روايات

رواية حماية الشيطان الفصل الأول 1 بقلم بسمة عمارة

رواية حماية الشيطان الفصل الأول 1 بقلم بسمة عمارة

 

البارت الأول

 

تململت ب انزعاج على صوت منبهها الذي بدأ في الرنين في تمام الساعة السابعة صباحاً

+

أغلقته ب تذمر و هي تتساءل كعادتها على مدار الأربع سنوات في تلك الكلية ما الذي وضعها هنا في كلية الهندسة

+

لما فعلت ب نفسها و زهرة شبابها هذا كانت على وشك ان تغفى مرة أخرى لكنها انتفضت ب فزع كون التأخير اليوم غير مسموح به خاصة لتلك المادة و هذا الأستاذ البغيض

+

وقفت من على فراشها الوثير و هي تتحرك بخطوات سريعة للحمام لفعل روتينها اليومي

+

تحرك هذا الجسد قصير القامة لكنه منحوت بطريقة تذيب القلوب ب مقومات متفجرة الأنوثة وقفت امام مرآتها و هي تصفف خصلات شعرها السوداء بطولها المتوسط سدلت شعرها الكثيف حول وجهها و حددت عينيها التي تنافس لون السماء في صفائها بهذا الكحل العربي

+

 

ارتدت سروال جينز من اللون الكحلي يضيق من الأعلى حتى بعد ركبتيها ثم يتسع تدريجياً حتى كاحلها و فوقه كنزة صوفية ب لون النبيذ تصل ل بداية خصرها و انتعلت حذاء رياضي لكن ذو قالب مرتفع باللون الأسود و أظهرت تلك القلادة الذهبية التي عبارة عن اسمها داليدا

+

راقبت مظهرها ب رضا و هي تتأكد من محتويات حقيبتها قبل ان تهبط ب خطوات سريعة إلى الاسفل و هي تقفز على السلالم كالأطفال

+

دون ذلك إذا رأها احدهم لن يصدق انها في الواحد و عشرين من عمرها

+

وقفت امام والدها الذي يجلس حول مائدة الإفطار لتردف ب حب ” صباح الخير يا حبيبي ”
أجابها الاخر بحنو ” صباح الجمال يا روحي ايه الحلاوة دي كلها على الصبح ”

+

جلست ب جانبه ” لا لا يا عاصم باشا انا مش قد الكلام الحلو ده كله قبلة وجنته بحب صباح كل حاجة حلوة على عيونك ”
امتدت يده لتداعب وجنتها ب مرح لتنحني الأخرى مقبلة يده ب امتنان تحت ابتسامته و نظرته الحانية

+

 

عاصم محمد السيوفي احد اكبر رجال الأعمال في القاهرة بل في الشرق الأوسط يمتلك مجموعة شركات حول العالم لكنه يملك نصفها فقط كون من يملك نصفها الآخر زوجته الراحلة و الان ابنته
لا يعرف هذا سوى ابنته فقط لكن البقية يظنون ان كل تلك الثروة ملكاً له

+

كانوا يتناولون طعامهم بهدوء حتى قاطعها والدها ب جدية ” داليدا النهاردة لازم تحضري الاجتماع كان نفسي اكون معاكي بس عندي ميعاد مهم اوي مع الدكتور الي جاي من ألمانيا ”
نظرت له ب اهتمام ” اجتماع ايه يا حبيبي ”

+

تحمحم و هو يتوقف عن تناول الطعام ” اجتماع مع شركة آل نصار”
جعدت حاجبيها ب عدم فهم ” آل نصار انا سمعت الاسم ده كتير قبل كدة ”

2

اكد عليها والدها ” ده اكيد دول هما المسيطرين على الوسط هنا و بره مصر ”
أنهت وجبتها واقفة ” تمام يا بابا هخلص و هتلاقيني هناك علشان افهم اكتر عن الاجتماع ”

+

دعا له من قلبه” ربنا معاكي و يوفقك يا نور عيني ”
انحنت مقبلة وجنته ” اللهم أمين يلا حبيبي همشي انا متنساش تاخد الدوا ”

+

♾♾♾♾♾♾♾♾♾♾♾

+

في الناحية الأخرى في هذا الصرح العريق كان يدخل من البوابة ب هيبته المعتادة و خطواته الثابته كأنه إنسان آلي

+

خلفه كانت مساعدته تتحرك بخطوات سريعة لتجاري خطواته ” صباح الخير يا جسار بيه ”
حرك رأسه لها و هو يدخل المصعد و هي خلفه تبرطمت الآخري بغيظ ” حتى الصباح مبيردش عليه ايه الهم ده بس ياربي ”

1

زمجر ب غضب لتتذكر انها يجب ان تملي عليه جدوله ل اليوم لتبدأ في التحدث سريعا

+

جسار سالم نصار رجل في الثلاثين من عمره عريض المنكبين و قوي الجسد بشكل ملفت ب عيون بنيه ك لون البندق بخصلات شعر سوداء و انف حاد يزين ذقنه طابع الحسن كان وسيم بطريقة مخيفة على الرغم من حدة ملامحه

+

دخل مكتبه و أخيراً لينظر ل مساعدته ” تمام يا سها لما حازم بيه يوصل خليه يدخلي”
اومأت له ” حاضر يا فندم لحظات و قهوة حضرتك توصل ”

+

اشار ب يده ل الباب لتخرج ب إحراج بالفعل لحظات و كانت امامه قهوته معها كان دخول شقيقة الأصغر

+

الذي وقف امامه ب توتر ” جسار انا ”
لكنه قاطعه بصراخه الحاد ” انت ايه يا حازم بيه حدف في وجه تلك الجريدة منور الجرايد يا باشا و كمان المواقع مبروك بقيت ترند كان يريد التبرير لكنه لم يعطي له فرصة و هو يقف من مقعده انا طالع عيني في الزفت و البيه كل يوم ب فضيحة اخر تحذير ليك يا حازم المرة الجاية هتروح تمسك الشغل و تنزل مواقع في الصحرا ”

+

 

اوقفه ب توسل ” لا يا جسار كله إلا ده و بعدين انا في صحفي مستقصدني ”
ارتفع حاجبيه ب حدة ” فعلا و انت ملاك بيوديك هو الأماكن الزبالة الي انت بتروحها و بيصورك كمان صح ”

+

ليجيبه ب وقاحة ” ما انت كمان بتروح يا كبير ”
صرخ به ” حااازم و بعدين انت هتعمل رأسك ب رأسي ولا ايه ”

+

ابتلع بصعوبة ” لا طبعا يا شيطان ”
ابتسم ب سخرية ” حلو انك فاكر يلا روح شوف شغلك و متنساش ده اخر تحذير ليك ”

+

حازم مدحت نصار الأخ الغير شقيق ل جسار شاب في الرابعة و العشرين من عمره ذو شعر بني و اعين عسلية مع هذا الجسد الرياضي الذي يجذب الفتيات له عنوان حياته المرح و الاستمتاع ب أموال عائلته لا يعرف شيء عن المسؤولية لكنه يحاول ان يدخل بصورة رسميه في الشركة بسبب أوامر والده و حديثه الذي يضغط عليه به

+

على بعد عنه في قصر ذو فخامة مخيفة للبعض و هو قصر آل نصار

+

جلس الجد محمود نصار الذي عمره يتعدى السبعين عاماً في حديقة قصره الفاخرة الممتلئة ب أشجار متنوعة من خيرات الله و هو يحمل بين يده إطار تلك الصورة القديمة بعض الشيء ف هي منذ أكثر من ستة و عشرين سنة

+

تحدث بصوت حزين متأملاً ملامح فقيده ” زينة الشباب يا حبيبي الله يرحمك يا سالم ياما كان نفسي اشوف جسار زيك تنهد ب أسى ابنك بقى شيطان يا حبيبي فاهم ان الدنيا كلها عايز الي يمشي معاها
عافية ”

+

بينما هو يحدث فقيده اقتربت منه تلك السيدة التي عمرها ما يقارب التاسعة و الاربعون عاما و لم تكن سوى أحلام محمد الجوهري ارملة أبنه سالم و زوجة مدحت من بعده

+

وضعت يدها على كتفه ” ايه يا بابا هتفضل سرحان مع الصورة كدة كتير ”
رفع رأسه لها بعد ان عانق الصورة على صدره ” مستكترة عليا اني اتكلم مع ابني يا أحلام ”
” لا طبعا يا بابا مش قصدي انا بس مش عايزاك تتعب الحزن وحش علشانك ”

+

ابتسم بسخرية ” شوفي ابنك و لميه يا أحلام ”
تساءلت بعدم فهم ” أنهي واحد فيهم يا بابا ”
اجابها بتهكم خاسر ” هو انتِ تعرفي ابن غير حازم اما التاني الكبير انا ليا تصرف معاه بس لما اشوفه ”

+

وقف مستنداً على عكازه و هو يفكر كيف يسيطر على أطماع تلك العائلة خاصة نسائها من بناته الذين يخططن كيف يقع جسار في شباك أحدى بناتهن

1

♾♾♾♾♾♾♾♾♾♾♾♾♾♾

+

لدى داليدا التي أنهت محاضرتها و تحركت سريعاً لمجموعة السيوفي

+

دخلت متجه الي مكتبها لتبدل ملابسها لملابس رسميه اكثر لتظهرها في صورة أكثر جدية و عمليه من تلك الطالبة التي كانت في الجامعة

+

 

وقفت تراقب مظهرها بعد ان بدلت سروالها بتلك التنورة الجلدية السوداء التي تعانق جسدها ببراعة حتى قبل ركبتها مباشرة و بدلت حذاءها الرياضي ب حذاء شتوي ذو كعب عالي ب لون النبيذ

+

جلست وقت لا بأس به لتدرس موقفها و تلك التصاميم التي وافقوا عليها من فترة ثم خرجت من مكتبها متجه لمكتب والدها الذي لم يكن وحده الآن بل كان يجلس معه أخيها أيمن

+

تحمحمت ” مساء الخير ازيك يا أيمن حرك رأسه لها ب نصف ابتسامه لتلتفت لوالدها يلا يا بابا انا جاهزة ”
اغلق والدها الملف أمامه ” تمام يا حبيبتي يا دوبك تقدري تتحركي”

+

وقف ايمن ب اعتراض واضح ” و هي تروح ليه يعني هي تروح و انا لأ ”
تنهد عاصم ب يأس ” هي مهندسة و ده مجالها حضرتك محامي شئون قانونية هتعمل ايه يلا يا دليدا ”

+

انسحبوا الاثنان من امامه ليرمى تلك التحفة الزجاجية أرضا بغضب ” كله داليدا داليدا هقتلها و الله هقتلها ”

3

أيمن عاصم محمد السيوفي الابن البكري ل عاصم من زيجة لم تستمر سوى ثمانية اشهر لكن للأسف أثمرت عنه في الثامنة و العشرون من عمره يرى ان حقوقه ب أكملها تحصل عليها داليدا يوماً بعد يوم لكن على العكس تماما ف هو حتى عمره هذا والده هو من يتحمل مصاريفه الشخصية

+

كان طويل عادي المظهر ب أعين سوداء و جسد عادي ليس بالرياضي او الممتليء كان يميز نظراته شيء واحد يخيف داليدا كلما بقت معه الطمع

+

♾♾♾♾♾♾♾♾♾♾⭐️

+

في الاسفل فتح السائق الباب لهما ليدخل أولا ثم من بعده ابنته التي ما ان تحركت السيارة حتى فتحت التاب الخاص بها ” بابا الي فهمته ان الشركة بتاعتهم تقيلة اوي و شبه مش محتاجانا في حاجة ف ليه حضرتك بتحاول تدخلنا معاهم اعتقد هيبقى التعامل مش الطف حاجة و ممكن ميوافقوش أصلاً ”
نظر لها ليحدثها بثقة ” لا هيوافقوا يا ديدا احنا برضوا مش قليلين اه مش زيهم بس بردوا لينا اسمنا وريني شطارتك بقى ك سيدة أعمال في الاجتماع ده هما الي اختاروا تصاميمك لتنفيذ المنتجع هما الي عايزينك ”

1

فهمت ما يرمي اليه لتبتسم له بثبات و هي تحاول بث الثقة في نفسها

+

أوصلها للشركة لتنزل بثبات تحت نظرته المودعة ” يلا وريني شطارتك ”
وقفت خلفها سيارتها التي كان يقودها السائق و معه مساعدتها الشخصية التي هبطت كذلك

+

ليدخلوا الاثنان للداخل لا تنكر تلك الرهبة التي شعرت بها عند دلوفها لهذا الصرح العريق خاصة و هي ترى الجميع و لم يكن سوى قسم الاستقبال يعمل كالساعة

+

 

ماذا عن بقية الأقسام ؟! هل المدراء هنا صارمين لهذا الحد
وصلت إلى الطابق لتقابلها احدى الموظفات التي تحدثت بترحاب ” أهلا وسهلا يا فندم “حركت رأسها لها مجيبة لكلمتها الترحيبية

+

بينما هي تحركت معهم حتى تلك الغرفة التي يتضح عليها انها غرفة الاجتماعات الخاصة ب مدير الشركة

+

رمقت داليدا الغرفة الفارغة ب بعدم فهم ” ايه هو الاجتماع هيتأخر ولا ايه ”
تحمحمت الأخرى ” معرفش و الله يا فندم بس حضرتك اتفضلي استريحي ”

+

جلست بتوتر بينما تلك الفتاة انسحبت بهدوء تاركة إياها مع مساعدتها فتحت الملف الخاص بتلك الجلسة و بدأت في مراجعته

+

بينما في مكتب جسار دق الباب ليأذن بالدخول و لم تكن سوى تلك الموظفة التي استقبلت داليدا ” جسار بيه أعضاء اجتماع مجموعة السيوفي وصلوا و في انتظار حضرتك”

+

لكنه كان يتمعن ب حاسوبه ” خليهم يستنوا شوية لما اشوف المصيبة دي كمان ”
اومأت له و هي تنسحب خوفاً من مظهره الغاضب بينما هو رفع هاتفه ليتصل ب أحدهم الذي أجاب بعد لحظات لم يعطي فرصة للشخص الاخر بالتحدث ” ايه يا عماد هنفضل ساكتين لحد ما البيه ياخد مننا مصانعنا ولا ايه ”

+

تحدث الاخر بصعوبة و لم يكن سوى رئيس حرسه ” يا باشا ما المشكلة في الستات الي بتدخل الشركة و حضرتك مبتقولش لحد لأ”
زجره بغضب ” انت تقصد ايه ما تتكلم عدل يا عماد انت هتحاسبني ولا ايه ”

+

وضح له سوء التفاهم سريعا حتى لا ينال غضبه ” لا و الله يا فندم انا مقصدش انا قصدي انه ممكن بكل سهولة ب واحدة حلوة ياخد الي هو عايزه ”
تنهد بصوت مسموع اخاف الاخر على الهاتف ” الزفت ده هيكون موجود في حفلة العلمين الجديدة مش كدة ”

+

اخبره بعملية شديدة و دقة ” أيوة يا فندم هيوصل بعد بكرة”
لمعت عينيه ب مكر ” حلو اوي طب اسمعني كويس و نفذ الي هقولك عليه ”

+

♾♾♾♾♾♾♾♾♾♾♾

+

بينما في غرفة الاجتماعات هناك

+

رمقت داليدا ساعتها بقلة صبر و هي ترى قد مَرّ اكثر من ربع ساعة بالفعل على موعدها الأساسي لذلك وقفت بغضب و هي تُحدث مساعدتها “ايه يا مروة احنا هنفضل مستنين هنا كتير ”
هدأتها الأخرى ” معلش يا باشمهندسة اكيد حصل حاجة و مقدمناش حل غير اننا نستنى ”

+

تحركت تجاه باب الغرفة ” انا هخرج اشوف المهزلة دي ”
تحركت بملامح غاضبة متحفزة لكن تحولت ل انبهار هي تراقب تصاميم هذا الطابق الذي صمم ب عناية و رُقي

+

 

بقت تراقب ما حولها و هي تتحرك بعدم ادراك و نست غضبها تماما

+

شهقت و هي تصطدم مع هذا الجسد الضخم اذا سقطت بهذا الكعب ستنكسر رقبتها بالتأكيد لكنه اسند جسدها بكف يده الذي غطى جزء كبير من خصرها المرسوم

+

استعادت توازنها لتبتعد عنه برفق و لم ترفع نظرها له حتى الان تحمحمت بخفوت و هي تشكر الله بداخلها على عدم سقوطها ” انا متشكرة جداً ليك ”
ابتسم بسخرية ” عفوا بس قديمة اوي الحركات الرخيصة دي ”

1

رفعت نظرها له بغضب ” أفندم ؟! حركات ايه و انا هعملها معاك انت ليه ”
ارتفع حاجبيه ” و الله اومال أنتِ جاية هنا تعملي ايه لو مش عشاني”

+

تهكمت ساخرة ” الثقة الي انت بتتكلم بيها متجيش على شكلك الي ميقولش انك مش اكتر من bodyguard هنا ”

+

انسحبت من امامه بخطوات واسعة غاضبة بينما هو كان يترجم حديثها ليعيده بعدم تصديق ” انا bodyguard مين الاوزعة دي”
صرخ منادياً مساعدته التي اتت مهرولة ” خير يا جسار بيه ”

+

تساءل بغضب ” مين البتاعة الي كانت واقفة قدامي دي ”
رفعت الأخرى كتفيها بعم فهم ” بتاعة مين حضرتك انا مشوفتش حد ”

4

ليوبخها بقوله ” طبعا هو انتِ فالحة في حاجة المفروض كدة هنهبب ايه دلوقتي ”
تحمحمت ب احراج ” المفروض عندنا اجتماع مع شركة السيوفي و هما منتظرين حضرتك بقالهم شوية ”

+

ضم حاجبيه بتفكير ” لما نشوف عايزين ايه دول كمان يلا ورايا ”
ما ان وصل إلى باب الغرفة حتى وجد أخيه يلتصق به متسائلاً بلهفة ” هي المزة الي لسه شايفها دي تبع الاجتماع الي جوه ولا تبعك ”

+

رمقه بعدم فهم ” مزة مين تنهد بقوة محذراً أخفي من وشي يا حازم احسنلك ”
كان على وشك المماطلة لكن نظرته المخيفة اوقفته ليتحرك عائداً إلى مكتبه

+

بالداخل تنهدت داليدا بغضب محدثة والدها في الهاتف ” مش معقول كدة يا بابا دي قلة احترام و قلة أدب كمان ”
هنا دخل جسار قائلاً ب فظاظة ” مادام هي كدة لسه قاعدة عندك ليه”

+

اغلقت الهاتف و هبت واقفة ب انفعال ” انت مين علشان تتكلم كدة ”
اقترب منها بخطوات واسعة ليهتز داخلها بسبب نظراته الثاقبة لكنها حافظت على ثباتها الظاهري بصعوبة بالغة اقترب منها كثيرا ليردف بغضب ناظراً في عينيها و ارتجاف عينيها و جسدها الغير ملحوظ لكنه لاحظه أرضى غروره ” ازاي جاية شركة زي دي و المفروض انك مديرة تنفيذية لمجموعة كبيرة زي السيوفي الي معرفش بردوا ازاي انتِ مديرتها و مش عارفة أنا مين ”

+

ابتلعت بصعوبة و هي تبتعد عنه قليلا لتردف بصوت شبه مسموع ” أنت مدير الشركة ”

+

 

ابتعد جالساً على مقعده الوثير واضعاً قدم فوق الأخرى ب غرور ” جسار باشا سالم نصار ثم ابتسم ب سخرية يا قلتيلي انتِ مين ”
تنفست بقوة و جلست على المقعد امامه مثلما جلس ” الباش مهندسة داليدا عاصم السيوفي المدير التنفيذي للمجموعة ”

1

أكد الاثنين على حفظ الألقاب بطريقة غير مباشرة ليتنهد جسار مشيرا لمساعدته ” ملفات التصاميم الي وافقنا عليها ”
اقتربت مهرولة لتمدهم له رفع نظره ليلمح تلك الفتاة الأخرى التي من المفترض مساعدتها لكنها تبدوا أكبر عمراً من تلك القصيرة التي تحدق به بنظرات نارية تحمحم بقوة ” مظنش اني محتاجك تاني يا سها ولا أظن ان الباش مهندسة محتاجة مساعدتها مش كدة ولا ايه”

+

اكد عليها متحدياً إياها بتساؤله الأخير لتشير بنظرها لمساعدتها لتخرج كذلك

+

اصبح في غرفة الاجتماعات الاثنان فقط رمقها الاخر بسخرية ليردف بتهكم مقداً إياها ” ايه خايفة ال bodyguard يتغابى عليكي”
استشعرت سخريته لتتنهد بصوت مسموع ثم تجاهلت ما قاله و شرعت في التحدث عن ما أتت ل أجله” حضرتك وافقت على التصاميم و طلبت نقاش مفصل معانا انا هنا علشان اجاوب على كل أسئلتك ”

+

لكن سؤاله لم يكن له علاقة بالأمر ” أنتِ عندك كام سنة يا شاطرة”
ارتفع حاجبيها لتردف ب تحذير ” جسار بيه ”

1

رفع كتفيه ببراءة لا يمتلكها ” من حقي اعرف علشان اتكلم على الاساس ده ”
اجابته ب استفزاز ” اتكلم على اساس أني الشخص الي رسم التصاميم الي انبهرت بيها ”

+

ابتسم ليبدأ التحدث بجدية عن كل ما يتعلق ب تصميماتها و هي تجاوبه بحماس و ثقة يشيران كم تحب عملها

+

أخيراً انتهي نقاشه الذي لم يأخذ فيه هدنة واحدة ليجعل تلك المسكينة تتنفس على الأقل

+

سحبت داليدا كوب المياه لترتشف منه ب تروي بينما هو سحب هاتف الشركة و هو يحادث مساعدته ” سها احجزيلنا تذكرتين للعلمين بعد بكرا واحدة ب اسمي و التانية ب اسم الباش مهندسة داليدا ”

+

تساءلت الأخرى بعدم فهم ” و طيارتك الخاصة يا فندم ”
” لا انا عايز العامة عادي يلا سلام ”

+

اغلق هاتفه لتتساءل الأخرى بعدم تصديق ” انت ازاي تحجز من غير ما تقولي افرض انا مش فاضية او عندي مواعيدي ”
اجابها بغرور استفزها ” مادام مسكتي مشروع من مشاريع آل نصار يبقى تفضيله بالكامل ”

+

تنفست بقوة و هي تمنع نفسها بصعوبة عن قول العديد من الأشياء السيئة لهذا الرجل ” تمام يا جسار بيه دلوقتي إسمحلي استأذن ”

+

اشار لها بيده لتقف بضيق من قلة ذوقه و فظاظته لملمت اوراقها و خرجت بوجه الذي يراه يظن انها لم تتفق معه بالمرة

+

وقفت و هي ترغب بالعودة له و إلغاء الأمر كاملاً لكن لا تستطيع والدها يريد تلك الصفقة أكثر من أي شيء افاقها هذا الصفير لترى هذا الشاب يقترب منها و هو يراقبها ب إعجاب ” يالهوي على القمر ولا دي الشمس ولا ايه ولا الاتنين ”
كانت على وشك اجابته لكن فزع الاثنين بسبب هذا الصوت المرتفع الذي لم يكن سوى لجسار” حازم و بعدين ”

+

ابتعد عنها مرة اخرى بينما هي تنهدت و هي تتحرك راحلة مرة أخرى

+

ما ان اختفت من أمامهم حتى تحرك جسار بخطوات واسعة سريعة اتجاه أخيه الذي أغمض عينيه ناطقا الشهادة

+

لكن حذره قائلا ” ناقصلك غلطة كمان يلا على شغلك ”

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى