رواية مريم والغامض الفصل الرابع 4 بقلم بسمة هلوان
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية مريم والغامض الفصل الرابع 4 بقلم بسمة هلوان
البارت الرابع
_عيونه بُني، وشه هادي ورقيق، شخصيته عفوية.. مشاغب شوية وخبيث في الخفاء، بيقول كلام تصدم الشخص اللي قدامه.. شخص سنه قريب مني جدا.. ومعانا هنا النهاردة.
كلهم بصوا لبعض، إلا أنا بصيت ليه، وعينه كانت بتحاول تتلاشاني بس ركز معايا لفترة معرفش حد لاحظ ولا لا، لما لقيته بص تاني.. راجعت المواصفات في دماغي..
عينه بني، شخص عفوي، خبيث ومشاغب؟ مـ.. معقول؟ معقول يكون أنا المقصودة؟؟
قلبي اتقبض لوهلة ونظراتي اتحولت لعدم الفهم والدهشة وأنا ببص له، لقيته سكت و”كريم” سأله السؤال اللي كلنا عاوزين نسأله له:
_قصدك مين؟
“بارّ” ابتسم ابتسامة غريبة وتمنع عن الرد على السؤال، بل قال وهو بيقعد بهدوء وذكاء:
_الحكم كان إني أوصف الشخص بس مش أحدده.
سكتوا ورغم التعجب اللي حصل كملوا اللعبة عادي، مكنتش واخدة بالي من أي حاجة وأنا ببص لـ”بارّ” بعدم فهم، حاساه بيحاول يتجاهلني دلوقتي وعيونه مش راضية تيجي في عيني علشان حتى أسأله.. ثم.. بأي حق أسأله أصلا؟
رجعت لوعيي لما “روان” خبطتني على دراعي وهي بتقول بصدمة:
_”مريم” هيتحكم عليكِ! اسمك اللي طلع الحقي.
_ايه؟؟
بصت لها بسرعة، اسمي اللي طلع فعلا والباقيين شبه ما صدقوا وواحدة من وسطهم قالت:
_أخيرا البنت الساكتة دي وقعت تحت إيدينا!
كانت بتقولها بهزار بس أنا لسة مستوعبتش أصلا، عيونهم كلهم عليّ؟ وأنا هعمل حكم قدامهم كلهم! حاولت أهدّي توتري وأفتكر تمارين التنفس اللي بتهديني، عمري ما اتعودت إن الأضواء تكون عليّ وكلهم يبصوا لي.
قمت غصب عني وفتحت الورقة اللي أخدتها، قرأت الحكم اللي فيها، اتصدمت.. مين؟ مين اللي كتب الأحكام دي؟؟
بصت لهم بدهشة:
_قولوا والله لازم أعمل الحكم؟؟
ظهر على وشهم الشماتة، شكل الحكم قوي علشان يضحكوا بالشكل دا وهم بيجاوبوني، ضحكت فجأة وأنا بقرأ:
_أقعد في أوضة ضلمة لمدة عشر دقايق، طب سلام بقى رايحة أنفذ الحكم.
أخدت شنطتي بسرعة ومشيت دخلت عند تيتا في البيت ودخلت أوضتي، وضحكت فجأة بدون توقف..
في حين إن في قعدتهم “كريم” اتصدم من ردة فعلي وأخد الورقة اللي سيبتها وقرأها، وشه اتحول للغضب وهو بيقرأ:
_تمثل دور فيلم؟ النصابة!
خدعتهم كلهم، المفروض إن مكتوب في الورقة أمثل دور في فيلم معين، ويشاء القدر إنه يكون دور مخادع لممثلة مشهورة وكانت مشاغبة دايما، هل أنا كدبت عليهم؟
لا.. أنا مثلت دور الفيلم وهربت في نفس الوقت علشان أبعد عن الزحمة اللي قلقاني دي.
ضحكت وأنا قاعدة على السرير، بس طلعت قعدت في البلكونة وكانوا قصادي على بُعد أمتار مني، ضحكت وأنا بقول بخبث:
_أخبار الحكم ايه؟
انتبهوا لي وبصوا لي كلهم، ضحكوا وأنا ضحكت، وحسيت ببعض الإحراج لما “بار” كان بيبتسم وهو باصص لي بصة سريعة بعدين بعد عينيه ومرفعهاش تاني، أمره غريب وحاسة بالقلق.. نظراته مش طبيعية، كلامه مش طبيعي برضه.. ماله دا؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسبوعين مروا بين شغل وتعب ومذاكرة الماجيستير اللي باخدها..
رجعت البيت مهدودة وفتحت الباب بمفتاحي وأول ما دخلت رميت شنطتي على الأرض وقعدت ساندة ضهري للباب ومغمضة عيني وقلت بنبرة تعبانة:
_أنا مش عاوزة أكون استرونج اندبندنت وومن، ودوني على بيت حبيبي نعيش مع بعض فيه.
توقعت إن تيتة هتخرج وهي بتضحك كعادتها وتهزقني شوية بعدين تهتم بيّ وأهتم بيها، بس اللي صدمني؟
فتحت عيني لما مسعتش ولا كلمة وبصيت قدامي، ركزت لوهلة.. كان في الصالة أنتريه.. قاعد عليها “بار” وعيلتي اللي موجودة، ايه؟
“بار” هنا؟ شافني وسمعني و…؟
قمت من مكاني بسرعة وأنا ببص لهم بصدمة وقلت:
_ايه دا فيه ايه؟ يا مصيبتي!
مسمعتش أي إجابة منهم غير وأخدت شنطتي وجريت على جوة وقفلت الباب بالمفتاح، ايه العبث اللي حصل دلوقتي دا؟ هو ليه كل الإحراج أنا باخده لوحدي؟
اه لو تشوفوا نظراته! كات باصص لي بعدم تصديق وهو.. بيضحك؟ بيضحك عليّ الموكوس؟ يا مراري يا مراري، أنا بقيت مهزقة للدرجة دي؟
كنت راقدة على السرير بطريقة فوضوية، راسي للسقف وقاعدة بفكر، أعمل ايه في المواقف الزبالة اللي بتحط فيها غصبا دي؟ ما هو أنا هتصرف ازاي غير بطبيعتي ف يالبيت؟ معرفش إن فيه حد موجود!
حاولت أهدي نفسي وأخدت دش ساقع ولبست إسدال، صليت وقعدت شوية في البلكونة، لمحت “بار” وهو خارج من باب البيت و”كريم” بيوصله، لحدماسابه ودخل تاني، قمت وأنا متابعة “بار” وهو بيمشي لقيته لف فجأة كأنه حس بوجودي.
اتفزعت وأنا بخبي نفسي بالستارة بس كانت شفافة فلمحته وهو بيضحك ضحكة غيرت موودي تماما للأحسن، وبيكمل طريقه، كان بيعمل ايه هنا دا؟ هو كل شوية أشوفه؟
أنا ليه بناقض نفسي؟ حاسة إني فرحانة بوجوده، بس في نفس الوقت.. خايفة.
مرت ثواني ولقيت باب الأوضة بيخبط فدخلت جوة بسرعة وعملت نفسي قاعدة على السرير بقرأ في ورق تبع شغلي، والباب اتفتح، كان بابا.. وماما.
بحب أشوفهم مع بعض، بحس بنوع من الأمان، يمكن اتحرمت طول عمري من وجودهم معايا بس وجودهم مع بعض أنا بتمناه من كل قلبي، بس ازاي؟ خلاص استقروا.. وكأن جوازهم الأول كان غلطة ومكانش ينفع يخلفوني حتى.
بعدت ذكرياتي وأنا ببادلهم البسمة وهم داخلين عليّ، ماما قعدت جنبي وبابا قصادي على كرسي المكتب بتاعي اللي جنب السرير.
قلت بهدوء:
_آسفة والله مكنش قصدي الدخلة دي، مكنتش أعرف بوجودكم.
ماما حطت ايدها على كتفي وقالت:
_عادي، خليكِ على طبيعتك دايما، مش بحب أشوفك مقيدة بالهدوء اللي مش من طبعك كدا.
ابتسمت، حاسة بالدعم أوي منها، وكمل بابا بعدها بيقول:
_أنتِ تعملي اللي أنتِ عاوزاه ومش مهم أي حد تاني، المهم تكوني مبسوطة.
ابتسامتي وسعت، كنت عاوزة أحضنهم بس.. مقدرتش، أنا كبرت على الكلام دا!
ماما بدأت تحكي لي تفاصيل اللي حصل لما سألتها ايه اللي جاب “بارّ” صاحب “كريم” في البيت؟
_ايه؟ طالب ايدي ازاي يعني؟ قولي والله؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع….
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية مريم والغامض)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)