رواية شظايا الكلمات أثير وراكان الفصل السابع والعشرون 27 بقلم جهاد وجية
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية شظايا الكلمات أثير وراكان الفصل السابع والعشرون 27 بقلم جهاد وجية
البارت السابع والعشرون
جميعُنا كاذبون باختلافِ أسباب الكذب والتفاوت بين درجاته المتعددة، جميعُنا عنـ.ـد.ما يتعلق الأمر بنا من الداخل نَجد تلقائية البوح تختفي وتتصاعد النظرات المُنكـ.ـسرة مع التنهيدة الطويلة المصحوبة بـزفرة كارهة لضعف الذات، مِنا من تتصلب قدmاه عِند القدوم على بداية جديدة فيخطو بالكذب المعروف نهايته ومِنا من يُضحي بـسعادة دافنًا مشاعره الصادقة وسامحًا للكذب بالإنبثاق من بين جنبات صدره، والأضعف هو الخائف من مشاركة أوجاعه لكثرة خذلانه حتى بات الكذب بشأن أحواله عادة مُنجية لـعقله، صِدقًا الجميع كاذب…..
فركت «هبه» كفيها معًا بتـ.ـو.تر بالغ وارتجفت قدmيها عنـ.ـد.ما سمحت لها سكرتيرته بالدخول وقلبها اللعين ينبض وكأنه للتو خرج من سباق مارثون وعلقها أيضًا لا يرحمها ولا ينفك عن ترديد كلمـ.ـا.ت «ورده» اللعينه وقدرتها على الاقناع واعطاؤه فرصة جديدة تستعيد توازنها بها!! باليومين الماضين لم تهدأ طاحونة عقلها عن العمل وجلدها باللوم والعتاب وقرر الجميع الوقوف بصفه واتحد كيانها اجمع عليها وهاهي تستجمع قوتها وتجلس أمامه تتهرب من أسهم عيناه المتربصة لها وتهمس بـتعلثم وضيق:
_ يعني…. أنا جايه… يوووه…
تنفست بـصعوبة وكأنه سحب جميع الاكسجين بالغرفة من حولهم وتمتمت بـتردد:
_ أنا أسفه على اللي قولته
وضع القلم من بين أصابعه الثابته وأنزل عينيه عنها وتمتم باقتضاب:
_ وأنا مش مُتاح وقت ما تعوزيني تلاقيني ووقت ما تقرري تبعدي ترميني
ناظرته بـعينين رافضتين للفهم من بين نقابها الأسود وهمست بـرجاء مُبطن:
_ يعني إيه، مش فاهمه قصدك!!
انتصب «ثائر» بـهدوء وسار حتى أصبح على مقربة محدودة منها وتمتم بـقسوة وهدوء:
_ لأ فاهمه وعارفه قصدي بس معنديش مانع أوضحه أكتر عشان تبقى كل حاجه مكشوفه وظاهره زي الشمس
تصنع الصمت والهدوء لـعدة دقائق وابتسم بـجفاء متابعًا:
_ أنتِ بقالك داخلين على شهرين كل اللي على لسانك ابعد عني وشوف حياتك أنا منفعش ليك وأنتَ تستاهل واحده أحسن مني والإسطوانه البايظه دي والحق يتقال أنا كنت واحد بايع كرامته ومقدmها ليكِ تمرمطي فيها وبقول استحمل وخليك جنبها بس لقيتك بتسوقي فيها وكأن اللي بتدوسي عليه دا مش قلب بني آدm عنده مشاعر وبيحس ويتو.جـ.ـع زيه زيك!!!
لم تُسعفها الحروف لـتخرج لتوقف سيل طـــعـــناته الخبيرة التي تُغرس بـمهارة بـمضغتها الباكية ولم ترأف بها الدmـ.ـو.ع لـتهطل وتهدئ من ألــم نيران كلمـ.ـا.ته الناشبة بـصدرها بل وجدت نفسها تستقبل قسوته وجفاؤه وغلظت حديثه بـعينين شاخصتين بـه وملامح مقتضبة دون المزيد!!!
مسح الآخر على خصلاته الفحمية وخرجت ضحكة متهكمة من شفتين القويتين تبعها مستكملًا باقي آلالامه الموجهة لها من فؤاده لـيلوم قلبها الذي أحبه ولازال يحبه بل ولن يتوقف يومًا عن حبه!:
_ بصراحه لقيت الموضوع مش جايب همه وقولت أخلصك واسمع كلامك وابعد!! أبعد عشان قلبي فعلًا يستاهل!! عشان حياتي تستحق!! عشان روحي اللي بتعـ.ـذ.بي فيها وراكي وهتفضلي تعـ.ـذ.بيها ملت الو.جـ.ـع!! ماهو أنا مهما كان بشر!!
ابتعد عنها وجلس مجددًا بـمقعده دون المزيد من الكلمـ.ـا.ت الجارحة والنظرات القاسية التي تصيبها بـتلك الرجفة البـ.ـاردة وكان الصمت هو ضيف الشرف بينهم والأنفاس السريعة السطحية الغاضبة منه والهادئة المُنعدmة منها الجليس الاقوى بينهم!!
بعد عدة دقائق اهتزت مقلتيها بـبسمة شاحبة ورجفة وصلت له و.جـ.ـعلته يشيح بـبصره عنها بـغـــضــــب حتى يظل على موقفه معها مما جعله تفترس شفتيها المرتجفتين وتحمل ما تبقى من كبريائها المجروح وروحها المشتعلة التي خابت ظنونها به وتخطو نحو الباب دون حرفٍ واحد!! ولكنها توقفت قبل خروجها بعدة خطوات واستدارت بـبطء كـعجوزٍ كهلة وأبصرته بـنظرة مُخيبة للآمال ونازفة للتوقعات وهمست ضاغطة على حروفها:
_ عندك حق بس نسيت إنك بني آدm كـ.ـد.اب!
فهم ما ترمي إليه ورفع عينيه يلتهم تفاصيلها ويقسم أنه رأى خيبتها به بادية على رجفة يديها وكل ما يصدر منها ولكنه تصنع اللامبالاة وتمتم بـغموض:
_ كلنا كـ.ـد.ابين مع اختلاف الأسباب والنتائج
تابع خروجها بعينين حزينتين على ما وصلا له وقلبًا يتقلب على الجمر مكورًا قبضته بـعنف راغبًا بـلكم ذاته على ما اقترفه بحقها وما جعلها تعيشه الدقائق الماضية!! رأي لهفتها وتخبطها كـصغيرة مقدmة على الحياة بـقلبٍ شغوف مزقه هو بـأسهم نظراته وتدفق حروفه القاسية التي جعلتها تقع من حافة الهاوية وتركها هو أمام خيارين إما المقاومة والبحث عن الحلول بينهم أو السقوط من داخله للأبد!!
************************
احتضنت جسدها بـضعفٍ وتكورت على الفراش بـقلبٍ حزين تعيد تذكر كلمـ.ـا.ته للمرة التي عجزت عن عدها!! معه كل الحق هي اختارت الحل الأسهل والأقصر مدة ولكنه الأخطر!! اختارت النجاة دون النظر للعواقب المحتومة عليها فيما بعد!! اختارت جـ.ـر.حه ووضعه أمام المدفع لـتلقي قذيفة فعلتها!! يكفيها خيبة الأمل التي وجدتها بين حديثه وعيناه!! عضت على شفتيها بـقوة تكتم صرختها المتألــمة شاعرة بانسحاب بساط الراحة من بين قدmيها ومرحبة بـأوقات الحـ.ـز.ن والألــم التي تجرعتها بـمقاديرٍ باطلة وقاضية على الحياه!! دفنت وجهها بالوسادة التي استقبلت دmـ.ـو.عها بـرحابة صدر راغبة منها بسحب آلالامها معها كـملوحة دmـ.ـو.عها ولكن ما لم تحسبه هو اختفاء أنفاسها وبداية بـطأها وسرعتها الملحوظة مع ضعف مقاومتها جعلتها تنتفض فزعًا عنـ.ـد.م استنبطت بداية نوبة جديدة من الربو!!! حاولت الوصول لـطرف الفراش رغم قربه منها استشعرت بُعده بأميالٍ عنها!! تعالت أنفاسها الضعيفة واختف اللون الأحمر من ملامحها جميعا كأنه لم يكن وزادت رعشة جسدها ولم تسعفها الكلمـ.ـا.ت المتعلثمة سوى على الخروج ومناداته!!! أغمضت عينيها بـقهر وحسرة على ما فعلته به وما تسببت له به وكل أمانيها بتلك اللحظة هو رؤيته والتشبع من ملامحه وإن كانت نهايتها لن تقاوم فقط تراه ومن ثم تذهب!! تراكمت عليها الأوجاع وخاصة عنـ.ـد.ما سقط جسدها من فوق الفراش وزحفت بـه وصولًا لحقيبتها التي لم تجدها أمامها ولم يساعدها جسدها للوقوف والبحث عنها!! حينها أدركت نهاية محياها وابتسمت بـألــم ولاحت صورته العاشقة لها تتراقص أمام ناظريها فـهمست بـضعف:
_ أنا آسفه!!
وصل «راكـان» بعد مدة طويلة من خروجه الغاضب منها ومن أفعالها التي دفعته لـجـ.ـر.حها بـمثل تلك الطريقة والتي اعتمد بها الضغط على ما يـ.ـؤ.لمها حتي تتطهر جميع جروحها وتهدأ حتى تستفيق!! دلف البيت بـخطوات متعبة باحثًا عنها بـقلق وتوجه لـغرفتهم بـخــــوف عنـ.ـد.ما لم يصل لأذنيه سوى الصمت القـ.ـا.تل وحينها وقع قلبه ببحرٍ من الهلع والرعـ.ـب عنـ.ـد.ما وجدها مُلقاة على الارض بـجسدٍ شاحب ولم تجف دmـ.ـو.عها بعد!!! ركع على ركبتيه أمامها وانحني واضعًا أذنيه أمام فمها يستمع لصوت أنفاسها التي لم يراها ولكن خابت ظنونه عنـ.ـد.ما وصله بصيص من الهواء يخرج من رئتيها مع برودة جسدها تذكر مرضها!!! لعن نحت أنفاسه وحملها بـقلق متوجهًا للسيارة ولم يسعفه عقله للبحث عن دواءها!! ظل طوال الطريق يبصرها بـعنين لامعتين بالدmـ.ـو.ع والنـ.ـد.م بما اقترفه بها واللوم كله يقع على عاتقه إذا أصابها مكروه!! يالا السخرية أصابها بالفعل وها هي جثة بين يديها تحارب للحصول على أنفاسها المسلوبة منها!!
بعد مدة من وصولهم للمستشفى وغياب جسدها بغرفة الملاحظة مع الأطباء جلس هو مُنكس الرأس، خائر القوى، ضعيف الجسد ورغم ذلك جسده متأهب لأقل حركة من حوله!! لن يفيد نـ.ـد.مه وجلده لـذاته الآن هي بحاجته!!
رفع رأسه بـلهفة عنـ.ـد.ما انفتح باب الغرفة وخرج الطبيب، التهم الخطوات حتى وقف أمامه مباشرة واستحت كلمـ.ـا.ته من التسلسل ولكن عيناه فضحت مُبتغاه وتمتم الطبيب بـعملية وحذر:
_ نوبة ربو حادة وهي حاليّا تحت الملاحظه عشان في ضعف في عضلات التنفس، فضلًا المريـ.ـضه لازم تبعد عن اي ضغط نفسي او عصبي ومحتاجه راحه تامه
انصرف الطبيب من أمامه وتركه واقفًا كـمن ضل وجهته وفقد وطنه الوحيد وهي بكل ما تعنيه الكلمة هي موطنه الأول والأخير
***********************
كـورقة ضالة اقــ,تــلعتها دفة الرياح ودفعتها لـترك غُصنها والسير وحيدة بين ازقة الطرقات كانت هي تخطو بـقدmيها بـوهنٍ وضعف نحو طريقٍ أُظلمت وجهاته حتى بات كـالحجر الأسود، قادها و.جـ.ـعها لما هو أوسع من صدرها المُختنق وما هو أرأف من حبها القاسي لـمن سيستمع لها دون البوح ولن يستغل نقاط وهنها للضغط عليها!! لمن يتقبل بئر أسرارها المُتخفي بين ثنايا صدرها الملتهب بـنيران عشقها، ها هي أمام مياهه الزرقاء بـأمواجه العاتية وتلك الرياح التي تتناغم معه والتي تحسدها حقًا لـتشبثها به عكسها هي!!!، جلست على الحافة شاردة بـتلك الليلة التي تلت معرفتها بـما فعله طليقها بها وزيارة تلك الملاك « أثير» لها تزامنًا مع زيارة مُرهق ومعـ.ـذ.ب قلبها وعشقها الوحيد
FlashBack____________
صرخت بـشراسة وقسوة هائلة حتى شعرت بـتمزق أحبالها الصوتية…
_ خليه يمشي من هنا، ينسى أنه شافني أو عرفني، خليه يبعد عني بقاااااا، مش عاوزه اشوفه تااااني، ارحموني بقااا
أخذتها الصدmة بـهيئة تلك المحطمة التي تفترش الأرض أمامها وتصرخ بـألــم ونحيبٍ عالٍ ولم تشعر سوى بـدmـ.ـو.عها تهطل بـغزارة حـ.ـز.نًا على أشلاء تلك الفتاة ابتي حُطِمت بلا رأفة أو شفقة من العالم، جثة تعاني وروحًا تُقاسي وقلبًا تخفى بـالظلام بـإرهاقٍ واستسلام لـحاضره المؤذي!، تحركت خارجة من الغرفة تجر قدmيها عنوة حتى وصلت أمامه! بدى لها شبحًا من الماضي سُحقت إنسانيته ومشاعره وتبقى منه بعض الفُتات من الفراغ والبرودة!، مَن منهم المجني عليه ومَن الجاني لا يعلم أحداً للآن هم فقط يعانون جِراحهم بـمفردهم! أزالت دmـ.ـو.عها وعضت على شفتيها بـألــم هامسة بـخزي وشفقة
_ زي ماهي رافضه تشوفك …..
رفع عينيه المـ.ـيـ.ـتتين لها وغابت حدقتيه تنظران لها بـكـ.ـسرة ونـ.ـد.م كمن فقد وطنه وأضحى مُشردًا بلا مأوى! لأول مرة منذ عهدته تراه بـهذا الضعف والإنكسار المُنافي لـسجيته الحكيمة والقويه!! ، بينما نهض هو بـتثاقل يجر جسده مُرغمًا إياه على المغادرة…
Back___________________
لازالت تلك الليلة محفورة بـعقلها فـهي رغمًا عن إرادتها نهضت تتابعه وتُشبع قلبها وعينيها من رؤيته التي قررت تحريمها على ذاتها، رأت ضعفه وقلة حيلته لأول مرة منذ أبصرته عيناها!، أجهشت بـبكاءٍ مرير وتعالى نحيبها القاسي وكأنها للتو استمعت لـكلمـ.ـا.ته الطاعنة لـكرمتها المهدوره!!
شعرت بـكفين صغيرين حول كتفيها فـرفعت رأسها بـحذر وتلاقت عينيها الباكيتين مع شقيقته!! تلك الصغيرة التي غارت منها عِند رؤيتها بين أضلعه عوضًا عنها!! راقبتها تجلس جانبها دون حديث حتى اعتدلت في جلستها هاتفة بـهدوء وبسمة طيبة بشوشة:
_ مش لازم ندفع ضريبه لـفرحتنا ديمًا!! يمكن قلوبنا من كتر الحـ.ـز.ن مبقاش عندها ثقه في الفرحه وعلطول خايفه من أي جديد، بس لازم ناخد بالنا من الفُرص اللي القدر بيقدmها لينا لأنها مش بتتعوض وبتيجي مره واحده في العمر
طالعتها « هبه» بـتحفز وتـ.ـو.تر ملتقطة كلمـ.ـا.تها الطيبة ولكنها ما لبثت أن ارتجف جسدها بـوصلة من البكاء وغمغمت من بين أنفاسها بـحرقة:
_ مكنتش أعرف إني غلط للدرجادي، أنا بحبه!! بحبه وكأن حياتي معتمده عليه لواحده وبتدور حواليه!! بحبه وعندي استعداد عشان سعادته أتنازل عنه عشان يعيش مع واحده تليق بيه وتريح قلبه ولا أني أشوفوا في يوم عيونه مكـ.ـسوره بسببي!! بس خــــوفي أكبر من حبي ليه!! وأكبر من سعادتي وراحتي!! الخــــوف دا مرض خبيث كل ما بيتوغل في مكان بيدmره وكل مره نشاطه بيقل بنفكره مـ.ـا.ت وانتهى بس بعد فتره بنكتشف إنه اتمكن من مكان تاني وأقوى وخلاص فاضله خطوه ويدmرنا!!
استمعت لها «رؤى» بـاهتمام وانتباهٍ تامٍ وربتت فوق كفيها بـحنان مردفة:
_ لكل مرض في الدنيا علاج حتى لو ملوش نهاية ليه علاج بيقلل قوته ويضعفه لحد ما الادوار تتبدل ويبقى إحنا المتحكمين فيه، الخــــوف نابع من الأمان!! زي الضعف واحد من مواطن القوه!! بس عشان نكتشف الفروق دي لازم نفوق ونرتب عقلنا ونسمع لكل جزء مننا بهدوء عشان نطلع باقل خسائر
شخصت الأخرى بـبصرها مع امتداد المياه الواسعة وتمتمت بـهدوءٍ كاذب:
_ وقت الحـ.ـز.ن والو.جـ.ـع مستحيل تنصفي غير الطرف الأكتر قهره وتسمعي ليه كأنك بتواسيه وتقولي ليه عشان قهرتك دي هسمع قراراتك وهنفذها!! ودا اللي عملته!! سمعت لـعقلي وحكمته وكان قراره البُعد والهروب والفُراق والنتيجة إني كل كيتني خسر الحرب دي وهو كرهني وكررت الأدوار تتقلب وهو يبقى الجلاد وأنا الضحية بعد ما كان هو الضحية وأنا الجلاد!!!
ابتسمت « رؤى» بـصدق وشـ.ـددت من أذرها بـحب وغمغمت بـثقه:
_ ت عـ.ـر.في إن ثائر مبيعرفش يتكلم! بيقولوا كل واحد فينا ليه نصيب من اسمه وثائر ينطبق عليه دا بيفضل متحمل وساكت وصابر وقوي بس عند نقطه بيتحول كل الصفات الجميله دي لـثورة غـــضــــب وقسوة وغلظه هو نفسه بيكرهها فيه ويتجنبها وخصوصًا معاكي!! لو بتشوفي لمعة عيونه لما تيجي سيرتك ولا بسمته اللي بتشق طريقها على ملامحه لما يشوفك هت عـ.ـر.في إن قلبه حتى لو رمتيه في النار عمره ما يتحرك خطوه في طريق كرهك!! حبي نفسك يا هبه عشان تستاهل تتحب ووقتها هتلاقي كل الخــــوف اللي في العالم اتبخر واتولد مكانه راحه وسَكِينه تطيب جروحك
ختمت «رؤى» حديثها بـضمة حنونة لها ونهضت راحلة كما أتت وتركت أثرها الطيب بـقلب تلك « الهِبه» الحزينة
**************************
بعد إصرارها على الذهاب لاستكمال علاجها بـالبيت اضطر للموافقة وها هو يـضعها بـرفق بـفراشهم ويطبع قبلة أسفة على جبهتها وانزلقت شفتاه لـجفنيها الرطبين من كثرة دmـ.ـو.عها وقبلة أخيرة عميقة نادmة بـباطن كفها، اطمأن لـنومها ودخل لـينعم بـحمامٍ بـ.ـارد يزيل عنه تعب اليوم والضعف الذي اعتراه ويطرد القلق المُسيطر عليه، بعد فترة وجيزة خرج متوجهًا للفراش وتمدد جانبها جاذبًا جسدها لـه مستنشقًا عَبيرها القوي الذي زلزل كيانه أجمع و.جـ.ـعله يدفن وجهه بـعنقها بـعشق مرددًا بـهمس:
_ أنا آسف، عارف إني قسيت عليكِ بس من و.جـ.ـعي منك وعليكِ يا هانم
فتحت « أثير» جفنيها بـضعف ووصل لها همسه الحاني الذي جعلها تضم جسدها أكثر له وتبـ.ـارد بـلف ذراعها حول خصره وأردفت بـنـ.ـد.م:
_ لا أنا اللي آسفه، أنتَ عندك حق في كل اللي قولته وأنا اللي غلطت وأسفه إني جـ.ـر.حتك بالشكل دا يا قلب الهانم
ابتسم « راكـان» لـكلمـ.ـا.تها التي كانت كـالبسلم لـمضغته المضطربة وشـ.ـدد من ضمها هامسًا بـبحة رجولية دافئة:
_ الهانم تعمل اللي هي عوزاه واللي يمليه عليه قلبها طول ما هو مش خطر على حياتها ولا يتعبها
رفعت « أثير» أناملها الرقيقة تتحسس ذقنه النامية بـعشق مردفة بـهمسٍ مدلل:
_ طول ما أنتَ جنبي عمري أنا كويسه ومش تعبانه يا راكـان
اتسعت بسمته لإطرائها وغزلها به وأتت إجابته على حديثها أنه انحني مُقبلًا طرف شفتيها بـحب مُغمضًا عينيه بـراحة وغمغم بـهيام:
_ يا تاعبه راكـان ومغلباه معاكي ومتقدرش عيونه متشوفكيش يوم
ابتسمت هي الأخرى بـعشق شاعرة بـتُخمة من فرط السعادة التي اجتاحت قلبها وغطت في نومٍ عميق بعد يومٍ مقيت على كليهما
***************************
ساندته « ورده» رغم اعتراضه القاطع بسبب حملها ولكنها جحدته بـنظرة مُحذرة من عينيها وبـبسمة ساحرة جعلته يصمت ويبتلع كلمـ.ـا.ته لها، بينما وقفت هي بانتظار خروجه من غرفة الفحص الذي أصر الطبيب على عمله قبل الجلسة القادmة مما تسبب بـقلقها الزائد، اطمأنت أنه دخل بـسلام وبحثت بـاهتمام عن طبيبه الخاص حتى وجدته واقتربت منه بعدmا تعرف عليها ورحب بها جلست أمامه بـانتباه تلتقط اذنيها ما يُمليه عليها….
أحاطت بطنها بـخــــوف تستمد القوة من طفلها أو طفلتها القادmة تشاركها أحزانها وتمتمت بـقلق:
_ حضرتك طلبت فحوصات تانيه رغم إننا عملنا بعد جلسة الشهر اللي فات والحمدلله طلع في استجابه!!
ابتسم الطبيب الاربعيني بـطيبة ليطمئنها وتمتم:
_ متقلقيش يا مدام ورده، الأستاذ براء كان بياخد كورس علاج مُكثف لـقوة الخلايا السرطانية اللي عنده واللي بفضل الله ثم قوته وعزيمته نشاطها بيقل حتى ولو بنسب بسيطه بس في نتيجه ملحوظه عشان كدا طلبت الفحوصات دي نطمن زياده وعشان ناوي اخفف الجرعة شوي
طغت السعادة قلبها ولمعت عينيها بـدmـ.ـو.عٍ سعيدة وانفرجت شفتيها عن بسمة مُبتهجة وأردفت بـحذر:
_ يعني في أمل أنه يخف خالص والمرض يختفي!!
طالعها الطبيب بـفرحة لـفرحتها وغمغم بـتمني:
_ دي حاجه في إيد ربنا والأمل موجود طبعًا وزوج حضرتك عنده عزيمه وإصرار ودا أكبر عدو للسرطان
هزت رأسها بـرضى وسرور وشكرت الطبيب وخرجت متوجهة لـتنتظر خروجه ولكنها بـطريقها تقابلت به فـهرولت إليه مسرعة تُلقي نفسها بين أحضانه راغبة بالتخفي داخله مردفة:
_ هتخف بإذن الله، أنا مبسوطه أووي
بادلها عناقها بـقوة مماثلة لـشعوره بالتعب بالساعات القليلة الماضية التي جعلته يفكر ماذا سيكون حالها إن أتت ساعته ووجدت ذاتها وحيدة مجددًا بلاه!!
فرق عناقهم ولثم جبهتها بـقبلة عميقة وتمتم بـتعب وبسمة خفيفة:
_ وحبيبتي مبسوطه أووي كدا لي
احتضنت كفه بين كفها الصغير ورفعت عينيها له بـسعادة وغمغمت بـلطف:
_ عشان حبيبي عنده قوة وإصرار يخف وبيحارب المرض وهيبقى في أقرب وقت أشطر كتكوت
ضحك « براء» بـشـ.ـدة على مزاحها ورفع كفه مُقبلًا أناملها مردفًا بـمرح:
_ والله لو هتاخد حـ.ـضـ.ـن مطارات زي اللي لقيت نفسي فيه من شوي دا عندي استعداد أحارب لآخر الدنيا وأبقى أشطر من أشطر كتكوت
ابتسمت « ورده» باتساع ورفعت نفسها طابعة قبلة فوق وجنتيه واحتضنت ذراعه هامسة:
_ معنديش مانع يبقى في أكتر مت حـ.ـضـ.ـن مطارات
غمزها بـخبث ودنى منها هامسًا بـعبث:
_ والله الواحد نفسه تتفتح حتى ويحارب بـضمير
ضـحكت بـشـ.ـدة على وقاحته وخُبثه وتناسى كلاهما المكان من حولهم ولكن نظراته المُحذرة لها عنـ.ـد.ما تعالت ضحكاتها جعلتها تُخفي جسدها بين ثنايا صدره وتسير بـجانبه تسانده ولم تغادر البسمة وجه كلاهما
************”*””**************
انقضي اليوم دون المزيد من التصادmـ.ـا.ت وها هي شمس اليوم التالي تُنير حجرتها لـتدفعها للاستيقاظ والسير نحو وجهته بلا تردد أو خشية تلك المره!! توهجت للمرحاض بعدmا ايقظت شقيقتها للاستعداد لـمدرستها، بعد فترة هبطت من منزلها بعد ذهاب شقيقتها للمدرسة وانتهائها من الأعمال المنزلية البسيطة تنفست بـهدوء تستجمع نفسها وترتب حديثها الذي تبخر مع الرياح!!
كانت تعبث بـهاتفها بـملل وبين كل ثانية تنظر للساعة التي تقترب من موعده التي تركته له بـرسالة صغيرة ليلة امس!! رفعت نظرها من الهاتف مع دخوله بـهيبته وهيئته الخاطفة للأنظار والتي جعلتها تحبس أنفاسها وترغب بـالنهوض ولكمه حتى تتشوه ملامحه الوسيمة التي تجعله محط لأنظار الجميع!! ابتلعت لعابها عنـ.ـد.ما جلس أمامها بـبرود وسلط أنظاره القوية عليها بـعينيه الحادتين وما الحريق توهجًا هو صوته الرَخيم:
_ خير في حاجه تستدعي إنك تطلبيني في معاد!
تضاعفت رغبتها بـلكمه وأيضًا عضه حتى تُدmى يده التي تعبث بـخصلاته وهذا هو حقها به وليس حقه هو!! نفضت تلك الأفكار المنحرفة من رأسها وتنهدت بـصوتٍ مسموع وتمتمت بـثقه:
_ اللي بينا أكبر من ميعاد ولا عندك شك!!
ابتسم « ثائر» بـسخرية وعقد ذراعيه أمام صدره مُريحًا ظهره للخلف ومردفًا بـثقة مماثله:
_ لا معنديش شك زي ما بردو معنديش ذرة شك إننا نهينا اللي بينا سوا وكل الكلام خلص والأعذار انتهت!!
نسخت فعلته وأيضًا بسمته وتجاهلت قسوة ردوده عليها تمتمت بـكـبـــــريـاء:
_ أنتَ نهيت أنا لا وحتى لو نهيت مظنش اللي بينا مجرد كام كلمه ينهوه
لا تعلم لما تخشى نُطق اسمه صريحًا أخــــوفًا من فضح المزيد مت مشاعرها له أم خــــوفًا من كشف رغبتها باحتضانه والتخفي داخله الآن!!
هز « ثائر» رأسه بقلة حيلة وابتسم بـأريحة وتمتم بـملل:
_ والله كل اللي عندك قوليه أنا حاسس بملل ويمكن كلامك يقطع الإحساس دا زي ما وقف ما قطع قبله كتييير
حسنًا يلعب بالأساليب ويراوغ بالحديث أيها الماكر الوسيم!! مهلًا هل نعته عقلها بالوسيم الآن!! اللعنة على عقلها العاشق لها وقلبها الهائم به، أغمضت عينيها لـثانية وثقبته بـنظراتها القوية رغم اختفاء ملامحها خلف نقابها إلا أنه اقسم بـرؤية بسمتها تنبعث منهم الآن!!
مضت « هبه» شفتيها بـضيق وهزت كتفيها بـلامبالاه وتمتمت بـصدق وثقه:
_ لو قطعتهم مكنش زمانك قدامي دلوقت ولا بتتهرب من عيوني ولا حتى بعت رؤى ورايا امبـ.ـارح!!!
هذه الماكرة المُعـ.ـذ.بة لـفؤاده أطاحت بصبره وكشفت جميع ألاعيبه وخططه عليها وعرفت أنه من ارسل شقيقته أمس خلفه لعلمه بما سوف تمر به وتعانيه على يده!! مما جعله يبتسم بـتسويف مغمغمًا:
_ والمطلوب مني!!
ابتسمت بـهدوء وقاومت رغبتها بـضمه والتوغل داخل ثناياه ورفعت حقيبتها ونهضت بـتكاسل وتمتمت بـكـبـــــريـاء وتوعد:
_ هتلاقي على مكتبك ورق بعد يومين تمضيه من غير ما تفكر حتى تعرف جواه إيه والباقي عليا يا ثائر
أخرجت حروف اسمه بتأني ونعومة تستطيب حلاوتها بـفمها وروحها قبل خروجها له وكأنها تهمس له بـعشقها الجارف له وتؤكد له صدق أفعالها تلك المرة ودفاعها عن أبسط حقوقها به ألا وهو بأكمله!!! وخرجت تاركة إياه وسط فضوله من معرفة ماهية تلك الأوراق الغامضة التي ستشارف مكتبه بعد يومين!!!
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية شظايا الكلمات أثير وراكان)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)