مش عـارف غير إسمي، شـاكر عبد الله ومش عـارف أي حاجة تانيـه خالص ومش فاكر حتـى شكـل أمي أو أبويـا ومش فاكر توهت منهم ولا هما اللي سابـوني، مكانش عـندي أي فرصـة إني أعرف مكـانهـم، أول واحد اتعـرفت عليه هناك هو مختار، كان أقرب واحد ليا، الضل بتـاعي، يمكـن لو كان ليا أخ كان هيبقى مختـار محدش غيـره بـس حتى مخـتار خسـرته “..
قـالت فتنـة بتفهـم:
” قـادرة أفهمك.. أنـا ماما اتوفـت وهى بتـولد كريم أخويا الصغـير و بـابا مرديش يتجـوز من بعـدها، كان بيهتم بيا أنا وإخواتي وبشغـله لحد ما اتـوفى، ولما دا حصل معتصـم أخويا هـو اللي اتـولى كل الشغل، بس مع الوقت إكتشفت إنـه خلى شغل بابا ستار لأعمال غير قانونية و تـجارات غير مشـروعة و ساعتها لما واجهته مأنكرش، طـلبت منـه نصيبـي في شركـة بابا فرفض وقـرر يديني نصيبي فـلوس فوافقت قبـل ما نصيبي دا يتدنس بشغـل فلوسـه حرام، مكانش مبلغ صغير فإحتفظت بيـه و كمـان أنا اتجـوزت بعدها بوقت قليل وجوزي قـالي أسيبهـم للزمن وهو عمره ما كان بخيل عليا بـس كان نصيبه يتـوفى في حـادثة عربيـة، وقتهـا كان معـايا إبنـي وكنت راضيـة بقضاء ربنا وقولت هربيـه ويبقى هو صاحبي وابني واللي ليا وقتهـا بردو قررت آجي الجامعة وأكمـل تعليـمي، مأخدتش شهادة جامعية بسبب إني مكنتش بحب التعليم ولا بحب اشتغـل وكان معايا ناس كتير يتولوا مسئوليتي بس كنت غلطـانة وقررت أصلح غلطتي بـس بعـدين إبني تعـب ودخل المستشفي ومحضرتش الكلية غير كام يوم ولما إتوفى قولت خـلاص هتعلم ليـه وعلشان مين، بورثي من بابا وجوزي هقدر أعيش وخلاص”..
صمتت لدقيقـة ثم تنهـدت تـكمل بشرود:
” بس الحياة من غير أي هدف واللي كنت عاوزة أعمله علشان إبني ايه المانع لو عملته علشان نفسي! ورجعت قدمت تـاني و فكرت في موضوع الكفالة بس مكنتش مرتاحة فيه أبدا لكـن الجامعة دلوقتي بالنسبالي هي الهدف اللي عاوزة أعيش علشانه “..
صمـت شـاكر يحتسي قهـوته وهو يُتـابعهـا ولكنـه توقف فجـاءة وسألها بجدية:
” أنتي أخت معتصم اللي هو رجـل الأعمال اللي اتق.تـل السنـة اللي فاتت!؟ “..
تنهـدت تقول بحزن:
” أيوا، للأسف هو والحارس الشخصي بتـاعه خـلصوا على بعض بسبب شكهـم في بعض بسبب بضـاعة اتحرقت في بيت مهجور علي الطريق “..
قـال بسخرية:
” يعني أنتي بردو أخت كريم، كريـم اللي قـت.ل مختـار “.
طـالعته بصـدمه وتعـجب، تعلم جـيدا بأن أخيها شاب طـائش ولكنـها لم تعرف بأنه يوما إقتـرف هذا الإثـم، كانت حائرة فيما ستقوله ولكنها أردفت بالنهاية:
” أنا معـرفش أنت بتتكلم عن ايه بـس كريـم أخد جزاؤه عن أي حاجة مش كويسه ممكـن يكون عملهـا “..
” إزاي مش فـاهم “..
” تعـالا معـايا وشـوف بنفسـك، يمكـن لما تشوفـه قلبك يبـرد علي صاحبك “..
” إنتي صدقتـيني وهتسيبـيني دلـوقتي أشوف أخوكي مهما كان وضعه وأشمت فيه، يعـني واحد زي دا أخره ايه؟ هتلاقيه مثلا مرمي في مصحـة و هيتعالج أو هيهرب ويرجع تـاني يصـرف فلوس أخوه الحـرام و يبقى فيه واحد واتنين ويمكن عشرة زي مخـتار “..

 

 

 

” لا، لا فيه واحد ولا إتنين ولا عشرة “…
صمـتت تنـتظر ما سيفعـله أما شاكر فهو يعـرف جيدا لم يكـن ليـُرضيه نهـاية لذلك الطائش سوى أن يقـ.تـله بنفسـه ولكنـه قرر بألا يرتكب نفس الخطأ الذي إرتكبتـه زين في المـاضر وترك الدنيـا تُعلم هذا الطائش الدرس، وقف يـتحرك ليطلب إذن مغـادرة العمل وعاد لها يقول بجدية:
” معـانا ساعة “..
أومأت وهي تقف تأخذ حقيبتهـا تقول بهدوء:
” عربيتـي قريبـة، مش هأخرك على شغلك متقلقش”..
……………………………………………..
كـان يقـف في المطبـخ يـُحاول صنع كعـكة الشكـولاته لهـا قبل أن تستيقـظ، رغم كـل ما قالتـه ولكنـه يخشـى رد فعـلها الآن، كان المطبـخ في وضـع كـارثي عنـدمـا آتت زين وهي تـرتدي قميصـه وتنـظر في كل أركان المطبخ المتسخـة فقالت بصدمة:
” ما الذي تفعـله دراكـو! “.
” أُحـاول صنع كعكه الشوكلاتة ولـكن يبدو أنني فشلت”.
قـالت ضاحكـة:
“أنت بالتأكيـد فشلت”.
تطـلع لضحكـاتها وأبتسـم ثم أقتـرب يُمسك بيدهـا وسألها:
” هل أنتِ سعيـدة، لم تنـدمي على قرارك صحيح “.
قـالت بهدوء:
” أنا سعيدة دراكو ولكـن أنت من يُحـاول إفساد سعـادتي بهذا المطبخ المتسخ “..
” لا تقـلقي سأنظفـه من أجلك “..
” لا فقط اتـركه، أنا أريد منك شيئا أخر لأجـلي ولكن لا تغضب “..
” إنهـما يُقيمان في فندق هيلين، سنذهب لرؤيتهم بعد الظهيـرة “.
” لرؤيتهم!!! ”
” ربمـا سترغبين في رؤيـة أختك إن أسرعتـي زين، هيا خذي حماما دافئـا وإرتـدي شيئا غير قميصي يا فتاة “..
نـظرت لقميصـه بخجـل ثم تحـركت ركضـا للأعلـى تأخذ حماما وبـدلت ثيـابهـا سريعـا، لم تكن تعـلم أن أُختها آتت مع مـازن، لا تعرف بأمر هذا الزواج وما حقيقـته ولكنها تعلم بأن مازن شخص جيـد و يستحق فتاة جميـلة كمـريم ولكنها ستتأكد أولا إن كان جديرا بها أو لا!!
بـدلت ثيـابهـا وكذلك فعـل درايكـو فقـام بإرتـداء جاكيـت باللون البـُني القاتم و بنـطال باللون الأسود يقـف خلف زين الجالسة أمام المرآة:
” لقد عقد قرانـه علي أختك بالفعـل، لقد آتت معه بصفتهـا زوجتـه، لكـن أخذا غرفتين منفصلتيـن في الفندق، يبدو أن أختك تُشبهك تمـاما ميلي “..
” يعـني مازن إتجوزها فعلا! ”
“أجـل، هل تعلمين ميلي ذلك الفـندق من أشهر الفنادق بلنـدن يرتاده العشـاق والمتزوجون حديثـا، ألا تريدين البقـاء جوار أختك!”
“كنت أُفكر بإستـضافتها هنا دراكو”..
” إن كانت أختك بمفردها لم أكن لأمانـع ولكني لن أسمح لهذا الرجل بالتجول في منـزلي، أنا لا أُحبه أبدا “.
” لقد أصبح عديـلك الآن “..
” ماذا! ما الذي يُعنيه هذا “.
” عديلك، زوج أخت زوجتك يسمى بالعديل “..
قـال دراكو بتأفف:
” ومن يهتم، لا زلت لا أحبه ربما لن أتمكن من تقبـل هذا الرجل في حياتي أبدا “..
تنـهدت زيـن وإلتفـتت تقـول بإبتسامة:
” إذا سيكـون الإختيـار هو غـرفـة لطيفـة لأجلنا دراكو “.
ابتـسم دراكـو وضمهـا بحـب ثم أخذهـا وتحـركا للخـارج يقـود سيـارته بإتجاه ذلك الفنـدق…
………………………………………….
لم تكـن ليلتـه جيـده، ربمـا لم يغفـى حتى، أخرج هاتفـه ليُجري إتصـالا دوليـا..

 

 

” أنا لقيـت زين “.
” بجـد؟ لقيتها فيـن! وهي كويسـة ولا لا؟ “.
” كويسـة، أحسن من لما كانت في مصـر بكتيـر و اتجـوزت كمـان وشكلها عايشة مبسوطـة، أنا بس حبيت أطمنك عليها يا شاكـر “.
ابتسـم شـاكر بهـدوء وقال بصوت خافت:
” الحمد لله، شكـرا يا حضرة الظابط “.
تنهـد مازن وقـال بـضيق:
” سايب الداخليـة من سنـة ولسه بتقول يا حضرة الظابط! إسمي مازن مش عـاوز أي ألقاب.. سلام “.
ابتسـم شاكر بخفـوت وأغلق هاتفـه ولازالت عينيه معلقـة بذلك الجسد الساكن فوق أحد أسرة المشفـى وحـديث أخته يتـردد في أذن شاكر:
” هو عمـل حادثـة من كام شهر و للأسف عنده شـلل كامل ومفيش أي فرصة للعلاج وكـمان فرصتـه إنه يعيش كل يوم بتقـل “..
طـالعها شاكـر وقال بـجـدية:
” يستاهـل “..
دمعـت عيني فُتنـه وعادت تنـظر لأخيهـا بآسـى ثم قالت بخفـوت:
” أنا لازم أمشي دلـوقتي “..
كادت تتحرك ولكن توقفت علي صوت شاكر يسألها:
” هشوفك تـاني؟ “..
قـالت دون أن تلتفـت:
” أكيـد هنتقابل تاني “..
………………………………………………..
” من فضلك أبلغ السيد مازن بأن السيد دراكو وزوجـته بإنتظـاره في المطعـم “..
وصـلت الرسـالة لمـازن فتنهـد بتعـب، لم يُخبـر مريم حتى الآن بأنه وجـد أختهـا التي تشتـاق لرؤيتهـا، رفـع الهاتف واتصـل برقم غرفتهـا فأجابت فقـال:
” مريـم إجهزي علشان ننزل نفطـر، عشر دقايق وهخبط عليكي “..
” حاضر “.
وضـع سماعـة الهاتف وأخذ نفسـا عميقا واتجـه يقف أمام المرآة ينظـر لهيئـته وعينيه المنتفخـة همس متعبا:
” من النهـاردة مفيش غير مريـم.. هي ملهاش ذنب، ملهاش ذنب “..
عودة للمـاضي…
” السـلام عليكم “.
” عليكم السـلام، أستاذ مازن صح! ”
“أيوا، عمي عبد العزيز موجود؟”.
” أيوا.. ممكن اسألك حاجه، هو أنت ليـه بتدي لبابا فلوس كل شهر؟ “.
” مجـرد مساعـدة “.
” أنت من طرف زين!؟”
” مش زيـن ماتت وعمك دفنها من سنتين إزاي هكون من طرفهـا! ”
” قلبي بيقـولي إنها عايشـة “..
” ممكن تدي الظرف لوالدك وقوليله إن شاء الله هاجي الشهر الجـاي، سـلام “..
وبعـد شهر أخر كان مـازن يقـف أمام البـاب حينمـا فتحـت مريـم بثـياب سوداء و وجـه شاحب وأعين حمراء منتفخـة وحينما رأته قالت ببكاء:
” بابا مات “..
تـرحم مازن عليـه وقـال:
” البقاء لله “..
مـد يده لهـا بظرف المـال وقـال:
” هجيـلك الشهر الجاي إن شاء الله “..
قـالت باكية:
” يمكـن متلاقينيش هنا، البيـت بإسم عمـي وعـاوزني أشوف مكـان أروحـه، قالي سمعـتي وسمعـة أختي وقفت حالة بـناته، أنا أختي معملتش حاجه، أختي اتظلمت واتهانت حتى وهي ميتـة “..
طـالعهـا مازن بحـزن وقلـة حيلـه وتـراجع مبتعـدا ربمـا يصـل لحل لأجل هذه الفتـاة و حينها لجأ لصديقـه الجـديد والذي يُساهم بجزء قليل من المبلغ الذي يُعطيـه مازن لعائلة زين….
” أعمل اي يا شاكر؟ “.
” إعمـل اللي أنت معملتوش مع زين، إديها الأمان “..
طـالعه مازن بتعجب فقال شاكر بوضوح:
” إتجـوزها “..
كـاد مازن يتحـدث ولكن أوقفه شاكر مكمـلا حديثـه:
” هتقـولي هجيبـلها بيت وممكن تقولي بيت قـريب من هنا بحيث نكون جنبهـا بس هفكـرك إن دي مش زيـن، دي مريم وزيـن كانت دايما تقولي إنها أرق وأنعم من الحرير، البنت دي مش هتنفـع تعيش لوحدها، لازم تكون مسئولة من حد بشكل رسمي وشرعي يا حضرة الظابط “..
قال مازن بضيق:
” أولا أنا مبقيتش ظابط، ثانيـا ما تتجوزها أنت! ”
“أنا؟! وأنا حيـلتي ايه أقدمهولها!! هاخدها من فقر لفـقر! ولا أنت فاكر إني هتجوزها وأقعد أستنى الظرف بتاعك! اسمعنـي يا مازن أنت معندكش أي حاجة هتقدر تقدمها لزين دا لو قدرت توصلها أصلا، البنت دي كانت مسئولية زين أكتر من أبوها نفسه و دلـوقتي زين متعرفش إن أبوها مات ولـو فعلا عاوز تعمل حاجه علشانها يبقى تشيل مسئولية أختهـا”..
تنهـد شاكر وأكمل مجددا:
” يمكن أنت مبتحبهاش بس الحب مش كل حاجه، العشرة الحلوة والمعاملة بالحُسنـى أحلى من الحب أوقات كتيرة و أنت نفسك قولتلي قبل كدا إن البنت رقيقة وحـلوة “…
” بس أنا…..
“عـندك أمل إنها ترجع! صدقني زين مش هترجع، صدقني زين فـاكرة إنك إتخليت عنها مش عن واجبك، هي متعـرفش إنك سيبت الداخلية و خسرت يحيي صاحبك علشانها، فـاكر الفيديو اللي يحيي باشا لقاه وزين بتولع في البيت لمـا أنا شوفته شوفت في عينيها إنها رمت كل حاجه ورا ضهرها وكنت عـارف إنها مش هترجع تاني، يا مازن باشا زين متعرفش إنك أنت اللي استغـليت حادثة الحريق دي و وقعت يزيد ومعتصم في بعض، زين متعـرفش إنك أنت اللي كمـلت إنتقـامها و حرقت القصـر كله ومحيت معاه آثر اللي حصل في أوضة المخزن”..
وضـع مازن وجهه بيـن يديه فصمـت شـاكر والتقـط أنفـاسـه وعاد بظهره يستنـد علي الكرسي حتـى فـتح مازن عينيه واعتـدل في جلستـه وقال بهدوء:
” هتجـوزها “..
ربمـا.. ربما يمكنك القـول الآن، لقد ربح الحب وخسر القانـون..
عـاد مازن لحاضره عندمـا غمر الماء البارد جسـده، إنتهى من حمامه و إرتدى ثيـابه سـريعا ثم تحرك يدق باب زوجتـه فآتته وهـي تضع حجـابها بعشوائية:
” دقيقة واحدة بس “..
” طيب ممكن أدخـل أستنـاكي جوا؟ “.
قـالت برقة:
” إتفضـل “..
جـلس مازن علي الأريكـة وجلست هي علي الكرسي أمام المـرآة تـُكمل ضبط حجـابها، كان يُطـالعها بهـدوء فابتسمت مريم بخجـل وسألته:
” كدا شكـلي حلو؟ “..
ابتسم وقال بهدوء:
” طبعا حلـو، أنا عاوز أقولك حاجه قبل ما ننزل “..
طـالعته بإهتمام فقـال بهدوء:
” أنتي أكيد فاكرة اللي حكيتـهولك عن قصـة زين، فاكرة لما قولتلك إن اللي قلبك كان حاسس بيـه كان صح.. فاكرة لما سألتيني ليه صممت على لندن وقبل الفرح!”.
قالت بصوت خافت:
” أيوا “..

 

 

” أنا وصـلت لزيـن وهي تحـت مستنـيانا هي وجوزهـا”..
فاضـت أعينها بالدمـوع ثم وقفـت تقـول بإرتبـاك:
“هي أكيد عارفة إني مكنتش أعرف أي حاجة من اللي حصلت وإني مظلمتهاش زي الكل صح!”..
إقتـرب مازن وأمسك بيدها يقول بتـريث:
” هي مستنـياكي، تعـالي وإتكلمي معـاها “…
سحبهـا مازن خلفـه وتحـرك تجـاه المطـعم يـُعيد الأختين للقاء بعضهم بعـد فراق كان مليئا بالألم استمـر لثلاثة أعـوام، وقفت زيـن وفاضت عينيها بالدموع عندمـا رأت أختهـا واشتـد بكـاء مريم عندما وقعـت عيناها علي زيـن و اقتـربـت تضم أختهـا بإشتيـاق وقد إرتفع صـوت شهقـاتهـا فربتت زيـن علي ظهرهـا حتـى هدأت مريم وابتعدت قليلا تقول بآسى:
” أنا أسفـة، أسفـة يا زين بجـد والله أنا….
“مش عـاوزة أتكلم في أي حاجة أنا مبسوطـة أوي إني شـوفتك و مبسـوطة بجـوازك ألف مبروك يا حبيبتي”..
“الله يبـارك فيكي.. عـندي كلام كتيـر أوي عاوزة أقولهـولك”..
سألت زيـن بحماس:
” أنتـي هتقعـدي هنا قد ايه! “.
أجابتهـا مريـم بإبتسامة:
” أنا هعمـل فرحي هنا و هعـيش هنا مع مازن ومامتـه”..
ابتسـمت زين بخفـوت وهي تنـظر خلفها تجاه دراكو الذي عض شفتـه السفـلى بضـيق وحاول قد المستطـاع التحكم في إنفعـالاته فـعادت زين خطوة للخلف تـُمسك يـده أمام عيني مازن الذي جلس يتحـاشى النظر لهم..
” نسيت أعـرفكم علي بعض، دراكو جـوزي وطبعـا أنا حكيتله عـنك كتير أوي “..
قالت مريم بهدوء:
” أهلا وسهلا “..
قـال دراكو بإبتسامة وهو يضم كتف زين لجانبـه:
” أهلا بك في لنـدن “..
قـالت زين بحماس:
” بما إنك هنا يبقـى سيبـيلي نفسك خـالص هنجـهز لكـل حاجه مع بعـض، أنا حجـزت هنا في الفنـدق علشان أكون جمبك “..
قـال مازن بهـدوء:
” الأول أقعـدوا خلـونا نطـلب الفطـار و بعـد كدا قدامكم العمر كلـه تتكلموا براحتكم “..
قالت مـريم وهي تـفتش حقيبتهـا:
” أنا شكـلي كدا نسيت تليفوني فوق، ممكن تطلبوا فطـار هروح أجيبه وأجي “..
أومأ لهـا مازن فتحركت سريعـا وجـلس الثلاثـة على الطـاولـة، دراكو لازال صامتـا يُحاول الحفـاظ على هـدوءه يُحـاول ألا يمس سـلاحـه، يحـاول ألا يُفسـد الأمر..
سألت زين بجدية:
” إتجـوزت مريـم ليه يا مازن؟! “.
طـالعها مازن وابتسم ساخرا يسألها:
” يعني ايه! “.
” إتجوزت أختي ليه وأنت….
تـوقفت زين عن الحـديث وهي تـرى قبضة يد دراكـو وعروق يـده التي تشنجـت فضحك مازن وسألها ساخرا:
” وأنا إيه! “..
طـالعه دراكـو بغضـب وقـال بحده:
” أنت تعـرف جيـدا ما تقصده زين وتفهـم سؤالها الأول جيـدا، ما الذي تُحاول التوصل إليه بسخـريتك سيد مازن! “.
قـال مازن بضيق:
” أنا مش عاوز أدخـل في جدال يا زين، الكـلام دا كان هيبقى ليـه لازمه لو مكنتش لسه إتجوزتهـا ولـو مكنتش لقيتك متجـوزة الباشا “..
قال دراكو بغضب:
” إلزم حدودك “..
قال مازن بحده:
” وأنت كنت تعـرف إيه حـدودي! كنت تعـرف ايه الحدود اللي بيني وبينها! “.
” اللعنـة ما الذي تُحـاول قـوله!! “.
قالت زين بضـيق:
” مـازن! أنا وأنت مكانش فيه بينـا أي حاجة، ليه عاوز توصل لجـوزي عكس كـدا! “..
سألها بتحدي:
” يعني أنتي مكنتيش بتحبـيني؟ “.
قالت زيـن غاضبة:
” أنت متخيل لو مريم سمعت الكـلام دا هيحصل ايه!! أنت شكـلك عاوز تعمـل مشكلة! بس صدقنـي مش هتستفيد أي حاجة “..
قال دراكـو ببرود مزيف:
” ولكنها مـحاولة جيدة ولكـن دعـني أُخبرك يا سيد، أنا أعرف عن زوجـتي كل شيئ وأصدق كل ما أخبرتني به أثق بهـا تمام الثقـة وحديثك لن يفتعل بيننا أي مشكـلة، في الحقيقة لقد أصـررت علي الحجز بهذا الفندق لتقضيـه شهر عسل جديد ولن تُفسـده أنت.. أتعرف شيئـا لم أعد أشعر بالجوع ويبدو أنك أيضا لست في مزاج لتناول الطـعام.. سأذهب لمعاينـة الغـرفـة، هيا ميلي “..
أخذ دراكـو يـد زوجتـه وتحـرك بها للخـارج تحـت نظرات مـازن الغاضبـه، وضع رأسه بين يـديه وهو يهمس لنفسه:
” مش هينفـع، مش هينفـع خالص “..
في الأعلـى أغلق دراكـو باب الغـرفة غاضبـا و وقفت زين تطـالعه بقـلق أقتـربت منـه وكـادت تتحـدث فأمسك بيدها يقول بحده:
” لن يفسـد هذا الأحمق علاقتنا، لن أسمح له بتخطـي حدوده ولـن أبقى معـه في مكـان واحد، الآن سنـأخذ أختك لمنـزلنا و سيبقى هو هنـا وحيدا حتى موعد الزفاف “..

 

” حـاضر هقول لمـريم بس حاول تهـدى “..
تـركها دراكو وابتعـد يقف بمنتصف الغـرفة يقول بحنق:
” لقد ترك كل المدن وآتى ليعيش بمـدينتي والآن سأضطر لرؤيتـه مرتين في الإسبـوع علي الأقـل، يبدو أنني لن أتخلص منه! ولمـا لا أنا لم أترك المافيا بعد سأذهب الآن وأفجـر رأسه “..
صاحت زين لعـله يعود لرشده:
” إنه زوج أختي “.
” وإذا! سأجد لأختك زوجـا خـلال أسبـوع واحد، هو إما تزوجها ليتقرب منك أو تزوجهـا مجرد شفقـة بعد موت والدك وبالتأكيد أنا لن أسمح له بالإقتـراب منك و بعـد موته إن أرادت سأبني لها قصرا وأجعلها سيدته لكـن دعيني أتخلص منه “..
قـالت زين بتعـب:
” رجـاء دراكو توقف عن هذا الجنون “.
أخرج دراكـو سـلاحه فجحـظت عينيها وسألته غاضبة:
” ما الذي تفعـله! لماذا تحمـله من الأساس دراكو!؟ “.
قال بتصـميم وهو يكـاد يخرج من الغرفة:
” سأجـعل أختك أرمـلة “..
يتبـع..

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x