رواية سر في قلوبنا الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم همس كاتبة
رواية سر في قلوبنا الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم همس كاتبة
البارت الرابع والعشرون
24
-بارت طويل جدا –
ادهم بغضب : انتي باردة كدة ليه ؟ دنا هخلص عليكي لو ما نطقتيش …. عملتي ايه مع سلمى ؟
لميس : على اساس اني كدة هخاف يعني ؟ … انت يا بيه اول واحد بدأت بيه …. كنت اسهل هدف بالنسبالي … و الله مراتك ما كلفتنيش يوم بحاله … يا دوبك كلمتين خافت و هربت على طول
ادهم : يعني ايه ؟ قولتيلها ايه بالزبط ؟؟
لميس بخبث : هد..دتها بالبنوتة الي عندك … قولتلها لو ما بعدتش عنك و اطلقت هتكون البنوتة بخبر كان … و هيا خافت على طول لما شافتني حاطة المسد..س على راس بنتها … فوافقت بسهولة و قالت هتطلب الطلاق بس اسيبك انت و البنت تعيشو … بس طبعا انا مش ده هدفي … قولت الاحسن انها تجرحك و تكرهك حياتك و تهرب مع عشيقها الي هوا
اساسا مش موجود … هههههه بجد انت الوحيد الي مغلبتنيش معاك … مكنتش متوقعة علاقتكم هشة بالشكل ده
تجمدت ملامح ادهم و كأن الزمن توقف في هذه اللحظة … كان يتسائل هل ظلم زوجته ؟؟ … هل ابتعدت عنهم لحمايتهم ؟؟ … هل كان يتهمها بعرضها و هي شريفة ؟! … تركت ابنتها لحمايتها و لكنه لامها بشدة … و صدق انها خائنة … شعر بالدوار فوضع يداه على رأسه بألم … تحولت نظراته الى الغضب الشديد … فقد السيطرة على اعصابه … فامسك لميس من رقبتها و ضغط عليها بكل قوته يحاول خن..قها
حاول نديم و غزل ابعاده حتى نجحو … كانت لميس تكح و تضحك بنفس الوقت
لميس بابتسامة لئيمة : هوا ده الي انا عايزاه … كل مجهود السنين الي فاتو بس عشان اشوفكم بالحالة دي … هدفي الوحيد من خمس سنين اني اشوف عيلة شاهين متد..مرة ع الاخر .. مش عايزة اشوف حد منكم مبسوط … و اهو هدفي تحقق خلاص
غزل بصدمة : يا ساتر …كل ده غل .. على ايه ؟؟ انتي وحدة متخلفة … اقسم بالله مريضة … مش معقول في بني ادم بالشر ده
لميس بسخرية : سيبنالك الحنية يا ملاك الرحمة …. اهل جوزك هم الي اذو محمد … و دمرو حياتي و حياته … و هم الي بيحملو ذنب خالتي … و زي ما تدين تدان .. انا عملت كدة عشان اخلص حقي و حق محمد من رقبتهم … و لو مو..توني دلوقتي هكون مبسوطة …
لاني وصلت للي انا عايزاه
ادهم بغضب : سلمى فين ؟ انطقي … سافرت لفين ؟
لميس : معرفش
تراجع ادهم ببطىء و ملامح الصدمة تملأ وجهه .. انسحب خارج المستودع .. التقى بوالده في الخارج .. حاول اخفاء ألمه في صدره
ادهم بملامح حزينة : نديم و غزل جوا .. بيحققو مع لميس
فريد باهتمام : ماشي هروح اشوفها
دلف فريد بهدوء دون ان يشعر احد بدخوله … وقف خلف احد الاعمدة و نظر الى لميس
نظر نديم الى الحراسة و اشار لهم بعينيه …و هم فهمو قصده و بدأو بتسجيل الفيديو
نديم بنظرات ثاقبة للميس : يعني انتي بتعترفي انك هد..دتي مرات ادهم و تسببتي بطلاقهم … و خفيتي محمد عن عيلته و اديتيله ادوية … و خط..فتي غزل و حاولتي تلبسيها مصيبة … و دخلتي رحاب لحياة عمرو عشان تبوظي علاقته بمراته ؟
لميس بضحكة : اه طبعا .. بصراحة فخورة بنفسي اوي .. و مستعدة اعترف بكل حاجة قدام البوليس … و صحيح .. انا كمان الي ورطت شيرين و سامية بقضية الاداب… مش سامية الي عملتها .. و طبعا خرجتهم منها زي الشعرة من العجين … عشان اكون البطلة و اكسب ثقة شيرين … و فوق كل ده انا الي زقيت الست الي وقعت باباك بشباكها و خلته يخطبها … بس انت يا نديم كنت فنان .. كنت بزقفلك ليلتها … لانك وجعت فريد شاهين من غير ما انا اخطط لحاجة
تجمد فريد مكانه عندما سمع حديثهم … ابنه الذي يبحث عنه منذ سنوات …. كانت لميس تخفيه عنهم ! …. و هي من خططت لأذية العائلة بأكملها ! … تاكدت كل شكوكه نحوها
نديم بذهول : يا سلام … واضح انك مبسوطة جدا بالي عملتيه … انتي هتعفني بالسجن يغبية .. اوعدك مش هسيبك
تتهني لا جوة السجن و لا براه
لميس بلامبالة : و لا يفرق معايا .. مش خايفة من حاجة
غزل : ثانية وحدة … انا بس عايزة افهم حاجة … يعني انتي د.مرتي العيلة و اذيتي كل الناس الي حواليكي عشان فاكرة ان اونكل فريد السبب بمو..ت خالتك ؟ … طب لو هوا المذنب بنظرك ليه تأذي ناس متعرفيهاش اساسا ؟ ايه الي بيني و بينك عشان تاذيني ؟ و شيرين عملتلك ايه عشان تلبسيها قضية ؟؟ سلمى و منى عملولك ايه ؟؟؟ طب سيبك من كل دول … محمد مش كنتي بتحبيه ؟؟ ازاي جالك قلب تأذيه و هو في عز شبابه ؟؟
تغيرت ملامح لميس من التحدي الى الحزن .. ابتلعت غصة في حلقها
لميس بألم : عشان هوا حاول يبعد عني … انا مش بس بحبه انا بعشقه … لما شفت انه عايز يبعد عني و يرجع لعيلة باباه اتجننت … كان لازم اعمل اي حاجة عشان يفضل معايا … حتى لو هيتجنن بسببي … بس انتقامي من عيلة فريد شاهين كان عشانه و عشان خالتي .. محمد الي عاش طول عمره محروم من كل حاجة و اخواته التانين بيتبعزقو بالفلوس … و طنط شادية الي كانت على طول مقهورة من جوزها … حتى علاقتي بمحمد تأثرت … ماما كانت كل يوم بتحكيلي عن عمايل فريد بخالتي شادية … كانت بتقولي قد ايه ظلمها زمان و خلاها تتحوج للي يسوا و الي ما يسواش عشان تعيش هيا و ابنها
تقدم فريد منها و قال بجنون و صراخ : انتي وحدة متخلفة … و امك بني ادمة زبالة … امك هي الي دمرت حياتنا … هي الي دخلت بيني و بين شادية من 35 سنة و لعبت علينا و احنا في الجامعة كل ده عشان بتغير من اختها … هيا الي راحت قالتلها اني مش بحبها .. و جات قالتلي ان شادية على علاقة مع رجب الخولي و دخلت الشك بقلبي … لحد ما سبنا بعض و انا عشان اجرحها روحت و اتجوزت ست تانية انا ما بحبهاش.. و هي اتخطبت لرجب .. امك الي كانت السبب بكل الي حصل .. دايما بتحاول تعمل نفسها البريئة عشان توقع بينا
نظرت غزل لفريد بصدمة … تأكدت ان رجب له يد بوفاة والدة محمد بما ان هناك علاقة قديمة … تبادلت هي و نديم النظرات و كأنها تقول له ارأيت اني محقة
لميس : ما تتكلمش على ماما .. دي اشرف منك و من عيلتك كلها ..، انت الي ظلمت طنط شادية و بتستحق عقوبة اكبر من دي كمان .. و انا مش ندمانة على الي عملته .. بالعكس كنت مخططة لاكتر من كدة بكتير
فريد بغضب : زي امك .. شبها بكل حاجة .. نفس الندالة و الغباء .. انا عمري ما ظلمت شادية .. انا حبيتها اكتر من نفسي .. و لما اتقابلنا بعد 7 سنين عرفنا انها كانت لعبة من رجب و مامتك عشان يفرقونا عن بعض .. و انا عرضت عليها الجواز و هي وافقت و طلبت مني اني ما ادمرش عيلتي عشان نفسي و ان جوازنا يكون بالسر … و مع انها عارفة ان مامتك السبب بالي حصلنا مع كدة سامحتها و رجعت تتعامل معاها .. لحد ما بدأت تعمل مشاكل بينا و تحرض شادية عليا … فقررنا كل واحد يتلهي بحياته لغاية ما الامور تهدا .. بعدنا عن بعض كام يوم .. بس الايام بقت اسابيع و شهور حتى وصلت لسنين و ابني بيكبر و هو بعيد عني … كل ده بسبب امك .. و لما واجهت شادية اني عايز اشوف ابني طلبت الطلاق و بقا عندها نفور مني … سبتها بس اديتها كل حقوقها .. و ما قصرتش بمسؤولياتي مع ابني رغم اني محروم منه … لغاية ما اتصدمت انها انت..حرت
لميس : ما تاخدش امي شماعة تعلق عليها اخطائك يا فريد بيه … انت كنت مبسوط بحضن مراتك الاولى و سايب طنط شادية تشحطط في الشغل … سبت ابنك يحس انه اقل من كل الناس … ماما لما كانت بتبعد خالتي عنك كان ده بس من باب خوفها عليها .. لانها كانت عارفة طباعك كويس … حتى لما خالتي ما..تت انت مفرقش معاك مو..تها … بقا كل همك تاخد ابنك تحت باطك … و تخليه شغال عند عيالك من حبيبة قلبك ماجدة
فريد باشمئزاز : مش بقولك شبه امك .. مفيش اوسع من ذمتها … انا عملت المستحيل عشان محمد يفضل معايا بس عشان هوا من ريحة شادية .. ابني من الست الي بعشقها … من 5 سنين بدور عليه لغاية النهاردة عشان اعوضه عن كل حاجة حصلت … و عشان اعوض نفسي كمان … اتحرمت من شادية بس مش هسمح لحد يحرمني من ابني … عشان كدة بسألك هوا فين ؟
اطلقت لميس ضحكة ساخرة دوت في ارجاء المكان
لميس : هوا انت لسا ما تعرفش
نديم باندفاع : اعترافك تسجل فيديو يا لميس هانم … يعني دلوقتي مفيش مجال تنكري حاجة … و الي عملتيه مع العيلة هيطلع على جنابك
غزل بهمس لفريد : اونكل فريد .. ادهم عايز يكلمك بموضوع مهم .. هوا راح فين ؟
فريد باستغراب : قاعد بالعربية بتاعته برا … بس ايه الموضوع ؟
غزل : يخص محمد … روح شوفه و اسأله و انا هفضل مع نديم
فريد بلهفة : انتو لقيتوه ؟ هوا فين دلوقتي ؟
غزل : ادهم هيشرحلك الموضوع بالزبط .. الاحسن تروح تكلمه
فريد : ماشي
ذهب فريد للخارج بسرعة .. تنهدت بارتياح و نظرت الى لميس
غزل : انتي مش خايفة منه ؟؟ ده كان ممكن يق..تلك بارضك بعد كلامك الو..سخ ده
لميس بابتسامة : و لا يفرق معايا
غزل بغضب : انتي ايه ؟؟؟ ايه كل الجبروت ده ؟ … فاكرة نفسك بتحبي محمد ؟؟ مسمية ده حب ؟ انتي بني ادمة مريضة نفسيا … ده مرض مش حب .. الي يحب ما يقدرش ياذي حبيبه … على فكرة كلام اونكل فريد صحيح مية بالمية … و عايزة اقولك على حاجة مهمة .. رجب الي قال عليه اونكل فريد هوا السبب بمو..ت خالتك يا غبية … اي نعم ما اعرفش تفاصيل … بس هوا كان سبب بمو..ت ماما كمان .. و بما ان رجب كان بيحوم حوالين خالتك يعني حطها بدماغه .. يعني هوا السبب ببعدها عن اونكل فريد .. و مامتك شريكتة … و انا مستعدة اثبتلك كلامي
لميس : ما تحاوليش .. مش هصدقك … على اخر الزمن هتيجي وحدة عرفتها من يومين تقولي ان فريد بريء و ماما المذنبة ؟! بجد انتي هبلة اوي
غزل بابتسامة تحدي : تمام … انا هثبتلك كلامي … اوعدك بكرا الصبح هجيبلك الدليل القاطع على ان رجب هوا المجر..م .. بس وقتها هتقدري تسامحي نفسك على الي عملتيه بمحمد و عيلته ؟ هتقدري تتقبلي فكرة انك اذيتي ناس بريئة و حملتي ذنبهم عشان انتي وحدة غبية ؟
لميس : مستحيل الي بتقوليه يكون صحيح … انا عارفة كل حاجة … ما تحاوليش تلفلفي الموضوع عشان فريد شاهين يطلع بريء … مش هصدقك
غزل : و انا قولتلك هثبت كلامي … و انتي بقا هاتي دليل على انه مذنب و اقنعيني … مش جايز انا الي اكون فاهمة غلط ؟
لميس : و اجيبلك دليل منين .. ما هي واضحة زي الشمس .. و بعدين ليه اقنعك ؟؟ على اساس انك شخصية مهمة مثلا ؟؟
غزل : طيب .. زي ما تحبي .. واضح انك عنيدة و مصممة على غلطك … بس صدقيني لما تكتشفي الحقيقة هتقولي حقي برقبتي … و هتمو…تي من القهر
نديم : انتي بتكلمي مين يا غزل … دي عندها احساس دي ؟ … لو دي بني ادمة طبيعية بتعرف ربنا مش هتأذي شخص بتحبه عشان يفضل معاها … مش هتدمر حياته عشان مصلحتها … دي وحدة معندهاش ذرة إنسانية
غزل و هي تركز نظرها على لميس : عندك حق … اكيد دي حفيدة ابليس … بجد وحدة حقيرة
نديم للحراسة : مش عايزها تغيب عن نظركم ولا ثانية
نظر الى لميس و قال : كنت ناوي اسلمك للبوليس دلوقتي حالا .. بس بما ان مراتي وعدتك انها بكرا هتثبتلك الحقيقة هسيبك الليلة دي كمان هنا …. يمكن تعرفي ان الله حق بعد ما تشوفي الحقيقة بعنيكي
امسك نديم يد غزل و خرجو سويا
*****************************
ادهم بهدوء مصطنع : بابا … الموضوع الي هقولهولك مهم جدا بالنسبالك .. و بالنسبة لينا كلنا …. محمد الي اختفى من سنين … لقيناه
فريد : انا عارف .. عايز اشوفه حالا
ادهم بصوت مبحوح : كان محبوس عند لميس …و هو الي حاول يخ..طف غزل بس قدرت تسيطر عليه و تبلغ نديم … يعني غياب محمد كان بسبب لميس .. هيا الي خط..فته
فريد بعيون محمرة : كان قلبي حاسس .. انا هوريها بنت الك…لب … طب هوا فين دلوقتي ؟ عايز اشوفه و اخده بحضني … وحشني اوي … ازاي بقا شكله دلوقتي ؟
ادهم بوجع : مينفعش تشوفه … حالته صعبة .. هوا تعبان نفسيا و وديناه المستشفى … لميس اقنعته ان حضرتك السبب بمو…ت مامته … عشان كدة مش هتقدر تشوفه … يمكن لو روحتله حالته تسوء … لازم يتعالج الاول … مينفعش حد فينا يقابله غير لما يتعالج
فريد بصدمة و ألم : كل ده حصل مع ابني و انا مش عارف ؟؟ بيتهمني اني سبب مو..ت امه ؟ ده هوا اكتر واحد عارف قد ايه انا وشادية بنعشق بعض … خدني ليه .. عايز اشوفه
ادهم : بابا قولتلك وضعه ما بيسمحش اننا نزوره … هو دلوقتي تحت المراقبة … و لسا الدكتور ما حددش نوع مرضه ايه بالزبط … حاول تستنى فترة كويسة على ما يتعافى و يرجع طبيعي
انهارت ملامحه العجوزة فجأة … بدأ يذرف دموع الشوق و الوجع … اخيرا عاد فلذة كبده .. و لكن عودته غير كاملة
فريد بصوت مهزوز : عايز اشوفه .. لو من بعيد … ع الاقل اشوفه قبل ما امو..ت بحسرتي عليه … مش هخليه يشوفني … بس وديني ليه اشوفه دقيقة وحدة بس
ادهم بشفقة و الم : ماشي .. بس ما تزعلش نفسك .. و الله هيتعالج و تفرح بيه .. و هتعوضه عن كل السنين الي فاتت
فريد بجوع عميق : يا رب … يا رب يمد بعمري لغاية ما اشوفه مبسوط و عايش حياة كويسة … و الله هعمله اي حاجة بس يرجع ليا
ادهم : ربنا يطول بعمرك و يخليك لينا و لمحمد … انا متأكد انه هيفوق و يرجع طبيعي … و هيفهم ان محدش بالدنيا دي هيحبه زيك
***********************
خرج نديم و هو يمسك بيد غزل من المستودع … كانت الشمس قد اشرقت بعد ليلة طويلة و عصيبة
غزل : النهار طلع و احنا مش نايمين … رجليا مش قادرة تشيلني
نديم بابتسامة : انتي الي اصريتي تيجي معايا .. كان زمانك نايمة دلوقتي
غزل بضحكة : عني ما نمت .. المهم ما افارقش حبيب قلبي و لا ثانية
نديم بحب : يا نن عين حبيب قلبك انتي .. مفيش حاجة بتخفف عني تعبي غير ضحكتك دي
غزل : الي يشوفنا استحالة يصدق الكوارث الي بنواجها … انا دماغي هتنفجر لو فضلنا كدة
نديم : طب يلا نروح البيت نغير هدومنا و ننام ساعتين زمن … انا كمان حاسس اني متدشدش
غزل : و الله بعد كل الي حصل ده محتاجين جلسة مساج و نومة لبكرا الصبح
نديم : على الله بقى نخلص من ام القرف ده .. انا بجد تعبت
غزل : طب امشي نروح .. ده يا دوبك نلحق نخطفلنا ساعين نوم
نديم : يلا
ركبو السيارة سويا و انطلقو باتجاه الفيلا
غزل بهدوء : هتكلم عمار ؟
نديم : هنروحله مع بعض بالليل .. عايز افهم منه حاجات كتير … دلوقتي انا الي بقيت مصمم اعرف الحقيقة … و عايز اعرف كمان طبيعة مشاعره لشيرين … مش هقدر اطمن عليها الا لما اكلمه
غزل بابتسامة : يعني اقتنعت انهم بيحبو بعض
نديم : لسا لما اشوفه الاول
غزل : طيب و لو تأكدت انه بيحبها بجد … هتساعدهم ؟
نديم : طبعا … هعمل اي حاجة عشان اختي تكون مبسوطة … مش هسلمها لاي حد و خلاص .. كفاية دعاء الي تجوزت غصب عنها عشان ترضي بابا … انا ما قدرتش اساعدها بس هقدر اساعد شيرين
غزل بسعادة : مش هتصدق قد ايه استريحت … كنت متأكدة انك مش هتقسى عليها
نديم : غزل انا مش ضد سعادتهم … بس لازم اكون واثق ان البني ادم الي هتتجوزه يكون بيحبها و يقدر يسعدها … عمار صحيح عمل حاجات مش كويسة و دايقك كتير .. بس بنفس الوقت هو كان اخ ليكي و ما نقدرش ننكر افضاله … كنت واخد موقف منه عشان تعرض لحبيتي … بس بنفس الوقت لو احط نفسي مكانك انتي كمان مروة تعرضتلك بس انتي ما اذيتهاش .. بالعكس بقيتي صاحبتها المقربة لما عرفتي حسن نيتها .. و انا مش هقسى على اختي عشان مصلحتي … بالاخر زي ما مروة تعتبر اختي عمار يعتبر اخوكي
غزل : عندك حق … طب دلوقتي هنعمل ايه في حكاية ادهم و عمرو ؟ يعني لميس هيا الي خربت بيوتهم و خلتهم يوصلو للمرحلة دي
نديم : مش عارف … ادهم مصدوم انه ظلم سلمى … هيا اخر فترة كانت بتعمل معاه مشاكل كتير و على اسباب غربية .. ادهم وقتها اتجنن و ما قدرش يستحملها … بس ما شكش لواحد بالمية انها ممكن تخونه .. لحد ما هي كلمته بعد ما سافرت و قالتله انها عايزة تطلق لانها بتحب واحد تاني
غزل : اقولك بصراحة … يعني ادهم ما ظلمهاش و لا حاجة .. هيا الي ظلمت نفسها .. كان ممكن تقوله الحقيقة و تخليه يتصدى للميس من اولها قبل ما تدمر العيلة كلها
نديم : اوك .. بس الست كانت بتحمي بنتها .. يعني افرضي لميس عملتها و اذت جوري … لميس خبيثة و عندها طرق تقدر تاذي اي حد بطريقة عمره ما يتوقعها
غزل : طب هيا سلمى فين دلوقتي ؟ ممكن لو قدرنا نوصلها و نحاول نحل الخلاف يرجعو لبعض
نديم : معرفش .. بس ما اعتقدش ادهم هيعدي الموضوع بالساهل .. اكيد هيدور عليها و يعتذرلها .. ادهم من النوع الطيب و الي ما يستحملش عذاب الضمير … بس الكارثة ان سلمى بنظر الكل متهمة … حتى اخواتها اتبرو منها و عمتي كانت تدعي عليها ليل و نهار … ما اعتقدش انها ممكن تقبل ترجع للعيلة دي تاني .. و لو رجعت مش هتسامح حد حتى ادهم
غزل : بس انت بتقول ان هيا و ادهم اتجوزو عن قصة حب … و ادهم لغاية النهاردة مفكرش بست غيرها … انا دايما حاسة انه لسا بيحبها بس زعلان منها على جرحها ليه … الست لما بتحب راجل بجد هتسامحه بسهولة حتى لو غلط بحقها … ما بالك ادهم الي مكانش يعرف حاجة عن سبب بعدها .. بالعكس هيا الي وجعته و جرحت كرامته
نديم : هما حبو بعض جدا .. حتى بعد الجواز و الخلفة سلمى كانت بتعشق ادهم … بس سكنهم في بيت العيلة اثر عليهم .. رغم ان ادهم كان بيحط مراته بكفة و كل العيلة بكفة .. حتى ماما كانت بتقول عليه دلدول لمراته
غزل : طالما لسا بيحبو بعض فاكيد هيرجعو .. شطارته بقا يلاقيها
نديم : ادهم هاكر شاطر جدا … هو الي قدر يحدد مكان لميس و يجيبها .. صحيح ان الطريقة مش صح و مش قانونية .. بس يعني ما اذاهاش .. فاكيد يقدر يحدد مكان سلمى فين بالزبط و يروحلها
غزل بشهقة : لا اوعا تخليه يعمل كدة .. ممكن يودي نفسه بداهية
نديم : ايوة بس ده لو وقع ضرر على حد … و هو اكيد يعني واخد باله من اي حركة هيعملها
غزل : انا مش مطمنة … مهو ما ينفعش يجازف بمستقبله بالطريقة دي .. لو حد عرف الموضوع ده هيتحبس .. و هو عنده بنت لازم يخاف عليها
نديم بابتسامة : ما تقلقيش .. ده مش هيحصل … المهم ايه حكاية عمرو ؟ حصل حاجة جديدة بينه و بين مراته ؟
غزل : ايوة مروة من ساعتين بعتتلي مسج تطمن عليا و بعدين بعتت فويس بتقولي ان منى لمت كل هدومها و راحت لبيت باباها … قال عايزة تطلب الطلاق
نديم بصدمة : ايييه ؟؟ هيا اتجننت هيا كمان ؟ ما قولنالها من زمان تطلق دلوقتي لما بقى في بيبي بالنص عايزة تطلق ؟!
غزل : انا كمان استغربت .. يعني منى استحملت عمرو سنين .. و هيا بتعشقه بصراحة حتى و هو بيعاملها باسلوب زي الزفت … ليه دلوقتي عايزة تبعد عنه .. دي مش اول مرة يخونها و سامحته مليون مرة .. و رحاب خلاص خرجت من حياتهم .. فتصرف منى غريب جدا بالنسبة لشخصيتها
نديم بادراك : ايوااا .. دلوقتي فهمت هيا ليه عملت كدة .. بس حركة صايعة بصراحة
غزل باستغراب : قصدك ايه مش فاهمة ؟
نديم : هيا لا عايزة تطلق و لا حاجة … بس عايزة تربيه … عمرو اكيد هتستفزه الحركة دي … انا عارفه كويس .. كله الا كبريائه … حتى رحاب اول ما كشفها ما فرقتش عنده .. بس الي قهره انها قلت قيمته قدام العيلة كلها .. لدرجة انه خلال كام ساعة بس بقا مش طايق يشوفها … و منى بتلعب على الوتر الحساس عنده … عايزة تبعد عنه عشان يحس بقيمتها و هو هيعتبر طلبها للطلاق اهانة ليه
غزل : بجد عمرو عنده غرور رهيب … برافو عليها منى … يمكن يتهد و يعقل شوية … في بني ادم عاقل يقول لمراته تنزل ابنه ؟
نديم : و الله ما توقعتش الحركة دي من منى … بس هيا كدة طول عمرها داهية و بتعرف تخلص حقها من اي حد
غزل : ربنا يهديها هيا كمان و تبطل سواد .. البنت دي غريبة .. من ساعة ما جيت البيت و شافتني تقول شافت عفريت … على طول مش طايقاني
نديم بضحك : دي مش بتطيق نفسها عشان تستحمل وحدة بجمالك … هيا كل الي يهمها عمرو يكون ليها … عملت كل حاجة تخطر في البال عشان تكسبه .. بس هوا عنيد جدا .. و على طول حاسس انها مفروضة عليه
غزل : المهم انهم يعقلو شوية و يعرفو يربو البيبي الي جاي في الطريق .. صدقني لو عمرو يديها فرصة بس و يحس قد ايه بتحبه عمره ما هيبعد عنها .. بالعكس يمكن يحبها اكتر من نفسه
نديم : فعلا على الاقل عمرو مشكلته غروره و بس .. مش زي بابا الي حب وحدة تانية … الحب بيخلي الواحد اعمى … عشان كدة بابا ما قدرش يسعد امي .. رغم انها قدمتله كل حاجة على طبق من ذهب
غزل و هي تتثاوب : حبيبي ما تزعلش من الي هقوله .. بس بصراحة .. حب عمي لمامت محمد هو الي كان السبب بالمشاكل الي احنا فيها .. و مشاكل العيلة من زمان .. يعني الي حصل مع ادهم و عمرو و شيرين و حتى انا و انت ..كله كان من تخطيط لميس الي من طرف مرات باباك … و حتى تعب محمد كان بسببها … و حياة طنط ماجدة الي تدمرت من البداية كانت بسبب حب اونكل فريد لشادية
نديم : مزبوط .. مش هزعل من الحقيقة … قولتلك قبل كدة … بابا كان اكبر غلط بحياته انه اتجوزها بالسر .. بصراحة لو قال من الاول انه عايز يتجوز ما كناش وصلنا للمرحلة دي … ما ده حاجة طبيعية و شرع ربنا …يمكن كنا هنزعل اولها بس هنتأقلم مع الوقت … بس ان فجأة طلع بابا متجوز و مخلف كمان من سنين طويلة دي لوحدها خلتنا نفقد الثقة بيه … و فوق كل ده اذى مراته التانية بالسر ده .. و اهو احنا الي بنعاني بسبب حبه ليها
غزل بتعب : هفففف بجد حاجة توجع الدماغ … خلاص اقفل الموضوع ده .. يلا نروح ننام شوية انا تعبت
نزل من السيارة و اتجه لها … امسك يدها و دلفا سويا الى البيت
ماجدة بلهفة : غزل … كنتي فين كل ده ؟ طمنوني عليكم .. انتو كويسين مش كدة ؟
غزل بصوت متعب : ايوة .. بس قضينا ليلة و لا في الخيال ..، انا فرهدت عايزة انام
ماجدة بحنية : يا حببتي .. طب هعملكم فطار الاول و بعدين تنامو
نديم و هو يمسك غزل من خصرها بقلق : ايوة يماما ابعتيه لاوضتنا
نظر الى غزل التي ترمش بعينيها تحاول مقاومة نعاسها
نديم بقلق : غزل حببتي .. انتي كويسة ؟
غزل بصوت ناعس : اممم بس عايزة انام … بقالي يومين مش نايمة .. همو..ت من كتر التعب
وضعت رأسها على كتفه بتعب واضح .. امسكها نديم جيدا .. لكنه لم يحتمل شكلها المرهق … فحملها بهدوء
غزل و هي تدفن رأسها بعنقه : بتعمل ايه ما انت كمان تعبان
نديم : ما تقلقيش عليا .. المهم انتي ترتاحي
توجه الى غرفتهم … وضعها على السرير بلطف… نزع حذائها من قدميها بهدوء .. و اتجه الى خزانتها … اخرج فستان بيتي رقيق .. و بدأ بتبديل ملابسها حتى تنام براحة اكثر
مرت دقائق الى ان طرقت الخادمة الباب … ناولته صنية الطعام
نديم : بلغي كل الي في البيت ان محدش يزعجنا خالص
قفل الباب و حاول ايقاظ غزل
غزل : ندييييم .. سيبني انام .. و الله تعبانة اوي
نديم : طب بالاول لازم تاكلي حاجة .. انتي من امبارح على لحم بطنك
غزل بصوت مبحوح : عاملين ايه ع الفطار ؟
نديم بابتسامة : كل حاجة بتحبيها … خليكي مستريحة انا هأكلك … بس مينفعش تنامي من غير اكل
غزل بابتسامة و هي تغمض عينيها : اوك
***********************
ادهم : عمرو … انا مضطر اسافر بكرا الصبح .. انت خليك مع محمد و نديم هيقفل حكاية لميس … بس اوعى تخلي بابا يزوره الا لما الدكتور يحدد
عمرو : ده لسا ما صحيش اساسا… من ساعة ما خد الحباية و هو نايم و بيتمتم بكلام غريب .. الدكتور قالي افضل برا
ادهم : معلش الدكتور اكيد هيعرف يتعامل معاه .. المهم انت خد بالك منه لحد ما نخلص من الحوارات دي
عمرو : ماشي بس انت ليه هتسافر
ادهم بتنهيدة : هروح اشوف سلمى
عمرو بصدمة : يااااه ! اشمعنا ؟
ادهم : بعدين هحكيلك … ده انت ما تعرفش حاجة عن الي حصل .. اقولك خلي نديم يحكيلك
عمرو : طب بابا فين دلوقتي ؟ قولتله عن حكاية محمد
ادهم : ايوة هوا طالع ورايا … قالي عايز يشوفه من بعيد و انا مقدرتش امنعه
عمرو : تمام بس لازم يخرج قبل ما محمد يفوق .. مش عايزين محمد ينفعل
ادهم : ما تقلقش ان شاء الله مش هيحصل حاجة
اتى فريد بسرعة و قال بلهفة : هوا فين
عمرو : لسا نايم من تأثير الدوا
ادهم : بابا .. طالما هو نايم تقدر تشوفه .. بس اول ما يصحى كلنا هنخرج
فريد باشتياق : ماشي ماشي .. المهم اشوفه
دلف فريد و ادهم و عمرو الى محمد .. كان متمدد و ينام بعمق …. ابتسم فريد بشوق … اقترب منه و ملس على جبينه بحنان … احمرت عيناه و نزلت دموعه … لا يصدق ما يراه … ابنه عاد بعد حرمان طويل … لم يعيش معه الا بضعة اشهر
كان الطبيب يتابع تعابير وجه محمد بهدوء … يحاول تفسير تأثير والده على عقله الباطن و هو نائم
فجأة … فتح محمد عيناه … امسك ادهم ذراع فريد و قال : بابا .. اخرج بسرعة
كان محمد ينظر لفريد بنظرات غريبة جدا
محمد بصدمة : بابا !!
ابتسم بسعادة و وقف بسرعه … ارتمى بحضن فريد
تبادل ادهم و عمرو النظرات المصدومة … بينما الطبيب يسجل انفعالات محمد على الدفتر
احتضنت ايدي فريد وجه محمد
محمد بسعادة و اندفاع : كنت متأكد انك هترجع لينا … كنت عارف انك مش هتسيبنا … ماما كانت بتقولي كلام حلو عنك … و قالتلي انك بتحبني اوي و هترجع عشاني … صحيح هيا فين ؟ .. اكيد هتفرح اوي لما تشوفك
كانت فريد ينظر له بذهول … يتألم من اعماق قلبه … كان متعطشا لحضنه .. و لكنه ادرك ان حالة ابنه ليست على ما يرام
الدكتور : محمد .. انت محتاج ترتاح شوية .. دلوقتي كلهم هيطلعو برا .. عشان انا اكلمك .. و لما نخلص يبقى يدخلو تاني
محمد ببراءة : لا … عايز افضل مع بابا … انا ما صدقت اشوفه .. بقالي سنين بحلم باليوم الي هنجتمع بيه انا و ماما
الدكتور بابتسامة : ما تقلقش يا محمد … هوا هيخرج شوية .. و هيرجع يقعد معاك تاني … بس لازم نتكلم مع بعض و ترد على اسألتي .. و بعدها اوعدك هتفضل مع باباك .. اتفقنا ؟
محمد : ماشي
خرج فريد و معه ادهم و عمر يمسكانه من ذراعيه … كان في حالة ذهول و صدمة … جلس على اول مقعد ظهر امامه … بدأ يبكي بحرقة … لم يتخيل ابدا ان يقابله ابنه بهذه الطريقة .. كان يتوقع منه الصراخ و العتاب … و لكن ! ما حدث كان صدمة له … ابنه بدا له و كأنه طفل لم يتعدى الخمس سنوات من العمر
وضع ادهم يده على كتف والده يواسيه
عمرو بصدمة : انا مش مصدق نفسي .. حاسس ان الي شوفته ده عيل صغير .. مش منطقي الي بيحصل
ادهم : ما نديم قالك يمكن عنده انفصام … اكيد ده تاثير المرض عليه … و يمكن تاثير الدوا … المهم انه ما عملش رد فعل عنيف لما شاف بابا … انا هروح اوصل بابا للبيت … انت خليك معاه
عمرو : ماشي … بس خلي نديم يجيله بالليل عشان اروح اغير هدمي
ادهم: ماشي .. بابا يلا نروح
فريد : لا .. مش هروح الا لما اطمن عليه .. الدكتور وعده اني افضل معاه
ادهم : انا خايف يحصل حاجة تانية .. يمكن يتحول و يتعصب
فريد : ما تخافش مش هعمل حاجة من غير اذن الدكتور .. ده ابني مش هتخاف عليه اكتر مني
ادهم بقلة حيلة : ماشي .. معناه عمرو انت روح دلوقتي .. و لو حصل حاجة هكلمك
****************
بعد عدة ساعات
فتحت عيناها وجدت نديم بجانبها ينظر لها بابتسامة
غزل بصوت ناعم : حبيبي … انت ما نمتش ؟
نديم بحب : لا نمت .. بس صحيت قبلك
نظرت الى الساعة المعلقة على الحائط
غزل بشهقة : الساعة 2 الظهر .. انا نمت كل ده ؟
نديم بحنية : اممم .. انتي تعبتي اوي الايام الي فاتت … يلا كملي نومك انا هروح اشوف محمد وضعه ايه
ازل : لا هاجي معاك
نديم بحزم : لا .. كفاية عليكي كل التعب ده … نامي و ارتاحي يحببتي
غزل : مش هينفع اسيبك لوحدك .. هيفضل بالي مشغول عليك
نديم :انتي ليه غاوية شحططة … ما تقلقيش عليا يحببتي … انا هروح اتكلم مع الدكتور و افهم حالته بالزبط … و لما اروح هقولك كل حاجة … بس انتي لازم ترتاحي شوية … مينفعش تفضلي متمرمطة معايا …و بعدين مش عايزة تقعدي مع شيرين ؟ دي من الصبح مستنياكي
غزل : اوك .. هفضل في البيت .. بس خلي موبايلك بايدك .. عشان تطمني عليك
نديم بحب : ماشي يا حببتي .. انا هروح دلوقتي .. و انتي خودي بالك من نفسك
قربت منه و قبلته على خده بعشق … و هو شدها اليه و احتضنها بقوة .. يحاول اختطاف بعض اللحظات الجميلة معها
بعد دقائق
خرج نديم من غرفته باتجاه الطابق السفلي … تزامنا مع دخول عمرو من باب الفيلا
نديم باستغراب : عمرو .. في ايه ؟ ليه سبت محمد ؟
عمرو : قولت لادهم يفضل معاه لغاية ما اروح اخد شاور و اغير هدومي .. اه .. و بابا هناك .. تقابل مع محمد .. محمد كان زي العيل شبط فيه … مش عارف ده تفسيره ايه .. انت رايح لهناك ؟
نديم : اممم .. هروح اشوف الدكتور و افهم حالته ايه بالزبط … بابا وضعه ايه دلوقتي؟
عمرو : مش عارف .. حاسس انه فرحان و زعلان بنفس الوقت … اول مرة اشوف بابا بيعيط … بصراحة حاسس انه موجوع اوي
نديم بنظرات حادة لعمرو : طبعا .. ده ابنه من صلبه … الاب كمان بيتوجع على ابنه … الضنا غالي يا عمرو
عمرو فهم ما يرمي له اخاه … نفخ بضيق و ذهب من امامه متوجها الى غرفته
وجد شيرين تجلس على الكنبة بالقرب من غرفته و تتصفح هاتفها
عمرو : شيرين .. قولي لماما تعملي اكل .. هموت من الجوع
شيرين بضحكة : اه يا طفس .. ما ترد السلام على الاقل
ارتمى عمرو على الكنبة المجاورة لها و قال : هموت من التعب … بقالي من امبارح بالمستشفى واقف على رجليا .. لغاية ما تهديت
شيرين : استرجل شوية .. اومال فين مراتك ؟ انا ما شوفتهاش من الصبح
عمرو : راحت تقعد كام يوم عند باباها .. اهو نرتاح من زنها شوية
شيرين بصدمة : عمرو ! … انت ليه بارد كدة ؟ .. مراتك حامل … عارف يعني ايه ؟ … يعني ابنك دلوقتي جوة بطنها .. كام شهر و هتبقى اب
عمرو : و انا قولت مليون مرة مش عايز خلفة خصوصا من منى
اتت غزل و استمعت لاخر جملة قالها .. شعرت بغليان دمها تود ان تلكمه على وجهه حتى يعي لكلامه
غزل : انا بجد عجزت اني افهمك … عمرو ايه الكلام الي بتقوله ده ؟ في حد يرفض نعمة من عند ربنا ؟ … انت امته هتحس ان الي جاي للدنيا ده حتة منك ؟
عمرو : غزل .. رجاءا ما تتدخليش … مش عايز نقاش معاكي عشان اكيد هنتخانق … خليكي برا الحوار ده
غزل : و الله !
شيرين : مهي عندها حق يا عمرو … اديك شايف بابا بقاله سنين مهموم على محمد عشان ده ابنه … و لما نديم ساب البيت بابا اتجنن … حتى انا لما اختفيت فجأة و رجعت كنت شايفة اللهفة بعينيه .. عمرو الابوة حاجة حلوة … بكرا هيكون عندك بيبي صغنن كدة يقولك يا بابا … دي لوحدها بالدنيا كلها
ابتسمت شيرين و فتحت معرض الصور على هاتفها
شيرين : بص .. ده الفيديو صورته يوما راحت منى تكشف .. اسمع كدة .. ده صوت نبضه
امسك عمرو الهاتف و شاهد حركة الجنين … ارتجف قلبه … شعر بسعادة داخلية يستحي ان يظهرها …. و لكن ظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيه
تبادلت غزل و شيرين النظرات السعيدة
شيرين : بص دي صورته و هو جوا كيس الحمل … و الدكتور قال كمان كام يوم هنقدر نعرف هو ولد و لا بنت
غزل بخبث : و انت يا عمرو عايز ايه ؟ ولد و لا بنت ؟
عمرو و هو سارح بالصورة : عايز ولد .. نفسي يكون ولد يحمل اسمي
ابتسمت غزل من اعماق قلبها … كانت شيرين تنظر الى عمرو بسعادة .. اخيرا تحدى غروره و اعترف برغبته بان يصبح اب
نظر لهن عمرو … تدارك نفسه بسرعة
عمرو بتوتر : ااحم .. هقوم اغير هدومي و انام شوية
ذهب بسرعة من امامهن … و هن اطلقن ضحكات صاخبة تعبر عن سعادتهن
شيرين : و الله كان قلبي حاسس انه بيكابر
غزل بهدوء : لازم يلحق يصالح منى بسرعة .. دي عايزة تطلق منه
شيرين بشهقة : يا انهار اسود … ليه كدة ؟؟ احنا ما صدقنا قلبه لان شوية
غزل : مش عارفة اقولك ايه … المهم كلمتي عمار ؟
شيرين : لا … من الصبح موبايله مقفول .. اخر مرة تكلمنا بالليل .. انا خايفة يكون حصله حاجة
غزل : فال الله و لا فالك يا شيخة .. ما تنشفي شوية .. النهاردة بالليل انا و نديم هنروحله
شيرين بصدمة : نديييم ؟! ليه ؟؟؟ في ايه ؟؟
غزل : ما بالراحة شوية … ما تخاتفيش نديم عرف كل حاجة امبارح باليل .. و الحمدلله قدرت اقنعه انكم بتحبو بعض بجد .. و هو وافق يساعدكم بس تهدا الاوضاع شوية
شيرين بسعادة : بجد ! … انا بحبك يا غزل .. بموت فيكي .. انتي بجد مفيش حد زيك .. هاتي بوسة
غزل : خودي
قبلتها على خدها بسعادة … بدأت شيرين تصفق و تقفز من شدة السعادة
شيرين : اااه مش مصدقة نفسي .. انتي مش متخيلة قد ايه كنت خايفة من ردة فعله .. اصله ما صدقش الحوار الي عملته على بابا .. يا انهار اسود ازاي هنقنع بابا
غزل : الموضوع ده عندي .. سيبيه عليا و اوعدك ان انتي و عمار هتكونو لبعض
حضنتها شيرين بقوة
شيرين : بجد شكرا .. شكرا شكراااا .. اااه يا غزل انا مش مصدقة .. مجرد ما سمعت الكلمة منك اترعشت ما بالك لو حقيقة .. هموت من الفرحة
غزل بضحكة : بعد الشر عليكي .. كفاية يا بت اتقلي شوية .. ده انتي ما فيش بنت زيك بالتقل على الرجالة .. هتيجي عند عمار و تريلي
شيرين : بقولك بحبه .. لا حب ايه .. دنا بعشقه .. و ربنا لو يطلب عمري لادهوله من غير ما افكر
غزل بابتسامة : و هو بيحبك اوي … عمار عمره ما حب قبل كدة .. حبه ليكي غيره كتير .. اول مرة احس انه مبسوط من قلبه
شيرين بسعادة : يلهوي .. لاا .. انا ما استحملش الكلام ده … انا ممكن يجرالي حاجة
غزل بضحكة : كفاية محن يا بت فصلتيني .. سيبتي ايه لبعد الجواز .. ما تصبري حبة .. و بعدها تبقي تعبريله عن مشاعرك دي .. انا مالي
شيرين بسخرية : شوفو مين بيتكلم .. اه يا واطية … نسيتي كام مرة خلصتك من مصايبك انتي و جوزك قدام العيلة كلها .. كنتو بتتغزلو ببعض و انا الي بغطي عليكم
غزل بضحك : خلاص يا بت انا اسفة … المهم عايزة اكلمك بموضوع مهم
شيرين : امم سامعاكي .. قولي
غزل بهدوء : لميس
شيرين باستغراب : مالها ؟ ربنا يحرقها بجاز
غزل بهدوء : هي الي ورطتك انتي و سامية بقضية الاداب
شيرين بصدمة : ايييه ؟؟
غزل : ايوة هيا اعترفت .. هيا الي رتبت كل حاجة عشان سامية تكون الغلطانة و هيا تكون البطلة
شيرين بغضب : يخربيتها .. عمري ما تخيلتها حقيرة للدرجادي … يعني سامية كان عندها حق .. لميس كانت بتعمل كدة عشان تورط سامية و تبعدها عن محمد
غزل باستغراب : ايه ده ؟! هو ايه علاقة محمد بسامية
شيرين : محمد بعد وفاة مامته جيه يسكن عندنا .. و عرفني على لميس على اساس انها صاحبته … و انا عرفته على صحابي البنات و عرفت لميس عليهم برضو … و هو و سامية حبو بعض … بس لميس و محمد كانو متفقين يتجوزو … بعدها محمد اختفى و فضلنا كلنا صحاب
غزل : يعني محمد بيحب سامية مش لميس ؟
شيرين : ايوة بس انا وقتها عاتبت سامية و هزقتها جامد .. قولتلها انها بتخرب بين اتنين بيحبو بعض .. مكنتش عارفة ان لميس هتكون بالشر ده
غزل : يا انهار اسود .. يعني لميس كمان دمرت حياة محمد العاطفية .. البنت دي كتلة شر يا ساتر
شيرين : لازم اكلم سامية .. هيا لازم تعرف الحقيقة .. انا فضلت الومها سنين على الموضوع ده .. و جرحتها جامد
غزل : معلش .. كلميها و اعتذري … ده مش ذنبك …ده ذنب لميس
*****************
خرج عمرو من غرفته و هو غاضب جدا بعد ان اجرى مكالمة هاتفية … ركب سيارته و انطلق لبيت عمه بسرعة البرق الى ان وصل
دلف بدون استئذان… وقفت منى مصدومة من دخوله الهمجي
عمرو بغضب شديد : بترفعي عليا قضية طلاق يا منى ؟ عايزة تطلقي بعد سبع سنين ؟ خلاص منتي ضمنتي ان في عيل جاي في السكة فعايزة تتطلقي و تذليني بيه مش كدة ؟
منى ببرود : خلصت ؟ طلقني ….. يتبع
سِر في قلوبنا
همس كاتبة
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية سر في قلوبنا)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)