رواية وادي النسيان الفصل السابع 7 بقلم شاهندة
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية وادي النسيان الفصل السابع 7 بقلم شاهندة
البارت السابع
عجبا لك يا نفسُ:
كيف تهوين المخاطر؟
وتتبعين القلب والمشاعر
وتبحرين في بحر الهوى الثائر
وتتلذذين بنسيمه الساحر.
وأنت تغرقين ولا تدرين
و بنار الشوق تُحرقين
ولشغف الحب تُطربين
و لتحذير العقل لا تسمعين
وفي كل حين تتألمين
بقلم، زينة بن عمار.
كان خالد يعقد حاجبيه وهو يطالع هذا العقد، يقرأ بنوده بتمعن، ليتركه وهو يتراجع بظهره، يسند رأسه على مقعده، مغمضا عيناه للحظات، لتمر هي في مخيلته، تضئ هذا السواد بضي طلتها الرقيقة، تسللت بسمة إلى ثغره وهو يراها تطالعه بعيونها البنية الرقيقة ذات الأهداب الرائعة، لتختفى فجأة…
فتح عينيه يلعن إختفائها عن مخيلته، ليفتح درج مكتبه، يأخذ هذا الكتاب من داخله، يقرأ عنوانه بصمت( أنفاس حياة )، يرى صورته ماثلة على الغلاف، يتعجب من إستطاعتها رسمه بتلك الدقة دون أن تراه أمامها، ولو لمرة واحدة، ليتساءل بحيرة، هل راود أحلامها يوما؟أم أنه حقا يمثل صورة فتى أحلامها، في كلتا الحالتين، تمنحه تلك الأفكار شعورا رائعا، لا يدرى كنهه ولكنه وعلى الرغم من روعة الشعور، يخشاه، فحياته قد رسمها بعناية منذ أن أدرك أنه وحده في هذا العالم العجيب، وما يشعر به الآن بالتأكيد يمس هذا العالم بلمحة من الإرتباك، تهزه كلية، قلب الكتاب بين يديه وطالع صورتها التي توجد في الخلفية، كم تبدو رقيقة جميلة، تماما كفتاة أحلامه…
أفاق من أفكاره على صوت طرقات على الباب يعرفها جيدا، ليخبئ الكتاب في الدرج سريعا، ثم كانت إطلالتها الجميلة، إنها ليلة، أخته، بل إبنته، إبتسم عندما قالت برقة:
ممكن أدخل.
قال خالد وقد إتسعت إبتسامته:
إدخلى طبعا.
ابتسمت قائلة:
معايا ضيوف.
نهض قائلا:
أهلا بضيوفك.
لتدخل ليلة إلى المكتب، تتبعها جورية التي ما إن وقع بصره عليها حتى تجمدت إبتسامته لتختفى تدريجيا وهو يطالعها، بينما نظرت إليه تتأمله بدورها، تشبع عيناها من ملامحه رغما عنها، ظلا هكذا لثوان، تنقل ليلة بصرها بينهما، تدرك بأن مابين هذا الثنائي كبير حقا، رغم عدم تذكر أخيها لحبه لها ولكنه يبدو مؤثرا في أعماقه بدرجة كبيرة لترى نظراته الآن كما لم تراها أبدا، تنحنحت قائلة:
إحمم، مش هتسلم على ضيفتى ياخالد؟
أفاق خالد من شروده ليقترب منهما وهو يمد يده إليها، قائلا:
أهلا يا…
تظاهر بنسيان إسمها لا يدرى لماذا، والأدهى أنه لم يدرى كم آلمها ذلك، كادت أن تغادر المكان بأكمله، ولكنها لن تفعل، ستنقذ دار النشر حتى ولو على حساب قلبها، لذا فقد إبتسمت إبتسامة باهتة لم تصل إلى عينيها وهي تمد يدها إليه قائلة:
جورية، جورية الفيومى.
تلاقت أيديهما للحظات، كانت كفيلة بإرسال شحنات كهربائية في سائر جسديهما، لتترك يده على الفور، تنحنح قائلا:
احمم، إتفضلوا أقعدوا واقفين ليه؟
قالت ليلة برقتها المعهودة:
هنقعد طبعا، إحنا جايينلك في موضوع مهم.
إتجه إلى مكتبه ليجلس مشيرا إليهم بالجلوس قائلا:
خير، أنا تحت أمركم.
جلسا أمامه، تشعر جورية بدوارا يكتنفها وهي تراه يعاملها بتلك الرسمية وكأنها غريبة عنه، وليست قطعة من روحه كما هو تماما، حاولت أن تتمالك نفسها، لتنظر إلى الأمام تحاول أن تتجنب النظر إلى عيونه التي تعشقها، ترفض أن ترى نظراته الجامدة الخالية من التعبير تجاهها، بعد ان كانت تراهم عاشقتين راغبتين، قالت بهدوء:.
الحقيقة، دار النشر حاولت تسحب إصدارات الروايات من السوق، بس للأسف مش نافع، أنا عارفة إن كل اللي حصل ده غلطتى، أنا اللي رسمتك…
لتصمت للحظة وهي تبتلع ريقها بصعوبة قبل أن تستطرد قائلة:
يعنى، رسمت صورة في خيالى ومن حظى إن الصورة طلعت لحضرتك، من حظى إن الصورة طلع صاحبها رجل الأعمال المشهور، خالد نصار.
نظرت إليه في تلك اللحظة، ليرتعش جسدها بأكمله حين إلتقت عيناها بعينيه، لتقع مجددا تحت سحره، تبا، كم إشتاقت إليه وكم هو مؤلم وجودها أمامه وهي لا تستطيع له إقترابا، كان خالد هو أول من أشاح بناظريه بعيدا عنها، وهو يتراجع بظهره مستندا إلى كرسيه، يطرق برأسه لثانيتين قبل أن يرفع وجهه إلى جورية وقد جمدت ملامحه لتتوجس ليلة خيفة مما سوف يقوله، تعلم هذا الوجه جيدا، فلقد نوي خالد أخاها أمرا وهو ليس حسنا على الإطلاق، ليقول خالد ببرود:.
ممكن أعرف إيه المطلوب منى دلوقتى؟
إبتلعت جورية ريقها بصعوبة وأحست بالتوتر يغمر كيانها، تشعر بالصقيع يتسلل إليها، ترسله نظرات خالد الجليدية حولها، لتقول بإضطراب:
يعنى لو بعد إذنك، تسمحلنا بإننا نسيب صور حضرتك على الروايات.
تأملها لثوان بنظرات جامدة، أرعبتها، فلم ترى ابدا هذا الجانب البارد من حبيبها فهد، ترى هل من مفاجآت أخرى؟
لتفيق من أفكارها على صوته وهو يقول ببرودة جليدية:.
آسف، الصور هتتشال، وده قرارى الأخير.
لتتسع عيناها، بصدمة.
تناهى إلى مسامع لين صوت شجار بالخارج إستطاعت أن تميز طرفيه، لتتنهد بيأس، تتساءل بنفاذ صبر، ماذا تريد زوجة أخيها من صديقتها مجددا؟، حقا لقد زودتها تلك المرة، لتنهض متجهة إلى الخارج وهي تنوى ان تضع حلا حاسما لما يحدث، إقتربت منهما لتسمع سها تقول بحدة:
من فضلك تتكلمى أحسن من كدة ويايا، أنا مش بشتغل عندك وحتى لو بشتغل عندك فده ميدكيش الحق إنك تكلمينى بالأسلوب ده.
لتقول شاهيناز بسخرية:.
انا أكلمك زي ما أنا عايزة، وإياكى تفتكرى إنك عشان صاحبة لين فأنا مقدرش أرفدك من الشركة، لأ ده أنا…
هدرت لين قائلة:
شاهيناز.
إلتفتت إليها شاهيناز لتستطرد لين قائلة بنبرة حازمة:
من فضلك، تعالى نتكلم في أوضة المكتب.
كادت شاهيناز للحظة أن تعترض ولكنها تراجعت، وهي تلقى نظرة حادة بإتجاه سها قبل أن تتجه إلى حجرة المكتب، لترسل لين لسها نظرة إعتذار صامتة قبل أن تتبعها مغلقة الباب خلفها بهدوء.
ما إن أصبحت كل من لين وشاهيناز بمفردهما حتى بادرتها شاهيناز قائلة بحدة:
بصى يالين، سها صاحبتك دى مش ممكن تستنى يوم واحد في الشركة، انتى شفتى هي بتكلمنى إزاي؟
قالت لين بهدوء وهي تتجه لتجلس على مكتبها قائلة:
سها وجودها في الشركة من وجودى ياشاهى وانا مقدرش استغنى عنها يوم واحد.
قالت شاهيناز في غيظ:.
ما ده اللي مخليها قوية بالشكل ده ومش هاممها حد، بس لحدى وكفاية، انا مستحيل أقبل بإن واحدة شغالة عندى تكلمنى بالأسلوب ده.
قالت لين ببرود:
اولا، سها مش شغالة عندك، هي شغالة معايا أنا، ثانيا، سها اصلا مش محتاجة تشتغل كل الموضوع إنى لما طلبت منها تساعدنى وافقت، ثالثا بقى وده الأهم، هو إنتى مش عندك مديرة مكتب، ليه بتحملى مديرة مكتبى شغل مكتبك؟
جلست شاهيناز تضع قدما فوق الاخرى قائلة بسخرية:.
هي لحقت تشتكيلك؟
تراجعت لين في مقعدها قائلة بهدوء:
أنا صاحبة سها يعنى من الطبيعى أعرف عنها كل حاجة، زي ما هي تعرف عنى كل حاجة.
إبتسمت شاهيناز بسخرية قائلة:
واضح على فكرة مش محتاجة تقوليلى الكلام ده، انا ملاحظة إنها قربت منك اوى الفترة الأخيرة دى، ده إنتى حتى بقيتى تاخديها الحفلات بدالى.
نظرت إليها لين ببرود قائلة:.
مش إنتى اللي فجأة مبقتيش تاخدينى معاكى الحفلات اللي بتروحيها، وبقيتى بتروحى مع ميراج، ليه انا كمان معملش زيك؟
إتسعت إبتسامة شاهيناز الساخرة وهي تقول:
علمناهم الشحاتة، عموما براحتك، المهم سونيا كانت هناك إنبارح في عيد ميلاد نور وقالتلى إنك كنتى مع واحد، بس اللي أعرفه إن محمود مسافر، ولا رجع؟
رمقتها لين بضيق قائلة:
وسونيا تبلغك أخبارى ليه ولا إنتى موصياها يكون عينها علية؟
قالت شاهيناز بإرتباك:.
ها، لأ طبعا وهخلى عينها عليكى ليه بس؟، المهم مقولتليش مين الراجل اللي كان معاكى ده؟
قالت لين وهي تنظر مباشرة إلى عيون شاهيناز:
مؤيد، مؤيد الحسينى.
لتتسع عينا شاهيناز، في صدمة.
قالت ليلة بسرعة:
بس ياخالد…
قاطعها خالد بإشارة من يده قائلا:
خليكى برة الموضوع ده ياليلة، الكلام بينى وبين الآنسة.
لتصمت ليلة بحنق بينما نظر خالد إلى جورية قائلا:.
قلتلك المرة اللي فاتت، وجود صورتى على أغلفة رواياتك يضر بسمعتى وسمعة الشركة، ده غير إنه هيثير الأقاويل علينا وأنا مش مستعد لثانية واحدة يرتبط إسمى بإسم حد تانى غير مراتى، الكلام ممكن يأثر على شغلى وعلى بنتي وأنا مش مستعد أجازف بالإتنين.
كم آلمتها كلماته، أيخشى إرتباط إسمه بإسمها؟أيخشى على مشاعر زوجته إلى تلك الدرجة؟وماذا عنها هي؟فلتذهب إلى الجحيم ولن يبالى، أليس كذلك؟
نهضت جورية في ثبات، تقاوم بكل ذرة من كيانها إنهيارا تاما في مشاعرها، وهي تقول بنبرات هادئة:
كدة خلص الكلام، أنا قلت لحضرتك طلبى وحضرتك رفضت، تقدر تاخد إجراءاتك القانونية وإحنا بإذن الله هنكون مستعدين ليها، بعد إذنك.
لا يدرى لما شعر خالد بألم في صدره لمظهرها الضعيف الشاحب رغم ثبات نظراتها، ولما شعر أنه قد زاد العيار معها، فمن الممكن ان يتغاضى عن موضوع الأغلفة برمته ولن يحدث شئ مما ذكره، وحتى إن حدث فهو قادر على دحض أية أقاويل، ولكنه أراد أن يثبت لنفسه أنها لا تهمه مطلقا، أو ربما أراد ان يغلق هذا الباب المفتوح بينهما للأبد، هو حقا لا يدرى ولكن كان موقنا من أن ما يفعله هو القرار الأصوب، حتى تلك اللحظة، و التي يراها فيها الآن تمشى بإتجاه الباب ربما مغادرة حياته للأبد، ليدرك أنه أخطأ خطئا فادحا، لتقف ليلة مغادرة بدورها وهي ترمقه بحنق، زفر بقوة قبل أن تتسع عيناه بصدمة وهو يرى جورية تقع فجأة على الأرض مغشيا عليها بينما صرخت ليلة بإسمها في هلع.
نهضت شاهيناز قائلة في صدمة:
يعنى إنتى عايزة تفهمينى إن مؤيد رجع.
تنهدت لين وهي تومئ برأسها قائلة:
أيوة رجع، وياريته بس رجع، ده رجع ومش ناوى أبدا على خير.
عقدت شاهيناز حاجبيها قائلة:
قصدك إيه؟
نهضت لين وإستدارت حول المكتب وهي تقول:
قصدى إنه راجع مخصوص علشانى ومش ناوى يسيبنى في حالى أبدا.
رفعت شاهيناز حاجبها الأيسر قائلة:
وإيه بس اللي مخليكى متأكدة من الكلام ده.
إستندت لين إلى مكتبها قائلة:.
هو بنفسه قاللى الكلام ده، تصرفاته غريبة وكلامه أغرب ياشاهى، وبجد بدأت أقلق منه.
قالت شاهيناز بحدة:
وناوية تعملى إيه يالين؟
تعجبت لين من حدتها لتنظر إليها عاقدة الحاجبين فقالت شاهيناز بإرتباك:
قصدى يعنى، ناوية ترجعيله بعد اللي عمله فيكى يالين؟
قالت لين بنفي سريع:
لأ طبعا أرجعله إيه بس، إنتى إتجننتى، أنا مستحيل أرجعله، وإنتى من بين الناس كلها عارفة إن رجوعى ليه من رابع المستحيلات.
زفرت شاهيناز براحة قائلة:
طمنتينى بجد، أنا قلت يعنى ممكن تكونى ضعفتى عشان بتحبيه أو يعنى…
قاطعتها لين قائلة بحزم:
أنا مش ممكن أضعف ولا أخلى مشاعرى تتحكم فية من تانى، الكلام ده مش ممكن يحصل ابدا.
لتقول شاهيناز وهي تتفحص ملامحها تستشف أفكارها:
طب وناوية على إيه يالين؟
قالت لين:
هسافر، هسافر ياشاهى.
ناداها صوته من مكان بعيد، ليسحبها بقوة من تلك الهوة السحيقة والتي تسحبها إليها بدورها، لينتصر صوته بالنهاية وتبدأ في فتح عينيها بضعف لتراه أمامها، ينظر إلى عينيها بقلق، لتقول بهمس ضعيف:
فهد.
قست قسماته وهو يقول:
خالد، إسمى خالد نصار.
فتحت عينيها بقوة وإدراكها يعود إليها بسرعة، لتنتفض معتدلة وهي تقول بإرتباك:
آه آسفة، أاااه.
أمسكت رأسها بقوة وقد عاد إليها الدوار ربما لإعتدالها المفاجئ ذاك، ليظهر القلق مجددا على عينيه وهو يقول:
ياريت لو ترتاحى شوية كمان، إنتى شكلك تعبانة وبعدين إنتى لازم تشوفى دكتور، إغمائك المتكرر ده غريب ومش طبيعى على فكرة.
قالت في مرارة:
لأ طبيعى، أنا كدة، متعودة عليه من صغرى، آسفة بس لازم أمشى دلوقتى.
قالت ليلة المتابعة لحديثهم بصمت:
يبقى هوصلك البيت، مش هينفع أسيبك في الحالة دى ياجورى.
أومأت جورية برأسها في ضعف، ونهضت ببطئ لتسندها ليلة، ليحسم خالد هذا النزاع مابين عقله وقلبه على الفور وهو يقول:
إستنوا.
إلتفتا إليه سويا لينظر إليهما قائلا بهدوء:
أنا جاي معاكم.
إتسعت عينا ليلة في دهشة، بينما أحست جورية بالإضطراب ممتزجا بقليل من الجزع وهي تقول:
مفيش داعى، أنا…
قاطعها وهو يشير إليها بالصمت قائلا:
ده قرارى الأخير ومش هرجع فيه، هوصلكم يعنى هوصلكم.
ليأخذ هاتفه ومفاتيحه من على المكتب وهو يسبقهم إلى الخارج بخطوات حازمة لتنظر جورية إلى ليلة التي هزت كتفيها لتتنهد جورية وقد أيقنت أن ما يحدث معها الآن هو تقريبا أسوأ مخاوفها، على الإطلاق.
قال مؤيد لهذا الشخص الذي يحادثه في الهاتف:
يعنى كل شئ تمام؟
صمت قليلا ليقول بعد لحظات:
لأ كويس أوى كدة، إبعتلى إنت بس المفاتيح وملكش دعوة بأي حاجة تانية.
ليصمت لثوان ثم يقول:
بكرة او بعده بالكتير، تمام يامعتز، سلام.
ليغلق الهاتف ثم يلتفت ليتجمد تماما حين رأى نبيل أمامه يقف صامتا يحدجه بنظرة غير راضية على الإطلاق، ليشيح بوجهه عنه، وهو يتجه إلى حجرته ليوقفه نبيل قائلا:
إنت ناوى على إيه يامؤيد؟
إلتفت إليه مؤيد يحدجه بنظرات غامضة قبل أن يقول:
بلاش يانبيل إنت بالذات تعرف، لإنك مش هتوافق على اللي هعمله.
قال نبيل بحدة:
مادام عارف إنى مش هوافق يبقى اكيد عارف إنه غلط.
قال مؤيد بحدة مماثلة:
واللي عملته فية مش غلط، أهو غلط بغلط والبادى أظلم.
قال نبيل بحزن:
إنت إتغيرت اوى يامؤيد، مبقتش مؤيد صاحبى اللي عرفته.
لينظر إليه مؤيد نظرة طويلة قبل أن يقول بهدوء يوارى به مشاعره المحطمة بالداخل:.
انا فعلا مبقتش مؤيد بتاع زمان، بس هي السبب وعشان أرجع مؤيد لازم أشفى غليلى من اللي باعتنى ودمرت حياتى وفى الآخر رايحة تتجوز بكل برود، لازم أخليها تبوس رجلى عشان أرحمها وساعتها بس، ساعتها بس هرجع مؤيد اللي إنت تعرفه.
قال نبيل:
بس كدة إنت…
قاطعه مؤيد وهو يقول بحزم:.
لو سمحت يانبيل، سيبنى على راحتى، أنا رضيت تيجى معايا مصر، مش عشان تكون رقيب علية، أنا رضيت لإنك صاحبى وحاسس بية وأكيد هتدعمنى ولو مقدرتش تدعمنى، يبقى على الأقل متمنعنيش.
ليتركه ويتجه إلى حجرته، مغلقا الباب خلفه بهدوء، يتابعه نبيل في حيرة إمتزجت بالحزن، وقد أيقن ان مؤيد ينوى بلين شرا، وهو لن يقف هكذا مكتوف الأيدى يشاهد صديقه وهو يودى بنفسه إلى الهلاك، لن يفعل هذا مادام حيا.
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية وادي النسيان)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)