روايات

رواية مريم والغامض الفصل الاول 1 بقلم بسمة هلوان

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية مريم والغامض الفصل الاول 1 بقلم بسمة هلوان

 

 

البارت الاول

 

 

كنت واقفة في الفرح بفستاني البني الواسع، قاعدة على الترابيزة وماما وبابا واقفين مع العروسة والعريس، عيالهم!!
اتنهدت وأنا بقف من مكاني ورحت وقفت في ركن بعيد شوية، كانت قاعة الفرح مليانة شجر وورود، المكان كان مُهيأ وجميل بشكل ساحر.
بصيت للقمر فوقيّ، حواليه النجوم في ليلة هادية وهواء الخريف بيتحرك على وشي، ابتسمت، بس فجأة اتخضيت لما سمعت صوت جنبي:
_شكل السما يفتن مش كدا؟
كان صوت رجالي، بصيت جنبي بعدم فهم وخضة لقيت واحد واقف جنبي، لابس بدلة باين عليها غالية وشكله مكلّف، كلامه مهندم وبنبرة هادية ومكنش بيبص لي حتى، بل بيبص للسما وهو على بُعد متر مني.
محاولتش أبعد لإن دا مكاني وأنا اللي جيت فيه الأول، همهمت بس ومردتش عليه،
سألني تاني والمرة دي حسيت براسه لفت وهو بص لي:
_من ناحية العريس ولا العروسة؟
ابتسمت ساعتها، كنت حاسة إني عاوزة أخضه زي ما خضني كدا، رديت عليه:
_تبعهم الاتنين.
واضح على وشه الفضول وهو بيسأل:
_تقربي ايه للعروسة؟
_أختي.
_والعريس؟
كنت حاسة إنه بيسألني أسئلة بلا معنى، طب وأنت مالك طيب؟ هتخطبني مثلا؟
رديت عليه بحاول مبينش مللي:
_أخويا.
حسيت والله، بنظراته اللي كانت هتحرقني وهو مش فاهم أنا ايه اللي قلته دا، بصيت له بابتسامة هادية.. مستفزة شوية، بعدين سيبته ومشيت أرجع لترابيزتي تاني.
بستمتع بصدمة الناس وفضولهم لما بسيبهم في نص الحوار، أكاد أجزم إنه لسة مشالش عينيه من عليّ لحد دلوقتي.. قعدت على ترابيزتي وبعد دقايق لقيت صاحبتي جاية تجرّني بالعافية، قلت بصدمة:
_ايه يا “هاجر” فيه ايه؟
لقيتها قلالبة وشها بضيق وبتقول:
_يا بني آدمة دا فرح إخواتك! مع إني حاسة فيه حاجة حرام في الموضوع بس اخلصي يلا تعالي ونّسي أختك! دا أنتِ أختها الوحيدة!
ضحكت بعدين مشيت ورحت وقفت جنب “روان” أختي الصغيرة، عندها 22 سنة، وأخويا عنده 25 سنة.. يشاء القدر إني الكبيرة وعمري 27 سنة!
ونّست أختي وضحكت وأنا بهمس لها:
_الناس هتتجنن، متجيبينيش معاكم في حتة تاني علشان كل ما بقول لهم إنكم الاتنين إخواتي بيتصدموا.
ضحكت وهي بترد عليّ:
_ما أنتِ يا “مريم” مجنونة مابتحكيش كل الموضوع ليهم! بتسيبيهم بفضولهم وتهربي.
قلت باستفزاز وأنا بلعب لها بحواجبي:
_علشان ميتدخلوش في حاجة تاني، أنا مش بطيق الناس أصلا.
_عارفاكِ بتكسلي تطلعي الشارع أصلا.
_والله مش كسل، بس لما بشوف الناس بتعصب زي دلوقتي كدا ماسكة نفسي بالعافية.
بصت لي بيأس بعدين كملت اللي هي بتعمله مع صاحباتها وأنا أخدت جنب، لحد ما الفرح خلص وأنا مشيت مع تيتة لبيتنا تاني، أصل بابا وماما مطلقين! وأنا اخترت تيتة.
نمت بعد ما أخدت دش بس قبل ما نمت فضلت أفكر، مين الشخص اللي جه وسألني مخصوص دا النهاردة؟ شكله غريب.. وشه مش مصري.. بس لهجته مصرية أوي.
لما ركزت فيه كانت عيونه زرقا، شعره أشقر وشكله صحي وغني.. مش متعودة على الأشكال النضيفة دي.
ضحكت وأنا بتريق على نفسي، وبعدين رحت في النوم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي حتة تانية كان هو واقف، ماسك الرشاش وبيرش على النباتات اللي في بلكونته، ابتسم بهدوء وهو بيفتكر أحداث النهاردة في فرح صاحبه وأعز أصدقائه قبل ما يسيبه ويهاجر لأمريكا..
عانى كتير، حس بقسوة الحياة مع إن والده كان غني، بس سابه يتلطم بدون مأوى ولا أكل ولا شرب بعد سنّ الجامعة لدرجة إنه كان ساكن عند صاحبه أغلب الوقت وغصب عليه يدفع له إيجار..
كان بيشتغل شغلانتين! وبيقضي الباقي نوم، بيقلل في الأكل والشرب واللبس علشان ميتقلش على صاحبه ولا على نفسه ومرتبه، بس يشاء القدر؟
باباه مات.. أو اللي كان مفكره باباه مات..
وفي النهاية اكتشف إنه مطلعش أبوه ولا حاجة، دا كان وَصِي عليه وهو معرفش بإن الفلوس دي حقه وحق عيلته مش حق النصاب اللي سرق اسم أبوه وخان أمانته!

يتبع….

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x