روايات كاملة

رواية لا تثقي بالرجال كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم زينب سمير

رواية لا تثقي بالرجال كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم زينب سمير

رواية لا تثقي بالرجال هي الجزء الثالث من رواية لا تقولي لا للكاتبة المميزة زينب سمير، وتعتبر هذه الرواية من بدايتها (من الأجزاء الأولى) وهي واحدة من أقوى الروايات التي يتم نشرها في الفترة الأخيرة، ولهذا فهي تحجز مكانها بشكل أساسي على موقعنا The last line كي ننشرها لكم كاملة في صفحة واحدة بدون إعلانات.

اقرأ ايضًا:

رواية لا تثقي بالرجال كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم زينب سمير
رواية لا تثقي بالرجال كاملة – جميع الفصول في مكان واحد | بقلم زينب سمير

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الأول

– مش دي كاميليا وادي؟
نطقت سـت في التلاتينات باين عليها الأناقة لأصحابها في النادي، قاعدين على تربيزة وعيونهم كلهم اتركزت على تربيزة قريب منهم، قاعدة عليها كاميليا..
– هـي.. اللي مجننة ابن الوادي
نطقت وحدة بإستهزاء- وهي لو مجنناه هيبقى دا حالها؟ مش شيفاها بقالها ساعة ماسكة الفون وبترن ومش معبرها؟
– يمكن مش بترن عليه هـو!
– أومال على مين ياحبيبتي، هي تعرف غيره ولا ليها غيره
ما كلنا عارفين أن حياتها كلها مقتصرة عليه وعلى عيالهم
أهـو ابنها على سيرته ظهر
طفل أربع سنين قرب من كاميليا بيجري بحماس
– مامي..
فتحتله دراعتها تاخده في حضنها قبل ما تقعده على كرسي جنبها تلبسه البرنس و- انبسطت في التدريب؟
ضم شفايفه بعبوس- كنت عايزك تتفرجي عليا
– معلش كنت مصدعة شوية ومحتاحة قهوة
– طيب.. بص حواليه و- فين بابي؟ لسـة مجاش؟ مش هيجي؟
زفرت ولسـة هترد هللت ملامح سيف بفرح- بابي
جرى على كاران اللي قرب منهم.. بقى في نهاية العشرينات؟ داخل على سن التلاتين؟
ولا أي تأثير، مش كأنه أب لطفلين، لسة الشقاوة بتنط من عينه، الحماسة، الشغف، مع.. قليل.. جدًا من التعقل!
مال على كاميليا وهو واقف وراها باسها من خدها- Sweety
‘ حلوتي ‘
قعد سيف على كرسيه وقرب من عربية أطفال جنب كاميليا من الناحية التانية رفع الغطا عنها شوية، ظهرت بنوتة.. بسمة واسعة ظهرت على وشـه أول ما لمحها.. نسخة من كاميليته زي ما أتمنى.. وحلم.. وأتحقق
ميل باسها من خدها و- حبيبة بابي
بصتله وضحكت قعد على كرسيه جنبها وهو بيلاعبها، سرح معاها للحظات قبل ما تناديـه كاميليا و- كاران لية أتأخرت كل دا ورنيت كتير مبتردش
– كان عندي اجتماع ومسمعتش
– حجة كل مرة..
قالتها وهي بتبص الناحية التانية بضيق
وحدة من الستات اللي متابعة- عصافير الكناريا بيتخانقوا شكلنا حسدناهم
– هما دول طلعوا بيتخانقوا زينا؟
نفس البنت اللي استهزءت من شوية- قولتلكم متصدقوش اللي قدام الشاشة، اللي وراها بيبقى مليان بلاوي
مين عارف حياة دول فيها أية!
وهما بيداروا عليها بشوية صور وهدايا بينزلوها، شوفتوا اللي حصل من كام سنة اللي كاران كان مصورلنا الدنيا وردي طلع مهددها وبتاع
مش بعيد دا يكون حاصل دلوقتي برضوا
– لا لا، دا كان سـوء تفاهم وخلص وكاران عقل عن الأول بكتير
انا بختلف معاكي، شيفاهم ثنائي مثالي، وشيفاه زوج وأب مثالي وبقى أرزن من زمان، وحبه هتلاقيه مع الزمن هدي وبطل جنون..
هزت كتفها بجهل و- يمكن!
– في أية بقى!
– في أن نفسي نتفق على معاد وتلتزم بيه، أنت عارف انا هنا من أمتى؟ فاكر وعدك لسيف انك هتحضر معاه التدريب وهتتفرج عليه، فاكر من ةمتى مديه الوعد دا
من أمتى وبتدي وعد وتخلف بيـه!
– أديكي انتي نفسك مستعجبة، أعرفي أن الموضوع خارج عن إرادتي، فعلًا كان شغل مهم قولتلك أن الأسبوع دا هيكون كدا، خلاص بقى متكبريش الموضوع
أحنا جايين علشان ننبسط..
سكتت وهو مد إيده يملس على خدها بحنان و- كامي.. سوري مش هتتكرر
بصتله هز راسه بوعد، وهو مادد شفايفه بتأثر
لسة هيفضل كاران، اللي مبيتحملش زعل كامي
لما ضمن إنها صفيت رجع يلعب مع اولاه
يعوض فيهم اللي كان محتاجه، يمكن كان أكتر طفل مدلل، لقى حب من أهله محدش ينكره
بس كان في نوع من الإهتمام ملقهوش
وهو مهتم جدًا أنه يقدمه لأولاده
إنه يكون موجود في حياتهم، مش مجرد آلـة بتدفع، وقوة بتمنع آذى، عايز يكون صاحب قبل دا كله
نظرتها رقـت وهي بتبصله، قبل ما تندمج في القعدة معاهم
****
فتحت كاميليا الباب وداخل وراها كاران شايل كارميلا اسمها اللي كان من اختياره، أقرب اسم لاسم كاميليا و..
علشان يفكره بطعم حبهم.. كارميل طعم لا يُقاوم لكن فيه لذعة متتنسيش، باسها من خدها المنفوخ وبص لكامي
– شارف ولينا جايين أخر الأسبوع.. عرفتي؟
– اه لينا كلمتني، اخيرًا.. مش فاهمة أية اللي طلع في دماغهم يسافروا كدا فجأة
هز كتفه بلا إهتمام و- كارميل نامت هطلعها أوضتها
– أوك.. يلا ياسيف علشان تغير هدومك
أخدته وراحوا لأوضته، بيت صغير زي ما كاران عايز، يعرف يلاقيها من غير ما يتـوه، يسمع صوتها مهما كانت فين، مفيش زحمة، مفيش مسافات، مفيش ناس..
مفيش فواصل بينهم.
دخل أوضة كارميلا حطها على سريرها أتحركت بإنزعاج فرجع يميل عليها بسرعة يمسد على خدها بحنان و- كارميل لا يابابا زي ما أتفقنا هنام ماشي؟ سيبيلي اليوم دا مع مامي بليز، أنا سبتهالك أمبارح وسهرت معاكي اليوم كله
رجعت تنام تاني فأبتسم بنصر، نجحت خطته، فرهد سيف اليوم كله في المشي والخروج علشان ينام، وكارميل أهـي نامت
حتى اولاده مفيش ضرر يتخلص منهم أحيانًا علشان كاميليا تكون ليه لوحده..
طلع وهي بتطلع من الأوضة جنبه، سألها- سيف نام؟
قربت و- اه وسعلي أشوف كارميل
مسك دراعها يمنعها و- نامت وشبعت نوم، سيبك من كارميل خليكي معايا
بصتله بعبوس، زم شفتيه و- لسـة زعلانة؟
– متعرفش قضيت وقت سخيف أزاي، كنت لوحدي، انا ببقى لوحدي وأنت مش موجود ولينا كمان مسافرة، حسيت كل العيون عليا
– سيبك منهم، كانوا بيبصولك علشان حلاوتك.. غيرانين
– لأني مراتك.. مرات كاران وادي
إتحرك بيها خطوتين يسندها على حيطة وراها، يحاوط وسطها و- لا، علشان انتِ كامي.. أنتِ يمكن متعرفيش قيمة نفسك لكن أنا عارفها.. شايفها وحاسسها، كل اللي حواليكي عارف مين أنتِ.. إلا أنتِ..
أنتِ عندك قدرة أنك تجذبي كل العيون عليكِ من غير حاجة، تجنني الكل.. كل اللي بيبصولك علشان غيرانين منك
سأل بمزاح وإيده بتضغط على وسطها من غير ما يحس- ولا كان فيه نظرات رجالة؟ أروح افقعلك عينهم هـا؟
ضحكت وهي بتنفي، ميل على كتفها وهي بيتنفس عبيرها
كاميليا سـت مُهلكة، لكنها مش عارفة دا
ينبسط لإنها مش عارفة قد أي روعتها دي مسبباله تهديد وخوف منها وعليها؟
ولا يضايق.. لأن رغبته في قتل أي حد يبص لكامي لسـة رغبة متقدة مبتهداش؟
– أنا بحبك ياكامي.. أوي، أكتر مما عقلك يصولك، أكتر مما تتخيلي، أنا كل يوم بحبك أكتر، بتعلق بيكِ أكتر
أوعي في يوم تمشي وتسيبيني
– أية اللي يخليني أسيبك في يوم بس ياكاران؟ مفيش حاجة ممكن تفرقنا..
رفع راسه يبصلها وهو بيبتسم
من كتر الحب بيزيد الخوف، عمره ما هينسى فترة بُعدها عنه، هاجسـه الوحيد إنها تتكرر
رغم إنها سنين ومرت، رغم أن بقى في بدل الرابط أتنين يجمعهم
رغم كل حبه وحبها، تمسكه ليها،
في خوف مش مفهوم هيفضل ملازمه
*****
– آنطي لينا
هلل سيف وهو بيقرب يسلم على لينا، شالته تبوسـه وتسلم عليه بحب، سابها وقرب من طفل عمره سنتين يلعب معاه
قعدت لينا جنب كاميليا يكملوا كلامهم و- متزعليش بقى يابنتي، وبعدين علشان تحسي بيا لما كاران يخطفك ويهرب بيكِ، على الأقل أحنا بنديكوا إنذار.. أنتوا بنعرف من أستوري على الآنستا
ضحكت كاميليا – خلاص سامحتك،
لحظة وبصت قدامها وزفرت بتعب، ضيقت لينا حاجبها و- التنهيدة دي مبتطلعش غير لو في مصيبة، أرغي.. مالك؟
– مش عارفة يالينا في الظاهر مفيش حاجة، لكن.. أنا حاسة إني مش مرتاحة، الروتين بقى ممل أوي، كاران بقى بعيد.. غصب عنه عارفة ولما بيكون فاضي بيعوضنا انا والأولاد بس برضوا.. بفكر أرجع أشتغل يمكن دا يقتل الملل شوية
لينا بحماس- فكرة حلوة كارميل خلاص شـدت حيلها وبعدين أنتِ مرات صاحب الشغل يعني معاكِ صلاحية تاخديها براحتك.. كلمي كاران وشوفي رأيه
صوت بيقرب منهم- رأيي في أية؟
ظهر من بعيد وشارف داخل معاه، اتغير شارف عن الأول شوية، ملامحه بقيت جدية، مظهره قوي، نظراته هادية
شاور كاران للينا بهاي وقعد على دراع كرسي كامي، حاوط رقبتها بدراعه و- سينيوريتا..
مال باس جنب فكها وهو بيبتسم لها للحظة بآسر قبل ما يرجع طبيعي يرفع راسه ليهم وشارف بيحيي كاميليا كمان
بص كاران للينا و- اومال فين علي؟
بصت حواليها و- شكله راح يلعب مع سيف في أوضته
هز راسه بتمام ورجع يبص لكاميليا يمسك أطرافه شعرها يلعب فيهم وهو بيسأل بإهتمام- أي بقى الموضوع اللي كنتِ هتاخدي رأيي فيه؟
موضوع نتيجته محسومة، لكن النقاش والجدال جزء لا يتجزأ من حياتهم
فوقفت وهي بتقول- بعدين، مش هنصدع لينا وشارف بحواراتنا دلوقتي، خلوني أروح أشوف الغدا
لينا- آجـي أساعدك؟
صدح من جهاز محطوط على الترابيزة صوت بكاء لكارميل فقالت كاميليا- لا خليكي.. طيب بصي شوفي كارميل شكلها صحيت
شارف ببسمة خفيفة- وهاتيهالي يالينا، وحشتني بشكل
طلعت لينا فوق ودخلت كاميليا المطبخ، لمح شارف نظرات عيون كاران اللي باصة للمطبخ
فرقع صوابعه قدامه و- يابني.. أنت حالتك بقيت ميؤوس منها
كاران- لا أنا بس بحب أشوف كامي وهـي أم وزوجة بتطبخ تنضف كدا يعني
– أنت بتحب حاجات غريبة جدًا
ضربه على كتفه بهزار و- أنا بس علشان كنت فاقد الأمل إني أوصل للمرحلة دي فمبسوط بيها
– داخل على سـت سنين جواز ولسة مبسوط أنت طفرة
– لو بتحسد وجرا لينا حاجة أنا مش هرحمك
ضحك شارف وكملوا هزار نزلت لينا بكارميل، خدها شارف منها يبوسها و- البنت دي مش طبيعية كل ما أشوفها احبها أكتر..
– علشان تحسوا بيـا بس، فوق كل دا طالعة شبة كامي هتقتلني رسمي
نفت لينا و- على فكرة شبهك خالص، وطالعة عصبية شبهك، قطعت شعري فوق
بصلها شارف لثانية ولشعرها المنكوش فعلًا قبل ما يبص لكاران اللي نفى بضحك و- دا لما بتكون جعانة بس، غير كدا هي ملاك
بص لكارميل و- كارميلا حياتي مية مرة نقول منفضحش نفسنا قدام الناس، امسكي نفسك شوية يابابا
بصتله وهي بتضحك فخطفها من إيد شارف ونزل بوس فيها و- بموت فيها بموت..
بص لشارف و- أنصحكم تجيبوا بنوتة، أحساسك معاها هيكون مختلف تمامًا ياشارف
بص شارف للينا فوقفت بسرعة تنفي و- انسوا أنا بعد علي حرمت.. انا رايحة أشوف كامي أحسن
وسابتهم ومشيت، شارف وهو بيشاورلها- أهـو دا حالها كل ما نجيب سيرة الخلفة بعد علي
– كامي برضوا كانت كدا في الأول، لما سيف كبر حبة بدأت تستعد نفسيًا تاني للتجربة، سيبها تستعد
– منك نستفيد..
قضوا السهرة مع بعض، لحد ما وصلوا لنص الليل، وقفوا على الباب يودعوهم
لينا- سهرناكوا معانا معلش
كاميلي- متقوليش كدا كنتوا واحشينا والله،
بصت لكاران وشارف و- عايزين نكررها قريب مش يومين وتقولوا شغل شغل
كاران- هنتقابل متقلقيش.. أنتِ ناسية عيد ميلاد سيف؟ والحفلة اللي هنعملها
خبطت دماغها بتذكير و- آه صح نسيت خالص، نشوفكم كمان يومين بقى
ودعوهم ومشيوا
على وعد إنهم يتقابلوا تاني قريب، يوم الحفلة..
هل هتكون حفلة عادية؟
يتبع…

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الثاني

– أية بقى الموضوع اللي هتاخدي رآيي فيه؟
قالها وهو بيقفل الباب ورا لينا وشارف، مبينساش..
بصتله بقلة حيلة، وهي بتقرب من كارميل تشيلها تطلع بيها لأوضتها وهو وراها
– استنى أشوف الأولاد وأقولك
فضل يلف وراها من مكان لمكان وهي بتتحرك، مليان فضول
لحد ما وصلوا لأوضتهم أخيرًا- هـا بقى؟
– بفكر أرجع أشتغل تاني
رفع حواجبه بإدراك – اه بس.. مش كارميل لسة صغيرة؟
– هاخدها معايا.. مش هينفع؟
فكر فيها قبل ما يهز راسه بموافقة- لية لا..
بصتله بدهشـة، أسرع موافقة جتلها في حياتها منه
كمل- بس هتيجي الفرع اللي أنا فيه، هناك في نقص مهندسين وهحتاجك..
هزت راسها بإدراك، فهمت سر موافقته، هتكون تحت عينه
– أوك حلو اوي، هبدأ أظبط الدنيا وأستعد وهعرفك هرجع أمتى
– هخليهم يجهزولك المكتب
– بخصوص عيد ميلاد سيف، هنعمله هنا ولا في القصر؟
– زم شفايفه بتفكير قبل ما يقول- بفكر نعمله في الفندق بتاعنا، يومها هيكون عندي إجتماع مهم مع وفد صيني، فبدل ما أبقى مشغول البال ومعرفش أبقى معاكم في التحضيرات، تكون هناك كل حاجة تحت عيني
– فكرة مش وحشة برضوا ومنها تغيير، أوك مفيش مانع
لمع المكر في عينه و- خلصنا؟
بصتله بدهشـة من تحوله و- خلصنا أية؟
– كلام عن كل اللي حوالينا، خلينا فينا بقى..
قالها وهو بيقرب ويبتسم..
*****
– وحشني إننا ننزل نلفف المولات سـوا ونشوف أحدث صيحات الموضة، شوفي دلوقتي بنعمل أية
قالت لينا كلامها بتذمر وهي بترفع إيد فيها ألعاب وإيد فيها هدوم أطفال
ضحكت كاميليا عليها وهي ماشية وبتجر عربية أطفال فيها كارميل وعلي ابن لينا
إتنهدت لينا مكملة- أحيانًا بقول حياتي لو ممشتش في السكة دي، كانت هتروح بيـا على فين
بصتلها كاميليا بصمت مستنية تكمل
– لو شارف مدنيش فرصة حقيقية، لو أنا متمسكتش بيـه.. لو..
بصتلها وعيونها فيها كلام ميتقلش، وميتفهمش..
– الخوف اللي جواكِ من كلمة ‘ لـو ‘ هيضيعك يالينا، أول مرة أشوف حد معيش نفسه في دوامة حرمان من نعمة هو عايش فيها فعلًا، حياة ليها روح يالينا، مش دا اللي دايمًا عايزاه؟ تكوني وسط عيلة وونـس وأهل؟ تلاقي إهتمام؟ شوفي لما تكوني أنتِ مركز الإهتمام
بصت بحنان لعلي اللي بيلاعب كارميل و- أنتِ أهم حد في حياة ابنك وابوه، دا مش كافي؟
– أكتر من كافي.. أمتى بقيتِ عاقلة كدا؟
هزت كاميليا كتفها بعدم معرفة، قبل ما تقول- عمومًا أنا فاهمة حالاتك دي، بتحصلي كتير، معرفش لية كل ما الواحد يغير روتين حياته، أو يخرج يتفسح يومين بيرجع يدخل في المود دا والأفكار الغريبة دي بتصدعه
– طمنتيني إني مش لوحدي..
وإن دا عادي
قالتها وهي بتبص قدامها بنظرة شاردة، تتمنى تكون مشاعر سلبية جاية بعد لحظات فرح، حسد من الناس لما شافت صورهم،
ميكونش أكتر من كدا
إنها رجعت تفتح في أبواب.. كانت مقفولة
أو هي بتحاول تقنع نفسها إنها مقفولة
– كاران بيرن لحظة هرد
قالتها وهي بتبعد، بصت لينا لضهرها وهـي بتحاول تستوعب حب كاران الغير عادي لكاميليا، اللي هي متوقعتش إنه يكون بالعمق دا، إنه متخفتش ناره ولا يمل لحظة
بيزيد وبجنون وبس
هـي خلال كل سنين معرفتها بكاران، متوقعتش إنه هيحب كدا
عند كاميليا..
– خلصنا خلاص، سايبين سيف في الكيدز إريا، هنروح نجيبه ونشرب قهوة وهروح
– الساعة داخلة على خمسة العصر ياكامي، اتأخرتوا أوي، دا أنا خلصت شغل، خليكم في المول وهعدي أخدكم في طريقي
– أوك هنستناك
قفلت معاه ولفت لقيت لينا في وشها
– كاران جاي؟
– آه قريب من هنا وخلص شغل، تعالي نستناه في الكافتريا
نفت براسها و- لا أنا همشي اتأخرت أوي وشارف كمان رن، سلميلي عليه
قالتها وهي بتاخد علي من العربية وتاخد حاجاتها وتمشي، مش مديه فرصة لكاميليا إنها تتكلم
زمـت كاميليا شفايفها بحيرة قبل ما تاخد كارميل وتنزل
– تعالي ياكوكي نشوف سيفو بيعمل أية
بعد شوية في مطعم في المول، قاعدين سـوا، كاران شايل كارميل في حضنه وقدامه كاميليا وسيف
بدأت كارميل تزمزء وتضايق، بص لكاميليا و- كارميل جاعت عاملة حسابك ولا هنتفضح؟
ضحكت وهي بتطلع أكلها من الشنطة- لا عاملة متقلقش
خطفه منها لما زاد ضيق كارميل وبدأ يأكلها فورًا و- هاتي بسرعة.. بنتك دي مبتسترش لما بتوجع
– لما تعيط بس تبقى بنتي، غير كدا حبيبة بابي.. روح بابي
باس كاران خد كارميل و- كارميل في كل حالاتها روح بابي
نطف سيف بزعل- وأنا؟
باسته كاميليا بعمق و- روح قلب مامي طبعًا
إتعلقت عيون كاران عليهم للحظة ببسمة قبل ما يطلع الفون فجأة و- لا دا إحنا نوثق اللحظة بقى
تأففت كاميليا ولسـة كاران هيبرر نطقت- عارفة عارفة، الصور لما بتشوفها بتفكرك بالذكرى وبتعيشك اللحظة تاني، هات الفون أصور..
عدلت قعدتها علشان تظهر وسيف ضماه لحضنها ووراها قاعد كاران شايل كارميل وهي بتبص لأكلها اللي محطوط على الترابيزة بعيون جاحظة.. محبة.. ومش شاغلها حاجة غيرها
– خلصنا.. يلا بقى؟
شال كاران المعلقة من بوق كارميل فزمزءت بضيق، رجع أكلها بسرعة و- استني كارميل لسة مخلصتش، إفلاس عيلتنا هيكون على إيديها
ضحكت كامي و- جدها مديها تصريح تعمل اللي هـي عايزاه
كارميل مكانتش روح أبوها بس، ليها مكانة غالية ولطيفة جدًا عند جدها وادي باشا، اللي بيعاملها كأميرة
زي ما أتعودوا يعاملوا ستات عيلتهم، ولأن كارميل هي أول طفلة وحفيدة وابنة حقيقية لوادي وابنه.. دلعها غير.. وحبهم ليها غير
خلص اليوم وكاران منساش ينزل الصورة بكابشن
‘ الجميع ينظر لـ ليلاه ‘
كارميل لأكلها، سيف للعبته الجديدة، وكاران لكاميليا، وكاميليا لأسرتها كلها..
وكالعادة موجة من التعليقات كانت في إنتظارهم.
‘ العلاقة دي أنا كنت أكتر وحدة ضدها لكن دلوقتي بموت فيهم
العيال بتنور
مش قادرة أتخيل أن كاران اللي كنا بنتابعه وهو مراهق في ثانوي بقى أب ومسئول وبتاع
بنتهم سكرة بجد، بصوا بتبص للأكل أزاي، كل صورهم وهي في عالم تاني
كاميليا دي تحفة فنية يابخت كاران بيها..
ما زلت عند رآيي العلاقة دي توكسيك ومش هتكمل
ياترى حياتهم ورا الشاشة زي قدام الشاشة؟
محظوظ كاران.. مال ومعاه، نفوذ ومعاه.. أجمل سـت في الدنيا وخدها، ناقص أية مش معاه؟ ياميلة بختنا ‘
إتنهدت وهي بتقفل الفون و- مش قولتلك نبطل بقى؟ كفاية..
هز كتفه و- في ناس كانت بتابعني من زمان، كانوا قليلين، أنا بعتبرهم أهلي، بنزل علشانهم، بحس بيهمهم أخباري فعلًا.. وإنهم يطمنوا عليا
وبعدين.. يعني دي مجرد صور متكبريش الموضوع
– براحتك
وقف وراها عند التسريحة، قاعدة على كرسي وشعرها مفرود، لسة هتمسك الفرشة مسكها هو يسرحلها
– كامي.. عايز أخطفك
بصتله بتحذير و- كاران لا أوعى تفكر حتى، أنا مش مستعدة حاليًا لأي حاجة غير إني أرجع حياتي زي الأول قبل كارميل وأرجع لشغلي
زم شفايفه و- يومين.. بعد عيد ميلاد سيف نسافر سـوا يومين وأول ما نرجع هتلاقي مكتبك جاهز وكل حاجة
وبصي..
حاول يغريها.. عارف إنها رغم حبها ليه، وجوده معها أحيانًا بيعملها ضغط، بيحطها تحت التلسكوب، بتحس نفسها محسوب عليها.. عيونه مش سيباها
فـ- هديكِ الحرية إنك تختاري تحبي تشتغلي معايا ولا في أي فرع من فروع الشركة
خدمة مقابل خدمة، هيقدمها دلوقتي ويقدر يسحبها بعدين
يفاوض في حاجة جديدة
هي دي الحياة، وهي دي أصول اللعبة، قدم السبت علشان تلاقي الحد
عضت على شفايفها بتفكير قبل ما تهز راسها بأوك..
ساب الفرشة وبحماس- هروح أكلمهم يرتبوا الدنيا بقى
سابها ومشى وهي بتبص ليه وهو بيختفي بدهشـة
كاران بيقدملها كل حاجة
وهي بحاجة وحدة بس بتحسسه إنها بتقدمله العالم وما فيه
إنها تكون معاه.. ويـاه.. وبس
دا كل اللي طالبه منها كاران
*****
جـه يوم عيد الميلاد، أخد كاران ليهم سويت علشان يجهزوا فيه ويقضوا فيه اليوم،
دخلها هي والأولاد وحاجاتهم الجناح و- أنا هنزل دلوقتي علشان عندي شغل، المسئول عن تنظيم الحفلة هيجيلك ياخد منك كل التعليمات، وعلى أربعة في ناس هتيجي تساعدك وتجهز الأولاد معاكي، وأنا هتابع معاكي بالتليفون ولو عندي وقت فاضي هطلع أشوفكم كل شوية..
قرب يبوسها من خدها- يلا باي
مال يبوس كارميل اللي شيلاها و- باي يابابا
ضمت كارميل شفايفها تحاول تقلده فضحك وهو بيبوسها مرة في مرة، سرح وخدها من إيد كاميليا
بعد لحظات بصلها و- بصي أنا هاخدها معايا تحت ولما الفوج يجي هبعتها مع حد ليكِ.. يلا ياكارميلا
خدها ومشى وكاميليا بتبصلهم ببسمة خفيفة قبل ما تبص لسيف اللي نايم بحنان
عمرها ما توقعت إنها هتكون أم، ولا إنها بتملك النوع دا من المشاعر والعاطفة، ولا أنها هتكون مسئولة كدا
هـي كاميليا اللي بيضيق خلقها بقى أوسع من البحر مع أولادها
القاسـية اللي بتعرف تبعد وقت ما تعوز، متقدرش تاخد موقف ولو لثوانٍ معاهن
مبتقدرش تقول لا وهي اللي ياما نطقتها
يطلب سيف وهي تحقق، تتمنى كارميلا وهي تنفذ
هي الجاهلة في قراءة مشاعر الغير
عندها القدرة إنها تفهمهم من نظرة عين، الأمومة عندها طاغية..
طلعلها المسئول طلبت كل اللي عايزاه وبدأوا بالتنفيذ فورًا، في نص اليوم رجعتلها كارميل وهي نعسانة، إتصل بيها كاران مرتين قبل ما ينشغل بالفعل في شغله
على أربعة بدأت تجهز وعلى خمسة جـت لينا..
– اية الشنطة دي؟ هتجهزي هنا؟ بس شيفاكي جاهزة!
– لا دا أنا هطلع من هنا على ماما، راجعة من السفر ووحشاني أوي فشارف أتبرع إنه يسيبني أقعد عندها يومين استجم، لا ومضحي وهياخد علي كمان
– الله يسهله.. عايزة الفاصل دا زيـك
– كامي ياحبيبي أنتِ متعرفيش تعمليها، أمومتك غير أمومتي أنا بحتاج أشحنها بعيد عنهم أنتي بتشحنيها بأولادك، غير أن شارف متفهم علاقتي بمامتي وما صدق إنها إتصلحت فبيسمحلي.. لكن كاران!
لا أظن إطلاقًا
– على رأيك.. سيبك وقوليلي أنهي فستان أحلى؟ أنا كنت جايبة البرجندي على أساس هو الأساس لكن في أخر لحظة لقيتني بسحب الأسود كمان
– لا البرجندي طبعًا هيكون تحفة عليكِ وعلى لون بشرتك
بعد ساعتين.. نزلت كاميليا القاعة وبدأوا المعازيم يجوا، أنضم ليها كاران علطول، محاوط وسطها بيتلقوا دعوات المعازيم لسيف وهدياهم بلطف
وسيف مع أصحابه، قرب منهم ناس فقال كاران- دا الفوج عزمتهم على عيد الميلاد بس متوقعتش إنهم يجوا
بصتلهم كاميليا تلت رجالة منهم صينين، وبنت باين عليها إنها أجنبية، عيدوا عليها بلغتهم ونطقت البنت بالعربي- كل سنة وابنكم طيب..
مـدت إيدها لكاميليا تسلم و- مدام كامي مبسوطة إني قدرت أتعرف على مرات كاران أخيرًا
بصتلها بعدم معرفة، ملامحها جديدة عليها لكنها بتتعامل وكإنها عشرة من زمان
– دي جوليا ياكامي، كانت ماسكة فرع الشركة في الصين ورجعت قريب، وهي بتكون مترجمة أساسية عندما بالإضافة للإدارة، بنستعين بيها كتير
هزت راسها بفهم وهي بتمـد إيدها تسلم و- معلش ياجوليا كاران جوزي دايمًا كدا بينسى يحكيلي عن الناس اللي مش مهمين.. في حياتنا الخاصة طبعًا
وإبتسمت نص بسمة ليها، هزت جوليا راسها قبل ما تمشي
بصت لكاران اللي بيبصلها برفعة حاجب وبسمة خفيفة
– مش مدايق؟
– لية؟
– إني أحرجت مترجمتك الإساسية واللي من غيرها الإدارة تبوظ
ضحك وبيمسكها من وسطها يمشي بيها ناحية تربيزتهم و- وأنا أمتى أدايقت لما غيرتي عليا؟
– أنا مغيرتش.. بس معجبنيش إنها تناديك كاران
– أومال تناديني أية؟
– مش عارفة بس متشلش الألقاب
– هقولها حاضر
– مش هتتحرج؟
– اللي تؤمر بيـه كامي، تحبي أطردها؟
لسـة هيرفع إيده يشاور لجوليا منعته- لا لا مش للدرجادي بس وقفها عند حدها
هز راسه بموافقة، وصلوا لترابيزتهم قاعدين أمه وأبوه بيلاعبوا كارميلا
بما إن سيف ملك اليوم إنهاردة وقاعد مع أصحابه
إنضموا ليهم وقضوا الوقت سـوا
خلص اليوم أخيرًا.. في ساحة الفندق، ودع كاران كاميليا والأولاد و- هحاول متأخرش هخلص الشغل وأحصلكم
بس..
رفع صباعه بإحتمال ضئيل و- ممكن أضطر أبات هنا، لو كدا وعد قبل سبعة الصبح هكون هناك ونطلع على المطار سـوا
إتنهدت كامي و- ماشي ياكاران سلام..
مال يبوسها هي وأولاده من جبينهم ووقف يودعهم والعربية بتمشي.. في إحساس غريب مداهمه..
مش فاهمه لكنه تجاهله وكمل طريقه، طلع مع جوليا..
ودعـت لينا شارف وعلي متأخر لأن علي شبط فيها شوية،
أبتسمت وهي بتشاورلهم بـسلام، قبل ما تبص لفوق و….
يتبع…

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الثالث

الساعة وصلت عشرة الصبح، أتفتح الباب ببطء، دخل كاران بخطوات هادية، زرارين من قميصه مفتوحين، مشمر درعاته وماسك جاكت بدلته بإهمال، باين عليه التعب.. فيه حاجة مش مفهومة
رفع عيونه لما وصل لبهـو البيت، لما سمع دوشـة، كاميليا والأولاد
بلع ريقه لما وقعت عيونه عليها، قربت منه و- كاران الطيارة ضاعت علينا، برن عليك مبتردش.. أية اللي حصل؟
فضل باصصلها بس.. مبيتكلمش
كملت- كلمهم يشوفولنا حجز جديد.. كاران؟
نادته لما مردش.. بصلها تاني للحظة قبل ما يتحرك من قدامها ويطلع من غير ما يرد، ولا يهتم بسيف اللي ناداه وكارميل اللي رفعت إيدها طالبة تحضنه زي ما معودها
بصت كاميليا لضهره وهو بيطلع بحاجب معقود بعدم فهم
شاورت لسيف و- خلي بالك من كارميل ياسيف لحد ما أشوف بابا
– مش هنسافر؟
هزت كتفها بجهل مبقيتش عارفة
طلعت لأوضتهم، لقيت كاران قاعد على طرف السرير باصص للأرض محني بضهره، ساند بدرعاته على رجله وبكفوف إيده ماسك راسه..
رجل منهزم.. خاسر.. فاشل، خاين؟
قربت منه، قعدت على الأرض قدامه ومـدت إيدها تربت على كتفه- كاران..
أنتفض من لمستها وبَعد عنها، نطق بصوت مخنوق- متلمسنيش، متقربيش
– في أية؟ مالك.. والسفر..
قاطعها وهو بيقوم- مفيش سفر، أتلغى
– يعني اية أتلغى ولية فجأة كدا.. كاران
نادت لما تجاهلها ودخل الحمام لكنها ملقيتش رد
مفهمتش مالها حالته بس.. يمكن مشكلة في الشغل ومحتاج يكون لوحده
كعادته..
هيروق ويرجعلها لوحده
نزلت تاني للأولاد وسابته، في الحمام واقف ساند براسه على حيطة والماية نازلة عليه، ضامم كف إيده بغضب وعنف، هو مش مستوعب
ضرب الحيطة مرتين تلاتة بقوة وهو بيردد بدموع- غبي.. غبي، أزاي تعمل فيها كدا..
*****
نزل بعد شوية لابس سـوت بيتي نبيتي حاطط إيديه في جيوبه وباصص في الأرض، لقى كاميليا لمت الشنط وظبطت الدنيا كإنها اتقبلت فكرة عدم سفرهم
قاعدة مع الأولاد وساكتة
قرب قعد بعيد عنهم، بيبصلهم من بعيد بس وهـي بتأكل كارميلا اللي لما انتبهت ليه، لأول مرة تسيب الأكل وتبصله بلهفة وتمد إيدها ليه عايزاه يقرب
بصلها وبص لكاميليا اللي شايلاها بحيرة.. تردد
حاسس إنه مش من حقه يكون هنا..
– كاران كارميل عايزاك مش هتاخدها؟
وقف وقرب منها ميل ياخدها فلمس إيد كاميليا بالغلط أنتفض بعيد عنها
أستغربت رد فعله، كله غريب إنهاردة لكنها سابتله كارميلا، خدها يحضنها جامد يخفي وشـه فيها وبهمس مخنوق.. مش مسموع- أنا أسف يابابا.. أسف
رفعت إيدها تلمس وشـه بإستكشاف وهـي بتبتسم
– يـلا الغدا جاهز
قعدوا كلهم على السفرة، صوت سيف صاخب وكاميليا بتأكله هو وكارميلا، بصت لقيت كاران بيلعب في طبقه بالمعلقة بشرود
نادته- كاران.. كاران
بصلها و- نعم
– أنت مش طبيعي إنهاردة ياكاران.. فـي أية؟ حصل أية بعد ما روحنا
بعصبية وهو بيقوم- محصلش حاجة ياكامي، واحد وتعبان وعايز يفصل شوية فيها حاجة دي!
– لا مفيهاش بس لو في مشكلة عرفني، لو تعبان قولي مالك، أنا كاميليا.. مراتك اللي حضنها بيكون أول ملجأ ليك.. أنت نسيت؟
– منسيتش.. بس مش المرة دي
قال أخر كلمة بخفوت مسمعتوش ومشـى.
كإنه بيهرب من قدامها، من نفسه، من جريمته والآذى اللي سببه ليه وهيسببه ليهم
يوم كامل كاران قضاه معاهم في البيت، للمرة الأولى من سنين يبقى معاهم ومش معاهم، بعيد عنهم.. منعزل
وكاميليا مش فاهمة في أية.
تاني يوم، إتصلت بلينا، رنـة في التانية من غير رد، لسة هتتصل بشارف أفتكرت إنها قاعدة في بيت أهلها
كلمت مامتها و- أزي حضرتك ياطنط.. تمام الحمدلله، لا كنت هسألك عن لينا عارفة إنها عندك وبحاول أكلمها ومبتردش.. مالها؟ بجد؟ أية اللي دخلها الحالة دي بس.. طيب أنا هحاول أجيلها في أقرب فرصة
ومعلش لو حست إنها أحسن خليها ترد عليا.. سلام
قفلت معاها وهي بتتنهد في اللحظة اللي الباب أتفتح فيه ودخل كاران
– كاران كويس إنك جيت بدري، كنت لسة هرن عليك
سـاب مفاتيحه على تربيزة جنب الباب و- لية في حاجة؟
لتاني يوم! كاران يدخل من برة ويعديها من غير ما يحضنها ويسلم؟
تاني يوم عيونه بتهرب من عيونها، مش قادر يبصلها
– عايزاك تقعد مع الأولاد، هروح للينا
نطق بكلمة وحدة.. بنبرة عرفاها.. – لا
يبقى لا
– بس..
لسة هتهاتي رغم إنها عارفة أن مفيش فرصة، هي عارفة لما يبقى أحيانًا قافل دماغه، حتى لو الطلب بسيط زي دلوقتي
يبقى مفيش أمل
– قولت لا ياكامي، أنا تعبان ومش هقدر أقعد معاهم
قالت بإحتجاج- هخادهم معايا
– برضوا لا
قالها وهو بيديها ضهره ويطلع السلم.. دخل أوضته وصلتله رسالة
‘ أحنا لازم نتكلم ياكاران ‘
بص للرسالة كتير قبل ما يسيبها من غير رد، دخلت كاميليا فقفل الفون وسابه ودخل الحمام
المرة الكام اللي يستحمى فيها من أمبارح؟
قالت بدهشـة لما طلع- كاران دي سادس مرة تستحمى من أمبارح، مالك؟
رد بقرف وإشمئزاز- مش طايق نفسي.. قرفان
بصتله بحيرة، هما فين والصيف فين!
راح للسرير فسألت- هتنام؟ أجبلك كارميل وسيف مشفتهمش لما جيت
– هشوفهم بكرة.. تصبحي على خير
أداها ضهره وغطى نفسه حتى وشـه ونام،
يومين بنفس الحالة، بيهرب منها، مش طايق حاله ولا حد
إتنهدت وهـي بترد على الفون- أيوة ياشارف.. هـي مبتردش عليك أنت كمان؟ لا معرفش والله، طيب أنا هروحلها، كدا كدا كنت ناوية أروح
قفلت وطلعت تجهز، مش هتستنى تاخد إذنه، من أمتى كاران بيرفض طلب لكامي.. بيرفض تروح للينا
وقتها يمكن موده منعه، طلع حرته فيها،
*****
– لينا..
كانت قاعدة مع مامة لينا لحد ما تنزل، وقفت أول ما لمحتها، قربت لينا بخطوات بطيئة، سلمت عليها وقعدوا قدام بعض، نظرات لينا متهربة.. حاسة بالذنب.. بتأنيب الضمير
– مبترديش عليا لية ولا على شارف يابنتي قلقتينا عليكِ
– كنت تعبانة شوية
– ألف سلامة عليكِ، يابنتي بصيلي عينك بتلف في كل حتة لية كدا..
وقفت من مكانها و- كامي معلش أنا تعبانة هطلع أرتاح فوق
سابتها ومشيت وكاميليا بتبصلها بدهشـة
قالت والدتها بإحراج- سوري ياكاميليا بس لينا زي ما قولتلك حالتها مش طبيعية، من ساعة ما جت من تلت أيام بعد الحفلة وهـي كدا، متشوفيهاش أول يوم كانت منهارة أزاي وبتعيط
– لية كدا فجأة دي كانت كويسة خالص
– أنتي عارفة لما تجيلها الحالة وتسـوء حالتها فجأة
– كانت بطلت الكلام دا من زمان.. كانت بقيت كويسة
– علشان كدا بقول أكيد حصلت حاجة مش عارفينها هـي السبب، حاحة فوق إحتمالها.. وهـي السبب
كاميليا بحيرة- حاجة زي أية يعني؟ شارف لما كلمته كان طبيعي ميبنش إنهم أتخانقوا ولا حاجة ومحصلتش حاجة في الحفلة غريبة.. هـي رجعت أمتى؟ يمكن مشيت بعدينا وحصلت حاجة أنا معرفهاش
– على أربعة الفجر
– متأخر أوي.. أنا مشيت على وحدة ونص أتنين كدا، يمكن حصل حاجة بينها وبين شارف وهو مقاليش لما كلمته
والدة لينا- لا هو ودعها هو وعلي بعدكم بشوية قالي ومحصلش حاجة..
مش عارفة بقى، عمومًا لما تبقى كويسة هتعرفنا أكيد
وقفت كاميليا و- طيب ياطنط أبقى طمنيني عليها
*****
كرر بإستنكار- كنتِ فين؟
– عند لينا
– أنا مش قولتلك لا لما سألتيني وبعدين خرجتي من غير ما تعرفيني لية
– لأني مش لاقية سبب للرفض، أول يوم قولت مودك كان مش مظبوط وعديتها، لكن هـي مكانتش كويسة وكان لازم أشوفها
– متطلعيش من غير إذني تاني ياكاميليا، متتحركيش حتى من غير ما أكون عارف، مش معنى إني مش فايق اليومين دول إنك تستغلي دا
– استغله في أية أنت بتقول أية بقولك كنت عند لينا
– خلاص لينا.. لينا.. لينا مفيش سيرة غيرها، عرفت إنك كنتِ عندها متكرريهاش بقى
– كاران.. لأخر مرة بسألك في أية؟ حصل أية يوم الحفلة الفندق بعد ما مشيت، أنت مش على بعضك لية ولينا.. من يومها وهي كمان مش بخير، ومروحتش معانا..
كاران..
– يعني هيكون في أية وأنا مالي ومال لينا..
قولتلك مشكلة في الشغل ومعصباني، لما تتصلح كله هيتصلح
– مشكلة أية وهتصلحها أزاي، عرفني يمكن أساعدك
‘ انتِ الوحيدة اللي مينفعش تعرفيها ‘
قالها في سـره وهو بيبصلها، قبل ما يهز راسه بتأكيد
كاميليا مينفعش تعرف
دا الحل الوحيد،
والأخير..
فات يومين كمان، من ساعة ما أخد القرار وهو بقى أحسن، رجع زي الأول، رجع كاران
حضنته كاميليا وهو حط وشـه في كتفها يتنهد بتعب، كان مشتاق، كان ضايع
هنا مرسـاه
– بحبك، أعرفي إني لا عمري حبيت ولا هحب غيرك، عمري ما أتمنيت أكون مع غيرك، ولا فكرت في غيرك،
أنتِ أول وأخر بنت حبيتها، السـت اللي سعيد إني ملكتها وإتجوزتها..
كلام حب.. متعودة عليه، بس غريب، يوتر.. يقلق
مش مطمناله، مش مجرد كلام.. كإنه رسالة
هي قلقانة!!
بعت رسالة وقفل وهو بيبص قدامه بإصرار
محتواها ‘ هنتقابل، لازم نقفل الصفحة دي، شوفي أمتى يناسبك وكلميني.. يا لينا ‘
*****
كان قاعد بيلعب مع سيف وكارميلا مقعدها على رجله، قربت كاميليا ومعاها تسالي وفاكهة، حطتها على ترابيزة قدامهم وقعدت جنبهم، سندت على كتف كاران اللي قشعر كعادته مؤخرًا لما لمسته وهـي بتبص ليهم بحب
قبل ما يبصلها كاران و- قررتي هتنزلي الشغل أمتى؟ شوفي أنهي فرع عايزة تنزليه وقوليلي أكلم المسئول هناك..
لو حابة.. تقدري تطلعي من مجموعة وادي وتشتغلي في أي مكان تاني، تستقلي بنفسك لو عايزة
انتفضت من مكانها تبعد عنه تبصله بدهشـة، دي فكرة كانت بالنسباله مستحيلة، تروح وتيجي في ملكه.. وبأمره
دا عرض خيالي.. متوقعتوش
بس مقابل أية؟
أية اللي عملته أو حصل خلى كاران ياخد قرار زي دا
فجأة..!!
زادت حيرتها..
– متأكد؟ أنت سامع بتقول أية؟
بص قدامه وهو بيهز راسه بآه، وبيهز رجله..
هيعتبره تعويض عن جريمته الصغيرة، جريمة متعرفش عنها حاجة
لكنه محتاج يعوضها، يكفر عنها
– اه متأكد.. المهم تكوني مبسوطة
قالها وهو بيمد إيده بتردد يمسك خدها ويمسـده بحنان وعيونه بتبص لملامحها بحب، دمعت عيونه لما طالت نظراته، مسح على شفايفه بلسـانه قبل ما يقوم مرة وحدة و- هطلع بـرة شوية، محتاجة حاجة؟
نفت براسها قال سيف- خدني معاك يابابي بليز
– تعالى
خده وخرجوا سـوا، وهـي اخدت كارميلا اللي كان حطها على الكنبة جنبه في نص كلامهم وطلعت تنيمها
– عامل أية ياكاران من ورايا ومخبيه؟
قالتها بحيرة.. عرفاه.. حفظاه
مبيتنازلش إلا بمقابل، لو في حاجة
حاسس بالنـدم..
*****
بعد يومين..
في كافية..
دخلت لينا لمحت كاران قاعد في تربيزة منعزلة، قدامه فنجان قهوة وباصص قدامه بجمود، قربت بخطوات بطيئة لحد ما وصلتله، نطقت اسمه بخفوت- كاران
– أقعدي يالينا
شاورلها تقعد و- تشربي حاجة؟
– لا..
– أنا جايبك هنا علشان أقولك حاجة وحدة بس، اللي حصل تنسيـه نهائي ويتمحي من ذاكرتك، كإنه محصلش،
فاهمة؟
نفت بلا و- أنسى أزاي، أنت بتطلب مني أية، أنت عارف أنت بتقول أية أصلًا اللي حصل دا كارثة، دي مصيبة
عيطت وهي بتشـد شعرها بجنون بإيديها و- مصيبة ياكاران.. مصيبة
وقف وملامحه جامدة.. متخشبة وهو بيقول بأمر- اللي قولته هيحصل، هتنسي كل اللي حصل.. ومش هتقولي حرف لكاميليا أو لشارف ولا أي مخلوق.. لو حسيتي إنك مش هتقدري تكتمي السـر يبقى تقطعي علاقتك بمراتي
قالت بغضب وزعيق وهـي كمان بتقف قدامه- دا اللي طلع معاك؟ دا الحل بالنسبالك
زعق في المقابل- عندك حل غيره؟ حل يضمنلي أن كاميليا متسبنيش.. ومتبعدش عني؟ لو عندك أتفضلي قوليلي، غير كدا هتعملي اللي هقول عليه
أخد مفاتيحه وموبيله مشى خطوتين قبل ما يلف ويبصلها و- فوقي لنفسي وأرجعي لبيتك.. وجهزي نفسك كويس قبل ما تقابلي كاميليا تاني.. مش عايزها تحس إن فيكِ حاجة
فاهمة؟
أقفلي سيـرة اليوم دا
مستناش رد ومشى، وهي فضلت تبص لضهره ودموعها بتنزل بصمت، قبل ما تقعد وتغطي وشها بإيدها تعيط بإنهيار
مش عارفة تعمل أية..
لكن ملقيتش حل قدامها غير إنها تسمع كلامه
معاه حق.. دا الحل الوحيد، يقفلوا سيرة اليوم دا نهائي
تحاول ترجع زي ما كانت قبله، هتمحيه من ذاكرتها
هـي شاطرة في إنها تنسى، ياما أتعودت تنسى
إن كاران مبيحبهاش، إن كاميليا جت وخطفت منها أحلامها، إن شارف كان ممكن يضيع منها
إن كاميليا عدوتها
ياما حاولت تنسى وهتنسى
خرجت وكلها إصرار إنها تقفل الصفحة
*****
عند كاميليا.. كانت بتدور بفرحة عن شركة ممكن تنضم ليها، بعيد عن مجموعة وادي قبل ما يوصلها نوتفكيش برسالة على الواتس من رقم غريب
فتحته كان فيه فيديو، فتحته تسمعه لحظات قبل ما توسع عيونها بصدمة.. خلص الفيديو فضلت تكرره مرة والتانية بجنون
وهـي مش مصدقة، دخلت في حالة هيستريـا
كاران بيخونها.. ومع..؟؟؟؟
يتبع…

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الرابع

– كامي..
صوت كاران بينادي وهو طالع السلالم، أول مرة يدخل البيت يلاقي أضواءه خافتة، كاميليا مش في استقباله، مفيش صوت لأولاده، مش دا اللي هو متعود عليه
طلع السلالم بتردد، باب الأوضة موارب، قرب وهـو بينادي اسم بيحبه، أكتر اسم بيحبه- كامي..
فتح الباب ببطء قلب لتوجس لما شاف حالتها..
قاعدة على الأرض وباين إنها مش في حالة طبيعية، بتبص للأرض بشرود.. سرحان، باين عليها الإنهيار
لفت راسها ليه ببطء أول ما لمحته، وقف مكانه يبلع ريقه، مستني تفسير
– في أية ياكامي؟ قاعدة كدا ليك؟
نطق وهو بيقرب يمـد إيده علشان يرفعها، صرخت فيه وهـي بتزحف لورا- أبعد عني متقربليش.. متلمسنيش
أوعى
وقف مكانه بصدمة من صراخها، كملت بزعيق- أبعد عني مش طيقاك
– فهميني في أية؟
رفعت عيونها ليه، حمرة زي الدم ودموعها بتنزل من غير توقف، شعرها مشعث لسة ملاحظ كل دا، يدل إنها في حالة الإنهيار دي من بدري
زاد قلقه، قرب غصب عنها يمسكها من درعاتها يسألها بقلق- في أية ياكامي مالك؟
بصتله بضعف، نطقت أخيرًا بتشوش وعدم تصديق- بتخوني ياكاران.. بتخوني.. ومع مين.. لينا!!
لينا ياكاران.. لينا
كررتها بعدم تصديق، بصدمة.. بوجع وخذلان
كانت مصعوقة بصلها بغير رد فعل للحظة، مصدوم من معرفتها، قبل ما ينفى براسه و- كامي أهدي أنتي فاهمة غلط
صرخت بإنهيار وهـي بتضربه من غير ما تحس في اي مكان تطوله- غلط أية غلط أية.. انا شوفتكم.. ملقيتش غير لينا، لينا ياكاران أزاي، مش على أساس مفيش حاجة بينكم.. مفيش مشاعر جواك ليها.. مش على أساس مبتحبهاش، مش على أساس إنها أختك.. طيب بقيت مرات صاحبك.. دي صاحبة مراتك.. أخت مراتك.. بمثابة أختي
عملتها أزاي.. قولي.. أنطق
صرخت بجنون وهي بتقف تنهج تاخد نفسها بصعوبة، وتشـد في شعرها بهيسترية، وتبصله بغل.. بكره.. هـي في كابوس
قرب منها زعقت وهي بتبعد عنه خطوة لورا وتبصله بكراهيـة شديدة- متقربليش متفكرش تيجي ناحيتي أبعد عني مش طيقاك، مش طايقة أبص لوشك.. مش طايقة نفسك جنبي..
كملت بصوت ضعيف.. منهار.. موجوع- مش عايزاك جنبي
نطق بصعوبة- كامي..
قاطعته وهي بتنفي بلا بجنون من غير ما تحس، حتى صوته مش طيقاه، نطقه لاسمها اللي بيحسسها إنه أميز اسم في الكون بقيت كرهـاه- متنطقش اسمي.. متستهلش، طلقني
كأنه اتكهرب لما سمع كلمتها، إلا الكلمة دي، مش في قاموسه، مش في منهج حياته معاها، مش من مفردات علاقتهم
إلا الطلاق، إلا الفراق، إلا البُعد..
نفى بإصرار- إنسي.. كامي أهدي وخلينا نتكلم كانت غلطة و..
– غلطة!!
قربت هـي منه ضربته بالقلم بأقوى ما عندها، بصلها بصمت رجعت ضربته قلم تاني في تالت في رابع.. لسـة مكملة، كل قلم أقوى من اللي قبله و- غلطة أي دي، دي مش غلطة، دي رغبة، حاجة عايزها من سنين، وبتكدب على نفسك وعلينا وعلى الكل، كنت عارفة أن الحكاية مش هتخلص كدا أبدًا، كنت عارفة أن اللي بينكم مش عادي، كنت عارفة إن..
ضحكت بسخرية تفتكر كلمته زمان و- فيه جواك ليها حاجة.. منتطفتش.. وأنا بغبائي صدقت.. صدقتك إنك مبتحبهاش، معيزهاش.. صدقت
بصتله بعيون مزهبلة، بتبص بتشوش وعيونها بترفرف بآلم.. تسأله بعتاب-بس لية بعد دا كله
بعد السنين دي كلها
ذنبي أية، ذنب شارف أية
ذنب عيالنا أية أن أبوهم طلع بال… دي
عايزها كنت خدتها من الأول، مش بعد دا كله، مش بعد كل اللي عشته معاك، مش بعد ما عيشتني حلم وفلم وحكاية وصدقتها والله صدقتها، كنت شايفة نفسي، واثقة في نفسي، كنت مفكرة أن مفيش مني بسببك، صدقت إني كافية ووافيـة بسببك، طلعت كل دا بتخدعني.. حرام عليك منك لله
مش مسمحاك لا أنت ولا هـي
كان قادر ياخد باله من كل تفاصيلها، إنهيارها وإرتجاف إيديها وإرتعاش جسمها، حتى وهـي بتمشي قدامه من غير شعور وتتحرك بعشوائيـة، كانت مش قادرة تسند طولها
في لحظة هتقع.. هتنهد
هـي منهزمة، متألمة، موجوعة، منخدعة، هي سـت إتهدت في لحظة، عالم وإنهار حواليها
حكاية وأكتشفت إنها أسطورة، هي كانت مخدوعة في حب مش حقيقي، تاني.. تالت.. مرة!
يخدعها كاران، كانت لعبة في البداية.. كانت رغبة في منتصف الحكاية.. وبقيت ملكه في إيده بغباءها للمرة التالتة وسابتله السيطرة في النهاية
كاران نجح إنه يثبتلها إنها غبية في كل مرة
هو مبيتغيرش، هو كاران.. اللي كل مرة بيخدع، بيلون وشـه، وكل ما يتكشف غطاه يرجع يقنعها وتصدق، هـي اللي بتصدق وبتتخدع
صدقت أن الحب في الحكايات بقى حقيقة
كاران مجنون بيها! مبيشوفش غيرها.. نسيت إنه راجل في النهاية
نسيت إنه مش أي راجل.. دا كاران!
اسم لوحده حكاية، ميتصدقش، ميتوثقش..
واقف ساكت بيراقب كل ملامحها اللي بتتلون، بتبرق بإدراك.. بإستنكار.. ملامحها بتحكي زي ما متعود عليها
بس قاري كلام مش حابه
بس لأول مرة يبقى واقف ومش قادر يقرب، عامل ذنب وآثم أكبر من إنه يقدر يتخطاه ويقرب منها ببجاحة كالعادة
الحاجة الوحيدة اللي كان فخور بيها في حكايتهم باظت
حبه ليها، إخلاصه وعشقه
مبقاش كافي، مبقاش حقيقي
حتى في دي، الحاجة الوحيدة اللي خلتها تستحمل منه كتير
وتسامح غلطات أكتر
خربها!
دمرها.. خانها!
باع حبها
وياريته خان مع غريب، نقى أقرب حد ليه وليها وخانها معاها
علشان لا تقدر تسامح ولا تقدر تثق في حد بعدهم
خانها مع لينا!
بصوت واطي.. خافت.. وبشرود- لية لينا.. كنت سبتها.. لو ناوي تخون.. خون بس مش معاها، سيبها تواسينـي، سيبها تطبطب عليا، أنت خدت مني كل حاجة مرة وحدة، كل أهلي اللي هنا
مكنش ليا غيرها وغيرك
سألته بدموع وهي بترفع كفوفها بإستسلام- أروح لمين اعيطله؟ أشكي لمين؟
لية؟
سنين معايا وأنت كنت عايزها، أزاي محسيتش.. أزاي خبيت.. أزاي صدقتك،
– كل دا مش حقيقي صدقيني لينا عمرها ما كانت بالنسبالي حاجة، صدقيني أديني فرصة أشرح
– تشرح أية؟ مفيش شرح، مفيش حاجة تتشرح كل حاجة بانت
مسحت دموعها بتصميم، تستجمع نفسها في لحظة و- خلص وقت الكلام، خلصت خلاص، مش عايزة منك تبرير، مش عايزة منك حاجة، مش طايقة اسمع منك حاجة
انت هتطلقني
لسة هيقول لا.. هينفي يصرخ.. يزعق،
مسابتش فرصة كملت- هتطلق غصب عنك، مش هبقى على اسمك لحظة كمان
أنا قرفانة إني كنت على اسمك في يوم، كنت ملكك، كنت جوزي.. قرفانة
جت تمشي مسكها من دراعها يوقفها و- متقوليش كدا
– هقول وهفضل اقول، أنا ندمانة إنك دخلت حياتي
أنت دمرتني، دمرت كل حياتي، أنت لعنة وانا كدبتها، صدقت إنه حب.. اللي بينا دا لعنة من البداية..
تنت كنت خايني وبتكدب، بتبصلي وأنت كداب، كنت جايبة سيرتها قدامك.. محسيتش بالذنب هي بصتلي لما روحتلها اتعاملت عادي كأنها مش خيناني في ضهري
أنتوا لعبتوا بيا، بينا.. شارف.. شارف لما يعرف
أزاي.. عملت كدا
دا أخوك.. صاحبك، بتقول عليه سندك، سكت لية؟ معرفتنيش؟ اتعاملت عادي لية؟
صرخت في النهاية- قولي لية
– لاني مكنتش عارف أعمل أية.. لإنها لينا.. معرفتش أقولك لإنها لينا
هزت راسها بآه بمرارة و- فعلًا لإنها لينا.. حبيبة القلب اللي ما صدقت تطولها، اللي ياما عوزتها.. هتقولي أية يعني!
قالت بسخرية مريرة.. نفى و- لا.. لإنها أختك.. أختي.. لإنها مرات صاحبي زي ما قولتي
– مبقاش يهمني، الأعتبارات دي شكليات بالنسبالك اعتقد
سيبني
شالت دراعها من بين إيديه، رفعت راسها تبصله و- عمري ما هنسالك اللي عملته، الجرح اللي سببته لقلبي أنا مش هنسـاه.. مش هسامحك عليه، زي ما عشت عمرك كله تزرع في قلبي الحب بنفسك شلته، بفعلتك دبحتني.. زرعت مكانه كره
جت تمشي وقفها.. – خليكي هنا.. أنا اللي همشي
مشى بخطوات بطيئة.. مهزومة، أكتاف مايلة
وهي رافعة راسها تبصله وهو بيختفي من غير مشاعر
في اللحظة دي، لو في إيدها سكينة كانت هتدبها في ضهره من غير ما ترمش
لو فيها قوة هتطلع قلبه بإيديها
لو فيها نفس كانت قتلته لأخر نفس
مسحت دموعها بعنف ووشها، كل جسمها بيرجف
لحظات وأفتكرت الفيديو فغمضت عيونها تاني بعذاب، لمحت الفون قريب منها فمسكته تضربه في الحيطة، قبل ما تزعق وتصرخ بإنهيار وتبدأ تكسر كل حاجة تلمحها خاصة بكاران
عطره.. ولبسه، همسه ولمسته، كل مكان تبصله يفكرها بيـه فتمسك حاجة وتكسرها هناك
كان واقف سامع كل دا، عند باب البيت ماسك أوكرة الباب وبيدوس عليها بعنف بقبضته، خطوة بره.. وخطوة جوه
نزلت دمعة من عيونه بندم قبل ما يقفل الباب ويمشي
لأول مرة يسيب دمعة تنزل من عيون كامي، يشوف وجع كامي ويسكت.. ويتحمل ويمشي
لإنه لأول مرة من سنين يكون السبب فيه
رجع يآذي كامي، يكون كابوسها الأوحد..
*****
وقف قدام المكان اللي دايمًا بيلجأ ليه، للشخص اللي متعود يواسيـه، يحل معاه، يفكر معاه، ملجأه الأول والأخير
قدام بيت شارف
ركن عربيته قدام البيت، مـد إيده بتردد يفتح الباب لكنه مقدرش، رجعها وفضل قاعد في عربيته مكانه، بيبص للبيت بندم.. عايز يروح يقوله.. ويعمل فيه بعدها اللي يعمله حتى لو هيموته
يقوله إنه خانه، طعنه في ضهره.. شرفه!
لكن مش قادر يتخيل رد فعله
ولو عمل أية مش هيقدر يتكلم
أتخيل لو كان مكانه، كان أتجنن كان موته.. موت كاميليا، الفكرة نفسها مش قادر يفكر فيها، مش قادر يخليها تمر في عقله حتى
كان ممكن يموت نفسه أصلًا
إتنهد وهو بيشغل عربيته ويمشي من قدام البيت، تحت استغراب شارف اللي طلع البلكونة بالصدفة ولمحه وأستنـاه ينزل، مسك فونه يرن عليه
لكنه مردش، مش هيقدر يواجه
نص ساعة ولينا دخلت البيت، استقبلها بإبتسامة، قرب حضنها يهمس بلطف- وحشتينا أنا وعلي أوي
مسكت في تي شيرته تغمض عيونها بعذاب وتخفي وشها في حضنه وبتنهيدة حارة- وأنتوا كمان.. ياريتني ما سبتكم
ياريت
سـأل بقلق وهو بيبعد عنها يمسكها من كتافها يبصلها- مالك يالينا؟ في حاجة؟ طنط زعلتك؟
نفت براسها ورجعت تحضنه، محتاجة قربه و- لا بس أنت وحشتني أوي.. علي فين؟
– نايم جوه
هزت راسها بتمام وهي لسة حضناه
مش عارفة لية! بتعتذر؟ يمكن
وحشها.. جايز
ندمانة.. أكيـد
بتودعه؟ ربما
قرب بوشـه منها، بصتله بخضة، بلعت ريقها وبعدت وشها عنه و- أنا جعانة أوي ممكن تطلبلنا أكل عقبال ما أخد شور؟
وبعدت عنه بسرعة.. فهز راسه ببسمة خفيفة
*****
أختفت كامي..
مهما يرن مبتردش، في حالات زي دي، في زعلهم
بيبعت لينا تلطف
يبعت مين دلوقتي؟
لقى نفسه قدام بابها أربعة الفجر، هيتحمل، أزمة وهتعدي، مهما تعمل كامي هيستحمل، بس متبعدش
دخل البيت كان صمته مخيف، خدته رجله لأوضة أطفاله الأول، لقى كامي على سرير سيف واخدة أولادها في حضنها ونايمة معاهم، قرب منها ملامحها مرهقة، في آثار دموع.. وشها كله أحمر
بصلها بتأثر مـد إيده يرتب شعرها المفرود حواليها بعشوائية لمح كارميلا اللي صاحية ومفتحة عيونها بتبص حواليها وبتلعب بإيدها وبتناغش نفسها، شالها من إيد كاميليا ياخدها في حضنه
– حبيبة بابي
خدها وقعد على كرسي قدام السرير يبصلهم كلهم بندم، هو السبب في اللي أسرته فيه حاليًا، غلطته وكلهم بيدفعوا تمنها
ضم كارميلا لحضنه يهمس بوعد- متقلقيش ياحبيبتي كل حاجة هترجع زي الأول.. مامي هترجع تضحك زي الأول، هتسامحني
ببجاحة.. بتأكيد.. بتمني.. وعد!
وبرجاء وتوسل في النهاية
نام من غير ما يحس وهو بيبص لكاميليا، أتحركت كاميليا ومـدت إيدها ترفع الغطا على أولادها لقيت مكان كارميلا فاضي، فتحت عيونها بخضة تبص حواليها قبل ما تقع على كاران اللي واخد كارميلا في حضنه ونايمين سـوا
وقفت بتهور من مكانها قربت من كاران سحبت كارميلا منه بعنف حس بيها ففتح عيونه بقلق
– كامي..
صرخت فيه- أنت بتعمل أية هنا
– وطـي صوتك علشان الأولاد
– أطلع برة.. متورنيش وشك، أطلع
– تعالي نتكلم برة
قالها برجاء وبنبرة توسل، وهو بيمد إيده يمسك إيدها
نفضت إسده بعيد عنها بإشمئزاز و- مفيش كلام بينا بقولك أطلع برة.. أطلع
بدأت تنهار وهي بتتكلم قبل ما تقول بتوعد- لو ممشيتش حالًا أنا اللي همشي.. ومش هتعرفلي طريق لا أنا ولا الأولاد
رفع إيده الأتنين قدامها بإستسلام و- خلاص أهدي أهدي أنا ماشي..
طلع بخطوات بطيئة منهزمة
لسة الطريق طويل قدامه لكنه هيقطعه
تاني يوم..
قاعد في شركته سرحان، ماسك الفون عليه رقم كاميليا، باصصله بتردد قبل ما يلاقي الباب أتفتح بهمجية ودخلت لينا
– أنا مش هقدر أستحمل أكتر من كدا.. أنا هطلب الطلاق.. وأنت كمان.. لازم نصلح اللي عملناه
يتبع…

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الخامس

تاني يوم..
قاعد في شركته سرحان، ماسك الفون عليه رقم كاميليا، باصصله بتردد قبل ما يلاقي الباب أتفتح بهمجية ودخلت لينا
– أنا مش هقدر أستحمل أكتر من كدا.. أنا هطلب الطلاق.. وأنت كمان.. لازم نصلح اللي عملناه
بصلها بتملل وبلامبالاة رد وهو بيرجع يبص للي في إيده- أعملي اللي تعمليه يالينا مليش دخل بيكي
– يعني أية مليش دخل
نطقت وهي بتقرب وتقعد قصاده و- مبقاش في حاجة اسمها ملكش دخل، أحنا في المركب دي سـوا.. هنحل المشكلة دي سـوا، انا هطلق من شارف وأنت كمان طلق كاميليا و..
بصلها في عيونها وبجدية.. بعصبية.. – وبعدين؟
مستنيها تنطق اللي في دماغها علشان يبلعها، يطلع فيها كل غله وغُلبه، كل زهقه
حثها بعصبية- وبعدين نعمل أية؟ نتجوز أنا وأنتي ومثلًا؟ دا اللي أنتِ عايزاه؟
– لا مقولتش كدا، بس.. على الأقل منبقاش ضحكنا عليهم، أنا مش قادرة أبص في عيون شارف ياكاران، مش قادرة أبص في مرايتي.. مش عارفة أكلم كاميليا
– متكلميهاش تاني.. مش هتكلميها تاني
كاميليا عرفت
وقفت بخضة وإنتفاضة ردت- أية؟ عرفت؟ أزاي..
بجهل واضح، وسط الزوبعة اللي حصلت مهتمش.. منتبهش إنه يعرف حتى عرفت أزاي و- مش عارف، المهم إنها عرفت
ٱخيرًا ظهر ضعفه وخوفه، مسك راسه بكفوفه يقول بحيرة شديدة وتعب- عرفت وعايزة تبعد..
– أكيد مش طيقاني، أكيد منهارة
قعدت على كرسيها تاني بإنهيار و- أحنا أية اللي عملناه فينا دا.. أزاي كنا بالغباء دا
صرخ فيها- دا كان غباءك أنتي، أنتي السبب أنتي اللي طلعتيلي الجناح، ممشيتيش مع شارف لية.. طلعتيلي لية أنطقي
– قولتلك مطلعتش ليك أنت كنت جاية أخد شنطتي..
نفى براسه و- مش هصدقك.. دي كانت حجة، لعبة من ألاعيبك..
مسكت شنطتها وهي بتقوم وتقول- صدق اللي تصدقه أنا مش مضطرة أبررلك.. مش مضطرة أتحمل الغلط لوحدي.. دا غلطنا أحنا الأتنين وأنا مش هدفعه لوحدي
طلعت وبقى قاعد لوحده، دماغه بتجيبه وتوديه مش لاقي حل، مش عارف يتصرف، رمـى كل حاجة كانت على المكتب على الأرض وهو بيزعق بعصبية
*****
عند كاميليا..
– أنا عايز بابا.. كلميلي بابا
– ياحبيبي قولتلك بابا مشغول اليومين دول
مـدت إيدها بمعلقة فيها أكل و- كل علشان خاطري وهو لما يفضى هيجيلك
– لا أنا عايزه دلوقتي هو كان واعدني إنه هيروح معايا النادي.. وهنتدرب سـوا إنهاردة
– طلعله شغل ومش هيقدر.. معلش تتعوض مرة تانية
قالتها بتعب وإرهاق، ملامحها باهتة لابسة بنطلون رياضي وبلوزة، رافعة شعرها كحكة عشوائيـة، قاعدة في بهـو البيت مع سيف بتحاول تأكله وكارميلا جنبهم بدأت هي كمان تزمزء بسبب صوت سيف العالي
– شايف أختك كمان عصبتها بصوتك
قال برجاء-طيب خليني أكلمه، لو طلبت منه هيجي
رمـت طبق الأكل بأقسـى قوتها وهي بتزعق فيه- كفاية بقى قولتلك بابا مش جاي يبقى تسمع الكلام مش عايز تاكل براحتك، أطلع أوضتك دلوقتي مفيش حد رايح نوادي
بصلها بدموع.. صرخت بقلة إحتمال- قولتلك أطلع
– أنا هقول لبابا إنك زعقتيلي، هقوله إنك مش بتحبيني
قالها وهو بيجري لفوق بإنهيار، إتنهدت وهى بتبص قدامها وتحاوط راسها بتعب، راسها هينفجر ومش عارفة تعمل أية..
كل حاجة جواها مبعثرة، الأفكار ملهاش أخر، بتموت بالبطيء ورغم كدا مضطرة تكمل
مش لاقية حد تكلمه، يشيل عنها ويسمعها، يشاركها ويشاطرها أحزانها
شالت كارميلا اللي عيطت تحضنها ليها بقوة وبدموع- قوليلي أعمل أية ياكارميل أعمل أية ياماما؟
بعد ساعتين، مقدرش يتحمل أكتر من كدا، سـاب كل حاجة وجـه البيت تعمل اللي تعمله، تزعق براحتها، تصرخ وتضرب بس وهي قدامه.. شايفها
طلع مفاتيحه يحاول يفتح الباب لكن لقاه مقفول، بتقفل الباب الوحيد اللي بينهم، خبط جامد ورن الجرس
– كاميليا أفتحي الباب، كامي أفتحي خلينا نتكلم، لازم نتكلم، أفتحي وأعملي فيا اللي أنتي عايزاه، لو سمحتي أفتحي الأولاد وحشوني.. أنتِ وحشتيني
نطق بضعف في الأخير.. بصوت واطي
كانت ساندة على حيطة جنب الباب بتسمعه بجمود
كمل بصوت أوطى- أنا غلطت.. عارف، غلطة كبيرة أوي.. لا تُغتفر، مش لاقيلها مبرر بس.. مش لأي سبب من اللي في دماغك، مش عارف عملت كدا أزاي.. مش عارف
أتكلمي معايا زعقيلي بس كوني معايا.. اطلبي مني أي حاجة علشان تغفريلي وهعملها.. أي حاجة
مهما كانت أية، بس أديني فرصة
هي صعبة بس أديني فرصة أرجوكي.. متقفليش كل الأبواب بيننا، متنسيش أن في سيف وكارميلا بينا، متنسيش أولادنا.. ومتنسينيش أنا كاران.. مليش غيرك وأنتي عارفة
بلا.. بلا.. بلا
كلام محفوظ، متكرر، عرفاه، بطل يأثر
قاله زمان وهو بيلعب عليها، قاله مرة تانية وهو ممضيها على جوازهم العرفي، طلب السماح وهو قايل للينا إنه معجب
قاله من يومين وهو كان خاينها
هيفضل يقوله لإنه حافظه، هتبطل تصدقه،
كاران والحب؟
كاران والصدق؟
كاران والثقة؟
ميتجمعوش،
كاران والخيانة.. خداع.. كدب.. يتجمعوا
دي تركيبته
كان كدا من زمان ومتغيرش، كان كدا من البداية
راحتها في بُعدها عن كاران، كانت لازم تبعد من زمان، من أول مرة غلط في حقها، آذاها، وجعها، من لما قالها متثقيش فيا
كان عارف نفسه، إنه لا يؤتمن
– كاميليا..
لكنه ملقاش رد، طَول في إنتظاره لحد ما فقد أمله إنها تقابله فمشى مهزوم..
*****
تاني يوم..
كانت لينا في المطبخ لمحت شارف رايح ناحية باب البيت
– رايح فين ياشارف؟
– هقابل كاران
وقع منها الطبق من غير ماتحس و- كاران.. لية؟ في حاجة
سألت بقلق، قرب هو منها لما انتفضت من ضجة كسر الطبق، وبخضة- خلي بالك.. تعالي
مـد إيده ياخدها يطلعها برة المطبخ، بدأ يلملم الكسور و- مش تخلي بالك كان ممكن تتعوري
– معلش فلت من إيدي
رمـى الكسور في الباسكت ولف يبصلها- خلصت، همشي بقى
– مقولتليش كاران عايزك في أية
– وهو لازم يعوزني علشان أقابله! بعدين أنا اللي كلمته وطلبت نتقابل، بقالنا مـدة مقعدناش سـوا، يلا سلام
– استنى
نطقت بلهفة و- خليك معانا أنا وعلي، مش لازم تخرج إنهاردة
– أنا كل يوم معاكم، وبعدين مش هطول، ساعتين بالكتير وهاجي
غمزلها بمرح و- أستنوني
خرج وبقيت هي مكانها، ماسكة طرف التربيزة تشـد عليها بأعصاب منفلتة
وبعدين بقى، هتعيش في الضغط دا كتير!
لازم تلاقي حل
قرب كاران من شارف اللي قام حضنه و- أية ياباشا فينك من يوم عيد ميلاد سيف وأنت مختفي
قعد على كرسي قدامه- مشغول بس شوية
– مالك ياكاران؟ شكلك مش طبيعي ومن يومين شوفتك قدام بيتي أستنيتك تطلع لكنك مشيت ورنيت عليك مرديتش
– اه كنت معدي قدامكم وبفكر أطلع لكن لقيت الوقت أتاخر فلغيتها
هز راسه بتفهم قبل ما ينطق- كاميليا..
بصله كاران بإنتباه، كمل شارف- في حاجة بينك وبين كاميليا؟ مفيش حاجة بتدهور حالك كدا إلا لو هي السبب فيها
– مشاكل عادية متاخدش في بالك
*****
لا بُـد من مواجهة، أخدت لينا نفس عميق قبل ما ترفع إيدها وترن الجرس، لحظات وأتفتح الباب، بصتلها كاميليا من فوق لتحت للحظات طويلة، قبل ما تسند على الباب وتربع إيديها وببسمة مستنكرة- فاجئتيني والله، عارفة إنك بجحة بس مش للدرجادي.. تيجي لحد هنا برجلك
– خلينا ندخل ونتكلم ياكاميليا
– أشكالك ميدخولوش بيتي ويتعاملي مع عيالي.. يتوسخوا
غمضت لينا عيونها لثانية قبل ما تفتحها و- قولي اللي عايزاه.. حقك، أنا هسمعك، بس خلينا نتكلم ونتحاسب جوه
– خايفة من الفضيحة؟
– كاميليا..
– خايفة على اسمك.. سمعتك.. إن شارف يعرف؟ ولا عايزة تدخلي علشان تشوفي البيت شكله أية بعد ما خربتيه
– أنا..
– أنتي خاينة..
عـدت على صوابعها و- لجوزك.. وابنك.. وصاحبتك، وأولاد صاحبتك، خاينة قدام نفسك
كنتي عايزة دا من أمتى؟ فكرتي فيه كام مرة، أتمنيتي كاران لأمتى من زمان صح؟ كنتي بتفكري فيه وأنا جنبك.. صح؟
كل مرة كنت بحكيلك عننا كنتي بتقولي ياريتني مكانك.. دا مكاني أنا من البداية.. صح؟
كنتي بتلمحي لدا كتير بس أنا كدبت نفسي،
نفت براسها- مكنش في حاجة من دي في دماغي، أنا بحب شارف، بحب بيتي وابني، كاران اخويا.. قولتلكم دا كتير لية مش مصدقين
كملت بإنهيار- اللي حصل غلطة.. عمري ما فكرت فيها، كاران مكنش في بالي
– أنتِ كدابة، بطلت أصدقك خلاص، أفترضت مرة وأتنين حُسن النيـة بس كنت غبية
عايزه كاران؟ خوديه.. مبقاش يلزمني.. بقى بتاعك، يشبهلك، خوديه وأشبعوا ببعض أنتوا شبـه بعض.. خاينين
أطلعوا من حياتي.. أطلعي
صرخت فيها وهي بتزقها الخطوتين اللي دخلتهم، لكن لينا متحركتش، بدأت تزق فيها بقوة لدرجة كانت هتوقعها التلت سلمات اللي عند الباب لكن إيد إنتشلتها قبل ما تقع
كان كاران..
سند لينا وعدل وقفتها قبل ما يبص لكاميليا بسرعة و- كاميليا حاسبي
بسخرية مريرة- خايف على حبيبة القلب، أشبعوا ببعض
لسة هتدخل وتقفل الباب جرى بسرعة يمنعها مسكه بإيده وبرجاء- خلينا نتكلم خليني أدخل ونتكلم..
– مفيش بينا كلام
بصلها بتوسل.. لكن نظراتها قوية.. نافرة.. كارهه
مـدت إيدها علشان تزق الباب بالقوة، لكن صوت سيف اللي نازل يجري من فوق وبسعادة- بابا أنت جيت
بصتله كاميليا للحظة أخيرة قبل ما تسيبه وتدخل جوه
مال شال سيف يحضنه بإشتياق و- أيوة ياحبيبي
سيف بلوم- وحشتني أوي كنت فين؟
بلع ريقه بصعوبة و- كان عندي شغل، أختك عاملة أية؟
– بتعيط كتير ومش بترضى تسكت، وماما كمان بتعيط، وانا.. كلنا بنعيط علشان انت مش هنا
ضمه أكتر ليه وهو بيكتم دموعه
بص سيف وراه و- أية دا دي طنط لينا ماشية.. علي مجاش معاها؟
– تعالى خلينا نشوف أختك
– هي فوق
طلعوا سـوا وهو بيدور بعيونه على كاميليا لكنها اختفت
دخل أوضة كارميلا كانت صاحية ساب سيف وراح يشيلها
– كرميلاية وحشتيني يابابا
بدأ يبوس فيها كتير، قعد معاهم وقت طويل يطفي شوقه ليهم.. عمره ما بَعد عنهم كل المـدة دي
دي كمان من ضرائب غلطته
إتنهد وهو بيوصـي سيف- خلي بالك من أختك وأنا هروح أشوف ماما، عايزها في موضوع مهم
– مش هتمشي تاني صح؟
هز كتافه بجهل واضح
ناداها وهو بيدور في البيت هنا وهناك- كاميليا..
لحد ما لقيها في أوضة بعيدة شوية عن أوضة الأطفال
قفل الباب وراه وبرجاء- خلينا نتكلم.. ممكن؟
شاورتله يقعد، قرب على كرسي قدامها قعد والصمت سـاد بينهم للحظة، بيبصلها بتردد مش عارف يقول أية
قبل ما يخرج صوته بتفسير- يومها أنا طلعت أجتمع مع الوفد تاني، خلصت شغلي كان الوقت متأخر قولت عقبال ما أروح وأجـي هتأخر ومش هكون فايق لسفر الصبح هدخل أنام في الجناح اللي كنا حاجزينه وخلاص
شوية ولقيت لينا كمان جاية، بتقول إنها سايبة شنطتها
بعدها.. بعدها أنا
رفعت إيدها تسكته وبلا مبالاة- مش عايزة أعرف، مش مهتمة، اللي شوفته كفاية
– مين بعتلك الفيديو دا؟
بسخرية- لية؟ علشان تروح تضربه؟ كعادتك تلبس غلطتك لغيرك، دا اللي أنت شاطر فيه
– كامي..
قاطعته- أنت مش هنا علشان نتكلم في اللي حصل، هو خلاص حصل، أنت هنا علشان أقولك اللي هيحصل الأيام الجاية، أنا للأسف مش هقدر أطلعك من حياتنا.. أولادك مش هيسامحوني لإنهم لسة ميعرفوش قد أية أنت إنسان حقير وخاين
فـ كل علاقتنا واللي بينا هيكون الأولاد وبس، مش همنعك عنهم أبدًا، تقدر تشوفهم في الوقت اللي عايزه، برة البيت طبعًا، ولو عايز سيف يبات معاك يوم أو أتنين في الأسبوع تمام.. لكن كارميلا صعب حاليًا يمكن لما تكبر هي كمان تبقى..
قاطعها بخضة- قصدك أية بالكلام دا، تكبر وتصغر ويباتوا عندي.. أنا هرجع البيت.. هرجعلك.. هترجعيلي
– أرجعلك! تبقى بتحلم، إحنا هنطلق، في أقرب فرصة هستنى تطلقني، لو محصلش.. هرفع عليك قضية خلع
وهكسبها
وقفت و- كلامنا خلص
وقف يمسك إيدها يمنعها تمشي و- تعالي هنا.. كامي لا أنا مش هطلق..
– اللي عندي قولته، لو سمحت أمشي دلوقتي علشان عايزة أنام
– مش ماشي، أنا مش طالع من البيت دا تاني، خلاص سبتك يومين أعصابك ترتاح دا كل اللي أقدر أقدمهولك
متستنيش أبعد أكتر من كدا
– يبقى أنا اللي همشي
– تعالي هنا
مسكها من دراعها و- مفيش خروج من هنا، محدش مننا ماشي
زعقت فيه- قولتلك أنا همشي مفيش مكان هيجمعنا سـوا تاني.. مفيش
قالتها وهي بتحاول تفلت منه، حضنها من ضهرها يعمل علامة أكس بدرعاته حواليها يضمها ليه بقوة يمنعها تفلت و- كل الأماكن هتجمعنا سـوا، أحنا علطول هنفضل سـوا
هي فترة.. فترة وهتعدي، حتى وهي بتعدي بصعوبتها هنعديها وأحنا سـوا
وأنتي بين إيديا
غمض عيونه براحة لما حس بيها بين إيديه من تاني بعد أيام عصيبة، مال براسه على كتفها يتنهد بإرتياح.. هنا مرسـاه
– مش هبعد عنك تاني ولو لثانية، أنا كنت في عذاب أنتي مش متخيلاه
لفت تبصله بعدم تصديق، بارد وعارفة.. مجنون ومجربة
لكن يكون بالبجاحة دي؟
عايز يكملوا وكأن الأمر عادي، غلطة وهتمر، قدم تضحياته وخلصت خلاص
أعتذر كتير، أضرب قلمين، وبَعد عن حضنها كام ليلة
شاف كدا إنه قدم أسفه وندمه
خلصت حكايته
قد أية هيفضل يفاجئها..!!
يتبع…

رواية لا تثقي بالرجال الفصل السادس

فتحت عيونها الصبح أفتكرت اللي حصل أمبارح، قدام إصراره انهزمت، رجع لبيته، فاز كاران كالعادة بصت حواليها سابت أوضتها ونامت في الصالون مررت إيدها على وشها مرتين تلاتة وهي بتتنهد بتعب قبل ما تسمع صوت كارميلا بتعيط
طلعت تجري لفوق في اللحظة اللي اتفتح باب أوضتهم وخرج كاران كان باين عليه الفزع والخضة
سألها- كنتِ فين؟
كان نايم وصحي على صوت كارميلا ولما ملقهاش جنبه إتجنن، كان مستني تكون جنبه؟ عادي تكون جنبه!
مردتش عليه وهي بتدخل أوضة كارميلا خدتها في حضنها تهديها
دخل وسند على الباب يبصلهم مشهد مش هيسمح إنه يختفي من قدام عينيه، يبقى مش جزء فيه.. مش هيسمح
فتح سيف عيونه فلمحهم حواليه قعد على سريره يفرك في عيونه بنعاس قرب منه كاران يشيله يحضنه ويبوسـه
– صباح الخير يابطل
– بابا أنت جيت، مش هتمشي تاني صح؟
بص كاران لكاميليا اللي كانت بتبصلهم قبل ما تبعد عيونها عنهم بغير إهتمام
– مش همشي.. قوم يلا أجهز علشان هنطلع نفطر برا إنهاردة
خرج سيف من الأوضة
بص كاران لكاميليا و- أنتِ كمان أجهزي أنتي وكارميل
– كاران طريقة كل مرة دي وإنك تتجاهل اللي حصل وعايز ترجع الأمور زي الأول مش هتحصل، اللي قولته وطلبته أنا هعمله، محاولاتك كلها هتروح عبث
علشان كدا لو سمحت أطلع برة البيت
بتوسـل- كاميليا إحنا مش كنا أتكلمنا إمبارح وأتفقنا؟
بسخرية- أتفقنا؟ أنت أديتني فرصة أتفق أنت أديت أوامرك ومستنيتش ردي.. ورفضت طلباتي.. كدا يبقى أتكلمنا؟
– دا اللي هقدر أعمله
– ودا اللي مش هقدر أنا أعمله، أنت لية مش مستوعب إني مش طيقاك؟ كرهاك.. بشمئز كل ما أشوفك، مش مستحملة لا صوتك ولا أشوفك ولا حتى صوت نفسك جنبي..
– أنا كمان والله مش طايق نفسي، أنتي شفتيني كنت أزاي، بس.. عاقبيني وأنتي جنبي
بصت في عيونه.. تقول بقوة، تعترف إنها عارفة نقطة ضعفه وهتستغلها- ميبقاش عقاب، عقابك هو إني أبعد عنك.. لو مزاعمك صح وإنك بتحبني حقيقي، فسيبني أعاقبك بطريقتي
يمكن أرتاح
– هترتاحي لما تشوفيني متدمر من غيرك يعني؟
هزت كتفها و- يمكن!
– طيب همشي، هنفذ رغبتك، هكون بعيد بس مش هبطل أحاول علشان تسامحيني..
إتنفست الصعداء وهي شيفاه بيمشي، يمكن إستسلام مؤقت، ساعة ويجن جنونه، يغير رآيه لكن هتتنفس الصعداء مؤقتًا
دخل سيف فلمح باباه بيخرج سأل بزعل- أنت هتمشي؟ مش هنخرج سوا؟
فرك شعره بحنان و- مرة تانية ياحبيبي
مشى من غير كلام كتير، وبدأ سيف يعيط وكارميلا وراه، إتنهدت كاميليا وهـي بتحاول تهديهم
بتحاول تحط مصلحتهم قدام عيونها وهي بتفكر
تفكر كأم قبل أي حاجة تانية، بس مش قادرة، مشاعرها مش سامحة
المرة دي الغلطة لا تُغتفر، الخطأ لا يمكن إصلاحه
الخطأ قاتل..
*****
في مكتب كاران..
بيتكلم في الفون و- عايز كل تسجيلات الكاميرات للجناح اللي كنت حاجزه ليوم الحفلة، محدش يفتحها جهزوها ليا وبس، وتشوفلي أي تحركات غريبة حصلت حوالين الجناح في اليوم دا، ولو تقدر أعرفلي مين أعرفه زار الفندق خلال الأيام اللي قبل وبعد الحفلة..
قفل معاه وهو بيتنهد، هو متفهم إنه أرتكب غلطة هو ولينا، لكن.. اللي مش فاهمه مين غيرهم عرف دا
وأية مصلحته إنه يوري كاميليا الفيديو
إلا لو كانت لينا بنفسها!
رغم كل اللي بتعمله ونفيها إلا إنه شاكك فيها
مفيش حد قدامه مذنب غيرها
إتأفف وهو بيعيد ذكريات اليوم مرة ورا التانية، خلص شغل مع جوليا والفوج، الكلام أخده هو وجوليا لحد ما وصلوا لجناحاتهم اللي كانت جنب بعض
وصلها جناحها ودخل جناحه، بعدها لينا دخلت..
بعدها ميعرفش دا حصل لية وأزاي، فين كان عقله.. دايمًا مع كاميليا
فين قلبه.. دايمًا مع كاميليا
ف لية.. لية ضعف.. حصل أزاي وأمتى
ما ياما كان مع لينا ولوحدهم ومحصلش حاجة! محصلش أي حاجة
إتصال من الفندق قطع أفكاره و- مستر كاران هيكون صعب نفرغ كل الكاميرات إنهاردة.. بكرة أو بعده بالكتير هبعتهم لحضرتك، أما بخصوص الناس اللي زارت الفندق.. مفيش حد غريب
مستر طارق بس زار الفندق تاني يوم الحفلة الصبح بدري
– طارق وادي؟
– اه يافندم أخو حضرتك
هز راسه بتمام وهو بيقفل معاه، بيضغط على الفون في إيده بغل، لو كان ليه إيد، لو ليه دخل
مش هيرحمه، هيكون لتاني مرة عايز يبعد كاميليا عنه، بيحاول يبعدها عنه
حتى لو كان غلطان في حقها، مش من حقه يبعدها عنه
مش من حق حد
وسط كل الإعصار دا دخلت سكرتيرته و- أستاذ طارق برة
هز راسه بنعم وهو مغلول و- خليه يدخل
دخل طارق وباين عليه الروقان، قعد قدامه و- جايلك بخصوص شغل، فيك عقل تسمعني ولا لسة طايرة منك؟
بصله بعصبية حاول يكتمها.. عايز يجيب آخره و- طارق أنا مش فايقلك لو في حاجة عايز تقولها قولها وخلصني
– براحة في أية أنا غلطان إني قولت أشوفك وأشوف مالك يمكن أقدر أقدملك النصيحة، أزاي تخبي على مراتك يعني.. رغم أن الحاجات دي متتخباش
وعاملي فيها مخلص
وقف يمسكه من ياقته بعنف وبغضب- أنت بتقول أية ياحيوان أنت.. بتلمح لأية بالظبط وعرفت منين؟
حط إيده على إيد كاران يبعده عنه وهو بيكح بعنف- سيبني يامجنون
– أنطق عرفت منين..
– هيكون منين يعني كان عندي شغل في الفندق وشوفتك وأنت خارج مش شايف قدامك وواخد في وشـك، وشك بيحكي ألف قصة وخروج لينا من بعدك ووشها مخطوف يوضح كل حاجة
– الكلام اللي قولته دا لو حد عرفه أنا هموتك
– حد مين؟ كاميليا يعني؟ ولا شارف.. ولا الصحافة؟
متخيل أبوك اللي بيتفاخر بيك هيحصله أية لو عرف اللي حصل
ابنه المدلل بيخون مراته ومع مين.. صاحبتها ومرات صاحب عمره
هتنزل من نظره جامد، ولا مش هتنزل، كعادتك هتعرف تضحك عليه
قالها بحقد وهو بيبعد خطوتين عن كاران يبصله ويعدل ياقة قميصه
بصله كاران للحظة بنص عين قبل ما يقول بقلق مصطنع وتهديد- لو كاميليا عرفت..
رفع طارق كف إيده و- مش هعرف كاميليا حاجة.. في المقابل الصفقة بتاعة الصين سبهالي
اتأكد إنه ملوش دخل، وإنه ميعرفش لحد دلوقتي بمعرفة كاميليا، لو كان ليه دخل كان بان عليه، هو حافظه
قعد على كرسيه بثقة و- جيت متأخر الصفقة خلاص رسـت علينا
– كلمهم و..
– وقتك خلص ياطارق
بتوعد- هتندم.. هعرفها
– اللي عندك أعمله، خد الباب في إيدك
خرج وهو بيشتاط غضبًا، عارفه مش هيقولها، أبوه واقفله كـ سور منيع ومانعه يقرب من حياة كاران
وحتى لو إتهور.. كاميليا كدا كدا عارفة
والأهم هو اتأكد إن طارق ملوش دخل، مبعتش الفيديو
أومال مين!
*****
– ماما أنا عايزة أمشي من هنا، تعالوا خودوني، أرجوكي
كانت بتكلم والدتها اللي إتنهدت و- قولي لجوزك وخليه يجيبك لعندنا، أنا وباباكي مش هنقدر ننزل اليومين دول
عيطت فقالت مامتها- لتكوني عايزة تيجي من وراه؟ إياكي ياكاميليا أحنا مش ناقصين فضايح تاني.. كفاية أوي اللي حصل زمان
– أنا تعبانة هنا.. بموت.. حاسة إني بتخنق
– لية كل دا؟ بطلي دلع ياكامي، ما أمورك كلها كانت بخير وعايشة حياتك.. ولا أنتي بتدوري كعادتك على المشاكل بإيدك، عايزة تجنني كاران جوزك وخلاص
– ماما أنتي مش فاهمة حاجة
– فهميني.. لو عندك سبب مقنع قولهولي.. هتقوليلي كاران خانقك بإهتمامه ومحاوطك وكلامك الفارغ دا هقول مشوفتش وحدة بتكره حب جوزها ليها غيرك والله
كعادتها هي في عالم وأهلها في عالم، أخر حد ممكن تلجأله قفل الباب في وشها
حتى لو حكت هتقولها أتحملي.. هتقولها وأية يعني
الخوف من اللي ممكن يعمله كاران فيهم لو أضايق مخليهم دايمًا ساكتين
وحجتهم هو في عيشة بعد اللي عايشها، هتلاقي زي كاران وادي فين، هيلاقوا بعد نسبه مين
هتلاقي راحة زي دي منين..
– هدي نفسك كدا وخدي جلسة ولا أتنين يوجا وأنتي هتبقي تمام دا أكيد ضغط ومسئولية الأولاد، سلميلي عليهم صح حبايب تيتا، وحشونا أوي هنحاول ننزل قريب أنا وباباكي.. أتمنى تكوني وقتها بقيتي تحسن وبطلتي جنان.. سلام هقفل دلوقتي
قفلت معاها وبصت كاميليا حواليها بفقدان أمل، مفيش حد تسند عليه، مفيش حد يسمعها، ولا تلجأله ولا يفكر معاها
هي وحيدة.. بطولها، مطلوب تواجه شخص.. بيلعب عليها كل ألاعيبه.. وبيقولها مفيش مفر، مش هسيبك، ملكيش مهرب، أرجعيلي
مين باقيلك غيري؟
*****
رجع كاران البيت متأخر، لقيه فاضي، لفه كله وهو بينادي بعلو صوته، يخاف تكون نفذت تهديدها الأولاني
لما ملقاش ليها آثر، لا هي ولا أولاده طلع فونه يرن بسرعة
قبل ما الرنة تخلص لقى الباب بيفتح وداخلة ومعاها الأولاد
– أطلع ياسيف أغسل أيدك وغير هدومك
قرب من كاران اللي شاله باسه وحضنه قبل ما ينزله ويطلع أوضته، قفلت الباب وقربت تقعد على كرسي وتحط كارميلا جنبها
– كنتوا فين أتخضيت لما جيت وملقيتكمش
– ملكش دعوة
– كاميليا..
– أنت لسة قايل إنك هتسيبني في حالي دا يادوب من ساعتين أية رجعك
– مش قادر أبعد
قالها بإستسلام وهو بيبصلها بتأنيب، بعدت راسها عنه مش هتخدعها خدعه
– كاران لو سمحت أمشي أحنا تعبانين وعايزين ننام
– كنتوا فين طيب
– الأولاد كانوا زهقانين خرجت مشيتهم شوية، أرتحت؟
– مش معنى إني بعيد.. إني مش موجود، أي حاجة تعمليها أو تحصل لازم أعرفها، كاميليا أحنا لسة سـوا أعرفي دا كويس، كل حاجة طبيعية، بينا زعلة وهتخلص
بصتله من غير رد.. بجاحته ملهاش حد
فقدت الامل!
إنه يتعامل طبيعي، يكون طبيعي، يقدر حزن غيره، وجعه.. ضيقه
فقدت الأمل..
شالت كارميلا تمشي بيها ناحية السلم و- أقفل الباب وراك
– خليني هنا ومش هتحسي بيا، هنام هنا
شاور على كنبة قدامه بصتله بتعب و- أعمل اللي تعمله ياكاران، مبقيتش فارقة..
وجودك زي عدمه بالنسبالي
يمكن دي أكتر لحظة وأكتر جملة آلمته من وقت اللي حصل، دا اللي خايف منه، إنه يخسر كاميليا.. مشاعرها ناحيته، يخسر حبها ليه، يخسرها بالطريقة دي
إن مكانته تنزل من عندها
قطع المسافة اللي بينهم بخطوتين تلاتة يقف قدامها ينفي بلا و- متقوليش كدا.. إياكي تقولي كدا إياكي تنفي حبك ليا، أو تقللي منه.. إياكِ
– مش عايز تصدق براحتك، في يوم هتشوف بعينك أن أنت بنفسك ضيعت حبي دا.. تصبح على خير
لفت وسابته فضل يبص ليها وهي بتطلع بعجز
تمثيله إنها مشكلة وهتخلص، غلطة وهتغفرها مبقاش حل، مش هيصلح المشكلة كعادته وهو بيحاول يقلل من تهويلها، المرة دي شكلها أكبر من توقعاته
اصعب.. كاميليا مش هتسامح
طريقه صعب، مليان شوك.. بس هو نفسه طويل
نام على الكنبة من غير ما يحس وهو بيفكر
*****
‘ أنا بحبك.. عمري ما نسيتك، كل ما أشوفها معاك أقول دا مكاني، بحب جوزي بس أنت لعنة.. لعنة وبصمة في قلبي مش عارفة أشيلها.. قرب مني.. متفكرش.. متفكرش فيها ياكاران.. خليك معايا لمرة وحدة خليك معايا انا ‘
– مدام لينا..
انتفضت بفزع من شرودها، بصت حواليها بخضة والكلام دا بيتردد في عقلها مش قادرة تستوعب أو تفتكر أمتى قالته، معقول يومها!
بلعت ريقها وبصت للممرضة اللي نطقت- دور حضرتك يامدام
فتحتلها الباب ودخلت، قعدت قدام الدكتور و- أنا بقالي فترة مش مظبوطة، مزاجي متعكر دايمًا ومتعصبة وهرموناتي ملغبطة، دا ممكن يكون تأثير جانبي من الأدوية اللي باخدها؟
نفت الدكتور براسها و- لا مفيش أعراض جانبية زي دي من الأدوية، أنتي بتمري بفترة عصيبة طيب؟
هزت راسها بآه بشرود فقالت الدكتور – دا سبب حالتك دا نتيجة طبيعية ممكن تحصلك في أي وقت بالنسبة لحالتك اللي أنتي كنتي حكيالي عنها قبل كدا، عمومًا أرجعي لدكتورك النفسي وخليني أكشف عليكِ هنا بدوري
وقفت لينا و- مفيش داعي أنا بس حبيت أسال عن الأدوية وآثارها
وقفت الدكتور و- خليني أكشفلك مش هنخسر حاجة
هزت كتفها بلا مبالاة- طيب
بعد لحظات بصتلها وببسمة لطيفة- دا أكيد سبب حالتك، مبروك يامدام لينا.. أنتِ حامل..
أنتفضت من نومتها تبصلها بخضة، لسة هتكمل الدكتور لكنها مسمعتهاش خطفت شنطتها وطلعت من العيادة بخطوات تسابق الريح
وهـي بتبكي وتردد بصدمة- مستحيل.. مستحيل
يتبع…

رواية لا تثقي بالرجال الفصل السابع

صحي كاران على صوت دوشة حواليه، لمح كاميليا قاعدة على السفرة مع الأولاد بتفطرهم، قرب منهم وهو بيرفع إيده يعدل شعره المشعث وينطق بصوت نعسان- صباح الخير
بصتله كاميليا من غير رد ورجعت تأكل وتساعد سيف اللي أبتسم لباباه يحييه، قرب كاران ياخد كارميلا اللي قاعدة على السفرة معاها لعبة بتلعب بيها وتعضعض فيها بعصبية
– حبيبة بابي وحشتيني أوي
قربها من حضنه يبوس فيها بلهفة وإشتياق، بقاله مـدة غايب عنها، عن الكل، معاهم ومش معاهم عقله مش في راسه
صوت رن تليفونه مش بينتهي، جرى سيف يجيب الفون
– بابي تليفونك بيرن
خده منه بص للاسم قبل ما يقفله بلا مبالاة و- إتصال مش مهم
رن تاني والمرة دي لمحت كاميليا الاسم.. لينا
قالت بسخرية- حبيبة القلب.. علشان كدا خايف ترد
كاران بتحذير- خلي بالك من كلامك ياكامي قدام الأولاد
– لو الأولاد في بالك كنت فكرت أنت في مصلحتهم قبلي وأنت بتعمل عملتك الحقيرة اللي شبهك
قالتها وهي بتقف وتشيل الأطباق، راحت ناحية المطبخ وهو إتنهد بضيق، رن الفون تاني مش مبطل من الصبح
رد ومن غير ما يحس ضغط على الأسبيكر بالغلط
وبعصبية- في أية يالينا رن.. رن.. رن من الصبح، في أية
جاله صوتها المنهار- أنا حامل ياكاران
وسعت عيونه بصدمة بص لكاميليا اللي قدامه اللي وقعت الأطباق اللي في إيدها من صدمتها، كانت هتقع من طولها لكن مسكت إيد كرسي جنبها، رمـى الفون من إيده يجري عليها يسندها بخضة و- كامي أنتي كويسة
بصتله بصة يمكن أول مرة يشوفها، خذلان حقيقي..
كإنه مسك سكينة ودبها في قلبها
كان عندها لسة أمل أن كل دا كدب، رغم أن كل حاجة قدامها باينة بس كانت بتكدب دا
لكن نتيجة خيانته ظهرت قدامها، وبدري أوي.. أوي!
– كاميليا أكيد في حاجة غلط، أكيد مش مني..
بعدت إيده اللي ساندها عنها بقرف وبزعيق- متلمسنيش أبعد عني
شاورت للفون اللي واقع على الأرض كإنها بتشاور على لينا و- لية مش منك، جايب التأكيد دا منين..
بلع كاران ريقه وبتبرير- أحنا مبقلناش عشر أيام و..
بإنهيار وهي بتمسك مزهرية قريب منها تضربها في الأرض- أنت شايف أنت موصلنا لأية، بتخلينا نتكلم في أية؟ عن الولد اللي حامل فيه الست اللي خايني معاها ممكن يكون ابنك ولا لا، أنت متخيل أحنا بقينا فين..
حياتنا وصلت لأية، أية الخطوة الجاية ياكاران بية؟ نستنى تولد واستقبله بالأحضان، تجبهولي أربيه مع أولادي، قولي هعمل أية
– مش هتعملي حاجة، مفيش حاجة من دي هتحصل أنا هحل كل حاجة
– هتحلها ازاي، هتروح لشارف تقوله أية، مراتك حامل مني
بصلها كإنه جتله لحظة إدراك، هو وسط كل دا ناسي حاجة
اهم حاجة
شارف!
مسح على وشـه مرتين بتعب، لف حوالين نفسه بإرهاق و- مش عارف.. مش عارف بس.. هتصرف، أكيد في حل
قرب يمسكها من كتافها يثبتها و- حل يخلينا سـوا مع بعض تاني زي الأول..
ضحكت بسخرية و- أنت لسة عندك امل.. متفاءل أنت، أنا لو كنت هبقى للحظة وحدة تانية معاك.. فالفرصة دي راحت، أنت خسرتني خلاص
بعدت إيده عنها وهي بتنطق- خسرتني وعمرك ما هتكسبني تاني، كاميليا خلاص..
ضربتت إيدها بقوة مرتين ببعض بمعنى ‘ خلاص.. إنتهت ‘ و- بح.. راحت من إيدك، مبروك عليك عيلتك الجديدة، روح شوف هتعرف تلمها أزاي
قالتها وهي بتسيبه وتطلع جري لفوق، وقف هو مكانه يبص لآثرها بحزن
لكن.. كاميليا هيصالحها بعدين، هي باقية
المهم يحل المشكلة الأكبر دلوقتي، الكارثة اللي حلت عليهم
مسك فونه تاني يرن على لينا قال بجمود أول ما وصلوه صوتها- عايز اقابلك.. حالًا
*****
بعد ساعة في كافية..
دخلت لينا فشاورلها كاران، قربت منه وقعدت ملامحها تحكي حالتها، عيونها حمرة من العياط، وشها منفخ، كلها في حالة مذرية
لينا بتوتر- قولي هنعمل اية دلوقتي أنا مش عارفة أفكر من أمبارح وانا هتجنن كنت عايزة لاجيلك بس خفت كاميليا تعرف، شارف كمان كنت خايفة يحس بحاجة، قولي اتصرف أزاي.. أنا هتجنن ياكاران هتجنن
قالتها وهي بتعيط بإنهيار، بصلها بشفقة مهما كان دي لينا!
مين لينا؟
أقرب من أي غريب، أبعد من إنها تكون حبيب
علاقتهم.. دا الوصف المناسب اللي وصفوا بيه بعضهم،
لينا واقعة في كارثة، ولأول مرة يكون واقع معاها في نفس الكارثة، المركب بتغرق بيهم سـوا
مـد إيده يمسك إيدها يربت عليها بحنان و- أهدي.. خلينا نفكر بهدوء هنعمل أية
– أنا هطلب الطلاق من شارف مش هقدر أبص في وشـه تاني، أنا أصلًا مش قادرة، كل يوم ببصله بحس إني بموت بالبطيء، خلينا نطلق ونبعد ياكاران عنهم.. نبعد علشان ينسوا وننسى، هتكون صعبة عليهم، بس أنا هعَرف شارف كل حاجة بعد ما نطلق، هفهمه في رسالة، هطلب السماح وشارف بيحبني.. مهما زعل هيسامحني وكاميليا كمان..
وأحنا..
سرحت في خيالها بعيد لينا!
رسمت حكاية خيالية!
بتحلم بيها في عقلها اللاوعي من سنين يمكن!
– نتجوز..
بَعد إيده عنها بفزع، يبصلها بذهول وغضب.. وضيق.. وقرف
– والبيبي اللي هيجي نربيه سـوا مع أولادك وولادي هتحب علي ابني وأنا سيف وكارميلا بعتبرهم أولادي، هـ..
قرب إيده من خدها يضربها عليه بخفة قلمين تلاتة يمكن يفوقها و- لينا فوقي لينا مش وقت حالة جنونك دي نهائي دلوقتي، مش وقت نوباتك سامعة، العبط اللي قولتيه دلوقتي دا مستحيل يحصل.. إياكي حتى تفكري فيه تاني.. انتي لازم تروحي لدكتورك حالتك بتسـوء عن الأول بكتير.. أنتي بقيتي مش طبيعية
بصتله بإنهيار و- عندك حل تاني يعني؟ حل غير إني أعيش مع شارف لأخر عمري وأنا عارفة إني خيناه.. من غير ما أعيش كل لحظة وأنا قرفانة من نفسي
قال بإقرار.. وإصرار- مش عندي.. بس هلاقي، أول حاجة البيبي دا هينزل، أصلًا اية عرفك إنه مني؟ هو عمره قد أية
– معرفش مستنيتش أسمع أول ما عرفت إني حامل طلعت أجري من العيادة
وبعدين دا الحل عندك، نقتل روح بريئة؟
– لا نجيبها الدنيا ونخليها كل يوم تدفع تمن غلطتنا أحنا وغبائنا، هو دا الحل بالنسبالك
قالت بتأثر.. الفكرة.. رغم بشاعة الحدث، رغم كل حاجة بتحصل وحصلت، ليها آثر جواها- بس دا ابننا ياكاران.. حتة مني ومنك
حاجة ياما فكرت فيها وتخيلتها، حاجة ياما أتمنت تعيشها
فوقها من هبلها وجنونها تاني، مش عنده استعداد ابدًا يتعامل مع حالة لينا دلوقتي
كاران بضيق وعصبية- علشان كدا أحنا لازم نتخلص منه، لأنه مينفعش بأي شكل من الأشكال يكون بيننا حاجة، مينفعش يالينا.. لا زمان ولا دلوقتي ولا بعدين ولا عمره هيحصل، لينا.. أنا عارف كويس أن حالتك دي وأفكارك دي بسبب حالتك النفسية وإنك تعتبري منتكسة دلوقتي.. علشان كدا بعديلك وساكت.. لكن الأفكار دي تروح من بالك نهائيًا
ياما وقتها هعرف شارف كل حاجة وخراب بخراب بقى
هزت راسها بفهم وإستيعاب و- فاهمة فاهمة.. أرجوك متاخدش على كلامي.. أنا دلوقتي جوايا أتنين، دلوقتي بفكر براسين، كل حاجة جوايا مقسومة
هز راسه بتفهم وهو لسة ملامحه واجمة
– دلوقتي هترجعي لدكتورك وتشوف عمر البيبي دا قد أية.. علشان نشوف هنقرر نعمل فيه أية
وقف من مكانه و- أنا لازم أمشي، ورايا حاجات لازم أعملها.. كلميني في أقرب وقت
خرج وبعده لينا، مشيوا من غير ما ياخدوا بالهم من العربية اللي مرقباهم، يمكن من زمان أوي.. والبسمة الساخرة المرتسمة على الشفايف
*****
‘ اعرفي إني دايمًا موجود علشانك ياكاميليا وبأي صفة عايزاني فيها هكون موجود معاكي.. سيبك من مشاعري ليكي، أعتبريني زي أخوكي.. أنا بديل أخوكي كامل في حياتك، أنا هقبل أعيش الدور دا في حياتك في أي وقت.. بس أطلبيني لما تعوزيني ‘
دي أخر كلمات قالها يوسف وهو بيودعها.. وبيباركلها على جوازها، كان فيه تحذيرات كتير في كلامه، كان حاسس إنها هتحتاجه في يوم، هتلجأله علشان تهرب من كاران
فعلًا ضاقت بيها الدنيا وملقيتش غيره
طلعت رقمه ورنت- يوسف أزيك.. انا كاميليا..
كملت ببكاء- يوسف انا محتجاك.. محتجاك أوي
بعد ساعتين،
وقف يوسف عربيته قدام بيت كاميليا لقيها واقفة في الجنينة مستنياه، معاها أولادها والشنط!
نزل من عربيته وقرب منها بخطوات سريعة يقول بقلق- كاميليا أنتي كويسة طمنيني في أية
مسكت في دراعه تقول بتوسل- خدني من هنا أرجوك.. خدني لبعيد عن هنا، لأبعد مكان عن كاران، متخليش كاران يوصلي
سندها بدرعاته و- طيب اهدي، عرفيني الحقير دا عملك أية
– عملي حاجات كتير وحشة أوي، وجعني أوي.. ودمرني.. بعدني عنه.. خدني أنا وأولادي أرجوك
سندها لحد العربية ركبها ورجع أخد سيف يركبه ورا وعربية كارميلا، حطها جنب سيف و- خلي بالك من أختك ماشي؟
– حاضر ياعمو.. بس أنت مين وأحنا رايحين فين.. ومامي بتعيط لية؟
مسح على شعره بحنان و- متقلقش ياحبيبي ماما كويسة وكله هيبقى تمام
حطلهم حزامات الأمن وحط الشنط ورجع يركب جنب كاميليا
– كاميليا..
– مشيني من هنا بعدين نتكلم يايوسف، أرجوك لازم امشي قبل ما كاران يجي
هز راسه بتمام وطلع بعربيته
*****
في الفندق إيـاه، واقف كاران وعفاريت الدنيا كلها بتتنطط حواليه، بيزعق بعصبية- يعني أية كل تسجيلات اليوم دا مش موجودة، أنت عايز تجنني..
– دا اللي حصل ياكاران بية
– الكاميرات كلها اتعطلت على حظي أنا يعني
نفى الفني براسه و- لا يافندم.. مش حكاية تعطيل، الكسجيلات اتحذفت بفعل فاعل
بصله بدهشة ورجع يقرب منه و- بتقول أية.. اتحذفت بفعل فاعل؟
– اه يافندم.. الكاميرات كانت شغالة ومسجلة أحداث اليوم، لكن اتحذفت بعدها
– طيب الحاجات دي مينفعش ترجع؟
– هترجع بس هتاخد وقت كبير عقبال ما ترجع
– مش مهم عندي الوقت المهم ترجع أعملوا كل اللي تقدروا عليه، عايز دا يكون شغلكم الشاغل.. فاهمين؟
هزوا راسهم بتمام ومشيوا، بقى هو واقف حاطط إيده في وسطه وبيحرك رجله بعصبية
بدأ يتأكد أن الأمر مش مجرد غلطة، الحكاية وراها كواليس كتير مش مفهومة
لمح جوليا بتقرب منه اللي نطقت اسمه بإستغراب وهي بتقرب منه- كاران.. أنت بتعمل أية هنا؟ الأجتماع لسة بالليل
– كان في حاجة بسال عليها هنا
– اه.. طيب تحب نتغدا سـوا؟ دا معاد الغدا وكنت رايحة المطعم
قاطعها- لا أنا لازم امشي ياجوليا أشوفك بعدين
مشى وهي بتبص لضهره ببسمة خفيفة و- أمشي طبعًا ياكاران أكيد مشغول.. مشغول أوي ياحبيبي
*****
في بيت في منطقة قيد التعمير..
– أنا فضلت ساكتة كان جوايا نار بس ساكتة، مستنية كل دا يطلع كابوس، يقولي بضحك عليكي رغم إني شوفت الفيديو بعيني بس دا محصلش.. بدل دا عرفت إنها حامل وقتها مقدرتش اتحمل أكتر.. عرفت إني مش هعرف أضحك على نفسي أكتر وأقول أن دا محصلش
والفيديو مش دليل.. خلاص جالي الدليل القوي وأتحط قدام عيوني.. الهانم حامل منه
– أهدي ووطـي صوتك ياكاميليا ممكن؟
بصتله بدموع وضعف و- قولي اعمل أية يايوسف؟
– انا لسة كنت هقولك الفيديو ممكن ميكونش دليل.. يمكن ملعوب لكن حملها غير كل أفكاري.. أنا مش هقدر أقولك تعملي أية لإنها حياتك.. ومش هقدر أقف ساكت
علشان كدا أعرفي إني وراكي ومعاكي
قولي أنتي عايزة أية وأنا هعملهولك.. مهما كان هنفذهولك
المهم ترتاحي
– أنا عايزة أطلق.. عايزة كاران يطلقني ويطلع من حياتي وبس، كاران سمم حياتي بما فيه الكفاية، دمرني كتير وكنت مفكرة دا بدافع الحب الكبير، وأستحملت بحجة الحب
لكن كفاية لحد كدا
علاقتنا لازم تخلص.. حكايتنا لازم تنتهي..
طلقني من كاران يايوسف
هز راسه بوعد و- هطلقك منه.. هخلصك منه وعـد
أبتسمت ليه وعيونها مدمعة، لأول مرة من وقت طويل تحس أن ليها سند تسند عليه
عند كاران..
أخر اليوم، دخل وهو بينادي- كامي.. كاميليا، سيف.. كارميلا حبيبة بابا
سـاب المفتاح في الباب ودخل وهو بيبص حواليه بتوجس، لما لقى كل الأنوار مطفية، والهدوء.. هدوء موحش مالي المكان
خايف.. يكون المرة دي اللي خايف منه حصل، من ساعة اللي حصل وهو كل يوم يدخل البيت دا بيبقى خايف ميلقيهاش
وتقريبًا اللي بيخاف منه حصل!
طلع يجري على فوق وهو بينادي بأعلى صوته- كاميليا.. كاميليا
فتح باب أوضتهم.. باب أوضة الأطفال، كل البيت.. ملهاش آثر
رجع لأوضتهم تاني دخل الدريسنج روم لقى كل هدومها مش موجودة.. كل حاجاتها مختفية
شـد الستاير اللي قدامه يوقعها على الأرض وهو بيصرخ باسمها- كامـي..
موجود في نص الأوضة تربيزة كبيرة عليها صندوق مفتوح مليان ساعاته رماه على أخر دراعه هو وكل أزايز العطر بتاعته وبتاعتها
وهو بينادي اسمها بجنون
– قولتلك متمشيش، هصلح كل حاجة بس متمشيش
لية ياكامي لية..
طلع من الأوضة وهو شبة ماشي بيترنح.. مش شايف قدامه من غضبه، صدمته.. عصبيته وزعله
مسك فونه وطلع رقمها يرن مرة في أتنين مفيش رد
قبل ما الفون يتقفل خالص
رمـى الفون في الحيطة نزل مدشدش
وبتوعد- ماشي ياكاميليا ماشي.. أهربي قد ما تهربي.. هلاقيكي وهترجعيلي وقتها هدفعك التمن.. هعرفك أزاي تسيبيني وتمشي.. أزاي تهربي مني.. مني أنا.. كاران وادي.. جوزك
يتبع…

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الثامن

 

8..
– أيوة يابابا عايزهم يلفوا مصر كلها، كاميليا تكون عندي قبل ما النهار يطلع سامعني، كاميليا واخدة عيالي معاها مختفية بيهم، مليش دعوة أتصرف.. أتصرفوا بس مراتي وأولادي يرجعولي
صرخ بأعصاب منفلتة في أخر كلامه وهو بينزل سلالم البيت، اللي قلب لمدعكة حرفيًا كله مكسر ومدشدش، ساعة كانت كافية إنه يدمره بالشكل دا
– مش ههدى متقوليش اهدى دي.. مش لازم تعرف لية مشيت المهم تعرف ترجعهالي.. تليفونها مقفول، ومش واخدة عربيتها لو وخداها كنت عرفت أجيبها، لو الزفت مفتوح كنت عرفت جيبتها لكن كل حاجة مقفولة..لحظة.. لحظة تاب سيف..
مسك اللاب بسرعة علشان يشوف موقعه الحالي، نزل عنده الابلكيشن من لما سيف بدأ يستخدم التاب، علشان لو حصله حاجة.. او تـاه يقدر يوصله
فتح اللاب يحاول يوصله لكن معرفش
قفل اللاب بعصبية و- معرفتش أوصلهم برضوا
شـد في شعره بضيق، حالته لا تسر، فاتح كل أزار قميصه ورغم كدا لسة حاسس بخنقة، رافع أكمامه وشعره حالته مُزرية من كتر الشـد فيه
مقدرش يتحمل إنه يفضل ساكن مكانه بلا حراك وهو مش عارف مراته وأولاده فين
طلع من البيت وركب عربيته يلف بيها بلا هوادة، راح كل الأماكن اللي ممكن تروحها كاميليا، بيتها، بيت قرايبها اللي مش بتزورهم كتير، كل الأماكن المفضلة، كل الفنادق القريبة، سأل لينا رغم عارف إنها مستحيلة تكون هناك
كلم أهلها.. راح المطارات..
ملهاش آثر
كلم حد من الحسابات و- لو أي فيزا من اللي مع كاميليا هانم أتسحب منها فلوس ياريت تعرفني وتعرفلي سحبت منين بالظبط
قفل معاه وجاله إتصال من والده رد بلهفة- اه يابابا عرفت حاجة؟
– أنا خليت رجالتنا يدوروا عليها وكلمتلك شركة آمن كمان.. أهدى وهنلاقيها.. بس عرفني أية اللي حصل بينك وبين مراتك يمكن هي حبت تهدي أعصابها شوية وعايزة تبعد
بقسـوة- مفيش بُعد.. عايزة تهديها تهديها في بيتها.. عمومًا لما توصل لحاجة عرفني
قفل معاه وباباه بيتنهد بقلة حيلة من تصرفات ابنه
جن جنونه.. بسبب مراته وأنتهى الأمر!
*****
قفل يوسف فونها وتاب سيف، كسر كل الفيزا كارت بتاعتها والخطوط و- كدا كله تحت السيطرة، وولا هيعرف يوصلك
بصتله بشكر وعرفان- شكرًا بجد ليك يايوسف من غيرك كنت هضيع ولا كان يجي في بالي أعمل كل الحاجات دي بس..
كملت بتردد- هصرف منين، أنا معايا فلوس..
فتحت شنطتها تطلع فلوس كاش.. كانت كتير لكن بالنسبة ليها ومستوى معيشتهم متكفيش
– بس مش هتكفي.. كنت عايزة اسحب قبل ما نقفلهم
مسك إيدها يضغط عليها بخفة وبلوم- هتزعليني منك كدا ياكاميليا، طول ما أنا موجود متفكريش في حاجة.. ومتشيليش هم حاجة، كل اللي محتاجاه أنتي والأولاد هتلاقيه.. أزتوا ملزومين مني
– بس كدا هنبقى بنتقل عليك
– متقوليش كدا.. أنتي كاميليا..
كمل بصوت أهدى- زي أختي وأكتر.. وأنتي عارفة كدا كويس
كمل- اليومين دول مش هينفع تطلعي من البيت خالص أنتي والأولاد لحد ما الدنيا تهدا شوية بعدها نشوف هنعمل أية
من زمان وكاميليا سايبة غيرها يفكر ليها
قبل يوسف فيه كاران، لكن في فرق
بين حد بيفكر لمصلحته فيها
وحد بيفكر في مصلحتها هي
حد بيحبسها علشانه وحد بيحبسها علشانها
حد بينتف ريشها وحد بيقص ريشها
علشان تعرف تطير من تاني أقوى وأسرع
ضمت الأولاد ليها وهي بتفكر فيه، ياترى حالته أزاي دلوقتي؟
ثائر مجنون.. متعصب.. كان عندها القدرة إنها تتخيل حالته
بس مهما أتخيلت مش هتجيبها،
رجع كاران البيت على الفجر، دخل وقعد على الكنبة بتعب يحاوط راسه بإيديه ويبص للأرض بشرود، عارف إنه غلطان في حقها، بس مش قادر يعترف أو يتقبل أن دا يكون عقابها ليه، تعمل أي حاجة إلا دي.. إلا إنها تفارقه
هو قايلها دا، هي أجادت إستخدام سلاحها ضـده
فتح فونه يبص لخلفيته، صورة ليهم سـوا مع الأولاد
بصلهم بإشتياق كأنهم مفارقينه من سنين مش ساعات، هو متعلق بيهم بجنون، مرتبط بيهم، مكتفي بيهم
حياته هما..
غلطة وحدة بس.. هتخسره كل اللي بناه في سنين، اللي ضيع عليه عمره، شقى عمره زي ما بيقول
غلطة وحدة.. مش هيسمحلها تخسره حياته
الشكوك جواه بتزيد، من وقت ما عرف أن التسجيلات اتحذفت بفعل فاعل وهو مبقاش فاهم حاجة
دماغه واقفة هناك.. لما لينا دخلت، وعرض عليها يشربوا عصير ويتكلموا شوية سـوا زي زمان، تفضفضله يمكن ترتاح لما لاحظ تعبها
خمولهم سـوا، نظراتهم النعسانة، محاولات لينا إنها تقرب وصـده ليها.. محاولاته إنه يقاوم اللي بتضعف
بعدها كله ضباب..
مسك راسه اللي هتنفجر يضغط عليها بتعب، مش فاكر حاجة غير صدمته الصبح وهو بيفتح عينه ولينا جنبه، حضناه وهدومهم مرمية في كل حتة، خضته وهو بيتعدل ويزوقها بأقوى ما عنده كإنها وبـاء لدرجة وقعها من على السرير
صدمته وهو بيستوعب هو عمل أية.. في مين ومع مين
في كاميليا.. حبيبته.. مراته.. أم أولاده
ومع لينا!
صاحبته وأخته! لازم يفهم الملعوب اللي بيحصله، بس قبل الملعوب وقبل أي حاجة، لازم يلاقي كاميليا
بعد يومين..
جاله أتصال من رقم غير معروف، رد بلهفة يمكن تكون حاجة هتوصله ليها- ألو مين معايا
– معايا كاران وادي؟
رد بترقب- أيوة
– مع حضرتك المحامي عزت فاروق من مكتب محاماة الفاروق للشئون القانونيو، بكلمك بخصوص كاميليا هانم..
أول ما سمع اسمها وقف عن قعدته يقول بلهفة- كاميليا هي فين.. وأنت مين وأي علاقتك بيها
– ممكن تهدأ حضرتك علشان نعرف نتكلم
حاول يتحكم في أعصابه، كمل المحامي- أنا بكلمك بناءًا على طلب موكلتي، مدام كاميليا طالبة الإنفصال ودي اخر مرة تطلبه بهدوء ومن غير شوشرة.. ياريت يتم بالأتفاق ما بينا ياما وقتها هنضطر نلجأ للمحاكم
– أنا عايز أقابلها
– كل كلامك معايا أنا.. هي عملالي توكيل
صرخ فيه بأعصاب منفلتة- بقولك عايز أقابلها حالًا.. عرفني مكانها ياما..
قاطعه المحامي بنبرة هادية- كاران بية ياريت حضرتك تاخد بالك من كل رد فعل يطلع منك دلوقتي، علشان مضطرش استخدمه ضدك في المحكمة بعد كدا
هسيب لحضرتك يومين تفكر وهتصل اعرف قرارك
قفل معاه.. جـه كالعاصفة وسابه في عاصفة
هز راسه مرتين تلاتة بتمام.. و- ماشي ياكاميليا.. ماشي
أعملي اللي تعمليه ياكامي.. أدلعي براحتك يابيبي
رنـة من لينا قطعت أفكاره لكنه قفل في وشها، مفيهوش أي خلق علشان يتعامل مع لينا دلوقتي.. وجنانها
جنانه كفاية..
*****
– أنا عايزة أنزل أشتغل.. مش هقدر أقعد في البيت أكتر من كدا، أنا كنت مقدمة على شغل في شركة **** وجاتلي موافقة
– كاران عارف بإنك هتقدمي فيها؟
هزت راسها بآه فنفى بلا و- يبقى مش هتروحي، مش بعيد إنه سايبلهم خبر لو روحتي يعرفوه
بإحباط- طيب أعمل أية دلوقتي، هفضل محبوسة هنا يعني علشان ميلقينيش
بصلها قبل ما يبتسم – بسيطة، تعالي لاشتغلي معايا في شركتي، لسة مفتوحة هنا جديد وملهاش صيت أوي وكاران مش هيفكر إنك ممكن تشتغلي في مكان مغمور كدا مع الخبرة اللي عندك
بصتله بتأييد قبل ما تقول بإحراج- بس كدا كتير، هبقى قاعدة في بيتك وطرداك منه وكمان هتشغلني عندك.. كدا كتير أوي
– كاميليا بطلي الحساسية دي وبعدين أنا اللي بستغلك في حوار الشغل دا، أنتي أحسن مني بكتير حاليًا هنا..
بيقدر يعطيها ثقة في نفسها بأبسط الكلمات، يخليها تاخد خطوة من غير تفكير كتير وتردد.. أبتسمت وهي بتهز راسها بتمام
*****
– لينا..
صوت شارف من وراها وهي ماسكة كوباية بتغسلها في الحوض وحطاها تحت الحنفية مليانة مية ولسة بتتملي وهي مش حاسة، قفل الحنفية وهو بينادي عليها وينغزها في كتفها- يابنتي
أنتفضت بخضة وبصتله قبل ما تنتبه للي حصل فسابت الكوباية ومسكت غيرها تغلسها و- معلش مخدتش بالي
سند بضهره على الرخامة جنبها يبصلها بتقييم و- لينا أنتي بقالك فترة مش عجباني، في حاجة حصلت لازم أعرفها؟
بلعت ريقها و- حاجة أية يعني وبعدين مالي أنا كويسة
رفع إيده بإستسلام- مقولتش حاجة متعصبيش نفسك أنا بس قلقان عليكِ.. لينا.. لو في حاجة عرفيني.. لو واقعة في مشكلة قوليلي.. أنا شارف.. حبيبك.. هنحلها سـوا وكله هيبقى تمام
بصت قدامها تكتم دموعها، عايزة تقوله إنها متستحقش دعمه دا، حبه وتفهمه، عايزة تقوله إنها أحقر من ما هو شايفها دلوقتي..
عايزة تعتذر كتير.. أوي!
ردت بصوت مخنوق- مفيش ياشارف، أنا كويسة
بصلها لمرة اخيرة قبل ما يهز راسه بتمام و- هروح اكلم كاران، بكلمه بقالي يومين مبيردش مش عارف لية!
تعرفي لو حاصلة معاهم حاجة؟
– لا معرفش كاميليا كمان مبتردش
وهي معندهاش جراءة ترن من الأساس..
سابها وخرج ورجعت هي في دوامة تفكيرها اللي ملهاش نهاية، معادها مع دكتورتها بكرة، تتمنى.. مش عارفة تتمنى أية
الكارثة هتفضل كارثة، لو مش ابن كاران
مش معناه ان الغلط محصلش، بس نص الغلط ولا الغلط كله!
جالها صوت نوتفكيشن فسابت اللي في إيدها ومسكت الفون، لقيت رسالة جايالها من رقم غريب على الواتس، فيها فيديو.. فتحته وهي بتترعش، لما بدأت تستوعب أية دا، نفس الفيديو اللي أتبعت لكاميليا أكيد
شافته.. كان ليها وهـي جنب كاران نايمين سـوا بمنتهي العمق وهي بتتحرك بتحاول تلاقي نومة مريحة لحد ما وصلت لحضن كاران وسندت على دراعه ونامت بإستكانة.. في الفندق، وش الفجر.. بعد ما حصل اللي حصل!
اللـي عقلها مش قادر يستوعب فداحة اللي عملته فبيكرر المشاهد كإنها ضباب، مش مستوعباه، مش فهماها
مع رسالة
‘ أرتحتي لما وصلتي أخيرًا لحبك الأول يالينو.. صح؟ ‘
سابت الفون يقع من إيدها بخضة، وهي بتبص لشارف اللي قرب منها باين عليه الخوف عليها، تبصله وهي بتنفي بلا بهيسترية
– لينا مالك في أية، أية اللي أتبعتلك عمل فيكي كدا
ميل علشان يمسك الفون خطفته منه وقفلته بسرعة وبنبرة مرتجفة- مفيش.. مفيش أنا كويسة
صوت بكاء علي فقالت وهي بتزقه ناحية أوضة علي- شوف علي ماله وأنا هدخل الحمام
– لينا! متأكدة إنك كويسة؟
سألها لمرة تانية.. مرة أخيرة، فرصة تانية.. فرصة أخيرة
لكنها كعادتها.. بغباءها.. ضيعتها!
– اه كويسة
*****
في بيت كاران، قاعد باباه ومامته وهو بيلف قدامهم من غير هوادة، مامته وهي بتحاول تهديه- ياكاران ياحبيبي أقعد وأهدى وخلينا نتكلم
صرخ بعصبية- متقوليش اهدى دي، متقوليش أهدى وأنا مش عارف بقالي تلت أيام مش عارف مراتي وأولادي فين.. مراتي اللي طالبة مني الطلاق.. مفكرة إنها بالساهل كدا
باباه- كاران اللي بيحصل دا بقى فوق احتمالي حقيقي علاقتك أنت وكاميليا طولت ورخمت أني، الحياة بينكم مبقيتش محتملة.. يمكن هي شايفة اللي انت لسة مش قادر تشوفه، يمكن الحل الأمثل ليكم فعلا الإنفصال.. أبعدوا شوية خدوا بريك من بعض و..
– أنتوا رجعتوا تتكلموا في العبط دا تاني بريك ومش زفت، أية في كلامي مش مفهوم؟ كاميليا ملهاش خلاص مني، كاميليا هتفضل ملكي لحد أخر يوم ليا او ليها على الأرض دي..
– ما لو أنت بتتكلم قدامها بالطريقة دي يبقى من حقها تطفش منك
بصله بضيق، إتنهد باباه و- يابني اللي بتعمله دا غلط، مينفعش تحسسها إنها شئ بتملكه، حاجة أنت متحكم فيها، دي مش وحدة أنت جايبها من الشارع، أنا فكرتك عقلت من زمان وفهمت دا لما بعدت عنك، أتاريك لسة بتفكر بالطريقة المتخلفة دي
– أنا مبفكرش كدا.. ومبعملهاش كدا، هي اللي بتضطررني أوصل لهنا.. للمرحلة دي
لما دايمًا بيكون تفكيرها إنها تبعد عني وتستقل بعيد عني، لما أكون أنا دايمًا بحاول استغل أي فرصة تقرب بيننا في أي حتة تجمعنا وهي في نفس اللحظة بتدور على حتة تنعزل فيها عني
التفكير في دا بيتعبني، إنها مش طايقة وجودي جنبها للدرجة دي بيخنقني
عقله بيلاعبه.. بيفسرله أبسط تفصيلة حصلت ما بينهم بأبشع التفسيرات، علشان يجننه أكتر ما هو مجنون!
الكلام دا كان ماضي وعدى، هو بس اللي بيدور فيه
عقله مش سايبه، بيحاول يقنعه أن كاميليا مسابتوش علشان الخيانة وبس
هي كانت بتدور على فرصة من سنين وجتلها على لحد عندها، هي بتستغل الفرصة، بتستغل الحدث علشان تمشي
كل ما فترة بُعدها تطول، كل ما دماغه هتسوحه
كل ما عقابها يزيد.. كل ما علاقتهم تستحيل
فاق على صوت والده معاه واحد من الأمن و- تعالى شوف دي العربية اللي كاميليا ركبت فيها.. ودا الراجل اللي مشيت معاه ودا أخر مكان أتشافت فيه العربية
قرب منهم يسحب اللاب بعنف يبص فيه، دقق في وش الراجل كويس، ملامحه مألوفة..
صوت لينا وهي بتقوله ..كاميليا دي حبه من الطفولة،
ردد اسمه بصدمة- يوسف!
بصله والده و- أنت تعرفه؟
– اعرفولي مكان الحقير دا فين بسرعة
مع إتصال من عزت الفاروق- كاران بية، المهلة اللي كاميليا هانم أعطتها لحضرتك خلصت، أعذرني أحنا مضطرين نرفع على حضرتك قضية خلع..
زي ما المصايب لا تأتي فرادي، فالإتصالات لا تأتي فرادي..
إتصال من الفندق و- كاران بية أحنا قدرنا نرجع جزء من التسجيلات.. لو حضرتك حابب تـ..
– أبعتوهالي على الواتس
قالها وقفل في وشهم، مبقاش شاغل باله يعرف مين بيلعب بيـه، عايز يعرف لعبة كاميليا أخرها فين..
– مدام لينا.. الحمل دا عمره..
فتح يوسف الباب وبص للي قدامه بصدمة قبل ما ينادي- كاميليا في حد عايز يشوفك
وبصله يسأله بتعجب- أنت عرفت مكاننا ازاي؟
يتبع…

 

رواية لا تثقي بالرجال الفصل التاسع

 

9..
– اسمه يوسف طارق بنداري، دا كل اللي أعرفه عنه، مش عارف.. دي مهمتك أنت إنك تجبلي قراره وتعرفلي ساكن فين، هستنى منك إتصال في اقرب وقت
قفل معاه ودور على رقم تاني، لسة هيرن لقى والده مسك إيده يوقفه- كفاية كدا، كلمت ناس بما فيـه الكفاية، استنى سيبهم يشوفوا شغلهم وخلينا في اللي أحنا فيه
كاران وهو بيشاور بكف إيده المفرود- ما دا اللي أحنا فيه، كاميليا مع راجل تاني غيري.. بقالها خمس أيام، دي مش مشكلة بالنسبالك؟
باباه بضيق- أنا المشكلة بالنسبالي قضية الخلع اللي بتفكر ترفعها عليك، والفضايح اللي هتحصلنا لو الكلام دا وصل للصحافة
هز راسه بلا مبالاة و- دي أخر حاجة تشغلني، كاميليا تبقى غبية لو مفكرة شوية أوراق يقدروا يفصلوا بيننا أصلًا، لا جواز ولا طلاق ولا خلع اللي يحدد علاقتي بيها، وقربها مني، هـي ليا غصب عن كل المسميات دي
إتنهد وادي بتعب من ابنه، هو غير معجب تمامًا باللي بيعمله بس معندوش حل غير يساعده.. زي ما عوده!
قعد كاران على كرسيه، يبان هادي، يبان راسي.. لكنها لحظات قبل ما يبدأ يحرك رجله بعصبية من غير ما يحس، مغطى نص وشـه بإيده ودماغه بتجيب وتودي..
مش سيباه، مش حلاه
وصله إشعارات كتير، من لينا.. ومن إدارة الفندق
لكنه قفل الفون بلامبالاة، أي حاجة متخصش كاميليا دلوقتي، مش مهتم إنه يشوفها حتى
زفر والده بضيق و- يعني أفهم كدا إن كل شغلنا هيقفل لحد ما تلاقي كاميليا؟
مردش عليه بإشارة إنه نعم، الكون كله حواليه واقف دلوقتي.. واقف عندها، ومش هيتحرك غير لما ترجعله
في العيادة النسائية..
– خير يامدام لينا قلقتيني عليكي المرة اللي فاتت لما مشيتي بسرعة
لينا بتوتر وهي بتنام علي سرير الكشف- مفيش يادكتور كان عندي بس معاد مهم وكنت نسياه.. أنا جاية علشان أكمل الكشف وأعرف عمر البيبي واطمن عليه
– تمام
بدات تكشف عليها قبل ما تقول ببسمة خفيفة- البيبي عمره شهرين يامدام لينا
تنهيـدة كبيرة خرجت منها قبل ما تتعدل في قعدتها و- بس أزاي حصل حمل وأنا منتظمة على أدوية منع الحمل؟
– مفيش وسيلة مضمونة مية في المية
هزت راسها بتفهم قبل ما تقول بتفكير- هو ممكن أنزله؟
رجع جنونها تاني!
مش دا اللي كانت بتفكر تربيه لو كان ابن كاران؟ تكمل بيه حلمها السعيد.. المستحيل!
اللي رنت على كاران علشان يجي يشاركها اللحظة
أي اللي أتغير؟
هي فعلًا كانت بتفكر يكون منه، منتظرة دا!
لما استوعبت اللي بتفكر فيه انتفضت بفزع، مزهولة من الأفكار العبيطة اللي جتلها ومستنكرة.. مستحيل دا يكون حقيقي
هي لازم تلاقي حل لحالتها دي بسرعة
طلعت وهي بتكتب رسالة طالعة من قلبها
‘ الحمدلله ياكاران.. البيبي ابن شارف ‘
*****
مضيت كاميليا العقود وسلمته الورق اللي قفله وهو بيبتسم ويمدلها إيده يسلم و- أهلًا وسهلًا بيكِ معانا كاميليا هانم.. بكرة هعدي عليكِ نروح الشغل سـوا
وقف ووقفت علشان تودعه، هو سايبلها بيته من وقت ما لجأت ليه،
الجرس رن فراح ناحية الباب، فتح يوسف الباب وبص للي قدامه بصدمة قبل ما ينادي- كاميليا في حد عايز يشوفك
وبصله يسأله بتعجب- أنت عرفت مكاننا أزاي؟
مهتمش يرد عليه وإتحرك خطوة لقدام، قربت كاميليا وهي جواها خوف، هتفضل خايفة لأخر لحظة أن كاران يلاقيها وتواجهه وهي لسـة مش جاهزة، وهي لسة مش طيقاه
قبل ما تقف وتنطق بتعجب- شارف!
بصلها وهو بيبتسم بخفة، شال سيف اللي قرب منه يحضنه ويسلم عليه ويسألها بلطف- ممكن نتكلم؟
يوسف- طيب أنا ماشي، معادنا بكرة ياكاميليا متنسيش.. سلام
سابهم ومشى، شاورتله يدخل.. وقعدوا قصاد بعض
– أنت عرفت مكاني أزاي؟
كملت بقلق- وكاران.. كاران عارف إنك هنا؟
– لا محدش يعرف، كاميليا أنا عارف كل حاجة، عارف أنتِ لية مشيتي
بصتله بزهول، عارف وساكت؟ عارف وهادي؟
عارف!
بالبساطة دي، عرف ازاي وأمتى، غابت كتير للدرجة دي، كاران واجهه، لينا أعترفتله.. عمل فيها أية، عمل في كاران أية، كاران كويس؟
كل الأفكار حاوطتها في لحظة قبل ما يسكت كل الزوبعة دي شارف بصوته- محدش قالي حاجة، أنا عارف كل حاحة، لإني السبب في كل اللي حصل
بصتله بصدمة.. وتعجب وعدم فهم، هي عارفة إن الشلـة دي مجنونة من أول لحظة قابلتهم فيها، كانت بتقول أن شارف أعقلهم..
شكلها غلطانة، شكله أتعدى منهم!
– أهدي وأنا هفهمك كل حاجة..
صرخت فيـه وهي بتقف، لما بدأت تستوعب اللي حصل واللي عمله- تفهمني أية، أنت مستوعب أنت بتقول أية! وأحنا بنتكلم في اية.. في خيانة.. أزاي قابل على مراتك حاجة بالفظاعة دي.. على صاحبك وأنت اللي مخطط كمان إن دا يحصل
– أول حاجة لازم تعرفيها.. مفيش حاجة حصلت ما بينهم
– يمكن دي حاجة كانت هتبسطني، قبل ما تيجي وتعرفني الجنون اللي عملته دا، إن ليك يـد في اللي بيحصل، لية.. أية مبررك.. حقيقي عايزة اعرف أية في عقلك خلاك تعمل حاجة متخلفة كدا
لية؟ كنت عايز تتسـلى يعني ولا أية.. ما تنطق؟
صرخ من ناحيته- علشان التفكير كان هيجنني، الخوف اللي جوايا ومبيهداش، الةصوات اللي مش بتسيبني في حالي من ساعة ما لينا بقيت ليـا، خوفي إنها لسة بتحب كاران، لسة بتفكر فيه، كل ما أشوفهم سـوا، بيسلموا على بعض، وقعت عيونها عليه بالغلط ومتشلهاش في ساعتها، لو ضحكلها بالغلط، لمسها وهو بيعدي من جنبها بالغلط
كل دا كان فوق إحتمالي، كان فوق إستطاعتي
– مطلعوش كاران ولينا بس المجانين، طلعت أنت أجن واحد فيهم، لو كل دا في راسك لية مكلمتهاش، لية لو مش قادر تتحمل كنت طلقتها وبعدت وخلاص
لكن! أنا مش قادرة أفهم أنت عملت أية
مش قادرة حقيقي، أنا مصدومة..
قالتها وهي بتقف تديـه ضهرها قبل ما تبصله تاني وبعصبية- أنت اللي بعتلي الفيديو؟ كنت عايز تعيشني في اللي عايش فيه، متتعذبش لوحدك صح؟ زي ما عملت قبل كدا.. أيام المدرسة.. فاكر؟
علشان لينا أتوجعت حبيت تخربها عليا أنا وكاران، عرفتني كل حاجة كاران بيخططلها علشان كاران يخسرني.. علشان أكرهه ومتبقاش انت ولينا بس الخسرانين
لسة زي ما أنت أناني.. وأنا اللي كنت خايفة عليك وقلقانة، حاسة إني بغدر بيك علشان ساكتة، وخايفة أقولك أدمرك.. طلعت غلطانة
عارف؟ كاران بكل اللي فيـه.. بكل السـوء اللي فيه
أحسن منك ألف مرة
على الأقل هو واضح، عارف بغلطاته وبيحاول معاها، ولو مش بيحاول فهو واضح وبيحاول يخليني أتقبلها
لكن أنت..
بصتله من فوق لتحت من غير كلام..
وقف يقرب منها، يحاول يبرر- أنا مكنتش عايز أعمل كدا، بس كنت بفكر أحطهم في مكان سـوا.. أوفرلهم كل الظروف وأشوف هي فعلًا بتحبني ونسيته ولا لا..
بسخرية- وأكتشفت أية؟
– يمكن حب كاران ليكِ أقوى من حب لينا ليـا.. بس دا ميبرأهوش
بص في الأرض قبل ما يرفع عيونه وهو بيشرح خطته.. ويشرح قصـده- جوليا صديقة قديمة ليـا ولكاران.. طلبت مساعدتها مكانتش فاهمة حاجة، لكن لإنك ضايقتيها في الحفلة قالت تعمل فيكِ مقلب، لما فهمت إن مش هيحصل حاجة وكله تحت الكنترول
ساعدتني في إننا نحط مخدر في العصير، وأدخل واطلع بسهولة من الجناح.. وإنها تلعب في الكاميرات
طلع فون من جيبه فتحه، ورهولها.. الحكاية من البداية، أزاي كاران ولينا شربوا عصير عادي، قعدوا يفضفضوا سـوا، بدأ يملاهم الخمول والكسل، محاولات لينا الواهيـة إنها تقرب من كاران.. قبل ما تستوعب اللي كانت هتعمله وتبصله بصدمة وترجع لورا.. وصـد كاران ليها عمومًا..
قبل ما تحاول تاني.. وبعدها تقع مغمي عليها، محاولة كاران إنه يفوقها قبل ما يستسلم جنبها..
دخول جوليا وشارف الأوضة.. هنا مقدرتش تكمل الفيديو وبعدت وشها وهي بتبص لشارف بإشمئزاز و- ازاي عملتها؟ بإيدك؟
مقدرت تنطقها، بتقدم مراتك لغيرك.. لكنه فهمها
مشى الفيديو شوية، كان وهما نايمين بإستكانة من غير أي حاجة، كاران قرب من لينا بان إنه بيحاول يشم ريحتها، لما لقيها مش المطلوبة، مش ريحة كاميليا، مش ريحة شعرها
بَعد عنها تاني وخبى وشـه في المخدة وكمل نوم..
دمعت عيونها وهي بتشوف اللي بيعمله، وهي ظلماه، حتى وهو مش في وعيـه كان صاينها، حاببها، مش طالب غير قربها هـي..
حتى وهـو فاقد كل حواسـه، قلبه كان عارفها
– محصلش حاجة أهـو.. كملت في لعبتك الحقيرة دي لية؟
– علشان دا..
قال بجمود وهو بيمشي الفيديو شوية
لما صحيوا من النوم وظهرت عليهم معالم الصدمة، كاران بيلف حوالين نفسه بجنون وبيبص للينا كل شوية بعدم تصديق، ولينا قاعدة باصة للأرض بزهول
كاران- مستحيل دا يكون حقيقي.. مستحيل
فضل يرددها وهو واقف قدام المراية، يبص لنفسه بصدمة.. كإنه بيشوف كاميليا قدامه..
شارف وقف الفيديو و- لو كان فضل مصدق نفسه كنت هقفل اللعبة وهسكت وهطمن.. بس..
شغل الفيديو تاني وصوت لينا بتقول ببهوت- هنعمل أية؟
وقفت تزعق- قولي هنعمل أية بعد اللي حصل دا
صرخ فيها وهو بيقرب منها- وطـي صوتك..
قبل ما يكمل- اللي حصل دا مينفعش حد يعرف بيـه، روحي دلوقتي.. روحي ولما تفوقي كلميني
قالها وكمل لبس هدومه وخرج بسرعة كإنه بيهرب من المكان..
وخلص الفيديو
سألت كاميليا بتعجب- أية اللي حصل مش فاهمة؟
– إستغرابهم مطولش، معناه حاجة وحدة، إن الفكرة دي جت ولو لمرة وحدة لتفكيرهم إنها تحصل
علشان كدا لينا معترضتش كتير.. وكاران.. كان مهم عنده محدش يعرف.. وبس.. علشانك علشان كان خايف يخسرك
علشان كدا كملت خطتي
نفت براسها مش هتسمح أفكاره المجنونة تسيطر عليهم تاني
– اللي بتقوله دا مش طبيعي، أنا مصدومة فيك، وفي نفس الوقت زعلانة عليك.. شارف..
نطقت وهي بتقرب منه تبصله بحنية.. حنية أخت لأخ و- لما كنت عايش في العذاب دا لية مجيتش تحكيلي، زي زمان؟
بص للناحية التانية ومردش، اي مخاوف دي اللي يقولها؟ أنا حاسس مراتي لسة مبتحبنيش؟ قلبها متعلق بحبها الأول؟ بجوزك!
– هتعمل أية دلوقتي؟ مينفعش تكمل اللي بتعمله وهما مغلطوش
صرخ- لا غلطوا، غلطوا إنهم لسة مخبيين عليا
– يجوا يعترفولك أزاي! يقولولك أية!
– يقولوا أي حاجة أنا معود لينا من زمان تقولي كل حاجة كل مصايبها وأنا بصلح من وراها، أنا عشت مع لينا اللي أصعب من كدا.. عملت علشانها كتير، جت عند دي ووقفت لإنها جواها شـك.. حاسة بالذنب ناحيتي
– أنت لازم تتعالج.. كلكم لازم تتعالجوا
صرخت فيه قبل ما تكمل بهيسترية وهي بتمسك شكرها تشـد فيه بتعب- أنتوا كلكم مجانين، أنا تعبت منكم وبسببكم، كلكم مجانين
بدأت تنهار قرب منها بسرعة يسندها و- كاميليا..
– متنطقش اسمي، يعني دلوقتي لو كاران دخل وشافني جنبك هيشك فيك! قولي!
– لا.. لأني شارف.. عارفني.. وعارف بحبي للينا، بس لو شافك مع يوسف هيشك وأكتر كمان
علشان كدا أنا هنا.. دا أخر مكان لازم تكوني فيه ياكاميليا
زقت إيده و- ملكش دعوة بيا، متعملش إنك خايف على مصلحتي، لو أنا هنا.. فأنا هنا بسببك من الأول، بسبب اللي عملته أنت
– عارف علشان كدا جيت.. مقدرتش أخليكي تتعذبي ةكتر من كدا، أنتي مهما كان تهميني.. أنتي أختي
– مبقيتش مصدقاك.. شارف لو سمحت أمشي
– تعالي معايا، مش هيفوت كتير قبل ما كاران يلاقيكي، لو عرف إنك هنا الموضوع هيبقى اصعب
– يهمك كاران دلوقتي!
– مش هو اللي هاممني، أنتي..
– هو كان كل عقله فيك انت.. كان قرفان من نفسه علشانك أنت، كان مش عارف يقابلك أزاي، يواجهك إزاي، حاسس إنه بيغدر بيك.. وخاينك.. متكلمش بس شوفته وهو بيمسك صوركم أول يومين وأنا مش فاهمة حاجة.. يفر فيها ومش لاقي حل..
أنت دمرتنا كلنا بسبب أفكارك، مستحيل نرجع زي الأول
– ياما قولنا كدا ورجعنا..
بس عمومًا أنتي شيفاهم أبرياء، أنا لسة..
– مليش دعوة أنت شايف أية، أمشي ياشارف لو سمحت، أمشي
شاف استحالة استماعها ليه فبصلها للحظات بأسف قبل ما يمشي
وبقيت هي مش عارفة تعمل أية، صدمة كبيرة ممزوجة بفرحة أكبر..
أكبر أواجعها متحققتش، كاران بيحبها.. مخنهاش
ظلمته!
لأول مرة تكون ظالمة كاران حقيقي
*****
فتح كاران الفون يقرأ رسالة لينا قبل ما يبتسم براحة كبيرة.. فتح الفيديوهات اللي مبعوتاله من إدارة الفيديو
تبين إن في حد دخل من بلكونة الجناح اللي جنبهم لجناحهم..
وفيديو تاني فيه الحكاية من البداية، ازاي كاران ولينا شربوا عصير عادي، قعدوا يفضفضوا سـوا، بدأ يملاهم الخمول والكسل، محاولات لينا الواهيـة إنها تقرب من كاران.. قبل ما تستوعب اللي كانت هتعمله وتبصله بصدمة وترجع لورا.. وصـد كاران ليها عمومًا..
قبل ما تحاول تاني.. وبعدها تقع مغمي عليها، محاولة كاران إنه يفوقها..
وبس..
قفله بعصبية، الفيديو خلص على أهم لقطة
بعتلهم يستعجلهم ويستفسر- مين اللي كان موجود في جناح 455؟
من اللي هو فيه نسي.. إنها جوليا!
وإنه وصلها يومها لجناحها بنفسه، عقله مبقاش فيه!
بص للساعة قدامه كانت عشرة بالليل، معاد نوم سيف، ومعاد وجبة كارميلا الخمسة والستيـن، كان زمانه بيأكلها ومخلي كاميليا تنيم سيف، بيحاول يبعد عنها الأكل ويشوف عصبيتها عليه، كان زمانه أخدلها خمسين لقطة وصورة وهي بتاكل بنهم وتمسك في إيده علشان الاكل ميهربش، أصواتها المتمزجة وهي بتاكل
صوت الراحة لما تشبع وتخلص، هو أبتلى ببنت بتموت في الأكل
لكنه كان أعظم إبتلاء، بسمة خفيفة أرتسمت على شفايفه همس بصوت مخنوق وغصة في حلقه- الأقيكي بس يابابا وأنا مش هعترض تاني على أي حاجة تطلبيها
مسك فونه وبدأ يطلب طلبات، كميات عبيطة من ألعاب سيف المفضلة، أكل لكارميلا، وهدوم ليهم، أي حاجة يشوفها ويتخيل كاميليا فيها
هما كدا كدا راجعين، ولازم تكون الحاجات دي في استقبالهم
لازم يعوضهم..
يتبع…

 

رواية لا تثقي بالرجال الفصل العاشر

 

– أتمنى أول يوم شغل مكنش متعب بالنسبالك
قالها يوسف وهو بيوقف عربيته قدام بيته.. بيتها حاليًا الساعة أربعة العصر، أبتسمت وهـي بتنفي و- كان كويس جدًا، كانت وحشاني أجواء الشغل أوي، ميرسي ليك بجد يايوسف.. على كل حاجة وعلى دول..
شاورت لأولاها.. كارميلا اللي بين إيديها وسيف اللي راكب ورا قبل ما تكمل- إنك سامحلي أخدهم معايا، أنا بجد بقيت محرجة منك جدًا
بلوم- متقوليش كدا ياكاميليا، أحنا اتكلمنا كتير في الحوار دا، شيلي أي حسسيات ما بينا
ابتسمت ليه برقـة، بدأ يرجع ليها رونقها، لونها.. لابسة بدلة نسائية نبيتي غامقة مع شميز أسود، وأكسسورات دهبي، سايبة شعرها الطويل ورا ضهرها، مع ميكب خفيف، وكعب أسود، شكلها لا يدل إطلاقًا إنها أم لطفلين ولا حتى سـت على مشارف التلاتين..
شكلها.. كاميليا، البنت اللي علقت مع كاران أول ما شافها، معرفش يحب غيرها، ولا يشوف.. ولا يقرب!
سكن عندها.. وثبت
نزلوا من العربية وشـال يوسف عربية الأطفال بتاعة كارميلا، مسك سيف في إيده ومشى جنب كاميليا
وقفوا عند الباب يودعها قبل ما تقول بتذكر- يوسف معلش حوض المطبخ بيسرب لو ينفع بس تشوفهولي
– أكيد
دخل معاها وأتقفل الباب، وأتفتح أبواب تانية متعرفش هـي عنها حاجة
عند كاران..
كان قاعد في مكتبه، وصله إشعار برسايل كتير مع رنين فونه، رد بسرعة أول ما لمح اسم المتصل
– عرفتوا توصلوله؟
– أيوة ياكاران بيه، بعتلك صورة لاسم شركته ومكانها وبيته، وصور ليه مع مراته وأولاده
محدش يعرف هو بيدور على مين، الناس دي جديدة..
فتح الصور يتفرج عليها قبل ما يتعدل في قعدته بقوة، اللي بيقول عليها مرات سيف كاميليا.. مراته هو
مسك الفون يصرخ فيه- مرات مين ياحيوان وأولاد مين، دول أولادي أنا ودي مراتي.. مراتي أنا فاهم
الراجل بتوتر- فاهم ياكاران بيـه
– أنتوا فين دلوقتي؟
– قدام البيت.. الباب اتفتح دلوقتي وخرج ومشى، دلوقتي مرات حضرتك والأولاد بس في البيت
قال وهو بيقف وبياخد حاجته بعشوائية- خليك هناك وحط عينك عليهم، إيـاك تحس بيك وإيـاك تتحرك من مكانك لحد ما أجـي
خرج من الشركة وهو بيتنهد براحة، أخيرًا لقيها..
لقى كامي.
بعد نص ساعة، جرس الباب بيرن ضيقت كاميليا حاجبها بتعجب، بصلها سيف يسأل ببراءة- عمو يوسف؟
بما إن محدش بيزورهم من وقت ما جم لهنا غيره!
وقفت كاميليا وهي بترد بتعجب- يمكن نسي حاجة
خلي بالك من كارميل لحد ما أفتحله
راحت ناحية الباب وفتحته وهي بتقول ببسمة خفيفة- لسة زي زمان نساي..
وقفت عن الكلام وفتحت عيونها على أخرها بخضة وصدمة لما لقيته كاران، ساند على إطار الباب بدراعه وحاطط إيده التانية في جيب بنطلونه ببرود
برود = غليان
وبسمة خفيفة مرتسمة على شفايفه = غضب فظيع
وبصوت هادي.. بارد = عاصف
نطق وهو بيتعدل في وقفته- l miss you my sweety girl
‘ أفتقدك فتاتي الحلوة ‘
نطق وهو بيدفعها مرة وحدة لجوه الباب ويقف الباب وراه وهي بتشهق بخضة
وبتنطق اسمه بصوت متقطع- كـاران..
طبق على رقبتها بدراعه، سندها على حيطة وراها، مش خانقها ولا شـادد عليها، بس ماسكها، عيونه متركزة عليها على ملامح وشها.. بإيده التانية بدأ يلمس ملامح وشها من عيونها.. لخدها.. لشفايفها.. لرقبتها
– فكرت إني مش هشوف الوش دا تاني
مسك خصلة من شعرها يلفها حوالين صباعه و- مش همسك شعرك تاني..
شـد الخصلة فتآوهت بتألم بسيط
– كنت هتجنن كل ما أفكر إني ممكن مشوفكيش تاني.. بس شوفي أنتِ فين؟ قدامي.. معايا.. من تاني..
بس منكرش أن المرة دي أتطورتي عن الأول.. أسبوع علشان ألاقيكِ..
سابها فجأة يبعد عنها خطوتين يصقف و- برافوا عليكي
قربت منه هي خطوة تقول برجاء- كاران ممكن تهدأ.. الأولاد..
لما يبدأ خناقه بهدوء.. بيقلب لعاصفة، مجرد ثوانٍ.
وكان معاها حق.. زعق فيها- أنا مش طلبت منك تستنيني.. مش قولتلك هقدملك الترضية اللي عايزاها بس متمشيش، هعملك كل اللي عايزاه بس خليكي، لية مشيتي ومع مين؟
زاد جنونه لما أفتكر، ضحك بسخرية و- مع الحقير اللي أنتي عارفة كويسة إنه بيحبك وبيموت فيكي،
قرب يسألها بعدم تصديق وهو بيمسك دراعها يهز فيها- لجأتيله هو علشان يبعدك عني.. بتقدميله فرصة من دهب
شاور للبيت حواليه بضحكة إستهزاء.. دليل على المهزلة اللي بتحصل و- قاعدة في بيته.. مراتي أنا تقعد في بيت واحد حيوان زي دا، تغيب عني وتهرب مني وتتحامى فيـه
أنتي بتعملي كدا ياكامي
ردت بصوت ضعيف- كنت تعبانة، كنت مخنوقة وعايزة أمشي.. محدش من أهلي عبرني ولو كنت روحت ليهم كانوا رجعوني ليك غصب من غير ما يفكروا أنا عايزة أية.. محتاجة أية، ملقيتش حد أطلب منه يساعدني غيره.. لو روحت أي مكان.. أي فندق.. أي حتة كنت هتعرف تجيبني، كنت عايزة حد يفكر مكاني
كنت عايزة أهدى.. أرتاح
– ترتاحي معايا.. قولتلك تعبك معايا وراحتك معايا، حياتك معايا.. بس شكلك مستوعبتيش الكلمة دي كويسة
عمومًا أحنا فيها
قرب للصالة اللي فيها الأولاد، سيف اللي بيبص للي بيحصل بقلق وكارميلا اللي متابعة أصوات الشجار وبتصقف بمرح
قربت منه تقول بخضة- هتعمل اية
– هرجع كل حاجة لمكانها الأصلي، هترجعوا لمكانكم الأصلي.. بيتي
– أنا مش همشي من هنا.. أنا لسة عايزة أبعد فترة
– ضيعتي فرصتك من إيدك، أنا كنت بحاول أريحك غصب عن إرادتي، لكن دلوقتي خلصت خلاص، هنرجع البيت ياكامي.. وهرجع معاكي.. مش هسيبك حتى تاخدي نفسك من غيري.. مش وجودي جنبك عقاب؟ ماشي.. ياكامي
هيبقى بالنسبالك عقاب وبالنسبالي مكافأة
مال يلملم حاجاتهم الموجودة ويحطها في شنطة بعشوائيـة وعصبية
– كاران ممكن تهدأ ونتفاهم
– متجبليش سيرة الهدوء طول ما أحنا في بيت الحقير دا.. قاعدة في بيته.. بيته!
كرر بإستنكار
كاميليا بسرعة- هو سابهولي من أول يوم
بسخرية- فيـه الخير والله
قفل الشنطة ولف يبصلها كانت واقفة ساكنة،
– كاميليا..
– مش هاجي معاك.. طول ما أنت بالأسلوب دا أنا مش هاجي، هكمل في اللي بدأته، هطلق منك.. العيشة معاك بقيت تستحيل
فضل باصصلها، مكنتش ناوية تعمل كدا، بالعكس بعد مقابلتها مع شارف جزء كبير جواها حن، نسيت غلطته، رجعت تفكر في أسلوبه وعيشته، كانت مستنية تبعد فترة لحد ما تفكر هترجع تتعامل معاه أزاي، يلاقوا حل
لكن.. جـه وبوظ كل حاجة، أثبت إنه كاران وهيفضل كاران
بيمثل التفاهم.. الهدوء والصبر
وعند أول خناقة بيتحول، يهدد.. ويكسر ويخرب
كاران هو كاران
بيتهزم قدامها للمرة التانية؟ رفضاه.. بترفضه للمرة التانية، بتهرب منه، مش عايزاه، مش طيقاه
مش لإنه غلط في حقها، خانها زي ما مفكر، مش دا اللي شايفه في عيونها، حاجة تانية أكبر.. كإنها كاره شخصه، هو.. كاران.. من غير أخر غلطة.. مش غير أي أسباب
للحظة كره إنه دايمًا يجري وراها، يكون معاها ويشوف الرفض والنبـذ، لية يكون هو اللي كتير يتمنوا قربه، يتمنوا رضـاه، أكتر حد بيحبه بيعمل معاه كدا.. بيستغله، بيضعفه،
أخد قرار عارف إنه مش هيطول، وليد اللحظة
– اللي تحبيه أعمليه ياكامي..
قرب ياخد كارميلا ففكرته هيسلم ويبوس ويسيب، لمحته بيشيلها وبيبص لسيف و- هـات شنطة أختك وتعالى ورايا
قربت منه بخضة توقف في وشـه و- أنت هتعمل أية، سيب الأولاد
– الأولاد مش هيبعدوا عني تاني، عايزة تبعدي أنتي براحتك، أولادي هيكونوا معايا
– دي ورقة ضغطك الجديدة يعني
بلا مبالاة- فكري زي ما أنت عايزة، أنا مش هدفع تمن جنونك وتهورك.. مش هبعد أولادي عني بسببك، أولادي هيكونوا معايا، عايزة تخديهم.. جربي
وأداها بسمة خفيفة.. غير لطيفة
تلجأ لقانون.. لحكومة.. لقضايا.. لرأي عام، تلجأ لمحاكم.. لأهل وناس
تروح فين ما تروح، توريه أزاي هتقدر تقف في وشـه، أزاي تقدر تاخدهم منه.. هـو.. كاران وادي
إن عرفت! إن قدرت!
لعبة ومعروف مين صاحبها، أرض ومعروف مين حاكمها، نفوذ ومعروف مين بيملكها..
هي قدام كاران وادي.. وهو في أوج ساعات غضبه، عنده، حقده، حبه
جنونه!
مشى وهو شايل كارميلا وماسك سيف في إيده، لما فاقت من صدمتها طلعت تجري وراه تترجاه ببكاء- كاران أرجوك متعملش كدا.. كاران سيب الأولاد علشان خاطري، متعملش فيهم كدا
معبرهاش فتحله حد من رجالته الباب حط كارميلا في كرسيها الموجود في عربيته كإنه عامل حسابه! مفكر هيرجع بيهم بمنتهى الراحة والتفاهم شكله!
وركب سيف جنبها، أعطى الراجل الشنطة يحطها ورا، وركب جنب أولاده
بص من الشباك لقى كاميليا بتبصله بقهر وحزن، شاورلها وهو بيبتسم بسمة بسيطة.. مستفزة علامة باي قبل ما يقفل شباك عربيته ويلبس نضارته ويشاور للسواق إنه يطلع
وبسمته بتختفي تدريجيًا..
*****
– شارف عايزة أتكلم معاك في موضوع مهم
اللحظة الحاسمة؟ جياله علشان تعترف؟ رد فعله أي يغضب.. يزعل.. يلوم، يعترف إنه عارف وكل دا من تخطيطه؟
شاورلها تقعد جنبه وببسمة لطيفة.. حقيقية، مهما كان دي لينا.. نقطة ضعفه الوحيدة والأولى والأخيرة
– في أية ياحبيبي؟ أنتِ كويسة؟
سأل بقلق حقيقي، ملامحها بتفكره بذكريات مش عايزها، فترات كتير عدت عليهم وهي بتتعالج وتنتكس..
– أنا حامل
لسـة هيبتسم.. كملت- بس عايزة أنزله، أنا مش مستعدة
بصلها بوش من غير ملامح، نطق كلمة وحدة- ليـة؟
بررت بتوتر- مش حاسة إني جاهزة وعلي.. علي لسة صغير ومحتاج رعاية وإهتمام أنا مش هقدر على أتنين
– ما كاميليا قادرة
– أنا مش كاميليا.. وانت مش كاران
أنت مش كاران.. شارف مش كاران، دي المشكلة، المربط.. العقدة
هو عمره ما هيكون كاران، في عيونها.. في حياتها ويمكن في قلبها!
عمره ما هيكون كاران.. كملت- أحنا مختلفين عنهم، كاميليا وكاران حابين يكون عندهم أطفال كتير، كاميليا بتتحمل لكن أنا مش قادرة..
وهو مش سامع.. حاولت تلفت إنتباهه ليها لما سهم، مسكت وشـه تعدله ناحيتها و- شارف أنت معايا؟
– معاكي.. دايمًا معاكي.
– طيب قولت أية؟
– قولت لا..
قالها وهو بيقف، وقفت وراه تقول بتحجج- شارف أحنا كنا متفقين
– إن ميحصلش، لكن طالاما حصل، هيكمل.. هيكمل يالينا
– أنا هرجع أخد أدويتي تاني، الدكتور قالي
أخر ورقة ضغط عندها.. مرضها وتعبها النفسي
كملت- الأدوية دي هتكون مؤذية ليه
– لية هترجعي؟
واجهها، بصتله بتوتر، في سبب دايمًا لإنتكاستها، سبب قوي.. كاران.. دايمًا بيكون كاران
تقوله؟ هتعترف؟ جت اللحظة؟
كمل بضغط- حاسة بأية علشان عايزة ترجعي تاخديها؟ أنتي مش كنتي كويسة؟
بلعت ريقها.. ناداها- لينا.. عرفيني
قرب بحنان، مسـد على خدها و- لو في حاجة مضيقاكي عرفيني.. هنحلها سـوا
غمضت عيونها بإستكانة تنطق بهمس تحسبه مش مسموع.. لكن وصله- المرة دي متتحلش
عيونها مليانة ذنب، رفع وشها يخليها تبصله، عيونها في عيونه و- كل حاجة هتتحل.. طول ما أنا أكتر حاجة بتحبيها في حياتك
عمرها ما نطقتها.. إنه أكبر وأكتر.. وأهم حاجة
لو نطقتها.. لو قالتها.. لو!
قالت بمراوغة- أنت أهم حد في حياتي بعد علي ابنك طبعًا
وبصلها بمرارة، هي بتزود شكوكه بإيدها، بتزود عذابه بنارها،
بَعد عنها ينطق بجمود- أعملي اللي يريحك يالينا
ومشـى.
*****
وصلت عربية كاران قدام قصر وادي، فتحله حد من الخدم وأخد منه حاجة الأولاد، وحد قرب علشان يشيل كارميلا لكنه رفض، يضمها لحضنه أكتر.. محتاج يحس بيهم جنبه لأقصى حد
– مدام كارينا ووادي بيـة فين؟
سأل عن باباه ومامته، جاله الرد- في الصالون الشرقي حضرتك
اتجه للمكان اللي قاله عليه، الباب كان مفتوح شافهم قاعدين سـوا منسجمين بيشربوا قوتهم في وقت المغرب زي ما متعودين، أبتسم وهو شايفهم كان دا في مخيلته صورة بعيدة مستقبلية ليه ولكاميليا
مش سمحاله يحلم بيها بعد إنهاردة
لمحته مامته فوقفت بلهفة جرى ناحيتها سيف وهي استقبلته في أحضانها- سيف حبيبي وحشتني كتير
حضنه كمان وادي، قرب كاران ومـد إيده بكارميلا سلمت عليها كارينا بعدها استلمها وادي ومسبهاش، حفيدته المفضلة..
سألت كارينا وهي بتبصله- لقيتهم أخيرًا.. بس فين كاميليا؟
بصله وادي باستفسار، قعد على كرسي جنبهم بأريحة موسع بين رجليه ورامي براسه على ضهر الكرسي، يبص لفوق و- محبتش تيجي معانا.. فمحبيتش أضغط عليها، حابة تكمل في مسلسل الطلاق بتاعها
بصله باباه بدهشـة.. أسلوبه دا هو عارفه
محبش! سمحلها.. بالبساطة دي سابها
يبقى في إن!
نطق اسمه- كاران..
– خليها تمشي في السكة اللي عايزاها يبابا، خليها تشوف كاران وادي على حق، اللي هي لسة مشافتوش وبتشتكي منه
– متنساش إنها كاميليا.. قبل أي حاجة هي حبيبتك.. وقبل كل دا أم أولادك.. أولادك ياكاران.. متدخلهمش في حرب ما بينكم
– هي اللي أختارت، هي مفكرتش علشان أنا أفكر، متقلقش أولادي مش هيحصلهم أي حاجة.. مش هيمسهم أي سـوء.. محدش يتجرأ يقرب منهم
إتنهد باباه وبصله كاران مستني الدعم.. مستني الأوكية الأخير
دوس ياكاران وأنا وراك.. خرب ياكاران وأحنا معاك
معاك كل الصلاحيات..
– أنا اللي عايزه أن أولاد وادي يتربوا في بيت وادي وبس..
أعرف أن دي الحاجة الوحيدة اللي أنا هقف معاك علشانها.. مش حاجة تانية
أبتسم وهو بيقف، دي بالنسباله هي الضوء الأخضر
– هسيبلكم الأولاد ساعتين زمانهم وحشوكم، هخلص شغلي وهعدي أخدهم
قرب يبوس سيف وبعدها كارميلا بص لسيف و- خلي بالك من نفسك ومن أختك
طلع فون من جيبه أدهوله و- خلي دا معاك من أنهاردة، هكلمك عليه
لاعب شعره بحنان ومشى.
أول ما أختفى من قدام عيونهم أختفت ملامح اللطف والسكينة، ظهرت ملامح الغدر والغضب
طلع رقم وضغط على زر إتصال و- أهلًا أهلًا معالي الوزير.. طبعًا في أقرب فرصة، لا لا خدمة صغيرة، قرصة ودن كدا لحد عايزه يعرف حجمه كويس
آه هي شركة صغيرة كدا في**** نعمل أي طيب كل مَن هب ودب فكر إنه يقدر ينافس ويعادي كاران وادي..
طيب هستنى خبر.. سلام
وقفل معاه..
منساش ينزل صورتين أخدهم ليه هو والأولاد في الطريق
ينزلهم مع كابشن
‘ دومًا موقعهم في أحضاني ‘
رجعت رسايل التهديد؟ رسايل المكايـدة..
لحظات التوثيق..!!!!
يتبع…

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الحادي عشر

 

رنـت عليه للمرة الألف لكن مفيش رد..
متجاهل إتصالاتها وبس، بيكرر معاها نفس اللي عملته معاه بقالها أسبوع، شايف إتصالاتها المتكررة ببرود، قبل ما يعمل الفون صامت ويبص قدامه بلا مبالاة
رمـت الفون على التربيزة قدامها وهي بتزفر بضيق، ودموع محجرة في عيونها، أتفتح الباب في اللحظة دي ودخل يوسف، قرب منها يسألها بلهفة- في أية ياكاميليا مالك، مفهمتش حاجة من كلامك لما كلمتيني
رجعلها إنهيارها تاني، تشكيله بدموع- كاران جـه.. واخد الأولاد رفض يسيبهملي وبكلمه مش بيرد عليا، ومش عارفة أوصل للأولاد
– طيب أهدي وخلينا نفكر كويس
– كنت عارفة إنه عنيد بس متوقعتش هيعند في مصلحة الاولاد هو عارف إنهم لازم يكونوا معايا
– هو بس بيستخدمهم كورقة ضغط عليكي علشان ترجعيله
– لا.. حسيته مش فارق معاه المرة دي رجوعي من عدمه، حسيته مهموش اللي بعمله كإنه عارف نهايته..
– أنا هكلم المحامي وهشوف يقولي نعمل أية
وقف وهو بيطلع فونه وقفته ومنعته- متكلموش، هنعمل بلبلة على الفاضي و من غير نتيجة، مستحيل أقدر أخد الأولاد طالاما كاران مش عايز كدا
بصلها بضيق و- يعني خلاص استسلمتي
– لا أنا بس بعرفك اللي هيحصل
– خلينا نحاول
لسة هيرن، تليفون كاميليا رن مسكته بلهفة يمكن كاران وحن، وعطف عليها
لقيته رقم غريب، ردت جالها صوت غريب- مدام كاميليا؟ مع حضرتك جمال زيدان مسئول الشئون القانونية لمؤسسة وادي، بكلم حضرتك بخصوص إجراءات الطلاق، كاران بيـة بيبلغ حضرتك إنه موافق على الطلاق الودي بينكم، حددي المعاد المناسب ونقدر نتقابل علشان نخلص كل الإجراءات
كل حقوق حضرتك محفوظة وهتقدري تستلميها فورًا، اللي هـي القايمة والمؤخر ومهر حضرتك اللي بيبلغوا تقريبًا 3 مليار جنية ونسبة 15% من أملاك كاران بيـه، تقدري تديريها بنفسك أو هو عارض عليكِ إنه يشتريها منك.. وبخصوص حضانة الأولاد ففي فرصة للتفاوض ما بينكم وكاران بيـه بيقولك مصلحتهم هتكون الأهم بالنسباله
كان كاتبلها أرقام مأهولة، وأملاك ملهاش نهاية، كدليل على حبه، ودليل على إستحالة الطلاق، وحاليًا دليل إنه مبقاش عايزها لدرجة هيسلمها جزء مش بسيط أبدًا من أملاكه!
كعادته غير قنوانين اللعبة، كعادته حيرها، لغبطها
كانت بتسمعه مسهمة، نادى اسمها لما طال صمتها- مدام كاميليا؟
– مع حضرتك، هكلمك مرة تانية ممكن..
قفلت معاه ويوسف بيبصلها بإستفهام، ردت وهي باصة قدامها مسهمة.. شاردة- كاران وافق على طلاقنا ودي، مستناش حتى لقضية الخلع وإني أتنازل عن كل حاجة، وافق وهيديني كل حاجة.. وأحتمال يوافق يتنازل عن حضانة الأولاد كمان
يوسف بسعادة- طيب دي أخبار حلوة أوي، أية اللي مزعلك؟
هـي مش زعلانة.. هـي خايفة.. يكون فخ!
كاران مش بسهولة يسيب، مش بينسحب بلطف، لازم يلدغ، ولو ملدغهاش هـي..
بصت ليوسف اللي جاله إتصال قبل ما ملامح وشـه تتغير كليًا يقول بزهول- انت بتقول أية شركة أية اللي تتقفل.. نيابة؟ مش فاهم أنا جايلك حالًا
ضحكت بسخرية مريرة.. عرفت مين هيتلدغ
مش هيجرح كامي لإنه ميهونش عليه، لكن هيجرح كل اللي يخص كامي
بصلها يوسف ومن ملامحها فهم اللي عايزة تقوله، نفى بلا فهزت راسها بتأكيد و- هو كاران.. دي عملته، بيدفعك تمن إنك وقفت معايا
قالت بإصرار وهـي بتاخد حاجتها- أنا هتصرف
مسك دراعها يوقفها.. يمنعها و- متروحيش ليه، متبينيش خسارتك قدامه، دي أقصى حاجة يقدر يعملهالي وخلاص عملها
متخلهوش يستمتع بنصره
بصتله بأسف هز راسه بتأكيد ليها وبسمة خفيفة إنها تهدأ
– أنا أسفة بجد
– مش ذنبك، أنا اللي أخترت أكون معاكي وبإرادتي
الصبح جـه عليهم وهما بيفكروا، من غير حل..
واقف كاران قدام حيطة كاملة من الأزاز في شركته، في أعلى دور بيبص قدامه للبشر تحت قد أية صغيرين، شبة النمل وهو بيبصلهم من فوق، تليفونه على التربيزة مفتوح، مبين إنه في مكالمة طويلة عمرها ساعات
جـه صوت من الفون- لسـة كاميليا هانم مطلعتش من البيت هـي والراجل اللي معاها
واقف حاطط جيوبه في بنطلونه، باصص قدامه بملامح جامدة.. ساكنة.. هادية!
رد بصوت هادي- لما يحصل أي جديد عرفني
قفل معاه لما أتفتح الباب ودخلت جوليا، لف يبصلها وهي بتقول ببسمة خفيفة- قالولي إنك عايزني
نطق وهو بيقعد على كرسي مكتبه براحة يسند بضهره عليه ويشرف عليها بنظراته- مين اللي أتفقني معاه عليا ياجوليا؟
قالها من غير لف ولا دوران، وهو يبصلها بنظرات حادة
– قولي كل اللي تعرفيه دلوقتي أحسن ليكِ.. وأرحم..
بلعت ريقها، شكله مش كاران، الشخص اللذيذ اللطيف اللي عارفاه، العابث.. شكله مخيف،
حاولت تتهرب- قصدك أية مش فاهمة بتقول أية
– جوليا..
طلع ورق من درج مكتبه الأول رمـاه على سطح المكتب بإهمال و- دا تقرير.. مزيف طبعًا عن سـوء قدراتك العملية هنا وترجمتك الغير حرفية اللي بسببها كلفت الشركة كتير، وعدم إحترامك لسياسات الشركة والتدخل في خصوصية الغير.. همضيه مع ورقة طردك ووقتها هنشوف مين الشركة اللي ممكن تشغلك معاها بعد ما طلعتي من مؤسسة وادي بفضيحة زي دي
قالها بمنتهى البرود وهو بيفتح التقرير وبدأ يمضي ورقة ورا التانية لحد ما وقفته- أستنى، هعرفك كل حاجة
وقف عن الكتابة وبصلها- مستني
بلعت ريقها قبل ما تفجر قنبلتها في وشـه- شارف.. شارف اللي طلب مني أعمل كدا..
وبدأت تحكي ليه كل حاجة وهو بيسمعها ويهز راسه بإيجاب من غير ملامح
خلصت و- أنا عارفة إني غلط بس وقتها حبيت اعمل فيكم مقلب خاصةً لما مراتك أتصرفت معايا كدا و..
– مراتي تعمل اللي عايزاه، كاميليا وادي مش أي حد، كاميليا كل اللي هنا بما فيهم أنا تحت خدمتها.. وأوامرها
غلطتي غلطة كبيرة ياجوليا.. غلطة كلفتنا كتير
بندم قالت وهي بتقرب منه- أنا أسفة عارفة إني غلطت بس مش هتتكرر، أنا هقدم خطاب استقالة وهمشي من هنا
– أتاخرتي.. يمكن كنت هسامح لو جيتي بدري.. من نفسك
قالها وهو بيمضي التقرير بمنتهى البرود، قبل ما يسلمه ليها و- فرصة سعيدة.. يا.. جوليا
نطق اسمها بسخرية قبل ما يشاورلها تطلع برة، بصتله للحظة بقهر وحزن.. ورجاء
لكن من غير فايدة، خرحت وبقى هو ملامحه مجنونة.. متعصبة
مسك فونه يطلع رقم لينا، يرن عليها وصله صوتها الخافت والباهت- نعم ياكاران
– فين جوزك؟
نطق وهو بيقوم من مكانه ويسحب جاكت بدلته ومفاتيحه
– في البيت
– قوليله كاران جاي.. علشان نتحاسب
قالها وقفل قبل ما يسمع صوتها المخضوض- تتحاسبوا على أية كاران قولي هتعمل أية.. كاران
*****
بعد نص ساعة، وقفت عربية كاران بتهور قدام بيت شارف، مصدرة صوت مزعج من صرير عجلاتها، نزل وقفل الباب بعنف وراه، قرب من باب البيت يخبط عليه بقوة وعنف وهو بيرن الجرس مرات متتالية
فتح شارف الباب وهو بيقول- أية في أية..
لقى اللي بيمسكه من رقبته يخنقه ويدخل بيـه البيت، طلعت لينا بخضة على الصوت قربت تمسك في دراع كاران تحاول تبعده عن شارف وبخوف- في أية ياكاران ماسكه كدا لية سيبه أوعى هيموت في إيدك
شـد في خناقه أكتر، وهو بيبص للينا يقولها بغضب- الحيوان اللي بتدافعي عنه هو اللي دبر لينا اللي حصل يومها، هو اللي حطلنا مخدر في العصير علشان يوهمنا أن في حاجة حصلت بينا.. هو اللي دخل علينا و..
مقدرش يكمل ويشرحلها، هي فهمت..
رمـاه على أخر دراعه فوقع شارف على الأرض يتنفس بصعوبة، بصله كاران بقرف و- أنت مجنون.. أكيد مجنون حد يعمل كدا في مراته! سيبك مني أنا.. في مراتك! تحطها في موقف صعب زي دا
وقف شارف في وشـه.. يواجهه و- لو كنت مكاني كنت هتعمل زيي كان هيبقى معاك حجتك
– مستحيل أكون مكانك.. مستحيل أبقى زيك
شارف بسخرية مريرة- طبعًا مستحيل تبقى شارف المثير للشفقة اللي طلع عمره عايش في قلق أن مراته تكون لسة بتحب صاحبه وبتفكر فيه، قلق إنها تسيبه فجأة وتروح ليه، مستحيل تبقى زيي لأنك عايش مطمن مع سـت مبتحبش غيرك..
رفع كاران صباعه يقول بتحذير- متجبش سيرة كاميليا على لسانك..
كانت لينا لسة مصدومة من كلام كاران، باصة قدامها بزهول قبل ما تفوق وتبص لشارف تنطق بدهشـة- اللي بيقوله دا حقيقي.. معقولة! أنت عملت كدا؟
بص للأرض.. ومردش، سألته بغضب- لية عملت كدا.. لية!
– قولتلك.. كنت عايز أعرف لسة بتحبيه ولا لا،
كاران بسخرية- وأكتشفت أية بقى يا..
مكملش وهو بيبصله لفوق وتحت بإستهزاء
قبل ما يكمل بغل وهو بيضم قبضة إيده بعنف- أكتشفت إنك أنت اللي مجنون وفي حاجة في عقلك وبدل ما تصلح اللي عملته.. كملت.. ودخلت كاميليا كمان في خطتك المريضة وبعتلها الفيديو
قرب يمسك في ياقة قميصه تاني و- بفعلتك بعدتها عني تاني.. للمرة التانية يكون ليك إيد إن كاميليا تمشي وتسيبني
– أنا روحت بعدها شرحتلها كل حاجة.. كاميليا عارفة الحقيقة
قال بصدمة- كاميليا عارفة؟
ولسـة ساكتة وبعيدة.. رافضة القرب! طالبة الفراق! والطلاق..
هز شارف راسه بآه، بَعد كاران عنه ووقف للحظة ساكت، حاسس بإحساس ملهوش تفسير، بس مضايق، لية سيباه عايش بعذاب الضمير؟ بالخنقة.. وعدم التصديق
هو نفسه رغم إن كل حاجة كانت بتشير إن حصلت حاجة
كان مش مصدق.. عارف إنه مستحيل بس مش قادر يأكد
بص ليهم.. المواجهة اللي بينهم لسة جاية.. وصعبة
لف علشان يمشي و- اللي كنت عايز أعرفه عرفته، هسيبك يالينا تتكلمي مع الحقير دا، لو عايزة مساعدة عرفيني، ولو عايزة تتخلصي منه قوليلي هخلصك منه
بصله لمرة أخيرة بقرف وسابه ومشى
لف شارف للينا لقاها مربعة دراعاتها وبصاله
حظه إنها لسة واخدة أدويتها، مهدياها رغم إنها لازم تكون في أوج عصبيتها،
– أنا عارف أن اللي عملته ملهوش تفسير بس..
– أنا مستحيل من بعد اللحظة دي أثق فيك تاني، أحس بالأمان وأنا معاك.. أحس إني مع راجل يكونلي حماية وسند، مستحيل.. أنت عارف أنت أية؟
– لينا أنا بس..
– أنت مش واثق في نفسك.. أنت شايف نفسك قليل، لإنك دايمًا بتقارن نفسك بكاران، من غيري.. بعيد عني، أنت شايف كاران أحسن منك.. فمش قادر تصدق إني حبيتك بجد ونسيته، مش قادر تثق إني نسيت حد زي كاران وبقيت معاك أنت
لما ملقيتش أن في حاجة حصلت كملت لعبتك الحقيرة لية.. أنطق؟
صرخت فيه، قال بتبرير- لإنكم مستعجبتوش لما صحيتوا.. خصوصًا أنتي كأنك مصدقة ولو 1 % إن دا ممكن يحصل
– دا تبريرك؟ تفسيرك اللي خلاك تكمل في خطتك المقرفة زيـك.. أزاي إنسان ممكن يكدب حقيقة قدامه؟
حقيقة كانت من صنعك أنت.. فعيشنا في عذاب بسببها، أنا كنت قرفانة من نفسي، كنت حاسة بالأسف عليك.. كنت حاسة إني مستحقش حبك
بس طلعت غلطانة، أنا أحسن منك مية مرة.. على الأقل أنا كنت واضحة معاك، في كل لحظة كنت واضحة، زمان لما كنت أسيب كاران وأجيلك وقلبي معاه كنت بعرفك، لما نسيته فعلًا جيت وعرفتك وطمنتك.. كنت مفكرة إني لما أكون جنب كاران وبيته وحياته.. أشوف بعيني كاران مع أسرته وأشاركهم لحظاتهم وفرحتهم إن دا بيطمنك مش بيقلقك، إني ناسية حبه وإنه أخويا لدرجة إني معاهم في كل لحظة في حياتهم ومش بضايق
أتاري دا كان بيغذي شكوك وأفكارك المريضة
مش مصدقة.. حقيقي مش مصدقة
قالتها وهي بتهز راسها بعدم تصديق وهو بيبصلها بنظرة تانية، نظرة أعمى وأبصر في لحظة..
المشهد شافه من منظور تاني،
– طلقني، مستحيل أعيش تحت سقف واحد مع واحد زيك.. مريض.. مجنون.. معندوش شرف ولا دين، اسم على غير مسمى يا.. شارف
وبصتله بسخرية قبل ما تسيبه وتمشي وهي رافعة راسها، هي مس ست خاينة، هي سليمة.. العقل والجسد والمنطق
كل العذاب اللي عاشته طول الفترة اللي فاتت مبقاش موجود
حاسة إنها أرتاحت..
مصدومة يمكن.. مطعونة.. جايز
لكنها مش غلطانة..
لا في حق جوزها حتى لو ميستهلش
ولا في حق صاحبتها
ولا في حق ابنها.. ونفسها.. تنهيدة راحة مطولة خرجت منها..
*****
رن عليها فمن أول مرة ردت، تقول بلهفة- كاران خلينا نتكلم نحاول نتفاهم.. الأولاد..
قاطعها ينادي اسمها- كاميليا..
سكت يستجمع نفسه.. صوته.. غضبه و- أنتِ كنتِ عارفة الحقيقة
سكتت وهي فاهمة كلامه، صرخ فيها- ردي
– لسة عارفة من يومين
– ومعرفتنيش لية،
– علشان..
– يكون معاكي حجة وأنتي بتطلبي الطلاق، ميكونش عندي عين أرفعها وأواجهك بيها وأقولك لا.. صح؟
– يعني قال الموضوع كان فارق معاك
بسخرية- معاكي حق مكنش فارق معايا، لو عملت مليون غلط في حقك وحق غيرك، لو كنت فعلًا خنتك معاها أو مع غيرها.. برضوا ملكيش مهرب مني.. كان معاكي حق، مش هسيبك
– تخيل وأنت كنت غلطان بتقول كدا، أومال لو مفيش سبب! عمومًا دا كلام فات آوانه أعتقد أنت بعت موافقتك على طلاقنا خلاص
– أمتى بعت!
– كاران؟!!
– مش فاكر إني قولتلك حاجة زي دي
صرخت فيه بجنون- لما دي نيتك من البداية كان لية اللعب دا وتخلي المحامي يكلمني
بضحكة متلاعبة مرتسمة على شفايفه، مش شيفاها.. لكن حساها
– كامي أنتي لسة مفهمتيش أصول اللعبة ياحبيبي؟ دي مجرد كارت، علشان لو الحقير اللي عندك دا وأنتي فكرتوا تتكلموا عن الشركة واللي عملته فيها أقول ياخبر.. أزاي..
مثل الصدمة في صوته و- أزاي أفكر اعمل كدا وأنا موافق بمنتهى الرضا إننا نطلق وبشروطها كمان.. وهديها كل حقوقها.. أزاي بس يتهموني بحاجة زي كدا.. دي كاميليا مهما كان معقول آذيها هي ولا أي حد يخصها
صرخت فيه بزهول- أنت مش طبيعي.. مش طبيعي
– الطبيعي مش في قاموس كاران وادي..
– أنا مستحيل أكمل معاك
– عرفاني يابيبي.. كام مستحيل عدا عليا وحققته.. هسيبك دلوقتي علشان عندي سهرة تجنن مع الأولاد
وقفل معاها.. ورمـى الفون بإهمال على كرسي جنبه، قبل ما يدوس بنزين ويسوق بأقصى سرعة، يطلع غضبه وضيقه وعصبيته في السواقة..
يتبع…

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الثاني عشر

رنيـن جرس باب البيت فوقها من نومتها، إتعدلت وبصت حواليها، نايمة مكانها في الصالة، شعرها مشعث وحالتها حالة، قربت من الباب تفتحه إتفاجئت لما شافته قدامها
نطقت بدهشـة- كاران
بسخرية وهو بيدخل بمنتهى الثقة والبرود- كنتِ مستنية حد غيري ولا أية يابيبي
– أية اللي جابك؟
بملامح ملائكية برر- سمعت أخبار وحشة أوي عن الشركة اللي بتشتغلي فيها قولت أجـي أواسيكِ
قربت تقف قصاده تقول بغضب إتصاعد جواها بسببه- مية مرة أقولك اللي بينا متدخلش حد فيه، متأذيش حد بسببي
– أنا مأذتهوش بسببك، آذيته بسبب اللي هو عمله، بجاحته في إنه يقرب من حد يخصني، ويتحداني.. ياخدك أنتي وأولادي من قدام بيتي.. يعامل أولادي كإنهم أولاده، عايش اللحظة الباشا بسلامته
بصلها بحدة و- بسببك، أنتي اللي أدتيله الفرصة، فكان لازم أفوقه.. أعرفه مقامه، مش ممكن يكون في يوم كاران وادي.. ولا ياخد مكانه في حياتك
نطقت بتهور وعصبية- الحمدلله إنه مش كاران وادي، كفاية شخصية وحدة منك بس في العالم دا، في حياتي..
كفاية أوي
– اممم..
كاميليا بضيق وهي بتقرب تنغزه في صدره بحدة- مش هتزهق بقى، هفضل كل مرة عايزة أطلعك من حياتي وتلزق فيا، كل مرة أسيبك وتدور عليا، مش هتحس على دمك مرة، كرامتك وكبرياءك ملهمش كلمة عليك.. للدرجادي حالتك صعبة، حبك ليا مخليك زي…
كانت بتتكلم وهو بيبصلها بعيون واسعة، بيرجع خطوات بطيئة مع كل كلمة تقولها وهي بتقرب أكتر بتهور، رمش بعيونه مرتين ورفع راسه يبصلها
صرخت فيه- رد عليا.. وريني كاران وادي الاسم اللي طالع بيه السماء وهو قدامي بيبقى لاخرس.. ملهوش صوت.. أقدر أحركه زي ما أنا عايزه، عارف لو دلوقتي طلبت منك تصلح كل اللي عملته وترجع شركة يوسف هترجعها وتخليها احسن من الأول كمان، لو قولتلك أكتبلي كل اللي حيلتك بيع وشرا هتكتبه في ثانية
مسافة بس ما أقرب
قربت منه أوي، لدرجة أنفاسها لذقت فيه، رقـت صوتها.. عدلت وقفتها وبنظرات ناعسة- وأقولك.. كاران.. أنا زعلانة صالحني..
لية؟ لإنك ضعيف، بتقول لعبة ومش لعبة، أنت اللي لعبة بين إيديا، أنا اللي بحركك زي ما أنا عايزة، أنت بكل اللي فيه وبتملكه بتكون ضعيف قدامي..
أنا عارفة نقطة ضعفك كويس اوي، عارفة وبعرف أمتى استخدمها
ببساطة نطق- طيب استخدميها..
وبعدين دي طلباتك يعني علشان أصالحك وكل حاجة ترجع زي ما كانت؟ بسيطة..
لسة هيعديها ويطلع فونه علشان يتكلم، وقفته بصوتها وهي هتصرخ من الغيظ- دا اللي فهمت.. دا اللي قدرت تعمله؟
قرب تاني منها، ياخد هو المبادرة المرة دي، السيطرة، مشى بيها لحد ما حجزها على حيطة وراها، قفل بدرعاته حواليها، يحاوطها و- علشان أنا عارف كامي لما بتكدب.. لما تقول كلام من ورا قلبها علشان بس تعصبني.. تخرجني عن شعوري وأتهور.. بس في بُعدك.. مش هتهور في حاجة نتيجتها ممكن تكون بُعدك
رمشت مرتين بتوتر وبلعت ريقها، مـد إيده يمشيها على عيونها و- أيوة العيون دي بترمش بلتقائية وبتزوغ عينك في كل حتة لما تكوني بتكدبي
بإيده التانية مسك إيدها يضغط عليها بحنان و- إيدك بتقعدي تفعصي فيها.. دليل إن كلامك اللي بتقوليه بيوجعك قبل ما عايزاه يوجعني.. بيهمك زعلي
عارف.. إن حياتك معايا صعبة، أحيانًا مش بتكوني طيقاني، بتجيلك أفكار إنك تسيبي كل حاجة وتمشي زي دلوقتي، بس عارف أن قلبك بيحبني
حط إيده على قلبها اللي بينبض بقوة و- وهو اللي مخليكي رغم الألف سبب اللي مفروض يمشيكي.. قاعدة..
إنك بتحبيني زي ما بحبك..
قوميني..
صلحيني..
حبيني،
بس أبقيلي.
فتحت عيونها بخضة لما قرب منها زيادة، بصت حواليها كان الجو هادي، لسة موجودة لوحدها، كان حلم..
كابوس بالنسبالها، فكرت إنها زي كل مرة إدته الموافقة، رضخت وهديت، ورضيت!
مع كلمتين كل خناقة..
بس المرة دي مختلفة، لازم تكون مختلفة، ياما هتعيش في دوامة ملهاش اول من أخر، ولا بداية من نهاية،
دايرة وبتلف بيها،
مسكت فونها تبص للساعة كانت عشرة بالليل، من بعد ما كلمته وقفلت معاه وهي قاعدة مكانها، من الصبح مشى يوسف علشان يحاول يلاقي حل رغم إنهم عارفين إن مفيش حل
لحد ما يسمح كاران بيـه
لقيته محدث بكذا فيديو وصور ليه وللأولاد، مش عادته ينزل فيديو ولحظات حية، بيكتفي دايمًا بصور!
جتلها في اللحظة دي رنـة من يوسف، أول ما ردت نطق بضيق- شوفتي اللي منزله جوزك على صفحته؟
– آه
– بيبتزك، بيضغط عليكي
نفت، تفسر بدورها وهي بتتنهد- مش أفعال كاران، دا بيعوضني، بيعيشني معاهم اللحظة، بيروي إشتياقي ليهم بطريقته
بسخرية- أنتي مستوعبة بتقولي ةية؟ دي افعال تخرج من واحد لسة كان بيهددك ياخدهم منك
– كاران تركيبة عجيبة مش مفهومة، متحاولش تحلها، أتفرج عليها من بعيد
– علشان كدا عايزة ترجعي تعيشي بعيد عنه، تحبيه من بعيد، بيكون مثالي
غمضت عيونها بعذاب، دا الحل، تبعد والحب باقي
بدل ما تبقى والحب يبعد
كمل يوسف- المهم سيبنا منه دلوقتي، أنتي عاملة أية؟ خايفة أو حاجة؟ محتاجة حاجة؟
– لا كله تمام.. أنا تمام، بكرة زي ما قولتلك همشي من هنا، تقدر ترجع بيتك،
– كاميليا..
بإصرار- أنا خلاص لاخدت قراري، بعدين كاران بقى عارف مكاني وعرف يلاقيني.. وسايبني حاليًا بمزاجه فمش هتفرق أقعد فين
سمعت تنهيدته قبل ما يرد- اللي تحبيه
– لغبطت حياتك معلش، بس صدقني هرجعلك كل حاجة زي الأول
– لو هتتنازلي مش عايز،
– متقلقش..
فيه مفاوضات متعرفش عنها حاجة، في طلبات بتكون أوامر.
قفلت معاه، ورجعت تفتح أكونت كاران تبص لكل اللي منزله و أخدها الوقت، يمكن في لحظة زي دي بتحب لحظات توثيقه لحياتهم، علشان لما تكون في حالتها دي، تقدر تلاقي اللي يصبرها!
فتحت أخر فيديو منزله، مقعدين هو وسيف كارميلا قدام الكاميرا وبيعملوا معاها تريند أكل الليمون
اعطوها نص لمونة وملامحهم هما الأتنين متشوقة ليها لما تدوقه، صوت سيف اللطيف- بابي أكيد هتعيط ومش هيعجبها
بصله يقول ببراءة وخوف عليها- مش لازم نعمله
طلع كاران موز من جنبه مقشره ومجهزه و- هنصالحها علطول بـ دا
أخدت نص الليمونة، لعبت بيها لثواني قبل ما تقربها لبوقها، حتى كاميليا إتنقلها الحماس تشوف ملامح بنتها، ومستنية تنغص ملامحها بإنزعاج لكن عكس ما الكل توقع، بدأت تمصها بإعجاب وتاكل فيها بنهم
ظهرت قلة الحيلة على ملامح كاران يبص للكاميرا و- مفيش فايدة.. كارميل بتحب كل أنواع الأكل اللازع منه والمر
دخلت تقرأ التعليقات كانت كلها مستلطفة الفيديو وبيطلبوا فيديوهات أكتر ليهم، وبيسألوا عنها.. هـي كاميليا
أخدها الحنين ونزلت لتحت أوي، لحد ما وصلت لأول أسابيع مولودة فيها كارميلا
منزل كاران صورة لخدها وفيه علامة قرص وإيد سيف وهي كمان حمرة
مع كابشن ‘ أزاي أقرص ناموسة قرصت أولادي ‘
تفتكر يومها كان متعصب فعلًا وخصوصًا لأن كارميلا من الناس اللي بشرتها حساسة وعيطت كتير..
وفضل ورا الناموسة من أوضة لأوضة لحد ما قتلها
ورجعلها منتصر وهو بيقولها بسعادة- أخدت بـ تار ولادي
ضحكت للذكرى وعيونها بتدمع.. بس لو.. عاقل سيكا.. هادي سيكا.. حبه لطيف.. عنده صبر.. عنده تروي.
ويفضل كاران وادي
*****
تاني يوم في فندق مشهور، مش تابع لمؤسسة وادي، إتصال لكاميليا من الاستقبال بعد ما وصلت تقريبًا بنص ساعة
– مدام كاميليا وادي؟
– أيوة
– وصل لحضرتك طرد
بتعجب- طرد! أنا مطلبتش حاجة..
– اللي سلمه قال إنه يخصك، هتستلميه حضرتك ولا؟
– طلعيه
قفلت معاها، عشر دقايق وجالها حد بالطرد، فتحته كان فيه مفتاح عربيتها، وكريدت كارت جديد، وخطها القديم
مع رسالة ‘ الباسورد للكريدت أكيد عرفاه.. ‘
أول مرة عينه وقعت عليها فيه، في المدرسة بالصدفة، وفي رأيه أحمل صدفة
فدايمًا بيغنيلها ‘ كان يوم حبك اجمل صدفة.. لما قابلتك مرة صدفة.. قالي جمالك أجمل صدفة ‘
منساش يسيب علامته، قميص رجالي أسود ليه، مليان بريحة عطره المميزة مع رسالة ‘ علشان لما تشتاقيلي ‘
مع غمزة.
هـي متراقبة، متشافة، تحت نظره
شيء يدعو للخوف مع الإطمئنان، هـي في أمان.
رضخ كاران لرغبتها إنها تبعد، سابلها مسامحتها، بالطريقة اللي ترضيه،
كوني بعيدة وأنتِ تحت عيني
ولا.. ما باليـد حيلة فبيتماشى مع جنونها
إتصال من لينا ردت عليها، بعد ما عرفت اللعبة اللي عملها شارف، واللي لسة مش قادرة تستوعبها لدلوقتي وهـي راح منها كل البغض للينا وأتجه لشارف
لسة في علامة.. في شرخ.. في حاجة مش مفهومة حصلت في علاقتهم بس يمكن مع الزمن تتلم!
ردت فجالها صوت لينا المرهق- كاميليا بليز متقفليش، انا محتاجة اقابلك.. محتجالك أوي
إتنهدت و- أنتي فين يالينا؟
– في بيت ماما، قوليلي انتي اللي فين وانا هجيلك
– فندق ****
قفلت معاها ورجعت تبص قدامها، إطلالة لطيفة للنيل، بعد ساعة، قاعدة لينا قدامها والصمت مالي المكان حواليهم، بعد أخر مواجهة جمعتهم والأجواء مش طبيعية
قطعت كاميليا الصمت بصوتها وهي بتتكلم- شارف حطنا كلنا في موقف صعب، مستحيل يفكر فيه عقل، علشان كدا أنا بتأسف ليكي جدًا يالينا، على كل اللي قولته، يمكن وقتها أنا كمان أستغليت الوضع وقولت مخاوف وشكوك حوايا من سنين.. من أول صداقتنا وخبيتها جوايا..
هزت لينا راسها بتفهم و- كان معاكي حق طبعًا أي حد كان هيبقى دا رد فعله،
بس أنا كنت صادقة ياكاميليا.. أنتي عارفة إني مبكدبش.. كنت صادقة في حبي لشارف، من اللحظة اللي مسكت إيده فيها، أنا كنت عارفة أنا عايزة أية، عايزاه، أكمل معاه وأعيش معاه..
فكرت إنه أكتر حد عارفني وهيفهم دا، بس مطلعش عارفني.. محدش عارفني ولا فاهمني، أنا حاسة إني في كابوس، كل ما أفتكر اللي عمله، الموقف اللي حطني فيه، مبقاش مصدقة حقيقي! ماما عمالة تسألني بس مش عارفة أقولها أية، مش شايفة لينا حياة مع بعض تاني خلاص، ولا قرب، شايفة كسر، في حاجة كبيرة أوي أتكسرت بينا وفي قلبي، مهما حاولت أفكر أعدي، أسامح، أبرر، مش قادرة.. حقيقي
انا مش بتكلم وكإني مظلومة، أنا عمري ما كنت مظلومة، بس المرة دي.. دا إحساسي
باللي عمله، وأنا خلال عشر أيام حالي أتبدل، سائت حالتي وأضطريت أرجع لدكتور وأدوية سبتها من سنين، فتح عليا فتحة كبيرة، هلاوس وحوارات، وأفكار مش حقيقية.. رجعت خمس سـت سنين لورا.. للينا بتاعة زمان اللي عايشة في متاهة، محتارة..
هو دمر اللي ما بينا ودمرني ولوقت مش عارفة هيطول لأمتى هيمنعني أكون أم سوية لعلي.. مفكرش في علي!
لو هو شاكك فيا، كان طلقني.. سابني.. واجهني
لكن..
سكتت وكاميليا بتسمعها من غير صوت، مش عارفة ازاي تظهر تعاطفها
– أنا طلبت الطلاق ومعتقدش إنه هيكون عنده الجراءة علشان يرفض أو يوقف قصادي، أول ما هطلق هاخد علي وأسافر مع ماما فترة.. محتاحة أبعد، هكمل علاجي وهحاول أقف على رجلي.. ابني محتاجني
طبطبت كاميليا على إيديها بتشجيع
وجـه دور كاميليا، أتغيرت ملامح لينا كإن محصلش حاجة، إتعدلت في قعدتها، مسحت دموعها وأثار إنهيارها و- أنتِ بقى بتعملي أية هنا، ومش في بيتك لية؟ خلاص كاران مطلعش غلطان في حقك.. بعيدة عن الواد لية؟
رجعت تعيش دور الحما، تحمي بيت كاران بإيدها وإسنانها، تدافع عنه وتبررله
تراهن كاميليا لو إن كاران كان وقع في غلطته دي مع حد غير لينا، كانت لينا وقفت في صفه برضوا وبررت ليه
وطلعتها غلطانة من تحت الأرض
زي ما هتحاول تعمل دلوقتي، هزت راسها بقلة حيلة!
فعلًا علاقتهم جميلة مكنش ينفع إنها تبوظ
– محتاجة زيك شوية وقت
– متطوليش على الواد، عرفاه بيموت في بُعدك
بصت حواليها الجو هادي وبتساءل- الأولاد فين؟
– معاه
هزت راسها وكملوا كلامهم سـوا
*****
أخر اليوم، رنت عليه، رجع لعادته مع أول رنـة رد ووصلها صوته- sweety
‘ حلوتي ‘
– عايزة أشوف الأولاد، هاخد سيف التمرين بكرة ونقضي اليوم في النادي وهرجعهملك
– علشان أنا بس مودي حلو إنهاردة
من ساعة ما سابت بيت يوسف..
– هوافق..
تاني يوم في النادي، دخلت بعد ما قالها إنها هتروح تلاقيهم في النادي، فكرت إنه باعتهم مع حد من رجالته، لمحته قاعد معاهم، ظهر الغيظ على ملامحها، شاورلها بإيده بحركة حستها مستفزة، وصوت بارد مبتسم- هنا ياكامي..
كل العيون كالعادة عليهم، كتمت غيظها منه وهي بتقرب، تهمس بضيق وهي بتميل تاخد سيف في حضنها- أنت أية اللي جابك، ومش على أساس عندك شغل دلوقتي
سابت سيف وخدت كارميلا في حضنها، قعدت قدامه وهي بصاله منتظرة تفسير، كان باين من هيئته إنه جاي وناوي يقضي اليوم، مفيش لبس رسمي
لابس شورت أسود وتي شيرت قط برتقالي غامق في أسود، مع طاقية سودة، لبس تمرين التنـس بتاعه
– سيف كان عايز يتعلم تنس، يرضيكي ابني يطلب مني طلب ومنفذهوش؟ لية.. لقيتيني أب عاق!
نطقت من بين أسنانها- لا.. بس زوج تنح
ضحك بصوت وكإنها قالتله أحلى نكتة في العالم
– مفيش حاجة بتعدلي مودي بعدك.. غير أنتي لما تكوني متعصبة
مـد إيده يلاعب خدودها بمرح اللي أحمرت من الشمس وغيظها و- روقي يابيبي
قضوا باقي اليوم، هي في قمة عبسها وهو في قمه روقانه ونشاطه، راح يسبح مع سيف، لعب معاه تنس، أخدهم للمكان المخصص للخيول، وخلاهم يقعدوا متكدرين علشان يشوفوه وهو بيمارس هواية من هوايته.. الفروسية
لما قرب منهم نطق سيف بإنبهار- كنت خيّال يابابا
بصله كاران بتعجب إنه عارف كلمة زي دي، ففسر سيف من غير ما يسأل حتى وهو بيشاور لكاميليا اللي عاملة مش مهتمة- ماما قالت عليك كدا
بصت لسيف بدهشـة فلاعبلها كاران حواجبه
بمعنى قفشتك..
ضغطت على شفايفها بغيظ ومردتش، رجع الحصان الإسطبل فوقفت كاميليا وسيف قدام حصان أبيض يبصوله وباين عليهم الإعجاب، قرب كاران و- يـلا؟
شال سيف ومشى بيـه، وكاميليا جنبه متأخرة خطوة ومعاها عربية كارميلا..
العيون حرفيًا محوطاهم، حتى في صور إتاخدت سـرًا ليهم!
وسط تأفف من كاميليا و- حقيقي عايزة أفهم إحنا بنتصور لية
– عيب تسألي وأنا موجود معاكي
زفرت بضيق من غروره وسكتت، أتغدوا سـوا، وبصتله بمعنى يلا..
لكنه ثابت، باصص حواليه عامل من بنها
قبل ما يقترح- أية رأيكم نروح سينما؟
– والأطفال اللي معانا دي تشوف أية في السينما؟
– نشوف كرتون
بصتله وقلبت عيونها، بمعنى حركاتك مش هتخيل، وقتك خلص
وقفت و- ةنا هروح
قال سيف بحزن- مامي أنتي هتسيبنا تاني، مش هتروحي معانا، روحي معانا بليز أنتي وحشتينا
بصت لكاران اللي فرد إيده ببراءة وهز كتفه..
– دا كلام الولد، أنا مالي!
إتنهدت وهي بتقعد جنب سيف تلاعب شعره بحنان وتضمه لحضنها- مش هينفع ياحبيبي أنا مشغولة اوي ولازم أكون في مكان تاني لكام يوم تانيين
بصت لكاران بتحدي و- تحب ةنت وأختك تيجوا تقعدوا معايا؟
بصلها كاران قبل ما يتعدل في قعدته، موده الهادي الرايق أتغير في لحظة، ملامحه جمدت
بصلهم سيف بحيرة، مش عارف يختار، هنا بيكون مبسوط ومرتاح، وهنا بيكون مبسوط ومرتاح
لكنه عايزهم في مكان واحد
بصت لكاران بلوم على الحيرة اللي الأولاد أتحطوا فيها بسببهم، قبل ما يقول بنبرة متعصبة- متبصليش كدا، أنتي اللي وصلتينا لهنا.. متلومنيش
– ةنا مش هتجادل معاك دلوقتي، لا المكان ولا الزمان يسمح، وكفاية على الأولاد أوي كدا
– فعلا كفاية.. علشان كدا وأنتي بتفكري في مصلحتك، حطي مصلحتهم كمان قدام عيونك.. يلا ياسيف
اخد سيف وكارميلا وحاجتهم ومشى من غير سلام
إتنهدت قبل ما تخرج وراه.. لكن كل واحد في طريقه!
يتبع…

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الثالث عشر

 

الصبر ينفذ، ما كان يومًا رجلًا يملك تلك الميزة الفريدة..
بخبطات متتالية شاردة كان بيخبط بأيده على سطح المكتب، عقله كله.. وكيانه معاها، بطل يعرف يركز على شغله،
مش قادر يستنى يشوف نهاية عنادها.. دلعها.. أو أي كانت الحالة اللي متلبساها حاليًا
رغم إنه عارف وهي عارفة إنها نهاية معروفة، مهما طالت.. فهي له.. رجعاله
همس جواه وهو بيرجع يبص لورق قدامه- خليها تعمل اللي عايزاه، هسيبها على راحتها يومين كمان
بص للورق.. ثانية.. إتنين.. تلاتة، وقف بسرعة وتهور، خطف جاكت بدلته وحاجاته وطلع من المكتب
يقول لسكرتيرته وهو ماشي من غير ما يبصلها- إلغي كل مواعيدي إنهاردة
طلع بعربيته وهو عارف وجهته، جاله إتصال من شارف، محاولة منه للكلام مرة بعد الألف، لكنه بص لاسمه قبل ما يعمل الفون صامت وميردش
لسة مش صافيله، مش عاذره، مش فاهمه
وصل للفندق، وقف قدامه يجهز نفسه، هيسمع كل كلامها غضبها.. إعتراضاتها، هيستسمحها، هيسامحها، هيفهمها، هيصلح أخطاءه اللي هتذكرها
هيروح بيها.. لازم يروح بيها
ابتسم بثقة لنفسه قبل ما يبص قدامه ويتفاجئ بعربية جاية من الناحية التانية، تقف قدام الفندق بالظبط، عربية عارفها وعارف صاحبها.. ذلك اللعين.. يوسف
بص ليه وذهبت كل النصايح لمهب الريح، مسك في مقود عربيته يفرك فيه بغل وهو شايفه نازل من العربية ووقف يسند عليها ويبص للفندق
معروف مُراده..
لحظات وظهرت كاميليا، طالعة من الفندق، مشرقة مبتسمة، بطلة خاطفة، إتعدل يوسف في وقفته يبتسلمها وهي بتقرب منه
مستحملش، ركب عربيته وساق بسرعة، في أقرب ريوتيرن لف ومشى في الإتجاه المعاكس.. عارف وجهته، كل العربيات بتزمر لكنه مش مهتم، أول ما قرب داس بنزين جامد لحد ما حصل الإصطدام!
بص يوسف وراه بخضة وقربت كاميليا تجري، نزل كا
ران من العربية، بص لمقدمة عربيته اللي إتدمرت بلا مبالاة، قبل ما يبص ليوسف اللى ربع إيده وابتسم ببرود
صرخت كاميليا فيه- كاران أية اللي عملته دا
بص عليها يقول وهو بيشاور للتاني- الأستاذ دا بيعمل أية هنا، أنا علشان محاسبتكيش مرة وعديتها تسوقي فيها
قرب منها يمسكها من دراعها- أنتي هتيجي معايا كفاية أوي على المهزلة اللي بتحصل دي
حاولت تحتج وتعترض لكنه كان غير قابل للنقاش ولا المعاندة
تدخل يوسف يمسك إيده اللي ماسكة إيد كاميليا يمنعه، يقول بجدية وحدة- سيبها..
بتحدي سافر نطق- وإن مسبتهاش هتعمل أية؟
– هعمل كدا
نطق يوسف وهو بيضربه في وشـه، هزت كاران ورجعته خطوة صغيرة، لإنها غير متوقعة
بصتله كاميليا تصرخ باسمه- كاران..
إتعدل في وقفته وأبتسم، كإنه كان مستني اللحظة دي، قرب من يوسف ورجعله نفس الضربة بأقوى.. وبعدها دخلوا في حرب طاحنة
وقفت كاميليا بينهم مش عارفة تعمل أية، منهارة وبتزعق، تدخل الآمن بسرعة وناس كتير من اللي واقفين، حاولوا وبعد عذاب قدروا يبعدهم
ملامحهم داميـة، عند كاران جرح عند جانب شفايفه وعند حاجبه، ويوسف بينزل بغزاره من بوقه وأنفه
همسات خافتة من اللي بيتفرجوا- مش دا كاران وادي
بيعمل أية هنا
ودي كاميليا مراته
مين اللي أتخانق معاه دا
أنا شوفتها هنا بقالها أسبوع تقريبًا قاعدة هنا لوحدها
الراجل دا كان جاي ياخدها شوفته مستنيها
معقول أخوها
لا معندهاش أخوات
قربت عربية من مكان الحادثة، حاوط كاران وسط كاميليا رغم إعتراضها ومشى بيها ناحية العربية فتحلها وركبها
وبص للسواق- رَوح الهانم للبيت
قفل الباب ورجع لمكان الحادثة تاني،
كان موجود مسئول من الفندق وافراد آمن، وقف قدام المسئول يسلم عليه وبتعريف عن نفسه- كاران وادي.. بعتذر جدًا عن اللي حصل قدام الفندق، كان سـوء تفاهم وأتحل، أنا زرت الفندق مرتين لإن مراتي قاعدة فيه بقالها أسبوع، شكرتلي كتير في إطلالاته اللي على النيل وعجبني وكنت بفكر ةنقل معظم مقابلاتي مع العملاء هنا.. خاصةً الأجانب اللي بيحبوا يزوروا ةماكن زي دي
بس حصل اللي حصل وانا داخل أتفاهم معاك
المسئول بلهفة- حصل خير يافندم، مشكلة بسيطة وإتحلت خلاص
– هخلي الشركة تكلمك.. أي إتلافات أنا..
قاطعه الراجل- مفيش داعي، هننتظر زيارتك لينا علشان نتكلم في عرض حضرتك طبعًا
أبتسم ليه كاران وسلم عليه برسمية، ولف ليوسف.. فضيله خلاص
قرب منه.. مسكه من ياقته يقربه منه يهمس في ودنه- إن شوفت طريقك إتقطع مع كاميليا تاني.. مش هكتفي بشغلك هنا ولا بيتك ولا عربيتك ولا روحك حتى.. هروح لبعيد.. هعرفك وقتها مين هو كاران وادي على حق
هفضالك ومش هسيبك غير لما اصفيك أنت وكل اللي يقربلك
إلا كاميليا..
بَعد عنه وربت على كتفه مرتين وهو بيبتسم بلطافة قبل ما يسيبه ويمشي، عربية كمان وقفت قدامه ركبها وطلعت بيـه
*****
دخلت كاميليا البيت بلهفة، دورت حواليها لكن مفيش آثر للأولاد، طلعت فونها ترن على كاران مبيردش
رنت على كارينا.. حماتها
– آنطي كارينا
– كامي أزيك ياحياتي
– كويسة الحمدلله، كنت هسألك بس عن الأولاد
– آه هما معايا ياحبيبتي متقلقيش عليهم، كاران بيسيبهم عندي طول ما هو برة البيت وبيجي ياخدهم أخر اليوم، بس كدا ينفع ياكامي البهدلة اللي عايشة فيها أسرتك.. أنا معرفش التفاصيل اللي حاصلة بينكم
بس.. الوحدة أول ما بتكون أم ياكامي حساباتها بتختلف، مفيش خطوة بتخطيها ولا فعل بتعمله غير وهي حاطاهم قدامها، راحتهم مهمة بالنسبالها
مش بقولك إلغي راحتك.. متفكريش في نفسك
لكن حطيهم في حساباتك
– فهماكي ياآنطي..
كملت كارينا- وأنا موجودة ياحبيبتي وزي ما متك بالظبط لو في أية حاجة حابة تتكلمي معايا فيها تعاليلي نشرب فنجان سـوا مع بعض
– قريب إن شاء الله
قفلت معاها وقعدت في الصالون تستناه، بتبص حواليها، وحشتها مملكتها، بيتها وحياتها
الملل اللي كانت بتشكي منه من يومين.. إشتاقتله!
صوت تكة مفتاح ولحظات وكاران دخل، قعد على كرسي قريب منها بإنهاك، شعره مشعث وهدومه متبهدلة، وفيه جروح خفيفة على وشـه، هو مغمض عيونه بتعب وهي بصاله.. مش عارفة تعمل أية
وقفت وأختفت عن الأنظار لحظات ورجعت معاها صندوق إسعافات أولية، قعدت على تربيزة صغيرة قريبة منه، فتحت العلبة حس بيها ففتح عيونه، لقيها مقربة منه معاها قطن ومطهر أتعلقت عيونه بيها، لكنها مش منتبه خلصت تطهير الجرح اللي جنب شفايفه بصت لجبينه لقيت عيونه مفتوحة وبتبصلها
إتخضت ورجعت خطوة لورا كانت هتقع لكن إيده حاوطت وسطها يسندها، قربها وتربيزتها منه.. لحد ما لزقت فيه
غمض عيونه تاني- كملي..
أخيرًا خلصت، لمت حاجاتها وحطت إيدها على يـده علشان تبعده عنها
نطق وهو مغمض عيونه- رغم إنك مراتي وأم أولادي، حاكم قبضتي عليكِ من كل الأتجاهات زي ما بتقولي. لكني بفضل خايف تبعدي عني في أي لحظة
دايمًا في عينيكِ بشوف نظرة إنك ممكن تتخلي
فتح عيونه يبص لعيونها وملامحها اللي بصاله بسكون وبتسمع وبس
– ممكن تبيعي كل حاجة وراكي وتكملي.. تبدأي من جديد، من أول لحظة عرفتك وأنتي عندك الإستعداد دا، رغم الحب الكبير.. رغم حاجات كتير، بيبقى عندك إستعداد تمشي
كان عندي إستعجال إننا نخلف بسرعة يمكن دا يمنعك.. يكبح رغبتك، لكن فضل في عيونك نفس النظرة
النظرة اللي بتقلقني..
– مفيش حد بيسيب مكانه من غير سبب ياكاران
– أية أسبابك؟ أية فيا مش عاجبك؟ أية في حياتنا ضـد رغباتك
أنا كنت متفهم سبب مشيناك بسبب اللي حصل، لكن.. لية لما عرفتي مرجعتيش
لية كملتي.. لية بعدتي؟ لية أنا الطرف الوحيد هنا اللي متمسك بيكِ وبجوازنا وبحياتنا.. وبحاول دايمًا أحافظ على وجودنا
– مش أنت لوحدك، أنا قولتلك أعتبرني مسافرة عند ماما فترة وهرجع، سيبني أفصل..
– أنتي مبتقوليش كدا، أنتي بتقولي طلقني.. كل ما الدنيا تقف بيكي تقوليها، كإن الكلمة دي سهلة أوي عندك، كلمة عادية.. وهي بالنسبالي عمرها ما هتكون عادية
أنا حالف إني عمري ما هنطقها في حياتي كلها.. مستحيل أحط بنفسي حاجز بيني وبينك..
– رجع ليوسف شركته..
– لية لجآتي ليه؟
– صلحله عربيته.. مش كل الناس كاران وادي.. بتبدل عربياتها زي ما بتبدل بدلها
– لية هو بالذات؟
– نفذ طلباتي وهقولك
معادلة بسيطة، مفاوضة ناجحة، كلمتين عايز يعرفهم
ممكن يدفع لأجلهم كتير
طلع فونه من جيبه و- اسم الشخص دا مش هيتذكر في البيت دا تاني.. لسانك مش هينطق بيه حتى
رفعت راسها تبصله من مكانها، عيونها فيها نظرة كبرياء.. إباء.. بيحبها
جاله الرد فنطق- معالي الوزير.. آه خلاص تقدر توقفهم، آه طبعًا زي ما أتفقنا المناقصة هناخدها والتكاليف متشيلش همها.. قريب أكيد سلام
قفل معاه ورن بحد تاني- هديك عنوان تبعتله عربية نوعها *** أحدث موديل نزل السوق
قفل معاه وبصلها- أرتحتي؟
– كان لية من البداية؟ مفيش غير إنك كلفت نفسك فلوس ومشروع مع الحكومة على الفاضي
هز اكتافه بلا مبالاة- كنت بنفث عن غضبي
– من حقه طارق يعترض على إنك تمسك الإدارة
– سيبينا من طارق ورجعينا لحوارنا
هزت هي كمان أكتافها ببساطة- مسبتليش قرار غيره، مشوفتكش بتغير عليا من حد قـده.. كنت حابة لأخر لحظة أوجعك زي ما وجعتني
بصلها لثوانٍ وعكس المتوقع لقيته أبتسم، العواصف اللي جواه هديت، ملجأتش علشان إحساس بالأمان والثقة.. ملجأتش علشان شافته طوق نجاة
كانت قطة وعايزة تخربشه، بتشاغب معاه هو
أتنهد وهو بيقرب منها و- خلينا نقطع الصفحة دي بحواراتها كإنها محصلتش، ننسى كل اللي حصل ونبدأ من جديد.. نعيد اليوم أية رأيك؟ نعمل إحتفال لسيف بعيد ميلاده بس هنا في البيت.. لينا احنا وبس.. ومع بعض
بنظرة لوم- كالعادة كل حاجة عندك سهلة وليها حل، نرمي ورانا
– لو فضلنا نفكر في اللحظة والحدث.. مش هنكسب غير تعب ياكاميليا، وأنا مش عايز أضيع لحظة في عمري في التعب دا
تنا عندي حياة.. عايز أتمتع بيها، عندي ناس عايز أعيش معاهم وقتي
متفكريش كتير، ياما قولتلك.. عرفيني أية تاعبك وهحله، عرفيني أية مضايقك فيا وهصلحه، لكن متدايقيش من حاجة وتكتميها جواكي وتفضلي تبصيلي بلوم وتعاقبيني عليها من غير ما أعرفها
تاخدي قرار متهور بالنسبة لأحداث كتير متراكمة حصلت
أنا عديتها.. نسيتها لكنك منسيتهاش
كدا مش هتكون حياة
– بتبقى غريب لما تكون عاقل
– أنا دايمًا كنت عاقل، متجننتش غير على إيدك
بصتله بنص عين فضحك و- عمومًا.. أنا حجزت تذاكر ليكي وللأولاد روحي عند أهلك الفترة اللي تحبيها لحد ما تريحي أعصابك
الحسابات بتختلف، الشخصيات بتختلف، لما تكون على البر غير لما تدخل في العمق، أحيانًا بتاخد موقف صعب على شئ تافه، وأحيانًا بتسامح على حاجة ميتسامحش فيها، كفاية حصلت المراضاه اللي عايزها
وبترجع تفتكر.. مينفعش تمشي وتسيب المركب تغرق.
*****
في قصر وادي، راح كاران علشان ياخد الأولاد، دخل على باباه اللي أبتسم و- لسة صفوت باشا كان بيكلمني، ومامتك بتقولي أن كاميليا رجعت
متوقعتش تخلص الدنيا بالسرعة والهدوء دا.. من أمتى بقيت عاقل؟
ضحك وهو بيقعد قدام باباه اللي بيلعب شطرنج و- مكدبش عليك كنت هكمل الموضوع دا للنهاية وخططت لحاجات كتير أوي.. بس إنهاردة لما أتخانقت معاه وشوفت خوف كاميليا وإنهيارها زعلت إني حطيتها في موقف زي دا وبعيشها تحت الضغط النفسي دا رغم إني كنت واخد وعد على نفسي إني موصلهاش للمرحلة دي تاني
أضايقت إني سبت لغضبي يحكمني الفترة اللي فاتت وبدل ما أحاول أفهمها زودت على النار اللي بيننا بنزين
وادي بإعجاب- بتنضح ياكاران.. المسئولية بتعقل برضوا
ابتسم كاران و- ةنا بشكرك لإنك دايمًا معايا صح كنت أو غلط
بس ممكن من أنهاردة تقف معايا في الصح بس؟
تمنعني لو رايح للغلط؟
– ممكن..
– فين أولادي بقى
– أهو دا اللي مدايقنا أنا وكارينا من تصالحكم، كنا خدنا عليهم خلاص عاملين صوت في حياتنا، فكر تاني ياكاران أنا ومامتك محتاجينكم معانا.. وسطنا
القصر كبير أوي علينا، روحه ميتة..
هز راسه بأوك..
‘ أخبارك يايوسف؟ مبقاش عندي عين إني اعتذر منك حتى تاني على اللي حصلك بسببي، أسفة إني دخلتك في حرب رخمة بيني وبين كاران، استغليت مشاعرك لصالحي، بيزيد تأنيب ضميري أكتر وأنا عارفة إنك فاهم أنا بعمل أية ولية طلبت مساعدتك ورغم كدا وقفت جنبي
كاران رجعلك كل اللي خسرهولك
عارفة إنه مش تعويض مناسب، ولا إعتذار كافي
بس بكرر أسفي، شكرًا ليك لإنك أديت وعد طفولي زمان لكامل إنك هتحافظ عليا في غيابه كإنه موجود
وأنت نفذت دا..
ربنا يوفقك في حياتك.. كاميليا وادي ‘
بعتت الرسالة ومسحت رقمه من عندها نهائيًا وهي بتتنهد بإرتياح، صفحة وهتتقفل، لازم تتقفل
لو متهورتش، لو متخدعتش، لو عقلنا يسيبنا في حالنا
مش مع اول لحظة غضب يقلب علينا كل المواجع، يبدأ يفسر في المواقف، يعيد فتح الصفحات
ونعيش بس لحظة الغضب لوحدها
كانت كل المشاكل إتحلت
لكن العقل مبيرحمش
الباب أتفتح ودخل سيف بيجري، خدته في حضنها، وظهر وراه كاران شايل كارميلا،
– عرفتي إن لينا سافرت؟
– كانت قيلالي إنها هتعمل حاجة زي كدا
هز راسه و- دا أفضل ليها حاليا
قرب يقف جنبها هي وسيف فمالت تبوس كارميلا
طلع فونه و- نوثق لحظة رجوعنا بقى
بصتله بقلة حيلة.. مببيحرمش!!

 

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الرابع عشر

 

رواية لا تثقي في الرجال الفصل الرابع عشر للكاتبة زينب سمير لا يزال قيد الكتابة، إذا أردت أن يأتيك إشعار بمجرد نشره أنضم لقناتنا على تليجرام واكتب تعليق على هذه الصفحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى