رواية أغوار عزيز – عزيز ونديم الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة الحلفاوي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية أغوار عزيز – عزيز ونديم الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة الحلفاوي
البارت الثاني والعشرون
الفصل الثاني و العشرون
– مكانش لمس ندى .. و نام معاها لما كانت على ذمتُه!!!
رمشت بأهدابها و قد هزت جملتها بدنها بأكمله، طالعتها بصدمة إختلطت بشك، و بعد صمت قالت بحدة:
– كدابة .. مُستحيل أصدقك!!!
تابعت الأخير بأعين تلتمع بالخبث:
– هسمعك بنفسُه إعترافُه بس مش دلوقتي!! في الوقت المناسب!! سلام!
و غادرتها، وقفت مش قادرة تتمالك أعصابها، سندت على الرخامة حاسة بـ دوار غريب، و كإن الدم كله إتسحب من جسمها، إرتجف بدنها و هي بتحاول تمشي على الأرضية بتوصل للسلم، مسكت في الدرابزين و طلعت بخطوات وئيدة بتتخيلُه مع ندى، تلك الفتاة مُكتنزة الجسد بإثارة كافية لجعل أقوى الرجال خاتم بإصبعها، لمعت عيناها بالدموع بتردد من غير وعي:
– مُستحيل .. مُستحيل!!
ططلعت لجناحهم، قفلت الباب بتمسح على شعرها لـ ورا، و دخلت الغرفة، ألقت بجسمها بجواره و حمدت ربها إنه لسه نايم عشان ميشوفهاش بالحالة دي، إترمت في حضنه و بقى جسمُه كلُه على جسمه، نايمة بوضع الجنين محاوطة رقبتُه بتمتم بصوت بيترعش:
– عزيز ميعملش كدا .. ميعملش كدا!
نزلت دموعها غصب عنها على رقبته اللي دفنت فيها راسها، فضلت على حالها لحد ما حسِت بيه بيصحى، بيضمها أكتر لصدره بدراع واحد بيقول بصوته الناعس:
– صاحية بدري ليه يا حبيبتي؟
مكانتش في حالة تسمحلها ترُد، مش بتعمل حاجة غير إنها بتقرب منه أكتر و بتخفي وشها و دوعها عن عينيه في عنقه، مسح على شعرها بيقول بعد ما حَس بسائل دافي على رقبته:
– بتعيطي؟
أسرعت بتقول:
– ل يا حبيبي .. ده أنا شوفت كابوس بس خضني شوية مش أكتر، أنا كويسة!!!
حاول يبعدها عشان يعرف اللي حصل لكنها شددت على رقبته بتقول برجاء:
– متبعدنيش .. خليني في حُضنك!
ضمها ليه بيبتسم و هو بيحسس على شعرها زي الطفلة بيقول برفق:
– متأكدة إنك كويسة؟
– مممم
همهمت كإجابة بتمسح على وجنتُه و دقنُه المهذبة بكفه الآخر، و كإنها عايزة تستشعر وجوده، و تثبت لعقلها اللي أُرهق في التفكير إنه معاها و بيحبها و مستحيل يعمل كدا، فضلت في حُضنه و لم يمل هو من التربيت على خصلاتها و المسح عليهم و على ضهرها، لحد ما نامت و الله وحده يعلم كيف نامت وسط تلك الأفكار السوداوية، إستفاقت من نومها بعد ثلاث ساعات، لقتُه واقف قُدام المراية بيلبس هدوم الخروج عشان يروح للشركة، فركت عينيها بنعاس و قامت متوجهة له على طول بتقف جنبه و بتقول بصوتها النابم و عينيها النصف مفتوحة:
– هتمشي!!
جذبها من خصرها بكفٍ واحد و مال يُقبل وجنتها و رقبتها يستنشق ريحتها اللي هتوحشُه بيقول و هو بيبُصلها بحُب:
– مش هتأخر يا حبيبي!!
أومأت له بإبتسامة تكلفتها، فضلت واقفة جنبُه بتتأملُه بحُب و حزن معًا، لحد ما قالت بهدوء بعدما طفح بها الكيل:
– عزيز هي الفترة اللي كانت ندى فيها هنا معاك في أوضة واحدة .. حصل أي حاجة بينكوا!!
إستغرب سؤالها، و قال بهدوء بعد ما بصلها و لفلها عندما إستشعر جدية الموقف:
– حاجة زي إيه؟
إزدردت ريقها اللي تقسم إنها حسِت بيه نار مغلية بتنزل تكوي معدتها، لكنها قالت بعد ثواني بعد ما لملمت شتاتها:
– يعني قصدي .. حصل حاجة .. يعني بوستها حضنتها نمت .. معاها!!!
قالت جملتها الأخيرة و هي حاسة بنغزات بتضرب قلبها بقوة و عنف و كإن أحدهم ماسك شاكوش بينزل بيه بقوته على قلبها، لدرجة إن نفَسها ضاق و بصت حواليها بتاخد نفس عميق بتحاول تهدى، لحد ما قال و الصدمة إعتلت محياه:
– إيه الهبل اللي بتقوليه ده!!
قربت منُه بتحط كفيها على صدرُه بتقول برجاء و عينيها كلها
دموع:
– ممكن تجاوبني؟
إتنهد، حاوط وجنتيها بيقول و هو بيحاول يحتوي الموقف:
– مافيش الكلام ده .. المرة الوحيدة اللي قربت منها ساعة م لاقيتك بتبُصي، و كنت عاصر على نفسي كيلو لمون وقتها و مكنتش طايقها و لا طايق اللي بعملُه!
أومأت عدة مرات و كإنها بتحاول تدخل الكلام عقلها و تقنعه بيه، فـ يرججع يكدبها تاني و يخليها تقول بحُزن:
– أصل هي يعني كانت حلوة و مُلفتة .. فـ طبيعي إنت كراجل يعني تضعف!!
إبتسم عزيز على تفكيرها و ميل عليها بيقول بعد ما خلّى وشه قريب من وشها:
– بس أنا مبشوفش ست حلوة و مُلفتة غيرك!
ثم طبع قبلة صغيرة جوار شفتيها و عاد يقول:
– و مش بضعف قدام واحدة غيرك!
و قبّل شفتيها المنفرجة قليلًا بحُب أربكها، إبتسمت فـ تابع:
– و بحبك!!!
ثم عاد يقبل شفتبها لكن بعمق تلك المرة حتى شعر بها تبادلُه بلهفة و حبٍ مماثل، إبتعد يهمس لاهثًا:
– كل يوم الصبح لازم كدا تندميني إني رايح الشغل و سايبك؟
إبتسمت و حاوطت عنقُه بحُب حقيقي تسب ثُرية في نفسها، طبعت قبلة سريعة سطحية فوق شفتيها قائلة بحُب:
– متتأخرش يا حبيبي، هستناك!!
– مينفعش أتأخر!
قال بإبتسامة بعد ما قرص طرف ذقنها، لكنه تابع بجدية:
– لو أمي دايقتك أو حصل حاجة كلميني على طول!
أومأت له بإبتسامة، فِ قبّل جبينها و ذهب، تابعت ذهابة بقلق بينبض، إزاي ممكن حد يوحشك بعد ما يبعد عنك بثواني؟ مش المفروض على الأقل يمر وقت .. ليه هو بيوحشها أول م تبعد عن حضنُه، إتنهدت و إتجهت للمرحاض تستحم و تتوضأ لتصلي فرضها، و قررت المكوث في جناحها لا تطيق رؤية تلك الـ ثرية أبدًا، تابعت سير عملها بالهاتف تخبر سكرتيرتها أنها سوف تعود للشركة غدًا بإذن الله، جلست بعدها تشاهد التلفاز و اللاب توب على حجرها تتابع فيه عملها، حتى شعرت بششعور غريب .. إشتياق حقيقي لـ عزيز و صوته و أنفاسُه و أحضانه الدافئة، فكرت في الإتصال به و مسكت بالفعل هاتفها لكن أدركت أن تلك الحديدة لن تروي إشتياقها له، فـ هم لازالوا لم يخترعوا العناق من على بعد، قامت بحماس و قررت تروحلُه، لبست بنطلون قماشي واسع و بليزر و أسفله تيشرت قطني، وقفت أمام ذلك الإيشارب التي إبتاعته من سنوات لكي تربطُه على خصرها فوق المايوه عندما كانت بالساحل الشمالي، و كان يليق تمامًا بـ البليزر، و بدون وعي منها و بتلقائية شديدة أخذته، و لفته على رأسها بعدما لملمت خصلاتها، وقفت قدام المراية بصدمة و عيون دامعة تردد:
– الله!!
إبتعدت قليلًا و عادت تقترب تتفحص هيئتها و رغمًا عنها تساقطت دمعاتها، وضعت القليل من مستحضرات التجميل، و أخذت حقيبتها و مفاتيح سيارتها و غادرت، و لحسن حظها لم تجد ثرية في بهو الفيلا، لكن لاحظتها أم حمادة فـ شهقت تتمتم بفرحة:
-ما شاء الله اللهم بارك!!
قررت ألا تعترض طريقها و تبارك لها بعد أن تأتي، خرجت نادين للحديقة و منه للجراج، خدت سيارتها و خرجت من الفيلا، طرقت على المقود و الإشتياق يُداعب قلبها، وصلت لمقر شركته فـ صفت سيارتها جانبًا و أسرعت تترجل منها، و لأن الحراس لم يتعرفوا عليها فـ إستوقفوها يقول أحدهم بهدوء:
– مين حضرتك؟
هتفت نادين بإبتسامة مشعة:
– نادين رفعت .. حرم عزيز القناوي!!!
إبتسم الآخر يقول بترحاب:
– يا أهلًا يا هانم أُعذرينا اللي ما يعرفك يجهلك، إتفضلي يا هانم!!
قال مفسحًا لها المجال فـ أعطته إبتسامة مجاملة و دلفت لمقر الشركة، تعرّفوا أغلب الموظفين عليها يتهامسون عنها و إلتقطت أذنيها تلك الجملة من إحدى الموظفات:
– مش دي اللي كانت رافعة على عزيز بيه قضية خُلع .. دي معندهاش قلب حد يبقى في إيدُه النعمة دي و يستغنى عنها!!!
و رغم ضيقها من ذلك الأمر اللي هيفضل يطاردهم طول عمرها، لكنها لم تهتم و صعدت لـ مكتبُه اللي كانت عارفة مكانه كويس، وقف قدام الباب فـ طالعتها السكرتيرة بإحترام متمتمة:
– نادين هانم أهلُا وسهلًا بحضرتك!
هتفت نادين بهدوء:
– أهلًا بيكي .. عزيز في مكتبُه؟
– آه يا فندم .. ثواني هبلغُه!!
قالت بعملية، لكن هتفت نادين بهدوء:
– لاء خليكِ .. عايزة أعملهاله مُفاجأة!
أومأت لها السكرتيرة بإحترام فـ دخلت نادين من دون إستئذان مكتبُه، رفع هو راسه منتويًا على تلقين من إقتحم مكتبه من دون طرق الباب درسًا لا ينساه، لكنه وقف مصدوم من وجودها و من ذلك الحجاب اللي زيِّن وشها، إبتسمت هي ملء شفتيها من ردة فعلُه، قفلت الباب بإيديها من الخلف بتسند ضهرها عليه، طلع من ورا مكتبُه و هو بيردد بصدمة:
– نادين!!!
– قلب نادين!
قالتها بحُب و هي واقفة في نفس المكان، فتح ذراعيه لها و هو بيقول بفرحة لم تسع مكتبُه:
– إتحجبتي!!!
جريت عليه بلهفة بتترمي في أحضانُه محاوطة عنقه بقوة، شدد فوق خصرها بقوة بيحملها من وِسطها بيقول و هو بيمسح على شهرها و الطرحة اللي مش مصدق وجودها على راسها:
– نادين إنتِ بتتكلمي بجد!!
شددت على عنقه بتقول برقة:
– آه يا حبيبي بجد .. حسيت إني محتاجة ألبسُه!!
غمض عينيه مبسوط من اللي وصلتلُه، فـ لطالما دايقه إن شعرها ياين و لبسها اللي رغم إحتشامه إلا إنه كان بيفصل جسمها، لكنه مكانش حابب يضغط عليها و يجبرها على الحجاب و اللبس الفضفاض، و يمكن لو كان أجبرها مكنش حَس بـ لذة اللحظة دي! قبّل ما طال من ذراعها و كتفها بيشيلها للمكتب، قعدها عليه و كوّب وجنتيها بيميل على كل إنش في وشها بيُقبله بحُب إبتسمت و تعالت ضحكاتها أثر قبلاته السريعة المتقطعة و المتلهفة لها، فـ رددت و الإبتسامة تعلو شفتيها:
– بالراحة يا عزيز!!
بصلها بيتأملها و لسه محاوط وشها، بيقول و عينيه بتتأمل كل جزء في وشها:
– إنتِ جميلة .. و نضيفة، بحبك أوي! مش قادر أقولك أد إيه شكلك حلو بيه، و مش قادر أوصفلك فرحتي إن شعرك محدش هيشوفُه غيري .. و إنك بتاخدي خطوات تقربي بيها لربنا!!
و تابع بلهفة:
– حالًا هنروح أنا و إنتِ على أقرب مول نشتري منه كل ألوان الطرح اللي تحبيها، و كل اللبس الواسع اللي تنقيه! بقولك إيه يلا دلوقتي!!
قال و هو بياخد هاتفه و مفتاح سيارته، فـ صدحت ضحكاتها بتقول بدهشة:
– دلوقتي إيه .. طب و شُغلك!!!
هتف عزيز و هو بيججذبها عشان تنزل من على المكتب:
– شغل إيه دلوقتي بلا شغل بلا زفت! يلا تعالي!!
ضحكت و هو يجرها خلفُه، خرج من المكتب و هو وراه بتحاول توقفُه، لكنه قال للسكرتيرة بنبرة لا تقبل النقاش:
– إجتماعات النهاردة كلها تتأجل .. و لو معرفتيش تأجليها إلغيها!!
شهقت نادين تنظر للسكرتيرة اللي قالت بهدوء:
– حاضر يا مستر عزيز!!
*******
وقف وراها حاطت كلا كفيه في جيب بنطالُه القماشي الفخم، و قميصُه إرتسم على صدرُه بعدما نزع جاكت بذلته، إبتسم و هو يراها تنتقي ألوان طرح مختلفة و تضع إحداهم على رأسها فوق الطرحة اللي لابساها بتقول مُبتسمة و هي بتلفلُه:
– لونها حلو عليا؟
– إنتِ اللي محلياها! زي القمر!
قال بإبتسامة و أعين تنطق بالحب، إبتسمت و أعطته قبلة سريعة بالهوا، و رجعت تختار باقي الطُرح، جالُه تليفون فـ قال بهدوء:
– هطلع أرُد برا يا حبيبتي عشان هنا مافيش شبكة!
قالت و هي منغمسة في ألوان الطرح و البندانات:
– ماشي يا حبيبي!!!
ذهب بالفعل بعيدًا عنها، و فور ذهابُه سمعت صوت جاي من وراها عارفاه كويس .. صوت آسر و هو بيقول:
– زي القمر يا نادين!!!
إلتفتت خلفها بصدمة، بتردد بدهشة:
– آسر؟
قرّب منها بخطوات مُتلهفة، بيقول بحُب:
– وحتشيني حقيقي!!
بعدت عنه بعيون تدور حولها بحثًا عن عزيز اللي لو شافها معاه هيبهدل الدنيا، و رجعت بصتلُه بتقول برجاء:
– آسر إمشي من هنا .. لو عزيز شافك هتبقى مُشكلة!!
قال آسر بحدة:
– يشوفني مش هتفرق .. أنا عايز أتكلم معاكي!!
مسحت على وشها بحركة إكتسبتها من عزيز، قالت و عينيها توضح حجم المشكلة اللي هي فيها:
– آسر إمشي لو سمحت .. أنا متجوزة و بجد عزيز لو شافك مش هيحصل كويس!!
ضرب بكلامها عرض الحائط، و قرب منها أكتر بيمنع نفسُه إنه يحط إيدُه عليها لكنه بيقول بتعب إختلط بولهٍ:
– نادين أنا بحبك .. بحبك أوي .. ليه عملتي فيا كدا! ليه جعتيلُه و إنتِ عارفة إني بحبك؟!
– و إيه كمان يا روح أمك!!!
غمضت نادين عينيها بعد ما إستوعبت إنه واقف وراها، توقعت أي حاجة إلا إنه يمسكُه من تلابيب قميصُه و ينهال عليه باللكمات في وسط المول! شهقت و تسمرت مكانها، تجمع المرء حوله بيحاولوا يبعدوه عن آسر لكنه صرخ بأعلى صوت لديه:
– محدش يشيلُه من تحت إيدي .. ده واقف بيعاكس مراتي و أنا قسمًا بالله ما هسكُت!!!
ذهب البعض بعد ما حسوا إنه من حقُه يعمل فيه كدا، و البعض الآخر حاول يهديه، بينما إنتفضت نادين بتقف قدامُه بتقول برجاء:
– عزيز كفاية أرجوك يلا نمشي من هنا!
حدجها بنظرات حارقة و الغضب بينطق من عينيه، بص لـ آسر اللي قام بيهدر فيه بعنف:
– إنتَ معندكش دم!!! نادين بتحبني أنا و رجعتلك مجبورة!!!
إلتفتت له نادين مصدومة بترفع حاجبيها مش مصدقة للطذة اللي إتقالت للتو، إتخضت لما عزيز بعدها من قدامه لكن برفق و في لحظة كان بيهجم على آسر اللي إستعاد قوته البدنية و سدد له لكمان هو الآخر وسط صرخات نادين، فـ آسر يماثل عزيز في القوة البدنية و لكن عزيز أكتر شوية، إترجت الناس يبعدوهم عن بعض و بالفعل حاول الناس إنتزاعهم .. البعض مكبل عزيز و الأخر يقيد ذراعي آسر، وقف نا
وقفت قدام عزيز اللي شفتيه كانت بتنزف و صدره بيهتاج بقسوة، بتقول برجاء محاوطة وشه:
– عزيز و حياة أغلى حاجة عندك نمشي بقى!!
و في لحظة كان بيسحبها من كفها بيمشي بيها و رجع لف بيقول بصوته العالي و هو بيرجع خطوات لـورا:
– طـــب و قــســمًــا عــــظـــمًــا مــا هسيبـك!!!
حاولت نادين تجذبه معاها فـ مشي بالفعل تاركًا آسر بيمح خط الدم اللي نازل من شفايفُه متمتمًا بوعيد:
– أنا اللي مش هسيبك و لا هسيبها!!
كان بيجرها وراه للعربية، و بحدة دفعها من دراعة على العربية فتآوهت بألم من ضهرها اللي وجعها من شدة الإرتطام، حط كفيه جنبها بيقول و هو بيضرب على العربية جنب راسها بإيديه الإتنين و الشر بيطلع من عينيه:
– إيـــه الـلـي وقـفـك مــــعــــاه!!!
صرخ في آخر جملته بعد ما ففد أعصابه، خافت منُه و وإنكمشت بتمتم بإرتجاف:
– معملتش .. حاجة!!
بِعد عنها بيلاحظ خوفها منُه فـ إزداد غصبه أكتر، مقدرش يطلع غضبُه عليها فـ وقف قدام العربية بيضرب على الكَبوت بكل عنف، أخفت وجهها بين كفيها لكن حالتُه خلتها تبصلُه و هي شايفة كفيه بقوا شديدي الإحمرار، راحتلُه بلهفة بتُقف قُدامه ماسكه أحد ك فيه بترجوه و هي بتقول:
– إهدى .. عشان خاطري إهدي و متعملش كدا .. شايف إيدك!!
نزع كفه من كفها مش بيردد غير:
– سيبيني .. سيبيني!!!
بِعد عنها مغمض عينيه بيسترجع المشهد في عينيه تاني، راحتلُه بخطوات وئيدة فـ صرخ في وشها بقسوة:
– إبـــعـــدي!!!
وقفت عن التقدم له، بتقطب حاجبيها من صراخه عليها، و في لحظة كانت بتاخد الأكياس اللي إبتاعتها و شنطتها و بتمشي بعيد عنه و عن العربية! بخطوات غاضبة، إتصدم من فعلتها و سُرعان ما كان بيمشي وراها بخطوات سريعة بيوقفها قابضًا على ذراعها بحدة بيشدها فـ إرتطمت بصدرُه ييهتف بصوت عالي:
– فاكرة نفسك رايحة فين!!
نزعت ذراعها من كفه بتقول بحدة:
– مش إنت عايزني أبعد!!! هبعد أهو!
مسك دراعها مرة تانية بيجذبها خلفُه بيقول بضيق:
– طب إركبي عشان أنا على أخري!!
حاولت تبعد إيديها عن كفه بتقول بضيق أكبر:
– سيبني يا عزيز أنا هروح لوحدي!!
زفر حاسس بخنقة رهيبة، فتح باب العربية و شدها عشان تركب فـ ركبت بنفاذ صبر بتصفع الباب خلفها، ركب هو الآخر مكانُه و بدأ يسوق و عقله مش مبطل تفكير، كان ماسك المقود بإيد واحدة و دراعه التاني مسنود على المسند اللي جنبُه،لاحظت شدة إحمرارُه من قوة الضرب على العربية، قطبت حاجبيها و قد أشفقت عليه، تنهدت و قالت علّها ترحمُه من أن تنهش الأفكار عقلُه:
– أنا كُنت واقفة بختار الطُرح لما إنت سيبتني و مشيت، لقيته جه من ورايا و بيقولي وحشتيني و إنه عايز يقعد يتكلم معايا، أنا رفضت و قولتله يمشي و إني ست متجوزة دلوقتي، لحد إنت ما جيت، أنا موقفتش معاه بمزاجي .. و لو إنت مكنتش جيت كنت أنا أصلًا همشي و أسيبه و أجيلك!!
بصتلُه بتشوف تأثير كلامها عليه .. فقد هدأ وجهه المتشنج، و خفت قبضته على المقود، نزلت بعيناها لجوار شفتيه المجروح لتعود تنظر أمامها مغمضة عيناها بأسفٍ، تقول بهدوء:
– حقك تدايق و تخرب الدنيا ،، بس و الله لو كنت إتأخرت دقيقة كمان كنت هتلاقيني بوقفُه عند حدُه و أبهدلُه!!
فضل ساكت لكن كلامها كان كـ ثاني أكسيد الكربون المنصب على نيران موقودة، بصتلُه و إلتقطت كفُه المُلتهب، حطتُه في حضنها و فتحته فـ قطبت حاجبيها و هي شايفاه كتلة من الإحمرار و الجروح الطفيفة، أخذت تمسح عليه بإبهامها بحنان، و رفعته لشفتيها تُقبلُه برقةٍ قبلة تلي الأخرى بتقول و هي بتحضن كفه بكفها:
– واجعك أوي؟
مش هينكر تأثره بكلامها و فعلتها الرقيقة اللي لمست قلبُه و أسهمت في هدوءُه و إستكانتُه فورًا، فـ هي في لحظة واحدة إستطاعت إمتصاص غضبُه الذي كاد يحرقه هو شخصيًا، و لما سمع كلمتها قال بهدوء:
– مش هو اللي واجعني بس .. قلبي واجعني بردو!!
إقتربت منه بتحاوط خصره تميل بوجهها لناحية صدرُه البعيدة عنها تقبل موضع قلبه برفق و حنان و هي لسه محتفظة بكفه في حضن كفها، و كانت هتبعد، لولا محاوطته لكتفيها فـ إبتسمت تريح رأسها فوق صدره تحاوط خصرُه مغمضة عيناها
تستشعر لمساته الدافئة على ضهرها و ذراعها!
وصلا، فـ إبتعدت عنه تنظر له محاوطة جانب وجهه اللي مش في مُقابلها بتقول بحُب:
– إنت حبيبي يا عزيز!!!
إبتسم و قبّل جبينها يقول بحنان:
– و إنتِ عُمري!
إبتسمت و غادرت السيارة و خرج هو الآخر، وقفته بتقف جنبه و بتقول بحماس مُفاجئ:
– بقولك إيه .. أنا هجري و لو إنت شاطر إمسكني!!!
ضحك على طلبها المُفاجئ و سألها بخبث:
– و لو مسكتك المُقابل إيه؟
هتفت هي مقطبة حاجبيها:
– مبتعملش حاجة لله كدا أبدًا!!
إبتسم و مال عليها بخُبث ينظر لها بيقول:
– لو مسكتك هتلبسيلي قميص النوم الأحمر اللي أنا بحبُه!!
شهقت بتقول بخجل:
– القليل الأدب ده؟ لاء ده أنا يادوب قِستُه حسيت إني يواقفة من غير لبس!!
– م هو ده المطلوب .. يلا إجري .. و هعد من واحد لـ تلاتة كمان عشان أديلك فُرصة!!
قال قارصًا ذقنها بلُطف، فـ إبتسمت هي و صفقت بحماس بتقول:
– ماشي!!
و بدأت بالفعل بالركض في الجنينة، حسِت بيه بيلحقها بخطوات شديدة السرعة وترتها و خلتها تتخض و هي بتحاول تزود سرعتها لكن في ثوانٍ معدودة كانت بين إيديه في الهوا، شهقت ممسكة بكتفه بترجع راسها لـ ورا من كُتر الضحك بتقول بدهشة:
– إنتَ جريت بسرعة أوي، ده أنا ملحقتش!
غمزلها و هو متجه بيها لباب الفيلا:
– هو أنا أي حد .. خبّطي!!
طرقت على الباب فـ فتحت إحدى الخدامات، مشي بيها في بهو الصالة و طلع على السلم و هو بيهمسلها بخبث:
– متنسيش إتفاقنا!!
ضحكت بتقول بمكر:
– لاء هنام بقى!!
– إنــســــي!!
قال و هو بيرجع راسُه لورا كعلامة على الرفض التام، فـ إبتسمت مسندة راسها على صدرُه دخل جناحهم و منه لأوضتهم، دخل بيها على أوضة اللبس و نزلها، طلع من دولابها قميص النوم اللي كان قاصدُه بيقول بجدية:
– خمس دقايق و ألاقيكي طالعة بقميص النوم ده .. لو عدت خمس دقايق و ثانيتين هدخل ألبسهولك أنا!!
خطفته منه و قالت بخضة:
– لا والله .. طب يلا إطلع برا!!!
قرّب منها بيقول بمكر:
– طب م أساعد!!
هتفت بحدة:
– بلاش سفالة .. و إطلع يلا!!
– هطلع أهو!!
قال و هو بيغمزلها بمكر و طلع، أسرعت هي تنزل ثيابها لتشهق من الخجل و هي شايفة القميص مش خافي من جسمها حاجة، إتكسفت تطلع لكن حدثت نفسها بتقول و هي بتشاور لنفسها عشان تهدى:
– إهدي يا نادين .. ده جوزك .. و ياما شافك من غير هدوم أصلًا!
خدت نفس عميق و طلعت، لقتُه قاعد على الكنبة ماسك تليفونه، رفع راسها ليه فـ إرتفعا حاجبيه بإعجاب و هو شايفها واقفة بتضم كفيها لتحت بخجل بان على وشها و جسمها اللي كان مُنكمش، قام بيقرب منها بتروي .. مُبتسم و عينيه بتاكُلها، حاوط وجنتيها .. و مال على شفتيها يعطيها قبلة خفيفة مغمغمًا بحُب:
– أجمل بنت شافتها عيني!! عايز أكلك!
إبتسمت بخجل و عينيها متثبته على جوار شفتيه المجروح، قطبت حاجبيها بحُزن و حاوطت وجنتيه بتشرأب بعنقها و بتقف على أطراف أصابعها، مُقبلة ذلك الجرح قبلة عميقة رقيقة، بتهمس و وشفايفها قريبة من خاصته:
– أسفة يا حبيبي!
ثم قبلت ذقنه و شفتيه و دقات قلبها تتسارع، فـ لا تعلم لمَ إجتاحتها رغبة جامعة في تقبيل كل إنش بوجهه، بل و الإلتصاق بجسدُه و وإحتضانه، إبتسم على فعلتها و في ثوانٍ كان يحملها، يضعها على الفراش و هو يهمس أمام شفتيها:
– عايزة تجننيني صح؟
قالت و هي تنظر له بحب:
– إنت مجنون خِلقة يا عزيز!!
– أنا مجنون بيكي .. تعالي أثبتلك!
قال مُبتسمًا يميل على حنايا عنقها يُقبلها بقبلات متقطعة عميقة إبتسمت على أثرها محاوطة عنقه، غمضت عينيها بتقول برقة:
– بحبك يا عزيز!!
– بموت فيكِ .. يا روح قلب عزيز!!
قال و هو يشعد بشفتيه لشفتيها، و لا يعلم كيف يكون بهذه اللهفة عليها و هي بين يداه، يعشقها بل و يهيم بها، و على نقيض لهفته .. و جنونه بها و إشتياقه الذي لا حد له لها .. إلا أنه كان يعاملها كالماسة، رقيقًا معها و كأنه لازال خائفًا من تكرار أمر نزيفها مرة أخرى، كان يعاملها و كأنها ليلتها الأولى، يعشقها و لكن يخاف عليها!
*******
بعد مرور إسبوعان، كانت نايمة ببن أحضانه شفتيها على عنقه، إستفاق هو قلبها و دثر جسدها العاري بالغطاء حتى لا تبرد، و قام بيجهز عشان يروح شُغلُه، صحيت هي بعد نص ساعة، بتتآوه بألم و هي حاسة بـ قطر دايس على جسمها، بتغمغم بتعب:
– عزيز .. جسمي متكسر أوي!!
ترك عزيز برفانُه و قرّب منها بيقول بحاجبي تقطبا:
– ليه يا حبيبتي حاسة بإيه؟
هتفت هي بإستنكار لسؤاله:
– ليه إيه يا حبيبي .. إنت اللي بتسأل!!
هتف هو بمكر:
– طب م إنتِ كُنتِ واحشاني أعمل إيه يعني!!
قرّب منها و حاوط خصرها من فوق الروب اللي لبسته، و مال على شفتيها لكن سُرعان ما حطت كفها على شفتيها و هي حاسة بإنقلاب معدتها من ريحة عطره، و في لحظة بعدتُه عنها و قامت بتجري على المرحاض، إستغرب اللي عملتُه لكن ركن ضيقٌه لما سمعها بتستفرغ!!، راحلها بيلملم خصلاتها لـ ورا بيغمغم بحنان:
– سلامتك يا حبيبتي .. إهدي!!
غسلّها وشها بيلفها ليه و بيجفف قطرات المايه بالمنشفة، إترمت في حضنه ماسكة بطنها بتقول:
– عزيز .. تعبانة أوي!!
قطب حاجبيه بضيق على حالها بيقول و هو بيربت على ضهرها:
– حبيبتي .. نروح لدكتور؟
نفت براسها بتقول بتعب:
– لاء يا حبيبي مش لدرجة دكتور .. أنا غالبًا عشان كلت من برا إمبارح فـ معدتي تعبتني!! إن شاء الله هبقى كويس متقلقش!
– مقلقش إزاي يا نادين! إنتِ وشك مافيهوش نقطة دم!!
قال و هو بيحاوط وشها بيرجع خصلاتها ورا ودنها، فـ حطت كفيها على كفيه بتقول بهدوء:
– و الله يا حبيبي ما تقلق .. روح إنت شغلك و لو حصل أي حاجة هكلمك تيجي على طول!
ربّت على خصلاتها، بيقول بهدوء:
– طيب .. و أنا هكلمك أطمن عليكي!
أومأت له بإبتسامة مرهقة، مال يُقبل وجنتيها بيقول بحنان:
– متتحركيش من الجناح و أنا هخلي أم حمادة تجيبلك الفطار هنا!
أومأت له بهدوء، فـ ربت فوق ذراعها و غادر، فـ شردت هي أمامها بعيون مشخصة!!
**********
بأقدام هُلامية وقعت أرضًا و هي ممسكة بين يديها أختبار الحمل، تتنفس بصعوبة و كفها الآخر فوق شفتيها تمنع نفسها من الصراخ .. تردد بجنون و هي تنظر للشرطتان مش قادرة تصدق:
– حـ .. حامل .. أنا .. أنا حامل!!!
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية أغوار عزيز – عزيز ونديم)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رائعه