روايات

رواية أمان كاذب الفصل السادس 6 بقلم الاء محمد حجازي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية أمان كاذب الفصل السادس 6 بقلم الاء محمد حجازي

 

 

البارت السادس

 

 

_رحيم واقف قصادها، وشه بقى متجمد وصوته فيه حزن وغضب:
انتي النهارده ما بقتيش جميلة اللي عرفتها، انتي بقيت غريبة، انتي طالق يا جميلة.
دار ضهره ومشي ببرود من غير ما يديها حتى فرصة تبرر أو تنهار قدامه.
هي واقفة مكانها، الكلمة الأخيرة بترن في ودانها وتقطع في روحها، كلمة وجعتها أكتر من خيانة عادل وألف عتاب.
وفجأة تنهار على الأرض، دموعها بتنزل بحرارة وصوتها بيطلع من قلبها:
رحيم… رحيم ما تسيبنيش بالله عليك ما تسيبنيش، اسمعني… اسمعني بس يا رحيم… ما تسيبنيش كده… ما تسيبنييييييش!
تمد إيديها قدامه وهو بيبعد عنها خطوة ورا التانية، ظهره ليها وهي بتصرخ:
رحيم… ما تسيبنيش… بالله عليك ما تسيبنيش… اسمعني ولو مرة!
صوتها بقى صرخة عالية،و دموعها مغرقاها وصوتها بيترج القلوب.
فجأة
قامت جميلة مفزوعة، بتتنفس بسرعة، دموعها لسه على خدها، جسمها كله بيرتعش كأنها لسه في الكابوس.
تفتح عينيها تلاقي رحيم قاعد جنبها في الحقيقة، ماسك إيديها بإيديه، حضنه حواليها، صوته هادي وحنون وهو يمسح على شعرها:
هششش يا جميلة… هدي يا حبيبتي… أنا هنا… ما فيش حاجة… كله كان حلم… أنا معاكِ، مش هسيبك… أنا معاكي.
يحط راسها على صدره وهو بيقرأ عليها آيات هادية من القرآن بصوت دافي، يمسح دموعها ويهديها لحد ما تنام تاني في حضنة، ودموعها سايبة على خدها وصوتها بيتقطع:
ما تسيبنيش يا رحيم، بالله عليك ما تسيبنيش!
_وهو يطبطب على ضهرها:

 

 

اهدي يا حبيبتي، أنا هنا، مش هسيبك، اهدي خلاص.
-فضل يهدي فيها لحد ما نفسها بدأ يهدى، وهي بصة له باستغراب ولسه قلبها بيدق:
انت، إيه اللي جابك هنا؟
_ابتسم بخفة وقال وهو بيهزر:
يخرب بيت ملافظك يا شيخة، أنا كلمت عمي وقلتله عايز أعملك مفاجأة، بس إنتِ بومة خوفتيني.
-جميلة فتحت عينيها وقالت بضحكة باكية:
أنا بومة يا رحيم؟
_ضحك وهو لسه ماسك إيديها:
أيوه، أحلى بومة في الدنيا.
_قرب منها أكتر، صوته واثق وحنين:
بصي في عيني، أنا عمري ما هسيبك. معرفش إنتِ بتحلمي بإيه ولا شُفتي إيه، بس اللي أعرفه إنك عمري، وإن وجودك جنبي أكبر نعمة في حياتي. لو الدنيا كلها بعدتني عنك، أنا هرجعلك، فاهمة؟
دموعها تنزل تاني، بس المرة دي ابتسامة صغيرة بتظهر معاها، كأن كلامه لَمّ روحها من جديد.
_كمل كلام وهو بيقرب منها أكتر ولمس خدها وهو بيبصلها بجدية ممزوجة بالحنية:
بصّي… حتى لو الدنيا كلها اتقلبت، مفيش حاجه هتغير إنك انتي مراتي، وحياتي، ونعمة ربنا اللي بستعيذ بيها من كل وجع.
هي ابتسمت من وسط دموعها، وحست إن كلامه بيرجع لها الروح من تاني.
——————–
جميلة فتحت باب الأوضة بهدوء. عينيها محمرة من كتر التفكير والقلق. خرجت ولقت رحيم قاعد على الكنبة في الصالة، ماسك تليفونه بس واضح على وشه إنه قلقان هو كمان.
قربت بخطوات بطيئة وقعدت جنبه… حسيت بإيده عالكنبة جمبها بس ما مدتش إيدها.
-بصتلُه وهي بتحاول تجمع نفسها:
رحيم، في حاجة مهمة لازم أقولها لك، بس هطلب منك تسمعني للآخر.
_هو سكت وبص لها باستغراب، بس عينيه فيها قلق وحنية:
اتكلمي يا جميلة.
أخدت نفس عميق، وحطت إيديها في حجرها، وبصت للأرض:
بص يا رحيم، أنا عارفة إني غلطت، غلطت إني سكت، ما حكيتش من الأول. كنت خايفة خايفة إنك تسمع وتسيبني. بس خلاص، أنا مش قادرة أشيل أكتر من كده.
وبدأت تحكي له، حكت عن كل حاجة، عن بداية الموضوع مع عادل، عن استغلاله ليها، عن ضعفها وسكوتها، عن خوفها من مواجهة الحقيقة. كل كلمة بتطلع منها كانت تقيلة، بس كأنها بتشيل جبل من على صدرها.
رحيم قاعد ساكت، بيسمع بس، ملامحه جامدة بس عينيه بتقول إنه موجوع.
بعد ما خلصت الحكي، أخدت نفس طويل، وبصت له والدموع محبوسة في عينيها وتاخد نفس عميق وتحاول تثبت نفسها:
أنا عارفة إني غلطت، وغلطتي إني سكت، إني ما حكيتش. يمكن لو كنت اتكلمت من الأول ما كانش هيبقى فيه خوف ولا أسرار بينا. بس والله يا رحيم، ما كانش قلبي يومًا مع عادل. أنا يمكن تعلقت باهتمامه، بحنية كدبها عليا، ضحك عليا وكنت ضعيفة. لكن حب؟ لا. الحب ده ما دقش بابي غير معاك إنت.
دموعها تنزل وهي بتكمل:
عارف المقولة اللي بتقول: كاذبون من قالوا إن الحب للحبيب الأول؟ لا يا رحيم، الحب الحقيقي للحبيب اللي يرمم الروح بعد ما اتكسرت. الحب للحبيب اللي ياخد بإيدك من العتمة للنور. والمقولة دي، دي إنت. إنت اللي بتمثلها، إنت اللي بتمثللي الأمان.
تقرب إيدها من إيده بخوف:
أنا غلطت، وعارفة إنه حرام إني أديت ودني لحد زي عادل، بس أقسم لك يا رحيم، غصب عني، ما كنتش لاقية حد يحسسني إني ليا قيمة، لحد ما جيت إنت. أنا بحكيلك دلوقتي مش عشان أبرر، أنا بديك حرية الاختيار. يا إما تسيبني وتخلص من واحدة زيي، يا إما تخليها على ذمتك، وتديلي فرصة أثبتلك إني ما كنتش لحد غيرك، ومش هكون لحد غيرك.
وتبص في عينيه برجاء وانهيار:
قول أي حاجة، بس بالله عليك، ما تسكتش، ما تسيبنيش معلقة بين خوف الأمل واليأس.
قبل ما تكمل حتى جملتها، مد رحيم إيده ومسَك إيديها بقوة، إيده دافية وبتطمنها. شدها ناحيته وباس إيديها بهدوء وهو بصص في عينيها وقال بصوت ثابت مليان حنية:
أنا عارف يا جميلة، عارف كل حاجة.
-بصت له بذهول، الدموع وقفت في عينيها:
إزاي؟!

 

 

ابتسم ابتسامة صغيرة وقال بهدوء:
زي ما إنتِ عندك كلام كتير كنتِ محتاجة تقوليه، أنا كمان عندي كلام كتير لازم تعرفيه عني. عشان نبتدي صفحة جديدة مع بعض، الصفحة اللي المفروض تبدأ بصدق كامل، هقولك حكايتي من الأول.
رحيم شد نفس عميق وهو ماسك إيد جميلة بإيده، عينيه على عينيها وهو بيقول بصوت هادي لكن مليان إحساس:
جميلة، في حاجات كتير إنتِ ما تعرفيهاش عني.
من أربع سنين، أمي كانت جاية تشوف بنت أختها، وجيت معاها بالصدفة.
وقتها شفتك لأول مرة، كنتي، نازلة على السلم بكل الحيوية والبراءة دي، حاجة فيكي شدتني من أول لحظة، خطفتني من غير ما حتى تاخدي بالك.
كنت وقتها لسه ببدأ ألتزم بصلاتي وأقرب من ربنا، غضيت بصري عنك ومشيت. بس رغم كده، مشيت وما رجعتش عندكم تاني
صورتك فضلت في بالي، حسيت إنك حاجة مختلفة، حاجة ربنا بعتهالي.
أخذت وعد على نفسي ساعتها: ما أقربش منك إلا بالحلال، ما أعملش حاجة تغضب ربنا. قعدت أدوّر وأعرف عنك كل حاجة: بتحبي إيه، بتكرهي إيه، إيه اللي بيفرحك وإيه اللي بيزعلك، كنت بحاول أفهمك من بعيد.
قلت لنفسي: إن شاء الله أول ما أكون نفسي، هروح أتقدم لها زي ما ربنا قال.
كنت عايز أحفظك بحلال ربنا وأكون أول راجل في حياتك بحق.
وفي مرة، شفتك وشوفت بصيتك لابن عمك بكل الحب اللي في الدنيا. والله يا جميلة قلبي وقتها وجعني وجع محدش في البشرية كلها يتحمل ، اتمنيت أكون مكانه. بس ما قلتش حاجة، قلت يا رب،
يا رب أنتَ عالم اللي في قلبي ناحيتها، لو خير ليّ، ارجعها ليّ، ولو شر، بَعِّدها عني.
بعد فترة، لقيتك عندنا في البيت.
سمعتك بالصدفة وانتي بتتكلمي مع أمي، ووقتها عرفت إن دي فرصتي اللي ربنا بعتها ليّ لحد عندي.
قلت خلاص، دي علامة من ربنا، لازم أتمسك بيها.
ومن يومها وأنا بدعي، إني أكون سبب سعادتك، وإنك تبقي معايا بالحلال، زي ما كنت بحلم من الأول.
رحيم وهو بيقول الكلام ده، كان صوته بيرتعش شوية من التأثر، ويده ماسكة إيدها أقوى، كأنه بيأكد لها إنه كان شايفها من زمان مش بس بعينه، لكن بقلبه وروحه كمان.
كل ده وجميلة فضلت تبص له وهي مش مصدقة، عينيها دمعت من غير ما تحس. قلبها كان بيتخبط بين استغراب وفرحة وحزن في نفس الوقت.
قالت بصوت مبحوح:
إنت، إنت كنت شايفني من زمان كده؟ وكنت شايل كل ده جواك؟
ابتسمت بخفة وهي مش قادرة تخفي دهشتها:
أنا… أنا ما كنتش عارفة، ما كنتش متخيلة إنك عديت بكل ده عشاني.
إزاي استحملت تشوفني بحب حد غيرك؟ إزاي ما اتكلمتش؟ إزاي كنت صابر كده؟
وقفت لحظة، دمعة نزلت من عينها، مسحتها بسرعة وهي بتقول:
أنا حزينة عليك، إنك كنت لوحدك في كل ده، حزينة إني ما كنتش شايفة.
وفي نفس الوقت، فرحانة، فرحانة إن ربنا رجعني ليك، وإنك كنت ماسك في حلمك بيا وما سيبتنيش.
وبصت له بدهشة حقيقية، كأنها بتشوفه لأول مرة:
رحيم، إنت مش بس اخترتني، إنت صبرت عشانّي، ودعيت عشانّي، وده عند ربنا كبير أوي.
أنا مش عارفة أقول إيه، بس أنا عايزة أقول لك إن من النهارده أنا اللي هعوضك عن كل اللي فات.
ومدت إيديها المرة دي هي اللي شدت إيده، كأنها بتأكد له إنها مش هتسيبه.
_رحيم شد إيدها أكتر، وعينيه مليانه صدق ودفا:
على فكرة يا جميلة، لما جيت طلبت إيدك، أبوكي قالي كل حاجة. قالي: يا ابني أنا مش عايزك في يوم تعرف وتجرح بنتي، كفاية اللي شافته.
ساعتها أنا ما ترددتش ولا ثانية، قلت له: يا عمي دي جوّه عيوني، والله ما هخلي دمعة تنزل لها طول ما أنا عايش.
أنا كنت حاسس إن ربنا بيرد لي الأمانة اللي كنت بدعيله بيها سنين.
وكمان، يوم كتب الكتاب، عادل جه وقالي كلام يوجع، كلام مليان سم. وكان عايزني أسيبك.
بس أنا، ولا لحظة حسيت إني ممكن أسيبك.
أنا كنت شايف إن دي محنة من ربنا، اختبار ليا وليكي.
قلت: يا رب إن كانت هي خير لي، ثبّتني عليها، وإن كانت شر، أبعدها عني.

 

 

ولما لقيتك قدامي، بلقاكي معايا دلوقتي، فهمت إنك رزق، وإنك نصيبي اللي استنيته.
جميلة كانت قاعدة تسمعه ودموعها بتنزل واحدة ورا التانية، قلبها بيتقلب بين فرحة ووجع وحب ما يتوصفش.
بصت له بدهشة:
إزاي يا رحيم… إزاي استحملت كل ده وساكت؟ إزاي كنت بتعافر عشانّا وأنا حتى ما كنتش عارفة؟
رحيم ابتسم ابتسامة هادية، فيها وجع وحب:
استحملت عشانك، وعشان اللحظة دي. كنت واثق إن اللي مكتوب ليا مش هيعدي. وكنت متأكد إن ربنا هيجمعني بيكي، حتى لو الدنيا كلها وقفت قصادي.
جميلة ما قدرتش تمسك نفسها، ارتمت في حضنه، وهي بتقول بصوت مكسور من العياط والفرحة:
أنا بحبك يا رحيم، بحبك أكتر من أي كلمة في الدنيا ممكن توصف.
رحيم شدها ليه أكتر، مسح دموعها بإيده وقال لها بهزار خفيف:
خلاص بقى يا ست دموع، مش ناقص أغرق أنا كمان. خلينا نبتدي صفحة جديدة،صفحة مافيهاش غير أنا وانتي وربنا اللي شاهد علينا.
—————-
مدّ إيده وخد إيديها بقوة، وقال بابتسامة دافيه:
اسمعيني كويس، من النهارده، مفيش وجع لوحدك. مفيش دمعة تنزل من غير ما أمسحها، ومفيش خوف من بُكرة إلا وإحنا سوا. أنتي مش مجرد زوجة، أنتي أمان أنا بدور عليه من زمان.
دموعها نزلت، مش من وجع المرة دي، لكن من فرحة. قربت منه وقالت:
أنا مش مصدقة، كل اللي دعيته لربنا لقيته فيك. كنت فاكرة الحب كلمة بتنقال، لحد ما انت وريّتني إنه فعل، فعل بيطبطب، فعل بيخاف عليا، فعل بيحميني حتى من نفسي.
رحيم ابتسم ومال ناحيتها وقال:
يبقى نتفق، من هنا ورايح، كل اللي جوانا يتقال. لا كتمان، لا أسرار. إنتي قلبي يا جميلة، وقلبي عمره ما يخبى عليك.
حضنها، وهي لأول مرة تحس إنها مش لوحدها في الدنيا.
رحيم وهو ضاممها ليه أكتر، صوته واطي بس مليان قوة:
تعرفي يا جميلة، أنا عمري ما كنت محتاج كلمة حب منك عشان أصدق مشاعرك. كنت محتاج لحظة زي دي، لحظة أسمعك فيها وانتي بتقوليها بصدق، من قلبك. اللحظة دي أغلى عندي من الدنيا كلها.
رفع راسها بإيده، بص في عينيها بثبات:
أنا اخترتك مش عشان انتي كاملة، اخترتك عشان انتي نصي التاني. اخترتك عشان حتى بكسورك وغلطاتك، لسه أحلى وأطهر حاجة في حياتي. ولو الزمن رجع بيا ألف مرة، هختارك برده.
جميلة ما استحملتش الكلام، الدموع زادت في عينيها بس ابتسمت ابتسامة صغيرة:
رحيم، انت عمرك ما هتعرف قيمتك عندي. إنت اللي علمتني إن الحب مش بس كلمة، الحب إنك تلاقي اللي يمسح دموعك من غير ما تطلبي، واللي يشيلك من وسط كسرتك ويخليك تقفي تاني.
رحيم ضحك ضحكة خفيفة وهو يمسح دموعها بإبهامه:
أنا قلتلك من الأول، أنا عمري ما هسيبك. هفضل سندك طول عمري، ومهما حصل، هتفضلي جميلة اللي في قلبي، واللي مستحيل أفرّط فيها.
وبعدها ضمها تاني لحضنه، كأنه بيطبع وعد جديد على روحها، وعد عمره ما يتكسر.
بعد ما خلصوا الكلام العاطفي وقعدوا ساكتين شوية، رحيم فجأة قال وهو ماسك إيدها:
على فكرة… إنتي عارفة إنك معقدة حياتي؟
-جميلة بصت له باستغراب:
إزاي يعني؟
_ابتسم وقال:
يعني من ساعة ما اتجوزتك وأنا مش عارف أركز… إنتي واخدة عقلي كله، حتى الشغل بقى طعمه غير من غير ما تحكيلي حاجة قبل ما أنزل.
-ضحكت وقالت وهي بتزقه بخفة:
يا عم بلا كلام أفلام… مش مصدقاك.
_قرب منها وقال بهزار:
ماشي يا ست جميلة، بس أوعى تنسي إنك دلوقتي مراتي رسمي، يعني لو زعلتيني مش هلاقي حد يطبخلي ولا يضحكني.
-ردت بسرعة وهي بتهزر:
هو إنت اتجوزتني عشان أطبخلك؟ طب روح اتجوز طباخة.
_ضحك وقال:
لا يا ستي، اتجوزتك عشان تزعقلي بالليل وتقوليلي قوم نام بدرى… وعشان تقعدي تزنّي عليا لما أنسى حاجة.
قعدوا يضحكوا سوا، هي بصوتها العذب وهو بضحكته الدافية، وكأن اللحظة دي كانت أول صفحة حقيقية في كتاب حياتهم.
————
عدّوا السنين كإنهم يوم، يمكن أكيد كان في مشاكل، زي أي بيت، زي أي حكاية.
بس هم كانوا مختلفين، كانوا دايمًا يعرفوا إزاي يرجعوا لبعض، إزاي يضحكوا وسط الدموع، إزاي كلمة بحبك، منهم تمسح وجع الدنيا كلها
كانت حياتهم مش كلها وردي، زي أي اتنين، اتخانقوا، زعلوا، اتوتروا، يمكن حتى كرهوا اللحظة اللي اتقابلوا فيها.
لكن في كل مرة الدنيا كانت تفرق بينهم، كانوا بيرجعوا لبعض من غير ما يحسوا، كأن في خيط خفي بيربط قلوبهم.
رحيم كان دايمًا يضحك ويقول لها:
يا بنتي هو في مشكلة في الدنيا ما نعديهاش؟ أنا وأنتِ مش محتاجين غير نبص لبعض ونفهم.
فترد جميلة وهي بتبتسم:
طب ما تيجي نبطل خناقات من أساسه بقى.
يضحك ويقرب منها ويقول:

 

 

أهو ده مستحيل، لأن من غير خناقاتنا مش هيبقى في مصالحات… ومن غير مصالحات مش هيبقى في حب.
والغريب إن كلامه كان صح… كانوا يعرفوا إزاي يحوّلوا حتى وجعهم لهزار وضحك، ويخلوا الضلمة اللي بينهم مليانة نور.
وبقى حبهم مش مجرد كلمة، بقى أمان، حضن بيرجعوا له، وطن بيستقروا فيه، وجنة صغيرة في وسط زحمة الدنيا.
—————
في النهاية جميلة، كانت شبه أي بنت عادية، تخاف تغلط، وتتكسف تقول الحقيقة، وتتهز قدام كلمة حب أو اهتمام.
بس الحقيقة اللي اتعلمتها، واللي لازم كل بنت تتعلمها، إن مفيش حاجة تستاهل إنك تضيعي نفسك عشانها، ولا في حد يستاهل يخليكي تبيعي رضا ربنا أو كرامتك.
يا بنات، اسمعوا الكلام ده كويس:
الحب مش إنك تعيشي على ذكريات وهمية ولا على كلمة حلوة اتقالتلك من حد ما يستاهلش.
الحب الحقيقي هو اللي يخليكي أقوى، يخليكي مطمئنة إن في راجل شايف قيمتك، ماسك في إيدك عشان يحافظ عليك مش عشان يقيدك.
اللي يسيبك أول غلطة أو أول موقف، ده عمره ما كان بيحبك.
لكن اللي يقف في وش الدنيا كلها عشانك، ويسامحك لما تخافي، ويصدقك لما كل الناس تكذبك، ده هو اللي يستاهل قلبك وحياتك.
افتكروا دايمًا:
اللي يحبك بجد مش هيكون بس عايزك معاه في الدنيا…
هيكون عايزك معاه في الجنة.
هيخاف عليكي من غضب ربنا قبل ما يخاف يفقدك.
هيشوفك أمانة في رقبته، مش مجرد علاقة يعدي بيها.
ومتديش قلبك لحد يكسرك.
ما تخليش خوفك من الوحدة يرميكي في حضن الغلط.
واللي ربنا كاتبهولك هيجيلك في وقته، وهيفرح قلبك بطريقة عمرك ما كنتي تتخيليها.
كوني جميلة في قلبك قبل شكلك، وساعتها هتلاقي اللي يشوف الجمال الحقيقي جواكي.
———————-
وبكده نقول فركشششش يسكاكر♥
قرائة مُمتعة عزيزي القارئ ومتنساش تسيب رأيك اللطيف في كومنت.♥️
بقلمي/آلاء محمد حجازي♥

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
حسين سيد عبادى
حسين سيد عبادى
1 يوم

تم تم تم

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x