روايات

رواية الثري غريب الأطوار الفصل الرابع عشر 14 بقلم سنيوريتا

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية الثري غريب الأطوار الفصل الرابع عشر 14 بقلم سنيوريتا

 

 

البارت الرابع عشر

 

 

انسحب “يامن ” من جلستهم لمده قصيره بينما اعتدلت “نواره ” لتحدث والدتها برجاء :

_ بالله يا ماما قوليله يسبنى اقعد عندكم يومين انا مش مرتاحه هنا

وانتشرت علامات الدهشه على وجهه والداتها لكن تدخلت عمتها تهدر بحنق :

_ عشان فقريه بقى ربنا يفتحلك طاقت القدر ويسكنك فى جنه وانتى عايزه ترجعى للناموس والقرف

دفعت والدتها براحت يدها مستكمله :

_ عقلى بتك يا مرات اخويا

ظهرت الحيره على وجه والدة “نواره” وابتلعت ريقها فى توتر كانت تود الانفراد بابنتها لتعرف ما سبب

عدم راحتها لكن عمتها لم تتركهم لثانيه واحده لذا هتفت بحجه مرغمه :

_ اعقلى يا نواره هنا فى رعايه لو جيتى معايا ممكن تتعبى لا قدر الله وانا ما اقدرش اشيل مسؤليه زى كدا

زاغ بصر “نواره ” وامتلائت عيناها بالدموع تريد الرحيل من هذا المكان بأى شكل تريد الهرب لكن ما من احد يساعدها

شعرت والدتها بأن هناك شئ خفى لا تعرفه نظرات ابنتها تفصح عن حزن عميق لا تعرف سببه نادتها بحنو :

_ نواره هو فى حاجه ؟

كانت “زينب ” لا ترى أيا من هذا ولا تكترث نظرتها ماديه بحته وترى ان “نواره ” لا تقدر النعمه التى بيدها

والتى يحسدها عليها الكثير وهى أولهم اجابت بعدما ظلت “نواره ” تطلع لوالدتها بحيره دون أن ينبث فمها بشئ :

_ هيكون فى ايه ؟ ما فيش غير الدلع والبطر وحتى لو فيه استحملى يا اختى حد يقول للعز والهناء دا كله لاء

زفرت انفاسها بتعب لا احد يشعر بها ولا احد يستطيع أن يستوعب معاناتها وايضا لا يستطيع المقايضه

بالشرف امام المال أردفت “عمتها ” وهى تمسك بيد ابنتها :

_ نواره ” بنت عمتك حبيتك شوفيها واقعه حلوه من الكبارات زي الباشا كدا

اتسعت عين نواره ” بغير استيعاب ثم شهقت مستنكره بحنق :

_ اشوفك فين يا عمتى ؟ هو دا فيه زيه

لوحت لها عمتها متمته بابتسامه آمله ان تتهنى ابنتها نفس هناء “نواره ” الذى تتخيله :

_اكيد ليه قريب هنا ولا هنا

صمت لثوانى ورفعت حاجبها باستنكار مكمله حديثها :

_ ولا تكنيش عليتى علينا يا بت اخويا

من جانب نواره

قلبت عيناها بملل وزفرت انفاسها المتعبه لتقع عينها على “بثينه ” الجالسه تتامل المكان بشرود

ضيقت عينها ورمقتها بحنق لا تعرف متى نمى تجاهاه ربما عندما رأتها بنفس هذا الشرود حين
نظرت ليامن فنادتها بنبره ساخره :
_ بثينه
التفت لها الاخرى واجابت و الشرود يسيطر عليها :
_ ايوا
ظلت ترمقها بنظرات حارقه وأسنانها تصر بشكل عنيف من أثر تلك النيران التى نشبت فى صدرها
من تصرفها الذى لم يمر دون تعنفها عليه :
_ حطى عينك فى الارض يا بثينه بلاش تبصى على حاجات اكبر منك
عقدت حاجبيها من حدتها التى لا ترى لها سبب لطالما كانت “نواره ” صديقتها وقبل ان تجيبها
أو حتى تسألها عن السبب قاطعهم “يامن ” الذى دخل الى الغرفه يرتدى قميصا أبيض شمر ساعديه
وفك بعض أزراره ليظهر صدره بتفاخر ابتسم ابتسامته الناصعه عندما التفت الانظار حوله
وصاح وهو يتقدم فى الغرفه قائلا :
_ منورين المكان والله يا جماعه
ابتهجت “ام نواره ” لترحيبه المستمر بهم بين الحين والاخر لدرجه أنه يشعرهم أنهم فى منزلهم
وأنه من اسرتهم لتقول بفرح :
_ منور باصحابه يا ابنى
اقترب من الفراش ليمسح على شعر نواره بلطف مقصود متسائلا :
_ عامله ايه دلوقتى ؟
جاهدت “نواره ” اخفاء حنقها لكن انفاسها الغاضبه خرجت من انفها دون إراده وهى تجيبه
وتحيد نظرها عنه نظرها عنه فى نفس الوقت :
_ الحمد لله
كانت عين “بثينه ” لا تنفك عنه وابتسامتها الشارده تخرج منها لا اراديا تمنت رجلا بكل هذا اللطف والواسامه
نفس الحال انطبق على والدتها التى هدرت بمبالغه :
_ هيكون حالها ايه يا باشا فرحانه ومتهنيه ربنا يخليك ويبارك فيك ويديك الصحه ويخلف عليك بالخلف الصالح
ابتسم لها “يامن ” ابتسامه لا تتجاوز فمه وتحمحمت “والدة نواره ” تطلب منه على استحياء :
_ والله يا ابنى يبقى كرم كبير منك لو بعتلنا نواره تقعد عندنا يومين
رمى نظره جانبيه الى نواره والتى ارتبكت على الفور يعرف انها هى من طلبت لذا نفض رأسه وهو يهتف بجفاء :
_ ما ينفعش يا ام نواره انا ما أستغناش عنها ابدا
ثم عاد يمسح على رأسها كأنها حيوان اليف يروضه وأردف :
_ كمان اخاف عليها تتعب
نظرت “نواره لوالدته تحثها على الاصرار والتحايل حتى يرضح لطلبها وبرغم من فهم والدتها

نظراتها لكن لم يكن لديها الجرأة لتكرار الطلب امام لطفه وهيبته
تدخلت “زينب ” فى هذا التوقيت بابتسامه متسعه مبديه اعجابها :
_ يبعد عنك كل شر هو فى واحده عاقله تستغنى عن واحد زى حضرتك ساعه واحده مش يومين
سارعت والدة نواره ” لتصحيح الامر حتى لا يفهم طلبها بشكل خاطئ :
_ اصلها وحشت ابوها واحنا كمان ما جاتش عندنا من يوم الفرح وكنت بقول لو عندك
شغل ولا حاجه تقعد معانا شويه صغيرين نشبع منها
مط “يامن ” شفاه وحرك رأسه ابتسم ابتسامته الماكره ليرفض بلباقه فلا احد يجرء على تغير قرار اتخذه :
_ ومالوا القصر واسع تقدرى تقعدى معاها هنا المده اللى تحتجيها ولو حابه ابعت اجيب باباه
يقعد معاكوا هنا انا ما عنديش مانع
وكزتها زينب كى تكف عن هذا الطلب وتوافقه فى الرأى وهى تهتف بابتسامه :
_ والله دا كرم كبير منك انت كلك ذوق وابن حلال وانا برضوا بقول ما ينفعش تسيب بيت جوزها
ولو كان زى حضرتك بالذات كتر الف خيرك
حافظ على ابتسامته وبطرف عينه يتابع نظرات “بثينه” المعجبه به وكذلك عين “نوراه” التى اشتعلت
وهى تحدق نحو “بثينه” هتف بابتسامه مزيفه :
_ على ايه بس انتوا نورتوا المكان ممكن تتفضلى معايا انتى والانسه افرجكم الجناح
بتاعكم وطبعا دا هيكون ليكى انتى والمزمزيل وأم نوراه ليها واحد تانى عشان تاخدو راحتكم
وتبسطوا عندنا
لم تخفى “زينب “سعا دتها بعرضه السخى وتهلل وجهها بالفرح وهى تنهض من مكانها وتسحب بيدها ابنتها
موافقه على نزهه قصيره فى هذا القصر الشاهق وبتهلل شديد هتفت :
_ يا اهل الكرم والذوق ربنا يعلى مراتبك ويزيدك من فضله
تقدم “يامن ” نحوهم ومد يده الى “بثينه “وهو يقول :
_اتفضلى
رأته “نواره ” يخرج من الغرفه ممسكا بيد “بثينه” وعمتها تسبقهم الى الخارج فشعرت بالنار تضرب
قلبها دون رحمه وكأنه عصفور طار بعيدا عنها كادت تبكى وتصرخ بما لا تعرف تريد فقط الصراخ
حركت قدمها بعصبيه ودت لو تنزل الى الارض وتركلها بغضب طفولى او تحطم كل شئ حولها
وسط موجه افكارها السلبيه امسكت يدها والدتها ما إن اطمئنت لخروجهم وهتفت بتشويق :
_ نواره قوليلى مالك بسرعه قبل ما عمتك تيجى
نظرت اليها “نواره” ولا تعرف لما انفجرت فى البكاء وارتمت باحضانها لتتلقفها والدتها بفزع
وقلب مدمى لحالتها التى تبدوا ان لها سبب مؤسف يؤذى كلاهما معا
***************************************************
عرض “يامن ” قصره بتفنن واغراء لا حد يفهم ما برأسه شتت عقولهم من فرط الانبهار
لم يخفى ثرئه الفاحش ولم تغفل “زينب ” عن الدعاء له والتفخيم الزائد والرفع اكثر من شأنه
استقبل كل هذا بابتسامات بارده لم تصل لقلبه بينما عامل “بثينه ” بلطف وحرص أن يظهر الجانب اللبق
لهم حتى انفرد بها بعدما سبقتها “زينب ” فى الحديقه وقف فى مواجهتها ونظر اليها مليا بينما هى
شعرت بالخجل من نظراته الغريبه عضت شفاها وهى تجاهد لتخفى اعجابها به ليتجرأ هو ويمد أطراف
اصابعه نحو طرف ذقنها ليرفع وجهها الى وجه ابتسامته زينت وجهه وهو يسألها بدهاء :
_ انتى بتخبى عنيكى منى ليه ؟

 

 

 

ابتلعت “بثينه ” ريقها وهى تكاد تذوب من كلماته التى لاول مره تكون موجهه لها هى فقط كفيها التهب
وكأنها مسكت لتوها الشمس اكتفت بالتهامه بنظراتها البلهاء دون ان تجيبه وحافظ هو على ابتسامته
الآسره وهو يهتف بنعومه تشبه جلد الافاعى :
_ احيانا الواحد ما بيشبعش بفاكهه واحده وبيحتاج كتير عشان يحس انه فى الجنه
يبدوا انه ساحر لكى يرمى شباكه بهذه السهوله على عقلها ويقرأ هذه الطلاسم دون ان تفهمها هى
هتفت بتعلثم شديد :
_الكلام دا معناه ايه
ازاح يده ببطئ والتف بخيلاء ليتركها تشتعل من حركاته الرومانسيه التى بالطبع لم تجربها من قبل
وخاصتا من هم بمثل “يامن ” ذو الوسامه المفرطه والسيطره والنفوذ اضافه الى رقته فى التعامل
اولها ظهره وتحرك وابتسامته اتسعت اكثر بمكر سيجعلها تأتى طوعا لقد دق الناقوس وسيربح
بالتاكيد فمن يتحدا هذا الثعلب الماكر ””
(الاعلى)
اوقفت بصعوبه نشيجها الحار وهى متحيره بما تخبر والدتها تحاول اخفاء الجزء الاسؤء
من حياتها عنها حتى لا تحزنها وتجرحها وضعت يدها على فمها وكأنها تكتم هذا السر الخطير
وعيناها لا تكف عن ذرف الدموع اذداد قلق والدتها وصاحت بتوتر من حالة ابنتها :
_ بت يا نواره مالك قولى يا بت فى ايه ؟
نفضت رأسها وهى لا تدرى بما ستخبرها بعدما وصلت لهذه الحاله ويا ترى هل ستصدق أى كذبه
مهما كانت ام لا امسكت والدتها منكبيها تحثها على النطق باستعجال بعدما غزى عقلها افكار سيئه :
_ ما تقولى يا نواره فى ايه والعيل اللى كان فى بطنك دا سقط ازاى ؟
اذداد اتساع عيناها وهى تسأل بهلع :
_ ضربك يا بت ؟
تحول بكائها فجاه لضحكات لا تعرف من أين أتت لكن كان حقا هماً مضحكا لقد عرفت “نواره ”

 

 

 

 

ما هو مُخزى ومخيف أكثر من العنف والضرب فى الزواج ظهر العجب على وجه والدتها وهى
تشاهد تحولها المفاجئ والمثير للدهشه فى عينيها دموع مازالت تتساقط وفى ثغرها ضحكات ساخره
كيف يجتمع الفرح والحزن والجنون فى وجه واحد اندفعت والدتها بها بحده :
_ فى ايه يا بت حالك ما يطمنش
حاولت سحب كل مشاعرها التى ظهرت وجاهدت التوازن حتى تطمئن والدتها ,لكن قلبها كان يريد
أن يرمى بكل ثقل على لسانها واظهار مشاعرها الاصليه مهما حاولت هى سجنها :
_ انا كويسه يا ماما مافيش حاجه
هكذا هتفت كى تنزع الهلع الذى ظهر على وجهه والدتها لكنها لم يهدأ بال أم نواره
*******************
فى الحديقه
كان “يامن” قلقا من انفراد “نواره ” بوالدتها حاول عدم التوتر من اخبارها الحقيقه لكن
جهز مخرج قبل أن يغلق الباب شد ذراعيه امامه وزفر أنفاسه وعينه متعلقه بالطابق
الخاص بها ومن حوله زينب وبثينه يتجولون بالحديقه التف بكامل جسده لهم ضم شفاتيه واطلق
صافره للفت الانتباه وبالفعل التفت اليه “بثينه ” تلك المسكينه إنشغلت به سريعا من قلة خبرتها
وقعت صريعه هذا الذئب الماكر الذى استغل فطرتها وانبهارها به ظلت تحدق به وهى فارغت
الفم ابتسامته ساحره بشكل لا يوصف ولولا انه نادها قائلا :
_ انا هطلع اطمن على نواره خدوا راحتكم
لم تكن تحيد نظرها عنه الى نهاية العالم اختفى من امامه وهى تعلق عيناها بظهره
وكأنها تحلم أيعقل ان يكون كل الفوارس الذين حكت عنهم الاساطير اجتمعت امام ناظريها
وكزتها والدتها تهدر بتعجب :
_ فى ايه يا بت ؟ مالك ؟
شعرت بدوار فجأئى برأسها واجفلت عيناها عندما اختفى وكانها لا تريد أن ترى بعده أى شئ
كررت والدتها السؤال وهى تدور فى وجهها :
_ بثينه ما تردى ؟
لوت فمها ونفضت رأسها كى تبعد هذا الدورا اللعين وسامته تجعلها تشعر وكأنها ارتشفت زجاجه كامله من الخمر :
_ مالى يا ماما هو انتى مش شايفه ؟
رفعت والدتها حاجبيها ثم ارتخت ملامحها ونبث فاها عن ابتسامه خبيثه لتهتف برويه :
_ شايفه ايه ؟
امسكت “بثينه ” بذراعها بتوسل وثنت قدمها قليلا لتصل الى رأس والدتها قائله باعجاب شديد :
_ عز وجمال وحنيه شوفتى بعاملها ازاى شوفتى طالته
تهكم وجه والدتها بغضب وصاحت بحده :
_ اما انتى غبيه غباء
عقدت الاخرى حاجبيها باندهاش وهى تسال بانزعاج :
_ غبيه ليه ؟
امسكت بمرفقها بقسوة وهدرت :
_ مش شايفه هو بيعاملك ازاى ؟ الجدع عينه عليكى ربنا يجعل حظك من حظ بنت خالك

 

 

 

 

كادت أن تسقط لا تصدق ما تقوله والدتها لم يصل حتى لأحلامها كل نظراتها اليه كانت اعجاب
بحالته ككل نسبة لها كان أول أميرا تراه على أرض الواقع تداركت صدمتها سريعا ونفضت
رأسها معترضه :
_ انتى بتقولى ايه يا ماما دا جوز نواره
زفرت “زينب ” بسهاد ولوحت بيدها فى ضيق :
_ هو احنا اللى قولنلها تبطر الراجل زهق اهو وبيدور على غيرها

هتفت “بثينه ” بذهول :
_ معقول
**********************
دخل اليهم الغرفه من جديد يهتف كعادته بابتسامه وحنو وعينه تدرس بامعان تفاصيل وجوهم :
_ وحشتينى يا نواره
قالها بنبره تهديد مبطنه لن يفهمها سواهم واردف وهو يغير وجه نحو والدتها قائلا :
_معلش لو بزعجك اصل انا نقلت شغلى كله هنا الفترة دى
فهمت والدتها ما يقصده ونهضت من الفراش وهى تقول بحرج :
_ اتفضل يا ابنى بيتك ومطرحك انا هــ
قاطع كلامها ممسكا بيدها بحنو :
_ لا انا مش بطرتك ولا حاجه انتى تقعدى معاها وقت ما تحبى بس انا هاخد الركن اللى هناك
دا
اشار بطرف بنانه الى جانب الغرفه حيث المكتب الصغير لكن والدة نواره استشعرت الحرج من تواجدها
بينهم لذا هتفت :
_ لا ما لوش لازوم انا هروح ارتاح على ما تخلص انت شغلك
ترك يدها وهو محافظا على ابتسامته وقال وهو يتجاوزها نحو الهاتف الموضوع جانب الفراش :
_ انا هخلى الداده تيجى تاخدك لجناحك
وقبل ان يشرع بالاتصال وقفت ورائه والدتة نواره تباغته بسؤلا حيرها كثيرا القت به دون مقدمات :
_ هى “نواره ” سقطت أزاى ؟
دار بمقلتيه دون نظر وركز نظرته الحاده على وجه” نوراه” الذى احتقن فجأه من احتمال غضبه
أو شكه فى انها اخبرتها شئ استعاد رباطت جأشه واجابه بصوت جامد كالصخر :
_ احنا ما كناش نعرف انها حامل اصلا
ثم التف اليها ليكمل بتأثير :
_ صدقينى انا اتفأجئت زى زيك يا مدام زفر انفاسه قليلا واكمل …. كانت اكبرصدمه فى حياتى
بللت الام شفاها وقد ظهر تأثرها على انتهاء فرحة ابنتها قبل ان تبدأ وتشدقت بـ:
_ ربنا يعوض عليكى ويرزقكم الخلف الصالح
اجابها يامن بابتسامه بسيطه تبعها بـ:
_ ان شاء الله
همت بالاستداره وهى تقول :
_عن اذنك يا ابنى
مد يده لها ليهدر :
_ اتفضلى
خرجت وتركتهم معا راقب “يامن ” خروجها بفارغ الصبر وما ان وصلت الى الباب التف
الى “نواره ” وبسط ذراعيه واعتلى وجهه ابتسامه واسعه وهو يقول :
_ اخيرا بقينا لوحدينا وحشتينى
تهجم وجهها وكأنه اتى لحتفه صاحت بوجه بحده :
_ انت عايز ايه من بثينه بطل تلعب على عقلها دى حتة عيله مش فاهمه حاجه
اخفى شبح ابتسامته بصعوبه وهدر متصنعا البرائه :
_ طيب هو انا عملت حاجه
لم يهدئ من الغضب والصراخ الذى بداخلها فنهضت على ركبتيها بغيظ مكتوم :
_ انا لسه هستنى تعمل البنت اصلا واقفه على الهواء
شعر بالفخر انه نجح فى اثارتها من لا شئ سيريها انه تحبه بقدر ما يحبها ,اقترب منها
ليقول دون اهتمام :

 

 

_ اديكى قولتى اهو واقفه على الهواء يعنى انا ما ليش ذنب
اختنقت من مراوغته وظلت تنظر فى عينه تبحث عن رد على ما يقول لكنها لم تمسك
بيدها دليل لكنها تشعر بالخطر يدور حولها وجدت يده تلتف حولها فى ليضمها لكنها سرعان
ما نفضتها بانزعاج وهى تهدر :
_ إوعى ايدك , انت ازاى بتمد ايدك عليا بعد ما كشفت كل ورقك فى المستشفى وبعد اليله القذره
اللى عيشتهالى
تحول هدؤئه لغضب ظهر من نافذة عيناه لكنه تحدث برويه لعله يقنعها انها بات له وانتهى الامر :
_ بصى يا “نواره” انا ما عملتش حاجه غلط احنا متجوزين والورقه اللى معايا بتقول كدا
كونى انى بعمل علاقه معاكى خارج النطاق التقليدى فدا مش عيب وانا وريتك قبل كدا الناس
بتعامل ازاى وانا بنبسط يا حبيبتى ومهمتك دى
نفضت رأسها خوفا من ان يؤثر على عقلها بخداعه صاحت معترضه :
_ انت ورتلى اللى عايزنى اشوفه وبس انما ما قولتليش إنه مرض
برزت مقلتيه بشكل مخيف لدرجه جعلتها تصمت لوهله ثم أردفت وكأنها لا تخاف شئ لتلقى بآخر ما يهلكه :
_ ولازم تعالج منه
اختصر المسافه بينهم وامسك رأسغها بقسوة وقد تفاقم الغضب بداخله لمعرفتها اشياء لم يرد معرفتها
ولم يرد مواجهتها ابدا سحق الكلمات بين اسنانه وهو يهدر :
_ اسمعى يا بت انتى مافيش حاجه اسمها مرض الموضوع دا مزاجى لو مش عاجبك اجيب غيرك
من الصبح واديكى شايفه بعنيكى اهو بيترموا تحت رجليا فخليكى عاقله لو حابه تقعدى معايا
ابتلعت ريقها وانهالت دموعها بقهر أين تهرب من عذابه وقعت فى حبه وانتهى الامر تستطيع تحمله
الا فيما يخص الشرف لذا تشجعت ونطقت من بين شفتيها المبلله :
_ لا طلقنى انا ما اقدرش على كدا
زفر انفاسه بتوالى حتى يهدء وكأنه خرج من سباق عدو للتو ليعود للين وهو يهتف محتضا اياها :
_ ما تقوليش كدا يا نواره انا مش ممكن افرط فيكى انتى غاليه عندى اوى واذا كان على اللى
حصل اخر مره انا هحاول اسيطر شويه
لم تدرى اتبكى ام ترضى بما يقول لكن ما استقرت عليه انها بحاجه لهذا الحضن فقط فى هذه اليله المرهقه

سكنت فى احضانه فمال بها الى الفراش ليتمدد جوارها تاركا اياها تغفو على صدره بينما عينه هو لم تغفل
وكأنه يصارع الماضى والحاضر معا ,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
فى الصباح
ترك لها الغرفه دون ان ينتظر استيقاظها كان منهك من كثرة النقاشات الدائره والمتعبه لايريد قمعها
حتى لا تفقض حس السيطره لديها وتظل قويه كما رأها اول مره تصر انه مريض ولا تعرف انها
اصبحت مرضه لا يعرف كيف احبها وتعلق بها ولا كيف يراها سياديه من اى مرض يشفى منها ام
ما تدعيه انه مرض , استيقظت هى تمد يدها على الفراش لم تجده فانتفضت سريعا وجالت بعينيها
فى الركن الذى اتخذه مؤخرا للعمل لتجده هو الاخر فارغا زمت شفاها بالم مما يفعله بها ياخذها
الى عنان السماء ويلقيها ارضا دون ان يكترث تنام فى صدره وتصحو على الفراغ اذدا حزنها
وتضاعف المها وجلست مكانها تشعر بالخواء ,,
حتى اتت لتزرها والدتها والتى لاحظت بفطرة الامومه على الفور حالتها وعينها المرهقه وخطوط وجهها
التى تحمل فى طياتها الكثير لذا اقتر بت منها وجلست فى مواجهتها وهى تسال :
_ مالك يا نواره ؟
نفضت الاخرى رأسها تقول بشتات :
_ مافيش
لم يشفى صدر والدتها بتهربها فحالتها افضل شاهد ان هناك الكثير لذا سألتها من جديد بتحايل :
_يا بنتى ريحى قلبى فيكى ايه ؟ احكيلى طمنى قلبى ؟ الراجل دا عمل فيكى ايه ؟
اجابتها فى محاوله لاخضاع نبرتها لفرح لكن فشلت فشل ذريع :
_ ما عاملش حاجه يا ماما كويس وحنين وزى ما انتى شايفه كدا بلد كامله تحسدنى عليه
بس ,, بس…
تلهفت والدتها لسماع الاسوء لعلها ترتاح وتسائلت :
_ بس ايه ؟ وشك مطفى يا نواره قولى فضفضى
وكأنها جرت الكلمات من على لسانها لتدفع “نوراه ” بالقول رغما عنها لتلقى بمراره الشئ الذى
يقبع على قلبها وعينها زائغه بخجل :
_ هو غريب …..وبيطلب حاجات غريبه…. وقت ما بنكون سواء
رفعت والدتها يدها فى وجهها كعلامه لتوقف وقاطعتها بقسوة :
_ نوراه الحاجات دى عيب تطلعيها برا وحسك عينك تقولى كدا قدام عمتك
مدت “نواره ” يدها لتمسك بكف والدتها المرفوع كحد السيف تترجاها ان تفسح لها المجال

 

 

 

كى تشرح
لها لعل تجد عندها الراحه التى تتمناها والاجوبه التى ترجوها :
_ يا ماما بالله عليكى انتى عارفه انى مش هقول الكلام دا لحد غيرك
هتفت والدتها باصرار على موقفها وعنفتها قائله :
_ لا لغيرى ولا ليا انتى ستر وغطا جوزك وطالما الحاجه اللى بيطلبها مش حرام يبقى تعيشي
والحرام انتى عارفه
تشدقت “نوراه ” بيأس :
_ بس يا ماما ,,,,
قطاعتها الاخرى برفض بَين أن تستمع لمبررات :
_ ما بس ,,انتى مش صغيره وخراب البيوت ما بيجيش بالساهل وانتى مش غبيه
الست بتعرف داخلت جوزها بتملكه مش من الشهور الاولى كدا هاخدك تحت باطى
وارجعك البلد مطلقه
امسكت بكتفها لتنبها الى ما تهدر :
_ شغلى مخك وانتى هتعرفى تاخدى الحلو وتشيلى الوحش
وخلى بالك كل واحد فى الدنيا فيه خصله حلوة وخصله وحشه حتى احنا مش ملايكه
مش هتسبيه وتاخدى الاحسن منه أول حظ من الدهب والتانى من فضه والتالت من تراب
كلامها لم يمر مرور الكرام على أذن “نواره ” بل دراسته كلمه كلمه لربما تنجح فى اقصاه طباعه
السيئه وتصتخلص منه كل ما تحب كلمات والدتها هدمت فكره السند وأكدت انها لابد ان تسند نفسها بنفسها
وتكون الحائط الذى تتكأ عليه إن مال جسدها فلا احد ينفع احد حتى الاهل …..

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x