رواية ولم نعود الفصل الأول 1 بقلم رهف صبري

رواية ولم نعود الفصل الأول 1 بقلم رهف صبري

البارت الأول

_بقولك مش عايزاكي تظهري في حياتي تاني
=يا بنتي طب اسمع…
_اسمع ايه ها اسمع ايه؟؟! اسمع لفك و حواراتك و لا عايزاني اطبطب عليكِ عشان معاناتك ؟؟ و لا استني استني هسقفلك عشان انجازاتِك..أنتِ اخترتي بنفسك متبقيش وسطينا..عارفة لو جيتي من سنة واحدة سنة بس كان عندي استعداد اسامحك و انسى اللي فات بس بعد اللي حصل أنا مستحيل مستحيل هسامحك
=طب اسمعيني الاول يا يارا أنا كنت بس ..
_لو سمحتي أنا مش فاضية فياريت حضرتك تمشي و تردي الباب وراكِ أنا تربيتي معلمتنيش اني اقفل الباب في وش حد…سلام ياااا دكتورة سحر
سبتها و مشيت و انا كلي مشاعر غضب و كره عمري ما حسيت بيهم من فترة كنت فاكرة اني فقدت الاحساس بس الشكر ليها رجعتلي اسوأ احساس…هربت و جريت على اوضته…قعدت عالأرض و سندت راسي عالسرير بس معيطتش و كأن خلاص دموعي جفت مبقاش عندي تاني … رفعت ايدي و قعدت ادعيله كتير لو بس بس كان جنبي دلوقتي كان كل حاجة هتبقى احسن كتير

………………………………………….
تقريبا الوقت جري و محستش بنفسي إلا و أخويا يامن بيصحيني
_يا يارا…يارااا اصحي يا بنتي كل ده نوم
=اييييه… ااااااه ضهريييييي
_انتي محرمتيش يا بنتي من نومتك اللي عالأرض ديه و كل مرة تيجي تشتكيلي ضهري لا رقبتي لا رجلي
= بس بس بس كل ده كلام هي الساعة كام عالرغي ده
كله بقى
=أنا روحت صليت الفجر و رجعت حضرتك و صحيتك قبل ما اروح بس كالعادة لا حياة لمن تنادي حتى بصي
الشمس قربت تطلع
انتفضت من عالأرض و فتحت عيني جامد لقيتها لسه مضلمة
=انت مش هتبطل تعمل فيا الحركة البايخة ديه أبدًا
_لا .. عشان عمر ما تضيع عليكِ صلاة الفجر (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد..)
=بالنور التام يوم القيامة
قولتها بحب و انا بصاله…بالرغم من كل اللي حصلنا بس دايما محتفظ بإيجابيته و عمره ما قصّر في احتياجاتي كان دايما جنبي حتى و هو موجوع زيي عمره ما سمح للحزن بإنه يدخل بيتنا
=خلاص أنا صحيت اهه يلا روح ناملك شوية قبل الشغل و لا عايز تطرد و تبقى عالة عليا بقى و انزل الف بيك في الشوارع و اقول حاجة لله يا محسنين و..
_يابايييي على رغيك خلاص خلاص هغور من وشك..
حد يصحى عنده طاقة للكلام ده كله
قالها بابتسامة جانبية و جري بسرعة تفاديًا للمخدة الطايرة اللي كانت في طريقها ليه
قولتله بصوت عالي و انا داخلة اتوضأ
=متنساش تاخدني معاك و انت رايح انهاردة انا معرفش الطريق للكلية لسه و انا اخاف يخطفوني و انا حلوة و بسمسم كده
=يخطفوكي ده ايه ده انتِ تخطفي بلد…حاضر
………………………………………
لبست هدومي الجديدة و جهزت شنطتي وحطيت كل حاجاتي و لا كأني رايحة رحلة لبست نضارتي الجديدة عقبال ما يارب اعمل ليزك و اخلص منها بقى و بصيت لنفسي في المراية و بعدين انطلقت على اوضته ده انا متعتي في الترخيم عليه
= يا ياااامن يامونةةة يا مِنمِن … أنا خلصتتتتت مش معقولة ده كله بتاخد شاور يعني ايه مستحمتش بقالك قد ايه ؟؟
خرج من الاوضه و هو جاهز و بيسرح شعره و بعدين رماني بالفرشة بس على مين تفاديتها بكل مهارة
_هو ايه اللي مستحمتش بقالك قد ايه هو انا معفن زيك ؟ و بعدين من امتى الحماس ده كله ده انا بستناكي بالساعة عقبال ما بتخلصي
=اول يوم مدر .. قصدي كلية بقى و كل سنة و انت طيب
_و انتِ طيبة يا حبيبتي و انتِ طيبة
= بقولك كل سنة و انت طيببببب…شخلل جيبك يا عم
_آااااااه أنا كنت عارف الكلية ديه جاية عليا بخسارة
قالها بحزن مصطنع و هو بيمد أيده في جيبه يطلع المحفظة و قعد يعِد الفلوس و هو عامل نفسه مهموم .. سحبت الفلوس من أيده و جريت عالباب
=يا عم هات كده و سيبهم ببركتهم لحسن بركتهم تقل
…………………………………………..
وصلنا قدام الكلية و انا واقفة و شايفة العدد كبير جداً قدامي فاتجمدت للحظة .. لقيته حط أيده على كتفي و طبطب عليا و كأنه حس باللي حسيت بيه
_انا عارف أنه مكانش حلمك بس انا شاهد على تعبك و انك عملتي اللي عليك و اكيد ربنا اختارلك المكان ده لأنه الخير ليكِ و انا عارف انك هتقدري تثبتي نفسك فيه و تبقى اشطر translator في الدنيا
بصتله و عيني مدمعة من اللي قالوا و بمسحها و انا بضحك
=اسمها Dolmetscherin يا جاهل أنا آداب ألمانييي … المهم يلا تعالى وصلني فصلي بقى
ضرب أيده كف بكف و قعد يحوقل
_ فصللل وصلت لفصلللل .. مبدأيا هنا مدرجات و الحصص بقت محاضرات و تقدري تخرجي في أي وقت بعد ما تستأذني و لو سمعتي جرس ده مش فسحة ديه حريقة و انفدي بجلدك…ده اولا ثانيا بقى انتي زي الشطورة معاكي جدولك هتروحي تدوري على رقم المدرج اللي مكتوب ويدوبك تلحقي عشان فاضل ربع ساعة اسألي اي حد من اللي موجودين و هو هيدلك..أنا خلاص مش هبقى معاكِ و لازم تعتمدي على نفسك
= بس ا..
_مبسش اتكلي على الله أنا دكتور امتياز و مش فاضي للكلام ده يا بنتي و كفاية اني هاخد تأخير انهاردة عشان الست هانم … يلا اتكلي على الله
بصتله بفخر و سعادة و انا شايفاه بيحقق حلمه اللي كان بيسعاله من زمان
_في حفظ الله.. مع السلامة
=مع السلامة
…………………………………………
روحت و الحمدلله لقيت المدرج اي نعم لفيت السبع لفات لحد ما وصلت بس الحمدلله وصلت .. بعتله طمنته عليا و لبست السماعات و شغلت سورة الرحمن بصوت الشيخ اللي بحبه … اصلي بتخنق من الأماكن الزحمة و بتوتر فلما بشغله بيهدى توتري لحد ما دخلت دكتورة المادة
( بعد المحاضرة )
يمنى: أنا معدتش فاهمة حاجة لا عربي و لا الماني هي الدكتورة ديه بالعة راديو
سلمى بضحك : يا بنتي هي لسه قالت حاجة ده كانت بتعرف نفسها بس و قعدت تتكلم عن المادة لسه مدخلناش في المنهج

يمنى : و الله انا حتى معرفتش اسمها ايه
التفتّ للأصوات اللي كانت ورايا و انا حاسة انها مألوفة بالنسبالي
= يا نهااار ابيض… هو انتوا ورايا ورايا
يمنى : يا بنت اللذينة بتعملي ايه هنا
= أنا اللي بعمل ايه هنا ؟؟ عجبني الجو قولت اقعد شوية .. هو انا اسيبكم في الدروس تطلعولي في الكلية كمان
سلمى : أما الدنيا ديه ضيقة بشكل اوضة و صالة حرفيًا
انبسطت اوي لما اكتشفت أنه سلمى و يمنى معايا في القسم كنا أصحاب من دروس الثانوية و يشاء القدر يجمعنا و نبقى في الكلية كمان و سلمى كمان طريقها من طريقي يعني مش هروّح لوحدي
= طيب أنا عطشانة حد هييجي معايا السوبرماركت اللي برا ده ؟
يمنى: ما الكافيتيريا قدامك أهيه يا بنتي
= لا كل المياه اللي عندهم مقاطعة يبقى ليها اسم و تبصي عالإزازة من ورا تلاقي الشركة المصنعة شركة تانية
سلمى و يمنى : طيب يلا جايين معاك
روحت اجيب المايه و انا رايحة احاسب خبطت في حد
_ أنا آسف جدًا و الله مكانش قصدي
مرفعتش عيني من عالأرض لما اكتشفت أنه شاب
=لا و لا يهمَك مش مشكلة
حاسبت و روحت عند البنات اللي كانوا واقفين من بعيد و شافوني
سلمى: اووووووه كليشيهات الكلية بتتحقق يا ولااااد
نغزتها في كتفها و انا بجز على اسناني بابتسامة مصطنعه
= يا بنت لمي نفسك محصلش حاجة للي بتعمليه ده
يمنى : محصلش حاجة ايه ده يخسارة انك لابسة شنطة كان زمانكم بتلموا الكتب من عالأرض دلوقتي
قعدت تضحك هي و سلمى عليا و هما بيسلموا على بعض
= بقولكم ايه انتي هتستلموني و لا اييييه مبحبش الهزا..
فجأة لقيت ملامحهم بقت جادة و هما باصين ورايا لحد ما سمعت صوت ورايا
_ احم احم… لو سمحتِ يا آنسة
……………………………………….

يتبع….

• لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية ولم نعود)