رواية أغوار عزيز – عزيز ونديم الفصل العشرون 20 بقلم سارة الحلفاوي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية أغوار عزيز – عزيز ونديم الفصل العشرون 20 بقلم سارة الحلفاوي
البارت العشرون
الفصل العشرون
– إيه ده .. يا عزيز يابني؟!!!
هتف عزيز بهدوء:
– تعالي يا أمي إنزلي نتكلم!!
هتفت ثُرية بحدة و هي بتنزل السلم:
– نتحدت في إيه يا ولَدي .. بتعمل إيه إهنه دي!!!
وقفت ثُرية أمامهم، فـ رفعت نادين كفها اللي عزيز مش ماسكُه بتمشي على دراعه العضلي و هو بيقول:
– أنا إتجوزت نادين تاني يا أُمي، نادين مالهاش علاقة بموت شريف و إنت عارفة كويس. الكلام ده .. بأمارة الواد اللي دفعتيلُه عشان يقول إن هي اللي كانت بتتابع معاه، و ده محصلش!!
إتنهد بيستعيد تلك الذكريات السيئة و بيقول و هو شايف وشها بيُمتعض:
– أنا مش هقولك تعامليها كويس .. أنا مش عايز بينكوا تعامُل خالص!!
مقدرتش ثُرية تسكت و هدرت بحدة:
– يعني إنت متجوز بنت اللي قتل أخوك و جايبها هنا تقعدها في نص بيتي و أنا المفروض أحُط جزمة في بؤي!!!
هتف عزيز بهدوء:
– لاء خالص يا أمي، لو تحبي أنا ممكن آخدها و أمشي دلوقتي و أوعدك هجيلك كل يوم أطمن عليكي!!
صمتت للحظات قبل ما تقول مُقطبة حاجبيها:
– لاء يا عزيز .. مجدرش أقعد من غيرك يا ولَدي!
ظل مُحتفظًا بكفها داخل أحضان كفه ليمد الآخر خلف عنق والدته يُقبل جبينها قائلًا بإبتسامة هادئة:
– و لا أنا يا ست الكُل!!
إغتاظت نادين من فعلتُه لكن صمتت، و بعد لحظات ودّعها و صعد مع نادين لجناحهما، إبتسمت عندما دلفت له و تركت كفه مرتمية على الفراش، فـ قال هو مُحررًا أزرار قميصُه:
– هاخدد شاور و أروح الشركة يا نادين!!
– هتتأخر؟
سألتُه بلهفة فـ إبتسم مُجيبًا:
– لاء يا حبيبتي!
أومأت له بإبتسامة، و نهضت تُبدل ثيابها في غرفة تبديل الملابس، خرجت بـ كنزة شتوية فضفاضة بـ رقبة على سروال قصيرة و في قدميها حذاء قطيفة، رفعت خصلاتها لأعلى و خرجت له، فوجدته لازال في المرحاض لكنه فاتح بابه يقف أمام المرآة مُمسكًا بـ ماكينة الحلاقة خاصته، شهقت و أسرعت تدلف للمرحاض واقفة جوارُه بتقول بأعين متوسعة:
– إنت بتحلق دقنك!!! متحلقهاش يا عزيز سيبها!!
بصلها و قال بإبتسامة:
– بحددها مش بحلقها متقلقيش!
صعدت على الرُخام أمامه بتبص للي بيعملُه بتركيز، حتى قالت بإبتسامة:
– م تديني أجرب أحلقلك كدا!!
قال بهدوء:
-مش هتعرفي و هتعوّريني!!
شهقت و كإنه سبها، بتقول بفخر:
– أنا أعوّرك!! طب ده أنا كُنت بحلق لـ بابا و أخليه فُلة شمع منورة!!
نسي كُل حاجة، نزل الماكينة و بصلها و عينيه ظهر فيها الإنزعاج .. ظنت إنه بسبب ذكر سيرةأبيها، لكنها تفاجأت بيه بيسند. كفيه جوار ركبتيها بيقول بضيق ظهر على وشُه:
– بتحلقي لأبوكِ؟! مش شايفة إنك كُنتِ واخدة عليه شوية!!
لمحت الغيرة في عيناه، فـ إبتسمت بمكر لم يلاحظُه، و حاوطت عنقه بتقول ببراءة زائفة:
– لازم أخُد عليه مش بابا .. و بعدين دي أقل حاجة، ده أنا ساعات كتير كنت بنام جنبُه على السرير!!!
إنتفخت أوداجُه أكتر و قال بحدة:
– إزاي تبقي كبيرة و شحطة كدا و تنامي جنب أبوكي على سرير واحد!!!
قالت بهدوء:
– عشان مكانش ليا غيرُه، كان كُل حياتي الله يرحمُه!!
نزل برأسه بيغمض عينيه بيحاول يتحكم في النار اللي إشتعلت في جسمُه، و هي الوحيدة اللي قادرة تطفي نار غيرتُه، رفع كفيه بيحاوط وجنتيها مُغمغمًا و وجهه قريب منها بيردد بغيرة جنونية:
– بس إنتِ دلوقتي مالكيش غيري صح؟
هتفت نادين بحُب بتحط كفيها على كفيه المثبتان على وجنتيها:
– صح يا حبيبي!!
كإنه عايز تأكيد منها أكتر، فـ قال و عينيه بتمشي على ملامح وشها:
– أنا كُل حياتك صح؟
حسِت إنها قُدام طفل صُغير، سكتت للحظات تُشعل نيران قلبُه أكتر من دون قصد، فـ شدد على وجنتيها بيقول و كإنه بيرجوها تنطق:
– ناديـن!
– آه يا عزيز!!
هتفت بها بهدوء و جانب منها يتراقص فرحًا على تلك الغيرة، فـ قال بضيق:
-آه إيه بالظبط .. قوليها على بعضها!!
إبتسمت و قرّبت نفسها منُه أكتر بتقول بحُب:
-إنت كُل حياتي يا عزيز!!
تنهد و كإنه بذلك إرتاح قلبُه، أسند جبينه على كتفها فـ ربتت على ظهرُه العاري بإبتسامة شقت ثغرها، و رجعت تقول بحماس:
-يلا تعالى أحلقلك!!!
رفع وشُه ليها و ناولها الماكينة و إلتقطتها و بدأت في تهذيب ذقنه بإنتباه شديد، و هو ينظر لها بيقول مبتسمًا:
-عايز أجيب بنوتة شبهك كدا و أفضل أدلع فيها ليل و نهار!!
هتفت هي بحنق زائف:
– و أنا اتركن على الرف بقى خلاص!!
– لاء إنتِ الأساس!!
قال بحُب يعبث بـ تلك الغرة الساقطة على وجهها، إبتسمت و لما خلّصت بصتلُه ممسكة بطرف ذقنه تدير روجهه لكي تنظر له عن كثب، و رجعت قالت بإبتسامة:
– تسلم إيديا!
إبتسم و بص لنفسُه في المراية للحظات قبل ما يقول:
– إيدك حلوة .. هجيبك إتنين و خميس تحلقيلي!!
ضربتُه فوق كتفه بخفة، فـ حملها من خصرها لتلف قدميها حول خصرُه تُريح رأسها فوق كتفُه قائلة بحُزن:
– خليك معايا .. مش عاوزاك تمشي يا عزيز!
خرج بها من المرحاض و أنزلها على الفراش برفق فـ ظلت محاوطة عنقه، لحد ما قال بحنان:
– مش هتأخر يا روح عزيز!!
هتفت بهدوء محاوطة وجهه:
– طب أنا عايزة أنزل شركة بابت بردو!
إتنهد و قال:
– شوفي حابة تنزلي إمتى و إنزلي!!!
توسعت عينيها بصدمة، بتقول بعدم تصديق:
– بجد؟ يعني هتسيبني أكمل شُغلي!!
قال بحُب:
-أي حاجة هتبسطك هسيبك تعمليها!
لمعت عيناها بحُب و حاوطت عنقه ترفع جسدها له تحتضنه، مسح على ظهرها بعشقٍ حتى إبتعدت عندما تابع:
– بس على شرط!!
قالها بتحذير فأسرعت تقول بلهفة:
– قول يا حبيبي!!
قال بيمّشي إبهامه على وجنتها:
– أرجع ألاقيكي، مش عايز أرجع ملاقيش مراتي و أقعد أكلم الحيطان
أسرعت تقول بإبتسامة:
– لاء يا حبيبي مش هيحصل، متقلقش!!
إنهالت على وجهه بالقُبلات فـ تعالت ضحكاته الرجولية، حتى نهض من عليها بيقول:
– أنا همشي بقى عشان دقيقتين معاكي كمان و هحلف م هروح!!
********
ودّعت عزيز بعناق قبل ما تنزل على الدرج و هي بتمتم بمكر:
-كدا بقى نبتدي الشُغل!
و زي ما توقعت لقِت أمه قاعدة قُدام التليفزيون بتتابع مسلسل قديم مُفضل. ليها، جريت على المطبخ و قالت لأم حمادة اللي إستقبلتها بالأحضان:
– عايزاكِ تعمليلي أكبر طبق فشار يا أم حمادة!
و بالفعل في دقائق كانت ممسكة بـ علبة الفشار المخصصة له و هي تسير بتغنج جوار ثُرية اللي صبت كامل إهتمامها فوق شششاششة التليفزيون، قعدت جنبها و ببرود خدت ريموت التليفزيون و غيّرت القناة، إنتفضت ثُرية من شدة غضبها بتهدر فيها لعنف:
– مين سمحلك تجلبي القناة يا بت إنتِ!!!
لم تعايرها نادين إهتمام و هي بتاكل حبات الفشار ببرود، إحمر وجه ثُرية من شدة الغضب و خدت منها الريموت بترميه على الأرض بقسوة، بصتلها نادين بجمود و قالت ساخرة:
– معلش يا حماتي فداكي مليون ريموت!!
حسِت ثُرية إنها هترتكب فيها جريمة، فـ قامن من جنبها بتضرب الأرض أسفل قدميها بغضب صاعدة لجناحها قُدام التليفزيون الخاص بيها، إبتسمت نادين بل و صدحت ضحكاتها الفرِحة من أول إنتقام من تلك التي قلبت حياتها رأسًا على عقب!!!
جلست بالفعل أمام التلفاز ساعتان، و من ثم نهضت لكي تأكل و صعدت جناحها،قررت تبديل ثايبها لقميص من النوم قصير باللون الأحمر القاتم وصل لما قبل ركبتيها ظهر من جسدها أكثر مما أخفى، أشعلت التكييف على وضع التدفئة، و صففت خصلاتها بتمويجات واسعة، و أبدعت في وضع مساحيق التجميل بإحترافية، تنظر للساعة و قد تبقى على ميعاد عودته نصف ساعة، موسيقى هادية ملت الجناح مع رائحة عطرها الملفت، سمعت صوت سيارته فـ أسرعت تشعل نور أصفر هادي و ضربات قلبها تتعالى متعرفش ليه، تخبأت خلف باب الغرفة، دلف هو بعد ثوانٍ بيدور عليها بعينيه بينادي:
-نادين!!
خرجت نادين من ورا الباب تحتضن خصره من الخلف متمتمة:
– قلب نادين!
إبتسم و إرتاح قلبُه اللي كان بيدق بعنف خوفًا من ذهابها .. و كإنه هيفضل عايش في كابوس إنها تمشي فجأة، لف ليها بيتأملها بإعجاب شديد، ألقت هي بنفسها بأحضانُه محاوطة عنقه تقف على أطراف أصابعها، ضمها له بشدة محاوطًا خصرها مُقبلًا عنقها بعدما أزاح خصلاتها عن عنقها، إبتسمت و سارت بأظافرها المُدببة على كتفه و ضهره تتمتم:
– وحشتني!!
إبتعدت عنه بتنظر لعيونه العاشقة، أمسكت بكفُه و. بكفها الآخر وضعته أعلى كتفه فـ حاوط هو خصرها، تمايلت بجسدها بخفة كما فعل هو يرقصان رقصة slow شهيرة، سندت راسها على كتفُه و هي. لازالت تتمايل معه تسمع همسه بصوت عاشق:
– و إنتِ وحشتيني .. أوي!!!
إبتسمت و توقفت عن الرقص تقف أمامه و تمد أناملها لتزيح جاكت بدلته عن جسده تنزعه، وضعته جانبًا و أخذت تحرر أزرار قميصُه الأسود فـ نظر لفعلتها بحاجب مرفوع بيقول بخبث مُحبب لها:
– بتقلّعيني القميص!! إنتِ أد اللي بتعمليه ده!
أومأت له بخجل، فـ رغم فعلتها الجريئة إلا أنها فعلتها بأنامل ترتجف، و وجنتي إستحالا لإحمرار إبتسم على أثرُه، قرّب منها أكتر و مسك أناملها يُقبلهم واحد تلو الآخر لما لاحظ إرتجافهم بيهمس في أذنيها بحُب:
– مهما حاولتي تمثلي دور الجريئة اللي مقطّعة بطاقتها، بردو هتفضلي بتتكسفي و بتترعشي كدا لما ندخل في الجد!!
تنحنحت بحرج بتقول و هي بتششاور بكفها الحر لـ ورا:
– هـ .. هروح أجيب حاجة!!
مال على شفتيها يُقبلها قبلة سطحية خفيفة قائلًا بإبتسامة:
– حبيبتي هتروح تجيب إيه؟
غمغمت بحيرة و إرتباك:
– حـا .. جـة!!
قالتها بصوت متقطع من شدة توترها، حاوط وجنتيها يُشبع وجهها قبلات هامسًا بخفوت أمام شفتيها:
-مش وقتُه .. مُشكلتك إنك بتحضّري العفريت و مبتعرفيش تصرفيه!!!
إبتسم لما لاقاها واقفة ساكتة مغمضة عينيها مش عارفة تقول إيه، حملها بين ذراعيه يضعها فوق الفراش قائلًا بحنان:
– بحبك يا نادين!!!
*******
– عزيز أنا بنزف آآآه!!!
كان نايمة في حُضنه لما حسِت بـ سائل دافيء بينزل منها و آلام رهيبة أسفل معدتها، صرخت بالجُملة دي فإنتفض من نومُه، صدمة إعلت وجهه لما لقى الغطا اللي متغطية بيه عليه بُقعة دم كبيرة، قام بسُرعة لبس اللي لاقاه قُدامه وسط تآوهاتها، و حط عليها إسدال فضفاض و شالها، مسكت في رقبتُه و الألم بيزيد بتصرخ بوجع رهيب:
– عزيز آآآآه مش قادرة
نزل من على السلم بيطري بيها بيقول بقلق:
– حصلك إيه!!!!
دفنت وشها في صدرُه بتعيط بحُرقة بتقول وسط عياطها:
– مش قادرة يا عزيز مش قادرة أستحمل!!!
شاور لسائق سيارته ييجي يسوق و ركب العربية و هي في حضنه في الأريكة الخلفية بيدوس على زرار فـ بيطلع إزاز كـ حاجز بين و بين السائق، كانت شِبه في أحضانه بيمسد على خصلاتها و ضهرها بيردد و القلق بينهشش في قلبُه:
-إهدي يا حببتي .. ثواني و هنوصل إهدي، أنا آسف حقك عليا!!!
نفت براسها بتقول و هي بتشدد على قميصه من ذلك الألم الذي يضرب أسفل معدتها:
– بتتأسف ليه .. مش بسببك .. مش عارفة إيه السبب!!
وصلوا للمستشفى، نزل يجري بيها في طرقة المستشفى الطويلة، حاسس إنه تايه و عاجز و مش عارف يتصرف!، لحد ما طلبوا منه يحطوها على تروللي و دخلو بيها غرفة الطوارئ، قعد على الأرض بيتلمس بنطلونه من أعلى اللي بقى عليه دمها، عينيه إتملت دموع بيردد رافع راسُه لأعلى:
– يارب عافيها .. مش بعد ما طلع عيني عشان تبقى في حضني تاني، أرجوك يارب!!
قعد ما يُقارب الاعتين بيدعي ربُه لحد ما خرجت طبيبة، وقف قدامها بيسألها بلهفة:
– كويسة؟
أبعدت الطبيبة الكمان عن وجهها بتقول بهدوء:
-هي المدام حاليًا بخير، وقفنا النزيف و الحمدلله إن حضرتك جبتها على طول، بس هي لازم تتعرض على طبيب نسا .. واضح إن في مُشكلة في الرَحم!!
سكتت للحظات قبل ما يقول بقلق:
-مشكلة إزاي يعني!
ثم إنفعل و قال بحدة:
-مـ تجيبوا دكتورة النسا هنا ليها .. مستشفى طويلة عريضة زي دي مافيهاش دكتورة نسا تشوف مراتي فيها إيه!!
حاولت الطبيبة تحتوي غضبه بتقول بلُطف:
– يا فندم إهدى بس، أنا مبقولش لحضرتك تاخدها توديها،إحنا عندنا أكفأ أطباء النسا هنا في المُستشفى .. أنا بس بعرف حضرتك إننا هنعرضها على طبيب نسا!!
قال بحدة:
– دكتورة مش دكتور!!!
– حاضر يا فندم!
قالت بهدوء و ذهبت من أمامه، و بعد ثوانٍ كان التروللي بيخرُج من الأوضة، أسرع نحوه .. بيوقفُه بإيديه و هو بيمسح على خصلاتها بحنان، شكلها و شحوب وشها و برودة جسمها خلته بيقول للممرضة و هو لسه بيبُصلها:
– مدام نزفت كتير تبقى محتاجة دم .. خُدي مني .. أنا نفس الفصيلة، خدي الدم اللي إنتِ عايزاه مني بس تبقى كويسة!!!
إبتسمت المُمرضة على ذلك الرجل العاشق حتى النخاع، فـ قال بهدوء:
– متقلقش يا فندم، إحنا كان عندنا أكياس دم كتير فصيلتها و هي خدت الدم اللازم!!
أومأ لها بهدوء و لسه عينه مثبتة على نادين، مقدرش يقاوم رغبته في إنه يشيلها بين ذراعيه، يسب ذلك الفراش الصغير الذي إحتضن زوجته عوضًا عنه، أسرعت الممرضة تقول بخضة من فعلته المفاجأةة
– بالراحة عليها يا أستاذ .. دي لسه تعبانة!!
مشّى كفه على ذراعها، و رفع راسه للمرضة بيقول بهدوء:
– أوديها أنهي أوضة؟
أشارت له على رقم الغرفة فـ سار بها بيضمها لصدره بيستشعر وجودها تاني بين إيديه، مال يُقبل عينيها قبل ما يحطها على السرير بحذر شديد، سحب كُرسي و قعد و لف للمرضة بيقول بهدوء:
– عايز أكفأ دكتورة نسا عندكوا في المستشفى تيجي على هنا لما تفوق تكشف عليها!!
هتفت الممرضة بتهذيب:
– حاضر يا فندم تفوق بس و إحنا هنشيلها في عينيا!!
و خرجت تاركة لهم بعض الخصوصية! جلس هو على الكرسي قدامها و قرب منها مسك كفها بيقول بحاجبين متقطبين و لسه صريخها و ألمها بيتردد في أذنيه:
– أنا مش عارف إيه اللي حصل .. مش فاهم ليه نزفتي كدا يا عُمري .. أنا مكُنتش عنيف .. مش قادر أفهم!
قال و هو بيفتكر تفاصيل تلك الليلة اللي كانت تخلو من أي عنف، حُب و مودة و لطافة فقط دارت بينهما، إزاي تنزف بعد ما كانت في حضنه و هو كان بيعاملها زي الجوهرة!! رفع كفها لشفتيه و قبلُه عدة مرات بيسند راسُه جنب جسمها بإرهاق شديد لحد ما غفل، و إستفاق على أنامل بتتغلغل في خصلاته بحنان، رفع راسُه ليها و إبتسم لما لاقاها فاقت، و بلهفة قام قعد جنبها بيحاوط وجنتها بكفُه و بكفه الآخر محتضنًا كفها:
– حبيبتي .. حاسة بإيه دلوقتي أحسن؟
قالت نادين بهدوء:
– أنا كويسة يا حبيبي .. شوية وجع بس في بطني هنا!
قالت و هي بتشاور على ما أسفل معدتها بقليل بملامح منكمشة، حط إيدُه مكان إيدها بيقول و قد إنكمشت ملامحُه و كإن الألم اللي بتحسُه متوصل بيه بالظبط:
– حبيبتي .. هجيبلك حالًا دكتورة نسا تكشف عليكي!!
أومأت له بإبتسامة دافية و بصت لعينيه المرهقة بتقول بأسف:
– تعبتك معايا يا عزيز حقك عليا!!
قطب جبينه بضيق من حديثها، تحسس وجنتها الناعمة أسفل خشونة أنامله، و مال مُقبلًا معدتها قبلة تلي الأخرى مبسمًا، مقدرتش تقاوم رغبتها في إنه تحصنه، فتحت ذراعيها تدعوه لإحتضانها .. و كأنها دعتُه للجنة،أسرع يحاوط خصرها بذراعٍ و بالآخر يحاوط عنقها، بيقربها منه بحُب و بيمسح على ضهرها، قبّل عنقها و رجع بِعد بيقول برفق:
– هروح أنده للدكتورة يا حبيبي!!
أومأت له نادين بإبتسامة هادية، و بعد مغادرته إنكمشت محياها تدلك ذلك المكان الذي يؤلمها تسترجع الألم اللي حسِت بيه و كإنه كان بياخد روحها معاه!، دخلت الدكتورو و وراها عزيز، رحبت بيها الطبيبة بتقول بإبتسامة هادية:
– أخبار القمر بتاعت المُستشفى إيه!
إرتاحت نادين لإسلوبها، و قالت بطريقة مازحة هي الأخرى:
– القمر إترمرمط جامد!!
هتفت الطبيبة بضحكة:
– لاء لا عاش ولا كان، هنشوف دلوقتي سبب الممرطة دي إيه!!
و بالفعل حطت عليها غطا و فرغت ما بين قدميها و بدأت تكشف عليها و هي بتسألها شوية أسئلة تحت أنظار عزيز اللي كان واقف جنب نادين محتفظ بكفها في حضن كفُه، لحد ما قالت الدكتورة بأسف:
– بُصي يا نادين .. إنتِ بقالك فترة كويسة أوي متجوزة و محصلش حمل، النزيف ده يا حبيبتي كان بيبي .. و حصلُه إجهاض!!
شهقت نادين بصدمة، بينما توسعت أعين عزيز بيقول:
– طيب ليه يحصلُه إجهاض يا دكتور؟ أنا مكُنتش عنيف معاها في العلاقة خالص!!
أسرعت الطبيبة تقول بهدوء:
– م هو ده يا أستاذ عزيز مكانش بسبب العنف أو العلاقة من الأساس، المدام عندها مشكلة مناعية للأسف بتمنعها من الخلفة، الجهاز المناعي بتاعها بيعتبر إن البويضة كائن غريب و بيبتدي يهاجمُه كإنه شايف مرض زي الإنفلونزا مثلًا!! الحالات ديد بتكون نادرة شوية و علاقة للأسف صب،و لكن هناخد بالأسباب و تعمليلي التحاليل دي و تجيلي على عيادتي و ساعتها أديكِ العلاج!!
شعور قاسي إتملك منها، و كإنه للتو مسكت قلبها و ضربُته بعنف، إرتجف جسمها لما وصلت لنقطة إن اللي عندها علاجُه، صعب، و كإنها بذلك بتنفي إحتمالية إنها تبقى أم، تسارعت أنفاسها و هي بتسألها بـ حلق قد جف، و قطرات العرق تكونت على مقدمة جبينها:
– قصدك إني مش هخلف؟
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية أغوار عزيز – عزيز ونديم)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
هوا البارت العشرون دا هينزل امتا
منتظرين