روايات

رواية المنبوذ الفصل الأول 1 بقلم محمود الأمين

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية المنبوذ الفصل الأول 1 بقلم محمود الأمين

 

البارت الأول

 

تعرفوا كام واحد فى الدنيا بيتعرض للظلم والخذلان والتنمر.. كتير جداً
يمكن الكلام ده بقى موجود فى العالم كله دلوقتي
بس هو ده ممكن ينعكس على الناس اللى ممكن تتعرض ليه بأيه؟
ممكن مثلا توصل للقتل

طريقة القتل فى كل الجرايم واحدة.. وده بيدل أننا قدام قاتل متسلسل.. وكعادة القاتل المتسلسل دايما بيسيب علامة مميزة على جسم الضحية.. والعلامة اللي سابها القاتل مع ضحاياه أنه بيقطع لسانهم.. ده ليه معرفش؟
بس المرة دي كان جوه الشقة كاميرات مراقبة واضح أن المجنى عليه كان شكاك.. ومش بس كده الكاميرات كانت من نوع قيم وغالى جداً بيسجل صوت صورة
وده خلانا سمعنا المجنى عليه بيقول للقاتل اللي كان ملثم من خلال حوار دار بينهم قبل الجريمة
(مكنش قصدى أتنمر عليك)
….
القاهرة.. ديسمبر 2015
كنت واقف في المحاضرة بشرح للطلبة كالعادة.. فى بعض الطلبة مركزة والبعض الاخر سرحان فى ملكوت تانى
طلعت القلم وكتبت على السبورة.. سؤال
بغض النظر عن السؤال
إلا إنه اللي رفع أيده على أنه يعرف الاجابة كان واحد بس
أسمه كمال.. كمال معروف أنه طالب عنده ظروف خاصة هو بيتلعثم فى الكلام ودى حاجة خلقة ربنا، اللهم لا أعتراض ربنا يشفيه
كنت خايف أقوله قوم جاوب عشان عارف اللي هيحصل.. لكن قولتله
_أتفضل يا كمال جاوب
قام كمال وبدأ يجاوب لكن كنت شايف إبتسامات السخرية من طريقته على الوشوش.. ورغم كده أستحمل كمال كل حاجة وكمل الإجابة اللي كانت صح
مسكت القلم وكتبت أسمه عندى فى الدفتر ووعدته بدرجات أعمال السنة.. ولأول مرة أشوف الابتسامة على وشه، قد أي جميل جبر الخواطر

خلصت المحاضرة وكل الطلبة خرجت ماعدا كمال.. فضل قاعد وكامش فى نفسه وبدأ يحط أيديه على ودانه
سبت حاجتى اللي بدأت المها.. وقربت منه وقعدت جمبه وأنا بسأله
_ مالك يا كمال فى أي؟
رد عليا كمال بتلعثم ممزوج بعياط وقلى
_ هو مش راضى يسكت.. بيصرخ في ودانى
_ هو مين ده يا كمال اللي بيصرخ في ودانك؟
_ أسكت عشان متتأذيش هو سامعك وشايفك
_كمال إهدى مفيش حد معانا هنا.. إهدى واحكيلى فى إى؟
بصلى كمال وقال
_ مكنتش عايز أدخل البيت يومها.. بس أنا اللي شوطت الكورة ودخلت هناك.. أضطريت أدخل عشان أجيبها
لكنى شوفت.. شوفت اللي وصلنى لكده
_ شوفت إى يا كمال؟.. أنا مش فاهم حاجة ممكن توضح؟
_ كان شبهى بالظبط وواقف على بعد مترين.. عينيه كانت بيضة تماماً وإيديه كانت عبارة عن حوافر كبيرة، كان بيقرب منى وأنا لازق تقريباً فى الأرض مش عارف أتحرك
لحد ما بقى فى وشى، وقعت من طولى وأنا هموت من الرعب.. ولما قومت لقيت نفسي كده
أنا كنت كويس.. كنت كويس ومليش ذنب عشان يتريقوا عليا

طبطبت عليه وحاولت أهون عليه.. رغم إنى مش فاهم أى حاجة من اللي بيقولها!.. حسيته تعبان أو عنده مشكلة نفسية
قومته من مكانه.. ومشى وخرج من الباب
قعدت كده مكانى شوية أفكر فى كلام كمال اللي بحاول أشوفله ترتيب وأفهم منه أى حاجة!
مفيش خمس دقايق وسمعت كمال بيصرخ.. جريت وفتحت الباب عشان الاقي ولد أسمه عاصم بيقول
_ أبو نص لسان بيعيط وبيصرخ يا جماعة وفاكر أنه هيصعب علينا
الكلية كلها كانت بتتفرج على الموقف ده منهم عديم الدم والاخلاق اللي بيضحك بمنتهى الأستفزاز.. ومنهم اللي واقف مش عاجبه اللي بيحصل بس مش قادر يتكلم عشان عاصم هو ابن عميد الكلية الدكتور فاروق الجارحى
قربت من كمال وطبطت عليه وأنا بقوله
_ معلش يا كمال روح أنت وأنا هتصرف
..
بصلى كمال بصة كلها حزن وقلى
_ حاضر يا دكتور.. حاضر
قربت من عاصم وقولتله
_ عيب اللي أنت بتعمله ده يا عاصم.. ده مهما كان زميلك وغلط أنك تعمل كده
_ وأنت مين بقا عشان تعرفنى الصح من الغلط.. وبعدين أنت نسيت أنا إبن مين ولا إي؟
_ لا عارف كويس إنت إبن مين.. والدك رجل علم أسمه الدكتور فاروق الجارحى اللى أنت بتعمله ده بيشوه سمعه والدك
_ والنبى ملكش دعوة بسمعة الوالد.. عشان إنت واللى زيك مش من مستوانا عشان تجيبوا سيرتنا
حسيت بالإهانة قدام الطلبة بسبب الكلمة دي.. وعشان كده محستش بنفسي غير وأنا بمسكه من دراعه وبذوقه بعيد
بصلى وهو مبرق وقال
_ ينهار أبوك أسود هى حصلت تمد إيدك عليا ودينى لهوريك

مفيش ساعة ولقيت نفسي موقوف عن العمل وتم إحالتى للتحقيق من قبل الدكتور فاروق الجارحى.
روحت التحقيق وحكيت اللي حصل ومفيش فايدة ودى حاجة متوقعة.. الدكتور فاروق الجارحى عمره ما هيغلط إبنه وكان رده على كلامى وقتها إنت مالك وتتدخل ليه؟
وحذرنى إنى أقرب من إبنه مرة تانية
….
القاهرة.. نوفمبر 2020
هنا قسم شرطة المعادى.. جالنا بلاغ عن سمع أصوات صراخ وأستغاثات جاية من ڤيلا دكتور فاروق الجارحى
على الفور أتحركت أنا ملازم أول أشرف عبد الحميد ومعايا قوة من الأمن على موقع الحادث
وصلنا قدام ڤيلا فخمة جداً.. ونزلنا بسرعة
لاحظت أن مفيش بواب للڤيلا ولا حتى حارس آمن وده غريب طبعاً بس مش هو ده اللي أستوقفنى
باب الڤيلا كان مقفول بإحكام شديد.. خبطة والتانية أتفتح الباب عشان نكون مع صدمة شلت الكل مكانه
شوفنا شاب في العشرينات.. متعلق من رجليه في السقف منزوع الملابس تماماً وعلى جسمه آثار تعذيب فاتح بوقه على الأخر ونازل منه شلال دم
المنظر كان بشع ومقرف جداً.. طبعاً الطب الشرعى والمعمل الجنائى والنيابة حضروا والمكان أتقلب.. لما نزلوا الجثة على الأرض أكتشفنا كارثة.. لسان الجثة مقطوع
فى اللحظة دي دخل واحد كبير فى السن.. شكله أبوه أول ما شاف المنظر مسك قلبه ووقع على الأرض وبسرعة جات عربية إسعاف ونقلته على المستشفى
طبعاً أترفعت البصمات من المكان كله.. وبعد التحريات والتفتيش لقينا فى البيت كمية كبيرة من المخدر’ات واضح إن المجنى عليه كان بيتعاطى جرعات كبيرة منها
..
رجعنا القسم من تاني.. كان في حاجات كتير خرجناها من المكان.. منها فلوس كتير وعملات مختلفة ده غير أنواع المخدر’ات الكتير
طبعاً كان فى متابعة مع حالة والد المجنى عليه اللي دخل العناية بعد إصابته بأزمة قلبية حادة
وبعد يومين جات نتيجة رفع البصمات.. واللي كانت مخيبة جداً.. مكنش فيه غير بصمات المجنى عليه بس
أما عن تقرير الطب الشرعى فده أثبت وجود أثار مقاومة من المجنى عليه رغم أنه مع التشريح تم إثبات تعاطى المجنى عليه كمية كبيرة من المخدر وده يثبت أنه مكنش فى وعيه بالكامل أثناء المقاومة.. بجانب أن اثار التعذيب اللي على جسم المجنى عليه تمت بآلة حادة
واضح أننا قدام مجرم مدخلش الڤيلا بغرض السرقة وإنما بغرض القتل

فات أسبوع على الجريمة عشان نتفاجئ.. ببلاغ تانى جاى من المستشفى بيبلغونا إن الأستاذ فاروق الجارحى أتقتل في العناية.. أتحركت أنا وقوة من القسم على المستشفى وصلنا هناك واللى شوفته مكنتش متوقع نهائي
يتبع الجزء الثاني

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x