روايات

رواية أمان كاذب الفصل الثالث 3 بقلم الاء محمد حجازي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية أمان كاذب الفصل الثالث 3 بقلم الاء محمد حجازي

 

 

البارت الثالث

 

 

-جميلة وقفت مصدومة أول ما شافت اللي على الباب.
إنت؟! إيه اللي جابك هنا؟! هو أنا ناقصاك إنت كمان؟!
رفع حاجبه باستغراب وقال بنبرة هادية بس فيها لمعة تحدي:
لا، مش إيه اللي جابني أنا، إنتي اللي بتعملي إيه في بيت أمي؟
-اتسعت عينيها أكتر، اتلفتت بسرعة ناحية خالتها وقالت بانفعال:
إيه ده يا خالتي؟! إنتِ خلفتي من ورايا ولا إيه؟! لحقتي جبت الشحط ده كله ؟!
ضحكت خالتها بهدوء وهي تهز راسها وقالت:
تعالى يا رحيم يحبيبي، دي جميلة بنت أختي.
وبصّت لجميلة وهي تمسح على إيدها:

 

وده يا جميلة، رحيم، ابني… ابن قلبي.
جميلة اتجمدت مكانها، عينيها رايحة جاية بين خالتها ورحيم، وقلبها بيقول: إزاي… إزاي يكون ده ابنها؟!
-جميلة لسه واقفة مصدومة:
والله أنا مش فاهمة حاجة يا خالتي…!
الخالة مسكت إيدها تهديها وقالت:
ده ابن جوزي يا حبيبتي، وأنا اللي ربيته على إيدي من يوم ما أمه ماتت، يعني زي ما يكون ابني من صلبي.
رحيم ضحك ضحكة قصيرة وهو رافع حاجبه باستفزاز:
صحيح انا شحط؟! بصي لنفسك الأول يا شبر ونص، مش باينة من الأرض أصلًا.
-جميلة اتنفضت من كلامه وردت بعصبية:
شبر ونص؟! والله أنا أطول من عقلك اللي مش واصل أصلاً!
_رحيم بسخرية:
عقلي على الأقل واصل، مش زيكي واقف في الطرقة مش عارف يروح فين.
-جميلة متقدمة عليه وبتشاور بإيدها:
يا قليل الذوق! أنا كنت أظن اللي ربيتوا خالتي يبقى مؤدب، طلعت قليل التربية.
رحيم بيسخر ويقرب منها:
قليل التربية؟ لا يا قمر، دي شطارة، إنتي اللي واخدة مقلب في نفسك.
-جميلة حاولت تهجم عليه وهي مولعة:
ياااهبل!
_رحيم شد نفسه وقال:
يا مجنونة!
الخالة ما استحملتش صراخهم، دخلت بسرعة بينهم وزعقت بأعلى صوتها:
كفااااية! إيه العك ده؟! إنتو جايين تعيشوا عندي ولا جايين تولعوا في البيت من أول يوم؟!
-جميلة ردت وهي بتتنفس بسرعة من الغضب:
أنا مش ناقصاه يا خالتي، خليه في حاله.
رحيم ضحك بخبث وقال بهدوء:
وأنا كمان مش ناقصك، بس باين إننا لسه هنقعد مع بعض كتير.
الخالة مسكت راسها من الغيظ وقالت:
يا ساتر يا رب! ده أنا شكلي هتجنن بينكم.
_رحيم بستفزاز:
قال شحط قال؟! طب ما تبصي في المراية يا عروسة… إنتي أصغر من إنك تفتحي بقك عليا.
– أصغر؟! لا يا حبيبي، أنا أكبر من إني أتعامل مع حد لسانه أطول من عمره.
_رحيم بسخرية:

 

 

على الأقل لساني بيرد، مش زيكي!
-علي فكره انت عديم الأدب!
_رحيم واقف ثابت وبارد:
وإنتي يا عديمة الصبر.
الخالة اتصدمت من صوتهم العالي وهي شايفة الاتنين هيمسكوا في بعض، صرخت:
الخالة: كفااااية! هو إيه قلة الأدب دي؟! أول ما شوفتوا بعض قلبتوا البيت ساحة حرب؟!
———————-
عدّى أسبوعين تقيلين على جميلة.
أسبوعين من رُخامة رحيم اللي ما بيسيبش فرصة إلا ويستفزها بكلمة أو ضحكة أو تعليق يوجع.
كل مرة تحاول تطنّش، بس كلامه بيعلق في قلبها زي السهم.
وبالليل، لما الكل بينام، كانت جميلة بتقعد على سريرها في أوضة خالتها، ماسكة المخدة وتكتم صوت بكاها.
دموعها بتنزل غصب عنها، مش قادرة توقفها… قلبها موجوع من اللي حصَل، من زعل أبوها، من خيانة عادل، ومن استفزاز رحيم اللي كأنه بيتلذذ يزود جرحها.
كانت بتبكي لدرجة إن خالتها في مرة فتحت عليها الباب فجأة، لقت عينيها متورمة، فبصتلها نظرة طويلة من غير ما تقول ولا كلمة… وسابت الباب مقفول بهدوء.
لكن رحيم كان سامع. سامع صوت بكاها كل ليلة… وصوته جوا دماغه يتهامس:
ليه دموعها وجعاني؟ وليه مش قادر أطنّشها؟
وفي يوم كانوا قاعدين في الصالة بالليل، التلفزيون شغال بصوت واطي وخالتها ماسكة الموبايل. وجميلة قاعدة قدام رحيم، سرحانة.
_فجأة قال لها رحيم بنبرة جادة:
قوليلي يا جميلة، إنتي مؤمنة بالحب؟
-جميلة رفعت حواجبها باستغراب وضحكت بسخرية:
حب؟! لأ طبعًا، ما فيش حاجة اسمها حب.
_رحيم عقد حواجبه وقال:
إزاي يعني ما فيش؟
-جميلة ردت وهي متأكدة:
لأن كل ده كلام فاضي. الناس اخترعوا فكرة الحب عشان يعيشوا في وهم. مفيش حاجة اسمها حد يفضل مع حد عشان بيحبه… كله مصلحة، كله وقت وبيخلص.
_رحيم قعد أقرب وقال بهدوء:
لا، الحب موجود، بس مش أي حد يستحقه.
-جميلة رفعت صوتها شوية:
لأ، مش موجود، مجرد كلمة. ولو موجود زي ما بتقول، كان بان. فين؟! أنا عمري ما شفته، ولا صدقت إنه ممكن يبقى حقيقي.
_رحيم قال بثقة:
مش عشان إنتي ما شفتيهوش يبقى مش موجود. في حاجات كتير ما بنشوفهاش بعينينا بس بنؤمن بيها، زي الإخلاص، زي الرحمة. الحب زيهم.
-جميلة بصت له بحدة وقالت:
بس في الآخر كله خيانة وخداع. الناس بتقول بحبك ويوم تاني يسيبوا ويمشوا.
_رحيم هز راسه وقال:
–دول مش بيحبوا، دول بيلعبوا. الحب الحقيقي مش بيكسر ولا بيخون، الحب عهد.
-جميلة ضحكت بسخرية:
–عهد؟! كأننا في فيلم رومانسي. الحقيقة إن اللي بتسميه عهد ده مش موجود غير في الكتب والأفلام.
_رحيم اتنهد وقال بجدية أكبر:
موجود، في رجالة بجد لو قالوا كلمة يقفوا قدام الدنيا عشان ينفذوها. وفي ستات لو حبت تدي عمرها كله في مقابل اللي بتحبه. الحب مش كلمة يا جميلة، الحب فعل.
-جميلة بصت له باستغراب، مستغربة من جديته اللي أول مرة تشوفها فيه:
إنت… إنت بتتكلم كأنك مقتنع أوي، مع إنك طول الوقت بتستفزني.
_رحيم ابتسم ابتسامة صغيرة وقال:

 

يمكن عشان أول مرة ألاقي حد ينفع أتكلم معاه بجد.
-الجو سكت لحظة، جميلة مش لاقية رد.
وهنا خالتها رفعت راسها من على الموبايل وقالت بخبث:
الله! إيه الكلام الكبير ده يا ولاد؟ شكلي داخل على مسلسل تركي في بيتي.
-جميلة اتنفضت وقالت:
خالتي! هو كل حاجة هزار عندك؟!
_رحيم ضحك بخفة وقال:
لأ يا أمي، بس يمكن تبقى بداية قصة جديدة.
الخالة ابتسمت وهي تبص لهم بمكر:
وأنا قاعدة أتفرج.
———————-
بعد كام يوم جميلة قاعدة في أوضتها، قلبها تقيل من الأيام اللي فاتت، زعل أبوها، كسر عادل ليها، وكل حاجة حست إن الحياة مش عادلة.
همست لنفسها بصوت واطي:
ليه الدنيا كده، ليه كل حاجة بتعدي عليا وأنا مش عارفة أتحرك؟
مسكت وشها بإيديها، حاولت تمنع دموعها اللي واقفة في عينيها، بس كل ما تفتكر رحيم… الشخص الغامض اللي حسيت معاه براحة، ضحكته اللي غريبة… قلبها بدأ يدق بسرعة. قالت لنفسها:
– أنا ليه بفكر فيه بالشكل ده… ليه بحس بالراحة وأنا معاه… حتى وهو مجرد شخص غامض؟
قاعدت شوية ساكتة، دماغها بتلف جوه نفسها، بين الحزن والغضب والكسر اللي جوه قلبها، كل مشاعرها متشابكة، كأنها مش قادرة تفرق بين الغضب والفضول والحنين لأي حاجة كانت كويسة قبل كده.
فجأة سمعت صوت خالتها من الصالة، فيه استعجال:
جميلة! يلا تعالي بسرعة، أبوكي هنا!
-فجأة نطت من مكانها، رجليها مرتجفة، قلبها بيدق بسرعة. ركضت على الباب وفتحته، ولقت أبوها واقف هناك، وشه جدي وعيونه ثابتة.
بدون ما تفكر، رمت نفسها في حضنه، حضنه اللي مليان دفا، لكن بعد لحظة، بعد عنها مرة واحدة، كأنّه بيقيسها ويورّيها إن في حدود.
-جميلة بصوت مكسور وحزين:
أنا آسفة يا بابا، حقك عليا.
•أبوها رفع حاجبه وقال بصوت ناشف:
جميلة، أنا مش جاي لك عشان كده، أنا جاي لك عشان حاجة أهم.
-جميلة ارتعشت، همست:
خير يا بابا؟

 

•أبوها شد نفسه وقال بصوت جاد:
جاي لك عريس…
-جميلة حست بالصدمة، وقلبها وقع، و دماغها وقف وقالت بصوت ضعيف:
بس… أنا مش عايزة اتجوز!
•ابتسم أبوها ابتسامة غامضة، وقال بصوت ثابت:
حتى لو قلت لك،انو حد تعرفيه، عز المعرفه ؟
-جميلة رفعت صوتها بحيرة وخوف:
مين يا بابا؟
أ•بوها نظر لها بصوت بارد وثابت، وقال:
العريس هو…
-جميلة وقفت مكانها، قلبها وقع، ودموعها بدأت تنزل:
لا يا بابا، مش بعد كل اللي حصل…

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x