رواية إعتزال الفصل الثاني 2 بقلم سبأ النيل - The Last Line
روايات

رواية إعتزال الفصل الثاني 2 بقلم سبأ النيل

رواية إعتزال الفصل الثاني 2 بقلم سبأ النيل

البارت الثاني

 

صلوا على النبي..
لغاية ما جا اليوم الجاط لي حياتي..
كنت بقول ذنوب اي، لكن حاجات صغيرة صغيرة الناس كلهم بعملوها ..
اثناء الشوط كدة سمعت الإقامة قمت جريت الجامع سريع عشان ابوي لو ما لقاني هناك ح يعلقني علقة لا دين لها .. مشيت لحقت الصلاة في الركعة الاولى .. صليت وقعدت شوية لغاية ما ابوي جا سلم علي وقالي انا ماشي البيت ارتاح هاك مفتاح الدكان اشتغل انت وما تتاخر على اخوانك جيب العشا وتعال … شلت منو المفاتيح وانتكيت لي على حيطة كدة ساكت .. لحظة هدو لازم تجي لي اي انسان في الجامع .. صحي ما كنت بحب جية الجامع لكن دايما بكون عندي فيهو لحظات هدوء تغنيني لدقايق عن ضجيج العالم الخارجي .. اخدت لي دقايق كدة وقمت عشان اطلع .. اثناء ما انا ماشي على البوابة سمعت صوت بناديني .. قبلت لقيتو عبدالله واحد صحبي كدة زول كويس والله .. ضحكت وقلت ليهو اوو عبدالله .. رجعت سلمت عليهو .. قلت ليهو وين اليومين دي ما شايفك يا زول .. قالي والله مشغول عشان كدة .. قلت ليهو لقيت شغل ولا شنو .. قالي والله جمعية خيرية اسمها إسهام لو بتعرفها .. قلت ليهو بعرفها .. قالي بس شغال معاهم بنوفر وظائف

 

 

للمتعثرين وكدة .. قلت ليهو والله ماشاء الله .. قالي الله ما ضراك .. قلت ليهو ح تطول فيها ؟ … قالي والله الا تشغلني عنها حاجة او لو اشتغلت وزمني بقا ضيق ممكن اقلل المشيلت .. سلمت عليهو تاني في يدو وقلت ليها والله الله يوفقك يا صحبي .. قالي اللهم امين يارب .. كدي تعال ساعدني ارفع المصاحف دي في الرفق الفوق دة .. قلت ليهو طوالي ارح …. لمينا المصاحف الكانت في الطربيزة التحت جنب الرفوف ومسكتهم بينما عبدالله ركب في طربيزة وبقيت بناولو وهو برتبهم فوق في الرف .. فضل مصحف واحد في يدي وعبدالله قالي ثواني بس يا عمر الحتة ضيقة .. بقا بحاول يجازف ليهو مساحة وانا واقف منتظرو .. لمن طول شوية عاينت للمصحف .. شايف شريط تحديد السور بتاعو مختوت في النص .. انتابني فضول غريب وفتحتو مكان ما الشريط مختوت .. عيني وقعت على الاية في قوله تبارك وتعالى { “وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَ يَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَ وَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَ لَا يَظْلِم ُرَبُّكَ أَحَداً”} … حسيت بي نغزة في قلبي .. مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا … اول مرة تقابلني الاية دي .. بقيت سرحان في المصحف وبتحسس الاية … جاني صوت عبدالله وهو بنادي .. عمر .. عمر .. عمر! .. انتبهت ليهو وقلت ليهو ها ايوا .. قالي سرحان وين ؟ مد لي المصحف يدي خدرت … قلت ليهو اها معليش ما انتبهت .. رفع المصحف ونزل صلح قميصو وقالي ارح نمشي؟ .. قلت ليهو اي ارح .. مشينا وكان بتكلم معاي في الشارع مرة اشرد ومرة انتبه .. اتفارقنا في نص الشارع هو مشى بيتهم وانا مشيت الدكان قعدت ونهاية اليوم شلت العشا البيت …
تاني يوم طلعنا انا وابوي لصلاة الفجر بعد صليت مشيت جري الدكان عشان الحق اشيل لي قروش قبل ما ابوي يجي .. فتحت الدكان وجري فتحت الدرج بالمفتاح فيهو قروش بتاعة ناس ابوي ماسكها .. مسكي للقروش كدة جات في بالي { لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا } .. فكيت القروش فجأة … حسيت بخوف .. الحاجة دي ح تكون مسجلة علي .. وابتديت اراجع البعمل فبهو دة … بسس منعني تفكيري في اصحابي … امشي بدون ما اكون منجز حاجة؟ .. ح يقولو شنو ؟ .. هم متعودين اني زول المهام الصعبة .. ح ابقى ضعيف في نظرهم .. شلت القروش تاني ودخلتها في جيبي وقفلت الدرج سريع سريع وقبلت لقيت ابوي في وشي .. بلعت ريقي واتمنيت الارض تنشق وتبلعني … قالي بتعمل في شنو .. عرفتو ما شاف حاجة .. كنت عايز اكذب كالعادة بس خطرت في بالي { لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا } .. ح تنكتب علي؟ .. ح اتحاسب عليها .. اقوليهو الحقيقة ؟ .. بس الخلاني اتراجع هو منظري قدام الناس لو عرفو اني بسرق قروش الناس من ابوي .. اصحابي ح يلقوني مفضوح .. ف اختلقت لي كذبة ومشيت بيها الموضوع … اجتمعنا تاني تحت الشجر نضحك ونتونس وانا اسمع كل انواع المدح والاطراء واطير في العلالي .. لمن تجي مت مارة وعايز اعاكسها بتذكر { لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا } .. بس شكلي قدام الناس .. اشرب السجاير اتذكر وامتنع بس هيبتي قدام الناس ح تروح ف بشربها ..
جريت على المسجد الحق الصلاة الي دايما بتفوتني مع موعد الكورة .. نهاية الصلاة لاقيت عبدالله وساعدتو من جديد نرفع المصاحف في الرف الفوق .. ونفس المشكلة المساحة لي اخر مصحف بتكون ضيقة .. نفس الموقف؟! .. عاينت للمصحف الفي يدي .. انتابني الفصول للمرة التانية .. مسكت الشريط وفتحت الصفحة المفتوحة فيهو وانا مترقب اشو٥ اول اية ح تقع عيني عليها شنو … وكانت .. قوله تبارك وتعالى {“وَكُلُّهم آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامِهِ فَرْدًا” } .. جسمي كشَ .. فردا؟ … براي … بقيف قدامو براي؟ .. لا اهلي ولا اصحابي ؟ .. بس انا وهو ؟ .. فجأة اتذكرت لم اجي امتنع عن ذنب بس في النهاية بعملو عشان

 

 

الناس .. عسان خاطر الناس وعسان ايمع منهم الكلام البكبر لي راسي .. كنت بعمل الذنوب دي كلها عشان يشوفوني واو .. عشان اكون في نظرهم زول عظيم .. لكن فردا؟ .. اذا الح اواجو في الحياة الاخرة ح اواجهو براي .. لبه ممكن اعمل حاجة عشان خجلان من زول وما خجلان من الله .. الحاجات الصغيرة والكبيرة البسويها في السر عشان الماس وعشان ارضي نفسي كمان ح تتعرض علي انا وربنا برانا ؟ شكلي ح يكون كيف .. الفكرة مرعبة بي كل تفاصيلها .. عيوني رغرغو تلقائيا وطلعت بدون ما زوليلاحظ للتغير الحصل فيني فجأة … مشيت ومشيت ومشييت .. كنت ماشي وانا بفكر وبجمع وبركب الصور في مخي .. قعدت تحت شجرة .. ساكت .. حصلت لي حاجة زي ابتداء الوعي كدة .. وسألت نفسي سؤال واحد .. هل البتعمل فيهو دة ممكن يتعرض عليك في اول لقاء انفرادي لي مع ربي؟ …. لا .. قلتها وانا حاسي انها طالعة زي البوخ مني .. لا ما ممكن .. لا الناس ما بيغنوني عن عظمة اللحظة دي .. لا مدحهم ولا اطراهم .. ولا ذنوبي البستمتع بيها ما يستاهلو اخرب عشانهم لحظة زي دي .. وقفت وسرحت .. وانا عارف اني لمن اطلع من تحت الشجرة دي .. ح تكون بداية مرحلة الاعتزال .. الاعتزال من كل حاجة ح تفسد علي اللحظة ديك .. .. وقد كان …
{ “وَكُلُّهم آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامِهِ فَرْدًا” .}
هكذا وحدك فردا .. بلا المال الذى جمعته .. ولا المنصب المرموق الذى شغلته .. ولا العائله الكبيره التى كنت تحتمى بها ..
فقط “انت” و “أعمالك” و “الله” ..
صلوا على النبي..

 

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)