روايات

رواية في اللوكاندة الفصل الأول 1 بقلم مريم سمير

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية في اللوكاندة الفصل الأول 1 بقلم مريم سمير

 

 

البارت الأول

 

_ أنا مش هخبي راجل عليه طار في اللوكاندة بتاعتي!! دي لوكاندة للستات بس!
° مهو دا المكان الوحيد الي محدش هيشك أنه فيه
_ أنا مش هساعد الي كان أبوه السبب في موت أبويا! أنا مستحيل اساعده ، مستحيل
° بس دول هيقتلوه!
_ زي ما أبوه قتلنا زمان أنا وأمي بالفقر ، يجرب هو كمان يعيش حياته كلها في خوف ، أنا مش طوق نجاة لحد
° مريم انتي عمرك ما كنتي قاسية بالشكل دا! طول عمرك احن واحدة فينا ، لكن انتي دلوقتي..
_ دلوقتي جتلي الفرصة اني اخد حقي ، الي اتحرمت منه سنين ، الي عشت بسببه أسوأ ايام حياتي
° هتاخدي حقك من واحد بيستنجد بيكي؟ ، طب لو خدته من برا ومشينا دلوقتي ، هتعرفي تنامي ؟ ضميرك مش هيوجعك؟ ، أنا متأكدة إن عمرك ما هتاخدي احمد ب ذنب أبوه ، عمرك ما هتعرفي تظلمي حد يمريم ، مش هتعرفي تحطي راسك علي المخدة
عيطت! ، كنت عارفة اني مش هعرف أمثل قدامها إن قلبي ميت ، عمري ما عرفت اقسي ، لكن؟ ازاي هساعده وهو اكتر حد أذاني في حياتي؟ ازاي هنسي إن باباه الي كان اعز صاحب لبابا اخد كل فلوسه وشقاه العمر كله ف بابا مات من القهرة؟ ، ازاي هنسي إن كان عندي ١٥ سنة ، بس ١٥ !!! وكنت مسؤولة عن بيت وأم ، لما طلبنا حقنا مخدنهوش ، عيشنا مقفول علينا باب بيتنا محدش فكر يسأل علينا ، محدش فكر يسأل محتاجين أي ، محدش كان عارف مالنا ، عايشين ازاي ، ف اتضطربت أنا ابقي مكان بابا ، اشتغلت في أي حاجة وكل حاجة ، في ورشه وفي مطعم وفي مستشفى وفي مصنع ، كنت مجبورة!
بعد خمس سنين وبعد ما باباه مات كان فيه طار من سنين بين عيلتهم وعيلة كبيرة في الصعيد ، عاوزين ياخدوا بيه والمقابل؟ قتل احمد .
° ادخل يا احمد ، مش عارفة هتكون فاكر مريم ولا لاء
بصيتله ب لامبالاة _ أهلا
ابتسملي ف رجعت بصيت ل ليلي ° أنا لازم امشي دلوقتي عشان ألحق القطر ، خلي بالك من نفسك يا ابن عمي
كنت بصالهم ، صعبانين عليا؟ اه ، القدر مش دايما فيه عدل ، ناس بتتاخد بذنب ناس ، كنا احنا المظلومين! مع اننا والله ما أذينا حد أبدا ، كنت بس بتمني يبقالي عيلة ، احس ولو لمرة واحدة من بعد وفاة بابا اني مش لوحدي .
_ امسك دا مفتاح اوضه ١٩ ، دي لوكاندة للستات بس يعني مش محتاجة اقول إن مينفعش حد يلاحظ وجودك هنا ابدا عشان شغلي ميتضرش
= أنا متشكر اوي يمريم ، أنا مش عارف اقولك اي
_ مفيش حاجة ، تقدر تطلع تستريح
احمد مكنش بس ابن صاحب ابويا ، كان أقرب حد ليا ، مكنتش بعرف اتكلم مع ولد غير معاه ، كان بير أسراري ، اسرار بنت في تالتة ثانوي ، ضحكت وانا بفتكر الي كان بينا ، يخسارة! كل دا بقي مجرد ذكري .
بليل حضرت أكل في صينية وطلعت الاوضه ، بصيت يمين وشمال ملقتش حد في الطرقة ،خبطت ف فتحلي
_ العشا
= متشكر ، استني ، أنا كنت محتاج اتكلم معاكي شويه
_ مفيش بينا حاجة عشان نتكلم اصلا!
= احنا كنا..
_ كنا ، كنا يا احمد قبل ما كل حاجة تحصل ، أنا مش عرفاك ، انت مجرد راجل قاعد عندي مؤقتاً لحد ما يحل مشكلته غير كد لاء ، لا فيه بينا كلام ولا سلام ، وضحت؟
هز راسه بتفهم ، كان مستسلم من كلامي ف نزلت ، مكنش ينفع اجي عليه خصوصا في الوقت دا! ، بس غصب عني كل لما ابصله افتكر أبوه ، كان عقلي مؤيدني بس ضميري مكنش سايبني في حالي ،
رنيت علي التليفون في اوضته
_ ممكن تنزل تشرب القهوة معايا دلوقتي ؟
قفل السكة! تصدق اني غلطانة؟ كنت ببرطم من الغيظ وقطعني منظره وهو نازل بسرعة وواقف قدامي
= مظبوط
_ افندم؟
= قهوتي مظبوط!
طلبت اتنين قهوة وقعدنا في مكان برا اللوكاندة ، كان بيفرك أيده ومش عارف يتكلم ، لسه زي ما هو مش بيعرف يجمع كلام وبيفرك في أيده عشان يرتب الكلام جوا دماغه
_ علي فكرة ممكن تتكلم عادي وانا هفهم ، مش لازم تجمع الكلام قبل ما تقوله!
بصلي = أنا مكنتش عاوز ابقي حمل عليكي ، خصوصا اني عارف انك بتكرهيني
_..
= أنا حاولت اوصلك كتير ، كنت عاوز اقولك ساعتها متكرهنيش زي ما هتكرهي ابويا ، الله يرحمه بقي اتاخدت بذنبه فيكي وفي طاره
_..
= أنا مليش ذنب يمريم
_ ابويا بردو مكنش ليه ذنب ، وانا وامي مكنش لينا ذنب
، فيه حاجات الواحد بيتجبر عليها مبتبقاش ب أيده
= أنا عارف ، وعارف أنه مش سهل أي حاجة مريتي بيها
_ انت مش عارف أي حاجة خالص ، تعرف أي عن انك تنام من غير عشا؟ تعرف منين انك يبقي عليك ديون للصيدلية والسوبر ماركت والكهربائي؟ تعرف منين احساس انك تبقي عاجز مش عارف تعمل حاجة؟ بابا غلطه الوحيد أنه وثق في باباك ، مضاه علي ورقة تنازل عن كل حاجة يملكها ، حياتنا اتشقلبت في يوم وليلة من الزمالك ل شبرا ، من بيت كبير خمس اوض ل شقة ايجار ، من حياة مرفهة ل قلة حيلة ، ولما ماما راحت ل باباك تطلب حقنا طردها! ، خمس سنين وانا بحاول عشان منمدش أيدنا ، تيجي تقولي عارف أنه مش سهل!! ، انت متعرفش حاجة ابدا
مد أيده ب منديل ، خده منه ومسحت وشي الي كان مليان عياط ، صوت عياطي كان عالي ، غمضت عيني وانا بتمني متجيليش أزمة التنفس بتاعتي ، حاولت انظم نفسي علي قد ما اقدر ، كلام كتير كان نفسي اقوله من زمان ، كنت فاكرة إن يمكن ارتاح شويه لو قولته! بس وجعي رجع زاد من تاني
= ومع ذلك بتساعديني! لسه زي ما انتي متغيرتيش ، لسه انتي احسن واحدة فينا
_ مينفعش تموت وانت ملكش ذنب ، اكيد الحقيقه هتبان وترجع لحياتك تاني
= هو كل الي بيحصل وحش بس احسن حاجة اني رجعت شوفتك تاني يمريم ، كنتي وحشاني اوي
_ افندم؟ ، طيب ، احنا لازم نرجع دلوقتي ، زمان الزباين ناموا ف تطلع الأوضة من غير ما حد يحس
رجعنا وهو طلع وانا فضلت قاعدة في الاستقبال شويه ، هو كمان متغيرش ، لسه بيرمي كلام من غير ما يفكر فيه! ، كان هو كمان واحشني؟ يمكن ، بس الحيطة الي بيني وبينه مينفعش تتهد .
كنت بشرف عليه بنفسي ، كنت خايفة حد يشوفه هنا ، اللوكاندة دي كانت حلمي ، عافرت عشان اخد المكان دا ، مكان للبنات يبقوا فيه علي حريتهم من غير خوف ولا تفكير ، بعيد عن الرجالة ، الرجالة الي اغلب المشاكل بسببهم ، كان معظم البنات الي بتيجي هنا عشان تفصل من حب قديم او جرح جديد ، ف كان مكان هادي ، مميز ، وخالي من الذكور .
° ازيك يمريم ؟ أي الاخبار
_ الحمد لله ، ازيك يعبدالله ؟
° الحمد لله ، جاي افكرك ب ميعاد العزومة عندنا في البيت
_ أيوة ماما اتصلت بيا من شويه
° حاولي تيجي ، متبقيش زي عوايدك وتتسحلي في الشغل
_ لاء إن شاء الله جاية
° تحبي استناكي ونمشي سوا ؟
_ لسه قدامي شغل ، امشي انت وانا هبقي اجي
° تمام ، خلي بالك من نفسك
كنت عارفة العزومة دي زي كل المرات الي قبلها ، عشان نفتح الحوار بيني وبين عبدالله ، جاري الي كان بيتقال عليه دايما أن مفهوش غلطة ، منكرش أنه شاب ذكي ، ناجح ، ذوق ، طيب ، بس مينفعش أمر قلبي أنه يحبه! الحب بيحصل من غير إجبار ولا تشغيل دماغ أو تفكير في مزايا ، الحب بيحصل مرة واحدة ، وانا عشان اعرف اعيش مع راجل وأقنع قلبي وعقلي بيه لازم اكون بحبه مش بس شيفاه عريس محصلش .
قطع شرودي الفون بيرن _ أيوة ؟ مين؟
= أنا احمد
_ اه احمد ، محتاج حاجة ؟
= هو فيه نت هنا؟
_ أيوة
= معلش محتاج الباسورد عشان اتابع شغلي من علي اللاب توب
_ تمام حاضر
طلعت وكالعادة بصيت يمين وشمال ، خبطت ف فتحت ، دخلت _ ها فين اللاب توب ؟
= ثانية واحدة
دخل جابه وادهولي ، كتبتله الباسورد
_ اتفضل
= متشكر اوي ، استني ، كنت عاوز اسألك عن حاجة
وقفت مكاني _ حاجة اي؟
= هو مين الي كنتي واقفة معاه دا؟
_ افندم ؟ وانت صفتك أي عشان تسألني؟
= أنا..
_ ثواني ثواني ، احمد انت عرفت منين اصلا اني كنت واقفة مع حد؟
= ها؟ اصل انا كنت نازل عشان..
_ نازل؟ وافرض حد كان شافك ؟ انت لي مش مقدر موقفي؟
= أنا آسف
_ اتمني تبقي اخر مرة ، لو احتاجت أي حاجة كلمني وانا هحاول اعملها بس ارجوك متخليش حد يشوفك هنا ، لو دا حصل ف كل الي ببنيه هيتهد وانا مش هعرف اعمل الي عملته دا تاني
= حقك عليا مكنش قصدي والله ، هاخد بالي بعد كده ، اوعدك
_ طيب يا احمد ، كويس ، انا ماشية دلوقتي ، ممكن مرجعش الا متأخر علي ميعاد العشا ، هتحتاج حاجة في الفترة دي ؟
= هو انتي يعني..
_ أنا اي؟؟
= خارجة معاه ؟
بصيتله بطرف عيني _ هقولك تاني يا احمد ، متسألتيش عن اي حد تخصني ، لو سمحت
سيبته ونزلت بسرعة ، تقريبا لو كنت فضلت شويه كمان كان كسر الاوضه علي دماغي ، كان غيران! ، نفس تصرفاته لما جه زميلي في ثانوي اعترفلي أنه معجب بيا ، مكنش طايق نفسه ويومها اتخانق معاه وخلص واتخانق فيا! ، مكنش ولد يتسجر يبصلي بسببه!
رجعت ضحكت لما افتكرت اليوم دا ، كانت ايام متتعوضش ، ياريتها فضلت وياريتنا فضلنا زي ما احنا!!
روحت العزومة متأخر ، عبدالله فتحلي وشدلي الكرسي عشان اقعد ° كنت فاكر انك مش جاية
_ معلش والله ، عارفة اني اتأخرت
° ولا يهمك ، كويس انك جيتي ، كنت مستني عشان ناكل سوا
ابتسمتله وكلنا ° قهوتك مظبوط مش كده؟
_ متتعبش نفسك هعملها أنا
دخلت المطبخ وعملت اتنين قهوة لينا واتنين شاي لماما ومامته ، قعدنا في البلكونة ° عاملة اي في الشغل؟
_ اهو بحاول ماشي الحال ، انت عامل أي؟
° الحمد لله ، اخدت ترقيه اول امبارح
_ الف مبروك يعبدالله ، تستاهل كل خير
° ربنا يخليكي يمريم
ماما ومامته جم وبصولنا ضحكت _ في اي؟ اتخضيت
مامته اتكلمت ‘ شوفوا بقي أنا كلمت ابو عبدالله علي جوازتكم والراجل موافق وكله تمام
_ نعم ؟؟
يتبع ، الجزء الأول _

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x