روايات

رواية ربما الفصل الرابع 4 بقلم سبأ النيل

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية ربما الفصل الرابع 4 بقلم سبأ النيل

 

 

البارت الرابع

 

صلوا على النبي..
كنت بس قاعدة ومبحلقة في باب الصالة.. مصدومة ومتفاجئة وندمانه وسافة التراب، صحي هو مشى، بس نظرتو العاين لي بيها ما إنمحت من قدام عيوني، حسيت بي شفق الختت يدها على كتفي وقالت لي فرقان.. رجعت عاينت ليها بتلقائية وأنا ساكتة وهي ما عرفت تقول شنو.. بعد ثواني من الصمت قلت ليها “ح يكون مشى وين؟”.. زفرت بهدوء وقالت لي الكلام ما في مشا وين، الكلام انو ح يجي تاني ولالا.. قلت ليها بسرعة لالا طبعا اكيد ح يجي، صاح؟.. قلت كلمتي الاخيرة دي وكأني بطلب منها تطمني.. ربتت على يدي بهدوء وقالت لي إن شاء الله.. سكتنا ثواني بتفكير.. قالت لي عندك رقمو؟.. بقيت بتذكر اذا عندي أو لا، عاينت ليها بي امل وقلت ليها آي عندي عندي.. قالت لي طيب اتصلي عليهو.. قلت ليها بتردد لالا، ما اعتقد انو مشى مكان بعيد، انا متأكدة انو بعدين ح يرجع..
عاينت لي بي لوم وقالت لي فرقان بطلي مكابرة، انا وانتي عارفين انك غلطتي في حقو وإنو الكلام وجعو وبالمقابل هو ما

 

 

عمل ليك اي شي، وإنتي عارفة مستحيل راجل يقعد في مكان حاسي انو ما مرحب بيهو فيهو او حمل على ناس البيت أو على نفر واحد فيهم على الاقل.. سكتت ما جاوبتها، اجاوبه اقوليها شنو وهي كلامها كلو صاح .. اثناء سكوتي دة جات امي طالعة من المطبخ وهي بتعاين بإستغراب شديد واول ما شافت أنبوبة الغاز إستغربت اكتر وقالت اجي؟، عبدالرحمن فات وين خلا الانبوبة هنا؟.. انا عاينت لي شفق ثواني وتاني عاينت لي امي وقلت ليها بلخبطة ” طلع، طلع أسي ما عارفاهو فات وين”.. قالت لي جاتو مكالمة ولا شنو؟، الا كان جاتو حاجة فجأة.. بلعت ريقي وقلت ليها أ آي يمكن.. قالت لي خلاص إن جا الليوصلها وإن ما جا إتصلي على أخوك دة يجي يوصلها لينا وفاتت وخلتني انا وشفق..
فعلا استنينا دقيقة ، دقيقتين ، خمسة .. لمن ما جا تاني اضطريت اضرب لي فارس يجي يوصلها والقعدة زاتها مسخت لينا، شفق إستاذنت انها تمشي وانا طلعت أقدمها.. كنا ماشين في الشارع ونحن ساكتين واول ما وصلنا نص المسافة هي وقفت وقبلت علي وقالت لي يلا ارجعي بعد دة.. ابتسمت إبتسامة باهته وقلت ليها مع السلامة.. قالت لي مع السلامة وقفت لحظات وتاني قالت لي فرقان، لو ما جا اتصلي عليهو واعتذري منو، ما تنسي إنك غلطانة.. عاينت ليها بدون ما ارد.. قالت لي تمااام؟!.. حركت راسي بإيجاب وقلت ليها طيب إن شاءالله.. بعدها ودعتها هي فاتت بيتهم وانا رجعت البيت وراسي يودي ويجيب.. بالجد غلطت شديد في حقو.. بس انا ما قاصدة والله، ابدا ما قاصدة..
عديت باقي اليوم تفكير وكل ما تمر ساعة وهو ما يجي انا بتوتر زيادة.. زمن الصلاة لمن جا ابوي وفارس فقدوهو بس ما علقو كتير وافتكرو انو عندو مشوار وفاتو الجامع وجو.. زمن الغدا لمن قرب فارس اتصل عليهو بس ما رد.. حاول اكتر من مرة بس بدون فايدة.. امي ختت الغدا وخلت ليهو حقو بس للاسف، لغاية الساعة 10 بليل هو ما ظهر والقلق كان بادي على ناس البيت وبالاخص فارس الكان بدخل وبمرق وحتى فرح فقدتو وبقت تسأل منو.. انا كنت متابعة كل دة تحت ضغط وتوتر كبير، هم ما عارفين انو الحاصل دة كلو من تحت راسي، بس انا خوفي ما كان أقل منهم، خصوصا واني عارفة اني انا السبب..
مرا اليوم التاني بنفس الطريقة، .. ابوي القلق اتملكو وبقا حرفيا ما قاعد في البيت على امل انو يصادفو.. بالعصرية ونحن قاعدين مجتمعين كلنا والهم باين على وشوش الكل، فجأة نزلت رسالة على تلفون فارس وكسرت الصمت الحاصل.. فتح الرسالة بدون نفس بس فجأة مسك التلفون كويس وقال الحمدلله، دة عبيد يا جماعة.. ابوي وامي والاغرب انا في نفس اللحظة قلنا بي سرعة “قال شنو؟!” .. ماف زول انتبه علي لانو خوفهم الاكبر كان عليهو.. فارس قال كاتب انو كويس واضطر يسافر البلد جاهو موضوع شغل ضروري وهو كويس ما عليهو عوجة بس الشبكة هناك كعبة شوية، وبسلم عليكم كلكم..
امي وابوي قعدو يشكرو الله بينما انا سرحت في كلام فارس.. سافر البلد؟.. للدرجة دي؟!.. قاطع تفكيري صوت ابوي وهو بقوليهو لكن سافر قعد مع منو وعمك طاردو من البيت؟.. قاليهو ما عارف والله يا ابوي. المشكلة هو بقول انو الشبكة كعبة بس التلفون بدخل معاي وهو ما برد .. انا طوالي استنتجت من كلام فارس انو عبدالرحمن ما مشى البلد ولا اي حاجة وقاعد، بس ح يكون قاعد وين ومع منو ياربي؟.. غمضت عيوني وشعور تأنيب الضمير بياكلني اكل وكل ما اتذكر انو ابدا ابدا ما اساء لي بزعل من نفسي زيادة..
مرو تلاتة ايام تانيات بالطريقة دي.. وتاني ما جانا منو لا حس لا خبر، وانا كنت شايلة الهم الاكبر.. ماشة وجاية في الغرفة والزمن اتاخر وما قادرة انوم.. طلعت الصالة عشان افرق شوية احضر لي حاجة واطير التفكير دة من راسي، لقيت ابوي وامي قاعدين بتكلمو وظاهر على ابوي انو مهمومشديد.. كنت جاية عليهم بس سكتت لم سمعت كلام ابوي لأمي اول ما قاليها ” ياربي عبيد مالو؟، اول مرة يتصرف كدة”.. امي قالت ليهو انا خايفة تكون جاتو حاجة ولا اخوهو دة عمل ليهو حاجة، اصلا مغبون منو شديد ولو بي مرادو يلحقو هنا في بيتنا دة.. كنت واقفة بإستغراب وما فاهمة حاجة.. ابوي قاليها والله يا فاطمة عمر دة التقول ما اخوهو لعبدالرحمن.. ووالله انا لو ما غلاوة عبيد عندي وراعيت انو اخوهو الوحيد كنت ارتكبت فيهو جريمة،

 

 

 

جنا شيطان خلاص وابليس بتعلم منو.. كل مرة بحاسب نفسي اني زمان سجنت عبدالرحمن مرتين عشان قايلو هو السرق قروشي من الخزنة بينما كان دة اخوهو الشيطان دة وبلبسو الحكاية وهو بطلع منها زي الشعرة من العجين..
امي قالت ليهو وفوق دة لمن ورثة ابوك اتقسمت اخوك ما رضى وكان عايز الدكاكين هو كمان الشايب العايب اصلا ولدو عمر دة طالع ليهو، جننا وطلع عينا وجرجرنا في المحاكم وآخر الحديث يجي ولدو سكران يخنق بتي وهي عيانة ما جايبة للدنيا خبر قاصداً يقتلها عشان يحرقلك حشاك؟، سوتلو شنو فرقان عشان ينتقم فوقا هي المحترماهو ومقدراهو.. ابوي ختا يدو في راسو وقال كنت ح اضيع بتي.. لو ما اليوم داك عبيد جا يزورها في المستشفى ما كان لحقناها يا فاطمة، من اليوم داك عرفت انو عبدالرحمن دة راجل وسيد حق.. ياخ ضحى بسنين من حياتو بس عشان خاطر بتي المسكينة وما اتردد يدافع عنها من اخوهو حتى لو يطعنو بالمقص.. خلاهو يقضي سنيين من عمرو في السجن بينما ياهو داك اخوهو قام شديد من الطعنة زي القرد.. عمري ما ح انسى ليهو الجميل دة لمن اموت، ربي يحفظو وين ما كان ويهدي بالو ويجينا من البلد سالم..
انا من الناحية التانية كنت واقفة مصدومة والدنيا لافة بي، حاسة بضربات قلبي القوية البتحاول تستوعب الصدمة الأنا فيها دي.. حسيت انو كل احساس بشع في الدنيا دي كان جوة قلبي في اللحظة دي.. إنسحبت بهدوء ودموعي فورا جات جارية.. دخلت جوة وقفلت الباب وانا برجف حرفيا من هول الصدمة.. كلام ابوي كان بتردد على سمعي بدون توقف.. فجأة جا ماري علي الكلام القلتو ليهو وكسر بخاطرو وخلاهو يخلي لي البيت كلو كلو وانا ما عارفة انو المجرم دة إنطلق عليهو إسم مجرم بسببي انا.. وانا ما عارفة انو خريج السجون دة اصلا دخل السجون دي بسببي أنا وعشاني أنا.. وانا ما عرفة إنو فضّل حياتي على حياتو.. وبعد دة كلو جازيتو بي إني احسسو انو عبء وتقيل علينا وانو زول نكرة ومقرف عشان جاي من مكان كلو ناس مجرمين…
ما حسيت بنفسي الا وانا ببكي، حسيت نفسي كعبة شديد.. ليه ما سمعت كلام شفق لمن قالت لي زول ما سألك ولا غلط عليك ما تاخدي عنو صورة كعبة.. ليه ما سمعتها لمن قالت لي انو ما من حقي أسيء الظن بيهو.. ليه دخلت في نيتو وشلت عنو فكرة شينة وبالمقابل هو ما عمل لي آي شي، بل بالعكس هو السبب من بعد الله في اني أسي موجودة.. بقيت بمسح في دموعي بدون فايدة وانا اصلا بزيد في البكا.. قعدت في السرير وسحبت تلفوني من تحت المخدة ومسكتو بيديني الاتنين وانا برجف.. دخلت على جهات الاتصال وفتشت رقمو واتصلت ليهو.. كنت عارفة انو ما ح يرد لانو البيت كلو كان بتصل ليهو ما برد .. ختيت التلفون في اضاني وانا بحاول اتمالك نفسي وسامعة الجرس رن لغاية ما فصل بس ماف رد.. رجعت حاولت مرة ومرتين وكل ما الجرس يفصل انا دموعي تجري زيادة ..
لغاية ما اتصلت للمرة الرابعة ومع نهاية المكالمة فجأة الخط فتح وجاني صوتو بعد سكوت بسيط وهو بقول ألو.. الغصة وقفت لي في حلقي وما قدرت اتكلم وختيت يدي على خشمي ك محاولة فاشلة اني اهدا واقدر اتكلم.. لمن لقاني ساكتة جاني صوتو تاني وهو بقولي بصوت باين فيهو القلق “فرقان إنتي كويسة؟!”.

يتبع….

 

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x