رواية أرشد فؤادي الفصل الثالث عشر 13 بقلم سارة فتحي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية أرشد فؤادي الفصل الثالث عشر 13 بقلم سارة فتحي
البارت الثالث عشر
الفصل الثالث عشر ساره فتحي
ها هو صباح جديد يملؤه التفاؤل والإرتياح والتصالح مع النفس.. برغم من الأمس حزين إلا إنها اخيرًا تعرفت
على هويتها.. تشعر بمشاعر أول مرة تراودها.. لأول
مرة وجدت نفسها تفكر وتخطط لجذب مدين إليها
ولجت المطبخ خلف حماتها فشعور الجوع بدأ فى مهاجمتها.. ثم حدثتها بملامح مشرقة
-صباح الخير.. أساعدك أنا جعانة مۏت
إستدارت ترمقها بإبتسامة شاحبة هاتفة:
-صباح النور يا نادين.. خلاص خلصت يلا بينا
قطبت حاجبيها بإستغراب هاتفة:
-مالك انتِ متضايقة
-لا بس حال البيت كله حزن وۏجع وأنا صعبان
عليا أشوفكم كدا
صمتت قليلًا قبل أن تجيبها:
-مدين وظهور أبوه وعمه أتدخل بيلح عليه عشان
يقابل ابوه ومدين بين نارين.. وسنا متخانقة مع جوزها
وبقالها يومين مخرجتش من جوا
رمقتها بنظرة حانية قبل أن تجيبها هاتفة:
-مدين حقه يرفض وماحدش يقدر يلومه.. كفاية إللى هو
أتحمله.. وأنا متأكدة مدين هيعمل الصح ومتقلقيش عليه
أما سنا هو بعد اللى حصل ينفع أدخلها؟!
أبتسمت حماتها وهى تقول بتأكيد::
-ينفع طبعًا خدى الصينية وروحي أفطرى معاها أنا كنت رايحة أنا وأمك السوق وهنغيب شوية
إبتلعت نادين ثم سألتها بإحراج:
-طب كنت عايزة أعرف إيه أكتر أكلة بيحبها مدين
أتسعت إبتسامتها وهى تربت على كتفاها:
-طاجن البامية باللحمة.. ربنا يهدي سركم إوعي تصدقي
كلامه اللى قالهولك مدين بيحبك بجد
ظهر الندم على وجهها قبل أن تجيبها بجدية مقترنة
بخجل:
-عارفة
-طب ألحق أنا.. وعلى فكرة خلاص كدا أكلكم يبقى
فوق كفاية لحد كدا أنا جوزته عشان أرتاح
تابعت نادين حماتها وهي تنصرف بإبتسامة.. حملت
الصينية وتوجهت لغرفة سنا طرقت الباب عدة مرات
ثم ولجت ووضعت الصينية على المكتب الخشبى بهدوء
بينما أعتدلت سنا وتركيزها أنصب على نادين وملامحها
المبتسمة.. بينما نادين همست موضحة:
-أنا قولت آجى أفطر معاكِ هنا أصلي مفيش غيرنا هنا
ملامحها شاحبة ترمقها بنظرات معاتبة صامتة أكملت
نادين هاتفة:
-هتاكلي معايا ولا لأ؟!
قاطعتها سنا هاتفة بضعف:
-أنا ماليش نفس
حملت الصينية ووضعتها أمامها هاتفة:
-هنفتح نفس بعض
بدأت نادين فى تناول بعض اللقيمات ثم رفعت بصرها
ترمق سنا التى تطالعها بإستنكار.. نفضت يدها من الطعام
وتنهدت بقوة فهى عليها التفكير فى طريقة مناسبة لشرح وجهة نظرها بشأن ما بدر منها.. ولابد لها في النهاية من الإعتذار
تحمحمت هاتفة:
-أنا عارفة أنك زعلانة مني.. بس أنا مكانش قصدي المعنى
اللي وصل ليكِ أنا عارفة أنه بيتك ومدين مغلطش لما
قال أن دا بيتك انتِ.. بس أنا كان كلامي قصدي بيه
مدين مش البيت يعنى مدين عشان هو
قاطعتها سنا تسألها بلهفة:
-نادين هو انتِ بتغيرى على مدين
قطبت حاحبيها ثم أجابتها بإندفاع:
-يا سلام ومغِرش عليه ليه هو مش جوزى وأنا زى أي
ست بتغير على جوزها
تحولت حالة سنا وقفزت من علي الفراش تسألها بحماس:
-نادين عينيك بتلمع انتِ حبيتي مدين قولي صح؟!
أخفضت رأسها بخجل هاتفة:
-صح
-مدين عرف.. قولتيله أكيد أتجنن يا بركة دعا أمه
واخيرًا
قاومت رغبتها فى البكاء بصعوبة بينما جلست سنا بجوارها
ترمقها بإستنكار:
-مالك قلبتى ليه؟!
تنهدت وسردت لها ما حدث هاتفة:
-يوم رجعنا من كتب الكتاب لقيته حزين روحت عند ماما
أنا كنت زعلانة عليها.. وأمى متتوصاش وانتِ تطولى واحد
زى مدين.. رديت بعصبية إن هو اللى ميطولش واحدة
زى وأنا أطول حد أحسن منه وكنت طول عمري رافضة
وهو كان واقف بيسمع كل دا
شهقت سنا وهى ترمقها بحزن وعتاب فهمست نادين:
-أنا كنت برد على أمى بس لأنها بتقلل مني على طول لكن أنا كملت أني بحبه وإن نظرات الحزن يوم فرحك تعبتنى
ووجعتنى
-وعرفتيه الكلام دا؟!
-لأ لأنه قرر يطلقنى.. بس أنا عايزة أثبت حبي ليه
ويفهمه قبل ماأعترف
رغمًا عنها سنا إبتسمت هاتفة:
-ايوة بقي.. والله مدين يستاهل
صمتت نادين لبضع لحظات قبل أن تقول:
-قوليلي بقي انتِ كمان زعلانة دا لو سامحتينى؟!
تنهدت سنا وسردت لها ماحدث.. عبست نادين متسائلة بشك:
-هو انتِ كدا بجد لأنك مش عايزة تتحملي مسئولية أخته
وعشان كدا عايزة تسيبيه؟!
هزت رأسها بالنفي مسرعة ثم أجابتها مسرعة:
-أنا حقيقي خُفت إنى اتسبب للبنت في مشاكل وأنا لسه
مش مؤهلة رغم انى بحاول اقرأ وأعرف أكتر وهو كل
اللى شافه انى بهرب من المسؤلية
صمتت قليلًا قبل أن تردف:
-شوفي انتِ غلطتى وهو كمان والمفروض هو عارف انك
وافقتى يحاول يقف جنبك ويقويكي لأن أخته بقت
تخصكم أنتوا الاتنين.. وأنتِ مش كل حاجة طلاق دي
اول مشكلة
-مين دي اللى بتتكلم نادين معقولة ايه العقل دا؟!
قاطعتها مزمجرة :
-أنا طول عمرى عاقلة على فكرة.. بس موضوع التيك توك دا اللى حسبته غلط
قاطعتها سنا مسرعة:
-وعلى فكرة انتِ بردو مش الغلط الأساسي
ظهرت عليها علامات التفاجؤ قبل أن تسألها:
-انتِ بتقولي ايه؟!
-بقول الحقيقة يا نادين.. الغلط مش غلطك
يعني لما الشباب اللى طالع عينيها فى الدراسة والشغل
والحياة.. تشوف كام فيديو لأى واحدة يومين والمشاهدات
تعدى المليون والفلوس تبدأ تظهر علي الناس دي وفسح
وعربيات وبحر وشقق إيه إللى يخلي الشباب ميعملش
كدا دا حتى الأهالي بقى يعملوا مع عيالهم فيديوهات
طالما فلوس جاية بسرعة من غير شقي ومرمطة يبقي
ليه لأ؟! انتِ وغيرك لما تشوفي الحياة دي طب ما هتقولوا
ليه لأ وسقف طموحكم يعلي فيديوهات وشهرة وفلوس
والحقيقة المؤسفة أن دا وباء وأنتشر والمفروض فيه
رقابة للمحتوى ومنع اللى تحت السن القانوني من عمل
الفيديوهات.. ولازم الناس تعرف دينها أكتر ويبقي
فيه نخوة أكتر
أطرقت رأسها بحزن قائلة بنبرة منكسرة:
-دي حقيقة قولت وليه لأ مش يمكن الحظ يضحك ليا
وأتنقل نقلة تانية ودلع وفلوس بس الدنيا جت عليا
أوى وحظي كان أوحش حظ في الدنيا وخسړت كل
حاجة
نظرت لها بأعين ممتلئة بالعبرات هاتفة بصدق:
-أنتِ حظك أحسن حظ أنك أخدتي واحد زى مدين بيحبك وبيموت فيكِ وواقف معاكِ ودعمك
إبتسمت بإتساع وأرتجف فؤادها عند ذكر أسمه ثم همست
بإستيحاء:
-أنا جعت مش هناكل؟!
-وكمان بنتكسف يا بختك يا مدين صبرت ونولت
بعد مرور عدة أيام
وقعت يدها على ذلك الثوب بالتحديد.. ترددت يدها
كثيرًا قبل أن يلح شئ بداخلها أن ترتديه.. فعلت ذلك
في النهاية.. إبتلعت ريقها وهي تطالع إنعكاسها فى المرآة
رداء احمر قصير.. أبرز تفاصيلها وانحناءتها المخبأة
يصل طوله إلى منتصف ساقيها هزت رأسها بالنفي
وتوجهت نحو الخزانة لتبدل ثيابها.. لكنها توقفت
وشعرت بالدموع تغزو مقلتيها فهمست لنفسها:
-عادي ما هو جوزك يمكن يفهم ويصدقك
خطت أولي خطواتها خارج الغرفة تبحث عنه فلم تجده
فى غرفته.. لكن وجدته فى الشرفة التي أصبحت ملاذه الوحيد للبعد عنها فهي الخيار الأمثل تحت سطوتها التى تمارسها عليه.. خبطت على باب الشرفة حتى دخل
هو لكنه تسمر مكانه يرمقها بانبهار ساحرة بكل تفاصيلها فهمست هي بقوة:
-هما زي ما بيقوله باب النجار مخلع ولا إيه؟!
وقف مبهوتًا يتأملها ويتأمل تفاصيلها الناعمة.. لا هي
لم تكن يومًا ناعمة هي متمردة.. هي كالنيازك دائمًا
تجيد هدفها إلي سردايب قلبه.. يود الإقتراب منها
نظر في عينيها أول مرة يري بريقها وهي تطالعه هكذا
هبط بنظرة إلى القميص الذي ترتديه أقترب منها
يسألها بانفاس متحشرجة:
-في إيه؟!
-بحاول أفتح الدرج بقالى ساعة مش عارفة
همساتها وعيناها المشټعلة جعلته يخون عهده مع نفسه
يقترب منها أكثر فهمست بإسمه:
-مدين
جعلته ينسي كل وعد قطعه على نفسه مال يقبلها لأقل
من دقيقة قبل أن ټصفعه حقيقة إنجرافه وراء إغواءها إبتعد كالملسوع يوليها ظهره محاولًا إلتقاط انفاسه
يلوم نفسه لإنجرافه ولو للحظات بهذه القبلة
أقتربت هي هاتفة:
-مدين أنا
صړخ بها بقوة هاتفًا:
-اطلعي بره.. أطلعي وماتجيش هنا تاني
أنتفض جسدها كمن سكب عليها دلو بارد فى ليلة شتاء
قارصة فصړخت هي الأخري بۏجع:
-أنت بتعمل معايا كدا ليه؟
أستدار يقبض علي معصمها هاتفًا:
-السؤال دا تسأليه لنفسك بتعملي معايا كدا ليه؟!
عشان قولت هنطلق خلاص وكل واحد يروح لحاله
عايزة تثبتي انى مقدرش علي الطلاق وأضعف من
إنى آخد موقف منك.. صح؟! عايزي تظهري ضعفي
أنهمرت دموعها بينما هو تابع:
-اللي انتِ بتلبسيه دا.. بتلبسه واحدة بتحب جوزها
وبتحترمه مش واحدة پتكره جوزها واتجبرت علي
الجواز منه روحي غيري هدومك دي
هرولت من أمامه دون أى كلمة.. غضبه من نفسه وضعفه أمامها جعله يقسو عليها ويقسو
علي نفسه.. كان يثأر منها لوقوعه في شباكها.. لكن فى
الحقيقة كان خائفًا.. حزين.. مكسورًا
.
-بقولك أيه يا ست الكل
قالت هذه الكلمات نادين لحماتها بينما اردفت حماتها:
-خير يا نادين؟!
-خير.. هو أحنا هنقعد نتفرج على البت سنا وجوزها كل
واحد كرامته ناقحة عليه أنا وانتِ لازم نتصرف
قطبت حاجبيها تسألها باستفسار:
-هنعمل ايه ما علي يدك كل يوم أكلمها وهي مش بتسمع ليا
غمزت لها نادين هاتفة:
-المرة دي مش هنكلمها الدوك زمانه إستوي وتليفون
صغير تقوليله دا بردو يصح دا انت الراجل والعاقل بتاعنا
وتعزميه علي الغدا هو وأخته
تابعت نادين بتوضيح:
-أكدي على أخته ماشي
هزت رأسها بالإيجاب ثم سألتها:
-بس مش معايا رقمه.. خلاص هاقول لمدين
قاطعتها مسرعة:
-لأ مدين لأ.. انت عشان تقوليله كلمتين كدا يوجعُه
قلبه.. يعنى تبجي تتغدا معانا يمكن سنا ترضي تاكل بدل
ماهي مغلبانه.. أنا سنا صعبانة عليا وكدا
رمقتها پصدمة وهى تخبط على كتفها برفق:
-عندك حق بس هاجيب رقمه منين
-ودي تفوتنى الرقم أهو سرقته من الفون بتاع سنا يلا
كلميه وقوليله يجي بعد يومين سامعة
ألتفتت إليها متسائلة:
-وليه يومين طب ما يجوا إنهارده ويتصالحوا
ألتو ثغر نادين ثم أجابتها بمكر:
-لأ لأ انتِ هتوجعي قلبه وتسبيه كدا هو هيحاول
يتصل ومش هترد هنسيبه علي ڼار كدا عشان
يجى مستوي
-الله يكون في عونك يامدين ياإبنى
تسارعت الأحداث خلال ذلك الأسبوع بصورة لم تستطع
هي إدراكها ها هو اليوم الذى سيقابل والده به.. صدح
رنين الهاتف فأجابت سنا ثم توجهت نحو مدين هاتفة:
-بابا يامدين
نظر لها ثم تناول الهاتف وقبل أن يجيبه أخرج تنهيدة
حاړقة تدل على ۏجع السنين ثم همس:
-عامل إيه يا عمي؟!
أنا بخير الحمدلله
إغمض عيناه سبب أساسي علي موافقته لمقابلة والده خوفًا
علي صحة عمه همس:
-والله يا عمي أنا رايح عشانك أنت أى حاجة تانية لأ
ان شاء الله خير
أغلق الاتصال وتوجه نحو الباب فهمست له والدته:
-لا إله ألا الله
-محمد رسول الله
رغمًا عنه وقعت نظراته عليه.. منذ أن صړخ فيها وقلبه يعاتبه
بقسۏة.. أما هي نظرت نحوه پألم تود أن تضمه قبل هذه
المقابلة تسنده كما يفعل معاها أخفض بصره وأنصرف
من أمامها.. إبتسمت علي سخرية القدر ومتقلبات الدهر
فى ليلة وضحاها أصبحت المتلهفة المشتاقة هامت به
عشقًا.
ولج مدين للمطعم الذى سيقابل والده وقف ينظر حوله
حتي وجده يجلس على طاولة في الزواية رغم مرور السنين والغياب والهجر إلا إنه عرفه.. ظلت نظراته مسلطة
عليه هو يقطع خطواته الفاصلة.. شعر أنها أعوام برغم
إنها لم تستغرق الا ثواني.. بكل هدوء سحب مقعد وجلس
أمامه ورغمًا عنه علامات الخيبة لم تفارق وجهه
حينما توسعت أعين والده وأمتلأت بالدموع هاتفًا:
-أنت مدين صح؟!
تجمدت نظرات مدين ثم أجابه باقتضاب:
-باختصار تقول عايز إيه؟!
إبتلع العديد من لعابه عدة مرات حتى قبل أن يقول
بصعوبة:
-أنا كان علي طول الشيطان غالبنى معرفتش أعيش
دور الأب المثالي ولا الزوج بس أنا مش وحش للدرجة دي
أنا لما شفت صورك في المحكمة حبيت أشوفك أنا
مش جاي أطلب المسامحة عشان عارف إنها صعبة
وأنا مش غبي عشان بعد السنين دي أطلب طلب زي
دا خصوصًا أن مش من نوع إللى عنده صبر على كدا
كان يستمع للكلمات كخناجر في قلبه.. ويده المتكورة
تشتد قوة وصلابة بينما نظراته المحتدة مسلطة حتى
قاطعه بقتامة:
-كويس أنك عارفة.. قول اللى عندك عشان ماشي
-دا شيك بمبلغ مالي كبير فى السنين الأخيرة حالتى
أتحسنت جامد.. الفلوس دي عشانك أنت وأخواتك
احتقن وجه مدين وأنتفض صدغه وهو يقول:
-معقول!!
أنت ربنا خلقك زينا بقلب بتحس وبتتأثر.. أسمع الفلوس
دي انت اولي بيها تعمل بيها أعمال خيريه
تنفعك لما تقابل ربنا ويسألك عني أنا وأخواتي وعن
الست اللى ضيعت عمرها وراحتها وضيعت شبابها أنت
اللى محتاجها أما أحنا مستغنين.. لو خلصت أنا هاأقوم
أمشي ورايا شغل
خيم الصمت قبل أن يقول:
-نفس طريقة كلام أمك وطبعها.. خد الفلوس يا مدين
وأتعلم فى الماديات تفصل العواطف
هب من مقعده واقفًا:
-وكدا كلامنا خلص إتصل بعمي عرفه إنى نفذت طلبه
وكفاية لحد كدا
ولج من باب الشقة والجميع فى انتظاره علي أحر من الجمر.. دماغه ستنفجر لكن قلبه قد طغي عليه ۏجع
رأسه فلم يشعر بهذه الغصة التى بداخله.. بشق
الأنفس ولج لغرفتها فتابعته والدته مسرعة تهمس
-مدين يا ضنايا
كان صوتها بمثابة الضوء الأخضر لإنهياره جلس علي
الفراش يبكي بحړقة كالطفل الصغير:
-كان نفسي يقولي سامحني انا غلطت زمان علي الأقل
كان هيخفف شوية من ۏجعي.. من عذابي كان جاي
يرمي لي فلوس لما شاف صورتي أفتكر أن عنده
إبن.. دا حتى مفكرش يضمنى حتى لو ڠصب
مفكرش يقول عايز يشوف صورة أخواتي أنا
أصلًا كنت نسيته ليه يرجع تاني ليه؟!
دماغي ياأمي ھتنفجر منى ھموت
-بعد الشړ يا حبيبى أنت عملت اللي عليك قدام ربنا خلاص أنساه.. أنساه وعيش.. عشان خاطر أمك
نهض من مكانه يتحرك من أمامها فى صمت وتوجه
نحو الباب فسألته:
-رايح فين يا مدين؟!
فتح الباب ليجدها أمامه ودموعها ټغرق وجهها رفعت
بصرها تنظر إليه وتوقفت الأرض لثوانٍ عن الدوران
شعرت انها هي التى بحاجة لترتمي بين ذراعيه ليس
هو.. لكنه تجاوزها مسرعًا للأعلى فجاءت والدته من
خلف هامسة:
-خليكِ معاه يا نادين
في اليوم التالي
بعد الظهيرة
ظل نائمًا حتى بعد الظهر.. ولجت لغرفته وفتحت الشرفة
ثم جلست بجواره على الفراش ترتدي منامة محتشمة.. شملته بنظرة طويلة يملأها الحزن والأسي
قبل أن تبتسم وهي تري خصلاته تلتمع تحت أشعة
الشمس متسللة.. فتح عيناه ينظر إلي وجهها المشرق أبتسم
متخيلًا نفسه يحلم حتى همست:
-صباح الخير
أرتفعت عدستيه ثم همس وهو ينهض من علي الفراش
-صباح الخير
لاحت علي شفتاها ابتسامة هاتفًا:
-كل دا نوم.. طب علي فكرة بقي انهاردا مفيش نزول من هنا
إبتسم بسخرية:
-ليه محپوس مثلا
وقفت أمامه قائلة بغنج طفولي:
-ممكن ليه لأ.. بس بصراحة دا السبب أنا عملت طاجن بامية
باللحمة ورز وهنقعد نتغدا مع بعض ونقضي اليوم
هنا
ألتو ثغره بتهكم:
-معقولة دا ايه الكرم دا
-أنت بتتكلم كدا ليه؟!
تنهد بثقل يشعر بألآلام متفرقة في جسده:
-سيبينى أنزل يا بنت الحلال بالهنا والشفا ليكِ
صمتت لبضع لحظات ثم أجابته وهي تضع يدها علي كتفه
-أنا عملته عشانك أنت
ابتعد عنها كالملدوغ هاتفًا:
-معقول حالتى بقت تصعب علي اى حد كدا
بقيت مثير للشفقة للدرجادى.. لدرجة انك تطبخي
وعايزة تقضى معايا يوم كمان يا نادين
إعتلت الدهشة وجهها وظلت ترمقه بعتاب وخذلان بينما
هو تناول سترته وهبط مسرعًا يبتعد عن عينيها قبل
أن يضعف أمامها
كل ما ينقصها الآن تاج ملكي يضع أعلى رأسها إثبات
لانتمائها للملوك.. كيف يتلون جمالها مع كل ما تريده
كأنه صنع خصيصًا لها.. تسمرت عيناه عليها بإعجاب
فتحولت نظراته على تفاصيلها من أعلي رأسها
لأخمص قدميها.. تقدم منها يدفن وجهه فى عنقها
محاوطها بذراعيه فلم تجد متنفس أو مهرب من
انفاسه الحارة التى تمتلأ برائحة عطره ودخان سيجارته
أقترب بانفه مداعبًا اذنها هاتفًا:
-وحشتيني يا سنا.. ليه كل البعد دا؟!
حاولت أن تهرب من بين يده لكن همسه في اذنها بشفتاه
اضعف مقاومتها فهمست:
-أنت السبب مش قولتلي إطلعي بره
-وجيت لعندك نادمًا.. وجعتينى وطلبتى الطلاق
والكلمة دي ياريتك قولتيها عشان تصرف مني
لكن عشان رافضة أختي
أنفلت من بين يده تنظر لها وهي تهز رأسها:
-لا والله أنا قولت علي أساس أنك أنت اللى مش عايزني
معاكم لكن والله أنا حبيت ندا أوى
أقترب منها ثانية وطبع قبلة رقيقة ناعمة على عنقها
وهو يهمس:
-وهي كمان حبيتك.. وأخوها حبك أكتر وأكتر وأنتِ
مش حاسة بيه
أبتسمت بخجل ثم همست:
-والله وأنا اكتر ووحشتنى يا ياسين
ابتسم وفى لحظة كان يحاوط خصرها رافعًا أياها من علي
الأرض.. تمسكت به أكثر ليزيد ألتصاقها به ثم نظر إلى
شفتاها دفنت وجهها فى فصدره هاتفة:
-نزلني نزلنى ياياسين مرات عمي ممكن تدخل
هز رأسه بالنفي هاتفًا:
-لا يمكن.. هي مع ندا برا
تملصت منه بصعوبة وهى تحدثه بسعادة:
-ندا هنا بجد
-ايوة أجهزي عشان هنقضي اليوم مع بعض بره
هبط من الأعلي
-هو احنا كان عندنا حد يا أمى
قال هذه الكلمات مدين بينما اجابته والدته بسعادة:
-دا ياسين.. الحمدلله اتصالح هو وسنا.. والبركة في نادين
قطب حاجبيه مستنكرًا:
-ونادين مالها
أجابته والدته موضحة:
-هي اللى جابت رقمه عشان نكلمهم ونصالحهم على بعض
دا طلع تأثيرها جامد اوى
توحشت عيناه ولم يكمل حديثه وانصرف كالثور الهائج
للأعلى.. فتح باب الشقة پعنف فاأبتسمت هي تهرول نحو
الباب انقض عليها كالذئب ېصرخ بها وهو يهزها پعنف:
-أنا قولت شهور واطلقك صح؟!
مش قادرة تستحملي رايحة تجري تكلملى الدكتور
فلتت منه بأعجوبة وهى تصرخ نفذ صبرها وطفح الكيل
-أنت اټجننت أنت بتقول أيه؟!
-ايوة كدا إظهرى دور أني صعبان عليك مش هيطول
-اخرس بقي
ضړب على صدره پألم:
-أنا طول عمري ساكت.. بس الهانم من قبل الطلاق
راحت تدور علي واحد تانى
وضعت يدها على شفتاها هاتفة:
-ولا كلمة تاني أحنا موضوعنا خلص خلاص لحد هنا
وأنا هاروح لأمي وطلقنى
يتبع
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)