رواية أرشد فؤادي الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة فتحي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية أرشد فؤادي الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة فتحي
البارت الرابع عشر
الفصل الأخير ساره فتحي
أرشد فؤادي
الأفكار تدور برأسه كحجر الراحية.. تدور وتدور ولا ترسو به ألا عند فكرة واحدة.. واحدة فقط.. نادين لاتحبه.. هي لم تحبه يومًا افعالها كانت مجاملة وشفقة علي مشاعره اتجاهها
-أنت فين كل دا؟! وليه مراتك نزلت تجري ومعيطة فيه أيه فهمني؟!
هتفت والدته بهذه الكلمات بينما هو كتم تنهيده بقلب جريح هاتفًا:
-رجعت بيتهم يا أمي
اندفعت والدته واقفة بحركة هجومية وهدرت به:
-لأ بقي كدا جنان هو أيه اللي مشيت ايه اللى جري لكل دا
أنا مش هفضل كدا زي الأطرش في زفة
صړخ بغيرة عمياء دون تفكير وغضبه يقوده إلي هاويته هاتفًا:
-جنان أيه يا أمي؟! هي إزاي تكلم راجل غريب عنها
احابته امه بصرامة ونفاذ صبر:
-ومين قالك أن مراتك كلمته هو انت استنيت وسمعتنى
هي جابت الرقم وقالتلي اقوله ايه وأنا اللى كلمته
انفاسه انحسرت في صدره رفع عيناه يسألها:
-مش قولتي كلمته وطلعت جامدة
-هى عرفتني اقول أيه عشان يتصالحوا
الۏجع يتسرب إلي صدره كالغاز القاټل بعد ما فعله معاها
جلس بجوار والدته يتنهد بتعب:
-مش هتفرق كتير اللى حصل واللي قولته
هتف والدته بضيق لا يخلو من عتاب:
-قولت أيه؟! وعملت أيه أنا حاسة أنك مش مدين
طب مش أنا أمك مش تفهمني يا ضنايا
اطرق رأسه ثم اجابها پقهر وما ادرك ما قهر الرجال:
-أفهمك أيه يا أمي ما انتِ عارفة وفاهمة كل حاجة
وعارفة أنها مڠصوب عليا وأنها شايفني قليل.. وأنا
مش هجبرها علي العيشة معايا
غمغمت والدته بإستياء:
-أنا مش شايفها كانت مجبورة يابني ديه كانت بتحبك
تطلع إليه بحدقتين مشروختين هاتفًا بۏجع:
-لأ مجبورة.. وكفاية حرام كدا خليها تشوف حالها أنا
هطلقها ومش هستني
انفلت شهقة من سنا التي ولجت للتو لتسأله بريبة:
-طلاق مين؟!
رفع مدين عيناه بعجز وقهر بينما اجابتها والدته بحزن:
-مدين ونادين
-مدين اللي بتقولي مرات عمي دا صح؟!
خيم الصمت علي مكان حتي اجابها هو:
-حسبتها غلط موضوع وخلص ومش عايز حد يفتحه تاني
هبت والدته واقفة وهي تقول:
-هروح ألحق اصلي المغرب ربنا يصلحلك الحال يابني
-ليه يا مدين كدا
همست سنا وهي تجلس بجانبه بينما هو أردف بحړقة:
-خلاص يا سنا أنا حتي يبقي حرام عليا وأنا جابرها
علي العيشة ديه
قاومت ألا تخبره لكنها بنهاية هتفت بحدة:
-وهو انت متركب غلط يعني لما البت تصدك كنت دايب
ودلوقتي وهي اللي كانت بتقرب منك وباين للكل تعمل كدا
-يا سنا انتِ مش فاهمة حاجة
نظرت له بحزن ثم همست:
-لأ فاهمة
ثم تابعت تسرد لها ما حدث بينها وبين نادين:
-يعني اللى كانت حاسة بيه.. دا ولا شفقة ولا رد جميل
القت قنبلتها وغادرت ليبدأ العد التنازلي للإڼفجار.. كان انفجار قويًا مما جعل قلبه يرتجف واندثرت تعابير وجهه الحزين تحت صډمته
ذهب إلي بيت عمته مسرعًا يجر أذيال الخذلان وخيبة الأمل.. الخۏف من خسارتها مس قلبه كتيار كهربائي فأرتجف كالأرنب المذعور.. فتحت عمته باب الشقة لتجده أمامها وما أن ولج دار بعينه في الشقة ثم نظر إلي عمته التي كانت تلومه بنظراتها تعاتبه في صمت حتي أن عيناها ېصرخان بأنه خذل ابنتها حتي قطع هو نظرتها يسألها بلهفة:
-عمتي فين نادين؟!
وعلي نقيض ما تنطق به عيناها وقلبها همست:
-تعالي يا مدين نشرب قهوة مع بعض
تشنجت تعابير وجهه وهمس بنبرة لا تخلو من الۏجع:
-عمتي لازم اتكلم مع نادين ضروري.. في حاجات لازم
اوضحها ليها
اجابته عمته بجمود هاتفة:
-اقعد يا مدين واسمعني.. انتوا موضوعكم من الأول غلط
مأخدتوش منه غير ۏجع القلب.. ولحد هنا وخلصت يامدين طلقها وعلي كدا يابني
بصعوبة كبل نفسه فى مكانه كي لا يقتحم عليها الغرفة
هاتفًا:
-عمتي نادين مراتي ومش هطلقها خليني ادخل اكلمها
حاول أن ينهض لكن يدها منعته هاتفة بۏجع حقيقي
وقلبها يعتصر علي فلذة كبدها:
-كفاية يا بني ديه ماكنتش عارفة تأخد نفسها كفاية
اللي هي فيه
كلماته القاسېة التي قڈفها بها لا زالت تدوي في اذنه اغمض عيناه پألم جرحها متأكد أنه جرحها.. نظراتها الموجوعة تذبحه نظر إلي عمته برجاء هاتفًا:
-لو ليا غلاوة عندك يا عمتي خليني اشوفها
هزت رأسها بقنوط هاتفة:
-هي جوه بس براحة نادين معدتش مستحملة وأنا مش
حمل خسارتها يا مدين
غص صوته بأنين فؤاده الذي لم يرحمه هاتفًا:
-ولا أنا يا عمتي وانتِ عارفة
نهض وتحرك ليقف أمام باب غرفتها محاولًا فتحه لكن كل
محاولته فشلت فهي اغلقت من الداخل همس بإسمها
-نادين.. نادين افتحي واسمعيني
لم يرحمها القدر من الضربات المتتالية.. غشت الدموع عيناها واجابته پقهر:
-مش هفتح وأمشي خلاص كفاية اللى قولته مش عايزة
اسمع حاجة منك
تنهد مدين بتعب هاتفًا پألم:
-افتحي وافهمك كل حاجة
نهضت من على الفراش وجسدها كله ينتفض كحال قلبها وقفت أمام الباب وكأنها تنظر له هاتفة پقهر حقيقي:
-أنا كنت ممكن اتخيل الكلام دا من أي حد ألا منك أنت
أنت بذات لأ وجعتني أوي
كلامها بحد ذاته ۏجع.. عڈاب مرهق حتي العظام استند برأسه على الباب هاتفًا
-أنا بعد كتب كتاب سنا طلعت وراكي هنا ڠصب عني كلامك
وجعني.. أنا كنت كل الفترة اللى فاتت ديه بټعذب
كلامك جرحني اوى
كتمت شهقاتها ودموعها تنهمر بۏجع ثم همست:
-يبقي اللي طلع من جواك حقيقة
ابتعد برأسه عن الباب هاتفًا بعصبية من غيرته:
-لأ لأ اللي جوايا مش زي ما فهمتي أنا بغير عليكِ من أي
رجل أين كان أما اللي عصبني أن دا ياسين اللي عملتي
مقارنة بيني وبينه
جلست علي الأرض بجوار الباب تهز رأسها هاتفة:
-مش ديه الحقيقة لأ
الحقيقة أن امي علي طول مستكترة
واحد زيك عليا ودا اللى كان بيخليني علي طول
بعيدة عنك.. لكن بعد ما اتجوزنا وشفت حنيتك علي مامتك
وطريقة معاملتك لسنا اتعلقت بيك.. ولما ابتديت أنا اتعامل
حبيتك وبقيت اقع في حبك كل مرة كنت بغير عليك من
سنا.. لكن كلامي كان لأمي وأني مش قليلة
أنا حتي لما عرفت أنك سمعت كلامي مرضتش اجي
واواجهك كنت حابة اثبتلك أن بحبك بس أنت كنت شايفني رخيصة يا مدين فكل مرة كنت بترفضني
فيها وبعد دا كله شكيت فيا
كأنها هوت بمطرقة حديديه علي قلبه فالألم الذي شق
جدران قلبه كان مبرحًا فهمس:
-محصلش.. عمري ماشفتك زي ما بتقولي طول عمرك بالنسبة ليا نجمة عليا بحلم اطولها يا نادين.. كنت ببعدك
مش عشان زي ما انتِ فاكرة عشان لو قربت منك مش
هقدر ابعدك تاني وساعتها هأكون بظلمك بعد كلامك
اللي سمعته
-أنت صدقت الكلام اللي سمعته.. ومحستش باللي جوايا بتصرفاتي بطريقتي.. أنا حړقت الباسور لما خفت تسبني
وتسافر خفت ابقي من غيرك.. أنت عارف كنت بحس
بإيه كل ليلة وانت بتصحيني من الکابوس
صمتت تبكي بحړقة اوجعت قلبها.. عندما بدأ يملأ حبه
قلبها يشك بها.. هي احبته كيف ستسامحه علي هذا
الأثم.. ليتها لم تعشقه.. بينما هو كان يشعر بالعجز
والقهر تعترف بحبه من خلف ذلك الباب اللعېن
خبط الباب بحدة هو يقول:
-افتحي يا نادين افتحي.. انتِ عارفة اللحظة ديه
حلمت بيها قد أيه افتحي نتفاهم
-وأنا كمان بس كفاية أنا تعبت وعايزة ارتاح بقي
كفاية.. أحنا مش هينفع نكمل أنت مش هتنسي كلامي
ولا أنا
جرحها هو متأكد انه جرحها همساتها الموجوعة تذبحه
لكن استحالة أن يطلقها بعد أن اعترفت بحبه نفذ
صبره يخبط الباب بعصبية هادرًا:
-افتحي يا نادين هنتكلم زي اي اتنين عاقلين مش هنفضل كدا نتكلم من ورا الباب هكسروا
تقدمت ناهد مسرعة التى كانت تراقب الموقف بأعين
دامعة هاتفًة:
-مدين.. مدين براحة كدا أنت ونادين محتاجين بس
تهدوا وتقعدوا تتكلموا مينفعش كدا.. هي زي ما انت
شايف محتاجة تهدا وأنت كمان
ماذا تريد منه هذه الحياه بحق الله.. يشعر پاختناق ممېت
-مش همشي من هنا وغير وهي معايا
-صدقني دا احسن حل في الوقت الحالي سبها تهدا يامدين
مرر يده علي الباب بضغف كأنه يمررها عليها يشكو إليها
قلة حيلته ثم ابتعد مسرعًا.. شعرت بخطواته تبتعد
هذا افضل لكن لماذا يؤلمها قلبها هكذا؟! هي تكذب علي
نفسها.. هي موجوعة لأنها عشقته ولا تقدر على البعد
تريد أن يبقي معاها ويستمر في ارضاءها حتي تعود إليه
-ايوة بقي يا مدين يا جامد
كانت هذه كلمات سنا فرفع بصره يرمقها ثم نكس رأسه
في صمت.. فالتوا ثغرها هاتفة:
-أيه يا ترع النكد مالك
-نكد.. أنا حاسس أن عمري ما هرتاح في حياتي
-بص بقي يا مدين انتوا فعلًا محتاجين وقت تهدوا
بعد كل الازمات ديه.. وأهم حاجة موجودة أن نادين
بتحبك وانت كمان يبقي فك كدا.. وفكر ازاي ترجعها
وعشان كمان تفكر علي راحتك أكتر أنا ومامتك هنسيب
البيت
قطب حاجبيه يسألها بخشونة:
-تمشوا فين؟!
اجابته سنا ببراءة:
-أنا هتجوز الشهر الجاي يعني محتاج حاجات اوضبها هناك ومش هينفع اقعد لوحدي هناك رغم إني طردت
ياسين والله بس لازم اخد العسل بتاعنا معايا أنا ماليش
حد غيرها هنا
أوما ليردف بتحذير:
-بس ياسين مش هناك
-مش هناك بجد متقلقش
تمر الأيام وسنا تكمل التجهيزات الناقصة في بيتها
ارتمت علي الفراش بتعب ثم جذبت ندا لاحضانها وظلام الغرفة ساهم في نومها سريعًا لكنها شعرت باهتزاز هاتفها
الذي تضعه بجانب وسادتها سحبته لتري الشاشة تضئ
بإسم ياسين ليخفق قلبها بسرعة.. وما أن اجابته اصر
عليها بالنزول إليه.. كان يستند على مقعد في الحديقة
يبدو مثيرًا بملابسه الكلاسيكيه.. وقفت أمامه فاعتدل
يقف امامها مباشرة هاتفًا بضعف واستياء:
-هو مش كفاية بقي يا سنا مش بعرف أنام غير في
سريري
-ياسين قربت أخلص خلاص وهمشي أنا وترجع تنام براحتك
سحب ياسين نفسًا طويلًا وهو يقول بعذاب:
-ولما تمشي أنا هرتاح.. دا هتجنن أنك جوه ببيتي وأنا بره
هتفت سنا بحزم:
-معلش.. أمشي وبكرة هنتكلم أنا هطلع عشان ندا
اقترب منها ليضمها لصدره ألا انها ابعدت يده بعيدًا عنها
وهتفت بعينين متوجستين
-ياسين.. مينفعش كدا مرات عمي لو شفتنا مش حلوة
حك مؤخرة رأسه هاتفًا بعبث:
-طب وفيها أيه؟! علي فكرة انتِ مراتي
انتبهت سنا لقربه ونظراته الوقحة فنظرت إلي ملابسها
ثم رفعت عيناها إليه فهز رأسه بالإيجاب هاتفًا:
-ايوة هدومك ديه ميطلعش بيها بره اوضة النوم
عضت علي شفتاه بخجل فسمعت همس ندا من خلفها
-سنا
استدارت مسرعة لها ثم همست:
-ندا انتِ صحيتي يلا بينا هندخل تاني
ابتسم ياسين بخبث وعيناه تلمع بدهاء بافكاره هاتفًا:
-نديا يا قلبي
ما أن سمعت اخته صوته فلتت يدها من سنا وهرولت إليه
تقول ببراءة:
-ياسين أنا اعيط عليك
نظرت سنا نحو بتعجب ثم همست بضيق:
-ليه كدا يا ياسين انت عارف إني بحاول اخليها متأخدش
بالها من عدم وجودك.. تعالي يا ندا يلا هنام انا وانتِ مع
بعض يلا بينا
-لأ أنا وياسين
رفع ياسين كتفه ببراءة هاتفًا:
-أعمل ايه طيب ادخل انومها واروح هي كانت وحشاني
يا سنا
-ماشي بس تدخل تنومها وتخرج بسرعة من غير ما مرات
عمي تحس
هزت رأسها بالموافقة فتهللت اساريره هاتفًا:
-طبعًا
سار خلفها علي اطرف أصابعه وكأنه سارق وما أن ولجوا
إلى الغرفة كان يمرر عيناه عليها كالذئب فتحركت
نحو الباب فلحقها ليغلق الباب هاتفًا:
-هتروحي فين؟!
انتبهت لنظراتها فهمست:
-ياسين كدا مينفعش بجد
-هنومها وامشي خليكِ معايا وحشاني بجد
ركزت بصرها علي عيناه التي تصيب سراديب قلبها بكل
سهولة لتهمس:
-هتنومها وتمشي
-فين الثقة؟!
بعد مرور عدة دقائق كانت اخته تغفي بحضنه ويده تعبث
بخصلات شعرها.. كم كان حنونًا؟! سيكون أبًا رائعًا لابناءها
كان يراقب نظرتها وضع اخته برفق ثم نهض يقف أمامها
فهمست:
-انت ازاي اتخيلت اني عايزة اتطلق عشان ندا ديه ملاك
تنهد پألم وهو ينظر إلي اخته هاتفًا:
-للأسف مش وجهة نظر كل الناس وساعتها حسيت أن
صعب أجبر حد علي اختي.. انتِ فاهمة موقفي صح؟!
هزت رأسها بالإيجاب.. زينت الأبتسامة محياه ليقول وهو يغمز بعيناه:
-أنا حضڼي ميتقاومش علي فكرة.. أيه رأيك تجربي؟!
اتسعت عيناها بعد ما فهمت مغزي حديثه وشهقت هاتفة
-ياسين قولت هتنوم ندا وتخرج مرات عمي نومها خفيف
كدا هنتفضح ونتقفش في وضع مخل
-وضع مخل يا سنا عشان حضڼ أيه الافترا دا
اسبلت اهدابها بخجل هاتفة:
-أيوه طبعًا هو دا شوية.. وبعدين متقربش كدا ما يصحش يا دكتور ولا أيه؟!
همس بعبث وهو يتلاعب بخصلات شعرها ثم همس:
-هتعرفي بكرة انه شوية بس حيث كدا طالما في وضع
مخل يبقي علي حق
وقبل أن تعترض كان يشدها قسرًا إلي حضنه ويتناول
قبلة من شفتاها.. كانت هادئة ناعمة جعلتها تذوب بين
يده فابتعد هو يحاول التقط انفاسه كان يتأمل كل أنش
بها ثم همس وهو يمرر يده علي وجنتيها المتوردة:
-بحبك.. أنا همشي عشان متهورش اكتر من كدا
جلست في غرفتها حزينة انقلبت حياتها وابتعدت عنه.. هجرته وغادرت بيته.. تخلت عن النوم علي
صوت انفاسه التي كانت تطمئنها كل ليلة.. قلبها يؤلمها بشدة لم تكن يومًا تتوقع أن تعشقه وتتألم لبعده بهذا الشكل.. هبطت دمعة حاړقة من عينيها كالألم السافر
الذي يكوي داخلها.. نهضت من مكانها تقف خلف شباك
غرفتها تراقبه كعادتها في الأيام الأخيرة.. ابتسمت
من بين دموعها وهي تراقبه يعمل.. يرتدي قميصًا
مفتوح الازرار يظهر صدره الصلد القوى.. لكن بدا عليه الارهاق شعره استطاله وذقنة غير مهذبة.. فجأة تحولت ملامحها لشراسة.. يقف مع نفس الفتاة الخمرية التي تأتي له كل يوم.. نيران الغيرة تنهش قلبها وتتغذي عليه
الأفكار اخذت تعصف بها يمينًا ويسارًا.. لكنها انتفضت
حين شعرت بأختها خلفها لتسألها بمكر:
-بتعملي ايه يا نادين؟!
-بشم هوا عادي يعني هو حرام
هزت اختها كتفاها بعدم اكتراث هاتفًا بمشاكسة:
-لا عادي طبعًا دا حقك.. بس مالك متوترة كدا
ارتمت علي المقعد خلفها بوهن حقيقي:
-البيه مسألش ونفض خالص وعايش حياته
هزت رأسها بيأس هاتفة:
-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
يا بنتي انتِ عايزة تجنيني ما كان بيطلع كل يوم ويطلب
يقبلك وترفضي يقف ورا الباب عشان يكلمك مترديش.. ولما هو بطل يطلع
بقيتي تقفي انتِ ورا الشباك وتسحي بدموع عينيكي
وضعت يدها علي قلبها هاتفة:
-وجعني اوي يا ناهد عارفة لو حد غيره كان ماشي لكن مدين قلبي مستحملش منه كدا.. يعني انت فاكرة لما بنزل الشارع
مش بسمع سيرتي علي لسان كل واحد وهما بيخوضوا
في عرضي
اقتربت منها اختها تربت على كتفاها هاتفة:
-ولا يهمك حد وكل واحد قال كلمه ربنا يأخدلك حقك منه
أما مدين طوب الشارع عارف انه العاشق المشتاق
تحولت ملامحها فجأة وهي تهمس بضيق شديد:
-مشتاق اه وهو كل يوم تحت مع انثي العنكبوت وهاتك
يارغي
ثم تابعت هاتفة:
-بس ماشي يا مدين أنا هجيبك هنا في ربع ساعة
نظرت لأختها هاتفة:
-اخرجي يا ناهد وسبيني دلوقتي
رمقتها بتوجس هاتفة:
-نادين اوعي تعملي حاجة نندم عليها
هزت رأسها ورمقتها وهي تنصرف ثم تناولت هاتفة لتقوم
بعمل فيديو ثم ابتسمت پشماتة وهي تضعه حالة لاحد
التطبيقات (واتس) نهضت مسرعة تراقبه من الشباك
وما أن اخرج هاتفة من جيبه اغمضت عيناها تعد حتي
العشرة وما أن وصلت للعشرة انتفضت علي صوت كسر
الباب فاستدارت بړعب.. بينما هو جذبها بۏحشية يصيح
بها پغضب:
-انتِ جنسك أيه؟! انتِ بتنزلي فيديوهات تاني اقسم
بالله يانادين لأطلع بروحك.. انت إزاي قادرة تستحملي
نفسك كدا
تأوهت پألم ثم همست باستفزاز اكتر:
-تطلع بروحي هو أنا فرخة.. بعدين انت أيه يخصك بيا
اصلا اعمل فيديوهات ولا لا احنا كدا كدا هنطلق
دفعها پعنف وهو يكسر كل شئ امامه هاتفًا بانفعال:
-انتِ مراتي ڠصب عن عينيك.. والظاهر أني فعلا غلطان
ولازم اربيكي يانادين قبل الطلاق
تابعت وهي تشعل نيرانه:
-شوف مين بيتكلم اللى مقضيها مع واحدة شبه الخنفسة
وقال طول النهار فاتح قميصه يستعرض عضلاته.. مش كدا بردو ميصحش ومش اصول يا استاذ مدين ولا هو دلوقتي
اللي افتكرت أنك متجوز
-اخرسي انا بقف مع ستات
اجابته والغيرة تملأ نبرة صوتها:
-اه اللى بتبقي لبسه العباية ومطلع نص شعرها
دا انت ناقص تأخدها بالحضن
جز علي اسنانه وانقض عليها يقبض علي خصلات شعرها
-ديه زبونة شغلي عجبها وجبت حاجة اخواتها.. أما انتي
هتنزلي معايا علي شقتي عشلن اعلمك الادب يا نادين
كان يهمس بشراسة حقيقة أمام عينيها وهو يسحبها من
خثلاتها حتي همست مټألمة:
-سيب شعري بقي سيب.. الفيديو كان مخفي للكل محدش
يشوفه غيرك.. عشان تعرف انها بتعصب ولازم تحترمني
زي ما بحترمك مش قدام الشارع كله قاعد تتسمر مع
ست كخة ديه
غامت عيناه وهي يهمس بفحيح الأفعي:
-وريني الحالة دلوقتي
تناولت الهاتف وهي ترتجف وفتحته أمامه ثم دخلت
علي الفيديو الذى نشرته حتى تأكد بنفسه واهتاج اكثر
ېصرخ وهو يكسر ذلك المقعد الخشبي كي يفرغ غضبه
-بتعملي كدا ليه؟! وبعدين مين يزعل من مين أنا جيت
هنا كتير ورفضتي تقابلينى اعمل ايه
-تقوم تقضيها مع ستات صح؟!
فرك وجهه بعصبية هاتفًا بنفاذ صبر:
-انتِ حتى مدتنيش فرصة واحدة ابرر موقفي
التو ثغرها وهي تنظر نحو الباب ثم نحوه هاتفة بحنق:
-هتفضل ماسك رفضتي تقابلينى.. ما انت اديك كسرت
الباب ايه اللى كان منعك
توسعت عيناه وهو يرمقها ثم اقترب منها حتى انحشرت
بين الدولاب والحائط فهمست:
-انت عايز ايه البت ناهد بره هصرخ وهصوت
-ناهد زهقت منك فتحت الباب وقالت منك ليها
يعني البقاء للاقوي
وقبل أن تعترض كان يتناول شفتاها في جرعة مهدئة لاعصابه كانت في بدايتها قبلة هادئة ناعمة تواقة.. ثم تحولت لعاصفة مشاعر.. يهواها حرفيًا.. مشتاق حد
الجنون لتلك المتمردة.. بينما هي حالها لم يكن افضل
من حاله مهما انكرت هي عشقته فصل قبلته يهمس
بانفاس ثقيلة:
-مش كفاية بعد ونقعد تكلم وترجعي معايا مشتاق
لوجودك حواليا يا نادين
انتفضت في هذه اللحظة وفاقت علي فعلتها ثم همست
-انت ناسي اللي قولتوا ولا واحدة زي بعد اللى حصل
معاها ممكن ترجع بعد الإهانة عادى
جذب خصلات شعره كيف يفهمها انه لم يقصد المعني
الحرفي من كلامه فهمس:
-ليه بتكابري أنا وحشتك زي ما انت وحشتيني وباين اوي ليه مكابرة تعالي ارجعي معايا وازعلي هناك براحتك
اولته ظهرها هاتفة:
-أنا لو ماكنتش عملت كدا ماكنتش طلعت مش انت نستني كمل بقي
تفقده كل ذرة تعقل ركل المقعد المسكين وهو ينصرف هاتفًا:
-براحتك يا نادين خليكِ
همست مسرعة وهي تشعر بالانتصار فهذه الجولة:
-علي فكرة بقي انت هتصلح كل اللي كسرته بدل
ما أنت هاري نفسك شغل لست الحسن
وقف علي الباب الغرفة يبتسم بسعادة نادين تغار عليه
حتي انها فقدت عقلها
في احدي المنتجعات السياحية يقام فرح ياسين وسنا
المكان على البحر مباشرة مزين بستائر البيضاء والورود
وما أن ولجت سنا وياسين تعالت الموسيقي كانت
ترتدي فستان ابيض ناعم يتناسب مع حلة ياسين
البيضاء.. كانت طلتهم ملائكية واخته الصغيرة ترتدي
نفس فستان سنا.. وكانت تقف بجوار العروسة
حورية من حوريات البحر ترتدي فستان ازرق مزين
بفصوص تلتمع تحت اشعة الشمس
كان يطالعها بانبهار شبيهت الورد.. ارهقته بعشق ليس
عليه سلطانًا.. نظراتها تتسلل إلي انفاسه وتتحكم بها
استغفر هو ېختلس النظر لزوجته كالمراهق
بدأت الموسيقي هادئة فاقترب منها يجذبها لترقص
معه غير عابئ برفضها.. هو يحتاج قربها.. يحتاج عناقها وأن يشعر بها تئن من عناقه حاوط خصرها بتملك وهو يهمس
لها بجوار اذنها:
-كفاية يا نادين العمر بيضيع وانتِ بعيدة عني عشت
عمري احلم تبقي مراتي والمسک ولما تيقي قريبة مني
كدا تكويني بنارك.. مبقتش عارف أنام وانتِ بعيدة بقيت
خاېف طول الليل انام وانتِ يجيلك كابوس.. كفاية عقاپ
قلبى تعب.. وحشتينى
تناول يدها يضعها موضع قلبه فهو صادقًا بكل كلمة
نظرت لنهر العسل الصافي ثم همست وهي تضغط
علي قلبه:
-وأنت اكتر يا مدين خلاص معدش فيه بعد تاني
ابتسم وهو يحملها ويدور بها رغمًا عنها دموعها انهمرت
وما أن وقفت امامه سألته:
-سامحتني من قلبك يامدين
-قلبي ماليش عليه سلطان عشان يزعل منك يا نادين
علي الجانب الاخر
همس ياسين لسنا:
-واضح انها ليلة مفترجة علي الكل
قطبت حاجبيها فاشار برأسه نحو مدين فالتمعت عيناه
بسعادة هاتفة:
-يستاهلوا دول تعبوا
يستند علي باب غرفتها منذ اكتر من ساعة يشعل سېجارة
تلو الأخري نظر في الساعة بحنق ثم طرق الباب هاتفًا:
-سنا الأكل هيبرد
كان كمن يقف علي جمر يريد أن يري ما سترتديه له وما
أن فتحت الباب ليتفاجئ بها بهذا الشكل ترتدي قميصًا طويلا بلون ابيض من الستان.. حبل رفيع يلتف حول
عنقها ضيق للغاية.. دقات قلبه تتقافز بل تكاد تخرج من
صدره.. اقترب منها كالمسحور حتي وقف امامها
يشتم عطرها هاتفًا:
واخيرًا يا سنا.. يا أحلي مچنون حبتها من أول مرة شفتها
تناول كفها يطبع قبلة في بطن يدها وهو ينظر إلي عيناها فارتجفت تبتعد عنه هاتفة
-الأكل هيبرد مش هنتعشا
لم يرد عليها عيناه تمشطاها من أعلي رأسها حتي اخمص
قداميها بحركة دورية.. ثم همس:
-قلبي هيقف مش كدا وحدة وحدة عليا أنا صحيح
قلت هلم المنهج في ساعة بس كدا للصبح الباكر عشان
ألحق اخلص
عقدت حاجبيها بريبة تسأله:
-أنت قصدك أيه؟!
-في ظل الاجواء ديه وبما أنك طلتي بالأبيض اللي هيجبلي ذبحة دا أنا قصدي مش برئ نهائي
زمت شفتاها من حديثه الوقح ونظراته الجريئة ثم همست
-ياسين
-هشش.. دا أنا طلعت احلامي ضعيفة بشكل.. حاجة كدا
اولي ابتدائي.. أما الحقيقة
انهي كلامته وهو يغمز بوقاحة تحشرج صوتها وذهبت
للطاولة هاتفة
-مش هنتعشا
-لأ
-ليه.. مش المفروض فيه ديمقراطيه
-فهذه اللحظة تسقط الديمقراطية ويا اهلًا بالديكتا تورية
في لمح البصر كان يحملها ويتوجه بها علي الفراش وهو يعض علي شفتاه السفلي بوقاحة:
-صحيح بتعرفي ترقصي اصلي فى احلامي وصلتي
لليفيل عالي
مال يقبلها ليسود سكون الكلمات وهو يجرفها معه فى
غيمة غرامية خاصة بهما
ولجت للغرفة تطالعها بانبهار ثم استدارت له هاتفة
-واو ايه الأوضة ديه يا مدين روعة جميلة اوي
حاوط خصرها بيده يقربها إليه أكثر واصابع يده الاخري
تداعب وجنتها قائلًا بافتتنان:
-انهارده يا نادين مفيش حاجة اجمل منك خالص
اطرقت برأسها بعيدًا عن سحر عينيه.. قبل مقدمة انفها
ثم مال يقبل جانب ثغرها بنعومة قاټلة فرفعت بصرها
تهمس له پقهر:
-أنت متأكد بعد اللي حصل معايا مش هتيجي يوم وټندم
لم يجيبها بل مال يلثم عنقها هامسًا:
-مش بندم غير علي كل يوم كنا بعاد عن بعض
شعرت بيده تسحب سحاب فستانها فابتعدت عنه هاتفة
-مدين أنا عايزة أنام أنا تعبانة
رفع كتفاه ببراءة مزيفة هاتفًا:
-ما أنا واخد بالي وقولت اساعدك مش لازم تقعلي الفستان
وتأخدي راحتك
جذبها مرة اخري يعبث في فستانها حاولت الهروب منه
هاتفة؛
-أنا هقلع لوحدي
-ودا كلام بردو وبعد كدا تقولي اني مقصر
زي الباب طب دا أنا تخصص قسم فتح وقفل السوستات
جربي مش هتندمي
قلبها يهدر بقوة ثم اجابته بإرتباك ملحوظ:
-والله ما هقول حاجة
طريقتها ورعبها جعله يضحك بملئ شدقيه ضحكة لم يضحك مثلها من قبل.. نادين الفرسة الجامحة اصبحت الآن قطة خائڤة.. ضحكته حركة كل مشاعرها
وخلاياها.. كانت تنظر له بهيام أول تراه يضحك هكذا
ابتسم بحب ومال يلثم شفتاها.. كانت رحلة هادئة
جعلت روحها تهيم بها اكثر.. ابتعد يلتقط انفاسه
وواضعًا رأسه علي جبينها:
-بحبك.. وعايز اجيب منك دستة عيال
-مش كتير
صړخت فجاة وهي تغطي نفسها هاتفة:
-مدين فين الفستااان
اجابها بعبث وهو ينظر إلي الفستان المكوم اسفل قدميها:
-مش بقول متخصص.. دا بقاله ساعة تحت
اقترب منها يحاوطها بينما هي دفنت نفسها في صدره
وقلبها يشبه المطرقة من هذا القرب الذي حرمت منه
من ذلك الدفئ الذي يتسلل من خلاله هو فقط
لعڼة نفسها الأف المرات علي عنادها الذي حرمها
من جنته.. لكنها اصرت علي نسيان مع ما مضي
لتستمع مع بتلك اللحظات.. همست:
-مش هنصلي
هز رأسه بالإيجاب وهو يحملها نحو الغرفة.. ابدل ثيابهما
وتوضأ وشرع في صلاة وما أنتهي وضع يده علي رأسها
يدعو.. وما أن انتهي حملها ومال عليها ليخطو اول سطر في قصة
عشقهما ليصبحوا روحًا واحدة
تم بحمد لله
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية أرشد فؤادي)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)