رواية أسيرة في بيت الإمام الفصل الثامن 8 بقلم شيماء طارق
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية أسيرة في بيت الإمام الفصل الثامن 8 بقلم شيماء طارق
البارت الثامن
نادين (بدموع وبتبص في الأرض):
ـ ليه تعمل فيا كده… دي أمي برضه! إزاي تبيعني وتسيبني بالطريقة دي وكمان بتهددني مش كفايه اللي عملته فيا طول عمري حرام عليها بقى؟
يحيى (بيقرب منها ويحط إيده على كتفها ويقولها بهدوء وحكمه):
ـ اسمعيني يا نادين… اللي باعك مرّة يبيعك ألف ومش هتفرق معاه ما تبكيش على حد ما يستاهلكيش حتى لو كانت امك كل اللي بينك وبينها صله الرحم لو هي محتاجاك هتكوني جنبيها ومش هقدر امنعك عنها علشان دي امك ورحمك مهما سوت فيك معلش استحمليها؟!
نادين (بتنهار وبتقوله وهي بتخبط في صدره بضعف):
أنا ماليش حد يا يحيى… حتى هي راحت وسابتني كل اللي بحبهم سابوني ليه ليه بيحصل لي كده!
يحيى (بيضمها لصدر اكثر وبيقول بحنيه):
ـ لأ… ليكي. أنا اهنا وامي هي امك واخواتي البنات اخواتك احنا اهنا اهلك خلاص يا بت عمي، انسي اللي راح وما تفكريش الا في المستقبل؟!
نادين (بترد وهي في حضنه، بصوت متقطع وبتقول):
ـ أنا تعبت… مش قادرة أتحمل أكتر من كده خلاص ما بقاش في طاقه!
يحيى (بيمسح دموعها، ويبصلها بثبات وبيقول):
كفاية دموع يا نادين إنتي جامدة ما تسويش في حالك اكده… وأنا مش اهملك تواجهي الدنيا لوحدك تاني انا هكون وياك علشانك اكده ما ينفعش تخافي طول ما انا موجود في حياتك؟!
نادين ( بتبص في عينيه وهي منهارة وبتقول):
ـ طب ولو سابتني؟ أنا هعيش إزاي؟
يحيى (بصوت هادي لكنه واثق قال): ما تقوليش اكده لانك هتفضلي طول عمرك عايشه ويانا
وهتعيشي مرفوعة الراس… وسط ناس بتحبك وتخاف عليكي. صدقيني، الليلة دي هتكون آخر مرة تبكي فيها من الوجع والخيانة وفي دار الحج عمران ما فيش دموع تاني؟!
نادين (بتتنهد وتقول بهمس):
ـ نفسي أصدقك؟
يحيى بيقول بحب وثقه: خليكي واثقه فيا وانتي هتصدقي كل حاجه بقولها ومش رايدك تبكي تاني الدنيا مش مستاهله؟!
يلا بقى روحي اقعدي مع البنات وامي لحد ما اطلع الجبل اشوف المشكله اللي عاملها ولد عمي مع المطاريد انتي خابرة اني الكبير ولازما اكون حاضر؟!
نادين (بقلق بتمسك إيده وتقول بخوف): هو انت هتسيبني لوحدي يا يحيى؟
يحيى (بيمسك إيدها التانية ويطمنها ويبوس على راسها ويقول):
ـ مش هتكوني لوحدك. أمي وأخواتي وياكي وبعدين أنا راجعلك والله طوالي بس قولي إن شاء الله ادعيلي بس للموضوع ده يخلص بسرعه؟!
نادين (دموعها مش عايزة تقف وهي بتحاول تبان قويه بتقول):
ـ خلاص… روح. بس أوعى تتأخر؟!
يحيى (بيهز راسه بابتسامة خفيفة):
عشان خاطرك، هخلص بسرعة ما تقلقيش بقى همليني؟!
(بيسيبها وهو بصص لها آخر نظرة كلها طمأنينة، ويمشي بخطوات واثقه ويروح المجلس اللي عامله مع مطاريض الجبل علشان يحل المشكله)
(في المجلس كان عامر كبير المطاريد قاعد ومعاه مطاريض الجبل وفي ناس كثيرة من البلد والجو مليان عصبيه والكل كان قاعد متضايق)
الشيخ عبد الحكيم (من كبار البلد، بصوت مليان غضب قال):
ـ ما يصحش اللي بتسووه يا ولاد، البلد دي ليها حرمة ما ينفعش تطلعوا وتدخلوا كيف ما انتم رايدين!
عامر زعيم المطاريد (بلهجة مليانه تحدي قال):
ـ واحنا لينا حق عندكم… الأرض دي بتاعتنا، وانتو خدتوا خيرها وسايبنا جعانين وما تنسوش ان انتم اهلنا وناسنا واحنا ما فرقناش وياكم قريبين تسيبونا جعانين وتمتمه باخر حاجه ولدكم اللي جه علينا وسوى اللي ما يعجبش حد واصل؟!
(بيدخل يحيى بخطوات واثقة، السلام بيسبق حضوره. وبيسلم عليهم ويقعد في النص)
يحيى هو بيتكلم بمنتهى الاحترام قال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… إهدوا أكده يا رجاله ما فيش حاجة بالخصام تتحل ولا بالمشاكل!
زعيم المطاريد عامر(يبص له بشك بيقول): ما ولد عمك اللي عمل العمله دي يا شيخ يحيى يا امام الجامع يا اللي مش قادر توقف اهلك وناسك ؟!
يحيى (بهدوء ورجولة): علشان اكده انا جيتلك لحد اهنا يا معلم عامر لان ربنا قال في كتابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم: فأصلحوا بين أخويكم) واحنا اخوات ما ينفعش نزعل من بعضينا؟!
عبد العزيز ابن عمي يحيى قال:
ـ بس يا يحيى، هما اتعرضوا للغفر وكانوا هيولعوا في الزرع !
زعيم المطاريد (بيضرب على الترابيزه وبيقول):
لو ما أخدناش حقنا، نولّع الدنيا كلها مش شويه زرع!
يحيى (يبص له بثبات، صوته واطي لكن مليان قوة):
ـ طيب يا خويا… إيه هو حقك؟ قول قدام الناس وانا هجيبه لك بس لو لينا عندك حق هناخده برده قبل ما نمشي؟!
زعيم المطاريد (يتلجلج شوية،وبعد كده بيقول):
رايدين أمان… ورايدين ناخد جزء من الغلة اللي من أرضنا من بعد ما ترمينا في الجبل وكل الارض بقت للبلد واحنا ما بقيناش منها رغم إحنا من اهلها وناسها؟!
شيخ البلد بيتكلم ويقول:
الأرض ليها أصحاب كيف رايدين تاخدوها ؟
يحيى (بيرفع يده كإشارة للسكوت كله بيقول):
ـ اسمعوني… مش هنخلي الفقر وقله الاكل تتغلب عليكوا علشان تسوي الأفعال دي كلها
نعمل لجنة من أهل البلد تشوف مين ليه حق ومين مظلوم. واللي ليه حق والله ما حد يقدر يمنعه عنه وليكم في الغله وليكم في الوكل والشرب لاننا كلنا بشر ولازما نراضي بعض هو في الاول ولا في الآخر إحنا اهل؟!
زعيم المطاريد (بصوت متردد):
ـ وانت تضمن الحديت ده يا شيخ يحيى؟
يحيى (بحزم):
ـ أضمن… قدام ربنا، وقدام رجالة البلد دي. بس بشرط، توقفوا الأذية والبلطجة والا البلد كلها تقف ضدكم وانا اولهم ؟!
(الكل بيسكت و المطاريد يتبادلون نظرات. ويحيى يبصلهم بعين واثقة.)
مسعد من مطاريد الجبل قال بصوت هادي: الشيخ يحيى معروف بصدقه قدام الناس كلها واحنا نشهد له وما لوش اي مصلحه انه يكذب في حاجه كيف اكده احنا وياك يا شيخ يحيى!
زعيم المطاريد (بيتناهد ويهز راسه ويقول): خلاص انا اديتك كلمه وهنوقف عن الاذيه العداوة؟!
يحيى (بابتسامة رضا قال):
ـ جزاكم الله خير. هو ده اللي يرضي ربنا… ويريّح قلوبنا؟!
(الرجالة بيهللوا ويقولوا “الله أكبر” و”بارك الله فيك يا شيخ
يحيى بياخد نفس عميق وهو مطمئن إن الدم مش هيسيل مره ثانيه)
(نادين قاعدة في
الاوضه وشها لسه باين عليه التعب. أخوات يحيى قاعدين حواليها، بيحاولوا يفتحوا معاها كلام.)
ساميه (اختي يحيى الكبيره في البنات قالت بابتسامه هاديه):
ـ مالك يا نادين؟ شكلك مهمومه يا خيتي خير صار لك حاجه؟!
نادين (تبتسم ابتسامة باهتة):
ـ لأ… مفيش. يمكن تعبانة شوية بس او مرهقه؟!
زينب (وهي بتقرب منها وبتقول بحنيه):
ـ انتي مش غريبة عنّا يا نادين… اعتبرينا أخواتك. اللي في قلبك قوليلنا.
نادين (بصوت متردد وهي بتقول بحزن):
ـ أنا… حاسة إني دخيلة هنا وانتم مجبور انكم تستحملوني علشان خاطر يحيى وعلشان خاطر وصيه عمي ويحيى نفس الموضوع؟!
ساميه (بتمسك إيدها وتضحك بخفة):
ـ دخيلة إيه بس؟ ده انتي نورتي الدار كلتها والله من يوم ما دخلتي وإحنا اعتبرناك اختنا الرابعه؟
نادين (تدمع عينيها من غير قصد):
ـ بجد؟ إنتو شايفني اختكم يعني انتم مش متضايقين من وجودي؟
زينب (بحماس):
ـ أيوه طبعًا! ايوه وكمان اصبري ده انا هتلاقيني روشاكي بستلف منك طرحه النهاردة جلابيه بكره عبايه شويه بلوزة خليكي تزعلي مني وتقولي بلاش منها اخوه؟
(الكل بيضحك، الجو يخف.)
(أم يحيى بتدخل وهي شايلة صينية فيها شاي)
أم يحيى (بصوت هادي): قلت اسوي شاي واجي اشارككم القاعدة الحلوة دي بتسوي إيه يا بناتي ؟!
نادين (بتقوم بسرعة عشان تاخد الصينية منها وتقول): شكرا يا مرات عمي هاتي الصينيه عنك ؟!
أم يحيى (تبصلها برقة، وبتحط الصينية على الترابيزة وتقول):
ـ لا يا بتي، اقعدي. إنتي كيف بناتي بالظبط والله ومعزتك في قلبي كيفهم بالظبط ما تفرقيش عنهم حاجه يا بت الغالي ؟
نادين (بتتأثر جدًا بكلامها وتقول):
ـ زي… بناتك؟
أم يحيى (تبتسم، وتلمس كتفها وتقول):
ـ أيوه يا نادين. من ساعة ما دخلتي بيتنا، بقيتي بتي. ولو حد زعلك… يبقى زعلني أنا ده انتي بت الغالي ومرتي الغالي وحته من قلبي انتي لحمي’نا ود’منا يا بتي؟!
(نادين ما قدرتش تمسك دموعها، وتقوم من مكانها وتروح على مرات عمها وتبوس ايديها )
نادين (بصوت مكسور قالت):
ربنا يخليكي ليا يا مراة عمي… أنا عمري ما حسيت بالحنان ده مع امي ولا عمرها عملت معايا اللي انت بتعمليه معايا من وقت ما دخلت البيت ده.
(البنات بيتلموا عليها والجو بيبقى مليان دفا ونادين بتحس لاول مره إنها مش وحيدة انها في وسط بيتها وعيلتها واهلها وناسها اللي كانت مفتقداهم وهي عايشه لوحديها في القاهرة)
في القاهرة، بالليل سمر ام نادين قاعدة مع رجل اعمال وهو اسمه رفعت الشناوي على ترابيزة في ركن بعيد، وشكله متوتر)
رفعت: (بصوت واطي)
ـ اتأخرتي ليه انا قلت مش هتيجي وهتهربي زي العادة؟
سمر: (بغضب مكبوت) وانا ايه اللي هيخليني اهرب ده انا جايه لك وجايبه لك مفاجأة معايا؟!
رفعت: المبلغ اللي اخذتيه يا سمر مش قليل ولازما الفلوس تبقى عندي في ظرف ثلاث ايام ودي آخر مهله هديها لك؟!
سمر: (بترفع إيدها وكأنها بتهديه وتقول) استنى واهدى بالله ده انا هديك حاجه اضعاف اضعاف المبلغ اللي انا اخذته منك ده انت اللي هتديني فلوس عليها كمان؟!
رفعت: (بشك)
ـ إزاي يعني؟
سمر: (بتبتسم بخبث وبتقول) هجوزك بنتي نادين ويبقى زيتنا في دققنا؟!
رفعت بيقولوا هو مندهش ومش قادر يفهم ازاي بتقوله كده قال:
ـ بنتك اللي اسمها نادين اللي كانت بتطلع على التيك توك بلوجر صح؟! الناس كلها بتتكلم عن اختفاء مش اتجوزت ابن عمها وبقت في الصعيد دلوقتي ازاي هتجوزها لي؟
سمر: (بسرعة)
ـ أيوه، هي البنت دي غالية عنده قوي واللي عايز ياخدها يدفع فيها كثير هديها لك بس تنسى موضوع الفلوس وهساعدك تاخدها وانا عارفه انك عينك منها من زمان!
رفعت: (بيفكر لحظة، وبعدين يضحك بخبث) تمام موافق على الصفقه دي البنت حلوه وعجباني انا مش هعمل حاجه غير انها تجيلي لحد عندي الجواز هيكون عرفي تمام؟
سمر: (بحدة) متجوزها زي ما انت عايز بس اسمع… أنا مش عايزة أي حد يعرف إن ليّا دخل بالموضوع. البنت تتاخد من غير ما اسمي يتجاب.
رفعت: (يهز راسه بثقة) هو انتي عايزاني اني اخطفها يا سمر في إيه انتي اتجننت ؟!
سمر: لو انا بقيت موجودة وتعرفت الموضوع كله هيتقفش وكل حاجه هتبوظ بس لو انت عملتها من بعيد لبعيد ما فيش حد هيعرف؟!
رفعت :تمام يا سمر هبعت الرجاله يخلصوا الشغل من غير ما حد يعرف !
سمر: (قالت بصوت بارد مليان جشع)
خلص الموضوع بسرعة… قبل فرح نادين من يحيى علشان تذوق البسبوسه وهي طازة؟!
رفعت: ماشي يا سمر يبقى لك الحلاوة ولو الموضوع ده خلص؟!
قدّام بيت يحيى بالليل. الجو هادي، نادين خارجة من البيت مع يمنى أخت يحيى عشان يشتروا حاجة من بره فجأة عربية نص نقل بتوقف قدامهم)
يمنى: (اول ما شافت العربيه قالت باستغراب) إيه العربيه دي كلها وايه اللي جابها اهنا حدانا وليه واقفه قدام الدار؟
نادين: (بقلق)
ـ مش عارفة… يلا نمشي بسرعة علشان انا خفت يا يمنى يلا بسرعه.
(بينزل منها ٣ رجالة،ملثمين وبيروحوا التجاهل)
الراجل الأول بيروح على نادين وبيقولها: يلا بسرعه من غير صوت علشان ما تندميش وانتي يا بت ارجعي ورا علشان ما اخدكيش انتي كمان معاها؟
نادين: (وهي بتصرخ على خيرها ومرعوبه قالت)
ـ إنتو مين؟ عايزين إيه؟
يمنى: (بتزعق فيهم بغضب وبتقول)
ـ إبعدوا عنها! دي مرات أخويا ما حدش يقرب منها تعالي يا خيتي!
الراجل التاني: (بيزق يمنى لورا وبيقولها ) بقولك ابعدي يا بت علشان ما اشو’هش وشك دلوقتي؟!
نادين: (تصرخ هي بتقول)
ـ يحيــــــــــــــى!
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية أسيرة في بيت الإمام)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)