روايات

رواية أمان كاذب الفصل الثاني 2 بقلم الاء محمد حجازي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية أمان كاذب الفصل الثاني 2 بقلم الاء محمد حجازي

 

البارت الثاني

 

 

وفجأة، صوت جاي من وراهم، تقيل وقاطع:
وأنت يا عادل، عملت حساب لعمّك؟ لو هي غلطانة، فالغلط بيرجع لك إنت قبلها.
الهواء اتجمد في لحظة.
التفتوا بسرعة، جميلة شهقت واتجمدت مكانها، وعادل وشه اتبدّل، عينه اتسعت بخوف…
كان واقف… أبوها.
وشه أحمر من الغضب، وعينيه كلها دموع مقهورة، نازل يقرب بخطوات تقيلة، صوته بيرجّ السطح.
من غير كلمة، مد إيده بالقلم على وش عادل.
الصفعة دوّتت، خلّت عادل يرجع خطوة لورا.
•صرخ الأب فيه:
إنت كلب! تعمل كده في بنت عمّك؟! ده أنا ياما وقفت جنبك، سترتك، وقلت للناس ده زي ابني! وده رد الجميل؟ تجرّح بنتي وتبهدلني معاها؟!
التفت على جميلة، عينه كلها دموع غضب:
وانتي يا جميلة، كسرتيني! كسرتي ضهري!
-جميلة شهقت، دموعها اتفجرت أكتر:
بابا… أنا ما
القلم نزل على خدها، وصوته خرج مكسور من الوجع:
أنا ما رضيتش أتجوز بعد أمك الله يرحمها علشانك! ربيتك على الصلاة، وعلى الصوم، على الحق! علمتك ما تكذبيش، علمتك تصوني نفسك! وكنت أقول يا رب أشوفك تاج فوق راسي، وفي الآخر تكسّري تربيتي فيكي؟!
-جميلة دموعها نزلت وهو بيهزها من كتفها:
أنا كنت طول عمري أقول: جميلة بنتي غير! ضحيت بعمري كله علشانك، ما عشتش لنفسي، وفي الآخر أسمع إنك سيّبتِ كلب زي ده يضحك عليكي؟! ليه يا جميلة؟! ليه تخسريني فيكي؟!
جميلة وقفت متسمّرة، مش قادرة حتى تدافع عن نفسها، دموعها بس بتنزل بغزارة.
الأب لف على عادل تاني، صوته عالي، بيجلجل:
وأنت… إنت ما اتكسفتش؟! تعمل كده في بنت عمّك؟! ده أنا سترتك، وقفتك على رجلك، وقلت ده هيبقى راجل! وده اللي طلع منك؟ تقتل بنتي وهي عايشة؟!
~عادل واقف ساكت، ما قدرش يرفع عينه في أبوها:
السطح كله اتملأ صمت ثقيل، غير شهقات جميلة، وغضب أبوها اللي مالي المكان.
~وفجأة عادل رفع عينه بخوف، صوته متلخبط وهو يحاول يبرر:

 

 

يا عمّي… أنا… يسـ
•الأب قطع كلامه بصوت هز السطح:
اسكت! أنا كنت معتبرك ابني… ابني يا عادل! كنت أقول للناس: ده اللي هيسندني في شيبتي. كنت فرحان لخطوبتك كأني أنا اللي هتجوز! ده أنا اللي كنت أقف في وش أبوك وأقول له: سيبه، أنا أعلّمه وأوقفه على رجله. وفي الآخر… تعمل كده في بنتي؟!
~عادل حاول ينطق تاني، صوته مهزوز:
والله ما قصدي… أنا بحب
•الأب زعق فيه،وقال بغضب:
تحب إيه؟! تحب بنتي وتكسّرها كده؟ بدل ما تحميها من الغريب زي ما كنت تقول لها، طلعت إنت الغريب اللي كسّرها بإيدك. إنت كنت الأمان، بقيت الخطر. كنت الرجولة، طلعت خيبة. إنت يا عادل جرحتها جرح عمره ما يلتئم.
-جميلة غطت وشها بإيديها، تنهيدة طويلة خرجت من صدرها وهي بتعيط زي الطفل.
•الأب مد إيده، شدها من دراعها بقسوة، صوته بيرتجف من القهر:
تعالي معايا. مش هسيبك هنا لحظة.
•وبص لعادل آخر بصّة، زي السيف:
إنت ما بقتش ابني، ولا حتى راجل أعرّفه. أنا كنت راجل جنبك، وإنت طلعت ولا حاجة. خسرتني، وخسرت بنتي. من النهارده انت غريب عني.
نزل علي السلم وهو ماسك جميلة بقسوة، هي بتبكي وأنفاسها متقطعة، صوته هو وهو بينزل بيترنح من الوجع:
ليه يا جميلة؟ ليه كسرتيني بعد ما كنتي كل حياتي؟!
وعادل واقف فوق السطح، عينه في الأرض، ووشه كله انكسار، ما قدرش يرفع صوته ولا حتى كلمة.
———————–
دخلوا الشقة، الباب اتقفل بقوة.و جميلة وقفت قدام أبوها، وشها غرقان دموع، وهو لسه قلبه مولّع من القهر.
•الأب قعد على الكرسي، مسك راسه بإيده وقال بصوت مبحوح:
ليه يا جميلة؟ ليه عملتِ فيا كده؟ أنا كنت شايفك ملاك، بنتي اللي ربيتها على عيني، ليه يا بنتي؟
-جميلة وقفت ترتعش، ودموعها نازلة زي المطر، وقالت وهي بتشهق:
والله غصب عني يا بابا، أنا حبيته، والله ما كنت عايزه أوصل لكده، قلبي هو اللي ودّاني، أنا ضعفت، ضعفت يا بابا.
وقعت على ركبها قدامه، العياط هز جسمها كله، وكملت بصوت مخنوق:
بس هو، هو كسرني يا بابا. ده وجّعني، خد كل حاجة ورماها كده… ده كسرني من جوا.
•الأب قلبه اتوجع على بنته، وعينه دمعت غصب عنه. شدها بقوة في حضنه، وهي بتعيط زي الطفلة الصغيرة، وهو يربّت على ضهرها بصوت متقطع:
يا وجع قلبي عليكي، يا خسارة تعبي، يا خسارة عمري كله فيكي.
وبعد لحظات من صمته، شدها بعيد عنه بقسوة، عينه بقت نار:
كفاية. من النهارده مش هتفضلي هنا. جهّزي حاجتك، إنتِ هتروحي تقعدي مع خالتك في إسكندرية. مش عايز أشوفك قدامي.
-جميلة وقفت تبص له بصدمة، دموعها بتنزل أكتر، وهي تهز راسها:
لا يا بابا، بالله عليك، أنا مش هقدر أسيبك، مش هقدر أبعد عنك… يا بابا عشان خاطري!
•مدت إيديها له، تحاول تمسكه، وهو لف وشه للناحية التانية، قلبه بيتهز بس صوته طلع قاسي زي السيف:
خلص الموضوع يا جميلة. جهّزي شنطتك، قبل ما أشوفك بعيني تاني.
وقام، دخل أوضته وهو يقفل الباب وراه بقوة، سايب جميلة واقعة على الأرض بتعيط وتنادي:
يا بابا، يا بابا بالله عليك ما تبعدنيش عنك، يا بابااا!
———————
تاني يوم نزلت من القطر، الشنطة تقيلة على إيدها، والخطوات أبطأ من إنها تبين إنها ماشية، كانت ماشية بجسمها بس، لكن روحها لسه عند بيت أبوها. عينها منتفخة من كتر البكا، وقلبها متقطع: بابا زعلان مني، وعادل داس على قلبي برجله،و أنا بقيت إيه دلوقتي؟
جميلة طلعت سلالم العمارة بخطوات تقيلة، الشنطة على كتفها قلبها بيصرخ أنا مكسورة يا بابا، أنا موجوعة.
كل سلمة كانت بتحسها كأنها جبل فوق صدرها.
وهي طالعة، دموعها عايزة تنزل تاني، دماغها مش في الطريق خالص، تخبط فجأة في شاب نازل بالعكس.
الخبطة كانت جامدة لدرجة إنها اتمايلت وقالت بانفعال:
خلاص بقى! هو أنا مكتوبلي حتى وأنا مكسورة ألاقي اللي يضايقني؟!
الشاب بصلها باستغراب، شال إيده من جيبه وقال بهدوء:
إنتي اللي خبطتى فيا على فكرة.
-آه ما هو دا اللي ناقص، تلومني كمان!
ده بدل متعتزر.
الشاب انحنى يلم الشنطة اللي وقعت من إيدها، وهي شدتها بسرعة وقالت بحدة:
سيبها! أنا مش محتاجة مساعدتك.
وقف مكانه، عينه فيها برود غريب، وقال جملة هزتها:
اللي مش محتاج مساعدة بيكون واقف على رجليه،و إنتي شكلك واقعة من زمان.
الكلمة جرحتها زي السكينة. وقفت متسمرة، قلبها بيدق بسرعة.

 

عايزة ترد بس لسانها اتعقد، دموعها كانت بتلمع في عينيها.
هو كمّل نزوله عادي جداً كأنها ما قالتش حاجة.
لكن هي وقفت مكانها، إيدها بتترعش على الشنطة، تهمس لنفسها:
واقعــة… آه… عنده حق… وقعت من زمان.
واقفت قدام شقة خالتها وروحها لسه متعلقة بكلمة غريب قالتها إيدٍ غريبة، لكن حسّت إنها بتوجعها أكتر من كل الزعل اللي شايلها.
فاضلت واقفة و قلبها متلخبط ودموعها بتتحبس بالعافية. أول ما فتحت خالتها الباب، ما استحملتش…
رمت شنطتها على الأرض وارتمت في حضنها، حضن قوي كانت محتاجاه من زمان.
-خالتــي، قالتها بصوت متقطع وسط شهقات البكا.
خالتها مسكت وشها بين إيديها وقالت بلهفة:
مالك يا جميلة؟ ليه وشك عامل كده؟ في إيه يا بنتي؟
-جميلة ما قدرتش ترد، بس فضلت تعيط وتنهار أكتر، دموعها نازلة بحرقة وصوتها مخنوق.
كسرني يا خالتي، ده أنا ما صدقت أفرح، لقيت الفرح قلب وجع.
شدتها خالتها جوة وقعدتها على الكنبة، وهي بتمسح دموعها بإيدها:
طب اهدى يا حبيبتي وقوليلي إيه اللي حصل؟
-جميلة مسكت إيد خالتها بقوة، كأنها بتتعلق بآخر طوق نجاة:
عادل يا خالتي، اللي كنت فاكره حيعيشني ملكة، طلع باعني ورمى كلامه في الهوا. اتقدم لبنت خالته، وأنا اللي كنت بصدق كل وعد وكل كلمة حب منه!
-صوتها اتكسر أكتر:
وأبويا، أبويا اللي طول عمره سندي، زعل مني وقال لي كسرته! صدقيني يا خالتي أنا ما عملتش حاجة غلط، بس لقيت نفسي متهمة ومرمية من حضنه.
الخالة حضنتها تاني وهي بتربت على شعرها:
يا حبيبتي يا جميلة، الدنيا ساعات بتوجعنا علشان تورينا مين يستاهل ومين لا. إنتِ لسه في أول الطريق، وربنا هيعوضك.
جميلة قفلت عينيها وسط حضنها، بس دموعها ما وقفتش، كأنها بتغسل قلبها من غدره وكسرة أبوها بسببها وفجأة قامت واخد وقالت انا مش مسامحه نفسي على اللي عملته ونهارت في العياط:
خالتها مسكتها من كتفيها بلطف وقالت:
اقعدي يا حبيبتي، اقعدي هنا واحكيلي اللي حصل من الأول.
-جميلة قعدت على الكنبة، دموعها لسه على خدودها، وصوتها متقطع:
مش قادرة يا خالتو… بس هقول لك.
بدأت تحكي كل حاجة وهي مقطّعة الكلام، إحساسها، اللي حصل في بيت أبوها، وجعها من عادل. ما قالتش تفاصيل صغيرة، بس وصّلت خيانة الثقة اللي حسّت بيها.
-ولما خلصت الكلام، نزلت دموعها تاني وقالت بسرعة قبل ما خالتها تتكلم:
قبل ما تقولي أي حاجة يا خالتو، أنا عارفة إني غلطانة. عارفة إن أنا اللي وقعت نفسي.
خالتها قربت منها ومسكت إيديها:
الغلط مش عليكِ لوحدك يا حبيبتي، كلنا بنغلط. بس إنتِ حبيتي الشخص الغلط.
-جميلة هزّت راسها بيأس وقالت بصوت مبحوح:
مافيش حاجة اسمها حب أصلاً يا خالتو… كله كدب.
الخالة ابتسمت بحنية رغم دموعها وقالت:
لا يا جميلة، في حب. مش هو اللي عمل فيكِ كده. الحب الحقيقي موجود. مش ربنا سبحانه وتعالى قال في القرآن عن الرحمة والمودة بين الزوجين؟ مش سيد البشر كله، سيدنا محمد ﷺ، عاش عمره كله يحب سيدتنا خديجة؟
-جميلة رفعت عينيها لخالتها، كلامها بيخترق قلبها، وهي لأول مرة تحس إن لسه فيه معنى للحب غير اللي وجعها.
الخالة ضمّتها تاني وقالت:
وجعك مش نهاية حياتك يا بنتي. ده بداية تتعلمي منها مين يستاهل ومين لا. وربنا هيكتب لك الخير اللي يفرح قلبك.
جميلة حطت راسها على صدر خالتها، ودموعها بتنزل بهدوء المرة دي، مش بانهيار… لكن كأنها بتطلع وجعها على أمل يطلع معاها.
كانت جميلة لسه راسها على صدر خالتها، بتحاول تهدي نفسها. فجأة رن جرس الباب.
انتفضت جميلة بخضة… قلبها دق بسرعة من غير ما تعرف ليه.
خالتها قالت بهدوء:
روحي افتحي يا حبيبتي يمكن تبقى بنت الجيران.
مسحت دموعها بسرعة، قامت بخطوات مترددة لحد الباب.
فتحت…
وعينيها اتسعت من الصدمة.
تجمدت مكانها، وصوتها خرج متكسر ما بين وجع وغضب:
إنت؟!… إيه اللي جابك هنا؟! هو أنا ناقصاك إنت كمان؟!
اللي واقف على الباب رفع عينيه بهدوء،……….
——————–
يترا مين اللي جيه؟
ومين الشخص اللي خبط في جميلة ده؟
كل ده هنعرفه في البارت الجاي باذن الله

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x